المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيعة والتعريف بهم وبمعتقدهم


ابو عبد الرحمن
04-03-2011, 01:14 AM
:1:


الشيعة



التعريف بالفرقة ....



قام التشيع في ظاهر الأمر على أساس أن علياً رضي الله عنه وذريته هم أحق الناس بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن علياً أحق بها من سائر الصحابة بعهد من النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم يدَّعون أنهم موالون لأهل البيت ومحبون لهم، وهذه الكلمة استعملوها خداعاً ومكراً ليخدعوا بها السذج من الناس، فهم يكفِّرون العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ، ويكفِّرون أمهات المؤمنين وهن أهل البيت أصلاً وحقيقة ، وكذلك يكفِّرون عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ولا يعتقدون بإيمان عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أخو علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،



إذن فمن هم أهل البيت الذين يحبونهم الشيعة؟!!




وجواب هذا السؤال في قول محسن الأمين احد كبار الشيعة في كتابه"أعيان الشيعة":

"الشيعة قوم يهوون هواء إثرة علي رضي الله عنه ويوالونه وأولاده".
اذا فهم يقصدون بأهل البيت علي رضي الله عنه وأولاده رضي الله عنهم أجمعين ، ومن الغرائب أيضاً أنهم لا يعدون جميع أولاد علي رضي الله عنه من أهل البيت إلا الحسن والحسين. والمعروف أن علياً رضي الله عنه له أربعة عشر ولداً وثماني عشرة بنتاً.



بداية نشأة الفرقة ...



لقد عرفت سابقا ان الاختلاف ظهر في المسلمين، بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وعرفت ان المسلمون انقسموا إلى طائفتين ، طائفة ترى أحقية علي رضي الله عنه بالخلافة وترى نصرته والجهاد معه، فسموا بشيعة علي ، وفريق يرى أن قتلة عثمان ما زالوا أحياء ، لم تطلهم يد الشريعة، ولم ينالوا جزاء فعلتهم الشنيعة، فنهضوا مع معاوية رضي الله عنه وجاهدوا معه ، وآثر آخرون اعتزال هذه الفتنة ووضعَ السلاح، ولم يقاتلوا لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء.
وهكذا بدأت طلائع العقيدة الشيعية و كان أصل أصولها على يد ابن سبأ أول من شهد بالقول بفرض إمامة علي، وأن علياً وصِي محمد صلى الله عليه وسلم وهذه عقيدة النص على عليّ بالإمامة، وهي أساس التشيع ، ثم أخذ بعض أتباع هذا الرجل يغلون في علي، ووصل الأمر إلى ان قال له بعضهم وهو على المنبر «أنت ، أنت»، فقال ويلكم من أنا؟ قالوا أنت ربنا -تعالى الله- فأمر بهم، فحفرت لهم حفر وألهبت فيها النيران، وعرضهم على تلك الحفر، وطلب منهم الرجوع ومن لم يرجع عن قوله ألقي فيها، فقالوا الآن تيقَّنا بأنك أنت الله، إذ لا يعذب بالنار إلا الله، ونفى علي رضي الله عنه عبد الله بن سبأ من الكوفة بعدما بلغه أنه ينتقص الشيخين أبا بكر وعمر، لكنه بقي ينشر أفكاره وسط شيعة علي، فأدخل بعض الأفكار اليهودية إلى الإسلام، مثل القول بوصاية محمد صلى الله عليه وآله وسلم لعلي كوصاية موسى ليوشع بن نون، وكالقول بعقيدة البداء والرجعة، كما كان هذا الرجل أول من أظهر الطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله.
ومن هنا بدأ التشيع يأخذ منحىً جديداً، فلم يعد التشيع مجرد اختلاف حول أحقية علي في الخلافة، بل أصبح يحمل في طياته عقائد باطلة، كان لليهود يد مباشرة في إقحامها في العقيدة الإسلامية.

الطوائف المنبثقة عن هذه الفرقة ...



لقد انقسمت الشيعة بعد وفاة جعفر الصادق الى فرقتين ، فرقة نادت بإمامة موسى الكاظم بن جعفر الصادق . وسلسلوا الإِمامة في الأكبر سنًا من عقبه ، ولذلك لقبوا بالإِمامية الأثني عشرية . أما الفرقة الثانية التي تفرعت عن الشيعة فهي فرقة الإسماعيلية ، الذين قالوا بإمامة إسماعيل بن جعفر ، والذي تنسب إليه هذه الفرقة.
وهذا الخلاف لم يكن بعد وفاة جعفر الصادق فحسب بل بعد وفاة كل إمام من الأئمة عند الشيعة تظهر فرق جديدة، وكل طائفة تذهب في تعيين الإمام مذهباً خاصاً بها.. وتنفرد ببعض العقائد والآراء عن الطوائف الأخرى، وتدعي أنها هي الطائفة المحقة ، وقد انحصرت الفرق الشيعية المعاصرة بثلاث فرق هي:



1- الإسماعيلية : وهم الذين قالوا بإمامة بعد جعفر إسماعيل بن جعفر، ثم قالوا بإمامة محمد بن إسماعيل بن جعفر، وأنكروا إمامة سائر ولد جعفر، ومن الإسماعيلية انبثق القرامطة والحشاشون والفاطميون والدروز وغيرهم، وللإسماعيلية فرق متعددة وألقاب كثيرة تختلف باختلاف البلدان.


2- الزيدية : وهم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وسموا بالزيدية نسبة إليه ، وقد افترقوا عن الإمامية حينما سئل زيد عن أبي بكر وعمر فترضى عنهما فرفضه قوم فسموا رافضة وسمي من لم يرفضه من الشيعة زيدية لأتباعهم له وذلك في آخر خلافة هشام بن عبد الملك سنة إحدى وعشرين أو اثنين وعشرين ، والزيدية فرق منهم من لم يحمل من الانتساب إلى زيد إلا الاسم فهم روافض في الحقيقة يقولون إن الأمة ضلت وكفرت بصرفها الأمر إلى غير علي، وهؤلاء الجارودية أتباع أبي الجارود، ومنهم من يقترب من أهل السنة كثيراً وهم أصحاب الحسن بن صالح حي الفقيه القائلون بأن الإمامة في ولد علي رضي الله عنه ويتولون جميع الصحابة إلا أنهم يفضلون علياً على جميعهم.


3- الاثنا عشرية : ولان هذه الفرقة هي أشد فرق الشيعة سعياً في لإضلال العباد كما إنها استوعبت جل الآراء والعقائد التي قالت بها الفرق الشيعية الأخرى، فكانت بمثابة النهر الذي انسكبت فيه كل الجداول والروافد الشيعية المختلفة ، و هي الطائفة الشيعية الكبرى في عالم اليوم ، حتى قيل بأن لقب الشيعة إذا أُطلق لا ينصرف إلا إليها ،

وان شاء الله سوف نتعرف على هذه الفرق في دروس مقبلة بشئ من التفصيل


:2:

أبوالنور
04-03-2011, 01:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
http://www.ashefaa.com/picup/uploads/833f409cbd.gif

ابو احمد قنديل
04-03-2011, 09:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكو يا ابو عبد لرحمن

معلومات مفيدة

بارك لله فيك

ابو عبد الرحمن
04-03-2011, 11:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
http://www.ashefaa.com/picup/uploads/833f409cbd.gif (http://www.ashefaa.com/picup/uploads/833f409cbd.gif)

جزاك الله خيرا على مرورك وبارك الله فيك

ابو عبد الرحمن
04-04-2011, 12:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكو يا ابو عبد لرحمن

معلومات مفيدة

بارك لله فيك


بوركت على مرورك وجزاك الله خيرا

ام هُمام
02-07-2012, 09:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم هداهم الله وهدانا

Abdulmohsin
12-03-2012, 08:10 AM
أخي أبوعبدالرحمن:السلام عليكم
أن موضوع الفرق والملل موضوع طويل عريض وقد ألفت فيه العديد من الكتب وبالتالي لابد لنا من تمييز الغث من السمين منها من أجل الوصول الى المعلومة الصحيحة , لأني أعتقد أن كل مؤلف من هؤلاء المؤلفين لابد وأن يكون منتميا لأحد تلك الفرق أو أحد تلك المذاهب وبالتالي فأنه سوف يحاول بشتى الطرق أن يلمع صورة فرقته أو مذهبه وفي نفس الوقت أيضا سيحاول أن يسود صورة باقي الفرق أو المذاهب ... الا ما رحم ربي . وعليه لابد من البحث في كافة المصادر ذات العلاقة دون أستثناء من أجل معرفة حقائق الأمور ولا يجوز أن نرجح مصدر على مصدر قبل الأطلاع على كل المصادر .. كما أمرنا الله سبحانه بقوله :
{ فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وألئك هم أولوا الألباب *} صدق الله العظيم.
أقدم شكري وأرجو بيان المصادر لكل ما ذكرت أخي الفاضل ... وجزاك الله خيرا.

Abdulmohsin
12-12-2012, 07:42 AM
أخي أبوعبدالرحمن:السلام عليكم
أن موضوع الفرق والملل موضوع طويل عريض وقد ألفت فيه العديد من الكتب وبالتالي لابد لنا من تمييز الغث من السمين منها من أجل الوصول الى المعلومة الصحيحة , لأني أعتقد أن كل مؤلف من هؤلاء المؤلفين لابد وأن يكون منتميا لأحد تلك الفرق أو أحد تلك المذاهب وبالتالي فأنه سوف يحاول بشتى الطرق أن يلمع صورة فرقته أو مذهبه وفي نفس الوقت أيضا سيحاول أن يسود صورة باقي الفرق أو المذاهب ... الا ما رحم ربي . وعليه لابد من البحث في كافة المصادر ذات العلاقة دون أستثناء من أجل معرفة حقائق الأمور ولا يجوز أن نرجح مصدر على مصدر قبل الأطلاع على كل المصادر .. كما أمرنا الله سبحانه بقوله :
{ فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وألئك هم أولوا الألباب *} صدق الله العظيم.
أقدم شكري وأرجو بيان المصادر لكل ما ذكرت أخي الفاضل ... وجزاك الله خيرا.

أخي الفاضل .. أكرر طلبي أعلاه ... مع خالص التقدير.

Abdulmohsin
12-17-2012, 04:16 PM
أخي الفاضل .. أكرر طلبي أعلاه ... مع خالص التقدير.



الأخ أبوعبدالرحمن:السلام عليكم
أكرر طلبي أعلاه للمرة الثانية للأهمية ... وشكرا

ابو عبد الرحمن
12-18-2012, 11:01 PM
لا اعلم اخي عبد المحسن اي مصادر تتكلم عنها ، ايوجد في عصرنا هذا من يجهل ان هناك شيعة رافضة ، تحمل غلا وحقدا على أهل السنة ، يكفرون الصحابة ، يتهمون امنا عائشة بالزنا والعياذ بالله ،
لا أدري ماذا اقول لك اخي الفاضل ، ان كنت تجهل هذه الحقائق وانت من اهل السنة ، فماذا نقول لأصحاب العقائد الفاسدة ؟
على العموم اخي الفاضل تستطيع ان تجد هذا في كتب الشيعة ولن اقول لك كتب اهل السنة ، لربما يكون هذا من التحامل والكذب على الشيعة الروافض ...

Abdulmohsin
12-19-2012, 08:51 AM
لا اعلم اخي عبد المحسن اي مصادر تتكلم عنها ، ايوجد في عصرنا هذا من يجهل ان هناك شيعة رافضة ، تحمل غلا وحقدا على أهل السنة ، يكفرون الصحابة ، يتهمون امنا عائشة بالزنا والعياذ بالله ،
لا أدري ماذا اقول لك اخي الفاضل ، ان كنت تجهل هذه الحقائق وانت من اهل السنة ، فماذا نقول لأصحاب العقائد الفاسدة ؟
على العموم اخي الفاضل تستطيع ان تجد هذا في كتب الشيعة ولن اقول لك كتب اهل السنة ، لربما يكون هذا من التحامل والكذب على الشيعة الروافض ...
أخي أبو عبد الرحمن شكرا لك على ردك .. وإعلم أخي الفاضل أن الجهل متفشي في هذه الأمة , وربما أنا واحد منهم , أليس واجبا على أصحاب العلم نشر علومهم خاصة في هذا العصر الذي تكالبت فيه كل قوى الشر لمحاربة الأسلام والمسلمين ؟ ولأنني ظننت بك خيرا وحسبتك من أصحاب العلم طلبت منك ذكر أهم المصادر ...
وبالتأكيد أعني أهم مصادر الشيعة لتسهيل الأمر لي بالبحث عنها .
فإذا كان في طلبي ما يزعجك فأنا أعتذر لك ولكني أرجوك أن تلبي طلبي هذه المرة فقط وسأحصر طلبي في المصادر التي فيها إتهام صريح لأم المؤمنين بالزنا .. والعياذ بالله.
مع خالص شكري وتقديري.

ابو عبد الرحمن
12-25-2012, 02:12 AM
أخي أبو عبد الرحمن شكرا لك على ردك .. وإعلم أخي الفاضل أن الجهل متفشي في هذه الأمة , وربما أنا واحد منهم , أليس واجبا على أصحاب العلم نشر علومهم خاصة في هذا العصر الذي تكالبت فيه كل قوى الشر لمحاربة الأسلام والمسلمين ؟ ولأنني ظننت بك خيرا وحسبتك من أصحاب العلم طلبت منك ذكر أهم المصادر ...
وبالتأكيد أعني أهم مصادر الشيعة لتسهيل الأمر لي بالبحث عنها .
فإذا كان في طلبي ما يزعجك فأنا أعتذر لك ولكني أرجوك أن تلبي طلبي هذه المرة فقط وسأحصر طلبي في المصادر التي فيها إتهام صريح لأم المؤمنين بالزنا .. والعيذ بالله.
مع خالص شكري وتقديري.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعلم هداني الله واياك الى الحق بأني لا اقف عاجزا عن ذكر المصادر التي نعرفها ويعرفها كل شيعي فضلا عن السني ، وكما اعلم ان ذكر المصادر لن تعني لك شيئا ، ولن تغني ولا تسمن في معتقدك ، ولكن فقط لمجرد التشكيك ،..
وتلبية لرغبتك اخي الكريم سأزودك بمصادر الشيعة الروافض لعنهم الله لعنا كبيرا ، في طعنهم في الصحابة واهل السنة وامي ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وابقى ذكرها شوكة في حلق الروافض المارقين :

- يلخص علامة الشيعة اللبناني محمد جواد مغنية موقف الشيعة من الصحابة فيقول:"وقال الشيعة:إنَّ الصحابة كغيرهم فيهم الطيب والخبيث، والعادل والفاسق"(الشيعة في الميزان:محمد جواد مغنية، دار الشروق، بيروت–القاهرة ص440) ويقصد بالطيب والعادل علياً رضي الله عنه ومن شايعه من الصحابة كما يزعمون، بينما الخبيث والفاسق: جمهور الصحابة الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم بالخلافة.

- ذكر الكشي عدة روايات في ردة الصحابة ، فيروي عن أبي جعفر أنه قال: كان الناس أهل الردة بعد النبي إلا ثلاثة، فقلت ومن الثلاثة؟ فقال:المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي،...وذلك قول الله عز وجل:"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم" (معرفة أخبار رجال الكشي ص12،13).

- أيضا عن أبي جعفر أيضاً أنه قال: المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا - وأشار بيده – إلا ثلاثة"( معرفة أخبار رجال الكشي ص13). ويروى عن موسى بن جعفر الإمام المعصوم السابع عندهم أنه قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذي لم ينقضوا عليه؟ فيقوم سلمان، والمقداد، وأبو ذر"(معرفة أخبار رجال الكشي" ص15).

- الكليني عن جعفر عليه السلام:"كان الناس أهل ردة بعد النبي، صلى الله عليه وسلم، إلا ثلاثة، فقلت:من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي".(الكافـي-الروضة- 8/245).

- المجلسي فـي(حق اليقين ص 522) أنه قال لعلي بن الحسين مولى له:"لي عليك حق الخدمة فأخبرني عن أبي بكر وعمر؟ فقال:إنّهما كانا كافرين، والذي يحبهما فهو كافر أيضا". وفـي تفسير القمي عند قوله تعالى:"وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي"قالوا: الفحشاء أبو بكر، والمنكر عمر، والبغي عثمان".

- انظر هذه الروايات بحار الأنوار:المجلسي 333،351/22، 236/28، وانظر تفسير العياشي 1/199

- امتلأت كتب الشيعة الروافض بالروايات والأقوال السقيمة التي تنال من إيمان وأخلاق عائشة رضي الله وعفتها وطهارتها، وصدق إتباعها للنبي صلى الله عليه وسلم. ولقد ترجم محتوى هذه الكتب إلى تصريحات هابطة وأقوال سقيمة تنال من السيدة عائشة ويحكمون عليها بأنها الكافرين من أهل النار كثير من مشايخ الشيعة المعاصرين منهم: العراقي مجتبى الشيرازي، والشيعي الكويتي ياسر الحبيب، والمتشيع المصري حسن شحاته، ومن ذلك ما أقدمت عليه جماعة شيعية رافضة حاقدة بزعامة الزنديق خاسر الخبيث المسمى ياسر الحبيب من إقامة احتفال في بريطانيا يوم الجمعة17 رمضان1431 الموافق27 أغسطس 2010م بإقامة احتفال ضخم في مدينة لندن تحت رعاية (هيئة خدام المهدي) وبحضور علماء ومثقفين شيعة تحت شعار (فرحة الحسن-عائشة في النار) أقاموا هذا الاحتفال فرحا بمناسبة وفاة الطاهرة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم والصديقة بنت الصديق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها التي أنزل الله تعالى في حق عفتها وطهارتها قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، حيث أقدمت هذه الشرذمة الشيعية على لعنها وتكفيرها واتهمها بالخيانة للنبي صلى الله عليه وسلم، وصفها بأبشع الصفات وأخسها. وكذلك تضمن احتفالهم السب والشتم واللعن والتكفير للخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وشتم ولعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنهما. وبالنسبة ما فعله الخسيس ياسر الخبيث وجماعته في لندن من تكفير وشتم عائشة رضي الله عنها ليس شيئا جديدا علينا لأنَّ هذا هو معتقد الشيعة الرافضة في زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فعامة علماء الرافضة يعتقدون كفر عائشة رضي الله عنها وإنَّها من شر النساء، وإنَّها من أهل النَّار وإنها -والعياذ بالله تعالى- زنت كما صرَّح بذلك غير واحد من علمائهم كالقمي والمجلسي، والعياشي، وابن رجب البرسي وغيرهم. واذكر هنا نماذج من مروياتهم وأقوالهم التي تظهر حقدهم للسيدة الطاهرة الصديقة عائشة رضي الله عنها.

- يقول شيخ الطائفة لدى الشيعة أبو جعفر الطوسي في (كتابه الاقتصاد فيما يتعلق في الاعتقاد ص 36):"عائشة كانت مصرة على حربها لعلي، ولم تتب وهذا يدل على كفرها وبقائها عليه".(وذكر ذلك البياضي في الصراط المستقيم 1/187).

- محمد بن حسين الشيرازي القمي في (كتابه الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين ص 615):"مما يدل على إمامة أئمتنا الاثني عشر أن عائشة كافرة مستحقة للنار ..

- من الشيعة المعاصرين من يكفر ويلعن عائشة رضي الله عنها، منهم:العراقي عبد الحميد المهاجر، والمصري حسن شحاته الخطيب السابق لمسجد كوبري الجامعة، وصوته مسجل بالصوت والصورة وهو يتحدث بمدينة قم بإيران في 15 رمضان 1423هـ .

- يقول محمد باقر المجلسي:"وعقيدتنا في التبرؤ:إننا نتبرأ من الأصنام الأربعة:أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، والنساء الأربع:عائشة وحفصة، وهند، وأم الحكم، ومن جميع أشياعهم وأتباعهم، وأنهم شرُّ خلق الله على وجه الأرض، وأنّه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم".(حق اليقين ص519-فارسي- وقد قام بترجمة النص ونقله إلى العربية الشيخ محمد عبد الستار التونسوي في كتابه بطلان عقائد الشيعة ص53).

- قال العياشي:"يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب..والباب السادس لعسكر..الخ".(تفسير العياشي 2/243، وانظر البرهان للبحراني 2/345، وبحار الأنوار للمجلسي 4/378، 8/220). وعسكر هو أسم لعائشة رضي الله عنها سمَّاها بها الشيعة الروافض. كما زعم المجلسي بقوله:"ووجه الكناية عن اسمها بعسكر كونها كانت تركب جملا في موقعة الجمل يقال له عسكر".(بحار الأنوار للمجلسي 4/378، 8/220).


- وقال محمد طاهر أن عائشة رضي الله عنها كافرة ومستحقة للنار، وهو مستلزم لحقيتنا وحقية أئمتنا الاثني عشر...".( كتاب الأربعين في الأئمة الطاهرين: محمد طاهر الشيرازي النجفي القمي ص 615

- وقال بتكفيرها حسين أل عصفور البحريني في كتابه (محاسن الاعتقاد في أصول الدين، طبعة مؤسسة مجمع البحوث العلمية بالبحرين 1413هـ، ص 157).

- قال محمد نبي التوسيركاني في (الآلي الأخبار 4/92) ما نصه:"اعلم أن أشرف الأمكنة والأوقات والحالات وأنسبها للعن عليهم إذا كنت في المبال، فقل عند كل واحد من التخلية والاستبراء والتطهير مراراً بفراغ من البال: اللهم العن عمر ثم أبا بكر وعمر، ثم عثمان وعمر، ثم معاوية وعمر، ثم يزيد وعمر، ثم ابن زياد وعمر، ثم ابن سعد وعمر، ثم شمراً وعمر ثم عسكرهم وعمر، اللهم العن عائشة وحفصة وهنداً وأم الحكم، والعن من رضي بأفعالهم إلى يوم القيامة".

واخترعت الشيعة هذا الدعاء المسمى عندهم (دعاء صنمي قريش) وقد خصصوه للعن أبي بكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة:ومما جاء في هذا الدعاء:"اللهم صلى على محمد وآل محمد والعن صنمي قريش وطاغوتيهما وإفكيهما وابنتيهما اللتين خالفا أمرك وأنكرا وحيك وجحدا إنعامك وعصيا رسولك وقلبا دينك وحرفا كتابك اللهم العنهما بكل أية حرفوها وفريضة تركوها، اللهم العنهم في مكون السر وظاهرة العلانية لعنا كثيرا أبدا دائما دائبا سرمدا...إلي الخ.)والدعاء يقع فـي صفحتين ممهوراً بأختام عدة من طواغيتهم المعاصرين منهم:أبو القاسم الخوئي، ومحسن الحكيم، وآية الله شريعتمداري، وآية الله الخميني). وممن ذكر مقتطفات من هذا الدعاء الشيعي أو أشار إليه من مصنفات الشيعة:(قرة العيون:الكاشاني ص426)، و(علم اليقين:الكاشاني 2/701). و(مرآة العقول:المجلسي4/356)، و(إحقاق الحق: التستري ص 58،133-134)، و(مقدمته على تفسير البرهان:أبو الحسن العاملي 1/113-174، 226-250، 2/95، 290-294، 313-339) و(إلزام الناصب:الحائري ص219)، و(فصل الخطاب:النوري الطبرسي ص221-222)، و(حق اليقين:عبد الله شبر ص1-219)، و(البلد الأمين:الكفعمي ص511، المصباح له ص511)، و(نفحات اللاهوت: الكركي ق74/ب)، وغيرهم.

- يقول الخميني :فلو خرج سلطان على أمير المؤمنين عليه السلام لا بعنوان التدين بل للمعارضة في الملك أو غرض آخر كعائشة وزبير وطلحة ومعاوية وأشباههم أو نصب أحد عداوة له أو لأحد من الأئمة عليهم السلام لا بعنوان التدين بل لعدواة قريش أو بني هاشم أو العرب أو لأجل كونه قاتل ولده أو أبيه أو غير ذلك، لا يوجب ظاهرا شيء منها نجاسة ظاهرية، وإن كانوا أخبث من الكلاب والخنازير لعدم دليل من إجماع أو أخبار عليه". كتاب الطهارة للخميني : 3/337

واليك اخي الفاضل مصادر الشيعة باتهام ام المؤمني رضي الله عنها :

1- فالعياشي يروى عن الصادق في تفسير قوله تعالى:(وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً) سورة النحل:92، قال:التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا:عائشة هي نكثت إيمانها".(تفسير العياشي 2/269، وانظر البرهان للبحراني 2/383، وبحار الأنوار للمجلسي7/454).
2- وزعمت الشيعة أنَّ قوله تعالى:(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) التحريم:10، مثل ضربه الله لعائشة وحفصة رضي الله عنهما. وقد فسر بعضهم بالخيانة بارتكاب الفاحشة والعياذ بالله تعالى: قال القمي في تفسير هذه الآية:"والله ما عنى بقوله:(فخانتاهما) إلا الفاحشة. جاء في تفسير القمي في تفسير قوله تعالى: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما) فقال: والله ما عنى بقوله: (فخانتاهما) إلا الفاحشة! وليقيمنَّ (أي الإمام المهدي المنتظر عليه السلام) الحدَّ على عائشة فيما أتت بطريق البصرة، وكان طلحة يحبها! فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها طلحة: لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم! فزوجت نفسها من طلحة!!! (تفسير القمي 2/377).
وفي ذلك يقول الكاشاني عند تفسير الآية:"مثل الله حال الكفار والمنافقين في أنهم يعاقبون بكفرهم ونفاقهم , ولا يحابون بما بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من النسبة والمواصلة بحال امرأة نوح وامرأة لوط, وفيه تعريض بعائشة وحفصة في خيانتهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بإفشاء سره ونفاقهما إياه وتظاهرهما عليه كما فعلت امرأتا الرسولين , فلم يغنيا عنهما من الله شيئا".(تفسيره الصافي 2/720).
ويروون تفسيرا نسبوه زورا وكذبا إلى الإمام محمد بن علي الباقر للآية الكريمة:"ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبديْن من عبادنا صالحيْن فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين". سورة التحريم: 10، حيث فسّر الخيانة بالفاحشة بقوله صلوات الله عليه:"ما يعني بذلك إلا الفاحشة".(الكافي: الكليني 2/402). وقال المجلسي معلقاً على الآية في( بحار الأنوار 22/33):لا يخفى على الناقد البصير والفطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض, بل التصريح بنفاق عائشة وحفصة وكفرهما".
ويقول شيخهم جعفر مرتضى:"إننا نعتقد كما يعتقد به علماؤنا الأفذاذ وهم جهابذة الفكر والتحقيق أن زوجة النبي يمكن أن تكون كافرة، كامرأة نوح ولوط".)حديث الإفك ص 17( يقصد الخبيث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
3- يقول شيخهم مقبول أحمد في:(ترجمته لمعاني القرآن بالأردية ص840، سورة الأحزاب( ما ترجمته بالعربية:إنَّ قائدة جيوش البصرة في وقعة الجمل عائشة قد ارتكبت فاحشة مبينة حسب هذه الآية. والقمي: قال لها فلان:لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من طلحة.(تفسير القمي ص.(341
4- قال علي غروي - أحد أكبر علماء الحوزة -:"إنَّ النبيَّ لا بدَّ أن يدخل فرجه النار, لأنه وطئ بعض المشركات".(كشف الأسرار للموسوي ص24).
5- الشيعي رجب البرسي يقول:إنَّ عائشة جمعت أربعين دينارا من خيانة وفرقتها على مبغضي علي.(مشارق أنوار اليقين لرجب البرسي ص 86) وذكر هذه الفرية المجلسي في (بحار الأنوار 13/807). وقال الطبرسي:"إنَّ عائشة زينت يوما جارية كانت عندها، وقالت: لعلنا نصطاد شابا من شباب قريش بأن يكون مشغوفا بها".(احتجاج الطبرسي ص(824.
وينسب الشيعة رواية مكذوبة إلى الحسن رضي الله عنه جاء فيها:أنه لما قدم الحسن بن علي عليه السلام من الكوفة جاءت نسوة يعزينه بأمير المؤمنين عليه السلام ودخلت عليه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت عائشة:يا أبا محمد ما فقد جدك، إلا فقد أبوك.فقال لها الحسن:نسيت نبشك في بيتك ليلاً بغير قبس بحديدة حتى ضربت الحديدة كفك فصارت جرحاً إلى الآن تبغين بها جراراً خضراً فيها ما جمعت من خيانة، حتى أخذت منها أربعين ديناراً عدداً لا تعلمين لها وزناً تفرقيها في مبغضي علي من تيم وعدي وقد تشفيت في قتله !!قالت :قد كان ذلك.(بحار الأنوار للمجلسي 32/276).
ويقول الشيعي المعاصر محمّد جميل حمّود العاملي:"ظهر لنا من الدليل القاطع الذي لا يمكن رفضه بأنّ عائشة قد حصل منها ارتكاب الفاحشة مع طلحة لمّا ذهب معها إلى بصرة العراق لقتال مولى الثقلين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد فصّلنا ذلك في كتابنا الجديد القيّم الذي كان ردّاً على الرافضين لصدور الفاحشة من عائشة".(انظر موقعه على شبكة المعلومات الدولية والمسمى مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث:القسم الرئيسي: الفقه، القسم الفرعي:استفتاءات وأجوبة،
الموضوع: سؤال عن خيانة عائشة). ويقول محمد صادق الصدر في( كتاب الشيعة الإمامية ص159):"والحق أن من يقرأ صفحة حياة عائشة جيدا يعلم أنها كانت مؤذية للنبي صلى الله عليه وسلم بأفعالها وأقوالها وسائر حركاتها".
والشيعي مجتبى الشيرازي يصرح بصوته التسجيل موجود في كثير من مواقع الشيعة على الإنترنت- بوجود علاقة جنسية بين عمر الفاروق وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما. وصرح مرة بأن عائشة ارتكبت جريمة الزنا، فقال:" من جملة جرائم أفعال عائشة جريمة جنسية والفتوى على مراجع التقليد وأشير إليها إشارة سريعة بدون بيان واضح ..."(وقد بثت قناة صفا قوله ذلك).

لعل في هذا القدر كفاية ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Abdulmohsin
12-27-2012, 08:30 AM
السلام عليكم
لقد أتعبت نفسك وبذلت جهدا كبيرا لنقل هذه المعلومات الكثيرة مع أني أحببت أن أخفف عليك ذلك حيث حصرت طلبي بنقطة واحدة , فمسألة كفر بعض الصحابة (حسب التعريف الشامل لمصطلح الصحابي) أو بعض التابعين , لايحتاج الى نقاش عند توفر الأدلة , ولا يقبل المسلم العاقل أي إفتراء عن أي منهم .
ولكن أستوقفتني الفقرة التالية :
{ 5- الشيعي رجب البرسي يقول:إنَّ عائشة جمعت أربعين دينارا من خيانة وفرقتها على مبغضي علي.(مشارق أنوار اليقين لرجب البرسي ص 86) وذكر هذه الفرية المجلسي في (بحار الأنوار 13/807). وقال الطبرسي:"إنَّ عائشة زينت يوما جارية كانت عندها، وقالت: لعلنا نصطاد شابا من شباب قريش بأن يكون مشغوفا بها".(احتجاج الطبرسي ص(824.}
فأنا أعرف أن هذه التهمة أنما وردت في (مصنف إبن أبي شيبة) بروايتين , وأيضا ذكرها الحربي في (غريب الحديث) ... كما أدناه :

إبن أبي شيبة
- المصنف - كتاب النكاح - ما قالوا : في الجارية تشوف ويطاف بها - رقم الحديث : ( 259 )

13670 - ما قالوا : في الجارية تشوف ويطاف بها ، حدثنا : أبوبكر قال : ، نا : وكيع ، عن العلاء بن عبد الكريم اليامي ، عن عمار بن عمران رجل من زيد الله عن إمرأة منهم ، عن عائشة : أنها شوفت جارية وطافت بها وقالت : لعلنا نصطاد بها شباب قريش.

إبن أبي شيبة - المصنف - كتاب البيوع والأقضية - في تزيين السلعة - رقم الحديث : ( 335 / 4 )

21911 - حدثنا : أبوبكر قال : ، حدثنا : وكيع قال : ، حدثنا : العلاء بن عبد الكريم ، عن عمار بن عمران رجل من زيد الله عن إمرأة منهم ، عن عائشة : أنها شوفت جارية وطافت بها وقالت : لعلنا نصيب بها بعض شباب قريش.
و


الحربي - غريب الحديث - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 812 )

881 - حدثنا : أبوبكر وكيع ، حدثنا : العلاء بن عبد الكريم ، عن عمار بن عمران ، عن إمرأة منهم ، عن عائشة : أنها شوفت جارية وطافت بها ، قالت : لعلنا نصيد بها بعض فتيان قريش.
شكرا لك أخي على ردك وبارك الله فيك.

ابو عبد الرحمن
12-27-2012, 03:42 PM
لاعليك من التعب فالجزاء من جنس العمل ، وهذا اقل مايبذل من اجل الذب عن صحابة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
والدفاع عن امنا عائشة رضي الله عنها وعن السف الصالح ومن سار على دربهم واتبع نهجهم ..
اذا انت تقر بما ينسب على الصديقة بنت الصديق من شبهات يريد اعداءها ان يلصقوا بها التهم البشعة عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ، ومن سار على دربهم ..
ولا تفرح ياخي بما جئت به راكضا لا هثا على غث يحسبه الظمأن ماء .. ولرد هذه الشبهة اليك ماورد بهذا الافك الذي جئت به ...
أخرج هذه الرواية ابن أبي شيبة في موضعين من مصنفه بنفس السند:

17959- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْيَامِيِّ , عَنْ عَمَّارِ بْنِ عِمْرَانَ رَجُلٍ مِنْ زَيْدِ اللهِ , عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ , عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا شَوَّفَتْ جَارِيَةً وَطَافَتْ بِهَا وَقَالَتْ : لَعَلَّنَا نَتَصَيد بِهَا شَبَابَ قُرَيْشٍ.

22792- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ عِمْرَانَ رَجُلٍ مِنْ زَيْدِ اللهِ ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ ، عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّهَا شَوَّفَتْ جَارِيَةً وَطَافَتْ بِهَا وَقَالَتْ: لَعَلَّنَا نَتَصَيَّد بِهَا بَعْضَ شَبَابِ قُرَيْشٍ.

وكما ترى فإن الرواية قامت على مجهول، ألا وهو المرأة التي حدثت بهذه الحادثة، وهذا عند علماء الحديث من أضعف الأسانيد.

وأيضا عمار بن عمران أورده البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ ابن حجر: ذكره البخاري في الضعفاء.

(راجع لسان الميزان 47/6 رقم 5543 طبعة أبو غدة)

وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: لا يصح حديثه.

فتبين أن الرواية فيها ضعيف ومجهول فأنّى لها الصحة والاعتبار، وبهذا يعرف حال الذين يلوكون ألسنتهم بها أنهم ما أرادوا إلا الطعن بعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا من حيث الرواية أما من حيث الدراية فيمكن أن يقال –من باب الجدل- أنّ ابن أبي شيبة رواها في بابين بنفسد السند الأول: باب: مَا قَالُوا فِي الْجَارِيَةِ تُشَوَّفُ وَيُطَافُ بِهَا.

أي لأجل بيعها، والتشويف هو تزيين ما يحلّ إظهاره منها وهو وجهها، وإلباسها الملابس الجميلة في أعين الخاطب أو من يريد شراءها، وهذا عرف شائع عندهم لا غرابة فيه.

والباب الثاني هو: فِي تَزْيِينِ السِّلْعَةِ. ويقال فيه ما قيل في الأول.

وبذا تسقط هذه الشبهة من أساسها رواية ودراية.

ويسقط معها أيضا الخائضون فيها والمبغضون للصديقة بنت الصديق في الدرك الأسفل من النار إن لم يتوبوا.


ننتظر الجديد من الشبهات للرد عليها

almojahed
12-27-2012, 06:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي ابو عبد الرحمن على هذا الجهد المبارك في الرد على ماورد من الشبهات
كذلك الشكر موصول لأخي عبد المحسن الذي لا زال يشحذ هممنا للبحث و إطلاع الناس على ضلالات الفرق و شبهاتهم و خاصة الروافض الذين ما تركوا رمزا من رموز هذا الدين إلا و طعنوا فيه و شككوا فيه فلا أدري هل بقي لهم إسلام أو بقي لهم دين .. الله المستعان

Abdulmohsin
01-07-2013, 08:17 AM
لا اعلم اخي عبد المحسن اي مصادر تتكلم عنها ، ايوجد في عصرنا هذا من يجهل ان هناك شيعة رافضة ، تحمل غلا وحقدا على أهل السنة ، يكفرون الصحابة ، يتهمون امنا عائشة بالزنا والعياذ بالله ،
لا أدري ماذا اقول لك اخي الفاضل ، ان كنت تجهل هذه الحقائق وانت من اهل السنة ، فماذا نقول لأصحاب العقائد الفاسدة ؟
على العموم اخي الفاضل تستطيع ان تجد هذا في كتب الشيعة ولن اقول لك كتب اهل السنة ، لربما يكون هذا من التحامل والكذب على الشيعة الروافض ...

أشكر لك ردك الجميل بارك الله فيك أخي أبوعبدالرحمن.
وأسمح لي أن أذكر بعض ما حصلت عليه من أحد مصادرهم .. وواضح فيه خلاف لبعض ما ذكرته في موضوعك أو توضيح للبعض :

من الأمور التي أدت إلى التخبط والخلط والوقوع في كثير من الإشتباهات عدم التمييز الدقيق بين الفرق الإسلامية ، وعدم التفريق بين الفرق الإعتقادية والفقهية وغيرها
وهو ما يستدعي أنْ نقسم الفرق تقسيماً علمياً دقيقاً ، ويمكن القول بأنّ الفرق تنقسم إلى قسمين :
الأول : الفرق العقائدية .
الثاني : الفرق الفقهية .
والفرق العقائدية تنقسم إلى الأقسام الرئيسية التالية :
ا- الشيعة .
2- السنة .
3- المعتزلة .
4- المرجئة .
5- الخوارج .
وأما الفرق الفقهية فهي كثيرة جداً أبرزها عند السنة المذاهب الأربعة ، ومن ثم المذهب الظاهري ، ومذهب الحافظ محمد بن جرير الطبري وعند الشيعة الإمامية تنقسم الاتجاهات الفقهية إلى اتجاهين رئيسيين : وهما الاتجاه الأصولي والاتجاه الإخباري ، ولا نريد هنا أنْ نخوض في جميع التفاصيل بانقسامات الفرق الإسلامية ، ولكن لا بد من التنبيه على ما يمكن من خلاله أنْ نميز به كل مذهب عن الآخر في أقواله ومعتقداته ، حتى لا نقع في الخلط والاشتباه ، فإنّ كثيراً من الباحثين في مسائل الخلاف في العقيدة أو غيرها وقعوا في كثير من الإشتباهات الخطيرة في معرفة المذاهب الإسلامية مما أدى إلى فقدان الموضوعية في البحث ، ولتوضيح هذا الأمر نحتاج إلى الحديث في عدة فصول :

172 ................................................ المنهج الصحيح لمعرفة آراء الفرق والمذاهب الإسلامية
الفصل الأول
الأسلوب الصحيح لمعرفة مذهب الشيعة الإمامية
الشيعة الإمامية عنوان عام تندرج في ضمنه أغلبية الشيعة الذين يعتقدون بإمامة الأئمة الإثنى عشر (ع) من بعد رسول الله (ص) ، وما ينسب إليهم يمكن تقسيمه إلى الأقسام التالية :
الأول : ما هو معلوم لديهم بالضرورة بكونه من المذهب ،كالقول بإمامة أمير المؤمنين (ع) بلا فصل بعد رسول الله (ص) .
الثاني : ما كان محل بحث واجتهاد ، ولم تتفق فيه كلمتهم على قول واحد كما هو الحال بالنسبة لكثير من الأقوال عند سائر المذاهب الإسلامية ، فإنّ الخلاف بين المذاهب الأربعة وغيرها من أهل السنة لا يقل عن الخلاف بينهم وبين الشيعة في مسائل العقيدة والفقه وغيرهما ، وهذا الصنف من المسائل لاشك في صحة نسبته لقائله ، ولكن قول أحد من الفقهاء فيه ليس بالضرورة يمثل الصحيح من المذهب ، ففرق بين أنْ يُقال أنه مذهب الشيعة الإمامية ، وبين أنْ يُقال أنه قول بعض الشيعة الإمامية ، كما أنّ المسائل التي هي محل اجتهاد عند السنة كذلك ، الصحيح أنْ تنسب لقائلها ، وأما نسبتها إلى جميع

الإنصاف في مسائل الخلاف ج1 .................................................. ........................ 173
السنة أو الصحيح من مذهبهم فقد يكون غير موافق للأمانة العلمية .
الثالث : ما كان قول عامة الشيعة بخلافه ، وكان من الأقوال الشاذة التي يكفي إعراض الفقهاء على ممر التاريخ عنه دليلاً على عدم كونه من المذهب وإنما ينسب إلى قائله كقول شاذ اختص به ذلك القائل ، وأنه لا علاقة له بمذهب الإمامية ، وهو مقتضى الدقة العلمية ، وتكثر الأقوال الشاذة في بعض الحالات لا يستلزم كونه من الأقوال المسلمة ولا ينافي شذوذها ، إذ أنَّ هذا التعدد والتكثر لا يخلو في الحال من أحد أمرين :
أحدهما : أنْ يكون هذا التعدد والكثرة وقع في زمان واحد وفي أوقات متقاربة ، فحينئذ لا يمكن مع كثرة الأقوال دعوى الشذوذ كما هو واضح .
ثانيهما : أنْ تكون الكثرة نتيجة قول جماعة متفرقة في قرون طويلـة بـه ، كأنْ يكون قولاً شاذاً قال به عدة متفرقون في أكثر من عشرة قرون ، فمثل هذا التعدد من الواضح أنه لا يتنافى مع كون القول من الأقوال الشاذة والنادرة فوجود عشرين أو ثلاثين خلال ألف سنة في الآف الفقهاء والمحققين عدد نادر لا يُعتد به ، كما في قول جماعة منهم الشيخ الصدوق (قدس سره) بجواز صدور السهو من النبي (ص) في الصلاة ، فإنه وإنْ قال به بعض فقهاء الإمامية ، لكنه قول شاذ نادر أعرض عنه الفقهاء ولم يقبلوه ، ونفس

174 ................................................ المنهج الصحيح لمعرفة آراء الفرق والمذاهب الإسلامية
إعراض الفقهاء وتسالمهم على رفضه هو في حد ذاته دليل على عدم كون ذلك القول من المذهب ، وإنما غاية ما في الأمر أنه قول شاذ قال به بعض الفقهاء ، ولا يصح إلزامهم به ، ولا فرق في صحة نسبة هذه الأقوال بين أن ينسب ذلك إلى الشيعة أو السنة .
الرابع : ما قال به بعض المنتسبين إلى الشيعة الإمامية ، ولكن حكم عامة الفقهاء منهم بكونهم من الغلاة أو المقصرين ، فإنّ فقهاء الشيعة بالنسبة لما يرتبط بالإفراط والتفريط اتخذوا مواقف شديدة من ثلاثة فئات :
الأولى : النواصب ، ويقصدون بهم الذين ينصبون العداء لأهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
الثانية : الغـلاة ، ويقصـدون بهم الذين قالـوا في أئمة الهـدى من أهل البيت (ع) ما فيه مبالغة من استلزام التأليه والكفر والعياذ بالله تعالى أو غير ذلك من المبالغات كالقول بالتفويض .
الثالثة : المقصرون : وهم الذين نفوا بعض فضائل المعصومين (ع) وقالوا فيهم دون حقهم وأدنى ومراتبهم التي فضلهم الله عز وجل بها .
ولم يتخذوا موقف المواجهة للغلاة فقط ، بل حكم بكفر بعض الغلاة ونجاستهم .

الإنصاف في مسائل الخلاف ج1 .................................................. ........................ 175
ولو تتبعنا كتب الشيعة الإمامية قديما وحديثاً فسنجد لها حديثاً واسعاً جداً في التنبيه على الغلو والتحذير منه ، وفي ذكر الغلاة ومقولاتهم ، ففي تراجم الرواة والفقهاء وغيرهم نبهوا على عدة أشخاص وصفوهم بأنهم من الغلاة ، وبل حذروا الناس منهم وضعفوا أحاديثهم ، ولذكر بعض الشواهد على ذلك :
1- ذكر الشيخ النجاشي (قدس سره) في ترجمة سهل بن زياد الآدمي الرازي ، والذي يعتبر من الرواة المشهورين المكثرين لنقل الحديث أنّ أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي الذي كان كما يذكر شيخ الطائفة الطوسي (قدس سره) وجه الشيعة بقم وفقيهها غير مدافع ، وكان من أصحاب الأئمة الطاهرين وقد لقي الإمام الرضا (ع) (1) كان يشهد عليه بالغلو والكذب ، وبسبب غلوه وكذبه أخرجه من قم إلى الري (2) ، وهو ما أدى إلى أنْ يحكم بضعفه في الحديث عدة من فقهائنا منهم الشيخ الصدوق وشيخه ابن الوليد ، ومنهم الشيخ النجاشي الذي قال فيه : كان ضعيفاً في الحديث غير معتمد عليه فيه ، ومنهم شيخ الطائفة الطوسي (قدس سره) الذي قال فيه : وهو ضعيف جداً عند نقاد الأخبار . (3)

(1) معجم رجال الحديث ج2 ص 297 رقم 898 .
(2) معجم رجال الحديث ج8 ص 338 رقم 5629 .
(3) معجم رجال الحديث ج8 ص 338 رقم 5629 . 176 ................................................ المنهج الصحيح لمعرفة آراء الفرق والمذاهب الإسلامية
وكلمات الفقهاء والمحدثين من الشيعة الإمامية نظير ما تقدم بشأن سهل بن زاد كثيرة جداً ، لا تخفى على من راجع الكتب المدونة في أحوال الرواة .
2- لا يختلف فقهاء الإمامية في أنّ الغلو المستلزم لإنكار الربوبية أو التوحيد أو النبوة أو المستلزم للقول بنبوة أحد بعد رسول الله (ص) يستوجب الكفر والنجاسة (1) ، وأما إذا لم يستلزم ذلك ، فهو وإنْ لم يقتضي الحكم عليهم بالكفر لكن مع ذلك يحكم بكونهم من المذاهب الفاسدة ومن المنحرفين ، يقول الإمام الخميني (قدس سره) : وأما الغلاة ، فإنْ قالوا بإلهية أحد الأئمة عليهم السلام مع نفي إله آخر أو إثباته أو قالوا بنبوته فلا إشكال في كفرهم ، وأما مع الاعتقاد بألوهيته تعالى ووحدانيته ، ونبوة النبي صلى الله عليه وآله ، فلا يوجب شيء من عقائدهم الفاسدة كفرهم ونجاستهم . (2)
وصرّح بهذا المعنى

(1) راجع مثلاً : جواهر الكلام ج6 ص 50 ، بلغة الفقيه ج4 ص 195 ، المعتبر في شرح المختصر ج1 ص 98 ، مختلف الشيعة ج1 ص 237 ، منتهى المطلب ج1 ص 152 ، تحرير الأحكام ج2 ص 171 من الطبعة الحجرية ، البيان للشهيد الأول (قدس سره) ص 24 ، روض الجنان ص 157 ، شرح اللمعة ج3 ص 139 ، العروة الوثقى ج1 ص 68 .
(2) كتاب الطهارة للإمام الخميني (قدس سره) ج 3 ص 339 .
الإنصاف في مسائل الخلاف ج1 .................................................. ........................ 177
عدد كبير من الفقهاء أيضاً منهم السيد المحقق الخوئي والسيد الشهيد الصدر (قدس سره) . (1)
وبل وصرح الفقهاء ومنهم المحقق الحلي والعلامة الحلي والشهيدان الأول والثاني وغيرهم بأنّ سائر الفرق الإسلامية تتوارث ولكن الخوارج والنواصب والغلاة لا يرثون المسلمين ، ومـن العبارات الواردة بهذا الشأن :
أ- قـول العـلامة الحلي (قدس سره) : فالإمامي يرث السني وبالعكس ، وأما الغلاة
فلا يرثون مسلماً . (2)
ب – قول السيد محمد بحر العلوم (قدس سره) في بلغة الفقيه : كما أنّ المسلمين يتوارثون على اختلاف مذاهبهم لاتحادهم في الملة ، إلا الغلاة والنواصب وشبههم فإنهم كفار وإنْ انتحلوا دين الإسلام . (3)
3- اهتم فقهاء الشيعة الإمامية بالتنبيه على المقالات والآراء المتداولة في المصنفات أو بين النـاس ، ونكتفي بذكـر شاهـد على ذلك من شواهد في غاية الكثرة ، يقول الشيخ المفيد (قدس سره) في المسائل السروية : ... إنّ الأخبار بذكر الأشباح تختلف ألفاظها

(1) التنقيح في شرح العروة الوثقى ج2 ص 73 ، شرح العروة الوثقى للشهيد الصدر (قدس سره) ج3 ص 305 .
(2) تحرير الأحكام ج1 ص 171 من الطبعة الحجرية .
(3) بلغة الفقيه ج4 ص 195 .
178 ................................................ المنهج الصحيح لمعرفة آراء الفرق والمذاهب الإسلامية
وتتباين معانيها ، وقد بنت الغلاة عليها أباطيل كثيرة ، وصنفوا فيها كتباً لغو فيها وهذوا فيما أثبتوه من معانيها ، وأضافوا ما حوته الكتب إلى جماعة من شيوخ أهل الحق ، وتخرصوا بإضافتها إليهم ، من جملتها كتاب سموه > الأشباح والأضلة < ، ونسبوا تأليفه إلى محمد بن سنان ، ولسنا نعلم صحة ما ذكروه في هذا الباب عنه ، فإن كان صحيحاً فإن ابن سنان قد طُعن عليه ، وهو متهم بالغلو ، فإنْ صدقوا في إضافة هذا الكتاب إليه فهو ضال بضلاله عن الحق ، وإنْ كذبوا فقد تحملوا أوزار ذلك . (1)
هذه بعض الشواهد على موقف علماء الشيعة من الغلو ، كما أنهم تكلموا في ذم النصب ونجاسة النواصب وكفرهم أو كونهم بحكم الكفار ، ويقصدون بالنواصب من نصب العداء لأهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وليس مطلق من خالفهم في المذهب والاعتقاد كما افترى بذلك عليهم الكثير من الكذابين ، وتكلمـوا أيضاً في ذم التقصير ومذاهب المقصرين .
وبعد هذا يتضح أنـه لا يصح نسبـة كـل قـول إلى الشيعة الإمامية ، بلا ضابطة بل لابد من التمييز بين مذهب الحق وأقوال الغلاة وأقوال المقصرين ، فإذا نسب قول الغلاة إلى الغلاة المنتسبين للإمامية فإنّ هذه

(1) المسائل السروية ص 38 .
الإنصاف في مسائل الخلاف ج1 .................................................. ........................ 179
النسبة تكون نسبة دقيقة تتناسب مع الأمانة العلمية ، وأما نسبة ما يقوله بعض الغلاة إلى جميع الشيعة على العموم والإطلاق ، فإنْ ذلك لا يكون سوى كذب وافتراء إذا كان المتهم ملتفتاً لذلك ، وإلا فهو محض اشتباه وجهل ممن قام بنسبة القول إليهم ومثل هذا في الكتب والمصنفات وكلمات الخصوم ، بل الجهلة من غير الخصوم ليس بعزيز .

180 ................................................ المنهج الصحيح لمعرفة آراء الفرق والمذاهب الإسلامية
الفصل الثاني
تشخيص ما ينسب إلى مذهب الشيعة وما لا ينسب إليه
يمكن القول على ضوء ما اتضح في الفصل السابق ، أنّ الأقوال المنسوبة إلى المذهب الشيعي الإمامي تنقسم إلى عدة أقسام :
الأول : ما هي ثابتة من المذهب ومعلومة منه بالضرورة ، كالقول بإمامة الأئمة الإثنى عشر (ع) ، وكالقول بجـواز الجمـع بين الصلاتين وكالقول بأنّ قول > حي على خير العمل < جزء من الأذان ، وغير ذلك .
الثاني : ما هو محل بحث واجتهاد عندهم ، فمثل هذه الأقوال إذا اختلف فيها الفقهاء لم يصح نسبة أحد الأقوال فيها إلى المذهب ، وإنما الصحيح أنْ تنسب إلى القائل بها ، والمناقشة فيها تكون رداً على من قال بها ، ولا تكون رداً على المذهب ، ولا فرق في هذا القسم بين السنة والشيعة ، فما قال به بعض علماء السنة دون بعض لا يصح أنْ ينسب لمذهب عامة السنة ، وعلى تقدير فساده إنما يرد على من قال به منهم لا على الجميع .

الإنصاف في مسائل الخلاف ج1 .................................................. ........................ 181
الثالث : أنْ يكون القول قول أفراد شذوا عن المذهب بحيث لا يُصح نسبة قولهم حتى في نطاق المساحة الاجتهادية ، بل يعد نوع من الشطح والخروج عن مقتضى قواعد البحث وأصوله ، وهذا نجده كثيراً عند التتبع لدى بعض العلماء كقول الشيخ الصـدوق (قدس سره) بجـواز صـدور السهو من الرسول الأعظم (ص) ، وكقول بعض بأن شهر رمضان المبارك لا يزيد ولا ينقص عن الثلاثين يوما ً ، ولذا قال السيد المرتضى علم الهدى (قدس سره) : إنّ الصحيح من المذهب اعتبار الرؤية في الشهور كلها دون العدد ، ولم يقل بخلاف ذلك من أصحابنا إلا شذوذ خالفوا الأصول ، وقلدوا قوماً من الغلاة تمسكوا بأخبار رويت عن أئمتنا عليهم السلام غير صحيحة ولا معتمدة ولا ثابتة ، ولأكثرها إنْ صح وجه من تخرجه عليه . (1)
وبالجملة ، فمقتضى الموضوعية في البحث ، وضوابط التتبع ، وسلامة النقد التمييز بين الأقوال ، وعدم الخلط ونسبة كلما وجد في كتب أحد على الجميع حتى لو ادعى الإجماع أو التسالم ، فمجرد الدعوى لا تكفي في ثبوته ، فكم في كتب السنـة مـن دعوى الإجمـاع لا يقبـل بها أكثـرهم كما سنبين ذلك مما سيأتي إنشاء الله تعالى .

(1) رسائل السيد المرتضى (قدس سره) ج1 ص 157 .

182 ................................................ المنهج الصحيح لمعرفة آراء الفرق والمذاهب الإسلامية
الفصل الثالث
معرفة ما انفرد به الشيعة
في الكتب التي دونت في المسائل الخلافية حديث كثير عن عقائد الشيعة التي يزعم القائلون أنهم انفردوا بها دون غيرهم من المسلمين ، وإنما يذكرها هؤلاء كمدخل لأجل الطعن على الشيعة بذلك ، وهذه النسب التي تذكر يمكن أنْ نسجل عليها عدة ملاحظات مهمة :
الأولى : أنّ نفس التفرد لا يصح أنْ يكون طعناً عليهم إذا كان لديهم عليه دليل من الكتاب أو السنة ، كما أنّ ليس مذهب الشيعة الإمامية هو المذهب الوحيد الذي لديه بعض الكلمات التي تفرد بها ، فكثير من المذاهب تفردت عن غيرها بأقوال كما سيأتي التعرض لبيانه إنشاء الله تعالى ، ومن الكلمات التي فيها بعض الإنصاف بهذا الشأنْ كلام ابن قيم الجوزية أبرز تلامذة ابن تيمية في كتابه ، حيث استدل بكلام الشيعة الإمامية وإجماعهم لإثبات بعض الأحكام الشرعية ، وقال في مقام بيان عدم وقوع الطلاق بالحلف عليه :
الوجه التاسع : أنّ فقهاء الإمامية من أولهم إلى آخرهم ينقلـون عـن أهل البيت (ع) أنه لا يقع الطلاق المحلوف به ، وهذا

الإنصاف في مسائل الخلاف ج1 .................................................. ........................ 183
متواتر عندهم عن جعفر بن محمد (ع) وغيره من أهل البيت (ع) .
ثم قال : وهب أنّ مكابراً كذبهم كلهم وقال : قد تواطئوا على الكذب عن أهل البيت (ع) ففي القوم فقهاء وأصحاب علم ونظر واجتهاد ، وإنْ كانوا مخطئين مبتدعين في أمر الصحابة ، فلا يوجب ذلك الحكم عليهم كلهم بالكذب والجهل ، وقد روى أصحاب الصحيح عن جماعة من الشيعة وحملوا حديثهم ، واحتج به المسلمون ، ولم يزل الفقهاء ينقلون خلافهم ويبحثون معهم ، والقوم وإنْ أخطأوا في بعض المواضع لم يلزم من ذلك أنْ يكون جميع ما قالوه خطأ حتى يرد عليهم هذا ، لو انفردوا بذلك عن الأمة ، فكيف وقد وافقوا في قولهم من حكينا قولهم ، وغيره ممن لم تقف على قوله . (1)
الثانية : كثير من الآراء نسبها البعض إلى الشيعة الإمامية بنحو التفرد لأنه ليس لديهم إطلاع سوى على رأي المذاهب الأربعة ، وقد يطلعون بالإضافة إلى ذلك على رأي خصوص ابن حزم من الظاهرية وعلى أقوال ابن تيمية ، والحال أنّ المذاهب الإسلامية بما فيها المذاهب السنية أوسع من ذلك بكثير ، فعدد كبير من علماء السنة لم يكن من أتباع المذاهب الأربعة ، وسلفهم الذي سبقهم من

(1) الصواعق المرسلة ج2 ص 616 ، 617 ط . دار العاصمة / الرياض سنة 1312 هـ .
184 ................................................ المنهج الصحيح لمعرفة آراء الفرق والمذاهب الإسلامية
الفقهاء لم يكونوا من أتباعهم أيضاً ، وفقهاء الأمصار عبر التاريخ عددهم في غاية الكثرة ممن لديهم أقوال لا توجد عند أئمة المذاهب الأربعة ولا المذهب الظاهري ، ولنأخذ موضوع زواج المتعة كمثال من أمثلة ما نسب إلى الشيعة القول بالتفرد به ، والحال وافقهم فيها عدد من الفقهاء الذين لهم مكانتهم المميزة عند السنة ، ولنذكر شواهد على ذلك عند أولئك الفقهاء :
1- الفقيه الحافظ عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي ، أحد كبار الفقهاء المعتمدين عند السنة ، قال فيه الذهبي : الإمام العلاّمة الحافظ ، شيخ الحرم ، أبو خالد وأبو الوليد القرشي ، الأموي ، المكي ، صاحب التصانيف ، وأول من دون العلم بمكة . (1)
وقال فيه أيضاً : وكان شيخ الحرم بعد الصحابة عطاء ومجاهد ، وخلفهما قيس بن سعد وابن جريج ، ثم تفرد بالإمامة ابن جريج ، فدون العلم وحمل عنه الناس ، وعليه تفقه مسلم بن خالد الزنجي ، وتفقه بالزنجي الإمام أبو عبد الله الشافعي ، وكان الشافعي بصيراً بعلم ابن جريج ، عالماً بدقائقه ، وبعلم سفيان بن عيينة ، وروايات ابن جريج وافرة في الكتب الستة ،

(1) سير أعلام النبلاء ج6 ص 325 رقم 138 .
الإنصاف في مسائل الخلاف ج1 .................................................. ........................ 185
وفي مسند أحمد ، ومعجم الطبراني الأكبر ، وفي الأجزاء . (1)
وقال فيـه أيضاً : وهو في نفسـه مجمع على ثقتـه (2) ، فهـو مـن الفقهاء المتقدمين على أئمة المذاهب الأربعة وأقرب منهم إلى جيل الصحابة ، وهو من القائلين بزواج المتعة ، مع أنه تزوج بسبعين امرأة ، بل نقل عنه الإمام الشافعي أنه تزوج بتسعين امرأة ، ولذا قال الذهبي فيه (3) : مجمع على ثقته ، مع كونه قد تزوج نحو من سبعين امرأة نكاح المتعة ، كـان يرى الرخصـة في ذلك وكان فقيه أهل مكة في زمانه .
بل في بعض المصادر كسير أعلام النبلاء : وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول : استمتع ابن جريج بتسعين امرأة حتى أنه كان يحتقن في الليل بأوقية شيرج طلباً للجماع . (4)
2- قال ابن حزم الفقيه الظاهري في المحلى أثناء حديثه عن زواج المتعة : وقد ثبت على تحليلها بعد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم جماعة من السلف رضي الله عنهم منهم من الصحابة رضي الله عنهم أسماء بنت أبي بكر الصديق وجابر بن عبد الله

(1) سير أعلام النبلاء ج6 ص 332 .
(2) ميزان الاعتدال ج4 ص 404 رقم 5232 .
(3) ميزان الاعتدال ج4 ص 404 رقم 5232 .
(4) سير أعلام النبلاء ج6 ص 333 . 186 ................................................ المنهج الصحيح لمعرفة آراء الفرق والمذاهب الإسلامية
وابن مسعود وابن عباس ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن حريث وأبو سعيد الخدري وسلمة ومعبد أبناء أمية بن خلف ورواه جابر بن عبد الله عن جميع الصحابة مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدة أبي بكر وعمر إلى قرب آخر خلافة عمر .
إلى أن قال : ومن التابعين طاووس وعطاء وسعيـد بن جبير وسائر فقهاء مكة أعزها الله وقد تقصينا الآثار المذكورة في كتابنا الموسوم بالإيصال . (1)
3- قال الإمام الشافعي في كتاب اختلاف الحديث : قد علمنا أنّ ابن عباس يخالف عمر في نكاح المتعة . انتهى (2) ، وابن عباس عند السنة من جيل الصحابة ، بل عند السنة متقدم في العلـم على أئمة المذاهب الأربعة .
وسيأتي التعرض لتفاصيل الأقـوال في زواج المتعـة عنـد البحث فيها إنشاء الله تعالى .
ومن الشواهد المتقدمة ومن غيرها التي سيأتي التعرض لها إنشاء الله تعالى يتضح أنّ نسبة القول بالتفرد بجواز المتعة ناتج من قلة الإطلاع ، والنظر إلى الأمور بعين ضيقة ،

(1) المحلى ج9 ص 519 ، 520 ط.1 وج9 ص 129 مسألة 1858 ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1408 هـ .
(2) اختلاف الحديث للإمام الشافعي ص 257 .
الإنصاف في مسائل الخلاف ج1 .................................................. ........................ 187
وحصر فهم الدين بنطاق أقوال معينة ، وما مسألة جواز زواج المتعة إلا كمثال من أمثلة كثيرة لا يسع المقام لسردها ، وبيان خطأ من نسب الشيعة فيها إلى التفرد .
الثالثة : في كثير من الأحيان حتى آراء أئمة المذاهب الأربعة يتم الإطلاع عليها أو عرضها بشكل مبتور ، وغير مكتمل ، فأقوال أئمة المذاهب الأربعة في كثير من المسائل فيها روايات وأقوال متضاربة رويت عنهم ، ناهيك عن كون بعضهم كالإمام الشافعي له مذهبان مذهبه القديم ، ومذهبه الجديد ، بل قد تتعدد الأقوال داخل المذهب الواحد كما في تعدد أقوال أبي حنيفة وأصحابه أبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهم ، وكما يحصل الإختلاف في بعض المسائل بين المالكية أنفسهم (1) وفي بعض الأحيان نجد بعض أئمة المذاهب الأربعة يقولون شيئاً يوافقون به الشيعة أو ينقل عنهم بنقل معتبر ، ومن ثم يخالفهم فيه أتباعهم أو ينقلون عنهم فيه العكس من ذلك ، ولنذكر لبيان ذلك مثالين :

(1) مما ينبغي الإشارة إليه أنّ أتباع مالك يختلفون عنه كثيراً في نقل المسائل ، فأتباعه من أهل المغرب ينقلون عنه أموراً يخالفهم فيها في النقل عنه أهل المشرق ، وهذا لا يخفى على من تتبع الأقوال في نطاق المذهب المالكي .
188 ................................................ المنهج الصحيح لمعرفة آراء الفرق والمذاهب الإسلامية
الأول : المنقـول عـن أئمـة المـذاهب الأربعـة القول بحرمة زواج المتعة ، ولكن هذا بالنسبة لبعضهم كمالك وأحمد بن حنبل على بعض الروايات وفي المصادر الفقهية نقل آخر يحكي عنهما القول بجواز زواج المتعة ، يقول السرخسي في المبسوط : وتفسير المتعة أن يقول لامرأته : أتمتع بك كذا من المدة بكذا من البذل ، وهذا باطل عندنا جائز عند مالك بن أنس وهو الظاهر من قول ابن عباس رضي الله عنه . (1) ، ونسب القول بزواج المتعة لمالك عدة من فقهاء السنة ونفاه آخرون أيضاً ، وسيأتي التعرض له عند الحديث عن حكم زواج المتعة إنشاء الله تعالى . (2)
وقال ابن مفلح الحنبلي في المبدع أثناء نقله لقول أحمد بن حنبل في زواج المتعة (3) : وسأله ابن منصور عن المتعة ؟ فقال : اجتنبها أحب إلي ، فأثبت ذلك أبو بكر في الخلاف رواية وأبى ذلك القاضي في خلافه ، وقـال ابن عقيل : إن أحمد رجع . وتقي الدين يقول توقف عن لفظ الحرام ولم ينفه

(1) المبسوط ج5 ص 152 ، وراجع : زواج المتعة للعلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي ج2 ص 43 .
(2) راجع : عون المعبود ج6 ص 59 ط . دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1410 هـ .
(3) المبدع ج7 ص 87 ط. المكتب الإسلامي / بيروت سنة 1400هـ .
الإنصاف في مسائل الخلاف ج1 .................................................. ........................ 189
وعـن ابن عباس أنه أجازه وإليـه ذهب أكثر أصحـابه قال ابن جريـج وحكي ذلك عن أبي سعيد وجابر .
وقال المرداوي الحنبلي في الإنصاف : الصحيح من المذهب أن نكاح المتعة لا يصح وعليه الإمام أحمد رحمه الله والأصحاب ، وعنه : يكره ويصح ذكرها أبو بكر في الخلاف وأبو الخطاب وابن عقيل . وقال : رجع عنها الإمام أحمد رحمه الله قال الشيخ تقي الدين رحمه الله توقف الإمام أحمد رحمه الله عن لفظ الحرام ولم ينفه . (1)
وهذا النقل يظهر منه على الأقل أنّ أحمد بن حنبل كان قائلاً بجوازها في أحـد قوليـه ، وسيأتي التعـرض لتفصيل ذلك عند البحث في حكم زواج المتعة إنشاء الله تعالى .
وهذا المقدار يظهر منه أنّ نسبة التفرد إلى الشيعة ليس فقط ناتجاً عن عدم الإطلاع على جميع أقوال السلف ، بل حتى على فقه أئمة المذاهب الأربعة بالدقة والتتبع ، وإنما يؤخذ بالسذاجة وعدم التدقيق .
الثاني : كثير من الكتب التي صنفت بهدف تشويه مذهب الشيعة الإمامية أعلى الله تعالى كلمتهم بالغت في الطعن على الشيعة لفتوى بعض فقهائهم بجواز وطيء المرأة دبراً ، والمسألة عند الإمامية من المسائل الخلافية

(1) الإنصاف ج8 ص 163 ط. دار إحياء التراث العربي / بيروت .
190 ................................................ المنهج الصحيح لمعرفة آراء الفرق والمذاهب الإسلامية
والحال أنّ القائل فيها من علماء السلف المعتمدين عند السنة كثرة ، بل الإمام مالك نفسه وإنْ بالغ بعض السنة في نفيها عنه كان قائلاً بجواز ذلك ، بل بعض علماء السنة كـان يمارس ذلك فضلاً عن قوله بالجـواز ، ولنذكر بهذا الشأن ما
يقطع الشك باليقين :
1- يقول الحافظ الفقيه محمد بن جرير الطبري في كتابـه اختلاف الفقهاء :
واختلفوا في إتيان النساء في أدبارهن بعد إجماعهم أن للرجل أن يتلذذ من بدن المرأة بكل موضع منه سوى الدبر ، فقال مالك : لا بأس بأن يأتي الرجل امرأته في دبرها كما يأتيها في قبلها ، حدثنا بذلك يونس ، عـن ابن وهب ، عنه . (1)
سند النقل المتقدم
نقل الفتوى المتقدمة الحافظ الطبري صاحب التفسير والتاريخ بواسطة رجلين من المعتمد عليهم عند السنة وهما :
1- يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة ، الصدفي ، أبو موسى المصري . قال بشأنه ابن حجر: ثقة . (2)

(1) إختلاف الفقهاء للطبري ص304 ط . دار الكتب العلمية / بيروت .
(2) تقريب التهذيب ص613 رقم 7907. الإنصاف في مسائل الخلاف ج1 .................................................. ........................ 191
2- عبد الله بن وهب بن مسلم ، القرشي ، أبو محمد ، المصري وهو أحد كبار فقهاء المالكية من أصحاب الإمام مالك نفسه وثقاتهم . قـال ابن حجر: الفقيه ، ثقة ، حافظ ، عابد . (1)
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني أثناء حديثه عن قول الإمام مالك بجواز ذلك : قوله وروي عن مالك وقال بعد ذلك ويعلم قوله الإتيان في الدبر بالميم لما روي عن مالك قال وأصحابه العراقيون لم يثبتوا الرواية انتهى . قال ابن حجر بعد ذلك : قرأت في رحلة بن الصلاح أنه نقل ذلك من كتاب المحيط للشيخ أبي محمد الجويني ، قال : وهو مذهب مالك وقد رجع متأخروا أصحابه عن ذلك وأفتوا بتحريمه ، إلا أن مذهبه أنه حلال . قال : وكان عندنا قاض يقال له أبو واثلة وكان يرى بجوازه ، فرفعت إليه امرأة وزوجها واشتكت منه أنه يطلب منها ذلك ، فقال : قد ابتليت . وقال القاضي أبو الطيب في تعليقه : نص في كتاب السر عن مالك على إباحته ورواه عنه أهل مصر وأهل المغرب . (2)
قال ابن حجر : قلت وكتاب السر وقفت عليه في كراسة لطيفة من رواية الحارث بن

(1) تقريب التهذيب ص328 رقم 3694 .
(2) تلخيص الحبير ج3 ص 183 ط. المدينة المنورة سنة 1964م . 192 ................................................ المنهج الصحيح لمعرفة آراء الفرق والمذاهب الإسلامية
مسكين عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن مالك ، وهو يشتمل على نوادر المسائل، وفيها كثير مما يتعلق بالخلفاء ، ولأجل هذا سمي كتاب السر، وفيه هذه المسألة ، وقد رواه أحمد بن أسامة التجيبي ، وهذبه ورتبه على الأبواب ، وأخرج له أشباها ونظائر في كل باب ، وروى فيه من طريق معن بن عيسى : سألت مالكا عنه ؟ فقال : ما أعلم فيه تحريما . (1)
قال ابن حجر : وقال ابن رشـد في كتـاب البيان والتحصيل في شـرح العتبية : روى العتبي عن ابن القاسم عن مالك أنه قال له ، وقد سأله مخليا به ، فقال : حلال ، ليس به بأس .
قال ابن القاسم : ولم أدرك أحداً أقتدي به في ديني يشك فيه ، والمدنيـون يروون الرخصـة عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ، يشـير بذلك إلى ما روي عن ابن عمر . (2)
وسيأتي التعرض لتفاصيل أخرى عند بحث هذه المسألة إنشاء الله تعالى ، ومما تقدم يتضح لك حجم الجهل لدى كثير من الكتاب في نسبته القول بالتفرد إلى الشيعة ويستغل كل قول قال به الكثير من الفقهاء غيرهم ممن يجمع

(1) تلخيص الحبير ج3 ص 183 .
(2) تلخيص الحبير ج3 ص 183 . الإنصاف في مسائل الخلاف ج1 .................................................. ........................ 193
علماء السنة على جلالتهم وإمامتهم للتشنيع بمجرد العصبية أو بسبب الجهل .
الرابعة : والملاحظة الرابعة أنّ كثيراً من الأقوال التي نسب التفرد بها إلى الشيعة الإمامية ، كان السبب فيها عدم فهم ما ذكـره الشيعة الإماميـة أو كان السبب محض التعصب ، ولنذكر مثالاً على ذلك :
من العقائد التي يعتقد بها الشيعة الإمامية البداء ، وصرّح فقهاء الإمامية وصرحت أحاديثهم المروية عندهم بالتواتر أنّ المقصود بالبداء هو مفاد قوله تعالى : ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) (1) ، وأنّ معناه أنّ الله عز وجل يمحو ما كان ويثبت ما لم يكن بعلمه وإحاطته المطلقة بكل شيء قبل أن يكون وبعده ، وهذا المعتقد كما سنبينه في مبحث البداء إنشاء الله تعالى من ضروريات دين المسلمين ، ومع هذا تجد البعض يصر على أنّ الشيعة تختلف عقيدتهم في هذه المسألة عن سائر فرق المسلمين ، بدليل أنهم يصطلحون على هذا المعتقد بمصطلح البداء ، يقول أحدهم : في القاموس > بدا < بدْوَا وبُدُوّا وبداءة : ظهر ... وبدا له في الأمر بْدواً وبداءة وبداة : نشأ له فيه رأي ... فالبدا في اللغة كما جاء في القاموس له معنيان :

(1) سورة الرعد : 39 .
194 ................................................ المنهج الصحيح لمعرفة آراء الفرق والمذاهب الإسلامية
الأول : الظهور والإنكشاف ، والثاني : نشأة الرأي الجديد ... إلى أنْ قال : والبـداء بهـذين المعنيين لا تجـوز نسبتـه إلى الله عـز وجـل . إنتهى . (1)
ثم راح يهجم على الشيعة بسبب قولهم بالبداء بالرغم من تصريح علماء الشيعة بعكس ما قاله في تفسير البداء ، ولو تتبع هذا القائل الروايات المعتبرة عند السنة لوجد هذا المصطلح من المصطلحات النبوية التي كان يذكرها الرسول الأعظم (ص) ، فمما ورد في ذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هريرة ، حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول ، وذكر الحديث الذي جاء فيه : إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم ، فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص . فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس . (2)

(1) مسألة التقريب ج1 ص 344 ط دار طيبة للنشر والتوزيع .
(2) صحيح البخاري ج3 ص 1276 ط. دار ابن كثير – اليمامة / بيروت سنة 1407هـ- 1987م .

ابو عبد الرحمن
01-07-2013, 12:36 PM
لقد أجهدت نفسك اخي الفاضل في هذا السرد ، ولو وفرت هذا الجهد بالرد على موضوع غرائب وعجائب المتعة عند الشيعة ، وأشك بأنك لم تقرأه ، وعلى العموم لا بأس بالأطلاع عليه ، ممكن ان يفيدك كثيرا ، واليك رابطه ومن ثم يكون لنا لقاء أخر
http://www.a-quran.com/showthread.php?t=9269

Abdulmohsin
01-10-2013, 04:44 PM
أخي الفاضل:السلام عليكم
شكرا لك على ردك , وقد فهمت منه أنه لاتعليق لديك على ما ورد فيه أو ربما لم تعطيه أي إهتمام , لذا إسمح لي أن أبين حقيقة الشيعة وأن ما ذكرته أخي الفاضل في مجمل موضوعك خاصة بما يتعلق بكيفية نشأة الشيعة ... إقرأ وتدبر بعين المنصف الباحث عن الحق :
بسم الله الرحمن الرحيم مبدأ التشيع وتاريخ نشأته
زعم غير واحد من الكتاب القدامى والجدد : أن التشيع كسائر المذاهب الإسلامية من إفرازات الصراعات السياسية ، في حين يذهب البعض الآخر إلى القول بأنه نتاج الجدال الكلامي والصراع الفكري .
فأخذوا يبحثون عن تاريخ نشوئه وظهوره في الساحة الإسلامية ، وكأنهم يتلقون التشيع بوصفه ظاهرة جديدة وافدة على المجتمع الإسلامي ، ويعتقدون بأن القطاع الشيعي وإن كان من جسم الأمة الإسلامية إلا أنه تكون على مر الزمن نتيجة لأحداث وتطورات سياسية أو اجتماعية فكرية أدت إلى تكوين هذا المذهب كجزء من ذلك الجسم الكبير ، ومن ثم اتسع ذلك الجزء بالتدريج .
ولعل هذا التصور الخاطئ لمفهوم التشيع هو ما دفع أصحاب هذه الأطروحات إلى التخبط والتعثر في فهمهم لحقيقة نشوء هذا المذهب ، ومحاولاتهم الرامية لتقديم التفسير الأصوب ، ولو أن أولئك الدارسين شرعوا في دراستهم لتأريخ هذه النشأة من خلال الأطروحات العقائدية والفكرية التي ابتني عليها التشيع لأدركوا بوضوح ودون لبس أن هذا المذهب لا يؤلف في جوهر تكوينه


وقواعد أركانه إلا الامتداد الحقيقي للفكر العقائدي للدين الإسلامي والذي قام عليه كيانه .
وإذا كان البعض يذهب إلى الاعتقاد بأن التشيع يظهر بأوضح صوره من خلال الالتفاف والمشايعة للوصي الذي اختاره رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خليفة له بأمر الله تعالى ليكون قائدا وإماما للناس - كما كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - ففي ذلك أوضح المصاديق على حقيقة هذا النشوء الذي اقترن بنشوء وتبلور الفكر الإسلامي الكبير ، والذي لا بد له من الاستمرار والتواصل والتكامل حتى بعد رحيل صاحب الرسالة ( صلى الله عليه وآله ) ، والذي ينبغي له أن يكون الاستمرار الحقيقي لتلك العقيدة السماوية وحامل أعباء تركتها .
فإذا اعتبرنا بأن التشيع يرتكز أساسا في استمرار القيادة بالوصي ، فلا نجد له تأريخا سوى تأريخ الإسلام ، والنصوص الواردة عن رسوله ( صلى الله عليه وآله ) .
قد عرفت في الصفحات السابقة نصوصا متوفرة في وصاية الإمام أمير المؤمنين ، وإذا كانت تلك النصوص من القوة والحجية التي لا يرقى إليها الشك ، وتعد وبدون تردد ركائز عقائدية أراد أن يثبت أسسها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فهي بلا شك تدل وبوضوح على أن هذه الاستجابة اللاحقة استمرار حقيقي لما سبقها في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وإذا كان كذلك فإن جميع من استجابوا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وانقادوا له انقيادا حقيقيا ، يعدون بلا شك رواد التشيع الأوائل وحاملي بذوره ، فالشيعة هم المسلمون من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان في الأجيال اللاحقة ، من الذين بقوا على ما كانوا عليه في عصر الرسول في أمر القيادة ، ولم يغيروه ، ولم يتعدوا عنه إلى غيره ، ولم يأخذوا بالمصالح المزعومة في مقابل النصوص ، وصاروا بذلك المصداق الأبرز لقوله سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ


وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ( 1 ) ففزعوا في الأصول والفروع إلى علي وعترته الطاهرة ، وانحازوا عن الطائفة الأخرى من الذين لم يتعبدوا بنصوص الخلافة والولاية وزعامة العترة ، حيث تركوا النصوص ، وأخذوا بالمصالح .
إن الآثار المروية في حق شيعة الإمام عن لسان النبي الأكرم - والذين هم بالتالي شيعة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - ترفع اللثام عن وجه الحقيقة ، وتعرب عن التفاف قسم من المهاجرين حول الوصي ، فكانوا معروفين بشيعة علي في عصر الرسالة ، وإن النبي الأكرم وصفهم في كلماته بأنهم هم الفائزون ، وإن كنت في شك من هذا فسأتلو عليك بعض ما ورد من النصوص في المقام :
1 - أخرج ابن مردويه عن عائشة ، قالت : قلت : يا رسول الله من أكرم الخلق على الله ؟ قال : " يا عائشة أما تقرئين : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } " ( 2 ) .
2 - أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأقبل علي فقال النبي : " والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة " ، ونزلت : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } فكان أصحاب النبي إذا أقبل علي قالوا : جاء خير البرية ( 3 ) .
3 - أخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا : " علي خير البرية " ( 4 ) .
4 - وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : لما نزلت : " إن الذين آمنوا وعملوا
( 1 ) الحجرات : 1 .
( 2 ) الدر المنثور للسيوطي 6 : 589 والآية هي السابعة من سورة البينة .
( 3 ) الدر المنثور للسيوطي 6 : 589 .
( 4 ) نفس المصدر . ( * )

الصالحات أولئك هم خير البرية " قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي : " هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين " .
5 - أخرج ابن مردويه عن علي قال : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " ألم تسمع قول الله : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } أنت وشيعتك ، موعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين " ( 1 ) .
6 - روى ابن حجر في صواعقه عن أم سلمة : كانت ليلتي ، وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) عندي فأتته فاطمة فتبعها علي - رضي الله عنهما - فقال النبي : " يا علي أنت وأصحابك في الجنة ، أنت وشيعتك في الجنة " ( 2 ) .
7 - روى ابن الأثير في نهايته : قال النبي مخاطبا عليا : " يا علي ، إنك ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيين ، ويقدم عليه عدوك غضابا مقمحين " ثم جمع يده إلى عنقه يريهم كيف الإقماح . قال ابن الأثير : الإقماح : رفع الرأس وغض البصر ( 3 ) .
8 - روى الزمخشري في ربيعه : أن رسول الله قال : " يا علي ، إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة الله تعالى ، وأخذت أنت بحجزتي ، وأخذ ولدك بحجزتك ، وأخذ شيعة ولدك بحجزهم ، فترى أين يؤمر بنا ؟ " ( 4 ) .
9 - روى أحمد في المناقب : أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي : " أما ترضى أنك معي في الجنة ، والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا ، وأزواجنا خلف ذريتنا ، وشيعتنا عن
( 1 ) نفس المصدر .
( 2 ) الصواعق : 161 ط القاهرة .
( 3 ) النهاية مادة قمح 4 : 106 ورواه ابن حجر في الصواعق : 154 .
( 4 ) ربيع الأبرار 1 : 808 ، منشورات الشريف الرضي - قم المقدسة . ( * )

أيماننا وشمائلنا " ( 1 ) .
10 - روى الطبراني : أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي : " أول أربعة يدخلون الجنة : أنا وأنت والحسن والحسين ، وذريتنا خلف ظهورنا ، وأزواجنا خلف ذرياتنا ، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا " ( 2 ) .
11 - أخرج الديلمي : " يا علي ، إن الله قد غفر لك ولذريتك ولولدك ولأهلك ولشيعتك ، فأبشر فإنك الأنزع البطين " ( 3 ) .
12 - أخرج الديلمي عن النبي أنه قال : " أنت وشيعتك تردون الحوض رواء مرويين ، مبيضة وجوهكم ، وإن عدوك يردون الحوض ظماء مقمحين " ( 4 ) .
13 - روى المغازلي بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله : " يدخلون من أمتي الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم - ثم التفت إلى علي فقال : - هم شيعتك وأنت إمامهم " ( 5 ) .
14 - روى المغازلي عن كثير بن زيد قال : دخل الأعمش على المنصور ، فلما بصر به قال له : يا سليمان تصدر ، قال : أنا صدر حيث جلست - إلى أن قال في حديثه : - حدثني رسول الله قال : " أتاني جبرئيل ( عليه السلام ) آنفا فقال : تختموا بالعقيق ، فإنه أول حجر شهد لله بالوحدانية ، ولي بالنبوة ، ولعلي بالوصية ، ولولده بالإمامة ، ولشيعته بالجنة " ( 6 ) .
( 1 ) الصواعق : 161 .
( 2 ) نفس المصدر. ( 3 ) نفس المصدر. ( 4 ) الصواعق : 161. ( 5 ) مناقب المغازلي : 293. ( 6 ) مناقب المغازلي : 281 ، ورواه السيد البحراني في غاية المرام عنه ، وأنت إذا تدبرت في الآيات الدالة على سريان العلم والشعور في عامة الموجودات مثل قوله : { وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ } - البقرة : 74 - تستطيع أن تصدق ما جاء في الحديث من شهادة العقيق بوحدانية الله . ( * )


15 - روى ابن حجر : أنه مر علي على جمع فأسرعوا إليه قياما ، فقال : " من القوم ؟ " فقالوا : من شيعتك يا أمير المؤمنين ، فقال لهم خيرا ، ثم قال : " يا هؤلاء ما لي لا أري فيكم سمة شيعتنا وحلية أحبتنا ؟ " فأمسكوا حياء ، فقال له من معه : نسألك بالذي أكرمكم أهل البيت وخصكم وحباكم ، لما أنبأتنا بصفة شيعتكم فقال : " شيعتنا هم العارفون بالله ، العاملون بأمر الله " ( 1 ) .
16 - روى الصدوق ( 306 - 381 ه‍ ) : أن ابن عباس قال : سمعت رسول الله يقول : " إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تبارك وتعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة . . . " ( 2 ) .
17 - وروى أيضا بسنده إلى سلمان الفارسي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : " يا علي تختم باليمين تكن من المقربين ، قال : يا رسول الله ومن المقربون ؟ قال : جبرئيل وميكائيل ، قال : فبما أتختم يا رسول الله ؟ قال : بالعقيق الأحمر ، فإنه جبل أقر لله بالوحدانية ، ولي بالنبوة ، ولك يا علي بالوصية ، ولولدك بالإمامة ، ولمحبيك بالجنة ، ولشيعتك وشيعة ولدك بالفردوس " ( 3 ) .
وهذه النصوص المتضافرة الغنية عن ملاحظة أسنادها ، تعرب عن كون علي ( عليه السلام ) متميزا بين أصحاب النبي بأن له شيعة وأتباعا ، ولهم مواصفات وسمات كانوا مشهورين بها ، في حياة النبي وبعدها ، وكان ( صلى الله عليه وآله ) يشيد بهم ويبشر بفوزهم ، وهم - بلا ريب - ليسوا بخارجين قيد أنملة عن الخط النبوي المبارك للفكر الإسلامي العظيم ، والذي يؤكد على حقيقة التشيع ومبدئه الذي لا يفترق عن نشوء الدين واستقراره .
( 1 ) الصواعق : 154 .
( 2 ) علل الشرائع : 156 ط النجف . ( 3 ) علل الشرائع : 158 ط النجف . ( * )

فبعد هذه النصوص لا يصح لباحث أن يلتجئ إلى فروض ظنية أو وهمية في تحديد تكون الشيعة وظهورها.


الشيعة في كلمات المؤرخين وأصحاب الفرق
قد غلب استعمال لفظ الشيعة بعد عصر الرسول تبعا له فيمن يوالي عليا وأهل بيته ويعتقد بإمامته ووصايته ، ويظهر ذلك من خلال كلمات المؤرخين وأصحاب المقالات والتي نشير إلى بعضها :
1 - روى المسعودي في حوادث وفاة النبي : أن الإمام عليا أقام ومن معه من شيعته في منزله بعد أن تمت البيعة لأبي بكر ( 1 ) .
2 - قال أبو مخنف : اجتمعت الشيعة في منزل سليمان بن صرد فذكروا هلاك معاوية فحمدنا الله عليه فقال : إن معاوية قد هلك ، وأن حسينا قد تقبض على القوم ببيعته ، وقد خرج إلى مكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه ( 2 ) .
3 - وقال محمد بن أحمد بن خالد البرقي ( ت 274 ه‍ ) : إن أصحاب علي ينقسمون إلى الأصحاب ، ثم الأصفياء ، ثم الأولياء ، ثم شرطة الخميس . . . ومن الأصفياء سلمان الفارسي ، والمقداد ، وأبو ذر ، وعمار ، وأبو ليلى ، وشبير ، وأبو سنان ، وأبو عمرة ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو برزة ، وجابر بن عبد الله ، والبراء بن عازب ، وطرفة الأزدي ( 3 ) .
4 - وقال النوبختي ( ت 313 ه‍ ) : إن أول فرق الشيعة ، وهم فرقة علي بن أبي طالب ، المسمون شيعة علي في زمان النبي وبعده ، معروفون بانقطاعهم إليه
( 1 ) الوصية للمسعودي : 121 ط النجف .
( 2 ) مقتل الإمام الحسين لأبي مخنف : 15 ولاحظ ص 16 تحقيق حسن الغفاري .
( 3 ) الرجال للبرقي : 3 ( ط طهران ) ، ولاحظ فهرست ابن النديم : 263 ط القاهرة وعبارته قريبة من عبارة البرقي . ( * )


والقول بإمامته ( 1 ) .
5 - وقال أبو الحسن الأشعري : وإنما قيل لهم الشيعة ، لأنهم شايعوا عليا ، ويقدمونه على سائر أصحاب رسول الله ( 2 ) .
6 - وقال الشهرستاني : الشيعة هم الذين شايعوا عليا على الخصوص ، وقالوا بإمامته وخلافته نصا ووصية ( 3 ) .
7 - وقال ابن حزم : ومن وافق الشيعة في أن عليا أفضل الناس بعد رسول الله وأحقهم بالإمامة ، وولده من بعده ، فهو شيعي ، وإن خالفهم فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون ، فإن خالفهم فيما ذكرنا فليس شيعيا (4) .
هذا غيض من فيض وقليل من كثير مما جاء في كلمات المؤرخين وأصحاب المقالات ، تعرب عن أن لفيفا من الأمة في حياة الرسول وبعده إلى عصر الخلفاء وبعدهم كانوا مشهورين بالتشيع لعلي ، وأن لفظة الشيعة مما نطق بها الرسول وتبعته الأمة في ذلك .
وإن الإمام عليا وإن تسامح وتساهل في أخذ حقه - تبعا لمصالح عظيمة مكنونة في مثل هذا التصرف الحكيم - إلا أن حقيقة استخلاف النبي له أمست فكرة عقائدية ثابتة في النفوس والقلوب ، وتضاعف عدد المؤمنين بها والمتشيعين له على مرور الأيام ، ورجع الكثير من المسلمين إلى الماضي القريب ، واحتشدت في أذهانهم صور عن مواقف النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، تلك المواقف التي كان يصرح فيها باستخلاف علي من بعده تارة ، ويلمح فيها أخرى ، فالتفوا حول علي ( عليه السلام ) وأصبحوا من الدعاة
( 1 ) فرق الشيعة : 15 .
( 2 ) مقالات الإسلاميين 1 : 65 ط مصر .
( 3 ) الملل والنحل 1 : 131 .
(4) الفصل في الملل والنحل 2 : 113 ط بغداد . ( * )

الأوفياء له في جميع المراحل التي مر بها ، وما زال التشيع ينمو وينتشر بين المسلمين في الأقطار المختلفة ، يدخلها مع الإسلام جنبا إلى جنب ، بل أن حقيقته استحكمت من خلال التطبيق العملي لهذا الاستخلاف عبر السنوات القصيرة التي تولى فيها الإمام علي منصب الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان ، فشاعت بين المسلمين أحاديث استخلافه ، ووجد الناس من سيرته وزهده وحكمته ما أكد لهم صحة تلك المرويات ، وأنه هو المختار لقيادة الأمة وحماية القرآن ونشر تعاليمه ومبادئه ( 1 ) .
وإذا كان العنصر المقوم لإطلاق عبارة الشيعة هو مشايعة علي بعد النبي الأكرم في الزعامة والوصاية أولا ، وفي الفعل والترك ثانيا ، فإنه من غير المنطقي محاولة افتراض علة اجتماعية أو سياسية أو كلامية لتكون هذه الفرقة .
ومن أجل أن ترتسم في الأذهان الصورة واضحة عن مجسدي هذه التسمية في تلك الحقبة البعيدة في التأريخ والملاصقة لعصر الرسالة الأول ، نستعرض جملة من رواد هذا الميدان المقدس والذين يعدون بحق أوائل حملة هذه التسمية المباركة على وجه الإجمال .
ومن أراد التفصيل فليرجع إلى ما كتب حولهم من المؤلفات ، وسنأتي بأسماء تلك الكتب في آخر البحث : رواد التشيع في عصر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إن الإحالة للتعرف على رواد التشيع إلى الكتب المؤلفة في ذلك المضمار لا تخلو من عسر وغموض ، قد تدفع بالأمر إلى جملة من المناقشات ، إلا أننا سنقتصر في حديثنا على إيراد جملة من أولئك الصحابة الذين اشتهروا بالتشيع ونسبوا له :
( 1 ) الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة : 28 - 29 . ( * )


1 - عبد الله بن عباس .
2 - الفضل بن العباس .
3 - عبيد الله بن العباس .
4 - قثم بن العباس .
5 - عبد الرحمن بن العباس .
6 - تمام بن العباس .
7 - عقيل بن أبي طالب .
8 - أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب .
9 - نوفل بن الحرث .
10 - عبد الله بن جعفر بن أبي طالب .
11 - عون بن جعفر .
12 - محمد بن جعفر .
13 - ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب .
14 - الطفيل بن الحرث .
15 - المغيرة بن نوفل بن الحارث .
16 - عبد الله بن الحرث بن نوفل .
17 - عبد الله بن أبي سفيان بن الحرث .
18 - العباس بن ربيعة بن الحرث .
19 - العباس بن عتبة بن أبي لهب .
20 - عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث .
21 - جعفر بن أبي سفيان بن الحرث .
هؤلاء من مشاهير بني هاشم ، وأما غيرهم فإليك أسماء طائفة منهم :


22 - سلمان الفارسي المحمدي .
23 - المقداد بن الأسود الكندي .
24 - أبو ذر الغفاري .
25 - عمار بن ياسر .
26 - حذيفة بن اليمان .
27 - خزيمة بن ثابت .
28 - أبو أيوب الأنصاري ، مضيف النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
29 - أبو الهيثم مالك بن التيهان .
30 - أبي بن كعب .
31 - سعد بن عبادة .
32 - قيس بن سعد بن عبادة .
33 - عدي بن حاتم .
34 - عبادة بن الصامت .
35 - بلال بن رباح الحبشي .
36 - أبو رافع مولى رسول الله .
37 - هاشم بن عتبة .
38 - عثمان بن حنيف .
39 - سهل بن حنيف .
40 - حكيم بن جبلة العبدي .
41 - خالد بن سعيد بن العاص .
42 - ابن الحصيب الأسلمي .
43 - هند بن أبي هالة التميمي .


44 - جعدة بن هبيرة .
45 - حجر بن عدي الكندي .
46 - عمرو بن الحمق الخزاعي .
47 - جابر بن عبد الله الأنصاري .
48 - محمد بن أبي بكر .
49 - أبان بن سعيد بن العاص .
50 - زيد بن صوحان العبدي .
هؤلاء خمسون صحابيا من الطبقة الأولى للشيعة ، فمن أراد التفصيل والوقوف على حياتهم وتشيعهم فليرجع إلى الكتب المؤلفة في الرجال ، ولكن بعين مفتوحة وبصيرة نافذة .
في الختام نورد ما ذكره محمد كرد علي في كتابه " خطط الشام " قال : عرف جماعة من كبار الصحابة بموالاة علي في عصر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مثل سلمان الفارسي القائل : بايعنا رسول الله على النصح للمسلمين والائتمام بعلي بن أبي طالب والموالاة له .
ومثل أبي سعيد الخدري الذي يقول : أمر الناس بخمس فعملوا بأربع وتركوا واحدة ، ولما سئل عن الأربع ، قال : الصلاة ، والزكاة ، وصوم شهر رمضان ، والحج . قيل : فما الواحدة التي تركوها ؟ قال : ولاية علي بن أبي طالب . قيل له : وإنها لمفروضة معهن ؟ قال : نعم هي مفروضة معهن . ومثل أبي ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، وحذيفة بن اليمان ، وذي الشهادتين


خزيمة بن ثابت ، وأبي أيوب الأنصاري ، وخالد بن سعيد ، وقيس بن سعد بن عبادة ( 1 ) .
الكتب المؤلفة حول رواد التشيع :
إن لفيفا من علماء الإمامية ومفكريها قاموا بإفراد العديد من المؤلفات القيمة والتي تناولت في متونها بالشرح والتفصيل ما يتعلق برواد التشيع الأوائل ودورهم في تثبيت الأركان العقائدية للفكر الإسلامي الناصع ، نذكر في هذا المقام ما وقفنا عليه :
1 - صدر الدين السيد علي المدني الحسيني الشيرازي ، صاحب كتاب سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر ، وأنوار الربيع في علم البديع ، وطراز اللغة ، توفي عام ( 1120 ه‍ ) أفرد تأليفا في ذلك المجال أسماه ب‍ " الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة الإمامية " خص الطبقة الأولى بالصحابة الشيعة ، وخصص الباب الأول لبني هاشم من الصحابة ، والباب الثاني في غيرهم منهم . وقام في الباب الأول بترجمة ( 23 ) صحابيا من بني هاشم لم يفارقوا عليا قط ، كما قام في الباب الثاني بترجمة ( 46 ) صحابيا ( 2 ) .
2 - ذكر الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء في كتابه " أصل الشيعة وأصولها " أسماء جماعة من الصحابة الذين كانوا يشايعون عليا في حله وترحاله وقال - معلقا على قول أحمد أمين الكاتب المصري : " والحق أن التشيع كان مأوى يرجع إليه كل من أراد هدم الإسلام " - : ونحن لولا محافظتنا على مياه الصفاء أن لا تتعكر ، ونيران البغضاء أن لا
( 1 ) خطط الشام 5 : 251 .
( 2 ) الدرجات الرفيعة : 79 - 452 ط النجف . ( * )

تتسعر ، وأن تنطبق علينا حكمة القائل : " لا تنه عن خلق وتأتي مثله " لعرفناه من الذي يريد هدم قواعد الإسلام بمعاول الإلحاد والزندقة ، ومن الذي يسعى لتمزيق وحدة المسلمين بعوامل التقطيع والتفرقة ، ولكنا نريد أن نسأل ذلك الكاتب : أي طبقة من طبقات الشيعة أرادت هدم الإسلام ؟ هل الطبقة الأولى وهم أعيان صحابة النبي وأبرارهم كسلمان المحمدي أو الفارسي ، وأبي ذر ، والمقداد ، وعمار ، وخزيمة ذي الشهادتين ، وابن التيهان ، وحذيفة ابن اليمان ، والزبير ، والفضل بن العباس ، وأخيه الحبر عبد الله ، وهاشم بن عتبة المرقال ، وأبي أيوب الأنصاري ، وأبان وأخيه خالد بن سعيد بن العاص ، وأبي بن كعب سيد القراء ، وأنس بن الحرث بن نبيه ، الذي سمع النبي يقول : " إن ابني الحسين يقتل في أرض يقال لها كربلاء ، فمن شهد ذلك منكم فلينصره " فخرج أنس وقتل مع الحسين راجع الإصابة والاستيعاب وهما من أوثق ما ألف علماء السنة في تراجم الصحابة ، ولو أردت أن أعد عليك الشيعة من الصحابة وإثبات تشيعهم من نفس كتب السنة لأحوجني ذلك إلى إفراد كتاب ضخم ( 1 ) .
3 - كما أن الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين ( 1290 - 1377 ه‍ ) قام بجمع أسماء الشيعة في الصحابة حسب حروف الهجاء ، وقال : وإليك - إكمالا للبحث - بعض ما يحضرني من أسماء الشيعة من أصحاب رسول الله لتعلم أن بهم اقتدينا ، وبهديهم اهتدينا ، وسأفرد لهم - إن وفق الله - كتابا يوضح للناس تشيعهم ، ويحتوي على تفاصيل شؤونهم ، ولعل بعض أهل النشاط من حملة العلم وسدنة الحقيقة يسبقني إلى تأليف ذلك الكتاب ، فيكون لي الشرف إذ خدمته بذكر أسماء بعضهم في هذا الباب وهي على ترتيب حروف الهجاء . ثم ابتدأ بأبي رافع القبطي مولى رسول الله ، وختمهم بيزيد بن حوثرة
( 1 ) أصل الشيعة وأصولها : 53 - 54 مطبعة العرفان . ( * )


الأنصاري ، ولم يشر إلى شئ من حياتهم ، وإنما ألقى ذلك على الأمل أو على من يسبقه من بعض أهل النشاط . إلا أنه رحمه الله ذكر ما يربو على المائتين من أسمائهم ( 1 ) .
4 - قام الخطيب المصقع الدكتور الشيخ أحمد الوائلي " حفظه الله " بذكر أسماء رواد التشيع في عصر الرسول في كتابه " هوية التشيع " فجاء بأسماء مائة وثلاثين من خلص أصحاب الإمام من الصحابة الكرام ، وقال بعد ذكره لتنويه النبي باستخلاف علي في غير واحد من المواقف : ولا يمكن أن تمر هذه المواقف والكثير الكثير من أمثالها من دون أن تشد الناس لعلي ، ودون أن تدفعهم للتعرف على هذا الإنسان الذي هو وصي النبي ، ثم لا بد للمسلمين من إطاعة الأوامر التي وردت في النصوص ، والالتفاف حول من وردت فيه . ذلك معنى التشيع الذي نقول إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي بذر بذرته ، وقد أينعت في حياته ، وعرف جماعة بالتشيع لعلي والالتفاف حوله ، وللتدليل على ذلك سأذكر لك أسماء الرعيل الأول من الصحابة الذين عرفوا بتشيعهم للإمام علي ( 2 ) .


وأخيرا فإن من أراد أن يقف بشكل جلي على رواد التشيع في كتب الرجال لأهل السنة فإن هذا الأمر ليس بمتعسر ولا بممتنع ، والتي يمكننا الإشارة إلى البعض
( 1 ) الفصول المهمة في تأليف الأمة : 179 - 190 .
( 2 ) هوية التشيع : 34 . ( * )

منها أمثال : 1 - الإستيعاب لابن عبد البر ( ت 456 ه‍ ) .
2 - أسد الغابة للجزري ( ت 606 ه‍ ) .
3 - الإصابة لابن حجر ( ت 852 ه‍ ) .
وغير ذلك من أمهات كتب الرجال المعروفة .
أخي الكريم .. أشكرك مرة أخرى وهناك المزيد

ابو عبد الرحمن
01-12-2013, 12:49 AM
بارك الله فيك اخي الفاضل
أخي الفاضل ... بداية أسأل الله ان يهدينا الى الحق جميعا ، فبعد الأطلاع على مااوردته في المشاركة السابقة قبل الأخيرة فلم ارى فيها جديدا ، فضلا عن انها مضطربة وحادت بنا عن الجادة وكأننا نبدأ من جديد ونكرر ماقلناه ولكن دون جدوى ، فكما هو معلوم ان طالب الحق يكفيه دليل واحد ، وصاحب الهوى لا يكفيه الف دليل ، وقد اخذتنا اخي الفاضل الى تفرعات ومواضيع متفرقة ، فلذلك لم اعلق عليه حتى نبقى على اصل الموضوع ، ولما رأيت اهتمامك بزواج المتعة فقد زودتك برابط موضوع غرائب وعجائب زواج المتعة عند الشيعة حتى تطلع عليه ، وهذا مبحث اخر ...
لذلك ارجو ان يكون نطاق النقاش والبحث في موضوع ونقاط معينة حتى تعم الفائدة على الجميع ونتبح الحق مع أي كان ...
ورغم أنك أخي مازلت مصرا على أن تجعل الشيعة مذهبا كالمذاهب الأربعة سواء بسواء في هذا الموضوع او موضوع ابن سبأ ، في محاولة منك تبسيط الخلاف وتصويره على أنه مجرد خلاف فقهي، فيما يرى كبار علماء أهل السنة أن الأمر عكس ذلك، فالتشيع ليس مذهبًا، فهو من حيث الأصول والفروع دين قائم بذاته وله فرق ومذاهب شتى، وقد صرح الكثير من مراجع الشيعة علانية بهذه الحقيقة، ومن بين من صرح بذلك محمد بن علي بن بابويه القمي في كتابه (الاعتقادات في دين الإمامية ) فهو يسمي التشيع صراحة "دين الإمامية"، وقد ورد نفس الذكر في كتاب (الاعتقادات - الباب الخامس والثلاثون) للصدوق، (توفي سنة 381 هـ)، وفي (الفهرست: ص189) للطوسي، وفي كتاب (الذريعة 2/226 ) للآغا بزرك الطهراني، فهم ذكروا نصًا دين الإمامية لا مذهب الإمامية.
وإننا إذا ما قرأنا تعريف المذهب نجد أن هذا المصطلح لا ينطبق على التشيع، بدليل أن التشيع بأصوله وفروعه هو أوسع من المذهب ، فالمذهب في اصطلاح الفقهاء هو: ما استنبطه المجتهد من الأحكام الشرعية الاجتهادية المستفادة من الأدلة الظنية ... وبهذا نرى أن المذاهب الإسلامية الأربعة هي مذاهب فقهية تختلف فيما بينها بالاجتهاد في المسائل الفرعية بينما التشيع مذهب عقائدي يختلف مع المذاهب الإسلامية في الأصول والفروع معًا. و يصبح كل مرجع شيعي صاحب مذهب، فمثلاً للخميني الذي يرى وجوب ولاية الفقيه المطلقة مذهبًا يختلف عن مذهب محسن الحكيم و الخوئي اللذين يعارضان الخميني في هذه المسألة أو غيرها من المسائل المتعلقة بالعبادات، كعدم وجوب صلاة الجمعة في زمان غيبة الإمام المعصوم، أو الاختلاف في حدود المسافات التي توجب إفطار الصائم، أو ما إلى ذلك من مسائل فقهية أخرى.
وليس هنا مجال لسرد الخلاف في الأصول الأعتقادية ، ومصادر التشريع والقول بتحريف القرآن ....

اما قولك قد عرفت في الصفحات السابقة نصوصا متوفرة في وصاية الإمام أمير المؤمنين

فحقيقة لاأدري اخي الكريم ومعي القارئ الحبيب عن اي صفحات تتكلم التي جاءت بها النصوص متوفرة لعلي رضي الله عنه بالوصاية ..

وعذرا اخي الفاضل اريد فقط الأستفسار عن نقطة اوردتها في سياق كلامك استغربت لها ، ولقلة علمي وجهلي ولكن أرجو ان تجيبني بارك الله فيك ، هل كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وزمن الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم مصطلح ( الشيعة ، او التشيع ) ؟؟؟؟

والآن نأتي الى النصوص التي استشهدت بها في حق شيعة علي رضي الله عنه على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. قال العلامة ابن قيم الجوزية في (( المنار )) :
(( وأما ما وضعت الرافضة في فضائل علي ؛ فأكثر من أن يعد )) ، قال الحافظ أبو يعلى الخليلي في كتاب (( الإرشاد )) :
(( وضعت الرافضة في فضائل علي رضي الله عنه وأهل البيت نحو ثلاث مئة ألف حديث )) .
ولا يستبعد هذا ؛ فإنك لو تتبعت ما عندهم من ذلك ؛ لوجدت الأمر كما قال )) .
والله المستعان ولا حول لا قوة إلا بالله .
1- أخرج ابن مردويه عن عائشة ، قالت : قلت : يا رسول الله من أكرم الخلق على الله ؟ قال : " يا عائشة أما تقرئين : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } "
وإن صح الحديث فهذا ليس فيه اشارة او دلالة الى انها نزلت في علي رضي الله عنه
2- 3 – - أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأقبل علي فقال النبي : " والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة " ، ونزلت : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } فكان أصحاب النبي إذا أقبل علي قالوا : جاء خير البرية ( 3 ) .
3 - أخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا : " علي خير البرية " ( 4 ) .
قال الالباني عنه موضوع أخرجه ابن عساكر (12/ 157/ 2) من طريق إبراهيم بن أنس الأنصاري : أخبرنا إبراهيم بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن مسلمة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال :كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فأقبل علي بن أبي طالب ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "قد أتاكم أخي" . ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال ... فذكره .قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ أبو الزبير مدلس ، وقد عنعنه .ومن دونه ؛ لم أجد لهما ترجمة ، فأحدهما هو الآفة . وروى ابن جرير الطبري في "التفسير" (30/ 171) من طريق ابن حميد قال : حدثنا عيسى بن فرقد عن أبي الجارود عن محمد بن علي : (أولئك هم خير البرية) فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :"أنت يا علي ! وشيعتك" . قلت : وهذا مرسل ؛ محمد بن علي : هو أبو جعفر الباقر ؛ الثقة الفاضل ، المحتج به عند الشيخين وسائر الأئمة .لكن السند إليه هالك ؛ فإن أبا الجارود - واسمه زياد بن المنذر - ؛ قال ابن معين ، وأبو داود :"كذاب" . وقال ابن حبان : "كان رافضياً يضع الحديث" .وعيسى بن فرقد ؛ قال فيه أبو حاتم : "شيخ" .وابن حميد : اسمه محمد ؛ حافظ ضعيف .
4- 4 - وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : لما نزلت : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية " قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي : " هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين " .
موضوع . أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 233 / 2 / 4091 ) من طريق عبد الكريم أبي يعفور عن جابر عن أبي الطفيل عن عبد الله بن نجي : أن علياً أتى البصرة بذهب أو فضة ، فنكت وقال : ابيضّي واصفرّي ، وغرِّي غيري . غري أهل الشام غداً لو ظهروا عليك . فشق قوله على الناس ، فذكر ذلك له ، فأذن في الناس ، فدخلوا عليه ، فقال إن خليلي صلى الله عليه وسلم قال : . . . . . فذكره .
5 -روى الطبراني : أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي : " أول أربعة يدخلون الجنة : أنا وأنت والحسن والحسين ، وذريتنا خلف ظهورنا ، وأزواجنا خلف ذرياتنا ، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا "
قال الألباني عنه موضوع أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 48/ 2) عن حرب بن الحسن الطحان : أخبرنا يحيى بن يعلى عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي ... فذكره . قلت : وهذا إسناد موضوع مسلسل بالشيعة ؛ وشرهم محمد بن عبيد الله ، وقد تقدم بعض أقوال أئمة الجرح فيه في الحديث (4910) . ويحيى بن يعلى : هو الأسلمي الشيعي الضعيف ؛ وهو صاحب حديث : "منأحب أن يحيا حياتي ..." الحديث ؛ في فضل علي رضي الله عنه ، وقد مضى برقم (894) وحرب بن الحسن الطحان ؛ قال الأزدي : "ليس حديثه بذاك" ؛ كما في "الميزان" . وزاد الحافظ : "وذكره ابن حبان في "الثقات" . وقال ابن النجاشي : عامي الرواية ؛ أي : شيعي قريب الأمر" . والحديث ؛ قال الحافظ في "تخريج أحاديث الكشاف" (4/ 154/ 351) : "رواه الطبراني ، وسنده واه" .

وهذا ينطبق على باقي النصوص التي جئت بها ، فعذرا اخي لعدم قبولها لما فيها من كذب ووضع من الرافضة ..

واما القول بان النبي عليه الصلاة والسلام اوصى لعلي بالخلافة من بعده فهذا محض افتراء وكذب ولا تقام عليه الحجة ، بل هناك من اقوال علي رضي الله عنه يقر بالأفضلية لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما
قال امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه (( من فضلني على الشيخين جلدته حد المفتري))
الشيخين : ابي بكر الصديق وعمر ابن الخطاب رضي الله عنهما

وياليتك تستطيع الرد على المعصومين المعممين ؟ فشاهد ماذا يقولون عن ابوبكر وعمر وبعدها فكر بعقلك واترك اتباع الهوى عنك.

ويروي المجلسي عن الطوسي رواية موثوقة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لأصحابه: ( أوصيكم في أصحاب رسول الله ، لا تسبوهم، فإنهم أصحاب نبيكم، وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا في الدين شيئاً، ولم يوقروا صاحب بدعة، نعم! أوصاني رسول الله في هؤلاء) . ["حياة القلوب للمجلسي" ج2 ص621].

روي عن الرسول صلى الله عليه وآله أنه قال ان ابابكر مني بمنزلة السمع وان عمر بمني بمنزلة البصر .عيون أخبار الرضا لابن بابويه القمي ج1 -ايضا معاني الاخبار للقمي -ايضا تفسير الحسن العسكري

وجاء على لسان ( الإمام الحادي عشر المعصوم ) الحسن العسكري في تفسير قوله في حق من يبغض الصحابة : ((.. إن رجلاً ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين وواحداً منهم لعذبه الله عذاباً لو قسم على مثل عدد خلق الله تعالى لأهلكهم أجمعين )) تفسير الحسن العسكري ص(157) عند قوله تعالى { وقالوا قلوبنا غلف...} الآية (88 البقرة).


وقال الإمام علي رضي الله عنه في مدح الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما (( وكان أفضلهم في الإسلام كما زعمت وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق والخليفة الفاروق ولعمري أن مكانهما في الإسلام لعظيم وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد رحمهما الله وجزاهما بأحسن ما عملاً )) شرح نهج البلاغة للميثم (( 1 / 31 )).

ويقول جعفر الصادق لإمرأة سألته عن أبي بكر وعمر : أأتولهما!! فقال : توليهما. فقالت : فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما؟؟ فقالها : نعم . روضة الكافي جـ8 ص ( 101 ) .

وقد صرح كبير مفسري الشيعة علي بن إبراهيم القمي حيث ذكر قول الله عز وجل: ( يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ) فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة رضي الله عنها يوما أنا أفضى إليك سرا فقالت نعم ما هو فقال أن أبا بكر يلي الخلافة بعدي ثم من بعده أبوك ( عمر رضي الله عن ه) فقلت من أخبرك بهذا قال الله أخبرني . تفسير القمي جـ2 ص ( 376 ) سورة التحريم.

ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يذكر بيعته لأبي بكر : ((….. فمشيت عنـد ذلك إلى أبـي بكر فبـايعته ونهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل وزهق وكانت ( كلمة الله هي العليا ولو كره الكافرون ) فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر وسدد وقارب واقتصد فصحبته مناصحاً وأطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً )) الغارات للثقفي جـ2 ص (305،307).

ويقول وصي القوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه واصفاً زمن حكم عمر بقوله : (( لله بلاء فلان – في هامش كتاب النهج ( هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب )!! – فقد قوّم الأوَد وداوى العمَد، خلّف الفتنة وأقام السنّة، ذهب نقيَّ الثوب قليل العيب أصاب خيرها وسبق شرّها، أدّى إلى اللـه طاعته، واتقـاه بحقّه، رحل وتركهم في طرقٍ متشـعّبـة، لا يهتـدي فيهـا الضـاّل ولا يسـتيقن المهتـدي )) نهج البلاغة جـ2 ص (509) ط. مكتبة الألفين.

وجاء أيضا في أحد شروحهم لنهج البلاغة : (( ولما حوصر عثمان رضي الله عنه في بيته أمر علي رضي الله عنه الحسن والحسين رضي الله عنهما بحرسه والدفاع عنه )) شرح نهج البلاغة للبحراني جـ 4 ص354 .

عن جعفر بن محمد عن ابيه ان رجلا من قريش جاء الي امير المؤمنين عليه السلام فقال سمعتك تقول في الخطبة آنفا اللهم اصلحنا بما اصلحت به الخلفاء الراشدين فمن هما قال حبيباي وعماك ابوبكر وعمر اماما الهدى وشيخا الاسلام ورجلا قريش والمقتدي بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من اقتدى بهما عصم ومن اتبع آثارهما هدى الي صراط مستقيم .تلخيص الشافي للطوسي ج2

واكتفي بهذا الرد على ماورد في مداخلتك الطيبة

Abdulmohsin
01-12-2013, 06:58 AM
أخي أبو عبدالرحمن:السلام عليكم
أن الأحتجاج بأقوال الألباني وإعتباره لعدد من العلماء الكبار بأنهم يخرجون في كتبهم الموضوعات , والألباني معروف بتشدده وبغضه للشيعة , لايمكن قبوله وهذا لايكون موضوعيا .
كما أن إستقطاع بعض الكلمات من أقوال بعض الشراح لنهج البلاغة وغيره وإعتبارها أنها من أقوال الأمام علي عليه السلام أو غيره من الأئمة , فهذا أيضا بعيد كل البعد عن الموضوعية وعلى سبيل المثال:اليك المقطع الذي ذكرته في موضوعك والذي جاء فيه (ويقول جعفر الصادق لإمرأة سألته عن أبي بكر وعمر : أأتولهما!! فقال : توليهما. فقالت : فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما؟؟ فقالها : نعم . روضة الكافي جـ8 ص ( 101 ) .
واليك الرواية الكاملة كما وردت في الكافي:
{أبان عن أبي بصير قال:كنت جالسا عند أبي عبدالله(عليه السلام) إذ دخلت علينا أم خالد التي كان قطعها يوسف بن عمر تستأذن عليه فقال أبوعبدالله(عليه السلام):أيسرك أن تسمع كلامها؟ قال:فقلت نعم , قال:
فأذن لها , قال وأجلسني معه على الطنفسة (البساط) قال:ثم دخلت فتكلمت فإذا أمرأة بليغة فسألته عنهما
فقال لها:توليهما , قالت فأقول لربي إذا لقيته أنك أمرتني بولايتهما , قال نعم , قالت فأن هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني بالبراءة منهما وكثير النوّا يأمرني بولايتهما , فأيهما خير وأحب اليك؟ قال: هذا والله
أحب اليّ من كثير النوا وأصحابه , إن هذا تخاصم فيقول (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)
(ومن لم يكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)}
أخي الفاضل .. هذا مثال والباقي لايخلو من مثل هذا الأمر ... وعليه لايمكن قبول ما ذكرته من إستدلال ولن أعلق لاحقا على أي رد يبتعد عن الموضوعية ... وشكرا

ابو عبد الرحمن
01-12-2013, 10:21 PM
لا حول ولا قوة الا بالله
لا أدري اخي الفاضل ماذا اقول لك ، بعد أن شهد علماء هذا العصر قاطبة للشيخ الألباني بأنه مجدد هذا العصر ومنافح عن سنة نبينا عليه الصلاة والسلام ، والجبل الأشم في شتى علوم الدين ، ولامجال هنا كي انقل اليك تزكيات كبار العلماء للشيخ الالباني حفظه الله .. واعتقد انك اخي الكريم لن تقبل بكلام الأباني ولا غيره من علماء السنة ، فعليك باتباع الحق واقبله وان خالف هواك ..
اما عن الموضوعية التي تتكلم عنها فلا اعلم من منا حاد عن اصل الموضوع ، وارجع الى مشاركاتي ومشاركة اخي الحبيب المجاهد بأن يكون نقاشنا ضمن نقاط معينة ومحددة يتم التعامل معها على أرضية ان صح الحديث فهو مذهبي ..
ومن جملة ما ذكرته اخي في ردودك فانك تعتمد على اصح الكتب عندكم وهو كتاب الكافي للكليني .. فهل هذا اقرار منك بالفعل انه اصح الكتب عندكم ، وكما هو الحال عندنا نحن اهل السنة والجماعة بأن ماتفق عليه الشيخان وكتابيهما هما اصح الكتب بعد القرآن الكريم ؟؟؟

Abdulmohsin
01-13-2013, 12:05 PM
أخي الفاضل .. حتى لاأخرج عن الموضوع فأني لن أتحدث عن طامّات الألباني فهي واضحة لمًن تدبر ويكفي القول بأنه من المشبهة بل من المجسمة وهذا واضح في معظم كتبه ( إذا أردت الأدلة فلامانع عندي من ذكرها في مشاركة أخرى)
أما قولك {واما القول بان النبي عليه الصلاة والسلام اوصى لعلي بالخلافة من بعده فهذا محض افتراء وكذب ولا تقام عليه الحجة} فهذا من عدم علمك بكتب كبار علماء أهل السنة والجماعة التي أبعدك عنها الألباني وشيخه محمد عبدالوهاب ومن قبله إبن تيمية , وسأذكر لك الأدلة التي نصًّ فيها القرآن الكريم وكذلك التي نصًّ فيها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم على أمير المؤمنين علي عليه السلام بالوصاية تارة وبالولاية تارة وبالخلافة بعده تارة أخرى بل وبالأئمة من عترته الطاهرة أيضا وسأحاول بقدر الأمكان ذكر تلك الأدلة من كتب كبار علماء أهل السنة والجماعة .. فعليك الأنتظار قليلا ومتابعة ردودي القادمة . وشكرا.

ابو عبد الرحمن
01-13-2013, 10:08 PM
اخي الفاضل المحترم ..
لاأخفي عليك انني كنت أتوقع منك هذا القدح في الشيخ الألباني والشيخ محمد بن عبد الوهاب ،وشيخ الاسلام ابن تيمية ، فهذا منهج الروافض ومن كان على شاكلتهم ،بل هذه عقيدة عندهم ، فهم تجرأوا بالسب على الصحابة ابا بكر وعمر ، فلن يتورعوا بقذف من هو دونهم من العلماء الربانيين الذين قال في حقهم صلى الله عليه وسلم " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " . قال أحمد بن حنبل : إن الله يقيض للناس في رأس كل مائة من يعلمهم السنن وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب قال : فنظرنا ؛ فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز وفي رأس المائتين الشافعي .. فإنني اقف متعجباً أمام هذه المحاولات الفاحشة الفاشلة ، والحملات الفاجرة الخاسرة للنيل من مثل هؤلاء الجبال الشامخة الراسخة ، ولكن تلك سنة الله في المصلحين ، ابتداءًا بالنبيين ، فورثتهم إلى يوم الدين ..
ولكنني سأحاول ان التمس لك عذرا عما قلت ،فمن الواضح انه آلمك كثيراً فالصراخ يأتي على قدر الألم ، فالله أسأل ان يغفر لك بماأسأت ويهديك الى الحق المبين ...

وأعود مرة اخر وأكرر لك سؤالي برجاء الرد عليه ومن جملة ما ذكرته اخي في ردودك فانك تعتمد على اصح الكتب عندكم وهو كتاب الكافي للكليني .. فهل هذا اقرار منك بالفعل انه اصح الكتب عندكم ، وكما هو الحال عندنا نحن اهل السنة والجماعة بأن ماتفق عليه الشيخان وكتابيهما هما اصح الكتب بعد القرآن الكريم ؟؟؟

Abdulmohsin
01-14-2013, 08:25 PM
أخي الفاضل
أن ما ذكرته لك من الكافي إنما من باب بيان كامل الرواية بدون إستقطاعها كما فعلت أنت , وليس من باب أن كل ما موجود في الكافي هو صحيح وليس من باب الأحتجاج بتلك الرواية .
إلحاقا بمداخلتي السابقة وكما وعدتك بها أني سأذكر الروايات الدالة على إمامة أو خلافة الأمام أمير المؤمنين عليه السلام .. فسأذكر في هذه المداخلة أحدها وهي :
بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الاولين والاخرين .
تعرضنا في البحوث السابقة إلى بعض آيات من القرآن الكريم يستدلّ بها على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، وكانت الايات المذكورة دالة على عصمته ، أو على ولايته ، أو على أفضليّته عليه السلام من غيره ، فكانت دالة على إمامة أمير المؤمنين بالوجوه المختلفة .
ننتقل الان إلى الحديث والبحث عن عدّة من الاحاديث المستدل بها على إمامة أمير المؤمنين ، فإنّ الاحاديث الواردة في كتب أهل السنّة الدالّة على إمامة أمير المؤمنين كثيرة لا تحصى ، وهي أيضاً تنقسم إلى أقسام :



منها : ما هو نصّ في إمامته وخلافته .
ومنها : ما يدلّ على أفضليّته بعد رسول الله .
ومنها : ما يدلّ على أولويّته وولايته .
ومنها : ما يدلّ على العصمة .






















موضوع بحثنا في هذه االماخلة حديث الانذار أو حديث الدار .
لمّا نزل قوله تعالى ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الاْقْرَبِينَ﴾(1) دعا رسول الله صلي الله عليه و اله رجال عشيرته ، ودعاهم إلى الاسلام ، وهذا الخبر وارد في كتب التاريخ ، في كتب السيرة ، في كتب التفسير ، وفي الحديث أيضاً .
قبل كلّ شيء ، أقرأ لكم نصّ الحديث عن تفسير البغوي المتوفى سنة ٥١٠ هـ ، يقول البغوي :
روى محمّد بن إسحاق ، عن عبد الغفار بن القاسم ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، عن عبدالله بن عباس ، عن علي بن أبي طالب قال :
____________
1- سورة الشعراء : ٢١٤ .


لمّا نزلت هذه الاية على رسول الله صلي الله عليه و اله ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَقْرَبِينَ ﴾ دعاني رسول الله صلي الله عليه و اله فقال : يا علي ، إنّ الله يأمرني أن أُنذر عشيرتي الاقربين ، فضقت بذلك ذرعاً ، وعرفت أنّي متى أُباديهم بهذا الامر أرى منهم ما أكره ، فصمتُّ عليها ، حتّى جاءني جبرئيل فقال لي : يا محمّد إلاّ تفعل ما تؤمر يعذّبك ربّك ، فاصنع لنا صاعاً من طعام ، واجعل عليه رِجل شاة ، واملا لنا عسّاً من لبن ، ثمّ اجمع لي بني عبد المطّلب حتّى أُبلّغهم ما أُمرت به .
ففعلت ما أمرني به ، ثمّ دعوتهم له ، وهم يومئذ أربعون رجلاً ، يزيدون رجلاً أو ينقصونه ، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب .
فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعته ، فجئتهم به ، فلمّا وضعته ، تناول رسول الله صلي الله عليه و اله جذبة من اللحم ، فشقّها بأسنانه ، ثمّ ألقاها في نواحي الصفحة ، ثمّ قال : خذوا باسم الله ، فأكل القوم حتّى ما لهم بشيء حاجة ، وأيم الله أنْ كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم .
ثمّ قال : إسقِ القوم ، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتّى رووا جميعاً ، وأيم الله أنْ كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله .
فلمّا أراد رسول الله أن يكلّمهم بدره أبو لهب فقال : سحركم
صاحبكم ، فتفرّق القوم ولم يكلّمهم رسول الله صلي الله عليه و اله .
فقال في الغد : يا علي ، إنّ هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول ، فتفرّق القوم قبل أنْ أُكلّمهم ، فأعد لنا من الطعام مثل ما صنعت ثمّ اجمعهم ، ففعلت ثمّ جمعت ، فدعاني بالطعام فقرّبته ، ففعل كما فعل بالامس ، فأكلوا وشربوا ، ثمّ تكلّم رسول الله صلي الله عليه و اله
فقال :
يا بني عبد المطّلب ، إنّي قد جئتكم بخيري الدنيا والاخرة ، وقد أمرني الله تعالى أنْ أدعوكم إليه ، فأيّكم يوآزرني على أمري هذا ويكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ؟
فأحجم القوم عنها جميعاً .
فقلت وأنا أحدثهم سنّاً : يا نبيّ الله ، أكون وزيرك عليه .
قال : فأخذ برقبتي وقال : إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا .
فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب : قد أمرك أنْ تسمع لعلي وتطيع(1) .





____________
1- معالم التنزيل ٤/٢٧٨ ـ ٢٧٩ ـ طبعة دارالفكر ـ بيروت ـ ١٤٠٥ هـ .
















رواة حديث الدار
هذا الخبر يرويه محمّد بن إسحاق مسنداً عن ابن عباس ، وهو موجود في كتاب كنز العمال مع فرق سأذكره فيما بعد .
يرويه صاحب كنز العمال عن :
١ ـ ابن إسحاق .
٢ ـ ابن جرير الطبري ، صاحب التفسير والتاريخ .
٣ ـ ابن أبي حاتم الرازي ، صاحب التفسير المعروف .
٤ ـ ابن مردويه .
٥ ـ أبي نعيم الاصفهاني الحافظ .
٦ ـ البيهقي(1) .

____________
1- كنز العمال ١٣/١٣١ رقم ٣٦٤١٩ ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ ١٤٠٥ هـ ، تفسير الطبري ١٩/٧٤ ـ دار المعرفة ـ بيروت ، السنن الكبرى ٩/٧ ـ دار المعرفة ـ بيروت ، تفسير ابن أبي حاتم ٩/٢٨٢٦ رقم ١٦٠١٥ باختلاف ـ مكتبة نزار الباز ـ مكة المكرمة ـ ١٤١٧ هـ .

فرواة هذا الحديث أئمّةٌ أعلام من أهل السنّة ، منهم :
محمّد بن إسحاق صاحب السيرة ، المتوفى سنة ١٥٢ هـ(1) .
محمّد بن إسحاق يروي هذا الخبر عن عبد الغفار بن القاسم ، وهو أبو مريم الانصاري ، وهو شيخ من شيوخ شعبة بن الحجاج الذي يلقّبونه بأمير المؤمنين في الحديث ، ويقولون بترجمته إنّه لا يروي إلاّ عن ثقة ، وشعبة بن الحجاج كان يثني على عبد الغفار بن القاسم الذي هو شيخه ، لكن المتأخرين من الرجاليين يقدحون في عبد الغفار ، لانّه كان يذكر بلايا عثمان ، أي كان يتكلّم في عثمان ، أو يروي بعض مطاعنه ، ولذا نرى في ميزان الاعتدال عندما يذكره الذهبي يقول : رافضي .
فإذا عرفنا وجه تضعيف هذا الرجل وهو التشيع ، أو نقل بعض قضايا عثمان ، إذا عرفنا هذا السبب للجرح ، فقد نصّ ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري في شرح البخاري على أنّ التشيع بل الرفض لا يضر بالوثاقة ، هذا نص عبارة الحافظ ابن حجر العسقلاني في مقدمة شرح البخاري .
____________
1- من رجال البخاري ـ في المتابعات ـ ومسلم والاربعة . تقريب التهذيب ٢ / ١٤٤ .

فإذن ، هذا الرجل لا مطعن فيه ولا مورد للجرح ، إلاّ أنّه يروي بعض مطاعن عثمان ، لكن شعبة تلميذه يروي عنه ويثني عليه ، وشعبة أمير المؤمنين عندهم في الحديث . فهذا عبد الغفار بن القاسم .
والمنهال بن عمرو ، من رجال صحيح البخاري ، والصحاح الاربعة الاُخرى فهو من رجال الصحاح ما عدا صحيح مسلم(1) .
وأمّا عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، فهذا من رجال الصحاح الستّة كلّها(2) .
عن عبدالله بن العباس .
عن أمير المؤمنين علي عليه السلام .
فالسند في نظرنا معتبر ، وعلى ضوء كلمات علمائهم في الجرح والتعديل ، إلاّ عبد الغفار بن القاسم ، الذي ذكرنا وجه الطعن فيه والسبب في جرح هذا الرجل ، وهذا السبب ليس بمضر
بوثاقته ، استناداً إلى تصريح الحافظ ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري(3) .

____________
1- من رجال البخاري والاربعة ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٧٨ .
2- تقريب التهذيب ١ / ٤٠٨ .
3- مقدمة فتح الباري: ٤١٠.٣٩٨.٣٨٢

فهذا نص الخبر ، وفيه كما سمعتم أنّ النبي يقول : « فأيّكم يوآزرني على أمري هذا ويكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ، فقال أمير المؤمنين : يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ رسول الله برقبة علي وقال : إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب : قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع » .
وليست الامامة والخلافة إلاّ : وجوب الاطاعة ، وجوب الاقتداء ، وجوب الاخذ ، وجوب التمسّك بالشخص ، وأيّ نصّ أصرح من هذا في إمامة علي أو غير علي ؟
يعني لو كان هذا اللفظ وارداً في حقّ غير علي بسند معتبر متفق عليه لوافقنا نحن على إمامة ذلك الشخص .
فهذا هو الخبر ، وهو خبر متفق عليه بين الطرفين ، إذ ورد هذا الخبر بأسانيد علمائنا وأصحابنا في كتبنا المعتبرة المشهورة .
فمن رواة هذا الخبر :
١ ـ ابن إسحاق ، صاحب السيرة .
٢ ـ أحمد بن حنبل ، يروي هذا الخبر في مسنده(1) .

____________
1- مسند أحمد ١/١١١ رقم ٨٨٥ ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ ١٤١٤ هـ .

٣ ـ النسائي ، صاحب الصحيح(1) .
٤ ـ الحافظ أبو بكر البزار ، صاحب المسند .
٥ ـ الحافظ سعيد بن منصور ، في مسنده .
٦ ـ الحافظ أبو القاسم الطبراني ، في المعجم الاوسط .
٧ ـ الحافظ أبو عبدالله الحاكم النيسابوري ،في مستدركه على الصحيحين .
٨ ـ عرفتم أنّ من رواته أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري .
٩ ـ الحافظ أبو جعفر الطحاوي ، صاحب كتاب مشكل الاثار .
١٠ ـ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، صاحب التفسير .
١١ ـ أبو بكر بن مردويه .
١٢ ـ الحافظ أبو نعيم الاصفهاني ، صاحب دلائل النبوة وكتاب حلية الاولياء .
١٣ ـ الحافظ البغوي ، صاحب التفسير .
١٤ ـ الضياء المقدسي ، في كتابه المختارة ، وهذا الكتاب الذي التزم فيه الضياء المقدسي بالصحة ، فلا يروي في كتابه هذا إلاّ الروايات الصحيحة المعتبرة ، ولذا قدّم بعض علمائهم هذا الكتاب
____________
1- سنن النسائي ٦/٢٤٨ ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت .

على مثل المستدرك للحاكم ، ومن جملة من ينصّ على ذلك هو ابن تيميّة صاحب منهاج السنّة ، ينصّ على أنّ كتاب المختارة أفضل وأتقن من المستدرك للحاكم .
١٥ ـ الحافظ ابن عساكر الدمشقي ، صاحب تاريخ دمشق .
١٦ ـ أبو بكر البيهقي ، صاحب دلائل النبوة .
١٧ ـ الحافظ ابن الاثير ، صاحب الكامل في التاريخ .
١٨ ـ الحافظ أبو بكر الهيثمي ، في كتابه مجمع الزوائد يروي هذا الحديث(1) .
١٩ ـ الحافظ الذهبي ، في تلخيص المستدرك ينصّ على صحّة هذا الحديث.
٢٠ ـ الحافظ جلال الدين السيوطي ، في كتابه الدر المنثور
٢١ ـ الشيخ علي المتقي الهندي ، صاحب كنز العمال ، يرويه صاحب كنز العمال عن : أحمد ، والطحاوي ، وابن إسحاق ، ومحمّد بن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وأبي نعيم الاصفهاني ، والضياء المقدسي .
هذا بالنسبة إلى متن الحديث ، وعدّة من كبار علماء القوم
____________
1- مجمع الزوائد ٩ / ١١٣ ، وفيه : وإسناده جيّد ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ ١٤٠٣ هـ .

الرواة لهذا الحديث في كتبهم .
وأمّا بالنسبة إلى سنده ، فسنده في كتاب محمّد بن إسحاق قد قرأته لكم وصحّحت السند .
ويقول الحافظ الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد بعد أن يرويه عن أحمد بن حنبل يقول : رواه أحمد ورجاله ثقات(1) .
ويقول بعد أن يرويه بسند آخر عن بعض كبار علمائهم من أحمد وغير أحمد يقول : رجال أحمد وأحد إسنادي البزّار رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة(2) .
إذن ، حصلنا على أسانيد عديدة ينصّون على صحّتها .
مضافاً : إلى سند الحافظ المقدسي في كتابه المختارة الملتزم في هذا الكتاب بالصحّة .
كما ذكر المتقي الهندي صاحب كنز العمال : أنّ الطبري محمّد بن جرير قد صحّح هذا الحديث .
وأيضاً ، صحّحه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس في حديث طويل ، ووافقه على التصحيح الحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك .
____________
1- مجمع الزوائد ٨/٣٠٢ ـ باب معجزاته صلّى الله عليه وسلّم في الطعام .
2- مجمع الزوائد ٨/٣٠٣ .

وأيضاً نصّ على صحّة هذا الحديث الشهاب الخفاجي في شرحه على الشفاء للقاضي عياض ، حيث يذكر هناك معاجز رسول الله صلي الله عليه و اله ، ومن جملة معاجزه هذه القضية ، حيث أنّ الطعام كان صاعاً واحداً وعليه رِجل شاة فقط ، فأكلوا وكلّهم شبعوا ، وهذا من جملة معاجز رسول الله صلي الله عليه و اله ، ويقول الشهاب الخفاجي : إنّ سند هذا الخبر صحيح(1) .
وعندما نراجع نصوص الحديث في الكتب المختلفة ، نجد في بعضها هذا اللفظ : « فأيّكم يوآزرني على أمري هذا ويكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ؟ قال علي : أنا يا نبيّ الله ، أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي فقال : إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلي » .
وهذا لفظ ، وقد قرأناه عن عدّة من المصادر .
لفظ آخر : « من يضمن عنّي ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنّة ويكون خليفتي في أهلي ؟ فقيل له : أنت كنت بحراً ، من يقوم بهذا ، فعرض ذلك على أهل بيته واحداً واحداً ،فقال علي: أنا،
____________
1- نسيم الرياض ـ شرح الشفاء للقاضي عياض ٣ / ٣٥ .

فبايعه رسول الله على هذا»(1).
ومن ألفاظ هذا الحديث ما يلي : « قال رسول الله : من يبايعني على أن يكون أخي ووصيّي ووليّكم من بعدي ؟ قال علي : فمددت يدي فقلت : أنا أُبايعك . فبايعني رسول الله صلي الله عليه و اله »(2) .
فهذه ألفاظ الحديث ، وتلك أسانيد الحديث ، وتلك كلمات كبار علمائهم في صحّة هذا الحديث وتنصيصهم على صحّته .







____________
1- تفسير ابن كثير ٦/١٦٨ ـ دار طيبة ـ الرياض ـ ١٤١٨ هـ ، كنز العمال ١٣/١٢٨ رقم ٣٦٤٠٨ ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ ١٤٠٥ هـ .
2- كنز العمال ١٣/١٤٩ رقم ٣٦٤٦٥ .























دلالة حديث الدار على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام
وهذا الحديث الصحيح المتفق عليه هو من جملة أدلّتنا على إمامة أمير المؤمنين الدالّة على إمامته وولايته بالنص .
وإنّما اخترت من بين الاحاديث التي هي نصّ على إمامة أمير المؤمنين هذا الحديث في هذه الليلة ، لخصوصيات موجودة في هذا الحديث ، قد لا تكون في غيره ، مضافاً إلى صحّته وكونه مقبولاً بين الطرفين ، بل يمكن دعوى تواتر هذا الحديث :

الخصوصية الاولى
صدور هذا الحديث في أوائل الدعوة النبويّة ، وفي بدء البعثة المحمّديّة ، فكأنّ رسول الله صلي الله عليه و اله مأمورٌ بأنْ يبلّغ ثلاثة أُمور في آن واحد وفي عرض واحد :
مسألة التوحيد والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى .



ومسألة رسالته .
ومسألة خلافته من بعده الثابتة لعلي عليه السلام .
وقد أسفر ذلك المجلس وتلك الدعوة عن هذه الاُمور الثلاثة

الخصوصية الثانية
إنّ القوم من أبي لهب وغيره قالوا ـ وهم يضحكون ـ لابي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لابنك علي .
هذا ممّا يؤيّد استنتاجنا من هذا الحديث واستظهارنا من هذا الكلام ، إنّه حتّى أُولئك المشركون أيضاً فهموا من هذا الحديث ومن هذا اللفظ ومن كلام رسول الله : إنّه يريد أن ينصب عليّاً إماماً مطاعاً من بعده لعموم الناس .

الخصوصية الثالثة
استدلال أمير المؤمنين عليه السلام بهذا الخبر في جواب سائل ، يروي هذا الحديث النسائي في صحيحه(1) يقول : إنّ رجلاً قال لعلي : يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمّك دون عمّك ؟ أي ، بأيّ دليل
____________
1- خصائص أمير المؤمنين : ٨٦ ، ط الغري ، وهو من صحيحه كما ثبت في محلّه .



أصبحت أنت وارثاً لرسول الله ولم يكن العباس وارثاً لرسول
الله صلي الله عليه واله ؟ فذكر الامام عليه السلام حديث الانذار ، وجاء في هذا الحديث بهذا اللفظ وقال : أنت أخي ووارثي ووزيري . فذكر أمير المؤمنين في جواب هذا السائل هذا الخبر ثمّ قال: فبذلك ورثت ابن عمّي دون عمّي .
إذن ، يصبح علي عليه السلام بحكم هذا الحديث القطعي المتفق عليه خليفة لرسول الله ووزيراً له ووارثاً ووصيّاً وقائماً مقامه ووليّه من بعده ، والناس كلهم مأمورون لانْ يطيعوه ويسمعوه .
أو ليست الخلافة والامامة هذا ؟
وأيّ شيء يريدون منّا عند إقامتنا الادلّة على إمامة أمير المؤمنين أوضح وأصرح من مثل هذه الاحاديث الواردة في كتبهم وبأسانيد معتبرة ينصّون هم على صحّتها ؟
وهل ورد مثل هذا في حقّ أحد غير علي مع هذه الخصوصيات من حيث السند والدلالة والقرائن الموجودة في لفظه ؟

























مع علماء أهل السنة في حديث الدار
حينئذ يأتي دور مواقف العلماء من أهل السنّة ، الذين يريدون ـ في الحقيقة ـ أن يبرّروا ما وقع ، الذين يحاولون أن يوجّهوا ما كان !!
اختلفت مواقفهم أمام هذا الحديث الصحيح سنداً ، الصريح دلالةً على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام .

مع الفضل ابن روز بهان
يقول الفضل ابن روزبهان(1) : إنّ كلمة خليفتي التي هي مورد الاستدلال غير موجودة في مسند أحمد ، وهي من إلحاقات الرافضة .


____________
1- أنظر : دلائل الصدق ٢ / ٣٥٩ .

لو لم يكن مسند أحمد موجوداً بين أيدينا ، لو لم ينظر أحد في كتاب مسند أحمد ، لامكن للفضل أن يتفوّه بمثل هذه الكلمة ويقول هذا الكلام ويتركه على عواهنه ، إذا لم يراجع أحد المسند ، أو كان كتاب المسند غير موجود بين أيدينا ، ولكن يقتضي أن يكون الانسان عندما يتكلّم يتصوّر الاخرين يسمعون كلامه ، ويلتفت إلى أنّهم سيراجعون إلى المصادر التي يحيل إليها ، إمّا إثباتاً وإمّا نفياً ، وإلاّ فمن العيب للانسان العاقل عندما يريد أن يتكلّم يتصوّر الناس كأنّهم لا يسمعون ، أو لا يفهمون ، أو سوف لا يراجعون إلى تلك المصادر أو الكتب التي يذكرها .
إنّ هذا الحديث موجود في غير موضع من مسند أحمد بن حنبل والكلمة أيضاً موجودة في رواية مسند أحمد ، وقد راجعناه نحن ، ومسند أحمد بن حنبل موجود الان بين أيدينا(1) .
فالتكلم بهذا الاُسلوب ، إمّا أن يكون من التعصب وقلة الحياء ، وإمّا أن يكون من الجهل وعدم الفهم ، وإلاّ فكيف يكذّب الانسان مثل العلاّمة الحلّي الذي هو في مقام الاستدلال على العامة بكتبهم ، ينقل عنهم ليستدلّ بما يروونه ، فيلحق كلمة أو كلمات في حديث ،
____________
1- مسند أحمد ١ / ١١١ .

وهو في مقام الاحتجاج والاستدلال ؟! هذا شيء لا يكون من مثل العلاّمة وأمثاله .
هذا بالنسبة إلى الفضل ابن روزبهان ، وقد أراد أن يريح نفسه بهذا الاُسلوب .

مع ابن تيمية
وأمّا ابن تيميّة ، فقد أراح نفسه بأحسن من هذا ، وأراد أنْ يريح الاخرين أيضاً ، قال : هذا الحديث كذب عند أهل المعرفة بالحديث ، فما من عالم يعرف الحديث إلاّ وهو يعلم أنّه كذب موضوع ، ولهذا لم يروه أحد منهم في الكتب التي يرجع إليها في المنقولات ، لانّ أدنى من له معرفة بالحديث يعلم أنّ هذا كذب(1) .
إنّ هذا الاُسلوب من الكلام يدلّ بشكل آخر على صحّة هذا الحديث ، وتماميّة الاستدلال بهذا الحديث ، أي لولا صحّة هذا الحديث ولولا تماميّة دلالة هذا الحديث على مدّعى الامامية ، لما التجأ ابن تيميّة إلى أن يقول بهذا الشكل ، وأن يتهجّم على العلماء من الشيعة والسنّة أيضاً لروايتهم هذا الحديث ، لانّه يقول : إنّ أدنى
____________
1- منهاج السنّة ٧ / ٣٠٢ .



من له معرفة بالحديث يعلم أنّ هذا كذب .
إذن ، فأحمد بن حنبل مع علمه بكون هذا الحديث كذباً يرويه أكثر من مرّة في مسنده ! ومحمّد بن جرير الطبري في تاريخه يروي هذا الخبر مع علمه بأنّه كذب ! والنسائي أيضاً ! وأبو بكر البزّار كذلك ! وو ... إلى آخره ، وهؤلاء كبار علمائهم وأعلام محدّثيهم ، يروون مثل هذا الحديث وهم يعلمون أنّه كذب !!
ولو أمكن للانسان أن يرتاح بمثل هذه الاساليب ، فلكلّ منكر أن ينكر في أيّ بحث من البحوث ، في أيّ مسألة من المسائل ، سواء في أُصول الدين أو في فروع الدين ، أو في قضايا أُخرى وعلوم أُخرى ، يكتفي بالانكار ، بالنفي ، والتكذيب .
لكن هذا الاُسلوب ليس له قيمة في سوق الاعتبار ، هذا الاُسلوب لا يسمع ولا يعتنى به ، ولا جدوى له ولا فائدة ، لذلك لابدّ من أساليب أُخرى .

تحريف الحديث
من جملة الاساليب : تحريف الحديث ، فالطبري يروي هذا الحديث في تاريخه وفي تفسيره أيضاً ، إنْ رجعتم إلى التاريخ لرأيتم الحديث كما ذكرناه ، ورووه عنه في كتبهم كصاحب كنز
العمال(1) وغيره ، وأيضاً السيوطي في الدر المنثور(2) يروي هذا الحديث عن الطبري ، وينصّ صاحب كنز العمال على أنّ الطبري قد صحّح هذا الحديث ، فالحديث في تاريخه كما رأيتم وسمعتم .
أمّا في تفسيره ، إذا لاحظتم تفسير الطبري في ذيل هذه الاية المباركة : { وأنذر عشيرتك الاقربين} تأتي العبارة بهذا الشكل : « إنّ هذا أخي وكذا وكذا»(3) ، وأصل العبارة : « إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم » ، جاء بدل هذه العبارة : « إنّ هذا أخي وكذا وكذا » .
لكنّنا لا نعلم هل هذا من صنع الطبري نفسه ، أو من النسّاخ لتفسيره ، أو من الطابعين ؟ هذا لا نعلمه ، ولا يمكننا أنْ نرمي الطبري نفسه ، لانّه يكون من باب الرجم بالغيب ، لا نتمكّن أن نقول ، أو أن نتّهم الطبري نفسه ، فربّما كان هذا من النسّاخ للتفسير ، أو كان من الطابعين ، والله العالم .
هذا أُسلوبٌ ، أُسلوب التحريف .
وأيضاً ، إذا راجعتم الدر المنثور للسيوطي ، ففي الدر المنثور

____________
1- مجمع الزوائد ٩ / ١١٣ ، كنز العمال ١٣ / ١٣١ .
2- الدر المنثور ٦/٣٢٤ ـ ٣٢٩ ـ دارالفكر ـ بيروت ـ ١٤٠٣ هـ
3- تفسير الطبري ١٩/٧٥ ـ دار المعرفة ـ بيروت . .

ينقل نفس الحديث عن نفس الاشخاص من ابن إسحاق ، وابن جرير الطبري ، وأبي نعيم ، والبيهقي ، وابن مردويه ، وغيرهم ، عندما يصل إلى هذه الجملة التي هي محل الاستدلال ، تأتي الجملة في الدرّ المنثور بهذا الشكل : « فأيّكم يوآزرني على أمري هذا ، فقلت وأنا أحدثهم سنّاً : أنا ، فقام القوم يضحكون»(1) ، ولا يوجد
أكثر من هذا ، يعني حذف من اللفظ جملة : « ويكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم » . هذا حذف .
وأيضاً حذفوا منه : قام القوم يضحكون وقالوا لابي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لعليّ . هذا أيضاً محذوف .
وهل هذا من السيوطي نفسه ؟ لا نعلم ، من النسّاخ ؟ لا نعلم ، من الناشرين للكتاب ؟ لا نعلم .

مع الندوي
ومن علماء العامّة المؤلِّفين المعروفين في هذا الزمان : أبو الحسن الندوي .
وهذا الرجل الذي هو من كبار علماء السنّة ، يسكن في الهند ،
____________
1- الدرّ المنثور ٦ / ٣٢٤ و٣٢٩ .

وعنده دار الندوة مدرسة كبيرة يعلّم هناك الطلبة ويدرّبهم ، وله ارتباطات ببعض الجهات الكذائية ، له كتب ، ومن جملة مؤلفاته كتاب المرتضى سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي عنه الله وكرّم الله وجهه ، وهو كتاب صغير في حجمه جدّاً ، وكثير من مطالب هذا الكتاب لا علاقة لها بأمير المؤمنين أصلاً ، لعلّ مائة صفحة أو مائة وخمسين صفحة من هذا الكتاب ـ الذي هو في مائتين وخمسين صفحة تقريباً ـ يتعلّق بأمير المؤمنين ، وأصبح كتاب سيرة علي بن أبي طالب رضي عنه الله وكرّم الله وجهه !! في مائة وخمسين صفحة تقريباً !!
فهناك عندما يصل إلى هذه القضية يقول : وتكلّم ابن كثير في بعض رواة القصة ، وفيها ما يشكك في صحّتها وضبطها . انتهى ، وهذا غاية ما حقّقه هذا الرجل العالم في نظرهم الذي له أتباع وأنصار في مختلف البلاد .

مع هيكل
وأمّا محمّد حسين هيكل ، فقد قامت القيامة عليه عندما نشر كتابه حياة محمّد ، وذكر القصة كما هي في كتب القوم في كتابه المذكور ، قامت القيامة ضدّه حتّى ألجأوه إلى حذف القصة في الطبعة الثانية من كتابه .



مع البوطي
ويأتي محمّد سعيد رمضان البوطي ، فيؤلّف كتاباً في السيرة النبويّة يسمّيها فقه السيرة النبويّة ، يكتب السيرة النبويّة كما يشاء له هواه ، وهناك إذا راجعتم لا يشير إلى هذه القصة لا من قريب ولا من بعيد ، وهذا أيضاً له أنصار وأتباع وأعوان ، ويذكر كعالم من علمائهم في هذا الزمان .











خاتمة المطاف
فتلخص ممّا ذكرنا : إنّ الحديث حديث متفق عليه بين الطرفين ، مقطوع الصدور ، وقد يمكن دعوى أنّ هذا الخبر قد بلغ إلى حدّ الدراية ولا يحتاج إلى رواية ، ورواه كبار علماء القوم في كتبهم ونصّوا على صحّته كما ذكرت لكم بعض الكلمات .
كما أنّي حاولت أنْ أُحصّل على سند محمّد بن إسحاق نفسه كي أرى مدى اعتبار هذا السند ، وقد قرأته لكم ووثّقت رجاله ، إلاّ عبد الغفار بن القاسم الذي تكلّموا فيه ، لانّه كان يذكر بعض معايب عثمان ورموه بالتشيّع والرفض ، وقد قلنا : إنّ التشيّع والرفض لا يضرّان بالوثاقة كما نصّ الحافظ ابن حجر العسقلاني في مقدمة شرح البخاري ، مضافاً إلى أنّ هذا الرجل يثني عليه شعبة ويروي عنه ، وشعبة عندهم أمير المؤمنين في الحديث .
فإذاً تمّ سنده ، وكانت دلالته صريحة ، ورأينا أنّهم ليس لهم
كلام معقول في الجواب عن هذا الاستدلال .
مثلاً : إذا تراجعون منهاج السنّة يقول في الاشكال على هذا الخبر : بأنّ رجال قريش في ذلك العهد لم يكونوا يبلغون الاربعين ، وهذا من علائم كذب هذا الخبر .
هذا وجه يقوله ابن تيميّة ، لا أدري من الّذي يرتضي هذا الكلام من مثل هذا الشخص الذي هو شيخ إسلامهم !؟
وأيضاً : إنّه يشكل على هذا الخبر بأنّ العرب لم يكونوا أكّالين بهذا المقدار ، بحيث أنّ هؤلاء أكلوا وشبعوا والطعام كفاهم كلّهم ، فهذا من قرائن كذب هذا الخبر .
ليس عندهم كلام معقول يذكر في مقام ردّ الاستدلال بهذا الحديث ، لذا تراهم يلتجئون إلى التحريف ، يلتجئون إلى التصرّف في الحديث .
وإنّني على يقين بأنّ الباحث الحرّ المنصف ، إذا وقف على هذا المقدار من البحث ، أيّ باحث يكون ، سواء كان مسلماً أو خارجاً عن الدين الاسلامي ، ويريد أن يحقّق في مثل هذه القضايا ، لو أُعطي هذا الحديث مع مصادره ، وعرف رواة هذا الحديث ، وأنّهم كبار علماء السنّة في العصور المختلفة ، ثمّ لاحظ متن الحديث ولفظه بدقّة ، ثمّ راجع كلمات المناقشين في هذا الحديث
والمعارضين لهذا الاستدلال ، من مثل ابن تيميّة والفضل ابن روزبهان وأمثالهما ، وثمّ تصرّفات هؤلاء في متن هذا الحديث .
لو أنّ هذا الباحث الحرّ المنصف يحقّق هذه الاُمور ، وفي ما يتعلّق بهذا الحديث وحده فقط ، أنا على يقين بأنّ الباحث الحر المنصف يكفيه هذا الحديث للاعتقاد بإمامة علي بعد رسول الله ، كما أنّي أعتقد أنّ الذين يأخذون معارف دينهم ومعالم دينهم من مثل الفضل ابن روزبهان أو من مثل ابن تيميّة أو الندوي أو البوطي ، لو دقّقوا النظر وراجعوا القضايا على واقعيّاتها ، واستمعوا القول لاتباع الاحسن ، لرفعوا اليد عن اتباع مثل هؤلاء الاشخاص ، وعن أن يقلّدوهم في أُصولهم وفروعهم .
ولكنّ الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يهدي أحداً يهديه ، وما تشاءون إلاّ أنْ يشاء الله .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين .
وللموضوع تتمة .. إن شاء الله

almojahed
01-15-2013, 12:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم عبد المحسن هدانا الله و إياك إلى الحق جعلتني مرة أخرى أبذل وسعي في البحث فجزاك الله خيرا
فقلت لنفسي ما دمت أنت تحتج بهذا الحديث من مصادر أهل السنة على ولاية و وصاية علي بن ابي طالب رضي الله عنه و أرضاه فلنرجع إلى الحديث و نرى هل يصح الإعتداد به أو لا و قد سهلت علي بارك الله فيك البحث فأشرت أن الخلل في عبد الغفار بن القاسم أبو مريم فمن هو هذا الرجل فهذا؟! الذي وجدته التالي :(مع أن ذكرك أنه إنما جرح لكونه يطعن في عثمان رضي الله عنه و أرضاه غير دقيق) فانظر:

- كوفي حَدَّثَنَا محمد بن خلف ، حَدَّثَنِي أَبُو العباس القرشي ، قَالَ : علي بن المديني : أَبُو مريم الحنفي اسمه عبد الغفار بن القاسم ، وكان يضع الحديث.

حَدَّثَنَا مكي بن عبدان ، قَالَ : ثنا محمد بن يحيى ، قَالَ : ثنا محمد بن الصلت ، ثنا عبد الغفار بن القاسم بن يحيى ، وهو ابن قيس بن قهد أَبُو مريم. ثنا ابن حماد ، ثنا العباس ، عن يحيى ، قَالَ : أَبُو مريم عبد الغفار بن القاسم ليس بشيء.

ثنا ابن حماد ، ثنا معاوية ، عن يحيى ، قَالَ : عبد الغفار أَبُو مريم كوفي ليس بثقة.

ثنا ابْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ ، قَالَ : فِي حَدِيثِ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مَقْسَمٍ ، قَالَ : " إِذَا أَصَابَ الْمُحْرِمُ الصَّيْدَ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ جَزَاءٌ ".

قَالَ شعبة فِي الحديث : أخبرني أبان ، وأبو مريم ، قَالَ : قَالَ علي أبان هُوَ بن تغلب ، وأما أَبُو مريم فاسمه عبد الغفار ، وكان لشعبة فيه رأي ، وتعلم مِنْهُ زعموا توقيف الرجال ، ثم ظهر مِنْهُ رأي رديء فِي الرفض فترك حديثه.

وسمعت أحمد بن محمد بن سعيد يثني عَلَى أَبِي مريم ويطريه ، وتجاوز الحد فِي مدحه ، حتى قَالَ : لو انتشر علم أَبِي مريم وخرج حديثه لم يحتج الناس إِلَى شعبة.

وابن سعيد حيث مال هذا الميل الشديد إنما كَانَ لإفراطه فِي التشيع ، وقد روى شعبة ، عن أَبِي مريم هذا حديثين أحدهما عن نافع ، عن ابن عمر ، والآخر عن عطاء ، عن جابر.
و قد ذكر ذلك مفصلا بن حجر العسقلاني في ميزان الإعتدال حيث قال :
"عبد الغفار بن القاسم أبو مريم الأنصاري رافضي ليس بثقة. قال علي بن المديني كان يضع الحديث ويقال كان من رؤوس الشيعة وروى عباس عن يحيى ليس بشيء. وقال البخاري عبدالغفار بن القاسم بن قيس بن فهد ليس بالقوي عندهم. أحمد بن صالح حدثنا محمد بن مرزوق حدثنا الحسين بن الحسن الفزاري حدثنا عبد الغفار بن القاسم حدثني عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال حدثني بريدة قال رسول الله عليه وآله وسلم علي مولى من كنت مولاه أبو داود سمعت شعبة سمعت سماكا الحنفي يقول لأبي مريم في شيء ذكره كذبت والله أبو داود حدثنا عبد الواحد بن زياد سمعت أبا مريم يروي عن الحكم عن مجاهد في قوله تعالى لرادك إلى معاد وقال يرد محمد إلى الدنيا حتى يرى عمل أمته قال عبد الواحد فقلت له كذبت قال اتق الله تكذبني قال أبو داود وأنا اشهد ان أبا مريم كذاب لأني قد لقيته وسمعت منه واسمه عبد الغفار بن القاسم وقال أحمد بن حنبل كان أبو عبيدة إذا حدثنا عن أبي مريم يصيح الناس يقولون لا نريده قال أحمد كان أبو مريم يحدث ببلايا في عثمان. وقال أبو حاتم والنسائي وغيرهما متروك الحديث قلت بقي إلى قرب الستين ومائة فإن عثمان أدركه وأبي ان يأخذ عنه حدث عن نافع وعطاء بن أبي رباح وجماعة وكان ذا اعتناء بالعلم وبالرجال وقد أخذ عنه شعبة ولما تبين له انه ليس بثقة تركه انتهى. وقال الآجري سألت أبا داود عنه فقال كان يضع الحديث وقال شعبة لم ار احفظ منه قال أبو داود وغلط في امره شعبة. وقال الدارقطني متروك وهو شيخ شعبة اثنى عليه شعبة وخفي على شعبة أمره فبقي بعد شعبة فخلط قلت فهذا يصرح بأنه تأخر بعد الستين لان شعبة مات بعدها. وذكره الساجي والعقيلي وابن الجارود وابن شاهين في الضعفاء. وقال بن عدي سمعت بن عقدة يثني على أبي مريم ويطريه وتجاوز الحد في مدحه حتى قال لو ظهر على أبي مريم ما اجتمع الناس إلى شعبة قال وانما مال اليه بن عقدة هذا الميل لافراطه في التشيع"
طيب أيضا ذكرت كلاما كثيرا لا يعدو كونه حشوا لا فائدة منه و قد لاحظت أخي أنك قلت أن شيخ الإسلام رحمه الله رحمة واسعة قال أن قريش لم تبلغ وقتئذ 40 رجلا فهل سقط ذلك منك سهوا او عمدا إن ما قاله شيخ الإسلام بالتفصيل أنقله لك و هو في بني عبد المطلب و ليس في قريش كما ذكرت :
مثلاً : إذا تراجعون منهاج السنّة يقول في الاشكال على هذا الخبر : بأنّ رجال قريش في ذلك العهد لم يكونوا يبلغون الاربعين ، وهذا من علائم كذب هذا الخبر .
هذا وجه يقوله ابن تيميّة ، لا أدري من الّذي يرتضي هذا الكلام من مثل هذا الشخص الذي هو شيخ إسلامهم !؟
و هذا ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله و رفع درجاته في عليين بالحرف .. أليس حري بمن كان مثلك في قضية مهمة مثل هذه أن يتحرى الصدق و لا يدلس أخي طلبا للحق على الأقل ؟!!
أن بني عبد المطلب لم يبلغوا أربعين رجلا حين نزلت هذه الآية فإنها نزلت بمكة في أول الأمر ثم ولا بلغوا أربعين رجلا في مدة حياة النبي فان بني عبد المطلب لم يعقب منهم باتفاق الناس إلا أربعة العباس وأبو طالب والحارث وأبو لهب وجميع ولد عبد المطلب من هؤلاء الأربعة وهم بنو هاشم ولم يدرك النبوة من عمومته إلا أربعة العباس وحمزة وأبو طالب وأبو لهب فآمن اثنان وهما حمزة والعباس وكفر اثنان أحدهما نصره وأعانه وهو أبو طالب والآخر عاداه وعان أعداءه وهو أبو لهب وما العمومة وبنو العمومة فأبو طالب كان له أربعة بنين طالب وعقيل وجعفر وعلي وطالب لم يدرك الإسلام وأدركه الثلاثة فآمن علي وجعفر في أول الإسلام وهاجر جعفر إلى ارض الحبشة ثم إلى المدينة عام خيبر وكان عقيل قد استولى على رباع بني هاشم لما هاجروا وتصرف فيها ولهذا لما قيل للنبي في حجته ننزل غدا في دارك بمكة قال وهل ترك لنا عقيل من دار وأما العباس فبنوه كلهم صغار إذ لم يكن فيهم بمكة رجل وهب انهم كانوا رجالا فهم عبد الله وعبيد الله والفضل وأما قثم فولد بعدهم وأكبرهم الفضل وبه كان يكنى وعبد الله ولد في الشعب بعد نزول قوله وانذر عشيرتك الاقربين وكان له في الهجرة نحو ثلاث سنين أو أربع سنين ولم يولد للعباس في حياة النبي إلا الفضل وعبد الله وعبيد الله وأما سائرهم فولدوا بعده. وأما الحارث بن عبد المطلب وأبو لهب فبنوهما اقل والحارث كان له ابنان أبو سفيان وربيعة وكلاهما تأخر إسلامه وكان من مسلمة الفتح وكذلك بنو أبي لهب تأخر إسلامهم إلى زمن الفتح وكان له ثلاثة ذكور فاسلم منهم اثنان عتبة ومغيث وشهد الطائف وحنينا وعتيبة دعا عليه رسول الله أن يأكله الكلب فقتله السبع بالزرقاء من الشام كافرا فهؤلاء بنو عبد المطلب لا يبلغون عشرين رجلا فأين الأربعون.
الأمر الأخير قلت لنفسي لما لا ترجع إلى نقولات أهل العلم في مناسبة نزول هذه الآية العظيمة " و أنذر عشيرتك الأقربين" فوجدت التالي :
1- "أرى أن تجعلَها في الأقربين . قال أبو طلحة : أفعلُ يا رسولَ اللهِ ، فقسمها أبو طلحةَ في أقاربِه وبني عمِّه . وقال ابنُ عباسٍ : لما نزلت : { وأنذرْ عشيرتَك الأقربين } . جعل النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ينادي : يا بني فهر ، يا بني عديّ . لبطونِ قريشٍ . وقال أبو هريرةَ : لما نزلت : { وأنذرْ عشيرتَك الأقربين } . قال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : يا معشرَ قريشٍ
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2752 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

2- عن ابن عباسٍ ؛ قال : لما نزلتْ هذه الآيةُ : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [ 26 / الشعراء / الآية - 214 ] ورهطَكَ منهمُ المخلَصينَ . خرج رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم حتى صعِدَ الصَّفا . فهتف يا صباحاهْ! فقالوا : منْ هذَا الذي يهتفُ ؟ قالوا : محمدٌ . فاجتمعُوا إليهِ، فقال يا بني فلانٍ ! يا بني فلانٍ ! يا بني فلانٍ ! يا بني عبدِ منافٍ ! يا بني عبدِالمطَّلبِ ! فاجتمعوا إليهِ فقال أرأيتَكُم لو أخبرتُكُم أنَّ خيلًا تخرج بسفْحِ هذا الجبلِ أكنتمْ مُصدِّقيَّ ؟ قالوا : ما جرَّبْنا عليكَ كذبًا . قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد .قال فقال أبو لهبٍ : تبًّا لكَ ! أما جمعتَنا إلاّ لهذا ؟ ثمَّ قام . فنزلتْ هذه السورةُ : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } [ 111 / المسد / الآية - 1 ] . كذا قرأ الأعمشُ إلى آخر السورةِ .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 208 خلاصة حكم المحدث: صحيح

3- قام رسول الله حين أنزل عليه { وأنذر عشيرتك الأقربين } فقال : يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله ، لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ، يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ، يا فاطمة سلينى ما شئت ، لا أغني عنك من الله شيئا
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 3649 خلاصة حكم المحدث: صحيح

4- لمَّا نزلت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ جمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ قريشًا فخصَّ وعمَّ فقالَ يا معشرَ قريشٍ أنقِذوا أنفسَكم منَ النَّارِ فإنِّي لا أملِكُ لَكم منَ اللَّهِ ضرًّا ولا نفعًا يا معشرَ بني عبدِ منافٍ أنقِذوا أنفسَكم منَ النَّارِ فإنِّي لا أملِكُ لَكم منَ اللَّهِ ضَرًّا ولا نفعًا يا معشرَ بني عبدِ قصيٍّ أنقِذوا أنفسَكم منَ النَّارِ فإنِّي لا أملِكُ لَكم ضرًّا ولا نفعًا يا معشرَ بني عبدِ المطَّلبِ أنقِذوا أنفسَكم منَ النَّارِ فإنِّي لا أملِكُ لَكم ضرًّا ولا نفعًا يا فاطمةُ بنتَ محمَّدٍ أنقِذي نفسَكِ منَ النَّارِ فإنِّي لا أملِكُ لَكِ ضرًّا ولا نفعًا إنَّ لَكِ رحمًا سأبلُّها ببِلالِها
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3185 خلاصة حكم المحدث: صحيح

5- لما نزلت هذه الآية { وأنذر عشيرتك الأقربين } قام النبي صلى الله عليه وسلم فنادى يا بني كعب بن لؤي ! أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد مناف ! أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني هاشم ! أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد المطلب ! أنقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة بنت محمد ! أنقذي نفسك من النار ، فإني لا أملك لك من الله شيئا ، غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها .
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 34 خلاصة حكم المحدث: صحيح

و سأكتفي بهذا الرد المختصر أخي لأن ما أوردته من شبهة لا ينخدع به أقل أهل السنة علما و اطلاعاً و كونك تورد أن علماء أهل السنة أوردوا الحديث فهذا مردود عليه لأن من المحدثين من يورد في كتبه أحاديث صحيحة وضعيفة وحتى موضوعة, فيقال هذا الأمر على قسمين: فهناك من المحدثين من اشترط الصحة في كتابه فلم يرو إلا حديثًا صحيحًا عنده وهؤلاء كالبخاري ومسلم وغيرهما, وهناك من لم يشترط إيراد الحديث الصحيح فقط, فلم يشترط أصحاب السنن والمسانيد والمعاجم والمستخرجات والمستدركات وغيرها الصحة فيما رووه من أحاديث؛ لذلك تجد عندهم الصحيح والحسن والضعيف الذي لم يستكمل شروط الصحة، بل والموضوع أحيانًا.
بل قال أبو داود صاحب السنن في مقدمة سننه: "فما كان فيه من ضعف بينته، وما سكت عنه فهو صالح" وعليه, فلا يحكم على أحاديث هذه الكتب بالصحة بمجرد إخراج أصحابها لها، ولذلك لا بد من التنصيص على صحتها من مؤلفي هذه الكتب أو من غيرهم من علماء الحديث.
و لا يطعن في علمهم وإتقانهم وعدالتهم أنهم رووا الأحاديث المختلفة المراتب فكون هؤلاء أئمة أعلامًا، لا يلزم منه تصحيح كل ما رووه؛ لأنهم لم يشترطوا الصحة كما اشترطها البخاري ومسلم في صحيحيهما، حتى ما رواه البخاري في بقية كتبه كالأدب المفرد, وخلق أفعال العباد, والتاريخ, فيه الصحيح والضعيف، وكانوا رحمهم الله يروون الأحاديث الضعيفة بأسانيدها لينظر فيها العلماء فيعلموا علة الضعيف، وكما قال العلماء قديما و حديثا "من أسند فقد سلم".
و تعلم أخي أثناء إعدادي لهذا الرد خطرعلى بالي سؤال لطالما سمعته في المناظرات بين السنة و الشيعة و ما وجدت شيعيا واحد أجاب عليه إجابة شافية تعلم ما هو السؤال ؟
إذا كانت الولاية على هذا القدر من الأهمية عند المسلمين فلما لم يأتي عليها نص قطعي الدلالة قطعي الثبوت كبقية أركان الإسلام كالصلاة و الصيام و الزكاة و خلافه ؟
هدانا الله و إياكم إلى الحق و جعلنا من أتباع النبي صلى الله عليه و سلم و آله و أصحابه في الدنيا و الآخرة .. أللهم آمين
و الله ولي التوفيق و الهادي إلى سواء السبيل

almojahed
01-15-2013, 12:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي طلب آخر أخي عبد المحسن حبذا لو تزيل الفراغات من موضوعك و تنسقه مرة أخرى حتى يبدو أكثر ترتيبا بارك الله فيك

ابو عبد الرحمن
01-15-2013, 02:01 AM
بارك الله فيك اخي ابوجبريل على هذه المداخلة القيمة وجزاك عنا خيرا
وتعقيبا وردا على كلام الأخ الفاضل فيما ذكره ولعلني اقتبس من كلامه فمثلا هو يقول
تعرضنا في البحوث السابقة إلى بعض آيات من القرآن الكريم يستدلّ بها على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، وكانت الايات المذكورة دالة على عصمته ، أو على ولايته ، أو على أفضليّته عليه السلام من غيره ، فكانت دالة على إمامة أمير المؤمنين بالوجوه المختلفة .

فهذا قول وااه جدا ويبدو اخي عبد المحسن يعاني من النسيان فلا اعلم اين هذه الآيات التي تتحدث عنها في مداخلاتك والتي تزعم بأنها جائت دالة على امامة علي رضي الله عنه وولايته وعصمته ؟؟ أرجو ان تتجنب القص واللصق بدون مراجعة ماتنقل !!!!!

وانني اعجب لما نقلت
قبل كلّ شيء ، أقرأ لكم نصّ الحديث عن تفسير البغوي المتوفى سنة 510 هـ ، يقول البغوي :
روى محمّد بن إسحاق ، عن عبد الغفار بن القاسم ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، عن عبدالله بن عباس ، عن علي بن أبي طالب قال :
____________
1- سورة الشعراء : 214 .

ولو انك اخي الفاضل تحققت مما تنقل لما وقفت في هذا الموقف الذي لا تحسد عليه حقيقة ، واليك تعليق البغوي نفسه في الحاشية :
(1) أخرجه ابن إسحاق في المغازي ، والبيهقي في "الدلائل" من طريقه من رواية ابن عباس. وأخرجه البزار وأبو نعيم في الدلائل من طريق عباد بن عبد الله الأسدي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
انظر : الكافي الشاف ص (123) ، وراجع تفسير ابن كثير : 3 / 315 - 352 فقد قال : تفرد بهذا السياق عبد الغفار بن القاسم أبي مريم ، وهو متروك كذاب شيعي ، اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث ، وضعفه الأئمة رحمهم الله. (6/131)

واخيرا اكتفي بما جاد به اخي الجبيب المجاهد من تفصيل ورد على هذه الشبهات الواهية ، ولي طلب ايضا عن الاخ عبد المحسن حبذا لو تكرمت علينا ان تذكر لي مصدر واحد صحيح عندكم ، او على الأقل عندك اريد فقط كتاب واحد يكون هو معتمدك فيه ، أم ليس عندكم شئ من الصحاح ؟؟

abo haron
01-15-2013, 02:32 AM
جزاك الله كل خير

Abdulmohsin
01-15-2013, 03:44 PM
شكرا لك أخي الفاضل المجاهد على ملاحظاتك .. علما أني :
1- ذكرت بعض العبارات مثل عبارة (تعرضنا في البحوث السابقة إلى بعض آيات من القرآن الكريم يستدلّ بها على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام ، وكانت الايات المذكورة دالة على عصمته ، أو على ولايته) لغاية معينة وقد تحققت . ولم أنسى
2- أعرف مسبقا هذا التفنيد الذي ذكرته أخي الكريم , وأنما أردتها أن تُذكر من قبلك وهذا أيضا لعاية معينة وقد تحققت .
3- إسمح لي أن أقول أن رفض الروايات بسبب وجود أحد الرواة من الشيعة أو لمجرد إتهامه بالتشيع فهذا هو الذي أعنيه بعدم الموضوعية فأن الرفض ليس لوجود أحد الرواة من الشيعة وأنما الرفض بسبب مدلول الرواية والدليل على ذلك أنه تم قبول عشرات بل مئات من الروايات في جميع الكتب الستة وغيرها في مسانيدها رجال من الشيعة وقد تجاوز عددهم العشرات وربما المئات , وعليه فلا إعتبار لمثل هكذا تجريح . ولهذا السبب فلن أستمر بالمداخلات لأني على يقين أن النقاش إبتعد كثيرا عن الموضوعية وشكرا مرة أخرى .

almojahed
01-15-2013, 10:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أخي الكريم عبد المحسن و لا أريد ان أكون فظا و لكن يبدو أن الإشكال في مدى إطلاعكم على علم مصطلح الحديث فهناك فرق كما يعلم كل من له اطلاع على هذا العلم لأن الاتهام بالكذب و الوضع يقدح في عدالة الراوي و قد اتهم راوينا بهذا كما سبق و سقت لك ذلك يعني ليس السبب الوحيد هو الرفض و التشيع و أنا أعلم أن هناك بعض الرواة الشيعة الذين روى عنهم بعض الحفاظ و ذلك يرجع إلى سببين الأول أنهم لم يتهموا بالكذب و الوضع و قلة المروءة أو الخسة و الأمر الثاني أنهم ما كانوا غلاة في تشيعهم فأنت تعلم بما أنك تنتمي إلى هذا النهج أن التشيع قديما يختلف تماما عن التشيع بعد الدولة الصفوية التي نشأ فيها الغلو الشيعي الأصولي الموجود الان .
لذا أرجو أن يكون الكلام علميا واضحا ، أما و أنك قد اخترت أن لا تستمر في الحوار أو النقاش فلك ما شئت وانا أقول لك اهلا و سهلا بك في اي وقت و في اي موضوع و اعتبر الملتقى ملتقاك و نحن إخوانك و لا نريد لك إلا الخير و لا ندعو لك و لا لأنفسنا إلا بالهداية و الله ولي التوفيق و الهادي إلى سواء السبيل.

Abdulmohsin
01-16-2013, 10:52 AM
أخي الفاضل المجاهد:السلام عليكم
أولا : أشكرك على كلماتك الجميلة التي تنم عن سعة صدرك وحسن أخلاقك
ثانيا : كل مداخلاتي ومداخلاتك ومداخلات الأخ أبو عبدالرحمن والآخرين إتًّسمت بالأخوة ولم تخرج عن إطار الحوار الملتزم بالأخلاق الأسلامية وهي التي جعلتني أن أعتبر أن هذا الملتقى هو لي ومن خلاله ألتقي بالخيّرين ( ربًّ أخ لم تلده أمك )
ثالثا : أنك أشرت في كلماتك أن البعض كانوا من الغلاة في التشيع وأن التشيع قديما يختلف عنه في الوقت الحاضر .. فإسمح لي أخي الفاضل أن أوضح بل وأصحح
هذا الألتباس الذي يقع فيه الكثير من المسلمين في عصرنا الحالي , لذا سوف لن أختار إلاّ من أقوال علماء الشيعة المعاصرين , وقد أخترت كتابا مبسّطا لكنًّه
يفي بالغرض وهو بعنوان ( هوية التشيع ) للدكتور المرحوم الشيخ أحمد الوائلي - المتوفى قبل بضعة سنين :
- هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ص 11
تمهيد
التشيع لغة : هو المشايعة أي المتابعة والمناصرة والموالاة ( 1 ) .
فالشيعة بالمعنى اللغوي هم الأتباع والأنصار وقد غلب هذا الإسم على أتباع علي عليه السلام حتى اختص بهم وأصبح إذا أطلق ينصرف إليهم .
وبهذا المعنى اللغوي استعمل القرآن الكريم لفظة الشيعة كما في قوله تعالى : * ( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ) * 83 الصافات وكقوله تعالى : * ( هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ ) * 15 القصص .
التشيع إصطلاحا : هو : الإعتقاد بآراء وأفكار معينة وقد اختلف الباحثون في هذه الأفكار والآراء كثرة وقلة وسيمر علينا ذلك مفصلا فالتشيع بالمعنى الثاني أعم منه بالمعنى الأول : وبينهما من النسب عموم وخصوص مطلقا والعموم في جانب التشيع بالمعنى الثاني لشموله لكل منهما .
وانطلاقا من كون التشيع اعتقادا بآراء معينة ذهب العلماء والباحثون تبعا لذلك إلى تعريفه على اختلاف بينهم في سعة مدى هذه التعاريف وضيقه وإليك نماذج من تعريفاتهم :

( 1 ) صحاح الجوهري ج3 ص 156 ، وتاج العروس ولسان العرب مادة شيع . ( * )
- ص 12 -
1 - الشهيد الثاني في كتابه شرح اللمعة قال : " والشيعة من شايع عليا - أي اتبعه وقدمه على غيره في الإمامة وإن لم يوافق على إمامة باقي الأئمة ، فيدخل فيهم الإمامية والجارودية من الزيدية والإسماعيلية غير الملاحدة منهم والواقفية والفطحية " ( 1 ) .
2 - الشيخ المفيد في كتاب الموسوعة كما نقله عنه المؤلف قال : " الشيعة هم من شايع عليا وقدمه على أصحاب رسول الله صلوات الله عليه وآله واعتقد أنه الإمام بوصية من رسول الله أو بإرادة من الله تعالى نصا كما يرى الإمامية أو وصفا كما يرى الجارودية " . وقد نقل هذا المضمون نفسه كامل مصطفى الشيبي في كتابه الصلة ( 2 ) .
3 - الشهرستاني في الملل والنحل قال : " الشيعة هم الذين شايعوا عليا وقالوا بإمامته وخلافته نصا ووصاية أما جليا وأما خفيا واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده وإن خرجت فبظلم يكون من غيره أو بتقية من عنده " ( 3 ) .
4 - النوبختي في كتابه الفرق قال : " الشيعة هم فرقة علي بن أبي طالب المسمون بشيعة علي في زمن النبي ومن وافق مودته مودة علي " ( 4 ) .
5 - محمد فريد وجدي في كتابه دائرة معارف القرن العشرين قال : " والشيعة هم الذين شايعوا عليا في إمامته واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج عن أولاده ويقولون بعصمة الأئمة من الكبائر والصغائر والقول بالتولي والتبري
( 1 ) شرح اللمعة ج2 ص 228 .
( 2 ) موسوعة العتبات المقدسة المدخل ص 91 . ( 3 ) الملل والنحل ص 107 .
( 4 ) فرق الشيعة . ( * ) - ص 13 -
قولا وفعلا إلا في حال التقية إذا خافوا بطش ظالم " ( 1 ) .
هذه النماذج من التعريفات إنما قدمتها لنعرف ما هي مقومات التشيع في نظر الباحثين ، وقد تبين من بعضها : الإقتصار على وصف الشيعة بأنهم يقدمون عليا على غيره لوجود نصوص في ذلك أو وجود صفات اختص بها ولم تتوفر لغيره والواضح من ذلك أن جوهر التشيع هو الالتزام بإمامة علي وولده وتقديمه على غيره لوجود نصوص عندهم في ذلك وينتج من ذلك الالتزام بأمرين :
الأول : بما أن الإمامة وليدة النصوص فهي امتداد للنبوة يترتب عليها ما يترتب على النبوة من لوازم عدى الوحي فإن نزوله مختص بالأنبياء .
والثاني : أن الإمامة لا تتم بالانتخاب والاختيار وإنما بالتعيين من الله تعالى فهو الذي ينص على الإمام عن طريق النبي ، وإنما يختاره لتوفر مؤهلات عنده لا توجد عند غيره .
أما الزيادة على ما ذكرناه والتي وردت في التعريفات التي نقلناها والتي قد توجد في كتب الشيعة الأخرى فهي مستفادة من أخبار وهي أعم من كونها من أصول المذهب أو من أصول الإسلام كما سنرى ذلك فيما يأتي أن الغرض من هذه الإشارة هو إلقاء الضوء على نقطة يؤكد عليها الباحثون عند استعراضهم لذكر الشيعة وعقائدهم : ألا وهي التأكيد على إدخال آراء أريد لها أن تكون خيوطا تصل بين التشيع واليهودية ، أو النصرانية ، أو الزندقة ، ومحاولة إيصال التشيع لعرقيات معينة ، وهي محاولة لا تخفى على أعين النقاد بأنها غير موضوعية ، إن هذه المحاولة تريد تصوير التشيع بأنه تطور لا كما تتطور العقائد والمذاهب الأخرى ، وفي التوسع وقبول الإضافات السليمة نتيجة تبرعم بعض الآراء وإنما هو تطور غير سليم وغير نظيف أفسد مضمون التشيع .
( 1 ) دائرة المعارف ج 5 ص 424 . ( * )
- ص 14 -
وسأستعرض بعض هذه الأقوال لتكون مجرد مؤشر على هذا الإتجاه وسأعقب عليها بما أراه :
تطور التشيع
1 - رسم الدكتور عبد العزيز الدوري هذا التطور عن طريق تقسيمه للتشيع إلى روحي بدأ أيام النبي عليه الصلاة والسلام وسياسي حدث بعد مقتل الإمام علي ، وقد استدل لذلك بأن التشيع بمعناه البسيط دون باقي خواصه الاصطلاحية قد استعمل في صحيفة التحكيم التي نصت على شيعة لعلي وشيعة لمعاوية مما يعطي معنى المشايعة والمناصرة فقط دون باقي الصفات والأبعاد السياسية التي حدثت بعد ذلك ( 1 ) .
2 - محمد فريد وجدي في دائرة المعارف قال : " الشيعة هم الذين شايعوا عليا في إمامته واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج عن أولاده ويقولون بعصمة الأئمة من الصغائر والكبائر والقول بالتولي والتبري قولا وفعلا إلا في حال التقية إذا خافوا بطش ظالم وهم خمس فرق : " كيسانية وزيدية وإمامية وغلاة وإسماعيلية " وبعضهم يميل في الأصول إلى الاعتزال وبعضهم إلى السنة وبعضهم إلى التشبيه " ( 2 ) .
إن هذه المقتطفة من فريد وجدي سبق أن ذكرت قسما منها في التعريف بالتشيع ، وذكرت هنا المقتطفة بكاملها ليتضح منها أن مضمونها يغطي التشيع منذ أيامه الأولى حتى الآن لأن من الواضح أن هذه المضامين لم تولد دفعة واحدة وإنما دخلت لمضمون التشيع تدريجا ، وقد خلط فريد وجدي فيها بين السمات والمقومات وجعل من ليس من الشيعة منهم ونسب لهم ما هم منه براء ولا أريد أن أتعجل الرد عليه فستمر علينا أمثال هذه النسب والرد عليها في مكانها من الكتاب .
( 1 ) مقدمة في تاريخ صدر الإسلام ص 72 .
( 2 ) دائرة معارف فريد وجدي ج 5 ص 424 . ( * ) - ص 15 -
3 - الدكتور كامل مصطفى في كتابه الصلة قال : " ويتضح بعد ذلك أن التشيع قد عاصر بدء الإسلام باعتباره جوهرا له ، وأنه ظهر كحركة سياسية بعد أن نازع معاوية عليا على الإمارة وتدبير شؤون المسلمين ويتبين بعد ذلك أن تبلور الحركة السياسية تحت اسم الشيعة كان بعد قتل الحسين عليه السلام مباشرة وإن كانت الحركة سبقت الاصطلاح وبذلك يمكننا أن نلخص هذا الفصل في كلمة بيانها أن التشيع كان تكتلا إسلاميا ظهرت نزعته أيام النبي وتبلور اتجاهه السياسي بعد قتل عثمان واستقل الاصطلاح الدال عليه بعد قتل الحسين ( 1 ) .
وواضح من هذا النص أن التشيع مر بأدوار تطور فيها كما يقول كامل :
4 - الدكتور أحمد أمين قال : " إن التشيع بدأ بمعنى ساذج وهو أن عليا أولى من غيره من وجهتين : كفايته الشخصية وقرابته للنبي ، ولكن هذا التشيع أخذ صيغة جديدة بدخول العناصر الأخرى في الإسلام من يهودية ونصرانية ومجوسية ، وحيث أن أكبر عنصر دخل في الإسلام الفرس فلهم أكبر الأثر بالتشيع " ( 2 ) ، وواضح هنا مما ذكره أحمد أمين أن التشيع تطور لا بشئ من داخله وإنما بإضافات واسباغ من عناصر أخرى دخلت الإسلام واختارت التشيع فنقلت ما عندها من أفكار وعقائد إليه حتى أصبحت جزءا منه وإن الفرس بالذات تركوا بصماتهم على المذهب أكثر من غيرهم كما يريد أحمد أمين أن يصوره ، وهو زعم أخذه أحمد أمين من غيره وغيره أخذه من غيره وهكذا حتى أوشك أن يصبح من الأمور المتسالم عليها عند الباحثين وقريبا سأوقفك على زيف هذه الدعوى والهدف من الإصرار على ربط التشيع بالفارسية شكلا ومضمونا .
5 - الدكتور أحمد محمود صبحي قال :
( 1 ) الصلة بين التصوف والتشيع ص 23 .
( 2 ) فجر الإسلام ص 276 . ( * ) - ص 16 -
" - بعد ذكر الرواد من الشيعة - والتشيع بالنسبة للشيعة المتأخرين مثل الزهد في عصر الرسول والخلفاء الراشدين والفرق بينه وبين التصوف الذي شابته عناصر غنوصية وتأثر بتيارات فكرية متباينة كما عرف لدى محيي الدين ابن عربي والسهروردي مثلا " ( 1 ) .
وبعد أن استعرضنا هذه الأمثلة من أقوال الكتاب التي فرقوا بها بين التشيع في الصدر الأول وما تلا ذلك من عصور أود أن أعقب على ذلك بما يلي :
1 - أن كمية الأفكار والمعتقدات في المضمون الشيعي تتسع في الأزمنة المتأخرة عما كانت عليه في الصدر الأول دون شك في ذلك ولكن هذه الزيادة ليست أكثر من المضمون الأصلي للتشيع وإنما هي تفصيل وبيان لمجمله ، إنها ليست بإضافة أجزاء وإنما هي ظهور جزئيات انطبق عليها المفهوم الكلي للتشيع وقد ظهرت هذه الجزئيات بفعل تطور الزمن ، وكمثال لذلك : موضوع النصوص التي وردت على لسان النبي عليه الصلاة والسلام هل هي مجرد إشارة لفضل الإمام علي أم أنها على شكل يلزم المسلمين بالقول بإمامته وعلى نحو الوصية له بالخلافة وتبعا لذلك هل أن هذه الإمامة تقف عند حد المؤهلات أم أن الإمام يجب أن يكون النموذج المثالي فيكون أشجع الناس وأعلم الناس وأعدل الناس وهكذا تبرعم موضوع العصمة وغيره ، وكل هذه الأمور داخلة في صلب موضوع الإمامة وليست هي بأمور زائدة على الموضوع بل اشتقاقات أولدها التطور الفكري وزيادة أعداد وأنواع معتنقي المذهب .
2 - إن مثل هذا التطور كمثل كل تطور حدث ، ومن ذلك تطور الإسلام بصفته مقسما للمذاهب ، فالمسلمون منذ وجدوا كان من عقيدتهم الاعتراف بالله عز وجل ووجوده وحدانيته واتصافه بصفات الكمال وتنزهه عن صفات النقص وكل ذلك على نحو الإجمال ، وعندما اتسعت مجالات التفكير وانفتح العالم الإسلامي على أمم وثقافات متنوعة ، تبرعمت أسئلة وجدت أفكار فرجع
( 1 ) نظرية الإمامة ص 35 . ( * )
- ص 17 -
المسلمون إلى ما آمنوا به إجمالا يبينون مجمله ويفصلون مختصره ، فنشأ من إيمانهم بأن الله خالق كل شئ : النزاع بإعطاء السبب الطبيعي صفة الخلق وذلك يؤدي إلى تعدد الخالق كما تصوروا ، أم أن ذلك لا يقدح بانفراد الله تعالى بصفة الخالق : إذ أن لله تعالى جهة تأثير ليست من مقدورات المخلوقين وكل ما للمخلوقين إنما هو من جهة أخرى ولا يقدح ذلك في كون الله تعالى أحسن الخالقين ، وتبرعمت عن هذه المسألة مسألة خلق أفعال العباد وربط ذلك كله بالجبر والاختيار وهكذا .
ومثال آخر هو إيمان المسلمين منذ وجدوا بحجية ظواهر القرآن الكريم فنشأ من ذلك النزاع حول حجية ظواهر بعض الآيات لأن لازم ذلك نسبة من لا يصح إلى الله تعالى وذلك مثل قوله تعالى : " وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) * 22 / سورة القيامة ، حيث ذهب أهل السنة إلى جواز رؤية الله تعالى يوم القيامة استنادا إلى ظاهر الآية ، بينما ذهب الإمامية إلى استحالة رؤيته تعالى لاستلزام الرؤية الجسمية وبالتالي التركيب فالحاجة فالحدوث وانتهاء كل ذلك إلى نفي الألوهية وقد أولوا النظر هنا بأنه انتظار الرحمة كما يقول شخص لآخر ينتظر منه الرحمة أنا أنظر إليك وإلى عطفك وذلك شائع في لغة العرب وحضارتهم والقرآن نزل بلغة العرب وسلك منهجهم في المحاورات ، هذا بالإضافة إلى أن الله تعالى نسب هنا النظر إلى الوجوه وهي ليست من أعضاء النظر من قبيل قوله تعالى : * ( مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ) * 49 / يس .
ومثال آخر أذكره للتدليل على اتساع المضمون الإسلامي عما كان عليه في الصدر الأول فقد آمن المسلمون منذ وجدوا بأن الله تعالى لا يفعل العبث وجاءت ظواهر الآيات تؤيد ذلك فقد جاء في قوله تعالى : * ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ ) * 2 / سورة الملك ، وجاء بقوله : * ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ) * 38 / الدخان ، فتنازع المسلمون بعد ذلك في أن أفعال الله تعالى هل هي معللة ولازم ذلك نسبة النقص إلى الله لأن كل فاعل للعلة إنما يحتاج لتلك العلة ، أم أن أفعاله تعالى غير معللة ولازم ذلك أن فعله
- ص 18 -
عبث تعالى الله عن ذلك ، فذهب أهل السنة إلى أن أفعاله غير معللة ، وذهب الإمامية إلى أنها معللة بدون حاجة منه تعالى للعلة وإنما يعود نفع العلة للعباد أنفسهم وبذلك يجمع بين الأمرين من كونه تعالى لا يفعل العبث ومن كونه غنيا عن الحاجة .
ومع جميع ما ذكرناه لا يقال إن المسلمين تطورت عقائدهم وزاد مضمون الإسلام عما كان عليه في الصدر الأول وإنما الذي حدث أن المسلمين توسعوا في شرح الأمور المجملة عندما اضطروا لذلك نتيجة تفاعلهم مع ثقافات مختلفة وأفكار متنوعة فالمسلم في صدر الإسلام والمسلم في أيامنا مصدر تشريعه الكتاب والسنة ولكنه فيما مضى أخذهما مجملين والآن احتاج إلى التفصيل لوجود دواعي وجدت ولم تكن موجودة في الصدر الأول فإذا كان التطور المنسوب إلى التشيع على هذا النحو الذي حدث في الإسلام نفسه فهو واقع بهذا المعنى لا نزاع في ذلك ، أما إذا كان استحداث آراء جديدة وبعيدة عن روح الإسلام فلا لأن كل ما يأباه الإسلام يأباه التشيع بالضرورة إن التطور الذي حدث في الإسلام على الشكل الذي ذكرناه لم يشكل قدحا في عقائد فرق المسلمين ، وإذا كان ما حدث في التشيع من تطور مثل ما حدث في الإسلام ككل فما له هنا يشكل قدحا في العقيدة ويثير شكوكا لا مبرر لها ؟
3 - ومع التنزل وافتراض دخول عضو إضافي على جسم التشيع كما يريد أن يثبته البعض اعتباطا وهو منفي فإن مثل هذا الفرض يأباه الفكر الشيعي إذا كان مما لا يلتقي مع كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله والخطوط الإسلامية العامة ، إن مثل هذا الفرض هو رأي يرد إلى نحر قائله فكل ما هو ليس من الإسلام فهو ليس من التشيع في شئ بداهة أن التشيع من عطاء فكر أهل البيت وهم عدل الكتاب وهم مثل سفينة نوح فعلى هذا يكون ما ينسب إلى التشيع من هذا القبيل إنما هو خلط بين التشيع والشيعة وكثير ممن ينعت بأنه من الشيعة يرفضه الهيكل الشيعي فيما له من حدود وهوما سنمر عليه ونذكر أدلته ، والشأن في ذلك شأن التفكير السني الذي ينفي عنه بعض المنتسبين إليه ممن ثبت انحرافهم عن خطوط الإسلام ولا يقدح وجود أمثالهم عند أهل السنة ، ولا ينتزع من وجود
- ص 19 -
أمثال هؤلاء حكم عام يعمم على أهل السنة .
وعلى أسوأ الفروض لو وجدت أفكار إضافية طارئة على جسم أي مذهب من المذاهب وزائدة على محتواه الأصلي كما هو الفرض ولكنها لا تشكل إنكار ضرورية من ضروريات الدين ولا ردة ولا انحرافا فإن أمثالها لا يبرر رمي من وجدت عنده بالمروق عن الدين والخروج عن الإسلام وربطهم باليهودية والنصرانية وأمثال ذلك من النسب التي لا يتفوه بها مسلم على أخيه وله ضمير وخلق مسلم يصدر في سلوكه عن تعاليم الإسلام .
فمتى كان القول بالوصاية مثلا وأن لكل نبي وصيا وأن الأوصياء يجب كونهم معصومين حتى يتحقق الغرض من نصبهم قادة للأمة والاعتقاد بأن المهدي حي وأمثال ذلك من العقائد موجبا للخروج من الدين ومدعاة لشن حملات شعواء كانت وما تزال يجترها الخلف عن السلف دون أن يتبين ما هي مصادرها ودون أن يحللها ويناقشها ، إن صرف هذه الطاقات في ميادين التهريج أقل ما يوصف به أنه عمل غير مسؤول بالإضافة إلى إمكان توجيه هذه الطاقات إلى ميادين إيجابية في الخلق والإبداع وفي جمع الشمل ولم الشعث وتنظيف الأجواء الإسلامية من الحقد والكراهية التي لا يفيد منها إلا أعداء الإسلام ، إن الذين يقفون وراء نعرات التشويش والفرقة قوم بعيدون عن روح الإسلام وجوهره وليسوا ببعيدين عن الشبهات خصوصا وأن أمثال هذه المواضيع يجب أن تبقى محصورة في نطاق العلماء فقط وأن لا تنزل إلى مستوى الأوساط من الناس فضلا عن العامة وذلك لأن للعلماء مناعة تبعدهم عن النظرة المرتجلة والنعرة الجاهلية كما هو المفروض إن المفاعلات الطائفية في تصوري أخطر على الإنسانية من المفاعلات النووية ، وحسب تاريخ المسلمين خلافات كانت وما تزال غصة في فم كل مؤمن بالله تعالى وبدينه وكل داع لرسالات السماء التي من أول أهدافها تأصيل الروح الإنسانية في كل أنماط السلوك عند البشر .

أخي الفاضل .. كما يوجد في الكتاب فصول قيّمة ومفيدة لم أذكرها خوفا من الأطالة بالأضافة الى أنه يمكنك الأطلاع عليها من خلال الأنترنيت بسهولة .. وشكرا لك مرة أخرى.

almojahed
01-17-2013, 12:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي عبد المحسن و جعلنا الله و إياكم من المهتدين المنيبين إلى الله تبارك و تعالى و أشكرك على هذا الجهد الذي بذلته في هذا النقل و أود أن أعبر لك عن عجبي من تبسيط المسائل و الذي جعلني أقول ذلك التالي :
لاشك أن كلمة تشيع معروفة معلومة لفظا و لا خلاف على ذلك و لكن إصطلاحا فالأمر يختلف و ليس بهذه البساطة فأنا أقولها لك بالفم الملآن كل من عادى عليا رضي الله عنه و عادى آل بيت النبي صلى الله عليه و سلم نحن برءاء منه في الدنيا و الآخرة فمحبتهم و موالاتهم دين ندين لله به و لكننا أخي الكريم لا نغالي فيهم و لا نقول بعصمتهم و لا نقول بولايتهم الكونية و لا نقول بإمامتهم كما عند الشيعة الروافض الإثنى عشرية بل و نقول بشكل واضح لا لبس فيه ان التشيع دين آخر بني على كراهية الصحابة و لعنهم الذين نقلوا لنا هذا الدين مما حذا بهم إلى التشكيك في القرآن الكريم و الطعن في السنة النبوية المشرفة و الطعن في عرض النبي صلى الله عليه و سلم من خلال الطعن في زوجاته و اتهامه صلى الله عليه و سلم بالفشل في أداء رسالته و التقصير فيها و قد سمعنا هذا الكلام صراحة من بعض المعممين بل و اتهامه بأنه فشل في اختيار أصحابه الذين ارتدوا إلا ثلاثة او أكثر قليلا و قد ذكرت لك هذا سابقا و لكنك يبدو لم تنتبه له لذا أعيده عليك مرة أخرى.
ثانيا أخي أنت تعرف كما قال المراجع عند الشيعة أن كل من كفر بالإمامة فهو كافر خارج عن ملة الإسلام كذلك يقولون عمن قال بأن الأئمة الإثنا عشر من ولد الحسين رضي الله عنه و أرضاه ليس منصوصا عليهم و أن كل ما نسب إليهم هو من افتراء و كذب من الشيعة و أن أكثر من كذب عليه الإمام جعفر الصادق رحمه الله رحمة واسعة و هو عالم من علماء التابعين عندنا نجله و نحترمه بهذه الصفة و لا نقول أنه أفضل من الأنبياء و المرسلين لا هو و لا حتى جده رضي الله عنه و أرضاه و جمعنا به مع سائر الصحابة في زمرة النبي صلى الله عليه و سلم الذي تشرئب أعناقنا بالانتساب إليه و ليس لأحد غيره فهو أفضل خلق الله و أحسن خلق الله و هو فرطنا على الحوض و قائدنا إلى جنات النعيم بإذن الله رب العالمين .
لذا أخي الحبيب إن من صنع هذه الفرقة و هذا العداء هم من غالو و مرقوا على هذا الدين و طعنوا في نقلته رضي الله عنهم ثم بدأوا في كتابة دين آخر من عنديات انفسهم ألفوا فيه و وضعوا فيه ما يخدم فكرتهم و أنا أقتبس من كلام الوائلي شيئا عجيبا جدا يقول " وكمثال لذلك : موضوع النصوص التي وردت على لسان النبي عليه الصلاة والسلام هل هي مجرد إشارة لفضل الإمام علي أم أنها على شكل يلزم المسلمين بالقول بإمامته وعلى نحو الوصية له بالخلافة وتبعا لذلك هل أن هذه الإمامة تقف عند حد المؤهلات أم أن الإمام يجب أن يكون النموذج المثالي فيكون أشجع الناس وأعلم الناس وأعدل الناس وهكذا تبرعم موضوع العصمة وغيره ، وكل هذه الأمور داخلة في صلب موضوع الإمامة وليست هي بأمور زائدة على الموضوع بل اشتقاقات أولدها التطور الفكري وزيادة أعداد وأنواع معتنقي المذهب ."
فهذا و الله من العجب العجاب أيكون أصلا في الدين يكفر من لا يعتقده و يكون اشتقاقات أولدها التطور الفكري و تبرعم كما يصف الوائلي و انا عندما أقرأ هذا الكلام أتسائل ما دور النبي صلى الله عليه و سلم إذن عند الشيعة هل أتى فقط ليسلم الراية لعلي رضي الله عنه و أرضاه و سبطيه و أولادهما هل تنازل عن دوره لهما لينجحان فيما فشل فيه هو ؟ سبحانك ربي هذا بهتان عظيم كيف يمكن لمسلم أن يعتقد مثل هذا الإعتقاد الكفري ؟؟!!
أخي الكريم لم نكن بحاجة إلى تعريفنا بالشيعة فنحن من فضل الله على بصيرة بهم و بمنهجهم و نقوم بتعليم الناس ذلك و لكن كما أخبرتك مرارا و تكرار إن شئت أن نبحث موضوع بعينه فلنتفق على ذلك و نجعل لكل موضوع مساحة خاصة به لكي نستفيد لعل الله أن يهدينا أو يهديكم إلى ما يحبه و يرضاه اما أن نبقى في موضوع واحد نكتب فيه كل شيء فهذا خطأ لن يستفيد منه أحد حتى أنت لو أردت عرض حجتك و منهجك فلن تستفيد بهذه الطريقة أليس كذلك؟!!
جزاك الله خيرا و استميح أخي ابو عبد الرحمن عذرا أن سمحنا لأنفسنا التداخل و التطفل على موضوعه بغير إذنه و لكنه كريم و سيسامحنا إن شاء الله

Abdulmohsin
01-17-2013, 11:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم عبد المحسن أرجو أن تسامحني و ان تفتح موضوع بالعنوان الذي تريده و سأرد عليك هناك لكن دعنا نتجنب مقتطف من هنا و مقتطف من هناك و إن شئت ان نتواصل لكي نتفق على أسلوب الحوار و طريقته و منهجيته فأرجو التواصل معي على بريدي الذي تراه على يمين الصفحة بارك الله فيك .
أخوك المجاهد

ابو عبد الرحمن
01-17-2013, 09:46 PM
جزاك الله خيرا اخي ابو جبريل وبارك الله فيك على هذا الطرح القيم والشكر موصول للأخ عبد المحسن
وكما تفضل أخي المجاهد ولمزيد الفائدة المرجوة ان كان هناك مواضيع وشبهات يريد الأخ الفاضل عبد المحسن مناقشتها وطرحها فيتم تحديد كل موضوع على حده لعل الله يهدينا الى الصواب والحق ..
وعليه يتم غلق المووضوع على هذا وبارك الله فيكم وجزاكم عنا خير الجزاء

almojahed
03-05-2015, 07:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع مهم لذا أود أن يرفع من حين لآخر لتعم به الفائدة إن شاء الله