almojahed
04-09-2011, 11:34 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
سؤال وجه إلي فضيلة الشيخ احمد رزوق حفظه الله من قبل فتاة جامعية تقول فيه :
إن بعض الفرق الضالة كالجهمية والرافضة الشيعة ومن انتهج منهجهم وسلك طريق بدعهم وضلالاتهم يزعمون : أن علم الله محدَث هو أحدثه فعلم به ، ومنهم من يقول :وقد يجوز أن يكون الله عالما بالأشياء كلها قبل وجودها ولكن بعلم أحدثه قبلها ،
تقول الفتاة فما ردك يا شيخ على هذا الكلام أفيدونا جزاكم الله خيرا
الجواب:
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد
أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الامور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أقول : من زعم أن علم الله مخلوق ، فقد زعم أن الله كان ولا علم له . ومن قال ذلك ، فقد جعل الله تعالى كخلقه الذين خلقهم الله جهالا لا يعلمون شيئا ثم علمهم ،.
قال الله عز وجل فيما أخبرنا به من جهل ابن آدم قبل تعليمه : { والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا } وقال تعالى :{ وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } وقال تعالى : { كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون }وقال تعالى : { علم الإنسان ما لم يعلم } وقال أيضا : { الرحمـن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان }
فهذه أوصاف الإنسان الذي خلقه الله جاهلا بلا علم ، ثم علمه ما لم يكن يعلم ، فمن زعم أن القرآن مخلوق ، فقد زعم أن علم الله مخلوق . ومن زعم أن علم الله مخلوق ، فقد شبه الله بخلقه ، وأنه كان لا يعلم ثم تعلم ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
فعلم الله صفة من صفات الرحمـن ، وصفات الرحمـن تابعة لذاته المقدسة ، وذات الله أزلية بلا ابتداء ، فعلم الله إذن أزلي بلا ابتداء
وعلم الله أزلي قديم غيرُ متغير أبدي يعلم سبحانه الأشياء قبل وقوعها وكلُ شيء مكتوب في اللوح المحفوظ .
ودليله من الكتاب والسنة:
قوله تعلى { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }
فلا يصيبُ سبحانه أحدا بمصيبة إلا وهي مكتوبة قبل أن يخلق السماوات والأرض، بل قبل أن تخلقَ المخلوقاتُ كلُها، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث:
" أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب. فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة " . وفي رواية "
إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب قال: ما أكتب ؟ قال: اكتب القدر ما كان و ما هو كائن إلى الأبد " رواه الترمذي عن عبادة بن الصامت
وكتب الله -تعالى- في الذكر كل شيء،أي في اللوح المحفوظ حيث جاء في حديث عمران بن حصين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " " كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء "رواه البخاري " يريد بالذكر: اللوح المحفوظ، كتب كل شيء كائن إلى يوم القيامة، ما من شيء كائن إلا وهو مكتوب، قال الله -تعالى-: { أَلَمْ تَعْلَمْ أَن اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }
كل ما هو كائن فإنه في كتاب محفوظ، في اللوح المحفوظ لا يتغير، ولا يتغير عن ما هو عليه.
كذلك يقول الله -تعالى-: قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
وأنه سبحانه علم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون.
مثاله علم ما كان وما يكون قوله تعالى { لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } .
وقال جل ثناؤه : { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }
وقال تعالى { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير }
هذا علم ما كان وما يكون أما علم مالا يكون لو قدر الله له أن يكون لكان كيف كان يكون
مثاله : قال الله تعالى { وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ } يخبر الله تعالى ما سيكون من حال المشركين يوم القيامة إذا وقفوا على النار ، وماذا يريدون من الله ، يسألونه أن يأذن لهم بالعودة ثانية إلى الدنيا ليعملوا صالحا وليكونوا من المؤمنين ، فأخبر سبحانه بما علم ما سيكون من حالهم إذا أذن لهم بالعودة إلى الدنيا وبالطبع هذا لن يكون ولكن علم سبحانه ما سيكون من عملهم وردة فعلهم لو عادوا إلى الدنيا ، قال تعالى { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } أي لرجعوا إلى سابقة عهدهم التي كانوا عليها من الكفر والضلال المبين
وكتب سبحانه كل ذلك في كتاب عنده ، قال تعالى : { وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }
أي: مكتوب قبل أن توجد هذه المخلوقات كلها، يسمي هذا النوع العلم السابق، يعني: علم الله بالأشياء قبل حدوثها.
وذلك في اللوح المحفوظ قال تعالى
وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ
هذا والله أعلى وأعلم والله ولي الصالحين
الشيخ أبو محمود احمد رزوق
:2:
سؤال وجه إلي فضيلة الشيخ احمد رزوق حفظه الله من قبل فتاة جامعية تقول فيه :
إن بعض الفرق الضالة كالجهمية والرافضة الشيعة ومن انتهج منهجهم وسلك طريق بدعهم وضلالاتهم يزعمون : أن علم الله محدَث هو أحدثه فعلم به ، ومنهم من يقول :وقد يجوز أن يكون الله عالما بالأشياء كلها قبل وجودها ولكن بعلم أحدثه قبلها ،
تقول الفتاة فما ردك يا شيخ على هذا الكلام أفيدونا جزاكم الله خيرا
الجواب:
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد
أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الامور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أقول : من زعم أن علم الله مخلوق ، فقد زعم أن الله كان ولا علم له . ومن قال ذلك ، فقد جعل الله تعالى كخلقه الذين خلقهم الله جهالا لا يعلمون شيئا ثم علمهم ،.
قال الله عز وجل فيما أخبرنا به من جهل ابن آدم قبل تعليمه : { والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا } وقال تعالى :{ وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } وقال تعالى : { كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون }وقال تعالى : { علم الإنسان ما لم يعلم } وقال أيضا : { الرحمـن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان }
فهذه أوصاف الإنسان الذي خلقه الله جاهلا بلا علم ، ثم علمه ما لم يكن يعلم ، فمن زعم أن القرآن مخلوق ، فقد زعم أن علم الله مخلوق . ومن زعم أن علم الله مخلوق ، فقد شبه الله بخلقه ، وأنه كان لا يعلم ثم تعلم ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
فعلم الله صفة من صفات الرحمـن ، وصفات الرحمـن تابعة لذاته المقدسة ، وذات الله أزلية بلا ابتداء ، فعلم الله إذن أزلي بلا ابتداء
وعلم الله أزلي قديم غيرُ متغير أبدي يعلم سبحانه الأشياء قبل وقوعها وكلُ شيء مكتوب في اللوح المحفوظ .
ودليله من الكتاب والسنة:
قوله تعلى { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }
فلا يصيبُ سبحانه أحدا بمصيبة إلا وهي مكتوبة قبل أن يخلق السماوات والأرض، بل قبل أن تخلقَ المخلوقاتُ كلُها، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث:
" أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب. فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة " . وفي رواية "
إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب قال: ما أكتب ؟ قال: اكتب القدر ما كان و ما هو كائن إلى الأبد " رواه الترمذي عن عبادة بن الصامت
وكتب الله -تعالى- في الذكر كل شيء،أي في اللوح المحفوظ حيث جاء في حديث عمران بن حصين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " " كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء "رواه البخاري " يريد بالذكر: اللوح المحفوظ، كتب كل شيء كائن إلى يوم القيامة، ما من شيء كائن إلا وهو مكتوب، قال الله -تعالى-: { أَلَمْ تَعْلَمْ أَن اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }
كل ما هو كائن فإنه في كتاب محفوظ، في اللوح المحفوظ لا يتغير، ولا يتغير عن ما هو عليه.
كذلك يقول الله -تعالى-: قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
وأنه سبحانه علم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون.
مثاله علم ما كان وما يكون قوله تعالى { لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } .
وقال جل ثناؤه : { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }
وقال تعالى { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير }
هذا علم ما كان وما يكون أما علم مالا يكون لو قدر الله له أن يكون لكان كيف كان يكون
مثاله : قال الله تعالى { وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ } يخبر الله تعالى ما سيكون من حال المشركين يوم القيامة إذا وقفوا على النار ، وماذا يريدون من الله ، يسألونه أن يأذن لهم بالعودة ثانية إلى الدنيا ليعملوا صالحا وليكونوا من المؤمنين ، فأخبر سبحانه بما علم ما سيكون من حالهم إذا أذن لهم بالعودة إلى الدنيا وبالطبع هذا لن يكون ولكن علم سبحانه ما سيكون من عملهم وردة فعلهم لو عادوا إلى الدنيا ، قال تعالى { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } أي لرجعوا إلى سابقة عهدهم التي كانوا عليها من الكفر والضلال المبين
وكتب سبحانه كل ذلك في كتاب عنده ، قال تعالى : { وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }
أي: مكتوب قبل أن توجد هذه المخلوقات كلها، يسمي هذا النوع العلم السابق، يعني: علم الله بالأشياء قبل حدوثها.
وذلك في اللوح المحفوظ قال تعالى
وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ
هذا والله أعلى وأعلم والله ولي الصالحين
الشيخ أبو محمود احمد رزوق
:2: