المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على عتبات الستين


أم محمد
12-05-2011, 07:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول موضوع في هذا الملتقى الطيب أردته أن يكون لأخت كانت ولا زالت عزيزة جدا على قلبي ـ رحمها الله وغفر لها ولوالديها وأسكنها فسيح جنانه
---
دخلت اليوم لأحد المنتديات المشتركة فيها ووجدت أخت تضع استشارة وطلب نصيحة من الأخوات والبنات وهنا ، فاضت عيناي دمعا لأني تذكرت
الأستاذة الاستشارية للعلاقات الأسرية : عائشة جمعة ، وهي استشارية علاقات أسرية وداعية إلى الله في وطنها - الأردن - وعلى صفحات العديد
من المواقع والمنتديات
وقد اخترت لها هذا الموضوع المنقول من منتديات المشكاة


اسم العضو : الأستاذة عائشة
24ذو القعدة1429هـ, 09:21 صباحاً
وصف الحالة : رحمك الله يا أم إبراهيم
التواجد : http://www.almeshkat.net/vb/images/statusicon/user_offline.gif
عدد المشاركات: 14,318
تاريخ الانتساب : 26-08-2002
النجوم : http://www.almeshkat.net/vb/images/ranks/star.gifhttp://www.almeshkat.net/vb/images/ranks/star.gifhttp://www.almeshkat.net/vb/images/ranks/star.gifhttp://www.almeshkat.net/vb/images/ranks/star.gifhttp://www.almeshkat.net/vb/images/ranks/star.gif

على عتبات الستين
اليوم أقف على عتبات الستين من العمر
أقف وأنا مدركة أن ما بقي لي قليل
وأن ما مر من عمري مديد وطويل
أنظر نظرة إلى الأمام فأرى أن عندي الكثير من المهام ، وهي مهام ليست بالهيّنة
كيف أخرج من هذه الحياة بشهادة التوحيد ؟ وكيف أنجو من عذاب القبر ؟
وكيف أجتاز أجوبة الأسئلة الأربعة بنجاح ( الشباب _ المال _ العمر _ العلم ) ؟
أمّا الشباب فأحمد الله أن هداني إلى الالتزام في هذه المرحلة العمرية وأنقذني من الغفلة التي كنت فيها

وأما المال فالحمد لله اكتسبته من كد وتعب وبذلت فيه ما في الوسع من الجهد وأنفقته في أمور مشروعة

وأما العمر فعلى اختلاف المراحل وتنوع الأحداث كان القرآن مرشدي والسنة دليلي

وأما العلم فكنت أطلبه بما أحتاج إليه تارة بالسماع وأخرى بالسؤال وثالثة بالبحث والقراءة مع حرصي على نشر ما أتعلم .

ولكن هل كنت أسعى في هذه الأمور باذلة طاقتي ؟
وهل كنت في هذه الأمور على وتيرة واحدة ؟
وهل حرصت على التنافس مع غيري لأكون من السابقين ؟
وهل ما فعلت مقبول ؟
هنا سيكون الحساب ...
إن الإنسان في هذه الحياة _ كما أرى _ يليق عليه أسماء كالخسر والتحسر والضعف

أما الخسر فيذكرني به قوله تعالى : والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا عملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) فأتساءل : ما رصيدي من هذا الإيمان وما رصيدي من هذا التواصي ؟

فهل أنا من الخاسرين علماً بأن الخسارة نسبية فهناك خسارة فادحة وهناك ربح وبينهما مدارج لست أدري أين أنا منها ؟

أمّا التحسرفمصدره قوله تعالى (يا حسرة على العباد ) ويساورني شعور وأتساءل : ما نصيبي من هذا التحسر ؟ وأحسب أن معظم الناس يتحسرون ولكن على درجات فبأي درجة من التحسر سأكون ؟

وأما الضعف فهناك مواقف يضعف فيها الإنسان ويكتنفه نوع من النسيان ثمّ يتذكر فيعود ويقوى كلما قوّى صلته بالله .

ومع كل ما سبق أعرف أن مع هذا التقصير هناك رحمة الله التي إذا شملت عبداً أنقذته ولذا فأنا أبتهل إلى الله أن يرحمني

وأقف متذكرة الناس من حولي وعلى رأس القائمة أتذكر والديّ وفي كل مرحلة أكتشف مدى تضحيتهما في المرحلة السابقة وألمس مدى حبهما فأقف فيها عاجزة عن شكرهما كما ينبغي و متألمة من نفسي التي ما كانت تدرك ذلك إلا بعد أن عدّت المرحلة ومرّ الزمن وتعرفت على الحياة أكثر فأستصغر عملي تجاههما حين أقارنه بما قدماه فأقول : مالي إلا الدعاء ب( رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) .

وأتذكر ذوي رحمي وكيف حرصت على عدم القطيعة فكان هذا خيراً لي

وأتذكر حياتي الزوجية وكلي أمل أن أكون ممن تدخل الجنة لأداء الفرائض مع تحصيل رضى الزوج ، ولكن هل تحصيل رضى الزوج بالأمر الهيّن ؟ وهل يمكن للزوج أن يكون راضياً إلا إذا امتلك النفس الراقية من تجاوز عن الهفوات والمبادرة بالخيرات والحرص على توفير المسرات

وأنظر إلى عنايتي بالذرية التي وهبها الله لي فيبدو لي لين الجانب والصبر والمتابعة من سمات تربيتي وأقول صحيح أنها مؤشرات مطمئنة لكنني أخشى من المحاسبة على التقصير

وباختصار إنها أطول فترة يمكن أن أعيشها مع إنسان ، وأكثر حقوق وواجبات يمكن أن أحاسب عليها إنها مسؤولية بيت وأولاد ومال نسأل الله السلامة .

وأتذكر واجبي نحو أمتي ودوري في النهوض بها فأقيس ما قدمت بمن حولي فأستصغر عملي .

أنظر إلى الماضي فأرى قناديل تضيء عتمة الطريق وأحمد الله أن طريقي لم يكن مظلماً وهذه القناديل هي هدي آيات الله تعالى وأحاديث رسوله الكريم
ثمّ أنظر إلى القادم من الأيام فيتملكني شعور بحب الحياة والاستمرار فيها لأجل أن أستدرك ما فات وأملأ الصفحات بالذكر والاستغفار والدعاء واكتساب الحسنات
وأجوب الأماكن أدعو إلى الله ليكون لي رصيد يستمر خيره بعد الممات .

المصــدر (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=70736)
أسأل الله أن يغفر لها ويرحمها ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة وأن يجمعنا بها على سرر متقابلين
اللهم آميـن
:2:

ابونواف
12-05-2011, 09:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
رحم الله الأخت الفاضله وأدخلنا جميعا جنات النعيم
تحياتي

almojahed
12-05-2011, 10:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسال الله العلي العظيم أن يغفر لها و يرحمها و أن يبدلها دارا خيرا من دارها و أهل خير من أهلها و أن يوسع مدخلها و أن يكرم نزلها
أم أنت أختنا الكريمة في أول مشاركة اسال الله أن يجعل هذا النقل المبارك في ميزان حسناتك و أن يختم لنا و لكي بصالح الأعمال .. أللهم آمين
و جزاكي الله خيرا

AL FAJR
12-06-2011, 11:01 AM
:1:


نسأل الله العلي القدير أن يغفر لها ويرحمها برحمته التي وسعت كل شيء

وأن يرحمنا وإياكم وجميع المؤمنين والمؤمنات إذا ماصرنا إلى ماصارت إليه

وأن يجعلنا ممن يحاسبون أنفسهم قبل أن يُحَاسبوا

تـــــزود للذي لا بــد منـــــــه .... فإن الموت ميقات العبــــاد
وتب من مـا جنيت وأنت حي .... وكـن متنبها قبـــل الرقـــــاد
ستنــــــدم إن رحلت بغـير زاد .... و تشقى إذ ينـاديك المنـادي
أترضى أن تكون رفيق قـــوم .... لهـــم زاد وأنت بغيـــــــر زاد؟

بارك الله فيكي أختي الفاضلة على هذا التذكير
وجزاكي خير الجزاء على النقل المميز



:2:

أم محمد
12-07-2011, 01:23 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم كل خير
ورحم الله أختنا أم إبراهيم وغفر لها وتجاوز عنها
آمين