المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العبرة من التثنية في سورة الرحمن. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله


أسامة خضر
02-08-2012, 09:29 PM
العبرة من التثنية في سورة الرحمن


جمع وإعداد


صاحب الفضيلة


الشيخ: فؤاد بن يوسف أبو سعيد حفظه الله


المشرقان والمغربان [في الرحمن بالتثنية، موافقة للتثنية في {يسجدان} وفي {فبأيِّ آلاء ربكما تُكَذِّبان} وبذكرِ المتقابِلَيْن موافقةً لبسط صفاته تعالى وإنعاماته ثمَّ..] فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري، زين الدين أبو يحيى السنيكي (المتوفى: 926هـ) (1/ 477)
[وتثنية المشرق والمغرب في قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} (الرحمن: 17) على إرادة مشرق الصيف ومشرق الشتاء ومغربيهما..] تفسير الألوسي = روح المعاني (12/ 66)
فهي [تَثْنِيَةٌ في معنى الجمع] تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (29/ 350)

والبحران
[لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى الْمَشْرِقَ وَالْمَغْرِبَ وَهُمَا حَرَكَتَانِ فِي الْفَلَكِ نَاسَبَ ذَلِكَ ذِكْرَ الْبَحْرَيْنِ لأَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ يَجْرِيَانِ فِي الْفَلَكِ كَمَا يَجْرِي الإِنْسَانُ فِي الْبَحْرِ قَالَ تَعَالَى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (الأنبياء: 33) فَذَكَرَ الْبَحْرَيْنِ عَقِيبَ الْمَشْرِقَيْنِ وَالْمَغْرِبَيْنِ وَلأَنَّ الْمَشْرِقَيْنِ وَالْمَغْرِبَيْنِ فِيهِمَا إِشَارَةٌ إِلَى الْبَحْرِ لانْحِصَارِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، لَكِنَّ الْبَرَّ كَانَ مَذْكُورًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالأَرْضَ وَضَعَها} (الرَّحْمَنِ: 10) فَذَكَرَ هاهنا مَا لَمْ يَكُنْ مَذْكُورًا]. تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (29/ 350)

الجنتان وما فيهما مثنى
من العينان الـ[(نَضَّاختان)، أى يفوران بالماء.
والمراد بهما العينان الجاريتان.
وانظر كيف جعل أوصاف هاتين الجنتين أدنى من أوصاف الجنتين السابقتين، لأنه قال فيهما: (عَيْنَان تجريان).
وقال في الأخْرَيَيْن: (عَيْنَان نضّاخَتان) .
والجَرْي أشد من النَّضْخ.
وقال: (فيهما من كل فاكهةٍ زَوْجان).
وقال هناك: (فيهما فاكهة ونَخْلٌ ورمان).
وكذلك صفات الحُور هنا أبلغ من صفاتها هناك، وكذلك صفات البسط.
ويفسرُ ذلك قولُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، ..»]. (معترك الأقران في إعجاز القرآن)، ويُسمَّى (إعجاز القرآن ومعترك الأقران) لعبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ). والحديث بلفظ البخاري (4878) ومسلم (180).

[.. {ذَواتا أَفْنانٍ} (الرحمن: 48) و{فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ} و{فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ} كُلُّهَا أَوْصَافٌ لِلْجَنَّتَيْنِ الْمَذْكُورَتَيْنِ فَهُوَ كَالْكَلامِ الْوَاحِدِ تَقْدِيرُهُ: جَنَّتَانِ ذَوَاتَا أَفْنَانٍ، ثَابِتٌ فِيهِمَا عَيْنَانِ، كَائِنٌ فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ،..]. تفسير الرازي =مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606هـ) (29/ 372).

الثقلان
[الغريب: إذا تقدم ذكر أحدهما وأراد ذكر الآخر فيما بعده، جاز
التثنية، كقوله:
ولا أدري إذا يممتُ وجهاً. . . أريد الخيرَ أيهما يليني
كذلك الآية لما تقدم ذكر الإنس ويأتي ذكر الجن في قوله (وَخَلَقَ الْجَانَّ) أو في قوله: {أَيُّهَ الثَّقَلانِ} جاز التثنية في الكناية.

العجيب: الخطاب للإنس وحده، وذكر بلفظ التثنية كقوله:
فإن تَزجُراني بابنَ عفانَ أنزجِر. . . وإن تدعاني أَحم أنفاً مُمَنّعا] من (غرائب التفسير وعجائب التأويل) محمود بن حمزة بن نصر، أبو القاسم برهان الدين الكرماني، ويعرف بتاج القراء (المتوفى: نحو 505هـ) (2/ 1169).
[وقد خَاطَبَ بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ تُخَاطِبُ الْوَاحِدَ بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ] (تفسير البغوي) - إحياء التراث محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي (المتوفى: 510هـ) (4/ 332).

[جمع في قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ} ثم =ثنى و= قال: {أَيُّهَ الثقلان}؛ لأنهما فريقان، وكل فريق جمع، وهذا كقوله تعالى: {يامعشر الجن والإنس إِنِ استطعتم}، ولم يقل «إن استطعتما»؛ لأنهما فريقان في حال الجمع، كقوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ} (النمل: 45)]. (اللباب في علوم الكتاب) أبو حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (المتوفى: 775هـ) (18/ 330).


والخلاصة فيما ذكره السيوطي فقال:
[ومن ذلك مجيء المشرق والمغرب بالإفراد وبالتثنية وبالجمع، فحيث أُفْرِدا؛ فاعتباراً للجهة، وحيث ثُـنّيا فاعتبارا لمشرق الصيف والشتاء ومغربهما، وحيث جُمعَا فاعتبار لتعدّد المطالع في كل فصل من فصول السنة.
وأما وَجْه اختصاص كل موضع بما وقع فيه، ففي سورة الرحمن ورد بالتثنية، لأنَّ سياقَ السورة سياقُ المزدوجين، فإنه سبحانه ذكَر أولاً نَوْعَي الإيجاد: وهما الخَلق والتعليم، ثم ذكر سراجي العالم: الشمس والقمر، ثم نَوْعي النبات: ما كان على ساق وما لا ساق له، وهما النّجم والشجَر، ثم نوعي السماء والأرض، ثم نوعي العدل والظلم، ثم نَوْعي الخارج من الأرض وهما الحبوب والرياحين، ثم نوعي المكلّفين وهما الإنس والجان، ثم نوعي البحر: العذب والملح، فلهذا حَسُن تثنية المشرق والمغرب في هذه السورة. وجمعا في قوله: {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ}
وفي سورة الصافات للدلالة على سعة القدرة والعظمة]. معترك الأقران في إعجاز القرآن عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) (3/ 482).

والله أعلم

ابونواف
02-08-2012, 10:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك اخي الحبيب

علي الموضوع الرائع

كل التحيه والاتقدير

ابو عبد الرحمن
02-08-2012, 10:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

بارك الله فيك اخي اسامة على النقل والجهد وجزاك خيرا وأسأل الله العلي القدير ان يحفظ الشيخ ويبارك له في علمه

ام هُمام
02-08-2012, 11:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زادكم ربي علما ونورا وجزاكم خير جزاء