المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نوفق بين حسن الظن و طول الامد


المحبة في الله
05-20-2012, 02:05 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


في حياة كل منا تتغير الاحوال ما بين عافية و ابتلاء
و تختلف العزيمة من انسان الى اخر

فتجد من يتخبط في دنياه و من يلجأ لهذا و ذاك و تجد من يقف و يتفرج بانتظار الفرج بلا اي ردة فعل
و تجد ايضا من يصبر و يأخذ بالاسباب و يتوكل على الله

فما بين هذا و ذاك يتبين لنا مدى رحمة الله بنا و بحالنا و مدى تفضله علينا و منّه علينا في مصيبتنا

اردت ان ااستعرض معكم عدد من الاقوال لاهل العلم
في هذا الامر

و ان لم يكن به حرج ان يتم التفريق بين كيف يكون الصبر و الرضا و كيف يحصل الاقتناع
و كيف نعرف ان كان الصبر مثاب عليه او انه مذموم خصوصا في حالة الشخص الذي ينتظر الفرج بلا ادنى ردة فعل ( اقصد بدون ان يأخذ باسباب التوكل )

فكيف يوفق الشخص بين مفهوم حسن الظن بالله تعالى و كيف قد ينقلب حسن ظنه الى امل بدون وجه حق خصوصا ان كان ممن يتمادون مظنة بان الله سيهديهم فيما بعد
و ان الله غفور رحيم ( و انا لا اقصد الاساءة معاذ الله) و لكن هناك من يتمادى في التقصير بحق الله تعالى و الاخرين تحت هذه الحجة

نبد الان مع ما قرأته


************************************************** ********
قال الحسن البصري:

لا يزداد المؤمن صلاحاً إلا ازداد خوفاً، حتى يقول: لا أنجو.

أما الفاسق فيقول:

الناس مثلي كثير، وسيُغفر لي، ولا بأس عليّ فرحمة الله واسعة


************************************************** ********

قال ابن القيم رحمه الله :
... على السالك أن لا يرضى بطاعته لله، وألا يحسن ظنه بنفسه، فإن الرضى بالطاعة من رعونات النفس وحماقاتها، ودليل على جهل الإنسان بحقوق العبودية وما يستحقه الرب سبحانه ويجب أن يعامل به، ثم إن رضى الإنسان وحُسْنه ظنه بنفسه يتولد منهما من العجب والكبر والآفات الباطنة ما هو أشد من الكبائر الظاهرة من الزنا وشرب الخمر، ولا يكمل هذا المعنى عند العبد إلا أن يربأ بنفسه عن تغيير المقصرين من إخوانه، فازدراء الإنسان بنفسه أولى به من تعير المقصرين، ولعل تعييرك لأخيك أعظم إثماً من ذنبه لما فيه من صولة الطاعة وتزكية النفس وشكرها والمناداة عليها بالبراءة من الذنب وأن أخاك باء به، ولعل كسرته بذنبه وما أحدثه له من الذل والخضوع والتخلص من مرض الدعوى والكبر والعجب ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس خاشع الطرف منكسراً أنفع له وخير من صولة طاعتك وتكثرك بها، فذنب تذل به لديه أحب إليه من طاعة تدل بها عليه، ولعل الله أسقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قاتلا هو فيك ولا تشعر


************************************************** ********

كان الحسن كثير الحزن، عظيم الهيبة، قال أحد الصحابة “ما رأيت أحدا أطول حزنا من الحسن، ما رأيته إلا حسبته حديث عهد بمصيبة.

كان يقول : نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا. فقال: لا أقبل منكم شيئاً، ويحك يا ابن آدم، هل لك بمحاربة الله طاقة؟ إن من عصى الله فقد حاربه، والله لقد أدركت سبعين بدرياً، لو رأيتموهم قلتم مجانين، ولو رؤوا خياركم لقالوا ما لهؤلاء من خلاق، ولو رؤوا شراركم لقالوا: ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب.


************************************************** ********

يقول أحدهم:
إني لحسن الظن بالله وأرجو رحمة الله، وكذب، ولو أحسن الظن بالله لأحسن العمل لله، ولو رجا رحمة الله لطلبها بالأعمال الصالحة، يوشك من دخل المفازة (الصحراء) من غير زاد ولا ماء أن يهلك.


************************************************** ********


الإمام ابن القيم -رحمه الله- تعالى فقال في أحد درجات التوكل:
الدرجة الخامسة: حسن الظن بالله عز وجل فعلى قدر حسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه، ولذلك فسر بعضهم التوكل بحسن الظن بالله.

************************************************** ********

و في الحديث القدسي :
( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)


************************************************** ********


لحسن البصري رضي الله عنه:
من عرف ربه أحبه ، ومن عرف الدنيا زهد فيها ، والمؤمن لا يلهو حتى يغفل ، فإذا تفكر حزن.


************************************************** ********

ورؤي مالك بن دينار في المنام فقيل له ما فعل الله بك ؟ فقال قدمت على ربي عزوجل بذنوب كثيرة محاها عني حسن ظني به تعالى


************************************************** ********

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
"حسن الظن من حسن العبادة"


لست متأكدة من صحة الحديث


************************************************** ********
قول آلإمَآم عَلَي رَضِى الله عَنه .
( كُلَ مُتَوَقع آتِ )

************************************************** ********


قال الشعراوي رحمه الله :
اذا رأيت انسانا طال عليه أمد القضاء فاعلم أنه فاقد الرضا



************************************************** ********


و الكثير من المواقف التي ذكرت عن الصحابة و كيف انهم عندما يذكرون يوم القيامة

تخشع قلوبهمو تبكي اعينهم و يعلو صوتهم بالبكاء



************************************************** ********


فمن هنا نرجع لسؤالي الذي وضعته و الذي ربما اصبح اكثر وضوحا بعد ان سردت ما قراته


كيف يفرق الانسان بين سخطه ان كان سخط و بين رضاه ان كان رضا


و قوله صلى الله عليه و سلم " تفاءلوا بالخير تجدوه "



فنحن نرى الان العديد من الاشخاص مثلا لو خريج و ينتظر الوظيفة - فينتظر بلا اي تحرك منه او بحث هنا و هناك لعله يفلح في ايجاد وظيفة

و يعتبر انتظاره من الصبر غير انه لا يقابل الامر بنفس راضيه و لكنه لا يملك بيده اي حيلة



او البعض الاخر يأخذ الدنيا بلعب و لهو و مزاح و اندفاع بلا حسبان يترك الامر بحسب ما تقضي الامور فلا يفرق معه الامر ان كان خيرا ام شر فهو يعتبره من

الله و ليس من نفسه و يعد نفسه من الراضين بقضاء الله او المتفائلين



او ان البعض الاخر ممن يحسن الظن فعلا بالله و يحاول بقدر ما يستطيع ان يأخذ بالاسباب و ينتظرالفرج

و لكن ربما يطول عليه الحال لحكمة من الله - فينتظر اكثر الى ان يغير الله الحال

فيظن انه من المغضوب عليهم - او يظن ان ظنه في غير محله( ان فتح للشيطان باب )
خصوصا و ان الصحابة برغم تبشير بعضهم بالجنة الا انه كان اخوف ما يخاف عند تذكر ذنوبه

فنجد انفسنا محاطين بعلامات استفهام - انحن فعلا نظن خيرا بالله (مقارنة بهم) - ام اننا نتمنى على الله ما لا نعلم

او اننا نعطي انفسنا وعود لامكان لها و نمني انفسنا
و هل ان اظهرنا الحزن هو من السخط - و هل ان اظهرنا الفرح هو من التجرؤ على الله في ظننا فيه
فيصبح الشخص في حالة تخوف ( هل ان حزنت فهو من سخطي و عدم رضاي بقدر الله)




فكيف يوفق الانسان بين رضاه و صبره و بين ما ينبغي له اتخاذه بجانب هذا القضاء

و كيف يعرف ان كان رضاه و حسن ظنه في محله ام انه مجرد امل في غير محله







و جزاكم الله خيرا ونفع بكم

almojahed
05-20-2012, 12:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
الموضوع رائع و كنت أود الاستفسار عن حديث تفاءلوا بالخير تجدوه و هل هو صحيح؟
كما أرجو منك بارك الله فيك ذكر أسانيد الأحاديث في المرة القادمة لللفائدة جزيت خيرا

المحبة في الله
05-20-2012, 02:00 PM
بارك الله فيك اخي المجاهد

فعلا هذا الموضوع شغل بالي منذ فترة و بحثت في عدة مواقع لعلي اجد جواب محدد - خصوصا يتناسب مع ما قرات لحسن البصري فانا اراه تارة يمدح من يحسن الظن
و تارة اخرى يحذر منه مطلقا - (اي حسن ظن بسوء عمل) - ( و انا هنا لا اسيء الى شخصه رحمه الله فهو صاحب علم و له قدره و لكن اردت التوضيح فربما بالتأكيد جاءت الاقوال بحسب الموضوع و الموقف الذي ذكرت فيه )

و بالنسبة لاسانيد الاحاديث انا فعلا كنت ابحث عنها و لكن وجدت ان هناك بعض المواقع متناقضة في اسناد الاحاديث فلم ارد ان اتحمل مسؤولية الامر صراحة - لئلا يؤخذ بها

و لكن اتمنى لمن يجيب يوضح لنا هذا الامر

وجزاكم الله خيرا و نفع بكم

almojahed
05-20-2012, 02:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنصح باستخدام هذا الرابط من موقع الدرر السنية
http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=&xclude=&degree_cat0=1
بارك الله فيك
الحديث "حسن الظن من حسن العبادة" حديث حسن و الله أعلم

آمال
05-20-2012, 03:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اختي المحبة في الله على الطرح
وجعله في ميزان حسناتك
جزكِ الله الجنة

ام هُمام
05-20-2012, 03:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ما شاء اختي المحبة في الله موضوع قيم جد ورائع نفع الله بك

المحبة في الله
05-20-2012, 04:06 PM
بارك الله فيكم اخواتي بحر الحنان و امال

و بارك فيك اخي المجاهد على الموقع و نفع بك و بعلمك