المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة: لا تسلِّموا أنفسَكم لأعدائِكم؛ شياطينِ الإنسِ والجنِّ. الشيخ: فؤاد أبو سعيد


أسامة
06-26-2012, 05:38 PM
لا أيها المسلمون!
لا تسلِّموا أنفسَكم لأعدائِكم؛ شياطينِ الإنسِ والجنِّ
الحمد لله؛ نحمده ونستعينه، ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئاتِ أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فهدى به من الضلالة، وبصَّر َبه من العمى، وأرشدَ به من الغَيِّ، وفتحَ به أعيُنا عُميا، وآذانا صُمًّا، وقلوبا غُلفا.
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
إنَّ الحيوانَ بما منحه خالقُه سبحانَه من الفطرةِ يعرفُ ما يضرُّه مما ينفعه، فالحمار مثلا؛ إذا رأى حفرةً يحيد عنها يَمنة أو يَسرة، خوفا من أن يكون فيها حتفُه، أو هلاكُه أو ضررُه، فكيف لو كانت عميقةً تطفح بالماء؟
أما إذا ضُرِب بالعصيِّ والسياط ليدخل حفرة فيها نارٌ مشتعلة؛ فما كان الحمارُ ليدخلَها أبدا ما دامت النار فيها، إنه الحمار الذي لو قُدِّمَت له أوراقُ شجرةِ الدخان؛ لأضْربَ عن الطعام لأنه يعلم بفطرته أنَّ فيها هلاكَه ومضَرَّتَه.
فهل رأيتم عصفورا أو حمامة أو طائرا يسلِّم نفسه لصقر، أو حِدأةٍ أو نَسر؟
وهل رأيتم أرنبا أو غزالا أو ظبيا يسلِّمُ نفسَه أو أولادَه إلى ذئبٍ أو نمرٍ أو أسد؟
وهذا من الفطرة التي فطرَ الله سبحانه وتعالى عليها الحيوانَ؛ أنْ يعرف ما يضرُّه مما ينفعه.
لقد برك الفيلُ، وامتنع من المسير إلى جهة الكعبة، عندما أراده أبرهةُ وجنودُه من الحبشة على هدمها وتدميرها، وإذا وجّهوه إلى غير جهتها توجّه.
ثم جاءهم من البحر طيرٌ أبابيل؛ أي جماعاتٌ في تفرقة؛ فوجاً بعد فوج، رمَوا عليهم حصى هلكوا به كلُّهم. انظر النبوات لابن تيمية (1/ 512) بتصرف.
فالفيل خافَ اللهَ من الإقدام على هدم بيته الحرام.
والطيرُ الأبابيل أرادت الانتقام، ممن اعتدى على البيت الحرام.
والنبي صلى الله عليه وسلم [بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ فَقَالَ النَّاسُ: (حَلْ حَلْ) فَأَلْحَتْ، فَقَالُوا: (خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ)، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ"؛ ثُمَّ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا"، ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ، قَالَ: فَعَدَلَ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ]. منهاج السنة النبوية (8/ 394).
والهُدْهُدُ الذي وجدَ ناسا في اليمن؛ ممن فضلهم الله بالعقل والفهم والإدراك، يعبدون غيرَ خالقِهم جل جلاله، ويسجدون لغير مالكِهم سبحانه، مسلِّمين مقاليدَ أمورهم لامرأةٍ تملكُهم، فرجع إلى نبيِّ الله سليمانَ –عليه السلامُ- في بيت المقدس يشكو إليه همَّه، ويبث إليه أشجانَه، {فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ* إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ* وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ* أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ* اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (النمل: 22– 26).
سبحان الله! هدهدٌ موحِّدٌ يغضبُ لله جلَّ جلالُه، ويعترضُ على بشرٍ عقلاءَ كيف عبدوا غير الله؟!
وكيف تكون امرأةٌ أنثى تقود رجالا ذكرانا؟؟!
أمَّا الإنسانُ فإضافةً إلى فطرته التي فُطِر عليها؛ فقد رَفع من شأنِه مولاهُ سبحانه وتعالى بما حباه من العقل والتفكير، وما منحه من الفهم والتدبير، {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا} (الإسراء: 70)،
لذلك جعله خليفةً في الأرض؛ ليعمُرَها ويستخرجَ كنوزَها، وينتفعَ بخيراتِها، فنرى الكلَّ يسعى في مناكبها، ويضربُ في أرجائها، مبتغيًا الرزق والقوت، من الحيِّ الذي لا يموت.
وبالفطرة والجِبِلَّة لا يُسَلِّمُ الإنسانُ نفسَه أو أهلَه، أو أرضَه أو وطنَه، أو أيَّ حقٍّ من حقوقه باختيارِه لعدوِّه.
لا أيها المسلمون! لا تسلَّموا أنفسَكم وأهليكم وأوطانَكم فتبيعوها لأعدائكم؛ من شياطين الإنس والجن.
أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها!
أنتم أعِزٌّة بدينِكُم.
أعزَّةٌ بأهليكم.
أعزَّةٌ في أوطانِكم وأراضيكم.
فإن ابتغيتم العزَّة من الكافرين ذلَلْتُم، وكنتم من {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} (النساء: 139)
فأين العزةُ إذن؟!
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ}. (فاطر: 10)
فالعزة عند الله وفي دين الله جل جلاله.
إن المسلمَ لا يبتغي ولا يطلبُ النصرَ إلاَّ من الله سبحانه، فإنْ طلبه الناسُ من غير الله قال المسلم: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ* وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} (الأعراف: 196، 197).
وإن ابتغيتم -أيها المسلمون!- العلوَّ في الأرض بغير شرعِ الله؛ أُهِنْتُم، وفي الهاوية سقطتم، فمن أسْلَم نفسَه للشيطان فأطاعه، وأعرضَ عن طاعةِ اللهِ وطاعةِ رُسُلِه، وخُدِع بكثرةِ حزبه وجنده، واغترَّ بمالِه وجاهِه؛ فمصيرُه مصيرُ سَلَفِه؛ قارون الذي قال الله في حقِّه: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ} (القصص: 81).
فإن أراد المسلمون تغييرَ حكَّامِهم ورؤسائهم، وإهانةَ ملوكِهم وأمرائِهم، على ما فيهم من ظلم وجور؛ فمن سيخلفهم ويلي الأمورَ من بعدهم؟!
أم سيسلِّمون أنفسَهم وأوطانَهم وخيراتِهم لعدوِّهم يتولى عليهم بنفسه، أو يولِّي عليهم مَن شاءَ مِن أتباعِه وأذياله؟؟!
ألا تدرون أن هذا يؤدِّي ذِّلَّة الأمة ومهانتها، وضياعها واستيلاء الأعداء عليها؟! عَنْ زِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ العَدَوِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي بَكْرَةَ تَحْتَ مِنْبَرِ ابْنِ عَامِرٍ وَهُوَ يَخْطُبُ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ رِقَاقٌ، فَقَالَ أَبُو بِلالٍ: (انْظُرُوا إِلَى أَمِيرِنَا يَلْبَسُ ثِيَابَ الفُسَّاقِ)، فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ: اسْكُتْ! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ أَهَانَهُ اللَّهُ». سنن الترمذي (2224): هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
وفي رواية: "من أجَلَّ سلطانَ اللهِ أجَلَّه اللهُ يومَ القيامة". انظر الصحيحة (2297).
هذا لأنه تكلَّم بكلام عن ملابس الحاكم، فكيف بمن يقع في أعراضهم بالهوى، أو يخرج عليهم بالسلاح، فماذا ننتظر غير سفك الدماء وزهق الأرواح؟
كما هو مشاهد في بلاد المسلمين في كلِّ مساءٍ وصباح!
كلُّ ذلك يحدثُ طمعًا فيما يسمعون من وعودٍ مزخرفةٍ من أعداء الأمَّة، للشعوب المغرورةِ المقهورة، وما ينادون به: (حرية، أمن، سلام، حقوق المرأة، حقوق الطفل، المساواة بين الرجل والمرأة، عدالة،... إلى غير ذلك مما تطفح به وسائلُ الإعلامِ الصامتةُ والناطقة، المسموعةُ والمرئيَّةُ والمكتوبة، يُصَبُّ هذا –ليلاً ونهاراً- في آذان أبناء أمَّةِ الإسلام، والمساكينُ يصدقون، ولا يتعلَّمون، ولا يأخذون العبرةَ والمعرفةَ من غيرهم، ومما جرى في دوَلٍ إسلاميةٍ باعت نفسَها لعدوِّها، وأصبحت الوعود في خبر كان، فلو أن شعبًا مسلما مقهورا، مغرورا بالوعود طالبَ الدولَ الواعدةَ برفعِ الظلمِ والضيم:
فقال الوعدَ سيدتي لقالت ... كلامُ الليلِ يمحوهُ النهار
اقتبستُه من شعر أبي نواس في امرأة واعدته ليلا فأخلفته نهارا. العقد الفريد لابن عبد ربه.
إن العدوَّ بالأمس يقتلُ المسلمين، واليومَ يدَّعي مَدَّ يَدِ العون والمساعدة، قال شوقي:
بالأمس أوهى المسلمين جراحةً ... واليومَ مدّ لهم يدَ الجرّاحِ
فلتسمعنَّ بكلّ أرضٍ داعياً ... يدعو إلى الكذّاب أو لسجاحِ
ولتشهدنّ بكلٍّ أرضٍ فتنةً ... فيها يُباعُ الدينُ بَيْعَ سماحِ
يُفْتَى على ذّهَبِ المعزّ وسيفِه ... وهوى النفوس وحقدِها الملحاحِ
وقال عن تأثر الغوغاءِ بالدعاية الكاذبة:
انظر الشعبَ المُعَنّى *** كيف يُوْحُون إليهِ
يا له من ببغاءٍ *** عقلُه في أُذُنيْه
أيها المسلمون! إن هناك تشابهًا بين العدوِّ الظاهر في الخارج، والعدوِّ الداخليِّ –وهم المنافقون- حيث الوعودُ الكاذبة، والغدرُ وعدمُ الوفاء، قال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ* لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ* لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} (الحشر: 11- 13).
إنَّ الاستماع للإعلام المغرضِ يؤدِّي إلى المسخِ في التفكير، والمسخِ في الإرادة، والمسخِ في الاعتقاد، وهذا يجرُّ إلى مسخٍ في العمل، ومسخٍ في الصورةِ والسريرة، فيصير المجتمعُ المسلمُ صورةً ممسوخةً أو منسوخةً طِبْقَ الأصلِ عن أعدائها؛ في عاداتها وتقاليدها، في آدابها ومعاملاتها، في أخلاقها وسلوكها، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ، شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لاتَّبَعْتُمُوهُمْ». قُلْنَا: (يَا رَسُولَ اللهِ! آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟) قَالَ: «فَمَنْ؟!». البخاري (7320) ومسلم (2669). {بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ* وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} (القيامة: 14، 15)
فأين عقول العملاء والجواسيس، الذين سلَّموا أنفسهم لأعدائهم؟
وأين عقول الشعوب التي تسعى جاهدةً -وهي تدري أو لا تدري- لتسليم أهليهم وأمَّتِهم وأوطانهم لقمةً سائغةً لعدوِّهم المتربصِ بهم الدوائر؟
الذي لا يخسَرَ رجلا واحدا؛ بل يربحُ المرابحَ الجزيلة، وتعودُ عليه العوائدُ الجليلة، ويضع يدَه على مقدرات الأمة، ويتحكم في قوْتِها وقوِّتها وخيراتها؟!!
أُزيحَ حاكمٌ ظالمٌ، وجاء مكانه العشراتُ من المغارب والمشارق، لهم شتى الأفكار، ومختلفُ المشارب؛ من الظلمةِ أو الفجار، أو الفسَّاقِ أو الأشرارِ أو الكفار؛ الذين لا يحكمهم قانونٌ ولا شريعة، ولا يردُّهم عن ظلمهم خلقٌ ولا دين!
وانظر حال المسلمين في السنين العشر الأخيرة، فلقد {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الروم: 41).
وما يحدث هنا وهناك من بلاء وفساد في أمَّةِ الإسلام راجع إلى اختلاف المسلمين فيما بينهم، وعدولِهم عن طريق نبيِّهم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فمنهم من خالف في العقيدة والتوحيد، ومنهم من خالف في العبادات والمعاملات، ومنهم من انكبَّ على الملاهي والمحرمات، وغرق في الشهوات والملذات، فماذا جرَّ ذلك على المسلمين من ويلاتٍ ونكبات، وتسليمِ العبادِ والبلادِ لأعداء الملَّةِ والدين، [وَمَنْ أَرَادَ تَمَامَ الْعِبْرَةِ فِي ذَلِكَ؛ فَلْيَرْجِعْ إِلَى كُتُبِ التَّارِيخِ، لا سِيِّمَا تَارِيخِ بَغْدَادَ =العراق=، وَحَادِثَةِ خُرُوجِ التَّتَرِ =على المسلمين=، الَّتِي كَانَتْ أَوَّلَ حَادِثَةٍ زَلْزَلَتْ سُلْطَانَ الْمُسْلِمِينَ فِي الأَرْضِ، وَدَمَّرَتْ بِلادَهُمْ تَدْمِيرًا، فَقَدْ كَانَ الْخِلافُ بَيْنَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَفِيَّةِ مِنْ أَسْبَابِهَا، وَابْنُ الْعَلْقَمِيِّ الشِّيعِيُّ الْوَزِيرُ =(وزيرُ الخليفة المعتصم) فيض القدير (2/ 381)= هُوَ الَّذِي دَعَاهُمْ =أي دعا التتر= إِلَى بَغْدَادَ سَنَةَ 656هـ، فَخَرَّبُوهَا، وَقَتَلُوا فِيمَنْ قَتَلُوا الشُّرَفَاءَ؛ شِيعَةً وَغَيْرَ شِيعَةٍ، وَوَبَّخَهُ هُولاكُو عَلَى خِيَانَتِهِ فَمَاتَ غَمًّا،..]. تفسير المنار (3/ 10).
وهناك أناس أسلموا أنفسهم لعدوِّهم الأكبر الشيطان، فعاثوا في الأرض فسادا، فأهلكوا أنفسهم، وأهلكوا غيرهم أو سببوا لغيرهم الهلاكَ والدمار، فمن صغارِ المعاصي إلى كبارها، من النظرة المحرمة:
كُلُّ الْحَوَادِثِ مَبْدَاهَا مِنْ النَّظَرِ *** وَمُعْظَمُ النَّارِ مِنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: «يَا عَلِيُّ! لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ». أبي داود (2149)، الترمذي (2777) حسنه لغيره في صحيح الترغيب (1902).
وعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: (كَانَ يُقَالُ: النَّظْرَةُ الأُولَى لا يَمْلِكُهَا صَاحِبُهَا، وَلَكِنَّ الَّذِي يَدُسُّ النَّظَرَ دَسًّا). الزهد لوكيع (ص: 795، رقم 483)
من الصغائر إلى كبار المعاصي والذنوب؛ كالقتل والسحرِ والعقوق، والإدمانِ على المخدرات والخمور ونحوها، فقد قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ، وَلا عَاقٌّ، وَلا مُدْمِنُ خَمْرٍ». النسائي (5672) وانظر الصحيحة (673).
و«مُدْمِنُ الْخَمْرِ، كَعَابِدِ وَثَنٍ» ابن ماجه (3375).
ففي ارتكاب الصغائر والكبائر تسليمُ الأنفسِ للشيطان، والركوعُ طاعةً لإبليسَ اللعينِ عدوِّ الإنسان.
وأكبرُ أمانيِّ الشيطان أن يرتدَّ المسلمون عن دينهم، ويكفروا بربهم، وينخلعوا من إسلامِهم وإيمانِهم، فهذه تجارتُه الرابحة، وبضاعتُه الرائجة، على النفوسِ المريضةِ المهيَّأةِ لبيعها لإبليس، وتسليمِها للشيطان، فممن باع نفسه للشيطان وارتدَّ عن دينِ الإسلام، ثم أدركتْه رحمةُ الرحمنِ الرحيمِ قبلَ فواتِ الأوان، فرجع وتاب وأناب؛ أنه [كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ أَسْلَمَ، ثُمَّ ارْتَدَّ وَلَحِقَ بِالشِّرْكِ، ثُمَّ تَنَدَّمَ، فَأَرْسَلَ إِلَى قَوْمِهِ، سَلُوا لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟) فَجَاءَ قَوْمُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: (إِنَّ فُلانًا قَدْ نَدِمَ، وَإِنَّهُ أَمَرَنَا أَنْ نَسْأَلَكَ: هَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟) فَنَزَلَتْ: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ* خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ* إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (آل عمران: 86– 89) فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأَسْلَمَ]. سنن النسائي (4068)، وانظر الصحيحة (3066) وتوبوا إلى الله واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآلِه وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، وبعد؛
كذلك من سلَّم نفسه للأعداء فتجسَّس على المسلمين، ثم رجع َعن ذلك وندم، فيُعْفَى عنه ويسامح، حتى لا يفرحَ به الشيطانُ اللعينُ، [عَنِ الْفُرَاتِ بْنِ حَيَّانَ؛ وَكَانَ عَيْنًا لأَبِي سُفْيَانَ وَحَلِيفًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَمَرَّ عَلَى حَلَقَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: (إِنِّي مُسْلِمٌ)، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: إِنِّي مُسْلِمٌ)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْكُمْ رِجَالاً نَكِلُهُمْ إِلَى إِيمَانِهِمْ؛ مِنْهُمُ الْفُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ». رواه ابن الجارود المنتقى في بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجَاسُوسِ يُقْدَرُ عَلَيْهِ فَيُسْلِمُ (ص: 265، رقم 1058).
والجاسوس الكافر الذي يدل الأعداء على عورات المسلمين، ويكشف أسرارهم، ولم يندم ولم يتُبْ ولم يرجع؛ هذا باع نفسه للشيطان، فوليُّ أمرِ المسلمين يرى فيه رأيه، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَوَازِنَ، قَالَ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَتَضَحَّى وَعَامَّتُنَا مُشَاةٌ وَفِينَا ضَعَفَةٌ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، فَانْتَزَعَ طَلَقًا مِنْ حَقْوِ الْبَعِيرِ فَقَيَّدَ بِهِ جَمَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ يَتَغَدَّى مَعَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا رَأَى ضَعَفَتَهُمْ، وَرِقَّةَ ظَهْرِهِمْ؛ خَرَجَ يَعْدُو إِلَى جَمَلِهِ فَأَطْلَقَهُ، ثُمَّ أَنَاخَهُ فَقَعَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ يَرْكُضُهُ، وَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ عَلَى نَاقَةٍ وَرْقَاءَ؛ هِيَ أَمْثَلُ ظَهْرِ الْقَوْمِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ أَعْدُو، فَأَدْرَكْتُهُ وَرَأْسُ النَّاقَةِ عِنْدَ وَرِكِ الْجَمَلِ، وَكُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ النَّاقَةِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ الْجَمَلِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِخِطَامِ الْجَمَلِ فَأَنَخْتُهُ، فَلَمَّا وَضَعَ رُكْبَتَهُ بِالأَرْضِ؛ اخْتَرَطْتُ سَيْفِي فَأَضْرِبُ رَأْسَهُ فَنَدَرَ، فَجِئْتُ بِرَاحِلَتِهِ وَمَا عَلَيْهَا أَقُودُهَا، فَاسْتَقْبَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ مُقْبِلاً فَقَالَ: «مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟» فَقَالُوا: (سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ). فَقَالَ: «لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ»... سنن أبي داود (2654)واللفظه وأصله عند البخاري (3051)، ومسلم (1754).
وعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ؛ قَالَ: الْجَاسُوسُ لَهُ ذِكْرٌ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وفيكم سماعون لهم} (التوبة: 47). المجالسة وجواهر العلم (8/ 77، رقم 3394).
فمقابل دريهمات معدودة يبيع نفسه لعدوِّه، ويسلِّم نفسَه للشيطان، فلا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم.
ومنهم من باع نفسه للشيطان؛ فارتدّ وعاند وبقي على عناده حتى مات، فقد [أُتِيَ عَلِيٌّ =رضي الله تعالى عنه= بِشَيْخٍ كَانَ نَصْرَانِيًّا ثُمَّ أَسْلَمَ، ثُمَّ ارْتَدَّ عَنِ الإِسْلامِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: (لَعَلَّكَ إِنَّمَا ارْتَدَدْتَ لأَنْ تُصِيبَ مِيرَاثًا ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَى الإِسْلامِ؟) قَالَ: (لا!) قَالَ: (فَلَعَلَّكَ خَطَبْتَ امْرَأَةً فَأَبَوْا أَنْ يُنْكِحُوكَهَا فَأَرَدْتُ أَنْ تَزَوَّجَهَا ثُمَّ تَرْجِعَ إِلَى الإِسْلامِ؟) قَالَ: (لا!) قَالَ: (فَارْجِعْ إِلَى الإِسْلامِ). قَالَ: (أَمَا حَتَّى أَلْقَى الْمَسِيحَ فَلا)، فَأَمَرَ بِهِ عَلِيٌّ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ، وَدُفِعَ مِيرَاثُهُ إِلَى وَلَدِهِ الْمُسْلِمِينَ]. مصنف عبد الرزاق الصنعاني (6/ 104، رقم 10138).
إنَّ الأرضَ لم ترضَ بمن باعَ نفسه للشيطان فكفر، فلم ترحِّبْ به حفرتُه، ولم تقبله فلفظته، فقد [كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ، وَقَرَأَ البَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَادَ =أي رجع وارتد= نَصْرَانِيًّا، فَكَانَ يَقُولُ: (مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلاَّ مَا كَتَبْتُ لَهُ!). فَأَمَاتَهُ اللَّهُ فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ! فَقَالُوا: (هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ؛ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ، نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوْهُ)، فَحَفَرُوا لَهُ =مرةً ثانية= فَأَعْمَقُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: (هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ؛ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ فَأَلْقَوْهُ)، فَحَفَرُوا لَهُ =للمرة الثالثة= وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَعَلِمُوا: (أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ، فَأَلْقَوْهُ)] صحيح البخاري (3617)، مسلم (2781)
وبعض الناس باع نفسه للشيطان الذي سوَّلَ له حبَّ قتلِ المسلمين، وسفكِ دماء المؤمنين، عن [جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ، رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ: إِنِّي، عَنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ بَشِيرٌ مِنْ سَرِيَّةٍ بَعَثَهَا فَأَخْبَرَهُ بِنَصْرِ اللَّهِ الَّذِي نَصَرَ سَرِيَّتَهُ، وَبِفَتْحِ اللَّهِ الَّذِي فَتَحَ لَهُمْ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! بَيْنَمَا نَحْنُ بِطَلَبِ الْعَدُوِّ وَقَدْ هَزَمَهُمُ اللَّهُ، إِذْ لَحِقْتُ رَجُلاً بِالسَّيْفِ، فَلَمَّا أَحَسَّ أَنَّ السَّيْفَ قَدْ وَاقَعَهُ، الْتَفَتَتْ وَهُوَ يَسْعَى فَقَالَ: (إِنِّي مُسْلِمٌ، إِنِّي مُسْلِمٌ)، فَقَتَلْتُهُ، وَإِنَّمَا كَانَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مُتَعَوِّذًا، قَالَ: «فَهَلاَّ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ! فَنَظَرْتَ صَادِقٌ هُوَ أَوْ كَاذِبٌ؟!» قَالَ: (لَوْ شَقَقْتُ عَنْ قَلْبِهِ؛ مَا كَانَ يُعْلِمُنِي الْقَلْبُ؟! هَلْ قَلْبُهُ إِلاَّ مُضْغَةٌ مِنْ لَحْمٍ؟!) قَالَ: «فَأَنْتَ قَتَلْتَهُ؛ لا مَا فِي قَلْبِهِ عَلِمْتَ، وَلا لِسَانَهُ صَدَّقْتَ!»، قَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! اسْتَغْفِرْ لِي)، قَالَ: «لا أَسْتَغْفِرُ لَكَ»، فَدَفَنُوهُ فَأَصْبَحَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَوْمُهُ؛ اسْتَحْيَوْا وَخَزَوْا مِمَّا لَقِيَ، فَحَمَلُوهُ فَأَلْقَوْهُ فِي شِعْبٍ مِنْ تِلْكِ الشِّعَابِ]. مسند أبي يعلى الموصلي (3/ 91، رقم 1522) المعجم الكبير للطبراني (2/ 176، رقم 1723) ونحوه مرسلا في مسند الحارث أو بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (1/ 150، رقم 4)
فتوبوا إلى الله أيها مسلمون ولا تسلموا أنفكم لأعدائكم، ولا تبيعوها لشياطين الإنس والجن فتخسروا دينكم ودنياكم، وتغضبوا ربكم ومولاكم.
ألا وصلُّوا على المبعوث رحمة مهداه، فقد أمركم بذلك مولاكم، فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (الأحزاب: 56)
اللهم صلِّ وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.
اللهم ولِّ أمورَنا خيارنا، ولا تولِّ أمورَنا شرارَنا، وأصلح أحوالَنا يا مجيب السائلين.
عباد الله! {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل: 90)
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكرْكم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
جمعه ونقله من مظانه:
أبو المنذر فؤاد بن يوسف أبو سعيد
مسجد الزعفران الوسطى غزة
2 شعبان 1433 هلالية.
وفق: 22/ 6/ 2012 شمسية.

القصواء
06-30-2012, 11:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخى أُسامة كلمات صادقات طيبات ويااااااااااااااااااااااااليت قومى يعلمون

الاميرة
07-02-2012, 11:34 AM
شكرا لك وجزاك الله الف خير اخى اسامة
مع شكرى واحترامى الدائم

ام هُمام
07-10-2012, 11:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله كل خير واطعمكم من اطيب واشهى لحم طير في الجنة