المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس رقم 178 من شرح رياض الصالحين - النصح لكل مسلم


ابو عبد الرحمن
10-03-2012, 10:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

شرح رياض الصالحين باب النصيحة

جاء عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لكل مسلم والحديث متفق عليه أما الحديث الأخر عن انس بن مالك رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ شرح الحديث الأول إن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم هذه ثلاثة أشياء تدور بين حق لله محض وحق للعباد وحق مشترك بين الله تعالى وعباده أما الحق الذي هو لله جل وعلا في علاه هو إقامة الصلاة ومعناها أن يأتي بها الإنسان مستقيما على الوجه المطلوب يحافظ على الصلاة في أوقاتها ويقوم بأركانها وشروطها ويتمم ذلك بمستحباتها حيث قال الله تعالى في حديث قدسي مَا تقرَّب إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أحبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كنتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا فَإِنْ سَأَلَنِي عَبْدِي أَعْطَيْتُهُ وَإِنِ اسْتَعَاذَنِي أَعَذْتُهُ ومن هذا كذلك بالنسبة للرجال أن تقام الصلوات في المساجد مع الجماعة فان هذا من إقامة الصلاة عندما أمرنا الله تعالى بإقامة الصلاة فالرجال عليهم أن يقيمون الصلاة في المساجد التي هي لله ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ))للرجال ومن تخلف عن الجماعة بلا عذر فهو آثم يقيناً بل هو عند بعض اهل العلم كشيخ الأسلام بن تيمية من الكبائر بل قال شيخ الإسلام من لم يصلها في جماعة وكان من غير عذر فهو صلاته باطلة ولكن تصح صلاته مع الإثم ونأتي إلى الأحاديث والآيات التي تفيد إلى وجوب صلاة الجماعة منها سؤال جامع شامل سئلت اللجنة الدائمة عن صلاة الجماعة هل هي واجبة أما لا ؟ قالوا إن فعلها في جماعة فهو واجب وجوب عين أي واجب على كل شخص بالغ محتلم من الرجال والأصل في ذلك الكتاب والسنة ومن أدلة قوله تعالى ((وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ))أمر الله تعالى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام إقامة الصلاة في المعارك في حال الخوف يدل على أنها في غير خوف من باب أولى إذا كان هنالك صور سبعة كما ذكر ابن تيمية رحمه الله تعالى الصلاة الخوف أثناء الخوف في مقابل أعداء الله تعالى في القتال من باب أولى أن لم يعذر الله تعالى عباده بان يتركوا صلاة الجماعة في الخوف الشديد أو في الخوف من باب أولى أن لا يتركوها في حال السلم وأما السنة فقد ثبت في صحيح مسلم عن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى، وهو عمرو بن مكتوم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ، فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى، دَعَاهُ، فَقَالَ: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَأَجِبْ» لا أجد لك رخصة وجه الدلالة أن النبي لم يرخص لأعمى من باب أولى أن لا يرخص للصحيح البصير هم النبي بالتحريق رجال في بيوتهم تخلفوا عن صلاة الجماعة لقد هم النبي أن يأمر بالصلاة الجماعة وان يقوم رجلا يصلي بالناس ثم يتخلف بعض أصحابه أن الذين يتخلفون عن صلاة الجماعة نحرق عليهم بيوتهم وهذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وقال بل هذا ما هو عليه أكثر السلف وأئمة أهل الحديث ومن استدل على ذلك بالإضافة لما سبق أن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ، فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ» بل قال ابن مسعود رضى اله عنه وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَضَلَلْتُمْ، وذكر انه كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ إلى غير ذلك وكذلك من إقامة الصلاة ليس فقط إقامتها جماعة كذلك أن يستحضر النيه والخشوع لان النبي صلى اله عليه وسلم ذكر انه من اشراط الساعة ينتزع الخشوع من بين الناس حتى لا يكاد تجد خاشعا واحدا والعياذ بالله يحضر ببدنه ولكن عقله غائب بين يدي الله عز وجل ومن المعلوم عن الإنسان إذا خرج من صلاته يخرج وما كتب له إلا ما عقل من صلاته ومن أسباب أن تعقل في صلاتك وتخشع فيها أن تذكر الموت في صلاتك قال النبي صلى الله عليه وسلم لحري بالرجل إذا ذكر الموت في صلاته أن يخشع في صلاته أما قول إيتاء الزكاة فهذا محض للناس أو معقل للناس ولكن لله عز وجل أن تنفذ ما أمرك به الله تعالى وهذا كذلك بين الناس وبين الله عز وجل تنفيذ أمر الله تعالى فهذا حق لله وكذلك تعطي الفقراء المساكين ما اوجب الله تعالى عليك من مالك فهذا واجب محض لله تعالى وكذلك للعباد هواما قوله النصح لكل مسلم فهذا الشاهد وهذا للناس أن تنصح كل مسلم قريب أو بعيد صغير أو كبير ذكر أو أنثى وكيفية النصح لكل مسلم هو كما ذكر حبيبنا صلى الله عليه وسلم لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ هذه هي النصيحة أن تحب لإخوانك ما تحب لنفسك بحيث يسرك ما يسرهم ويسؤك ما يسوؤهم وتعاملهم بما تحب أن يعاملونك به كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤدي الناس ما تحب أن يؤتى لك فنفى النبي عليه الصلاة والسلام الإيمان عن الذي لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه في كل شيء ونفي الإيمان هنا كما قال العلماء ليس الإيمان الكلي إنما الإيمان الكامل لا يؤمن أحدكم أي ليس الإيمان الكلي وإنما يأتي الإيمان كامل ويذكر أيضا أن جرير بن عبد الله حين بايع النبي عليه الصلاة والسلام وعلى النصح لكل مسلم يقال انه اشترى من رجلا فرس بمبلغ معين فاخذ الفرس إلى بيته ولكن بعد يوم أو يومين وجد أن ثمن الفرس أكثر مما دفعه إلى الرجل فذهب يبحث عن الرجل الذي اشترى منه الفرس وأعطاه المبلغ الزيادة لأنه قد عاهد النبي صلى الله عليه وسلم النصح لكل مسلم فخشى جرير أن يكون قد غرر بذلك البائع أو مخدوع أو لا يعلم السعر الحقيقي فمنها من باب المناصحة أن يرجع الحق لأصحابه فنصح الناس إذا جاءك إنسان يطلب نصيحة في شراء سيارة أو منزل أو يريد أن يتزوج فلانة ابنت فلان فطلب منك النصيحة لوجه الله عز وجل لا تكتم النصيحة إذا كنت تعلم ذلك ولكن إذا علمت انه جاء رجل يسألك بحق ولا يريد أن يأخذه منك وينقله إلى أخر بهدف النميمة فعلا أراد الزواج من فلانة وأنت جار هذا البيت فأراد منك النصح فهل هذا الإنسان كفئ لأخطب ابنته لنفسي فإذا كان كذلك عليك أن تنصحه إذا كنت لا تعلم قل لا اعلم ولكن إذا كنت تعلم لا تخبئ ذلك لأنه من الغش لا يجوز ذلك شرعا إذا طلب منك النصيحة عليك أن لا تتأخر بالنصيحة والنبي عليه الصلاة والسلام إذا بايع جرير ليس هذا خاص به بل هي مبايعة لكل امة من ارتضى بالله ربا وبمحمد هاديا يتبعه ومنهج ينتهج منه حتى يصل إلى إرضاء الله تعالى
أسال الله جل وعلا أن ينفعنا بما علمنا وان يعلمنا ما ينفعنا وان يجمعنا في الفردوس الأعلى إخوان متقابلين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

للأستماع الى هذه المادة اضغط هنا (http://www.alawda.org/son/details.php?linkid=982)

قام بتفريغ هذه المادة الأخت بحر الحنان

المحبة في الله
10-06-2012, 08:56 PM
جزاكم الله خيرا شيخي و الشيخ الفاضل احمد رزوق و اختي الفاضلة حنان

بارك الله فيكم في علمكم و عملكم

ام هُمام
10-06-2012, 10:16 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله كل خير ورزقك الجنة اختي المحبة في الله

حافظة القرآن
02-02-2013, 11:08 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله بك ياابو عبد الرحمان وبالشيخ احمد الرزوق وجعلكما ذخرا للامة الاسلاميه

moad
02-12-2013, 09:47 AM
بارك الله فيكما و لكما و جعل مثواكما الفردوس الاعلي اللهم امين