المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صامتة ولكن ناطقة!


آمال
10-04-2012, 03:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ما الأشياء الناطقة الصامتة ؟!

قيل لبعض الحكماء: ما الأشياء الناطقة الصامتة قال : الدلائل المخبرة والعبر الواعظة ؟؟
في ثنايا هذه الحياة وفي جنباتها تستوقفك لحظات صامته من التأمل والتفكر والاستغراب إما لموقف أو لمشهد أو لحدث أو لقصة أو لشيء ما حرك وجدانك ومشاعرك ومن ثم تنهال عليك الخواطر أو الهموم أو العواطف والشجون وركب الليالي والأيام صفوها وكدرها .
وفي حاضرنا اليوم يمر بنا شريط الأخبار والأحداث بشكل يومي لما تعانيه البشرية من الجور والظلم والاضطهاد والتدمير المريع للحياة وخاصة ما يحدث للمسلمين في سوريا وبورما وغيرها من الأماكن المنكوبة والمقهورة والمغلوبة على أمرها . حتى اعتدنا على أرقام القتلى والجثث بمعدل يومي مئات الأبرياء ركام من الموتى ؟! يؤشر على انحطاط خطير في المستوى الأخلاقي والإنساني ؟!
لحظات ربما من شدة صمتها ووقعها على النفس استرعت انتباه من حولك حينما ارتسمت الدهشة على محياك فحانت منك تصرفات لا شعورية وأنت تنظر إلى فظاعة المشهد ، بل ربما فقدت بوصلة الزمان والمكان وجنحت بتفكيرك في عمق الصورة والمأساة ؟!
ومن هؤلاء الناس المنكوبين من يتمنى أن لو يرجع الزمان إلى الوراء ففي ذاكرة التاريخ له بيت صغير وأسرة سعيدة وحسناء لبيبة وروضة جميلة وذكريات خالدة ..
ومن هؤلاء الناس من يتمنى ألا يعود الزمن أبدا ففي مخيلته صورا من المأساة والمعاناة كان شريدا في الطرقات يسأل الناس كسرة خبز كان يلتحف السماء ويفترش الأرض ، برد قارص وبيت متهالك وأرض جدباء ومن حوله خراب ودمار ، ألوان من القهر والتعذيب والانتهاكات ..
لحظات صامتة تمر بالإنسان وهي كالبركان تترك أثرا قويا في نفس الإنسان فلا تراه إلا باكيا أو متباكيا يطلق الصرخات والزفرات وينسج الآهات من وهج الحنين أو من ركام المعاناة .
تمر الدلائل والعبر كل لحظة في إيماءات وإشارات إما صريحة وإما مبهمة غامضة . وقد ندرك ونبصر النتائج والمترتبات والأسباب والمسببات وقد لا ندرك وهذا أمر في غاية الخطورة ؟
اقرأ التاريخ إذ فيه العبر ... ضل قوم ليس يدرون الخبر
وكلما تعمق الإنسان في رؤية الماضي من خلال السنن الكونية والشرعية والإنسانية كان أكثر قدرة على وضوح الرؤية في المستقبل .
قد رأينا دياركم وعليها ... أثر من عفائكم مهجور
وسألنا أطلالكم فأجابت ... ومن الصمت واعظ ونذير
وكلما تأمل الواقع الحاضر استشرف المستقبل من زوايا الدلائل والعبر فمرة يصاب بالإحباط واليأس ومرة يعانق الأمل على بوابات الجراح والمآسي .
فكم سيطيق الإنسان المضطهد المظلوم صبراً بتلك الدلائل الناطقة الصامتة ؟!
إن الأمور إذا اشتدت مسالكها ... فالصبر يفتح منها كل ما رتجا
لا تيأسن وإن طالت مطالبه ... إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
وبالمقابل هل كل هؤلاء الطواغيت والجبابرة المجرمين – كطاغية الشام – لا يعتبروا بمصير من قبلهم من العتاة وكيف انتهى بهم الأمر في أحط أنواع الذلة والمهانة وأن الجزاء من جنس العمل ؟
حيث فقدوا كل شيء الكرسي والشعب والوطن وأضحوا إما في عداد الغابرين الهالكين أو الفارين اللاجئين .
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }الحج11.
فهل كانوا أغبياء بدرجة كافية ؟!
هذا ما قد يتصوره البعض ولكن ربما الواقع عكس ذلك . فهؤلاء الطغاة يرون أنفسهم أفهم وأعقل وأدهى الناس ألم تسمع كبيرهم ما يقول : { قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ }غافر29 .
والحقيقة الأمر لا يتعلق بقمة الغباء بل قمة الاستدراج من الله ذي العزة والجبروت .
قال تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } الأنعام123 .
إنه عمى البصيرة والغفلة المركبة وحلول النقمة عليهم من الله .
يقول تعالى :{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } الأعراف146.
وما تغني عنهم الدلائل والعبر وهم في غيهم يترددون .
{قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }يونس101.
ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ..
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين يا رب العالمين

المؤمنة بالله
10-04-2012, 09:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبرتي عما في داخلنا بموضوعك كما اجبتي عن تساؤلات كنت افكر فيها وهي لماذا هؤلاء الطاغين لايعتبرون بقصص الطاغين قبلهم في التاريخ لماذا لا ينظرون الى مصيرهم
لكن بالفعل هم ليس اغبياء ولكن استدرجهم الله (( يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)سوره الرعد
كما نصيحتي ان لا نتابع الأخبار وشريطه لنه يزيد الكأبه ويسبب الأمراض .. هذا رأي الى ان اخبرني احدهم بل عليك ان تري ما يجري في العالم وان كنت لا تستطيعين تغير شئ فيكفي الدعاء لهم بظهر الغيب
ولكني اكتفي بالدعاء لهم بدون مشاهده الأخبار التي ترفع الضغط يكفي ما نشاهده في ارض الواقع
جزاكي الله خير على الطرح المميز وجعله في ميزان حسناتك

المحبة في الله
10-04-2012, 09:50 PM
توقفت كثيرا امام هذا الموضوع

فلا مجال لان نتجمل الكلام و لا حتى ان نتملق بعضنا البعض

و لكن ما اعرفه .. و ما عايشته ..ان الحق لابد ان يعود .. و ان الحقيقة لابد ان تظهر
فهناك حق للعبيد .. و حق للمعبود
لابد ان يردّ

كلما تأملنا في نصوص الوحي ، وفي حوادث التاريخ ، وفي سنن الله في أرضه ، نجد أنها تتمثل في ( الجزاء من جنس العمل ، وكما تدين تدان ) ،
وذلك من مقتضى عدله وحكمته سبحانه وتعالى ، فمن عاقب بجنس الذنب لم يظلم ، ومن دانك بما دنته به لم يتجاوز

اسأل الله ان يغفر لنا تقصيرنا و ان يبدل حالنا الى احسن حال

جزاكي الله خيرا اختي

آمال
10-05-2012, 06:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اختي المؤمنة بالله على المداخلة الطيبة
ورزقنا الله واياك الجنة عزيزتي

آمال
10-05-2012, 06:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك اختي المحبة في الله على المرور والمداخلة الطيبة
رزقنا الله واياك الجنة عزيزتي

ام هُمام
10-06-2012, 09:45 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله كل خير على هذا الطرح
هذا الطاغية يظن نفسه غير نسى ان الله يمهل ولا يهمل وان له يوما اسود من ايامنا التي نعيشها الان ولكن بالنهاية كل ما حصل لنا هو من سوء افعالنا وبعدنا عن الله اسال الله العافية وان يردنا الى الاسلام ردا جميلا

آمال
10-10-2012, 11:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم آآآمين اللهم آآآمين
اختي العزيزة بحر الحنان , التاريخ يشهد ان لكل طاغية يوم ولن يدوم , فصبر جميل والله المستعاان
شكرا لك على المرور الراائع اختي العزيزة ورزقنا الله واياك الجنة