المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذرة من كبر!


آمال
10-13-2012, 11:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

النهي عن الكبر

وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنة ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس رواه مسلم .

هذا الحديث واضح الدلالة على خطر الكبر وأنه من موانع دخول الجنة، كما أنه من أسباب دخول النار أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ذلك الرجل فهم أن لبس الثياب الحسنة والنعل الحسن إنه من الكبر، فبين له الرسول أنه ليس من الكبر بل إن هذا مطلوب ومشروع، يعني: عناية الإنسان بنفسه وملبسه أمر مشروع خصوصا إذا فعله تدينا من غير إفراط، كل شيء لا بد فيه الاعتدال والتوسط " قال الرجل: يا رسول الله إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسن ونعله حسن " هذا رغبة جبلية، فقال رسول الله : إن الله جميل يحب الجمال هذا فيه إثبات أن الله جميل، نعم، وهو الموصوف بأكمل الصفات، هذا يؤخذ منه أن الجميل من أسماء الله مثل الرفيق إن الله رفيق إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ .

ثم الرسول فسر الكبر بعد ذلك، - يعني - بين له أن محبة حسن المظهر ليس من الكبر لكن قد يقترن به الكبر ما من اللازم، مثل من يسبل ثيابه ويتبختر ويجر ثيابه خيلاء، هذا نعم وقع في جانب من الكبر، - يعني - كأصل لبس الثوب الحسن والنعل الحسن أصله جائز وقد تقترن به نية فيصير بها مستحبا وقد تقترن به نية يصير حراما، فهو أمر عادي يتغير حكمه - يعني - بحسب المقاصد كغيره من العادات والأمور الطبيعية.

الكبر بطر الحق يعني: رد الحق وغمط الناس غمط الناس: احتقارهم، بطر الحق: رده، وغمط الناس: احتقارهم ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم - يعني - يكون غمط الناس: احتقارهم واستصغارهم، واستصغار الإنسان واحتقار الغير يتضمن التعاظم والإعجاب بالنفس، يتضمن الإعجاب بالنفس والتعاظم على الخلق والتطاول عليهم، إذن الكبر كما نبه الشيخ عندكم - الشيخ السعدي - رحمه الله - إلى أن الكبر - أنه - نوعان: ( رد الحق ) هذا واحد، والثاني: ( احتقار الخلق )، وأعظمهما رد الحق، فقوله - صلى الله عليه وسلم - : لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر إن كان من مطلق الكبر ...

أحاديث الوعيد مثل لا يدخل الجنة نمام لا يدخل الجنة قتات من أحاديث الوعيد التي تقيد إذا كان المراد مثقال ذرة من مطلق كبر فإن الكبر كما علمنا أنه يتنوع، فالكبر الذي يتضمن رد الحق - يعني - رد شيء من الحق كرد جميع الحق، يعني مثلا لما يقول: التكذيب بحرف من القرآن كالتكذيب بجميعه، التكذيب بخبر من أخبار الرسول واحد - يعني - ثابت عنه كالتكذيب بجميع ما جاء به، كما أن التكذيب بواحد من الرسل تكذيب لجميعهم، رد الحق على هذا الوجه - يعني - يكون بعدم القبول، لا يقبله، لا يقبل هذا الحق إذا كان هناك تعويل شبهات إن هذا ما ثبت إن هذا معناه كذا نواحي أخرى، لكن الرد الذي هو فيه معاندة ومواجهة رد صادر عن عناد فهذا يؤول إلى الكفر، لكن إذا كان رد الحق غير ترك العمل - يعني - اتباعا للهوى، المسلم يشرب خمرا.

وفي المسلمين من يشرب الخمر كثيرا وهو يؤمن بالله ورسوله ويحب الله ورسوله ويصلي ويعرف أنه بفعله هذا عاص ولكن شهوته تغلبه فهو عاص ومرتكب لذنب كبير " كبيرة " ؛ لكن واحد لا يشتهي الخمر، الخمر شراب هذا هو شراب روحي شراب يفرح النفس، كيف ؟ فيجعل تحريم الخمر طعن في شريعة الله، فهذا عنده كبر مستكبر عن قبول هذا الحق، تكبر عن قبول هذا الحكم، ولو أقر جميع الأحكام ما دام إنه - يعني - طعن في حكم تحريم الخمر واستحله فإنه يكون كافرا، فيكون قوله " لا يدخل الجنة " على ظاهره، من كان هكذا ويموت، من كان هكذا ومات على هذا فالجنة عليه حرام وهو من المتكبرين الذين مثواهم جهنم فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ أما الكبر على الناس فهو حرام ؛ ولكنه لا يوجب الخلود في النار وإن أوجب أو اقتضى - يعني - العذاب كغيره من المعاصي، لا بد من الفرقان.

وعلى الإنسان أن يسأل ربه أن يطهر قلبه من الكبر ويستعيذ بالله من الكبر، خلق ذميم وفي مقابل هذا أنه يجب على العبد أن يتواضع لله، ويقبل ما جاء عن الله، ويقبل شرائع الله، ويقبل أحكام الله فلا يكون في نفسه ، فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وعليه أيضا أن يتواضع لعباد الله ولا يحتقر من دونه ويستصغرهم وينظر إليهم، لا، فرب عبد مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره، الله، اللهم من علينا بصلاح قلوبنا، نسأله أن يطهر قلوبنا من الكبر وكل خلق ذميم .

الشيمـآء
10-13-2012, 11:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يعطيكي العفية اختي امال على الموضوع

طبعا الاغلبية بهذا الوقت صاروا متكبرين ..مثلا استاذ بالجامعة كل ما تكلم قال انا بروفيسور !

رسولنا صلى الله عليه وسلم قال لا فرق بين مسلم واخر الا بالتقوى

ومع ذلك صار الناس واحد يميز روحة عن الثاني بالاموال والبنين والاهل والالقاب ووووو

ما شاء الله صاير ابداع عندهم بانواع التكبر واسبابة اعاذنا الله منهم


وفقك الله لصراطة المستقيم وجزاكي الجنة

almojahed
10-14-2012, 02:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكي أختنا الكريمة و جعلنا الله و إياكي من المتواضعين و أبعدنا الله و إياكم جميعا عن هذه الآفة و أهلها و على رأسهم إبليس اللعين الذي أبى و استكبر و كان من الكافرين فهي رأس كل كفر و العياذ بالله
جزاكي الله خيرا على هذا الموضوع المفيد

المؤمنة بالله
10-14-2012, 04:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ
اللهم اني اعوذ بك من الكبر وكل صفه انت تكرها او تبعدنا الجنه
وارزقنا ياربنا كل صفه انت تحبها وترضى بها وتدخلنا الجنه
جزاكِ الله خير للموضوع القيم

ابو عبد الرحمن
10-14-2012, 09:54 PM
وكان أبو بكر رضي الله عنه يخرج إلى السوق يحمل الثياب فيبيع ويشتري ومر عبد الله بن سلام رضي الله عنه وعلى رأسه حزمة حطب فقيل له : ما يحملك على هذا وقد أغناك الله عز وجل ؟
فقال أردت أن أدفع به الكبر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يدخل الجنة عبد في قلبه مثقال ذرة من الكبر ...

جزاكي الله خيرا وبارك فيكي على هذه الهمة والجهد والمواضيع القيمة والطيبة

ام هُمام
10-14-2012, 10:01 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
معنى الكِبْر لغةً:
مادة (كبر) تدل على خلاف الصِّغَر. يقال: هو كَبيرٌ، وكُبَار، وكُبَّار. قال الله تعالى: وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا [نوح: 22]. والكِبْر: مُعظَم الأمر، قوله عزَّ وعلاَ: والَّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ [النور: 11]، أي: مُعظم أمره .
قال الفيومي: (الكِبْر بالكسر: اسم من التكبر، وقال ابن القوطية: الكِبْر، اسم من كبر الأمر، والذنب كبرًا إذا عظم، والكِبْر العظمة والكِبْرياء مثله، وكابرته مكابرة، غالبته مغالبة وعاندته) .
معنى الكِبْر اصطلاحًا:
قال صاحب تاج العروس: (الكِبْر: حالةٌ يتخصَّص بها الإنسان من إعجابه بنفسه، وأن يرى نفسَه أَكْبَر من غيره) .
وقيل الكِبْر هو: (استعظام الإنسان نفسه، واستحسان ما فيه من الفضائل، والاستهانة بالناس، واستصغارهم، والترفع على من يجب التواضع له)
رزقنا الله واياك التواضع لله عز وجل والذل والانكسار لله
بارك الله فيك

المحبة في الله
10-16-2012, 04:31 PM
سبحان الله .. اعجبني التفسير الذي سقته اثناء الموضوع
كيف هو الفارق بين مرتكب الاثم و من استحله منافيا بذلك احكام الشرع فبات مستكبرا

بارك الله فيك يا اختي

يامدعي الكبر اعجابا بصورتــه ...........انظــر خلاك فان النتن تثريــب

لو فكر الانسان فيما في بطونهم ....... ما استشعر الكبر شبان ولا شيب

يا ابن التراب ومأكول التراب غدا..... أقصــر فإنـك مـأكــول ومشــروب

آمال
10-17-2012, 11:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بوركت اختي الشيماء على التعليق الطيب والتحليل , نسوا الله فانساهم انفسهم!
ونسأل الله أن يصلح حال امتنا ويزيدها تواضعا ويعود لها عزها
جعلنا الله واياك من اهل الجنة

آمال
10-17-2012, 11:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لمروركم الطيب اخي المجاهد
ولدعائكم الطيب
فهو مرض اجتماعي ونفسي!
جعلنا الله وجعلكم من اهل الجنة

آمال
10-17-2012, 11:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بوركت اختي المؤمنة بالله على المرور الطيب
ورزقنا الله واياك الجنة وابعد عنا الكبر

آمال
10-17-2012, 11:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة رائعة واضافة قيمة اخونا الفاضل ابو عبد الرحمن
شكرا لكم على المرور الطيب
وجعلنا الله واياكم من اهل الجنة

آمال
10-17-2012, 11:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما شاء الله
اضافة راائعة وقيمة اختي العزيزة بحر الحنان
رزقنا الله واياك التواضع وادخلنا الجنة برحمته

آمال
10-17-2012, 11:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اسعدني مرورك الطيب اختي المحبة في الله
واشكرك على التعليق
رزقنا الله واياك الجنة عزيزتي