المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصل قول: (من دعا لحاكم ظالم بطول العمر، فلقد أحب أن يعصي الله في أرضه)


أسامة خضر
01-13-2013, 01:56 PM
ما أصل قول
(من دعا لحاكم ظالم بطول العمر، فلقد أحب أن يعصي الله في أرضه)
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ: فؤاد بن يوسف أبو سعيد حفظه الله تعالى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه إلى يوم الدين وبعد،
فقد لفت انتباهي في ركن التواصل المسمى بالفيس بوك هذه المقولة: (من دعا لحاكم ظالم بطول العمر فلقد أحب أن يعصي الله في أرضه).
فأحببت البحث عنها، فالذي وجدته في:
1) تفسير الزمخشري المسمى الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (2/ 434).
2) تفسير النسفي المسمى مدارك التنزيل وحقائق التأويل (2/ 88).
3) البحر المحيط في التفسير (6/ 221).
4) تفسير النيسابوري المسمى غرائب القرآن ورغائب الفرقان (4/ 56).
5) السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير (2/ 83).
6) روح البيان (2/ 359).
7) البحر المديد في تفسير القرآن المجيد (2/ 563).
8) تفسير المنار (12/ 146)، وغيرها من الكتب كلُّها أجمعت على عدم ذكر الحاكم، ولا طول العمر، بل ما ورد عنهم هكذا: «مَنْ دَعَا لِظَالِمٍ بِالْبَقَاءِ، فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللَّهُ فِي أَرْضِهِ».
وأوردوه في كتبهم المذكورة على أنه حديث من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وأوردوه دون إسناد.
والصحيح أنه ليس بحديث، بل هو من قول بعض السلف:
* ففي (المجالسة وجواهر العلم) لأبي بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي (المتوفى: 333هـ) (ج5/ ص184، رقم 2008)قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ؛ لَمْ يَزْكُ لَهُ عَمَلٌ، وَمَنْ دَعَا لِظَالِمٍ بِطُولِ الْبَقَاءِ؛ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ).
* وفي (ج6/ ص61، رقم 2373) قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ، نا ابْنُ خُبَيْقٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: (مَنْ دَعَا لِظَالِمٍ بِطُولِ الْبَقَاءِ؛ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللهُ).
* وفي (حلية الأولياء وطبقات الأصفياء) لأبي نعيم (7/ 46) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْدَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا أَبُو تَوْبَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: (مَنْ دَعَا لِظَالِمٍ بِالْبَقَاءِ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللهُ).
وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُورَكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَابِقٍ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: (النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الظَّالِمِ خَطِيئَةٌ).
* وفي (شعب الإيمان) للبيهقي (ج12/ ص41، رقم 8986) قال: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبَابَةَ, نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ الْفَضْلِ الْكِنْدِيُّ, أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْحَارِثِيُّ, قَرَأَهُ نا هَارُونُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ, مِنْ وَلَدِ الْمَنْصُورِ, نا الْعَلَاءُ بْنُ عَمْرٍو, نا عُبَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ, يَقُولُ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ, يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ, يَقُولُ: (مَنْ دَعَا لِظَالِمٍ بِالْبَقَاءِ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى الله عَزَّ وَجَلَّ).
* وفي (تخريج أحاديث الكشاف) لجمال الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف بن محمد الزيلعي (المتوفى: 762هـ) (2/ 151، رقم (618) قال: [الحَدِيث الثَّامِن:
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "من دَعَا لظَالِم بِالْبَقَاءِ فقد أحب أَن يعْصَى الله فِي أرضه).
قلت: غَرِيب مَرْفُوعا، وَذكره الْغَزالِيّ كَذَلِك مَرْفُوعا فِي موضِعين من كِتَابه إحْيَاء عُلُوم الدَّين، وَلم نجده إِلَّا من قَول الْحسن؛ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّادِس وَالسِّتِّينَ، عَن عبد الله بن عمر الرقي عَن يُونُس بن عبيد، سَمِعت الْحسن يَقُول ... فَذكره.
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من قَول سُفْيَان الثَّوْريّ فِي تَرْجَمته]. أهـ
* وفي (تخريج أحاديث الإحياء) المسمى (المغني عن حمل الأسفار) للعراقي (ص: 532) قال: [حَدِيث "من دَعَا لظَالِم بِالْبَقَاءِ فقد أحب أَن يَعْصِي الله فِي أرضه".
لم أَجِدهُ مَرْفُوعا، وَإِنَّمَا رَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الصمت من قَول الْحسن، وَقد ذكره المُصَنّف هَكَذَا عَلَى الصَّوَاب فِي آفَات اللِّسَان].
* وفي كتاب (النصيحة الكافية لمن خصه الله بالعافية) في الباب الخامس، قال الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي، المعروف بـ زروق (المتوفى: 899هـ):
[النصيحة لخاصة المسلمين، الفصل الأول: الطاعة للأمراء:
وأما الطاعة للأمراء: فقال عمر رضي الله عنه لسويد بن غفلة: (يا سويد بن غفلة! لعلك لا تلقاني بعد اليوم، فعليك بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن كان عبدا حبشيا مجدعا، إن شتمك فاصبر، وإن ضربك فاصبر، وإن ضربك فاصبر، وإن أخذ مالك فاصبر، وإن راودك عن دينك؛ فقل: طاعةٌ مني ذمتي دون ديني، ولا تخرج يدًا من طاعة)، وهذه وصيةٌ جامعة لما تضمنته الأحاديث المتضافرة.
وقد أوحى الله إلى بعض الأنبياء: (أنا الله لا إله إلا أنا، مالك الملوك، قلوب الملوك بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسبِّهم، وادعوني أُعطفهم عليكم)، وقال سفيان رحمه الله: (من دعا لظالم بالبقا فقد أحب أن يعصي الله في أرضه).
وقال عليه السلام: "سيكون أمراء.." وذكر من ظلمهم وفسقهم قالوا: (نقاتلهم يا رسول الله؟!) قال: "لا! ما صلوا". قال العلماء:
وذلك لأنَّ الصلاة عنوان الإيمان، فإذا تركوا الصلاة، يعني جاهروا بذلك، وأمروا به، فقد كفروا أو كادوا، ولا طاعة لكافر.
والرجل في بيته أمير، والأب في أولاده أمير، والمعلم في صبيانه أمير، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "كلهم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"]. أهـ
إن مذهب أهل السنة والجماعة -حشرنا الله وإياكم في زمرتهم- الدعاء للسلطان مهما ظلم وجار، ولكن ليس بطول العمر؛ بل بالهداية وصلاح العمل، والبطانة الصالحة، والعدل في الرعية، قال إمام أهل السنة والجماعة في عصره البربهاري رحمه الله تعالى:
[واعلم أن جور السلطان لا ينقص فريضة من فرائض الله عز وجل، التي افترضها على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم؛ جُوره على نفسه، وتطوُّعك وبرُّك معه تام لك إن شاء الله تعالى، يعني: الجماعة والجمعة معهم، والجهاد معهم، وكل شيء من الطاعات فشارك فيه، فلك نيتك.
وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله...
أنا أحمد بن كامل قال: نا الحسين بن محمد الطبري، نا مردويه الصائغ، قال:: سمعت فضيلا يقول: لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان]. من شرح السنة للبربهاري (ص: 112، ص: 113)
وجاء في (قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني) للشيخ عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد العباد البدر (ص: 175 وما بعدها) قال حفظه الله تعالى:
[قال شيخُ الإسلام ابن تيمية في السياسة الشرعيَّة (ص: 129): (ولهذا كان السَّلَفُ كالفُضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهما يقولون: لو كان لنا دعوةٌ مجابةٌ لدعونا بها للسلطان).
وقال الشيخ أبو محمد الحسن البربهاري في كتابه شرح السنَّة (ص: 116): (وإذا رأيتَ الرَّجلَ يدعو على السلطان فاعلم أنَّه صاحبُ هوى، وإذا رأيتَ الرَّجلَ يدعو للسلطان بالصّلاح فاعلم أنَّه صاحبُ سنَّةٍ إن شاء الله، يقول فضيل بن عياض: لو كانت لي دعوةٌ ما جعلتُها إلاَّ في السلطان).
ثمَّ أسند إلى فضيل قولَه: (لو أنَّ لي دعوةً مستجابةً ما جعلتُها إلاَّ في السلطان)، قيل له: (يا أبا عليّ! فسِّرْ لنا هذا)، قال: (إذا جعلتُها في نفسي لم تعْدُنِي، وإذا جعلتُها في السلطان صلُح، فصلح بصلاحه العبادُ والبلاد، فأُمرنا أن ندعوَ لهم بالصَّلاح، ولم نؤمر أن ندعوَ عليهم، وإن ظلموا وإن جاروا؛ لأنَّ ظلمَهم وجورَهم على أنفسهم، وصلاحَهم لأنفسهم وللمسلمين).
وقال الطحاوي في عقيدة أهل السنَّة والجماعة: (ولا نرى الخروجَ على أئمَّتِنا ووُلاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا نَنْزِعُ يداً مِن طاعتهم، ونرى طاعتَهم مِن طاعة الله عزَّ وجلَّ فريضة، ما لم يأمروا بمعصيةٍ، وندعو لهم بالصّلاح والمعافاة). العقيدة مع شرحها لابن أبي العزّ (ص540).
وقال الشيخ أبو إسماعيل الصابوني في كتابه عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص: 92- 93): (ويرى أصحاب الحديث الجمعةَ والعيدين وغيرهما مِن الصلوات خلف كلِّ إمامٍ مسلمٍ، برًّا كان أو فاجرًا، ويرون جهادَ الكفرة معهم وإن كانوا جوَرَةً فجَرةً، ويرون الدعاءَ لهم بالإصلاح والتوفيق والصّلاح، وبسطِ العدل في الرَّعيَّة.
إذا حصل مِن وُلاة الأمر فسقٌ أو جَورٌ فلا يجوز الخروجُ عليهم؛ لأنَّه يترتَّب على الخروج عليهم مِنَ الفوضى والفساد أضعافُ ما يحصل مِن الجور، ولا يجوز الخروجُ عليهم إلاَّ إذا حصل منهم كفرٌ واضحٌ بيِّنٌ، وقد دلَّ على ذلك سنَّةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وعملُ السلف الصالح، ومِن ذلك ما رواه البخاري (7055) ومسلم (1709) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: (بايعَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السَّمع والطَّاعة في مَنشَطِنا ومَكرَهِنا وعُسرِنا ويُسرِنا، وأثرَةٍ علينا، وأن لا نُنازع الأمرَ أهلَه، إلاَّ أن ترَوا كفراً بَواحاً عندكم مِن الله فيه بُرْهانٌ).
وروى مسلم في صحيحه (1855) عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خيارُ أئمَّتكم الذين تحبُّونهم ويحبّونكم، وتُصلُّون عليهم ويُصلُّون عليكم، وشِرارُ أئمَّتكم الذين تُبغضونهم ويُبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم"، قالوا: قلنا: (يا رسول الله! أفلا ننابذُهم عند ذلك؟) قال: "لا! ما أقاموا فيكم الصلاةَ، لا! ما أقاموا فيكم الصلاةَ، ألا مَن وليَ عليه والٍ، فرآه يأتِي شيئاً مِن معصيةٍ، فليكره ما يأتِي مِن معصية الله، ولا ينزعنَّ يداً مِن طاعة".
وروى مسلم (1854) عن أمّ سلمة رضي الله عنها عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "إنَّه يُستعمل عليكم أُمراءُ، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئَ، ومَن أنكر فقد سلِم، ولكن مَن رضي وتابع"، قالوا: (يا رسول الله! ألا نقاتلُهم؟) قال: "لا! ما صلّوا".
وروى البخاري (7054) ومسلم (1849) عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَن رأى مِن أميره شيئاً يكرهُه فليصبر عليه؛ فإنَّه مَن فارق الجماعةَ شبرًا فمات إلاَّ مات مِيتةً جاهليّة".
قال الحافظ في شرحه (13/7): قال ابن أبي جمرة: (المرادُ بالمفارقة السعيُ في حلّ عقد البيعة التي حصلتْ لذلك الأمير ولو بأدنى شيء، فكنَّى عنها بمقدار الشِّبر؛ لأنَّ الأخذَ في ذلك يؤول إلى سفك الدماء بغير حقٍّ).
وقال الإمام أحمد في اعتقاده كما في السنَّة للالكائي (1/161): (ولا يحلُّ قتالُ السلطان ولا الخروجُ عليه لأحدٍ مِن النَّاس، فمن فعل ذلك فهو مبتدعٌ على غير السنَّة والطريق).
ومرَّ قريباً قولُ الطحاوي: (ولا نرى الخروجَ على أئمَّتِنا ووُلاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا نَنْزِعُ يداً مِن طاعتهم، ونرى طاعتَهم مِن طاعة الله عزَّ وجلَّ فريضة، ما لم يأمروا بمعصيةٍ، وندعو لهم بالصّلاح والمعافاة).
وقال الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص: 93): (ولا يرون الخروجَ عليهم بالسيف، وإن رأوا منهم العدولَ عن العدل إلى الجور والحيف).
ومِن قواعد الشريعة ارتكابُ أخفِّ الضررين في سبيل التخلُّص مِن أشدِّهما، قال ابنُ القيّم في كتاب إعلامُ الموقِّعين (3/ 15): (إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم شرع لأمَّته إيجاب إنكار المنكر؛ ليحصل بإنكاره مِن المعروف ما يحبُّه اللهُ ورسولُه، فإذا كان إنكارُ المنكر يستلزم ما هو أنكر منه، وأبغض إلى الله ورسوله، فإنَّه لا يسوغ إنكارُه، وإن كان اللهُ يُبغضُه ويمقتُ أهلَه، وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم؛ فإنَّه أساسُ كلِّ شرٍّ وفتنةٍ إلى آخر الدهر).
وما أحسنَ وأجملَ قولَ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (تكون أمورٌ مشتبهاتٌ، فعليكم بالتؤدة؛ فإنَّ أحدَكم أن يكون تابعاً في الخير خيرٌ مِن أن يكون رأساً في الشرِّ). رواه البيهقي في الشعب (7/297)
(واتِّباعُ السلف الصّالح واقتفاءُ آثارهم والاستغفارُ لهم).
الخيرُ كلُّ الخير، والسعادةُ كلُّ السعادة، في اتِّباع ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومَن تبعهم بإحسان، وقد أخبر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن افتراق هذه الأمَّة إلى ثلاثٍ وسبعين فِرقةٍ، كلُّها في النَّار إلاَّ واحدة، قيل: (مَن هي يا رسول الله؟) قال: "هي الجماعة"، ... وقولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية: "... فإنَّه مَن يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسُنَّتِي وسُنَّة الخلفاء المهديين الراشدين، تَمسَّكوا بها، وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور؛ فإنَّ كلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة".
وقولُ مالكٍ رحمه الله: (لن يصلُح آخرُ هذه الأمَّة إلاَّ بما صلح به أوَّلُها)]... أهـ
أقول: وصدق الإمام مالك والله، (لن يصلُح آخرُ هذه الأمَّة إلاَّ بما صلح به أوَّلُها)، (لن يصلُح آخرُ هذه الأمَّة إلاَّ بما صلح به أوَّلُها).
والتاريخ والواقع خير شاهد.
والحمدُ لله أوّلاً وآخراً على نِعمه الظاهرة والباطنة.
وصلَّى اللهُ وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبيِّنا وإمامنا محمدٍ ومَن سلك سبيله واهتدى بِهَديه إلى يوم الدِّين
والله تعالى أعلم

ام هُمام
01-13-2013, 09:45 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله كل خير وبارك فيكم

almojahed
01-14-2013, 02:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا يا شيخنا و رفع قدرك في الدنيا و الآخرة

حافظة القرآن
02-02-2013, 12:06 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركت اخي على النقل القيم ولشيخ فؤاد بن يوسف
انا ادعوا على حاكم الذي يحكمنا في اواخر الليل للقيام بصلاة ان لايبقى بالحكم لانه ظلمنا ويتباهى بالظلم بنا بشكل طائفي اتمنى من الله ان يأخذه اخذة عزيز مقتدر كما اخذ فرعون الذي طغى وتكبر