![]() |
في رحـــــاب ســــــورة الـطـــــور
:1:
في رحـــــاب ســــــورة الـطـــــور 📚🍃 *التعريف بالسورة* 📝 *سبب التسمية :* سُميت سورة الطور لأن الله تعالى بدأ السورة الكريمة بالقسم بجبل الطور الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام ونال ذلك الجبل من الأنوار و التجليات والفيوضات الإلهية ما جعله مكانا وبقعة مشرفة على سائر الجبال في بقاع الأرض . 📝 *محور مواضيع السورة :* ● سورة الطور من السورة المكية التي تعالج موضوع العقيدة الإسلامية وتبحث في أصول العقيدة وهي " الوحدانية ، الرسالة ، البعث والجزاء " . ● *هدف سورة الطور: اختيار الجنّة أو النار*سورة الطور تبدأ يالقسم بخمسة أمور دليل على أهمية الموضوع وهو أهوال الآخرة و ما يلقاه الكافرون في ذلك الموقف الرهيب و أقسمت أن العذاب واقع بالكفار لا محالة ولا يمنعه مانع. والسورة تطرح اختياراً جديداً هو: ماذا نختار؟ عذاب أهل النار أو نعيم أهل الجنّة؟ تبدأ السورة بوصف جهنم وأهلها (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ)آية 11 ثم تنتقل إلى وصف الجنّة. وأهلها من المتقين (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ) آية 17 . وفي السورة آية محورية ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) آية 21. ●مقصد السورة - د. محمد بن عبد الله الربيعةهذه السورة تركز على دحض شبهات المكذبين من خلال تهديدهم بالعذاب وعرض الحجج والبراهين إرغاماً لهم على الإذعان والتسليم. ●قال في التفسير الموضوعي:" المحور الرئيس الذي تتسلسل أفكار السورة ومواضيعها لإبرازه هو مطاردة الباطل ودحض شبه المبطلين " |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور 📚🍃 *هدايات المقطع الأول (1 :: 16)* (وَالطُّورِ ﴿١﴾ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ﴿٢﴾ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ ﴿٣﴾ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ﴿٤﴾ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ﴿٥﴾ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ﴿٦﴾ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِع ٌ ﴿٧﴾ مَا لَهُ مِنْ دَافِع ٍ ﴿٨﴾ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا ﴿٩﴾ وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا ﴿١٠﴾ فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴿١١﴾الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ ﴿١٢﴾ يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴿١٣﴾ هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٤﴾ أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ ﴿١٥﴾ اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿١٦﴾) 📝 *المعنى الإجمالي* 🌱أقسم سبحانه بمخلوقاته العظيمة، الدالة على كمال قدرته ، وبديع صنعته ، وعدّ منها أماكن ثلاثة: ⊙الطور، ⊙والبيت المعمور، ⊙والبحر المسجور - 👈🏻لأنبياء ثلاثة كانوا ينفردون للخلوة بربهم،والخلاص من الخلق لمناجاة الخالق، ●فانتقل موسى إلى الطور وخاطب ربه وقال « أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا » وقال « رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ » ●وانتقل محمد إلى البيت المعمور وناجى ربه وقال « سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك »، ●وكلم يونس ربه في البحر وقال: « لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ». 🌱وقرن الكتاب بالطور لأن موسى كان ينزل عليه الكتاب وهو به ، وقرن السقف المرفوع بالبيت المعمور ليعلم عظمة شأن محمد صلى الله عليه وسلم 🌱وأقسم بكل هذا على أن العذاب يوم القيامة نازل بأعدائه الذين يخوضون في الباطل ويتخذون الدين هزوا ولعبا، فيدفعون إلى النار دفعا عنيفا ويقال لهم: هذه هي النار التي كنتم بها تكذبون، ادخلوها وقاسوا شدائدها، وسواء عليكم أجزعتم أم صبرتم مالكم منها مهرب ولا خلاص. |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور 📚🍃 *هدايات المقطع الأول : (الآيات 1-16)* 🌱•أقسم الله سبحانه وتعالى في بداية هذه السورة بما هو منظور وبما هو مستور مما في الأرض وما في السماء ، وهو قسم بأمور عظيمة لم يسبق للقرآن أن أقسم ببعض منها في سور أخرى وهذا القسم العظيم بهذه الأمورالعظيمة لا بد أن تكون على أمر عظيم جدًا ألا وهو إثبات البعث وتأكيد وقوع العذاب على الكافرين. وعندما يُقسم بما هو عظيم تتهيأ النفوس لسماع المقسَم عليه لأنه لا شك سيكون عظيمًا أيضًا. 🌱(فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ)مفتوح لا ختم عليه ولا خفاء فيه لأنه لا باطل فيه ولا يُخشى أن يُكتشف فيه الباطل حتى يُكتم أو يُخفى فلا يُنشر. فهل كتابنا الذي يسطّر علينا أفعالنا وأقوالنا وأعمالنا وما خفي من أمرنا وما ظهر هل سنخشى يوم القيامة أن يُنشر ما فيه؟! 🌱•إثبات البعث بعد كون الكلام وعيدًا لهم على إنكاره وإنكار أن يكونوا معذّبين(إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ﴿٧﴾ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ ﴿٨﴾ )آيتان فيهما إيقاع فاصل قاطع ( لواقع/ دافع ) فليس هناك فرار ولا عاصم ولا واقٍ من هذا العذاب يوم القيامة 🌱•إن وعد الله تعالى لا يُخلف أبدًا فهو سبحانه الملك القادر العدل وسيأتي يوم القيامة ليعلم الكفار عاقبة كفرهم ويجزي الله تعالى المتقين خير الجزاء. 🌱• بعد القسم العظيم و بعد إثبات الحقيقة القرآنية بوقوع العذاب على الكافرين يأتي وصف ذلك اليوم الذي يتحقق فيه هذا العذاب، ووصف هذا اليوم لا يقل رهبة ولا عظمة عن المقسم به في أول السورة وذلك ليحصل التناسب بين القسم والمقسم به والمقسم عليه |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور 📚🍃 *تابع هدايات المقطع الأول (الآيات ١ - ١٦ )* 🌱•(يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا ﴿٩﴾ وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا ﴿١٠﴾) هذه السماء التي طالما رأيناها ثابتة مستقرة لا يتغير حالها نراها تمور وتضطرب وتموج فاقدة استقرارها وثباتها بأمر ربها وهذه الجبال التي كانت مثالًا للثبات والصلابة والقوة هاهي تسير سيرا يوم القيامة هباء منبثا بأمر ربها منصاعة لأمرة خاضعة لمشيئته، وأنت أيها الكافر المنكر لا تتزحزح على غيّك وضلالك وانحرافك عن منهج الله شعرة!! 🌱• ( فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴿١١﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ ﴿١٢﴾ ) إضافة إلى الأهوال يوم القيامة يضاف لعذاب الكافرين دعاء الله سبحانه وتعالى عليهم بالويل وهذا الويل حاصل لهم وواقع عليهم تمامًا كوقوع العذاب( إن عذاب ربك لواقع ) ولن يحول بينهم وبين دعاء الله تعالى عليهم حائل! 👆🏻وسبب هذا الويل أنهم كانوا في خوض يلعبون،الله سبحانه وتعالى خلقهم لوظيفة كبرى في الحياة لكنهم استبدلوها باللهو واللعب والخوض . و على العبد الابتعاد عن أسباب العذاب والاستعداد للآخرة بترك اللهو والخوض في الباطل وكل ما لا فائدة فيه. 🌱•(يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴿١٣﴾ هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٤﴾ أَفَسِحْر ٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ ﴿١٥﴾ في يوم القيامة المهيب المهول يُدفع كل خائض إلى النار دفعا و يقرّر : يا من كنت تخوض في الدنيا بآيات الله و برسوله و تتهمه تارة بالسحر و تارة بالجنون أو الكهانة أو الكذب، انظر إلى هذه النار العظيمة أمامك، هل هذه سحر؟! 🌱•(اصلوها )يا لهذه الكلمة كم اختصرت من معان ومن عقوبات ومن مشاهد للمعذبين في النار! لا تحتاج لمزيد شرح ولا تفصيل، (اصلوها) وكفى! 🌱•(فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ) لن يفيد الصبر في هذا الموقف ولن يتحقق فيهم إن صبروا وعد الله أن يوفيهم أجرهم بغير حساب، لا، الحساب هنا ( إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) الجزاء من جنس العمل! الجزاء من جنس العمل! |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور 📚🍃 *تابع هدايات المقطع الأول : (الآيات 1-16) :* 1●( فى وصف الكتاب بأنه مسطور تنويه بالكتابة ورفع لقدرها ، وأنها باب واسع من أبواب العلم ، وطريق فسيح من طرق المعرفة .. 🔖وليس هذا بالأمر المستغرب من رسالة افتتحت بهذا الأمر من رب العالمين إلى النبىّ الأمىّ فى قوله تعالى:«اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ »(العلق 1-5) , 🔖ثم تلا هذا الأمر قسم بالكتابة وأدواتها من حروف وأقلام فقال تعالى:« ن وَالْقَلَمِ و َ ما يَسْطُرُونَ » (القلم 1-2) .. 🔖فالكتابة نعمة من نعم اللّه العظمى على الإنسان ،تكمل بها نعمة الكلمة التي وضعها سبحانه وتعالى فى فم الإنسان, فلا عجب إذن أن يقسم اللّه سبحانه وتعالى بالكتاب ، من حيث هو جنس عام لكل ما يكتب ، وأن ينظمه فى نسق واحد ، 🔖 مع هذه المعالم المباركة التي أقامها اللّه سبحانه ,هدى ، ورحمة للناس .. كالطور ، والبيت المعمور ، والسقف المرفوع ، والبحر المسجور ) (التفسير القرآني للقرآن - د. عبد الكريم الخطيب).. 🔖فمتى يدرك المؤمنون قيمة هذه النعمة- نعمة العلم-ويستخدموها في بناء حضارتهم وإعادة مجدهم المفقود ؟! 2●(إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (7)ما لَهُ مِنْ دافِعٍ (8)يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (9) وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً) حقيقة حاسمة قاطعة لا مجال للريب فيها, أو الشك في وقوعها .. 🔖 حقيقة كافية لتوقظ النفوس الغافلة و تهز القلوب اللاهية لتعيد إليها حساسيتها الإيمانية التي فقدتها بفعل موثرات الشهوات ونوازع الأهواء .. 🔖حقيقة ينبغي ألا تفارق قلب المؤمن وهو يؤدي وظيفة الإستخلاف في الأرض ليكون دائماً على حذر ووجل , يتوق أشواك الطريق ويتجاوز منحنياته ومنعطفاته .. 🔖حقيقة نسيانها يحول الأرض إلى غابة يفترس القوي الضعيف,ويلتهم الكبير الصغير, ويبغي الناس بعضهم علي بعض , وتنتشر الموبقات والشرور والمظالم . دكتور هاني درغام |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور 📚🍃 تابع هدايات المقطع الأول ( 1 : 16 ) 3●(فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ) .. ما أكثر الذين يخوضون في تصرفاتهم الحياتية على غير هدى , فيقعون في أودية التيه ومتاهات الضلال .. وما أكثر الذين يضيعون أوقاتهم في تفاهات وسخافات , لعب ولهو وعبث لا قيمة له ولا ثمرة .. وهذا لايليق بمسلم أدرك غاية خلقه وسر وجوده وقيمة رسالته في هذه الحياة ..) 4 ● (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (14) أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (15) اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16) .. 🌱الآن حصحص الحق وزالت الحجب وانكشف المستور .. 🌱الآن أدرك الطغاة والمكذبين مدى حماقتهم وغبائهم عندما عادوا الحق وحاربوا أهله وبطشوا بأوليائه .. 🌱الآن أدركوا أن إمهال الله عزوجل لهم كان استدراجا لهم حتى تأتي هذه اللحظة الفاصلة التي يساقون فيها كالقطيع إلى جهنم التي طالما سخروا منها واستهزأوا بها .. ●يا لسوء العاقبة .. يا لبؤس المصير .. يا للكرب العظيم والهول الشديد .. يا للحسرة القاتلة ، والنّدم الكئيب! .. ●هل من مهرب في هذه اللحظات ؟! .. ●هل من منفذ للفرار أو طريق للنجاة ؟! .. ●هل ظلمهم الله عزوجل بإدخالهم في هذا العذاب الأليم ؟!! .. 👈🏻كلا .. (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) .. يارب سلم .. يارب سلم . دكتور هاني درغام |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور ❁▣•ــــــــ•📚✏•ــــــــ•▣❁ 📚🍃 هدايات المقطع الثاني (١٧ : ٢٨) 👈🏻 تأتي آيات المقطع الثاني لبيان جزاء المتقين الذي اتعظوا في حياتهم بآيات الإنذار هذه ولم يعرضوا عنها أو يكذبوها. 🌱حال المتقين في الدنيا : إشفاق من عذاب الله تعالى و هذا أثر من آثار الإيمان بالغيب والإيمان بيوم البعث والحساب و العبادة لله وحده سبحانه وتعالى و الدعاء له بأسمائه الحسنى وصفاته العلا وحسن الظنّ به عز وجل. 🌱 هذه الأحوال تقابل حال الكافرين الذين ورد ذكرهم في المقطع الأول : تكذيب بالله وآياته و اليوم الآخر والبعث و خوض في الآيات و لعب و لهو بالدنيا عن الآخرة. 🌱 والفطن العاقل لا يخفى عليه أيّ الحالين أفضل في الدنيا و الآخرة فعلى أي حال نود أن نحيا حياتنا الدنيا إن كنا نرغب في جزاء المتقين الذي أعده الله سبحانه وتعالى لهم في دار الخلد والنعيم الأبدي؟! 🌱و القضية دائمًا هي في التقوى ، التقوى ذات المدارج و المعارج سيرًا إلى الله عبر مسلك الخوف والحذر في الدين ومراعاة مقام الرب العظيم. 🌱 فالمتقون دائمًا هم أهل النجاة وهم محل الرضا الإلهي الكريم . وهم يوم الفزع الأكبر آمنون مطمئنون يتمتعون في جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم. 🌱 ( ووقاهم ربهم عذاب الجحيم) الوقاية هي الإنجاء والحفظ والمعنى، وإنها لنعمة كبرى ولفوز عظيم أن ينجو العبد برحمة الله من عذاب الجحيم !و وقاية الرحمن للمتقين عذاب الجحيم تفضلٌ منه تعالى ورحمة . (وقاهم ربهم) فيه إشارة لطيفة إلى صلة القرب والمودة والاختصاص بالرحمة والمحبة. 🌱 (كلوا واشربوا هنيئًا بما كنتم تعملون) زيادة في الإكرام والإنعام،وهذه عبارات ترحيب وتحبيب تُكرم بها الملائكة المتقين في الجنة. 🌱(بما كنتم تعملون)بسبب ما تقبل الله لكم من أعمالكم الخالصة وبما ضاعف لكم من أجرها تفضلا منه ورحمة فكنتم بذلك من أهل النعيم. للدكتور فريد الأنصاري |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور 📚🍃 *تابع هدايات المقطع الثاني(١٧ : ٢٨ )* 🌱 *(متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين)* وصف لحالهم في الجنة، فالاتكاء على السرر و المتكآت تعبير عما هم فيه من أحوال الترف الكريم و النعيم المكين الذي لا يُخشى له زوال. 🌱ومن تمام نعمة الله على أهل النعيم من المؤمنين المتقين أنه جل ثناؤه يجمع للعبد الصالح ذريته الصالحة في الجنة ويجعلهم في قصورهم متجاورين على منزلة واحدة ( وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴿٢١﴾) 🌱 *(كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)* هذه قاعدة كلية من كليات القرآن الكريم قاضية على كل إنسان أنّى كان. فما من عبد إلا و هو رهين عمله يوم القيامة، أي أن مصيره بما قدمه في الدنيا من عمل ومتوقف عليه إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ والعياذ بالله. 👈🏻وفيها إشارة إلى أن الذرية غير المؤمنة لا يُلحقون بآبائهم الصالحين وأن الإلحاق في مراتب الجنة ومنازلها مشروط باستحقاق دخول الجنة أولًا بما كسبه الإنسان من أعمال الخير والصلاح. 🌱 ثم تشرع الآيات في وصف مشاهد من أحوال النعيم الذي يتمتع به المتقون في الجنات (وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴿٢٢﴾ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ ﴿٢٣﴾ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ﴿٢٤﴾) 🌱ثم ختم الخطاب مشهد الجنة وأهلها ببيان السبب الذي به فاز المتقون بهذا النعيم المقيم وقد مهّد الرحمن له بآية كريم لطيفة فيها روح جميل من التشويق و التحبيب مثير للانتباه ومرغّب بالاستطلاع (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿٢٥﴾ ) وإقبال المرء على صاحبه التفاته إليه بكليته بحيث يصير بمواجهته إنما يكون في الغالب عن د إلقاء البشارات أو المناجاة بما يُفرح ويُسِرّ. 🌱كل يسأل صاحبه وكل يحكي قصته كيف نالهم من هذا العطاء الرباني والأجوبة كلها تدور حول حقيقة واحدة ( قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ﴿٢٦﴾ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴿٢٧﴾ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴿٢٨﴾ ) للدكتور فريد الأنصاري |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور 📚🍃 *تابع هدايات المقطع الثاني(١٧ : ٢٨ )* 🌱 *( قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِين َ)* الإشفاق راجع إلى معنى الخوف المصحوب برحمة والحذر المصحوب بعناية ● فالأول مُشفَق منه هو الشيء المحذور المرهوب ●والثاني مشفق عليه وهو الشيء المخوف عليه المرحوم. 🌱 والإشفاق وازع التقوى وموردها ومغذيها. معنى أنهم كانوا مشفقين بيان لما كانوا عليه في الحياة الدنيا من حال الحذر و الرهب و مواجيد الخوف من لقاء الله و الاحتياط في الأعمال ليوم الحساب. 🌱اكتمل جواب المتسائلين عما به كان نجاتهم بقولهم (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) مدار الدعاء كان حول طلب النجاة من النار والفوز برضى الرحمن. 🌱 و قد يتسع معنى الدعاء هنا ليشمل كل معاني العبادة و على رأسها التوحيد والإخلاص. 🌱وأما الابتهال إلى الله بالدعاء رغبا ورهبًا فهو حداء العبد السائر إلى ربه بأقدام الخوف والرجاء،وهذا إنما من تجليات الإشفاق الذي كانوا عليه من قبل وهو علامة التقوى الصفة الأساس التي وصفهم الرحمن بها في صدر السياق. للدكتور فريد الأنصاري |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور 📚🍃 تابع هدايات المقطع الثاني الآيات (17 : 28 ) : 🌱وتبقى التقوى هي البنيان الذي يشيّده المؤمن طوال حياته ويسعى للإرتقاء فيه عبر سلسلة طويلة من المجاهدة والصبر ليفوز بالأجر العظيم والثواب الجزيل .. ● ما أرفع مقام التقوى وما أروع عاقبته في الدنيا والآخرة . 🌱لما علم المؤمن أن مفتاح الوصول إلى الجنة هو الخشية والخوف والوجل من الملك عز و جل سارع إلى طاعته ومرضاته و ابتعد عن معصيته ( وَالَّذِين َ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ) (المؤمنون60 – 61) .. ●لذا توجه إلى ربه بالتضرع والدعاء في تذلل وخشوع أن يقيه الله أهوال وشدائد ذلك اليوم العصيب(رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِين َ مِنْ أَنصَارٍ)(آل عمران 192) 🌱(إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) .. ويحك أيها المذنب .. إن ربك عزوجل واسع الرحمة, عظيم الفضل والإحسان .. ألا يغريك ذلك بالتوبة والإنابة ؟! .. ألا يدعوك ذلك إلى العودة إلى رحابه والتذلل على أعتابه؟! ●ما أشأم المرء الذي يجد رحمة الله ممدودة له لتمنحه العفو والغفران ثم يصر على الغفلة والعصيان!! دكتور هاني درغام |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور 📚🍃 *تابع هدايات المقطع الثاني::* ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ. فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ ، وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ. كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِين ٍ.وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ ، أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ، وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْ ءٍ ، كُل ُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ. وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ، يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ . وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُون ٌ. وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُون َ. قالُوا : إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذاب السَّمُومِ. إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ ، إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ») 🌱- لا محاباة في استحقاق الجنة .. تفوز بها أفئدة الخلص الأوفياء المتقين .. 🌱- حرموا أنفسهم من تتبع الشهوات في الدنيا ، فأكرمهم الكريم سبحانه بما يشتهون وأغدق عليهم من نعمائه بما تطيب به أنفسهم 🌱- (ووقاهم ربهم عذاب الجحيم) النفس البشرية لا تطمئن للجزاء فقط دونا عن التيقن من الخلاص من العقاب،فجاء ت الآية صمام أمان وبشرى كي تطمئن قلوبهم ويهدأ روعهم مزيدا من التفضل والتكريم 🌱- الوقاية من النار إن هي إلا تفضل من الرب الشكور الذي يعطي على القليل الكثير ، ولو آخذنا سبحانه على الدقائق والتفاصيل لما دخل الجنة عبد.. 🌱- لما كان الركون للراحة وللدعة وللسكن فطرة في البشرية ، فقد أكرم الله أصحاب الجنة بالسرر وبالأزواج 🌱- ومن كمال النعيم أن تقر أعين المؤمنين بلحوق ذرياتهم بهم 🌱- الإيمان شفيع للذرية في اللحوق بآبائهم 🌱- إشفاق في رخاء يورث العافية والراحة الأبدية 🌱- عمل وجد وكد و إخلاص ومتابعة ، وإشفاق من عذاب الله و من ألا يقبل العمل ،و سجود القلب بين يدي البر الرحيم كي يتقبل ويعفو ويجبر : تلك أطراف معادلة القبول والفوز. |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور 📚🍃 *هدايات المقطع الثالث(٢٩ : ٤٤)* *موضوع المقطع: مزاعم باطلة والرد عليها بحجج دامغة* 🌱 خطاب التحدي في السورة مبني على برهان اليقين فبعد المقدمات الإيمانية و ما فيها من قوارع التحدي بالقَسَم العظيم في بدايتها تأتي آيات التحدي البرهاني للكافرين والمساءلة الشديدة لهم ومواجهتهم مع الحقيقة اليقينية التي يرونها يوم القيامة حين يدعّون إلى نار جهنم دعّا فيرونها عين اليقين ثم يصلونها حق اليقين. 🌱 آيات تعلمنا إقامة الحجة ببراهين التحدي وتحطيم كبرياء الكفرة و مواجههتهم بحقيقة يحاولون أن يغفلوا عنها وهي أنهم في قبضة الجبار، لا محيص لهم من عذابه مهما كفروا واستكبروا وصموا آذانهم وأعينهم وقلوبهم. 🌱ومن هذه الآيات وهذا التدرج الرائع في إبراز الحجج والبراهين علينا أن نتعلم أنه ليس بالحب وحده يمكننا الدفاع عن ديننا ومعتقدنا فالحب وحده لا ينفع إنما ما نحتاج إليه حجج دامغة موثقة بعلم راسخ بما نؤمن به، ليس الدفاع عن معتقد مجرد كلمة تطرحها وتمشي، كل كلمة تدافع بها يجب أن تكون برهانًا قويًا وحجة ساطعة مغلّفة بالعلم الصحيح عن قناعة وعقل لا عن مجرد حب وهوى. 🌱ترقى خطاب التحدي إلى أعلى مراتبه وأقوى براهينه وكأن هذه الآيات المتتابعة واحدة خلف الأخرى تصبح معاول هدم تحكم كبرياء هؤلاء المكذبين الفجرة وكأنها صخرة عظيمة من صخور الطور العظيم تتنزل على رؤوس هؤلاء الكفرة المعاندين الجاحدين المنكرين ترضخها رضخًا. 🌱وتكرار (أم) في الآيات مرة بعد مرة 13 مرة متتالية لا يفصل بينها فاصل تفيد كما يقول أهل اللغة الإضراب الانتقالي مع دلالتها على الاستفهام الإنكاري والتوبيخ لهؤلاء الكفرة المعاندين فلا تترك لهم مجالًا للرد لأنه لا رد على هذه البراهين الواضحة وضوح الشمس في كبد السماء فتتركهم حيارى تائهين لا يعرفون بماذا يجيبون؟! (أم) حرفان بسيطان يقرعان أسماع وقلوب وعقول هؤلاء الكفرة القاسية قسوة الصخور! للدكتور فريد الأنصاري |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور 📚🍃 *تابع هدايات المقطع الثالث(٢٩ : ٤٤)* *موضوع المقطع: مزاعم باطلة والرد عليها بحجج دامغة* 🌱تدرجت الحقائق والبراهين تقرع مقولاتهم وافتراءاتهم ومزاعمهم الكاذبة بدءا من قولهم (شاعر) إلى حقيقة الخلق ( أم لهم إله غير الله ) ليتناسب مع إنكارهم المتعنّت للبعث في مطلع السورة! ●فما أجهلهم بالله العظيم وما أجهلهم بأنفسهم الحقيرة الفانية! ●من أين جاؤوا بهذه الدعاوى العريضة على النبوة وصاحبها؟ ●ومن أين لهم هذه التخرصات على كتاب الله تعالى وروسله صلى الله عليه وسلم؟ ●وكيف يجرؤون على مثل هذه الإدعاءات الباطلة؟! ● وكيف يفترون على الله الكذب وينسبون له البنات حاشاه! ●ومن أين جاؤوا بهذه المعلومات؟ هل لهم علم بالغيب؟! 👈🏻(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو)هل لديهم وسيلة للاستماع إلى الملأ الأعلى؟! (أم لهم سلم يستمعون فيه)؟ 🌱المقارعة بالحجة لا تقف عند إبراز البراهين لدحض مزاعم هؤلاء الكفرة وأمثالهم و لكنها يجب أن تشمل أيضًا إبراز دوافعهم الخفية ومواجهتهم بها وفضح نياتهم (أم يريدون كيدا)؟ 👆🏻 كلمة تلخص سبب جحودهم ونكراهم، هو الكيد! والكيد لا يأتي إلا من ظلم النفس بالشرك بالله (أم لهم إله غير الله) 🌱هذا الظلم وهذا الكيد يعمي الأبصار والبصائر ويغلق على القلوب ويغلفها فلا يزيدها إلا عنادا وجحودا يرون العذاب فلا يعتبرون به وتمر عليهم الآيات المادية فلا يخرق جُدُر غيّهم وعنادهم وجحودهم ( وإن يروا كسفا من السماء يقولوا سحاب مركوم ). للدكتور فريد الأنصاري |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور #تدبر_سورة_الطور *تابع هدايات المقطع الثالث(٢٩ : ٤٤ )* *موضوع المقطع: مزاعم باطلة والرد عليها بحجج دامغة* من موسوعة التفسير الموضوعي: 🌱• في دوام التذكير حكمة ربانية فقد يشرح الله به صدور بعض المكذبين للإيمان فيرجعون عن غيّهم وتكذيبهم و يزداد المصدّقون إيمانًا مع إيمانهم. 🌱• وصف المشركين الرسول صلى الله عليه وسلم بأوصاف متناقضة دليل على سفاهتهم وذهاب عقولهم لأن العقل السليم لا يوقع صاحبه في التناقض. 🌱• الكهانة محرّمة لأنها من عمل الشيطان. 🌱• عجز المشركين عن الإتيان بمثل القرآن دليل على أنه من عند الله،وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم مرسل من عند الله. 🌱• الطغيان والاستكبار هما أصل كل شر ومصدر كل بلاء وضلال وفتنة. 🌱• انفراده تعالى بالخلق دليل على وحدانيته وألوهيته. 🌱• لا يعلم الغيب إلا الله. 🌱• عدم مشروعية أخذ الأجر على إبلاغ الدعوة. |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور 📚🍃 *هدايات المقطع الرابع(٤٥ :٤٩ )* *توجيهات للرسول صلى الله عليه وسلم* 🌱بعد إبطال مزاعم الكفار الجاحدين بالحجج الدامغة تأتي أولى التوجيهات الربانية للنبي صلى الله عليه وسلم ( فذرهم ) من باب التقريع والتوبيخ لهؤلاء الكافرين تهديدًا وترهيبًا لهم وليس معناها أن يترك النبي دعوتهم أو نصيحتهم. أيها النبي اتركهم ليواجهوا مصيرهم المحتوم *(حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون)* 🌱 *(يومهم)* نسبة اليوم لهم تأكيد لهم على حتمية وقوع ذلك اليوم عليهم هم قطعًا وشهودهم للعذاب الذي سيكون فيه لهم بسبب ما سبق من إنكارهم وجحودهم واستهزائهم. 🌱بعد ذكر اليوم المحتوم يذكر حال هؤلاء الجاحدين فيه وما يكونوا عليه من الذب والهوان والخزي *(يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ)* توبيخًا لهم وتهكمًا عليهم :أين ما كادوه في حياتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولدعوته؟! هاهو اليوم يوردهم موارد الهلاك في جهنم فلا ناصر ولا منقذ لهم! 🌱وإن كان هؤلاء قد ظنوا أن العذاب سيقع عليهم في الآخرة فقط فإنما هم مخطئون لأن الله سبحانه وتعالى يتوعدهم بعذاب دنيوي أيضًا سوف يرونه ويتذوقونه قبل يوم القيامة، فلا يظننّ ظالم أو جاحد أنه بمنأى عن هذا العذاب بل سيعذبه الله تعالى بما شاء كيف شاء وقت شاء *(وإن للذين ظلموا عذاب دون ذلك)* 🌱التفاتة رحمانية كريمة للنبي صلى الله عليه وسلم في غمرة مواجهته للطغاة على ما يجد من المشقة في حمل أمانة هذه الرسالة العظمى التي ناءت بها السموات والأرض والجبال. 👈🏻فجاءت الكلمات ذات جلال وجمال تنزّلت عليه صلى الله عليه وسلم بالتأنيس والتثبيت والتطمين والتأمين وإلقاء أنداء السكينة والسلام. الشيخ فريد الأنصاري رحمه الله |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور 📚🍃 *هدايات المقطع الرابع(٤٥ :٤٩ )* *توجيهات للرسول صلى الله عليه وسلم* 🌱 ثم وجهته الآيات إلى مسلك الرضا بالله و حكمه وقضائه كما وجهته إلى مورد التزود الكريم من معين الصبر والذكر والصلاة مما هو الأساس المساعد على تحمل مشاق الدعوة والصبر على تكاليفها الكبيرة في طريق الجهاد الطويل (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٤٨﴾وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ). 🌱(فإنك بأعيننا) يا لهذا الشرف للنبي الكريم أن يسمع من ربه هذه الكلمات! الله سبحانه وتعالى يبصر خلقه كلهم ظاهرهم وباطنهم إنما ينظر نظر رحمة خاصة ونظر حماية وعناية ونظر حفظ وتمكين لمن يصطفي من خلقه وشرّف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بهذه النظرة تعبيرا عن منزلته العالية الرفيعة عند ربه فما أجمعه من فضل! 🌱 إذا أردنا أن ينظر الله تعالى لنا نظرة رضى و محبة و عناية فلا بد أن نجاهد أنفسنا بما وصى الله سبحانه وتعالى به نبيه و رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ألا وهو كثرة التسبيح و الذكر والاشتغال بعبادة الله تعالى وذكره على كل حال في الليل والنهار قياما وقعودا والتزود بالصبر فهو زاد المتقين. 🌱والتعبير بكلمة (تقوم) بصيغة القعل المضارع دلالة على العزم على العمل وتجديده واستمراره على الدوام لا يحتمل فتورا و لا تكاسلا ولا راحة وإن كان القيام لا يكون إلا من نوم أو راحة إلا أن الأمر يوجب الاستمرار بالذكر والصلاة والتسبيح على كل حال و النهوض باستمرار إلى ما هو أعظم. الشيخ فريد الانصاري |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور 📚🍃 *وقفة في ختام السورة* *سورة الطور سورة التحديات والتقريعات.* 🌱سورة قوية شديدة الوقع، شديدة النذير، بما امتازت به من بناء حجابي رفيع، وأسلوب خطابي بليغ،وحقائق إيمانية عميقة تحطّم أسوار الكفر حول القلوب وتكسر أغلاله العتيدة. 💭وإنها إذا كانت تهز كيان الكافر هزّا وتزلزل وجدانه زلزالًا، فإن وقعها على قلب المؤمن أعمق وأشدّ. 🌱وقد سمعها بعض السلف الصالح وهو على حال من الخشوع فأُغمي عليه: روى ابن أبي الدنيا بسنده عن هشام بن حسان رحمه الله قال: انطلقت أنا ومالك بن دينار إلى الحسن(يعني البصري)فانتهينا إليه وعنده رجل قرأ (والطور) فلما بلغ هذه الآية(إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ﴿٧﴾ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ ﴿٨﴾) بكى الحسن وبكى أصحابهوجعل مالك يضطرب حتى غُشي عليه!.ولذلك ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلمكان يقرأ بها أحيانًا في بعض الصلوات الجهرية، الفجر والمغرب خاصة كما هوثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث أم سلمة وجبير بن مطعم رضي الله عنهما. 💭 وإن فيها لشفاء عظيمًا من الوساوس والهواجس ، تطهر القلب تطهيرًا و تكنسه كنْسًا، وتنفضه من أعشاش الشياطين. 🌱ثم توقظه بقوة وتخرجه من دركات الكسل والغفلة إلى درجات اليقظة و الصحوة وذلك بما تشعل في الوجدان من فتيل الخوف والرهب، خاصة لمن تهجد بها من الليل وتدارسها بالنهار. 💭فجدير بالداعية إذن أن يستصحبها في قلبه ويجريها على لسانه حتى تكون هي ومثيلاتها أساس خطابه في مجالسه ومجامعه. الشيخ فريد الانصاري |
في رحـــــاب ســــــورة
الـطـــــور 📚🍃 *التناسب بين سورة الذاريات وسورة الطور* • في الذاريات أمرٌ للرسول صلى الله عليه وسلم بالتذكير (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٥﴾) ●وفي الطور أُمر بالتذكير المطلق في مناقشة الكافرين(فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَة ِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ﴿٢٩﴾) 🌱• في الذاريات وصف المتقين ( كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُون َ ﴿١٧﴾ ) ● وسورة الطور تأمر بالتسبيح بحمد الله في قيام الليل (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴿٤٨﴾ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴿٤٩﴾). 🌱• سورة الذاريات أجملت في تفصيل نعيم أهل الجنة وبما استحقوا هذا النعيم ● وسورة الطور تفصّل في نعيم أهل الجنة وتفصّل في عذاب الكافرين. 🌱• سورة الذاريات ركزت على الصلاة والإنفاق من صفات المتقين (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴿١٧﴾ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿١٨﴾وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴿١٩﴾) ●وسورة الطور ركزت على الإيمان من صفات المتقين وركزت على الخوف والعبادة كطريقي نجاة (الإشفاق من عذاب الله والدعاء) (قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْل ُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ﴿٢٦﴾ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴿٢٧﴾ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴿٢٨﴾) 🌱•ختمت سورة الذاريات(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴿٦٠﴾) ●وافتتحت سورة الطور بالكلام عن عذاب الله الواقع بالكافرين (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ﴿٧﴾) 🌱• ختمت سورة الذاريات بذكر الويل للكافرين من اليوم الموعود ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴿٦٠﴾) ●وبداية سورة الطور قسم على وقوع هذا اليوم(وَالطُّورِ﴿١﴾وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ﴿٢﴾ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ ﴿٣﴾ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ﴿٤﴾ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ﴿٥﴾ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ﴿٦﴾ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ﴿٧﴾ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ ﴿٨﴾). 🌱• في سورة الذاريات (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾) ● وفي سورة الطور (فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ 29 |
| الساعة الآن 07:47 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي