ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم تفسير القرآن الكريم (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=78)
-   -   سورة الأنعام (تدبر د/ رقية العلواني) (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=28819)

امانى يسرى محمد 09-27-2025 12:55 PM

سورة الأنعام (تدبر د/ رقية العلواني)
 


مقاصد سورة الأنعام

سورة المائدة قلنا إنها سورة المواثيق والعقود، سورة العهود، وأعظم ميثاق بين الإنسان هو ذاك الميثاق بينه وبين خالقه عز وجل، عقد الإيمان، عقد التوجه لله سبحانه وتعالى عقد الخضوع والاستسلام،

وسورة الأنعام هي السورة التي تحدثنا عن كيفية تجديد ذلك الإيمان، تجديد العقد، وبناء العقد، السورة تتحدث عن الإيمان بالله، السورة تعرض وتدافع بقوة باستعمال وسائل عديدة متنوعة تارة تخاطب الوجدان، وتارة تخاطب العاطفة، وتارة تخاطب الفطرة، وتارة أخرى تخاطب العقل، لأي شيء؟

لأجل أن تستجيش نوازع الإيمان في نفس الإنسان. في نفس الوقت وقد يقول قائل: هذا إذا كان الإنسان ليس لديه إيمان،

ولكن ماذا لو أن الإنسان مؤمن مثل حال المسلمين اليوم؟

نحن نؤمن بالله سبحانه وتعالى نؤمن بوجوده إذاً فما هدف سورة الأنعام،

وماذا تحقق هي سورة الأنعام حين أقرؤها، ماذا تحقق



سورة الأنعام تجدد فيك الإيمان، الإيمان وذكرنا هذا في مرة سابقة يخلق، ونحن تعودنا حتى في حياتنا اليومية على أن نجدد كثيرًا من الأشياء نجدد أحياناً حتى في المظهر أحياناً في الملبس، أحياناً في المشرب، أحياناً في البيت، أحياناً فيما نأكل، الإنسان يبحث أحياناً كثيرة عن التغيير، التغيير الإيجابي بطبيعة الحال، هذا التغيير يحدث لدى الإنسان نوعًا من أنواع التجدد يبعد عنه الملل، يبعد عنه السأم، يجدد، يحرك المياه حتى تعود المياه من جديد تجري بانسيابية – ولله المثل الأعلى – الإيمان في قلوبنا، والعلاقة بيننا وبين الله سبحانه وتعالى تحتاج إلى تجديد، التجديد في هذه السورة بكل الوسائل التي جاءت في السورة، بكل الآليات والمناهج العظيمة التي قدمتها سورة الأنعام، لتعلمنا جميعاً آباء، أمهات، مربين، معلمين، أساتذة يدرسون العقيدة والتوحيد ومباحث العقيدة، سورة الأنعام تعلمنا كيف ندرس الإيمان، كيف نعلم الإيمان، كيف نتعلم الإيمان أولاً في نفوسنا، وكيف نعلّم الإيمان لغيرنا، لأبنائنا، للصغار، للكبار، وهل الإيمان يُتعلم؟


أكيد. الإيمان ليس فقط مجرد إحساس أو شعور، ليس مجرد تصديق فقط لا، الإيمان تصديق وشعور إحساس، وعمل بالجوارح، وسلوك وأفعال، وتغيير وإصلاح، هذا الإيمان الذي تؤكده سورة الأنعام. سورة الأنعام توضح لنا كل معاني الإيمان كل مباحث الإيمان، معاني الإيمان الذي يريد الله سبحانه وتعالى أن يكون فينا.

سورة المائدة لاحظوا في أول آية فيها خاطبت المؤمنين فقالت:
(;يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ)[المائدة:1].

وسورة الأنعام تبني فينا كيف يكون الوفاء بالعقود، وأعظم عقد ذلك العقد بيننا وبين الله سبحانه وتعالى نقطة جديرة بالوقوف عندها،

وتدبروا الآن في التناسق بين الآيات آخر آية في سورة المائدة


يقول فيها الله عز وجل:
(لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير)[المائدة:120].
الآن سورة الأنعام أول آية فيها تبدأ بالتحميد:
(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ)[الأنعام:1].

إذاً ربي سبحانه وتعالى هو ليس فقط مالك متصرف في السماوات والأرض وما فيهن، ولكنه أوجد من العدم، خلق على غير مثال سبحانه!
(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُون);[الأنعام:1].
منذ أول آية في السورة السورة تبين لي فظاعة الكفر،

(ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُون)[الأنعام:1]
بشاعة الشرك والانحراف في عقيدة الإنسان وعلاقة الإنسان بربه. علاقة الإنسان بربه مبنية على التوحيد أساسها التوحيد، تريد أن تجدد إيمانك بالله سبحانه وتعالى اقرأ في هذه السورة العظيمة بتدبر، بتمعن، لتتجدد فيك معاني التوحيد، فإذا ما تجدد التوحيد تجدد كل شيء في حياتك، أصبح حتى العبادة لها طعم لها لذة خاصة، يستشعرها ذلك المؤمن الذي جدد الإيمان في القلب، ولذلك نحن مطالبون بالإكثار من “لا إله إلا الله محمد رسول الله” كلمة التوحيد الخالدة ليست مجرد كلمة.


الظلمات المعنوية

(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُون)[الأنعام:1].

لماذا ذكر الظلمات هنا والنور؟
الظلمات كما نعلم وكذلك المنكر: حسي ومعنوي،
هناك ظلمة حسية، الآن حين تطفأ الأضواء أو تطفأ الكهرباء وينقطع التيار الكهربائي يصبح الإنسان في ظلام حسي حقيقي، لا يبصر ولا يرى معه الأشياء من حوله ولا شيء، ولا يكاد يتبين الطريق الذي يمشي فيه.
النور يتحقق حين يكون هناك إضاءة، وهذه قدرة العين التي وهبنا الله سبحانه وتعالى على إبصار الأشياء بهذه الطريقة تعمل.

وهناك الظلمات المعنوية، والظلمات هنا وذكر الظلمات في أول آية في سورة الأنعام ربي عز وجل يبين لنا فيها: أن الظلمات ظلمات الكفر والشرك بالله سبحانه وتعالى من أول الآيات السورة تتكلم عن التوحيد، والنور الذي تبنيه هذه السورة العظيمة في قلب المؤمن نور التوحيد نور الاستجابة لأمر سبحانه، نور الطاعة، وهل التوحيد له نور؟ أكيد، نور يكون في بصيرة الإنسان وفي قلبه، بل حتى في بصره، فتصبح الأشياء والآيات التي يمر عليها ستأتي سورة الأنعام مليئة بعشرات الآيات الحسية المعجزات التي نراها صباح مساء، ولكنها لا تحرك في قلب الكافر شيئا، ولذلك ستأتي الآيات:
(وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا) الأعراف
لا يرى، هو فعلاً تقع عينه على الأشياء، تقع عينه على سماء وأرض، ماء وجبال، آيات تهز القلب والوجدان، وتحرك دواعي الفطرة للإيمان بالله سبحانه وتعالى، ولكنها مع ذلك لا تحدث أي أثر في نفس الكافر، لماذا؟
لأنه يعيش في ظلمات الكفر والشرك والنفاق والبُعد عن الله سبحانه، والجحود، هذه الظلمات تجعل الإنسان لا يرى شيئاً من حوله حتى وإن وقعت العين على الأشياء. أما نور التوحيد، فتصبح كل الأشياء لها معاني، كل الأحداث التي تجري من حول الإنسان لها معنى ولها مغزى يفكر فيها يتبصر يدرك يستنتج يحلل القرآن أعظم كتاب يحيي القدرات العقلية أعظم كتاب، وأعظم كتاب يحرك العقل البشري هو القرآن، وقد حركه، العقل البشري كان في سبات عند نزول القرآن، لم يكن يتحرك، ولذلك القرآن عاب على أولئك القوم الذين يسيرون وراء منهج الآباء والأجداد: (أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُون)[البقرة:170].

فأعظم كتاب حرك العقل وأيقظ العقلي من سباته ونومه العميق: هو القرآن، وحرك معه كل أدوات الحس والإدراك، سمع وبصر، ولذلك سورة الأنعام سنأتي عليها، تحرك كل وسائل الإدراك:
السمع والبصر والتعقل والتفكر والتدبر والتبصر لأي شيء؟
لأجل أن تستعمل كل تلك القدرات العقلية، وكل ذلك التجوال، في أجواء الكون والطبيعة، والإنسان في ذاته لأجل أن تصل به إلى الغاية العظيمة هي غاية الإيمان بالله سبحانه وتعالى وذاك هو النور نور التوحيد. ولماذا ربي سبحانه وتعالى جعل الظلمات وجعل النور؟

طبيعة الاختبار وطبيعة الابتلاء تقتضي أن تكون هناك أشياء يبتلى فيها الإنسان يبتلى فيها الفرد، والأعمى ليس كالبصير، والأصم ليس كالسميع، ولذلك عاب على الكفار فقال:

(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُون)[البقرة:171]
وفي آية: (فَهُمْ لاَ يَهْتَدُون)[النمل:24] لماذا؟
وسائل الإدراك طلب منا أن تحرك لأجل أن تقوم بعملية إيصالنا إلى الإيمان، فإذا هذه الوسائل لم تحرك في الإنسان دواعي الشوق للإيمان بالله سبحانه وتعالى لم تعد لها قيمة.


سبيل الوصول إلى حقيقة الايمان

تدبروا معي في التناسب بين أول آية في سورة الأنعام، وبين آخر آية في سورة الأنعام الآية (165) يقول الله عز وجل:

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لّيبلوكم فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيم)[الأنعام:165].
الآية الأولى:
(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُون)[الأنعام:1].
والآية الأخيرة:
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ)

لماذا ربي سبحانه خلق السماوات والأرض، لماذا جعل الظلمات والنور؟

لماذا خلقنا، ما خلق السماوات والأرض إلا بالحق ما هو الحق؟

الحق أننا خلائف الأرض، الحق أنه سبحانه وتعالى أعطانا مهمة أعطانا شيء أوكل إلينا أمانة، خلائف الأرض، تدبروا معي في الآية آية عظيمة(وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ) في الرزق في المال في الجاه في العلم في الشكل في أشياء مختلفة، درجات، تنوع، تميز، اختلاف، ولكن ليس لأجل أن يكون هناك صراع بيننا، بل لأجل أن يكون تكامل في الأدوار، وتعاون (ليبلوكم فِي مَا آتَاكُمْ) ربي سبحانه وتعالى يختبر كل واحد فينا فيما آتاه، وليس فيما لم يؤته، فأنا لا أُسأل عن إمكانيات ليست بيدي، ما هو ليس بمقدوري أنا لا أُسأل عنه، ولكني أسأل عما هو في يدي، وما الذي هو في يدي؟

في يدي الكثير، وأعظم نعمة كما ستأتي علينا سورة الأنعام “وسائل الإدراك” هذه القدرات المهولة القدرات العقلية، ماذا نفعل بها؟ إلى أين توصلنا، وكيف يمكن أن تكون عوناً لنا في الوفاء بالعقد مع الله سبحانه وتعالى، وإخراجنا من ظلمات شتى، والحيرة والريبة، والتردد، وربما حتى الإلحاد والعياذ بالله كما هو واقع حتى في زماننا، اليوم العالم يعيش موجات من الإلحاد تنتشر وللأسف خاصة بين فئات الشباب لماذا؟

أكيد أسباب كثيرة، ولكن ربما يكون واحد من تلك الأسباب ونحن نحتاج في الحقيقة أن نعترف وأن نواجه أنفسنا القرآن كتاب يعلمني كيف أواجه نفسي، ليس من باب جلد الذات ولا تأنيب الضمير فقط، جلد الذات مرفوض! إذاً من باب الإصلاح، من باب الاستدراك، من باب أن أستدرك ما فاتني، من باب أن أتعلم من أخطائي أتعلم من الأشياء التي لم أحاول أن أستكملها في حياتي، قبل فوات الأوان، نحن نقول: أنه ربما يكون من أسباب كذلك موجات الإلحاد كذلك خاصة في بعض البلدان العربية والمسلمة، تلك الطريقة التي علمنا فيها أبناءنا الدين، نحن كآباء كأمهات معلمين في المدارس أساتذة، موجهين، تربويين، هناك طريقة استعملت واضح جداً أنها تختلف عن ما جاء في كتاب الله عز وجل عن ما جاء في سورة الأنعام، سورة الأنعام محور السورة الأساس تعليم وتجديد الإهمال، الإيمان إذا جدد تجددت معه الحياة الإنسانية، عادت الحياة الإنسانية إلى إشراقاتها، إشراقاتها في النفس نوراً، وفي المجتمع وفي الكون، أخلاقيات وحضارات وعمران، هذه المعاني العظيمة جاءت وسائل التعليم فيها في سورة الأنعام.

للأسف الشديد اعتاد الكثير من المربيين من المعلمين ومن الأمهات الطفل حين يسأل وهو دليل على أن الفطرة بدأت تتحرك في نفسه، يسأل من خلقني؟ من أعطاني؟ من على كذا من جاء بكذا؟

فكثير من الأحيان نتهرب بعدم الإجابة أو لا تتكلم لا تسأل، يكفي أسئلة، قل فقط لا إله إلا الله محمد رسول الله، تلقين لقناهم الإيمان، لقناهم العقيدة، والإيمان الذي تبنيه سورة الأنعام إيمان لا يأتي عن طريق التلقين، إيمان يبنى، إيمان يتعلمه الإنسان، يتعلمه في محراب الكون الطبيعة التي أمامه المليئة بكل الدروس بكل المعجزات بكل الآيات، وسنرى سورة الأنعام مليئة بالأسئلة عشرات الأسئلة

العقل البشري إن لم يسأل ويبحث ويستفسر كيف سيصل إلى الحقيقة؟!
كيف يصل إلى ذلك الإيمان القوي، الذي تريد سورة الأنعام أن تبنيه وأن تجدده في نفس المؤمن، وفي نفوس المؤمنين جميعاً.


عواقب الذنوب والمعاصي على الأمم


https://akhawat.islamway.net/forum/a...db2e5a1fe60d8a

جاءت الآيات كل آية هي في حد ذاتها أسلوب من أساليب إيقاظ بواعث الإيمان والتوحيد في قلب الإنسان،

( أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ)

تدبروا معي الآن!

السماوات والأرض، خلق الإنسان، ثم بعد ذلك في عمق التاريخ وقصص القرآن والقصص التاريخية ليست هكذا فقط ذكرت في كتاب الله عز وجل، ليس هناك شيء يذكر هكذا في كتاب الله عز وجل بدون مقصد أو غاية.
وتدبروا في اللفظة:
(أَلَمْ يَرَوْا)
يعني: يحتاج الإنسان أن يرى، والرؤية تختلف عن الإبصار، الرؤية فيها تعقل، فيها انفعال لحاسة البصر بما يراه الإنسان أمامه، فيستخلص شيئاً مما ينظر إليه، المسألة ليست مجرد أني أنا يقع نظري على شيء، ولكن ماذا حقق ذلك الفعل في نفسي؟

ما هي النتيجة المترتبة على ذلك؟

(أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فأهلكناهم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِين)[الأنعام:6].

في عمق التاريخ انظر كم من قرن وكم من أمم وقعت فيها سنة الهلاك، وربي عز وجل أعطاها لتلك الأمم كما أعطاكم أنتم، كما يعطينا نحن، أنهار، ماء أشجار، شمس، ليل، نهار، أعطانا، ولكن ما الذي حدث؟

(فأهلكناهم بِذُنُوبِهِمْ)

الذنوب: البلاء والبلايا، والأوجاع، والأمراض، والكوارث الإنسانية والطبيعية وكل شيء يحصل بأي شيء؟
قانون
(فأهلكناهم بِذُنُوبِهِمْ)

الذنوب ثقيلة، الذنوب هي التي تفسد علينا حياتنا، اليوم عدد من الناس عدد يشتكي من الهم ويشتكي من الحزن ويشتكي من الألم ويشتي من ضيق الصدر، وأحياناً بلا سبب محسوس ليس هناك سبب معين، الذنوب لها طعم مرير مذاق مرير، لها ألم، لها وخز في الصدر، لها يمكن أن ينجو الإنسان إلا بالتوبة منها والاستغفار، والرجوع إلى الخالق سبحانه الذي يغسل وينقي ويطهر القلب، وما من شيء يطهر القلب الذي أصيب بهذه الأدواء والأمراض من الذنوب مثل التوحيد، التوحيد لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله، ولكن ليست كأيّ لا إله إلا الله تلفظ باللسان، وعدّ بالمرات، هذا عمل جيد، ولكن العمل الذي له تأثير قوي وعظيم الذي ينقي ويغسل ويصفي القلوب هو ذاك الاستشعار والاستحضار لمعاني لا إله إلا الله، هل هناك في الكون إله غير الله؟ هل هناك إله في الكون غيره يخلق ويعطي ويمنع ويأخذ ويحيي ويميت، وقادر على كل شيء وغفور ورحيم؟ لا!

يتبع



امانى يسرى محمد 09-28-2025 08:11 PM

الاستهزاء بالدين من أخطر الكبائر


(وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِين)[الأنعام:7]
هم يريدون منك معجزات حسية، لماذا؟
المسألة ليست في الآيات الحسية، وإلا الآيات مبثوثة في كل مكان، المسألة في تلك القلوب المريضة، القلوب التي تحجرت، والمشاعر التي تصلبت، فما عادت تؤثر فيها مواعظ الآيات ولا القرآن:
(وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ)[الأنعام:8]

أرادوا أن تنزل عليه الملائكة:
(وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُون)[الأنعام:8].

تدبروا معي! في تلك الحوارات:
(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُون)[الأنعام:9].
إذاً ما الحل؟
عليك أن تدرك يا محمد صلّ الله عليه وسلم، وكل من يدرك معاني هذه الرسالة، ويريد أن يقوم بحمل أمانة إيصال الرسالة رسالة التوحيد:

(وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُون)[الأنعام:10] إشكالية خطيرة قضية الاستهزاء والسخرية بقيم الدين، بأشخاص الأنبياء، بالآيات، بالنذر، بالأديان، فماذا كانت النتيجة؟
(فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُون)

ولذلك نحن قلنا ونقول:
من أخطر الأشياء يواجهها الإنسان المعاصر اليوم قضية الاستهزاء بالدين، قضية خطيرة جداً، والنتائج المترتبة عليها نتائج كارثية، الاستهزاء والسخرية بالدين

لأن الإنسان في قضية التصديق أو الإيمان هناك رسالة معروضة عليك: إما أن تؤمن بها، وإما لا تؤمن بها، ولكن أن تجعلها مادة للسخرية وللاستهزاء، فكأنك تقول: ما عاد القضية فيها نقاش أو جدال غير السخرية!!
وهذا أبشع أنواع تعامل الإنسان مع الأفكار ومع الأقوال ومع ما يطرح أمامه! ما هو البديل؟ القرآن طرحه، المناقشة المحاججة أن تأخذ وتعطي بالكلام، أن يكون هناك تبادل للآراء، ولذلك القرآن العظيم في هذه السورة عشرات الأسئلة، عشرات الأسئلة في سياق الاستنكار حتى، عشرات الحجج بالمنطق، يحاكي ويقابل ويحدث العقل البشري العقل الإنساني، ولكن أي عقل، ليس العقل الذي يجعل من مادة الدين مادة سخرية، لأن هذا الذي يجعل من الدين مادة للسخرية والاستهزاء، هذا ليس معه حوار، ولا نقاش، لماذا؟

لأنه أبسط مبادئ النقاش والدخول في الحوار، احترام الطرف الآخر، هذه ليست قضية حرية رأي هنا، تدبروا معي في هذه المعاني العظيمة، حتى نفهم كيف نتعامل مع الناس، مع الآخر، كيف نتكلم مع العقلاء في العالم من مختلف الأديان، هذه قضايا تتعلق بالعقل وبالمنطق.

امانى يسرى محمد 09-28-2025 08:15 PM

ما هي الخسارة الحقيقية؟


كلمة (قُل)
في سورة الأنعام جاءت مرات عديدة تزيد على الأربعين

دور النبي صلّ الله عليه وسلم: البلاغ، أما كل القرآن هذا فهو ليس له فيه إلا البلاغ، فأنت دورك أن تقول:


(قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قل لله)
هذا حقيقة، من يدّعي ومن يتمكن ومن يستطيع أن يدعي أن له شيئا؟!
(قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)
سبحانه!
وتدبروا في الكلمة
(كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)
مالك متصرف مقتدر وكتب على نفسه الرحمة!

شيء عظيم، وسورة الأنعام مليئة بعشرات الصفات والأسماء لله سبحانه وتعالى قدرة ورحمة. كثير من الناس اليوم يعزون قضية الرحمة إلى الضعف، يتوهمون أن الرحمة تعني الضعف، أن الإنسان إذا كان قوي الشخصية مثلاً فيفترض أن يكون متماسكاً وغير عاطفي، ولا يظهر أمارات الرحمة، – ولله المثل الأعلى – قادر، ولكنه رحيم بعباده، مالك متصرف، ولكنه سبحانه وتعالى أرحم بعباده من الأم بولدها.


(ليجمعنكم إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُون)[الأنعام:12].
الإيمان باليوم الآخر.
(الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُون)
تدبروا في الكلمات وفي وقع الكلمات قوية الإيقاع، وهل يمكن أن يخسر الإنسان نفسه؟ نعم، كيف؟ بعدم الإيمان
(الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُون)
أنت حين لا تؤمن بالله أنت تخسر، تخسر نفسك، ما قيمة أمتلك كل شيء في الدنيا، وأكون قد خسرت نفسي؟! ما قيمة الأشياء؟!
نفسي هي أغلى شيء، فما قيمة أن أربح كل الأشياء، وأخسر نفسي؟!!

ولاحظت في تدبر كثير من سور القرآن، أن مفهوم الربح والخسارة في كتاب الله عز وجل كمفهوم يختلف تماماً عن مفهومنا للربح والخسارة، نحن حتى في اللهجات العامية نقول:
يا خسارة!
إذا الإنسان خسر شيئاً من متاع الدنيا يا خسارة!
لكن الخسارة التي يحدثنا القرآن عنها الخسارة الحقيقة أن يخسر الإنسان علاقته بالله سبحانه وتعالى، أعظم علاقة، أعظم عقد يخسره الإنسان هو ذاك العقد بينه وبين الله سبحانه. أحياناً كثيرة الإنسان تمر به لحظات ندم، أو حسرة على شيء قد فاته من عروض الدنيا، شراء شيء اعتبره أنه نوع من أنواع الصفقات أو الفرص التي لا تعوض، ولكن في الحقيقة كل شيء ممكن أن يعوّض طالما أنه متعلق بمتاع الدنيا، ولكن أن يخسر الإنسان علاقته بالله سبحانه وتعالى فهذا شيء لا يمكن أن يعوّض:
(الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُون)
فما الحل؟
تعالجه السورة آية بعد آية قلنا أن السورة تعالج قضية الإيمان تفي معاني الإيمان العظيمة في نفس الإنسان، وليس أيّ إيمان!

المسألة ليست مجرد إيمان تصديق وشعور وكلمة، فعل، تطبيق، واقع، تنفيذ، استجابة لأمر الله، استجابة للتشريع في واقع الحياة.

امانى يسرى محمد 09-28-2025 08:22 PM

لماذا يبتلينا الله ؟


تدبروا في الآيات سورة الأنعام من الأشياء التي تميزها عن غيرها من سور القرآن:
أنك حتى حين تتناول مقطع من الآيات مجموعة من الآيات تجد نفسك أنك بحاجة إلى أن تقف عند كل آية آية آية، لأن في كل آية هناك وسيلة وآلية تجدد الإيمان في قلبك.

حدثنا هنا عن الولاية وقال
(فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)
وقال:
(وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ)
وتدبروا بعدها
(وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ
وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُير)[الأنعام:17].

تدبروا في الخطاب والنداء العاطفي الإنسان بطبيعته حين يمسه الضر يتوجه لله سبحانه وتعالى، يستشعر الضعف (وخلق الإنسان ضعيفاً) ولكن الإشكالية أنه يغترّ حين يكون صحيح البدن، معافى في بدنه قوي البنية لديه مال، لديه كل ما يحتاج إليه، يعتقد أن الأمر قد انتهى، وأن الأشياء قد ضمنت، ولكن ليست هذه هي الحياة، ربي سبحانه وتعالى جعلها تتقلب بنا، لماذا تتقلب بنا؟
لنرجع إليه، لندرك أنها حياة ودار ابتلاء، وليست دار بقاء، أنها إلى زوال وأن البقاء الحقيقي هو في تلك الدار، الدار الآخرة

(وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ)
إذا كان لا يكشف الضر إلا هو، ولا يعطى الخير إلا هو،
فمن الذي يستحق التوحيد والتوجه إليه بالعبادة؟! من؟!
الأولياء الذين يتخذونهم الناس من البشر ومن الحجر، من؟!
وهذه حقيقة أقوياء الدنيا سلاطين الدنيا ملوك الدنيا كل من أوتي شيئاً من متاع الدنيا، واعتقد أنه على قوة، لو مسه الله سبحانه وتعالى بشيء من الضر ألم في الرأس، صداع، ألم في البطن أي شيء من الأشياء المختلفة بما يتعلق ببدنه أو بشيء آخر، كل ما يمتلكه وكل من حول هذا الإنسان لا يستطيعون أن يرفعوا شيئاً من الضر عنه، وتدبر معي حين يمتحن الله سبحانه وتعالى عباده بالمرض، المرض امتحان، أنت لا قدر الله قد تنظر إلى أمك أو إلى أبيك على فراش المرض يعاني من المرض، ولا تملك أن تفعل له شيئاً، وربما يكون قد وضعت عليه أجهزة، أجهزة إنعاش أجهزة التنفس أشياء مختلفة حسب الأمراض، نسأل الله الشفاء والعافية لكل مرضى المسلمين.



السؤال: أنت ابن أو ابنه أو زوج أو زوجة، أو قريب، أو حبيب، أو صديق، وتريد بالفعل إرادة حقيقية أن ترفع عنه البلاء أو المرض، ولكن هل تملك ذلك؟ لا، من الذي يملك؟
القاهر فوق عباده
(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِير)[الأنعام:18].
قهر عباده بأشكال مختلفة سبحانه، قهرهم بالمرض، قهرهم بالابتلاء، قهرهم بالموت الذي لا بد أن يطرق باب كل حيّ، كل حيّ لا بد أن يطرق بابه الموت، قوي ضعيف صغير كبير، غني فقير، رجل امرأة، مريض صحيح، يطرق الأبواب
(وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ)
وتدبروا معي
(وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِير)
تدبروا في التناسب في الأسماء والصفات في هذه السورة العظيمة،
حكيم خبير بعباده في حال قهره أيضاً لهم، لماذا؟
لأننا نحتاج أحياناً كذلك القهر، ولأنه سبحانه حكيم وخبير بنا، قهر عباده بالابتلاء، لماذا؟
ليس من باب الانتقام الذي ينتقم هو الذي لا يقدر على فعل الشيء،
وربي سبحانه على كل شيء قدير، إذاً لماذا؟
ليعالج نفوسهم ويعيدهم إليه، نحن عباد، هو سبحانه وتعالى من خلقنا، وهو يتولانا،
ولذلك قال:
(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً)
تدبروا في وقع الآيات:
(قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ
وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ)
إذاً بمَ أشهد؟
أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله،
(قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُون)[الأنعام:19].
هنا تأتي شهادة التوحيد، هنا تأتي الكلمة، هنا تأتي البراءة من كل الشركاء، هنا تأتي نقاوة وصفاوة التوحيد، تدبروا في الكلمة: قل لا أشهد أن مع الله آلهة أخرى، ولكني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، هنا تكون كلمة الشهادة هي فعلاً التي تثقل بها موازين العباد، كلمة الشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله، تثقل بها الموازين، تزيد بها الحسنات، تمحى بها السيئات، يعفى بها عن الخطايا، كيف؟ حين تخرج بهذا اليقين، لا أشهد أن هناك أحد مع الله سبحانه وتعالى، ومن ذا الذي يكون معه وهو الخالق القادر الذي يكشف عن عباده الضر، الذي يعطي الذي يأخذ سبحانه! حكيم خبير سميع عليم بصير قدير غفور رحيم، أنّى لي أن أقول أو أزعم أن معه آلهة أخرى؟!!.

امانى يسرى محمد 09-29-2025 09:03 PM

كيف يشرك الإنسان
وهو لا يشعر أنه مشرك؟





(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ)[الأنعام:20]
آتاهم الكتاب سواءٌ كانوا من أهل الكتاب، أو حتى نحن الكلام سياق الآيات والكلمات نحن أيضاً أتانا الله عز وجل وأعطانا كتاباً فهل فعلاً نحن نعرفه كما نعرف أبناءنا؟
ليست مجرد معرفة شكلية الإنسان يعرف ابنه معرفة حقيقية معرفة الخبير، معرفة المدرك، المتيقظ، الفطن، الذي تقوده تلك المعرفة إلى أن يدرك معاني الدنيا، ومعاني الآخرة، وبالتالي لن يخسر نفسه.

أما إذا لم يعرف فعلاً فهناك جاء الحديث عن الخسارة قال:
(الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُون)
لماذا؟
لأنهم عرفوا الكتاب وخالفوه، عرفوا الحق، وخالفوه، نظروا إليه، ولكنهم ما اعتبروا به، ساروا وراءه ونظروا في كيفية عاقبة المكذبين، ولكنهم ما اعتبروا!
هنا يأتي الكلام عن الخسارة، خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون، أعظم خسارة عدم إيمانك بالله سبحانه وتعالى، ولذلك هنا قال:
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُون)[الأنعام:21].

والتكذيب بالآيات ليس فقط أن يقول الإنسان:
أن هذا الكتاب غير منزل أو ما شاء، التكذيب له أشكال، له أنواع، واحدة من أشكال التكذيب أن الإنسان ينظر إلى الآيات ويهز برأسه صح صح صح سبحان الله!
ولكن كل تفاصيل حياته بعيدة ومناقضة كل البُعد لتلك الآيات، هذا نوع من أنواع التكذيب، ولذلك قال: (لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُون)[الأنعام:21].

ثم قال:
(وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُون)[الأنعام:22].

سورة الأنعام من السور التي تجعل يوم القيامة قضية حاضرة في واقع الحياة، لماذا هذا التقريب الشديد ليوم القيامة، حتى يدرك الإنسان أن يوم القيامة ليس ببعيد، أبداً، قريب يرونه بعيداً ونراه قريباً، حاضر، الإنسان لا يعرف متى فعلاً تقوم قيامته، متى تنتهي أنفاس الحياة، فحينئذٍ أين شركاؤكم الذين تزعمون؟!!.


(ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِين)[الأنعام:23]
ولكن الشرك والإيمان ليس مجرد ادعاء ولا كلمات باللسان:
(انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُون)[الأنعام:24]
الإنسان يكذب على نفسه، يكذب على نفسه حين يتصور أنه مؤمن بمجرد قول كلمة، أو أنه غير مشرك، وهو في واقع حياته قد أشرك، كيف الإنسان يشرك وهو يقول: أنه غير مشرك؟!
يتوجه بالولاء لغير الله سبحانه وتعالى، يظن ويتأكد ويقتنع ويتصور ويتوهم أن هناك من البشر من يملك له الضر أو النفع، وأن هناك من يستطيع أن يقدم له رزقاً من دون الله إذا رضي عنه، وإن سخط سيمنع عنه الرزق، مع البشر، هذه الأعمال القلبية أو الحسية، أعمال تناقض صفاوة التوحيد ونقاوته، لا يستقيم معها التوحيد، التوحيد الخالص الذي يخلص فيه القلب من النظر لأي أحدٍ إلا الله عز وجل نفعاً وضراً واستعانة وعطاءً واستغاثة وتوكلاً ورزقاً، هذه أعمال قلبية لا بد للإنسان أن يخلّصها من شوائب الشرك، والنظر إلى الخلق، الخلق لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، وربي عز وجل هو الذي يعطي ويمنع ويأخذ وما البشر إلا مجرد أسباب، والأسباب لا تعمل بذاتها، وإنما تعمل بأمر الله عز وجل، ولذلك قال:
(كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُون)[الأنعام:24]
وأصعب شيء أن يكذب الإنسان على نفسه، أن يوهمها بشيء.

امانى يسرى محمد 09-29-2025 09:04 PM

كيف يُهلك الإنسان نفسه ؟

https://akhawat.islamway.net/forum/a...bd93fcf0a59ae9




(وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ)


الآن بدأت السورة تفصل في الأمراض التي تحول بين الإنسان وبين نقاء التوحيد والوصول إليه. يستمع إليك فعلاً، إذاً ما الذي حدث؟

(وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِين)[الأنعام:25].


لماذا؟

الكفر حاجز، حتى حين يستمع الإنسان إليك، يستمعون إليك في واقع الأمر هناك على القلوب أكنّة وأغطية تمنعه من الفهم تمنعه من الفقه المعرفة الدقيقة التي توصلهم إلى الإيمان، وفي الآذان التي فعلاً هم يستمعون الكلمات، ولكن هناك وقر، هذا الوقر الحاجز لا يجعل الأذن – وهي حاسة تلتقط الأصوات والكلمات تحولها إلى مفهومات – لا تحول إلى العقل، ليس هناك مفهومات.


وحتى حين يروا كل آية لا يؤمنوا بها، كما ذكرنا في بدايات السورة المؤمن والكافر، المؤمن ينظر إلى آية غروب شمس شروق شمس، فتراه يخرّ بين يدي ربه ساجداً، والكافر يمر على نفس المنظر، ولا تحرّك فيه شيء، ليس فقط الكافر طبعاً أحياناً الإنسان يتبلّد حسّه تتبلّد مشاعر الإدراك فيه، وهذه قضية خطيرة جداً؛ لأنه حين يتبلّد الإحساس كذلك يقسو القلب يتصلّب فيبدأ التوحيد يتبلّد كذلك يحتاج إلى تجديد، وهذا ما تقوم به هذه السورة العظيمة.


ولذلك قال:
(وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ)

إعراض، هذا التصوير الدقيق ينهون عنه وينأون عنه، ولكنهم هم في واقع الأمر في إعراضهم ونهي غيرهم عن الاستماع لهذا الكتاب العظيم، هكذا كان يفعل كفار قريش، كانوا يحولون حتى بين من يأتي من القبائل الأخرى من خارج مكة، وبين أن يستمعوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتلو القرآن، والقصص كثيرة جداً في هذا السياق(لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ )


لا تستمعوا ولكن هم في واقع الأمر


(وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ)


ولكن الإشكالية الخطيرة أنهم:
(وَمَا يَشْعُرُون)[الأنعام:26]


كيف يُهلك الإنسان نفسه؟


يُهلكها بإبعادها عن خالقها، والله البُعد عن هذا الكتاب العظيم هلاك!


البُعد عن كتاب الله سبحانه هلاك!

هلاك حقيقي، البُعد عن آيات هذا الكتاب واستحضارها وتلاوتها والإيمان بها، وتنزيلها وقعاً في الحياة، هلاك، ولا يأتي إلا بالخسارة والهلاك للجنس البشري، وكل ما نعاني منه كل ما تعاني منه البشرية اليوم، بدون أي مبالغ، المرجع الأول له والسبب الرئيس فيه هذه الجفوة مع كتاب الله سبحانه وتعالى، جفوة، انقطاع، وما يهلكون إلا أنفسهم، لكن أين الإشكالية الخطيرة؟



(وَمَا يَشْعُرُون)

هذه مشكلة أن الإنسان لا يشعر، هو مريض ولكنه لا يشعر بالمرض، القلوب تمرض، والإشكالية والخطورة في قضية مرض القلب أن الإنسان حين يمرض الجسد يشتكي صداع ألم حرارة فيذهب يسارع للطبيب ليعالجه، ولكن القلب حين يمرض قد لا يشعر الإنسان بمرضه، قد لا يشعر متى يشعر؟



حين يديم عرض ذلك القلب مع كتاب الله يديم التواصل مع كتاب الله عز وجل، فإذا حصل أي أمارة أو أي عارض من عوارض المرض استشعر بها، وإلا لا يشعر إلى أن:


(وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ)[الأنعام:27]


ما شعروا بأنهم يسيرون في طريق تهلكهم وتفسد عليهم حياتهم ودنياهم وأخراهم، إلى أن وقفوا على النار، فماذا قالوا؟

(يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِين)[الأنعام:27]


إذاً؛ التكذيب بآيات الله عز وجل مفتاح الهلاك في الدنيا وفي الآخرة.

امانى يسرى محمد 09-29-2025 09:11 PM

لماذا لا نتوب!!!

https://akhawat.islamway.net/forum/a...d054b7cccc9564

(بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُون)[الأنعام:28]
لو رجعوا إلى الدنيا لرجعوا إلى كفرهم، ربي خبير بهم، خبير بعباده،
نحن في حياتنا، نحن كمسلمين في مرات كثيرة تعرض لنا أوقات ضعف، أوقات مرض فنقول في أنفسنا نقرر إن شافاني الله سبحانه وتعالى من هذا المرض سأفعل سأفعل سأغير حياتي سأفعل كذا! يشاء الله عز وجل ويعطيني ما أردت، يعطيني فرصة، لكن السؤال: كم منا يتعلم من ذاك الموقف، ويأخذ الفرصة فعلًا؟ كم منا حين يعطيه الله سبحانه وتعالى بعد مرض، يصبح أحسن مما كان من قبل ذلك، كم منا؟! المشكلة الإنسان في كثير من الأحيان يكون سريع النسيان، لكن ما الذي يذكره ويعيد الأمور إلى نصابها؟ هذا القرآن العظيم. هؤلاء القوم كذبوا بالبعث:
(وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِين)[الأنعام:29].

واللافت للنظر أن في سورة الأنعام كثيراً ما ذكرت قضية الخسارة

(وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا)[الأنعام:30]
ثم بعدها قال:
(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ)
طبعاً خسارة عظيمة،
(حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً)

الساعة لا تأتي إلا بغتة فجأة بدون مقدمات، بدون مقدمات ليس بمعنى: علامات وأمارات الساعة، لكن بمعنى: هي هكذا هذا من طبيعة الامتحان، وربي عز وجل لم يخف ذلك عنا، أعلمنا به، أن الساعة لا تأتي إلا بغتة، وأن أمرها كلمح البصر أو هو أقرب.

(قَالُواْ يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا9
وتدبروا في الآية:
(وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُون)[الأنعام:31]

انظر في التشبيه: هل الأوزار تُحمل على الظهور؟
لها ثقل، ثقيلة، الذنوب والآثام الخطايا تحمل هكذا على ظهورهم! ألا ساء ما يزرون، تدبروا في عظمة النص القرآني:
(يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ)
الذنوب ثقيلة البُعد عن الله ثقيل مؤلم، كل الأشياء التي تفصل بيننا وبين الله سبحانه وتعالى ثقيلة جداً، ولذلك قال:
(وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُون)
لماذا حدث ذلك؟
من الطبيعي أن يسأل الإنسان في نفسه في خاطره:
لماذا هؤلاء الناس كانوا بهذه الغفلة؟

(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ)[الأنعام:32]

الحياة لعب ولهو، منا من يفقه هذه الحقيقة، فيدرك أن الدار الآخرة خير لمن؟ للذين يتقون؟

تدبروا في الكلمة: (أَفَلاَ تَعْقِلُون) العقل يدرك أن طبيعة هذه الحياة لعب ولهو، ولكن الدار الآخرة خير، إذاً فإذا كانت هذه هي طبيعة هذه الدنيا فما المطلوب مني فيها؟
العمل.

امانى يسرى محمد 09-29-2025 09:20 PM

كفر الجحود




ما الذي يحول بيني وبين الإيمان؟
جحود، نكران، قال:
(قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ)

في قرارة أنفسهم يدركون أنك على الحق

(وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُون)[الأنعام:33]

جحود، ليس قائمًا على الجهل، جهل مركّب، ليس بمعنى: أن الإنسان لا يعرف الحق، لا، هو يعرف الحق، ولكنه مع ذلك يجادل فيه ويجحده وينكره، جَحود!.

ولكن اعلم يا محمد صلّّ الله عليه وسلم تسلية لقلبه عليه الصلاة والسلام هنا

(وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ)

سنّة، كُذِّب رسل:

(فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ)

سنة من السنن، أي سنة من السنن صراع بين الحق والباطل، صراع أن هؤلاء ممن كذبوا يكذبون الصادقين، وكذلك من الابتلاء أن يكذب الصادق وقد كُذِّب الرسل، ونبينا صلى الله عليه وسلم لقب بينهم وعرف بينهم بالصادق الأمين، هم لقّبوه، ولكنهم كذبوه، تدبروا في المعاني: كذِّب الصادق الأمين، وكُذِّب كل الصادقين من الرسل، ولكن ذلك التكذيب لن يجعل من الصدق كذباً، ولن يجعل من الكذب صدقاً، ولن يجعل من الحقيقة جهلاً، ولن يجعل كذلك من الخير شراً، ولا من الشر خيراً، تكذيب هؤلاء القوم لن يغير حقائق الأشياء، ستبقى الحقائق كما هي، ستبقى الشمس آية من آيات الله، والليل، والنهار، والكون، والإيمان، والكفر والجحود، لا مبدل لكلمات الله.

(وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ)

إن ما استطعت أن تفهم وتتقبل لماذا هؤلاء القوم يعرضون عنك وعن رسالتك:

(فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِين)[الأنعام:35]،

لا تحاول وتذهب نفسك حسرات عليهم، لأجل أن تأتيهم بآية حسية، لا آية بعد هذه الآية، آية القرآن لا آيات، وكن واثقاً أن هؤلاء القوم جاحدون لو جاءت كل آية لا يؤمنوا بها، ولذلك قال:

(وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى)

إذاً ماذا شاء الله؟

شاء الله عز وجل أن يهب الإنسان حرية الاختيار، وألا يُكرهه على الهدى، ولو شاء لجمعهم على الهدى، ولكنه شاء غير ذلك، ماذا شاء سبحانه؟ شاء أن يعطي الإنسان حرية الاختيار،

(فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ)

فانتهى الأمر:
(فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِين)

امانى يسرى محمد 09-29-2025 09:23 PM

القرآن الكريم المعجزة الخالدة

https://akhawat.islamway.net/forum/a...80d35f1142ca9c
الايمان الحقيقي له ثمرات،وسنأتي على واحدة من اعظم ثمرات الايمان والتي يحتاج اليها المجتمع الانساني اليوم أشد الحاجة وسنأتي عليها في موضعها سورة الأنعام في الآيات التي سنتكلم عنها ونقوم بتدبرها بإذن الله نجدها كذلك تعطي مساحه واسعه وهامه لوسائل الادراك الانساني، التي اذا ما اهملها الانسان، و لم يقم بتحريكها في الكون وفي التجوال في آيات الله سبحانه مبثوثه في الكون وفي كتابه عز وجل، يتيه الانسان لا فرق بينه وبين الانسان الميت الذي فقد القدرة على تحريك تلك الحواس ووسائل الادراك، تدبروا معي في قوله الله عز وجل
إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ
;الانعام


هذه الآية في سياق الحديث والنقاش مع قريش كنموذج، لماذا قريش،لأن كفار قريش سورة مكية كانوا يلحون على النبي صلّ الله عليه وسلم أن يأتيهم بالآيات، بالمعجزات الحسية , والرب سبحانه وتعالى اراد ان يؤكد حقيقة أن الانسان باعتبار ان هذا القرآن رسالة عالمية لكل البشر تخاطب كل الأمم، وكل الأجيال التي عاصرت الكتاب وتنزيل الكتاب الجيل الأول و التي لم تعاصر، هذا رسالة قرآنية القرآن فلا يمكن أن يأتي معه كذلك معجزات حسية لأن معنى ذلك ان الأمر سيبقى محصورا في الجيل الذي نزل عليه القرآن وهو لم يرده القرآن العظيم، كل الأنبياء من قبل موسى عليه السلام، عيسى عليه السلام، كل الأنبياء عليهم السلام جاؤوا بمعجزات حسية تخاطب الاقوام التي جاؤوا فيها والأمم التي أرسلوا اليها ولكن امر هذه الرسالة مختلف هذه الرسالة عالمية أمرها مختلف فإذا أريد لها أن تخاطب كل الأجيال وكل الأمم والأقوام، كان لا بد ان ينتهي عصر المعجزات الحسية ومع ذلك كفار قريش يجادلون في قضية الآيات الحسية و يطالبون مرة تلو الأخرى النبي صلّ الله عليه وأله وسلم بتلك المعجزات فالآية جاءت في سياق الرد عليهم، والآية التي بعدها قال :
“وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ”
آية معجزة
” قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ”




الاستجابة لله حياة

https://akhawat.islamway.net/forum/a...0ad62a2e7abce3

تدبروا في الترابط في آيات الكتاب،
“وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ”
تريدون آية زيادة على كل الآيات المبثوثة امام اعينكم أليست هذه الدواب في الأرض التي تمشي هنا وهناك امام أعينكم ولا ننسى ان السورة سميت بسورة الأنعام تتكلم عن الأنعام، هذه الدواب المختلفة أليست هي في حد ذاتها آية؟، لكنها آية لمن؟، آية لمن يسمعون، لأنه في البداية قال:
” إنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ”
وقد يقول قائل الربط بين الاستجابة والسمع، السمع وسيلة ادراك ربي سبحانه وتعال وهبها للبشر ولكنه سبحانه حين وهب هذه الأداة والآلة للناس، الناس يختلفون في استعمالها بعض الأشخاص يسمع فيولد عنده ذلك الاستماع استجابة وهو المطلوب، ولذلك القرآن في آيات كثيرة في كتاب الله، أن يبصر، او ينظر، لا، المطلوب الشيء أن يتحرك ذلك الإدراك الشيء الذي أدركته انت بسمعك او ببصرك الى فعل، فعل استجابة، فعل تنفيذ لما سمعت فانا حين اسمع كتاب الله عز وجل حين أقرأ الكتاب المطلوب مني ليس فقط القراءة أو الاستماع وان كان الأمر هذا في حد ذاته امر عظيم ومطلوب، ولكن لا بد ان يترتب عليه شيء، ما الذي يترتب الاستجابة التنفيذ، اتباع، تطبيق، تحقيق في واقع الحياة الانسانية ولذلك سبحانه وتعالى قابل في هذه الآية العظيمة قال
” يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ”
اي سماع، سماع الاجابة السماع الذي يشترك فيه بقية الناس ان يستمع ولكن لا يحقق عنده ذلك السماع شيئا بعض الأشخاص يسمع ولكنه لا يفكر حتى في ما يسمع الغى وسائل الادراك، قرر ان يسدل الستار على القلب والعقل وما شابه ولذك قال في آيات اخرى حكاية عن بني اسرائيل وقالوا قلوبنا غلف، غلف لماذا لأن القلب محل الادراك آيات الكتاب التأثر الاستجابة فهنا حصل فعل السماع، ولكن فعل الاستجابة يحصل عند من عند اولئك الأحياء ولذلك القرآن قابل فقال :
“والموتى يبعثهم الله”

الفرق بين الانسان الذي يستمع لآيات هذا الكتاب العظيم فيحقق الاستجابة في قلبه وفي حياته وفي سلوكه،كالفرق بين الحي والميت، وفعلا آيات القرآن العظيم جاءت لتحيي القلوب، والفرق بين القلب والحي، لذلك في آيات أخرى قال:
(لينذر من كان حيا)
تتدبروا معي لينذر من كان حيا، الإيمان حياة، والبعد عن الله سبحانه وتعالي موت بكل ما للموت من معاني موت ضلالة ظلام، ولذلك ربي سبحانه وتعالي هنا في سياق الاستنكار على أولئك الكفار، تريدون آيات والكون امام اعينكم مليء بهذه الآيات ولذك جاء بقوله :
” وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ”
آيات تبصرونها وترونها، ترون أمم الطير وأمم الحيوان هذه الأمم التي لها نظام ولها قواعد تتعامل فيها فيما بينها بما فطرها الله سبحانه وتعالى عليه في كل شيء في المسؤوليات في توزيع الأدوار في طريقة الطيران في تعليم الصغار كيف يطيرون، أمم كاملة هذه آية عظيمة من آيات الله عز وجل فإذا كانت كل تلك الآيات لم تحيي في قلوبكم جلوة الايمان ولم تحقق معنى السماع فماذا تنتظرون بعد ذلك


امانى يسرى محمد 09-30-2025 09:33 PM

الانكسار لله


https://akhawat.islamway.net/forum/a...9c5a2519737e98

ليس هناك انسان ابدا على وجه الأرض الا ويمر في حياته بمراحل عصيبة من مختلف المستويات شيء يصيبه في نفسه شيء يصيبه في ماله، شيء يصيبه في اولاده في اسرته في ما يحب اشياء مختلفة وهذا الشيء طبيعي جدا لأن من ادرك وعرف معني الحياة ادرك أن الحياة مليئة بهذه النماذج هي في طبيعتها دار ابتلاء فلا بد أن يمر الانسان فهذه المواقف المختلفة فربي سبحانه وتعالى يلفت هنا نظر الانسان الى هذه القضية

” قُلْ أَرَأَيْتَكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ” (40)


لمن تتوجه في ساعة الضعف في ساعة الشعور بالعجز الانساني الحقيقي، الانسان في طبيعته ضعيف وصفه الله عز وجل فقال في خلقته، وخلق الانسان ضعيف فهو ضعيف لكن الاشكالية انه في بعض اللحظات التي يمن الله سبحانه وتعالى بها عليه بالقوة بالصحة بالمال بالجاه بالاستقرار يتوهم انه قد تفوق على لحظات الضعف الانساني البشري الطبيعية الفطرية ويعتقد انه اصبح قوي وليس بحاجة لأحد فتأتي لحظات الشدة والمرض والتعب فيدرك، فيعود لنفسه من جديد في تلك اللحظة تحديدا الى من يتوجه الانسان، أيتوجه للبشر، أيتوجه لأولئك على سبيل المثال في كفار قريش الأصنام للشركاء الذين يدعوهم من دون الله، قال بل اياه تدعون، فيكشف ما تدعون اليه ان شاء وتنسون ما تشركون
بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) الانعام


تدبروا حتى في الكلمة “إياه” حصرها اياه تدعو انت لاتدعوا احدا الا الله سبحانه وتعالى في وقت الشدة في وقت المحنة، فإذا كنت تعرفه في وقت الشدة في وقت المحنة فكيف لا تعرفه في السراء، واذا انت موقن في لحظة الضر والضعف ان لا اله الا هو سبحانه وتعالى فكيف لا تدرك هذا الأمر في غير هذه اللحظات، لأن لحظات الضعف والضراء تكشف عن الفطرة الانسانية والإنسان فطر على الايمان بالله سبحانه وتعالى، فطرت من الله التي فطر الناس عليها فطرهم على الايمان فطرهم على التوحيد الأصل هو التوحيد وكل الأشياء، الشركيات الأخرى هي عوارض وأمور طارئة تطرا على الفطرة فتطمسها فهنا عملية طمس


https://akhawat.islamway.net/forum/a...dee08942a2f417



التضرع إلى الله في الشدائد


تدبروا في الآية

” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء”

لماذا

لعلهم يتضرعون

اذا حتى البأساء و الشدة والضر الذي يقع عليك والذي يكون شديدا واقع عليك من قبل الاخرين او من قبل اي جهة هو في ذاته مدعاة لأن يقربنا الى الله عز وجل

“لعلهم يتضرعون”



كلمة الضراعة في اصلها في اللغة العربية الضرع، ضرع الدابة، اذا ما معني يتضرعون، يدرك تماما الانسان، تماما ان لا ملجا له من الله الا اليه في الشدة والمحنة صحيح نحن نسأل الله سبحانه وتعالى وقد امرنا بذلك، والنبي صلوات الله وسلامه عليه كان دوما يسال الله العفو والعافية ولكن لحظات المحنة أو الشدة او المرض او السقم او التعب لحظات ثمينة في عمر الانسان البشري، لحظات ثمينة ولكن متى حين تولد مرحلة الضراعة و التضرع لله سبحانه وتعالى، يتضرعون بمعنى يرجعون ويلجؤون ويستجيبون لله سبحانه وتعالى، ولذلك قال :



“فلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تضرعوا”

باتت لديهم الضراعة وهي حالة من الايمان مع انكسار شديد في القلب يتولد عنه هذه الحالة العجيبة، حالة دعاء، ولكن دعاء اجتمع فيه القلب واللسان والجوارح وكل الوسائل، وسائل الادراك في خضوع تام لله سبحانه وتعالى وشعور كامل بالعجز الانساني ولذلك الانسان المؤمن هذه الآيات العظيمة تعلمنا حين نتعرض للحظات الشدة أو الألم والصعوبات، ينبغي علينا ان نستحضر معاني الايمان، لحظات الشدة لحظات عظيمة لتجدد معاني الايمان في النفوس فلا تجعل من تلك اللحظات لحظات سخط على القدر والعياذ بالله، هي نفس اللحظة يعيشها كل الناس، على اختلاف درجات الايمان بالله حتى الكافر يعيشها، الكافر ليس مبرأ ليس منزه ليس بعيدا عن هذا هو انسان، ولكن لحظات الشدة تمر بالمؤمن فتزيده ايمانا، وتمر أحيانا بالإنسان الغافل فربما توقعه في السخط والعياذ بالله وفي البعد عن رحمة الله عز وجل، سخط على أقدار الله عز وجل، لماذا ربي فعل، لماذا أنزل علي، لماذا ابتلاني لماذا سلط علي والعياذ بالله، كلمات لا ينبغي للمؤمن أن يمر بها او يشعر بها اصلا، ناهيك عن ان يتكلم بها او يتفوه بها ولذلك قال

” فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تضرعوا ”



فما نراه في واقعنا افرادا ومجتمعات وبلدان وأمم من مرور بحالات البأس، اعلم ان الله يريد ان يستخرج منك أجمل ما فيك، وأجمل ما فينا تضرعنا ورجوعنا لله سبحانه وتعالى، فلا تنشغل بالمحنة ولا بالموقف الصعب الذي تمر به عن هذا المعنى العظيم، اجعل من تلك المحنة و الصعوبة والشدة التي تمر بها مرحلة للمراجعة، مرحلة تراجع فيها أعمالك، تراجع فيها نفسك تراجع فيها كل الملفات السابقة المختلفة، وهنا وقفة، وقفة حقيقية للفرد وللمجتمعات بمراجعة الملفات، الصعوبات والمحن والأزمات والكوارث تمر على الجنس البشري بإطلاقه ولكنها تولد في تلك النفوس المستوعبة الواعية المدركة وهذا ما يفعله فينا القرآن، تولد المراجعة، المراجعة لأي شيء لأجل التصحيح لآجل التصويب لأجل الاستدراك على ما فاتنا من أعمال من تصرفات من امور عزم وهذا هو معنى التوبة، التوبة ليس فقط ان يتفوه الانسان بلسانه ويقول استغفر الله وتبت الى الله وانتهى الموضوع، عزم على عدم الرجوع الى ذلك الفعل الذي حال بيننا وبين الله سبحانه وتعالى حال بيننا و بين الايمان



امانى يسرى محمد 09-30-2025 09:36 PM

الدنيا ليست دار جزاء الدنيا دار عمل

https://akhawat.islamway.net/forum/a...0e13baf6bec589

“فلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تضرعوا ”
لم يحصل التضرع، ماذا حصل
” وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ “،
إشكالية خطيرة عوضا عن ان تصبح الشدة والبأساء والواقع الصعب مرحلة لاسترجاع الانسان لنفسه ومراجعة لأخطائه وعيوبه واستدراك ما فات الذي حدث هو العكس قسوة في القلب تمرد تسخط على الأقدار شعور باني انا لا استحق ما يحدث لي من أزمة انا فعلت كل ما ينبغي ان أفعل فتولدت القسوة من اين تولدت القسوة، القرآن بينها قال :
” وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ”
ما كانوا يعملون من الأخطاء ما قد وقعوا فيه من العيوب والاشكاليات والتجاوزات ما رأوها تجاوزات، كثير من الناس لو تدبرنا في الواقع حين تعرض لهم مشكلة او ابتلاء، اول كلمة يقولها لماذا يحدث لي هذا، أنا الانسان الذي أصلي والذي افعل والامين والذي احافظ على عملي وكذا وكذا أتهم بهذا؟؟؟أو يحصل لي هذا ! بينما الناس الذين يخالفون هذا الأمر أو الامانة او ما شابه لا يحدث لهم , هذا لا ينبغي هذا تفكير سلبي، التفكير الذي ينبغي أن يكون والذي ينبغي ان يحدث في هذه الحالة هو المراجعة، المراجعة التي تقوم على النظر في الذات والتركيز على النفس وليس التعلق بما فعل الاخرون أو ما يستحقه الاخرون، ان هذه القضية ليست من اختصاص الفرد، الانسان مطالب بعمله هو أول ما يطالب به وبالتالي المرجعة ينبغي ات تكون حول نفسي وأخطائي وتصويب ما استطيع ان اقوم بتصويبه ولا ان يزين لي الشيطان عملي، اذا كان في مجالات أنا قصرت فيها فعلي أن أعترف
” رَبّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِر لَنَا وَتَرْحَمنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ”
فماذا كانت النتيجة؟
” فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ”

قضية تتجدد في كثير من المجتمعات، الانسان حين ينسى كل هذه المالات، ربي سبحانه وتعالى يعامل المجتمعات بطرق مختلفة وواحدة من سننه وأقداره سنة الاستدراج، فتح عليهم أبواب كل شيء، زيادة في الرزق زيادة في الأموال الزيادة في الأرزاق والأموال وفتح الدنيا عليك لا يعني أنك مكرم عند الله عز وجل وضيق العيش والرزق وحدوث المشاكل في حياتك لا يعني أنك انت لست على شيء عند الله سبحانه، مقاييس مختلفة لماذا؟ لأن قضية الايمان والعلاقة بالله سبحانه وتعالى لا بد أن تكون مرتبطة بذاتها دون النظر الى حيثيات ما يحدث لي، الدنيا ليست دار جزاء الدنيا دار عمل وقد يبتليك الله سبحانه وتعالى وانت سائر في الطريق في طريقك الى الايمان يبتليك بأمور يختبرك بأشياء يضيق عليك في شيء فلا تقول
رَبِّي أَهَانَنِ
واذا اعطاك وفتح عليك لا تقول
رَبِّي أَكْرَمَنِ

لأن الاهانة والاكرام لا تتعلق بالفتح أو الغلق لا تتعلق بالعطاء او بالمنع انظر الى طاعتك انظر الى قربك من الله سبحانه انظر الى ما تجدد في حياتك وفي قلبك من معاني الايمان هذا الذي ينبغي النظر اليه وليس الى ما فتح عليك من الدنيا أو ما لم يفتح الدنيا فتحت أو لم تفتح طبيعتها أنها زائلة الى زوال ولذلك هؤلاء القوم حين فتح عليهم أبواب كل شيء أيضا لم تتحرك وسائل الادراك لديهم ولم يتفكروا
” فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا”
واعتقدوا انه ربي سبحانه وتعالى أعطاهم ذلك لذكاء او عبقرية كما حدث مع قارون
” قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي”

نسي قدرة الله سبحانه نسي حكم الله عز وجل في خلقه ولم تولد لديه النعمة استجابة اذا نحن أمام ما عددنا في هذه الآيات كلها مواقف انسانية المفروض ان تجدد معاني الايمان في قلبك الأولى محنة والثانية نعمة منحة، المحنة المفروض ان تولد لدى الانسان الصبر بعض الاصناف من البشر تولد لديهم القسوة خسروا، المحنة هذه هي الغاية التي ينبغي ان تربط بها محنة مع صبر تولد صبر عند الانسان، المنحة او النعمة يفترض ان تولد عند الانسان الشكر او التوجه لله سبحانه وتعالى وله الحمد فاذا غفل عن الشكر وفرح بما أتاه الله سبحانه وتعالى ولم يدرك معاني الاختبار في هذه القضية هنا
” أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ”

امانى يسرى محمد 09-30-2025 09:39 PM

كيف يتحقق لك الأمن ؟


الأمن الداخلي، الأمن النفسي، الأمن على أشكال، وليس شكلاً واحداً، ويمكن من الممكن فعلاً من أكثر ما تفتقر إليه المجتمعات اليوم الأمن، واللافت للنظر: كل بلد من بلدان العالم فيها جهاز يختص بالأمن جهاز الأمن، ولكن القرآن يعلمنا أن القضية ليست قضية إنشاء أجهزة ولا مؤسسات ولا وزارات، بقدر ما هي:

(الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ)[الأنعام:82].

تصلح علاقتك مع الله سبحانه وتعالى فيتحقق لك الأمن،

لأن الأمن منحة من الله سبحانه وتعالى.

الأمن على أشكال كما ذكرنا: الأمن الغذائي على سبيل المثال اليوم العالم يعاني من قضيته لا أمن غذائي يخاف الناس على أقواتهم ومصادر رزقهم ما الذي يحقق لك الأمن؟ إيمانك بالله سبحانه، ليس ذلك الإيمان الذي يتوهم الإيمان الإنسان أنه آمنت بالله إذاً أجلس في بيتي والله يرزقني، هذا ليس هو الإيمان التي في سورة الأنعام.


إذاً الإيمان الذي يدفع بك لأن تصبح إنساناً في واقعك إنساناً مجتهداً إنساناً مغيراً، إنساناً فاعلاً، إنساناً مؤملاً للحياة وللكون، مستفيداً من ثرواتها، عادلاً في طريقة توزيعها، لا تعرف الغش ولا تعرف الاحتيال، ولا التدليس، هذه معاني مع الإيمان تماماً تتولد وتدبروا في ذاك التلازم بين الأمن والإيمان، والأمانة، ثلاثية عجيبة لا تنفك عن بعضها البعض، إيمان أمانة، أمن، على قدر إيمانك تكون أمانتك، الأمانة التي تكلمت عنها سورة النساء وسورة المائدة، وكل سور القرآن الأمانة:


(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)[النساء:58].


ولذلك لا إيمان لمن لا أمانة له، إيمانك الذي يدفعك إلى أداء الأمانات، إيمانك الذي يدفعك إلى النظر إلى الكون وقلنا فيه: على أنه أمانة ينبغي الحفاظ عليها والسعي في حمايتها، وكذلك كل المقدرات الإنسان، كل الإمكانيات البشرية أرواح البشر أعراضهم أمانة لا ينبغي أن يعتدى عليهم، أموالهم أمانة، فتدبر معي! إيمانك يدفعك إلى الاعتقاد أن أموال الناس وأعراض وأرواح الناس أمانات، أليس هذا هو الأمان، ما الذي يمكن أن يتحقق من خلال الأمان سوى أن يأمن الناس على أنفسهم وعلى أعراضهم، وعلى أموالهم وديارهم وبيوتهم، وهذا لا يتحقق في مجتمع فيه مجموعة من الخونة، مجموعة ممن لا يجدون ولا يراعون في المؤمنين لا نفساً ولا عرضاً ولا مالاً، وهذا لا يتحقق إلا من خلال تلك المنظومة الإيمانية الإيمان الذي تبنيه سورة الأنعام في هذا الموضع العظيم، إيمان يحقق الأمان للمجتمع بأسره، وذكرنا ونذكر أن الأمن ليس على شكل واحد، نحن اليوم في مجتمعاتنا نتكلم عن الأمن الغذائي، نتكلم عن الأمن الفكري، نتكلم عن أشكال من الأمن



الأمن الغذائي على سبيل المثال لا يتحقق بدون وجود من يراعون الأمانات، من يرون أن مقدرات الكون وأن ما في هذا الكون من ثروات إنما هي محظ أمانات، أمانات في الحفاظ عليها، أمانات في الحصول عليها وكسبها، أمانات في كيفية توزيعها عدالة التوزيع، أمانات في توظيفها وإيصالها لمستحقيها، أمانات سلسلة من الأمانات، ولو تحققت هذه الأمانات، وقام كل فرد بدوره في تحقيقها لتحقق فعلاً الأمن الغذائي، الأمن الغذائي ليس كما يدعي البعض نتيجة لقلة الموارد أو المصادر والثروات الطبيعية، حقيقة إشكالية الأمن الغذائي إشكالية تعود في جذورها الأساسية، إلى قلة أو ندرة الأمانة في الكسب في التوزيع في أشياء متعددة متنوعة في الفساد ما يطلق عليه اليوم معدلات الفساد المرتفعة المخيفة في المجتمعات اليوم، هذه لا تتحقق أبداً بدون وجود هذه الأمانة، بدون الانتهاء من إشكالية الفساد والقضاء عليه، ومحاصرة المفسدين، ولا يكون ذلك إلا من خلال الأمانة.


فيصبح الإيمان عاملاً مولداً للإمانة، وبالتالي مولد للأمن


كيف يتحقق الأمن الفكري؟



الأمن الفكري بمعنى:

أن يكون الناس في مأمن من الأفكار المنحرفة، من الأفكار الضالة، من التيارات الفاسدة، من الأفكار التي يمكن أن تولد العنف على سبيل المثال أو التطرف أو الإرهاب، أو ما شابه، ما يجري الحديث عنه في مختلف وسائل الإعلام، وفي حياة بشكل عام،

ولكن هذا الأمن كيف يتحقق؟

إن لم يكن لديك مصادر تعزز وتكرس شأن قضية الأمن في حياة الإنسان في حياة البشر، وأين هذا المصدر سوى ذلك المنهج العظيم في كتاب الله سبحانه، الكتاب الذي لا يحابي أحد من البشر على حساب أحد آخر، الكتاب الذي ينظر على الناس على أنهم سواء في خلقتهم الإنسان سواء أمام الله سبحانه، المنهج الوحيد الذي يخاطب البشرية على أنهم بشر، لا وفق أعراضهم ولا أجناسهم ولا لحسابات أخرى، وهنا يتحقق الأمن.


إذاً القرآن في هذه الآية العظيمة في سورة الأنعام يؤكد لنا على أهمية غائبة عن كثير من المجتمعات بقضية الإيمان، كل المجتمعات اليوم بدون استثناء تبحث عن الأمن، الغرب منها والشرق، الذي يؤمن والذي لا يؤمن، ولنا أن نتساءل كأفراد كمنظرين كصناع قرار كتربويين لماذا غاب الأمن على حياتنا، لماذا على الرغم من اتساع وتعدد وتنوع وكثرة وسائل المراقبة على سبيل المثال وما شابه، لماذا لا يزال الإنسان العاصر يشكل من هذه القضية في الأمن؟

لماذا لم يعد الناس يشعرون بالأمن والأمان، لماذا عادوا يركبون عشرات الكامرات للمراقبة؟ لماذا؟ هل لاتساع العالم، هل لكثرة الناس؟

ربما تكون عوامل كثيرة متعددة لا ينبغي أن أحصرها في عامل واحد،

ولكن في سورة الأنعام القرآن يعالج هذه المشاكل:

(الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ)[الأنعام:82]

الظلم بكل أشكاله، التوحيد الذي يدفع بالإنسان إلى العمل الصالح، التوحيد الذي يدفع بالإنسان إلى الحفاظ على الآخرين، التوحيد الذي يمنع الفرد من الاعتداء على حقوق الآخرين، ليس كأي توحيد، الإيمان الذي تبنيه هذه السورة العظيمة وتدعو الناس إليه عبر عشرات الوسائل المختلفة التي تعرضها الآيات توافق الفطرة تتكلم عن الوجدان، تخاطب العقل تخاطب وسائل متنوعة، لماذا؟

لأن قضية الإيمان قضية محورية في حياة الفرد والمجتمع والعالم، المجتمع الإنسان، الأسرة الإنسانية، ولذلك جاء الحديث عنها قضية الأمن.


وإبراهيم عليه السلام كأن موذج كل الأمم التي تؤمن بالشرائع السماوية تؤمن بإبراهيم، إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء، إبراهيم عليه السلام أنموذج لفرد عايش معنى الأمن، أمن من الصراع الداخلي الذي كان موجوداً في وسط ذلك الصراع هو كان موجود في وسط ذلك الصراع بين قومه، ولكنه كان يعيش في أمن، ثم الأمن الذي حتم وجود مصادر الخوف والقلق، ما سلم منه، الأمن الذي تحقق به وهو في النار، ألقى به قومه في النار، ولكنهم حتى وإن ألقوا به في النار لم يتمكنوا من سلبه من الشعور بالأمن، لماذا؟


لأن الإيمان كان متكرساً في قلبه، يقين لا يخاف ما أشركوا بالله سبحانه وتعالى، لا يخاف شيء أدرك آمن تيقن، وصل إلى هذه المرحلة من الأمن، ثم الأمن الذي شعر به كذلك حين هاجر من وطنه ومن بلده، والأمن الذي شعر به حين ترك زوجته هاجر، وابنه إسماعيل في وسط الصحراء، الأمن هنا ليس بمعنى: أن الإيمان يدفع بالإنسان إلى التواكل وعدم الأخذ بالأسباب، ولكن تلك القوة الداخلية التي يحدثها الإيمان نتيجة لذلك الشعور بالسلام الذي يستشعر به المؤمن، المؤمن يشعر بسلام داخل، سلام نتج نتيجة طبيعية جداً لعلاقته الوثيقة بالله سبحانه وتعالى التي لا تغير الأحوال ولا تبدلها الابتلاءات والامتحانات، ثم تأتي الآيات بالحديث عن كل الأنبياء، الأنبياء الذين ساروا على نفس سيرة إبراهيم عليه السلام، تدبروا في الآية قال: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيم)[الأنعام:83].
رفعه بالإيمان الرفعة الحقيقة هي بالإيمان، وليست كما يتوهمها بعض الناس، بعض الناس يعتقد أن الرفعة بالمال أو الجاه أو المنصب أو ما شابه ذلك، كل هذه الأعراض المختلفة كلها أمانات، تكاليف، لتصب في قضية الامتحان، ولكن الرفعة الحقيقية التي ينعم بها الإنسان رفعة الإيمان، الإيمان هو الذي يرفعك وعدم الإيمان أو الكفر والجحود والعياذ بالله هو الذي ينزل بالإنسان إلى درجة الانحطاط الحقيقي الذي لا يليق بإنسانيته.


امانى يسرى محمد 09-30-2025 09:40 PM

نحتاج إلى إحياء فضيلة الإحسان في حياتنا
https://akhawat.islamway.net/forum/a...61d3b4cea16af5

(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ)[الأنعام:84]
تدبروا معي! لم يذكر من النعم هنا ابتدأ بأول نعمة نعمة الهداية قبل كل النعم، لأن الهداية هي أعظم نعمة ينعم بها الإنسان، ولذلك كان المطلب الأسمى الذي يطلبه المؤمن صباح مساء في كل ركعة: اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيم[الفاتحة:6] في سورة الفاتحة، نحن لا ندعو بشيء سوى:

اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيم[الفاتحة:6] *

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّين[الفاتحة:7].
لماذا؟

لأن الهداية هي مطلب المؤمن الحقيقي، إذا هداه الله أتاه كل شيء، كل شيء يأتيه، والهداية هنا الهداية الخاصة التي اختص الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بها.

وتدبروا معي! قال أولاً: (وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين)[الأنعام:84].
تدبروا! قلنا: إن الهداية منحة من الله سبحانه وتعالى عطاء بدليل قال:
( وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين)[الأنعام:84]
جازاهم على إحسانهم بالهداية، نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى أعظم مطلب لأنه إن لم يهده الله سبحانه وتعالى إليه فماذا يغني عنه كل ما حصله من مكاسب دنيوية ماذا ينفع بدون هداية:
( وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين)[الأنعام:84].

ولذلك لكي نتحصل ونتعرض لهداية الله سبحانه وتعالى هذه الهداية التي يكلمنا عنها هداية الله عز وجل لأنبيائه نحتاج أن نتخلق بالخلق الحسن بقدر ما نحسن إلى أنفسنا، والإحسان في حقيقته: هو إحسانك لنفسك، فأنت حين تحسن في عبادتك على سبيل المثال في صلاتك: إنما تحسن لنفسك، يحسن في عطائه، يحسن في صدقته، يحسن في عمله، يحسن في علاقاته الأسرية، يحسن في صلة الرحم، يحسن في علاقاته مع الجيران، في كل أشكال الإحسان المختلفة، نتعرض ونطلب الهداية من الله عز وجل بالإحسان أن نكون من المحسنين، الله سبحانه وتعالى يحب المحسنين، ولا يتحصل الإحسان ولا مرتبة الإحسان دون مراقبة الله عز وجل، وتصدر الإحسان أعمال الأنبياء:

( وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين)[الأنعام:84]

كلهم أحسنوا كل هؤلاء في حياتهم نماذج في الإحسان، يعقوب على سبيل المثال عليه السلام أحسن في صبره، أحسن في عفوه، أحسن في تعامله مع أبنائه، أحسن كان من المحسن.

نوح عليه السلام نفس الشيء، داود عليه السلام وسليمان أحسنا في أي شيء؟
أحسن في الحكم، أحسنا في الاستخلاف، أحسنا في كل شيء، أيوب، ويوسف عليه السلام ذكر الله عز وجل عنه في السور إنه كان من المحسنين رجل من المحسنين أحسن في صبره أحسن في الامتحان الذي تعرض له في أكثر من موضع أحسن في عطائه أحسن في عمله، أحسن في إداراته أحسن في نصحه الإحسان، الإحسان عبادة الأنبياء، فإذا أردت أن يهديك الله سبحانه وتعالى هداية خاصة تتعرض لها بإحسانك إحسانك في كل شيء، إحسانك في العطاء، فالإحسان فضيلة لابد للإنسان لكي يحصل عليها وينعم بها ويترقى إليها أن يتخلص الأناني، هي من نفس الكلمة إحسان:

(وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)[القصص:77].


فنحتاج إلى إحياء فضيلة الإحسان في حياتنا، ألا يكون جانب من جوانب الإحسان على سبيل المثال ألا يكون تعاملنا مع الآخرين بالمثل، أحسن أُحسن إليه، لم يحسن إليّ لا أُحسن إليه، إذاً فأين الإحسان، إن أنت إذا أحسنت إلى الآخرين بناءً على إحسانهم إليك أنت لست متفضل بهم، ولكن أن تقابل الإساءة بالإحسان هنا يبدأ الترقي.
قال: (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِين)[الأنعام:85].
الإحسان يولد الصلاح، ويولد الإصلاح الذي أمر الله سبحانه وتعالى به وأقام به الدنيا، وأنزل الكتب من أجله، نهى عن الفساد عن ما يضاده ويناقضه، ويقابل الفساد الإصلاح:
(ومن آبائهم وذرياتهم).

امانى يسرى محمد 09-30-2025 09:42 PM

كيف يتفاضل الناس فيما بينهم؟



( وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِين)[الأنعام:86]
كيف يتفاضل الناس فيما بينهم؟
تدبروا في الموازين التي يضعها القرآن لنا، عند الناس الناس يتفاضلون بناءً على المراتب التي اخترعها بنو البشر، مال، جاه، منصب، كما ذكرنا، ولكن التفاضل عند رب العالمين سبحانه وتعالى قال:
(وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِين)[الأنعام:86]
فضلهم بأي شيء؟
بالإحسان بالصلاح بالهداية بالنبوة، فإذا كانت النبوة هي مرتبة اصطفاء يصطفي سبحانه وتعالى من يشاء من عباده، ولكن الإحسان والصلاح الذي يمكن أن نتفاضل به نحن كبشر، هذا أمر في مقدورنا، هذا هو ما اختبرنا فيه، وهذا هو ما أمرنا به: أن نحسن، إذاً وسيلة التفاضل ومراتب التفاضل فيما بيننا كبشر: إنما في إحساننا في زيادة وفي كثرة إحساننا وصلاحنا وعطائنا، هذه المعايير التي يبنيها القرآن العظيم، ولذلك جاء الحديث هنا مرة أخرى على الهداية قال:
( وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم)[الأنعام:87] *
(ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ )[الأنعام:88].

الكلام عن الهداية، ثم الآيات التي بعد ذلك:
(أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)[الأنعام:90].
تدبروا معي! إذاً هو الهدى الإيمان حقق الهدى، والمطلوب في حياتي أن يكون لي هدى، لأن بدون هداية، وتأملوا في الربط، نحن قلنا في بداية سورة الأنعام، وفي آيات عديدة في السور تكلمت عن الظلمات والنور، الظلمات نتيجة للظلام، شيء طبيعي للظلام، النور: نتيجة للهداية، فربي سبحانه وتعالى حين يعطي المؤمن الهداية إنما هو في واقع الأمر يهديه ويوصله ويرشده إلى النور، والنور يحقق له الهداية في نفس الوقت:
(قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِين)[الأنعام:90].





امانى يسرى محمد 09-30-2025 09:45 PM

اسباب قلة البركة

https://akhawat.islamway.net/forum/a...f079209703e174
(وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ)

تدبروا في وصف القرآن:

(مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ)

وصف القرآن ما هو هذا القرآن؟ ما هو هذا الكتاب؟

قال: (مبارك) كتاب كثير البركة، والبركة التي يحدثنا عنها القرآن بركة حسية وبركة معنوية، كلمة (بركة) مأخوذة من معاني الزيادة والنماء، زيادة والنماء حسياً أو معنوياً، ما من إنسان وما من عبدٍ يقترب من هذا الكتاب بنية فعلاً أن يهتدي به إلا ووجد البركة في حياته بركة في الرزق، بركة في العلم، بركة في الوقت، بركة في النفس في الصحة، بركة في العيال، بركة في كل شيء، كتاب ربي عز وجل وصفه بأنه مبارك، فكلما اقتربت من كتاب الله وجدت البركة في حياتك، ولكن للأسف أكثر الناس لا يعلمون، نحن نبحث طبيعة الإنسان يبحث عن النماء والزيادة، في الأشياء المحببة إلى نفسه بطبيعة الحال، هذه البركة موجودة في هذا الكتاب، ولكن فقط بمعنى أن يتلى ولا يطبق، طبق في حياتك، سر على المنهج في حياتك وستجد بركة القرآن.

المال الحلال مال مبارك أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه بكسبه، وتزكيته، كل هذه الأشياء تولد البركة، ونحن في زماننا كثيراً من قلة البركة، قلة البركة في الرزق، قلة البركة في الأوقات، قلة البركة في أشياء كثيرة، أين نجد هذه البركة؟ أين نستطيع أن نولد البركة في حياتنا من جديد، أجدادنا في السابق آباؤنا في الماضي كان القليل من المال يكفيهم، لماذا أصبح في حاضرنا الكثير من المال لا يكفي؟

الأسباب متعددة ليس فقط قضية التضخم والكلام الذي نقول: جانب رئيس: هي قضية محق البركة قضية خطيرة جداً، ومحق البركة لها أسباب عديدة منها الكسب المشبوه، الكسب المحرم أشكال متنوعة ومتعددة، ربما نقف عليها في آيات أخر، ولكن ما نريد أن نقول هنا: أن القرآن العظيم كتاب يولد البركة في حياتنا فاحرص عليه، اجعل لك حظاً من تلك البركة اقترب من القرآن، ائتي إلى القرآن بقلب سليم، قلب حريص على الهداية، وتحقق معاني الهداية، قال:

(وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ)

ولكن له دور عظيم:

(وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا)[الأنعام:92]

فيه إنذار:
(وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُون)

امانى يسرى محمد 09-30-2025 09:46 PM

المسؤولية الفردية

الإيمان بالقرآن لابد أن ينعكس على العبادة والسلوك، ولابد أن يولد في الإنسان كذلك إيماناً بالبعث وبالآخرة، ولذلك جاءت الآية:
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا)[الأنعام:93]
التأويل الفاسد على سبيل المثال شكل من أشكال الافتراء على الله عز وجل، شكل من أشكال الافتراء على الله كذباً، التأويل الفاسد، الإتيان إلى القرآن للاستشهاد به على ما تهواه النفوس، ائتي إلى القرآن وأنا لدي أشياء أجندة معينة، وأريد أن أستشهد من القرآن عليها، أعزز هذه الأجندة بطريقة أو بأخرى، افتراء على الله بالكذب، كل هذه الأشكال والأصناف تدبروا في هذه الآية قال:
(تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُون)[ الأنعام: 93]
الجزاء يوم القيامة عذاب الهون لماذا؟

بسبب هذا الافتراء، لأن هذا القرآن أريد له أن يصل إلى قلوب الناس، أن تصل رسالته إلى الناس، للأسف بعض الأشخاص من خلال تأويلاتهم الفاسدة، وطرق تعاملهم المريضة مع كتاب الله عز وجل حالوا بين الناس وبين القرآن، حالوا بين الناس وبين وصول رسالة القرآن، قضية خطيرة جداً، ولذلك قال:
(تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ)
يتأول يفسد على الناس دينهم من خلال تلك التأويلات الفاسدة، والتبرير لأخطائه ونزواته ومشاريعه، وأهواء نفسه ومصالحه، اقتطاع الآيات من سياقاتها من مواضعها، طرق متنوعة تعددت الأشكال والنهج واحد، نهج الافتراء على الله سبحانه وتعالى، وهنا ربي عز وجل يهز المشاعر الإنسانية بالحديث عن الآخرة:
(وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)
تدبروا في الآية وهي تحدثنا عن شيء حاصل يوم القيامة:
( جِئْتُمُونَا فُرَادَى)
قضية مهمة جداً الحديث عنها، لماذا؟ القرآن في سورة الأنعام في هذا الموضع بالذات يعزز مبدأ المسؤولية الفردية، أنتم لن تأتوا كجماعات وطوائف وفرق حتى وإن أنتم في الدنيا قسمتم أنفسكم بناءً على تيارات أو جماعات أو طوائف، هذا ما أنتم توصلتم إليه، ولكن الحقيقة والواقع أنكم تأتون فرادى كما خلقناكم أول مرة، كل إنسان مسؤول عن نفسه، مسؤول عن اختياره، مسؤول عن عمله، مسؤول عن عقيدته، مسؤول عن إيمانه، ولذلك القرآن يعيب كثيراً على الكفار ما صاروا عليه بناءً على اعتقادهم بعقيدة الآباء والأجداد:
(قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُون)[الشعراء:74]
من قال لك أن تفعل ما فعله غيرك من أب أو من جد أو من قريب أو من غير ذلك؟
من قال: أنت المطلوب منك أن تسير على هذا النهج العظيم.
( وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ)[الأنعام:94]
إنسان في انتماءاته المختلفة في الدنيا يريد أحد يقترب في الدنيا يشفع له يقربه من هنا يتوسط له،ولكن يوم القيامة عليه دائماً أن يتذكر أنه لن يجد هؤلاء من حوله:
(تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُون)[الأنعام:94].

امانى يسرى محمد 10-01-2025 09:31 PM

خطوات الإيمان



تقطع بينكم تلك الأواصر المبنية على الباطل تقطعت يوم القيامة، تقطعت بهم الأسباب، لماذا؟ ما كان لله وفي الله دام، وما كان لغيره انقطع وانفصل في الدنيا وفي الآخرة، وتوجيه رائع في بناء العلاقات داخل المجتمع علاقات الولاء والشفاعات وما شابه، لابد أن يكون لها مقياس ومعيار واضح في حياتنا، ما هو المعيار؟ الإيمان، العلاقات تبنى على هذا الجانب الرائع، ولا تبنى على قضية المصالحة الفردية أو المصالحة الخاصة التي سرعان ما تتقلب، وهو ملاحظ في زماننا تماماً، وتدبروا كيف تنتقل الآيات هذا الانتقال الرائع لتبين أن العلاقة الحقيقة والإيمان لابد أن يتوجه للخالق وحده:
(إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى)
وتدبروا في الوصف:
(يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُون)[الأنعام:95].

أعطى مثل واضح حسي: (فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى) الحب والنوى شيء حي وشيء ميت، فالذي أراك هذه القدرة في الحب وفي النوى، هو سبحانه الذي يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي، لأن كفار قريش في أزمنة متعددة يجادلون في قضية البعث وقدرة الله سبحانه وتعالى على البعث والإحياء بعد الموت، في حين أنها صورة واقعة حاصلة أمام أعينكم في قضية الحب والنوى، فهو سبحانه وتعالى فالق الحب والنوى، فكيف تجادلون بعد ذلك في قدرته على الإحياء والإماتة.

(فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم)[الأنعام:96].
تدبروا في تلك الصور المتتابعة صور كونية حسية مرئية مشاهدة
ليعزز هذا المعنى العقلي.
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)[الأنعام:97]، فالذي جعل النجوم علامات وهدايات يهتدي بها المسافر في ظلمات البر والبحر ألا يجعل لكم كتاباً تهتدون به في ظلمات الحياة، وفي طريق الدنيا التي تسيرون فيها:
(وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ)
وتدبروا في نهايات الكلمات، الآية
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا)
قال في ختامها: (قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون)[الأنعام:97].

والآية التي بعدها: (وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ)ختمها بقوله:
(قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُون)[الأنعام:98].
والآية التي بعدها التي قال فيها سبحانه:
(وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ)
أنهاها بقوله:
(إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون)[الأنعام:99]


علم، فقه، إيمان،
الإيمان لا يتولد هكذا فجأة،
أوصلك إلى الطرق والخطوات:
أولاً: علم، معرفة، معرفة متولدة من استعمالك لوسائل الإدراك التي زودك بها الخالق سبحانه، فأنت تنظر وترى في السماء نجوم، وتدرك أن لها غائب، وأن تستعمل قضية النجوم حين تسير فتعرف الاتجاه من هنا أو من هنا، فكيف تقبل أنك تهتدي وتحتاج إلى النجوم لكي تهتدي بها يوصلك لقضية الإيمان، يستدل من تلك الدلائل المبثوثة في الكون الدالة على قدرته عز وجل على القضية الرئيسية محور السورة الإيمان.
بعد العلم يأتي الفقه الذي هو معرفة دقيقة تحتاج إلى خطوات أعمق:
(وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ)
كلام عن السماء، كلام عن الماء، كلام عن الثمار:
(انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ)
انظروا تدبروا في الأمر بالنظر، أعظم وسيلة من وسائل تعزيز وبناء الإيمان والاعتقاد الصحيح إدامة النظر في الكون:
(انظُرُواْ)
أمر، ولذلك قلنا في بدايات اللقاء أن قضية التلقين في الإيمان لا تولد ذلك الإيمان الذي تريد بناءه سورة الأنعام الإيمان القوي، الإيمان الفاعل الإيمان الذي يحرك الإنسان نحو الإحسان والصلاح، والإصلاح والفاعلية في حياته في نفسه في مجتمعه، في العالم، هذا الإيمان.

امانى يسرى محمد 10-01-2025 09:34 PM

حرية الاعتقاد في الإسلام




(فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظ)[الأنعام:104].
قرار الإبصار وقرار البقاء في العمى، قرار شخصي فردي يتخذه الإنسان لنفسه: (وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظ)[الأنعام:104]

البصائر موجودة هذا الكتاب قد أنزل إلينا، وهو في حد وصفه هو في ذاته بصائر، هو في ذاته نور، آياته تنير الطريق، آياته تبدد الظلمات، ولكن القرار بيدك أنت، تريد أن تبصر لنفسك، اختار العمى فعليها فقط، ولذلك جاءت الآيات بعد ذلك:
(اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين)[الأنعام:106].



اتباع لا يكفي أنك تحمل النور في يدك أنت الآن إذا أردت تمشي في طريق مظلم وفي يدك مصباح لا يكفي فقط أن تنظر إليه أن تحتاج أن تحمل المصباح وتسير في الطريق لينير لك الطريق ولله المثل الأعلى، القرآن لا يكفي أن تقرأه فقط وتنظر إليه، فيحقق لك هذا النور وانتهينا، لا، لابد أن يكون هناك اتباع:

(اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ)[الأنعام:106]

احمله باتباعك له، احمله بتطبيقك لمنهجه وأوامره وتشريعاته.

وتدبروا معي في الآيات بعد ذلك قال:

(وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيل)[الأنعام:107].

وهنا كثير من الناس يقع في لغط في سوء فهم، مشيئة الله عز وجل أن أعطى للإنسان حرية الاختيار قرار الإيمان قرار اختياري، إيمانك بالله قرار اختياري، هو أعطاك هذه الحرية للاختيار:

(لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً)[هود:118]

ولكن أعطاهم حرية الاختيار ليختاروا ويكونوا بالفعل بعد ذلك يكونون مسؤولين كذلك عن ذلك الاختيار، تختار ولكن أنت مسؤول عن ما تختار، وهذا أمر مفهوم جداً ومعقول جداً في حياتنا نحن مساءلين، ومسؤولون كذلك عن اختياراتنا نختار ولكن الإنسان مسؤول عن اختياره.



وتدبروا معي في الآيات التي قلنا قبل فترة قلنا قليل: أن القرآن كتاب يكرس احترام قيمة الدين كدين قال:(وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ)[الأنعام:108]
لابد أن يكون هناك حيز ومساحة لاحترام المعتقد الديني:
(وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)[الأنعام:108]
أنت حين تسب أديان الآخرين سيسبوا دينك كذلك، وهذا ما لا يريده الله سبحانه وتعالى، ما المطلوب إذاً؟ المطلوب أن تكون هناك مساحة محترمة تحترم في الأديان والمعتقدات بناءً على أي شيء؟ على احترام اختيار وحق الإنسان في اختيار معتقده، وهذا لا يمنع أبداً من أن يكون هناك محاججة ومناظرة وبيان للأدلة وكلام ونقاش كما كان في سورة الأنعام، هذا لا يمنع أبداً من توضيح الأشياء والأدلة أبداً، ولكن لابد أن يكون هناك مساحة للاحترام حتى لا يصبح هناك تطاول على الأديان كما هو حاصل في زماننا، لا يليق بعالم البشرية ولا بعالم الإنسانية، ولذلك قال بعدها:
(ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُون)[الأنعام:108] *



(وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ)[الأنعام:109]
يريدون مرة أخرى قضية الآيات، ولكن في واقع الأمر وحقيقة الأمر: أن القضية واضحة كما هي: الآيات موجودة، تؤمن بها خذها كما هي وعليك بالإيمان، ولكن لا مزيد نم الآيات والمعجزات الحسية ليست كثرة وعدد الآيات هو الذي يقربنا إلى الله سبحانه وتعالى أو يجعلنا أكثر إيمان، وإنما القضية متعلقة بالقلب محل الإيمان، ولذا قال:
(وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ)[الأنعام:110]

لماذا؟


لأن محل الإيمان هو ذلك القلب الذي على الإنسان أن يتوجه به تماماً، وتستمر السورة العظيمة في الحديث عن قضية الآيات، الآيات التي كان يطالب بها هؤلاء، والتي لن تزيد هؤلاء إيمان، ولن كذلك تزرع الإيمان في قلوبهم، والكلام واضح جداً رسالة قوية الإيمان يتجدد ويجدد في قلب الإنسان حين يفتح هذا الإنسان وسائل ومسامع الإدراك في قلبه التي أعطاه الله سبحانه وتعالى، ويقوم بعملية شحنها من جديد، وتقليبها واستعمالها لأجل أن تقوم بإيصاله لخالقه سبحانه، هكذا الإيمان في سورة الأنعام.

امانى يسرى محمد 10-01-2025 09:35 PM

ذم الاكثرية في القران

https://akhawat.islamway.net/forum/a...d71eb9410fb0ad

(وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ);الأنعام: 116
قضة فعلا تلفت الانتباه , الاكثرية ! الاغلبية ! ان تطعهم يضلوك عن سبيل الله ! قضية خطيرة جدا قضية خطيرة خاصةً حين ننظر في حياتنا الى طبيعة المعايير التي اصبحنا نتعامل فيها مع الاشياء
نحن في كثير من الاحيان سواء انتبهنا الى ذلك ام لم ننتبه نجري وراء الاغلبية نجري وراء راي الاكثرية من الناس الاكثرية من الاشخاص اوالغالبية من اصحاب المواقف المختلفة اصبحوا في حياتنا وفي واقعنا يوجدون شيئا من الشرعية للامر , فالناس باتت حين تنظر حتى على سبيل المثال حتى في الاشياء البسيطة احيانا في الاقبال على شراء منتج معين على سيل المثال تجد ان كثيرا من الناس يسارعون الى شراء ذلك المنتج نتيحة لكثرة اقبال الناس عليه ” الكثرة” ” الزيادة في العدد” اصبحت من المقاييس والمعايير التي تقاس بهاا صحة الاشياء من عدمها نفعها من ضرها

والقران في هذه الاية العظيمة يعدل لنا الموازين , القران العظيم يعطينا مقياس واضح لاجل ان تكون لدينا معايير واضحة معايير غير متقلبة لا تتقلب وفق امزجة الناس ولا اهوائهم , قد يسارع اكثر الناس الى شيء ويعتقدون انه نافع ولكنه ليس كذلك بهذا الشكل ولا بهذه الحدفية
( إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ*
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
اذا على اي اساس يكون المعيار والمقياس ؟
المعيار لديك المعيار موجود في هذا المنهج العظيم المعيار موجود فيما يرضي الله عزوجل لان الذي خلق سبحانه وتعالى لا يحابي احدا من الناس , الناس قد يقعون في هذه الاشكاليات قد يحابون قد يتعرضون للظنون التوهمات الاوهام توهم اشياء غير صحيحة بعيدة عن الحقيقة بعيدة عن اليقين غير مطابقة للحقيقة ولا لواقع الامر وهو مهد لذلك سبحانه وتعالى في تلك الايات حين قال
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) [سورة الأنعام:112].

هنالك اقوا ل مزخرفة ولك ان تتخيل الان في حياتنا قضية الراي العام اصبحت قضية مسيطرة على كثير من نواحي الحياة ومعروف تاثير الراي العام وحتى في جوانب الاعلام معروف ما مدى تأثير الراي العام على اتخاذ القرارات وتسيير الامور ولكن الراي العام ينبغي ان تكون له اسس ان تكون له معايير ان تكون هناك اشياء ثابتة يرجع اليها الناس اشياء لا تتقلب بتقلب الامزجة ولا بتغير الاشخاص ولا بتبدل المصالح

امانى يسرى محمد 10-01-2025 09:35 PM

خطوط حمراء أمامك أيها المسلم ، فلا تتعدى حدودك !!



مَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوْا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيْرًا لَّيُضِلُّوْنَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِيْنَ. (سورة الأنعام أية 119).


فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ(118)الانعام
اذا كنت مؤمناً بالايات وبالقران لابد ان يظهر اثر ذلك الايمان في سلوكك وفي حياتك, في طعامك وفي شرابك, في تذوقك للاشياء, في دخولك واستعمال لتلك الاشياء التي خلقها الله وسخرها الله لك

والانعام كما نعلم هي خلق من خلق الله التي سميت بها السورة , خلق من خلق الله عزوجل
هو الذي سخرها لنا , فلذلك الانسان عليه دائما وابدا حين ياتي الى هذه الاشياء في الكون ليستفيد منها و ينتفع ان يستحضر هذه الحقيقة , ان هذه الاشياء سخرت له لاجل ان يستعملها على الوجه الذي امر به الله سبحانه وتعالى الذي خلق
(وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ )
الحرام مفصل في كتابه , بعضا من الاشخاص يبحثون عن الرخص يبحثون عن الاشياء التي فيها خلاف في قضايا معينة

القران في هذا الاية العظيم بين لي قال
( وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ)
المحرمات مفصلة في كتابه, الخطوط الحمراء التي لا ينبغي للمؤمن ان يقترب منها فلا ياكل مما لم يذكر اسم الله عليه , لماذا ؟ القضية ليست قضية قول او كلمة ,هي ليست مجرد كلمة او شعار , بسم الله الرحمن الرحيم و انتهينا ! لاء , القضية تتعلق بعمق الايمان الذي يحمله المؤمن في قلبه , انت تشهد وقلبك ينبض بالايمان به سبحانه ويقول : تقولها باللسان اشهد ان لا اله الا الله وانت ان لم تقل هذه الشهادة لا يمكن ان تدخل في هذا الدين , فكيف لا تذكر هذا الاسم على ما تاكل؟ كيف؟ لا يمكن

(وَإِنَّ كَثِيْرًا لَّيُضِلُّوْنَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ )
اذا شريعة الهوى.مقابل شريعة الله عزوجل هؤلاء الذين لا يحرمون الحرام ولا يقفون ولا يريدون ان تكون هناك خطوط حمراء في حياتهم , يريدون ان يسيروا في حياتهم كما تسير الانعام بل هم اضل في واقع الامر, الانعام لم تطلب منها الاشياء التي طلبت من بني البشر ولكن للبشر خطوط, خطوط حمراء هذه الخطوط هي الي تنظم حياته ومعيشته وهي كذلك التي تظهر انسانيته , الانسان ليس انساناَ في القران بناءا على تلك الكومة من اللحم والدم لاء , او الشكل , الانسان انسان بانسانيته وجزء من انسانيته لا يتجزا هو ما يعتقده وما يؤمن به حين لا تسيره الاهواء حين لا يصبح نهبا لاهواء و امزجة وشهوات تسيره وتتحكم فيه بل الذي يتحكم فيه ما يريده الله عزوجل منهجه وشرعته

امانى يسرى محمد 10-01-2025 09:37 PM

باطن الاثم : الخطر الاكبر في حياة المسلمين



وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120)

(وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ)
ليبين لنا ان الحلال ليس فقط هو فالاشياء الظاهرة لاء, الاثم اثم جامع لكل ماحرمه الله عزوجل ظاهرا وباطنا, وذكرنا في امثلة سابقة حين تدبرنا في سورة النساء قلنا: بعض الاشخاص لا يمكن ان تحدثه ابدا لا يمكن ان تحدثه نفسه بان تمتد يده الى تناول لحم الخنزير مستحيل , او الميتة او ما شابه مستحيل , من المسلمين شيء عظيم جدا ولكنه لا يتورع في نفس الوقت عن ان تمتد يده الى اكل اموال الناس بالباطل , رشوة اختلاس ربى اكل اموال اليتامى و سيأتي الكلام في سورة الانعام عن اكل اموال اليتامى اكل حرام

فكما انك لا يتبغي ان تاكل مما لم يذكر اسم الله عليه لا ينبغي لك ان تاكل من كافة المحرمات المعنوية التي لم يظهر لك حساً او ظاهرا انها محرمة , بمعنى ليست من مالم يذكر اسم الله عليه , ليست منخنقة ليست لم تذبح على النصب , ليست لم لم لم , مافيها من هذه الاشيا ء ولكن فيها عطب من نوع اخر , ماهو نوع ذلك العطب ؟ العطب الباطني المعنوي , ربى اختلاس باطل اكل اموال الناس بالباطل غش تدليس , وهذه الايه دستور في حياة المؤمن لا ينبغي ان يتخلف عنها وتتدبروا في بقية الاية قال عزوجل
(وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ)

عجيب ! يكسبون الاثم ! سيجزون بما كانو بقترفون!
وللاسف للاسف الاثم ظاهره وباطنه, القران يتحدث عن الاثم وقال :
ذروا ظاهر الاثم وباطنه .

وللاسف في حياتنا اليوم نحن كمسلمين عشرات المظاهر التي ماعاد الناس يفرقون بها بين ظاهر الاثم وباطنه كمثال الغش , الغش بكل اشكاله وصوره , الغش ليس فقط في الاشياء البسيطة التي تعلمنا عليها ونحن في الصغر , الفاسد يأخذ ويترك على جنب وثم يوضع من فوقه شيء صالح في بضاعة او منتج او ماشابه الى اخره , تعدى هذا بكثير .

اليوم لدينا ظاهرة خطيرة كثرا من المؤوسسات االتعليمية من مدارس من معاهد من جامعات بمستويات مختلفة اظهرت الغش , الغش في الامتحانات الغش في البحوث الغش الدراسات الغش في المشاريع الغش في الرسائل الجامعية الغش في كثير من الاشياء, الانتحال الاكاديمي ان ينتحل الانسان افكارا و اشياء ليست له ولكن ينسب هذه الاشياء لنفسه لتظهر باسمه هذا غش هذا من باطن الاثم , والله سبحانه وتعالى نهى عن كل تلك الاشياء نهى عن كل اشكال التزوير والانتحال

المؤمن ليس بخداع ليس بغشاش ولا يدرك هؤلاء انه حين يتكسبون بتلك الوسائل من الغش او من تلك الوسائل الربحية القائمة على الغش والتزييف والتزوير انما هم في واقع الامر ياكلون اموالا حرام مشبوهة اقل ما يقال عنهم . فالانسان الذي يدخل على نفسه وعلى بيته وعلى اولاده واسرته اموال فيها شبهة و حرام هذا كيف له ان تستقيم الحياه معه علاقة اوادبا او تعلما او تشريعا كيف ؟ الحرام واحد لا يتجزء سواء كان مما لم يذكر اسم الله عليه او كان من اشياء اخر, ظاهر الاثم و باطنه ولذلك جاء القران في الاية التي تليها و قال
{وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اللَّهِ عَلَيْهِ...} الآية. [121]

قضية خطيرة قضية تشكل هوية الايمان هوية الانسان المؤمن تميزه عن غيره تطرح قضية الرسالة الايمانية رسالة القران , انت اريد منك ان تقوم بعملية ايصال الرسالة الى امم الارض كيف ستقوم بارسال تلك الرسالة وانت تعيش حالة من التميع , لا هوية ! جوانب من تلك الهوية ان يكون الاكل الذي يدخل في جوفك حلال طيب ليس فيه اثم , فلا تاكل من ما لم يذكر اسم الله عليه

امانى يسرى محمد 10-01-2025 09:41 PM

الجدل المذموم


{وَإِنّ الشّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىَ أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }
الجدال في هذه القضية ليس بغاية اظهار الحق من الباطل ,
ليس لاجل التوصل الى الحقيقة واظهارها , اذا هو باي سبب؟
هو لمجرد الجدال لمجرد احداث البلبله في الواقع وهذه نقطة مهمه ,
كثير من الاسئلة التي تتعلق بالحلال و بالحرام في الواقع اصبح الدافع من ورائها اثارت البلبلة والشكوك والتوهمات, فعلى الانسان ان يتقي الله عزوجل قبل ان يسال السؤال قبل ان يتلفظ بالسؤال عن الشيء عليه ان يتذكر و يستحضرتلك المواقف التي مر بها بنو اسرائيل, والقران حذر منها , كانوا يسالون عن الاشياء ولكن ليس من باب الطاعة والاستجابه وانما من باب المزيد من الاسئلة و الجدال ومحاولة التخلص من الخضوع للحكم الشريع وليس من باب التورع ولا الورع وهذه قضية خطيرة جدا , اسئلة كثيرة تطرح ليل نهار خاصة مع ذلك الانفجار المعرفي والمعلوماتي الذي يعيشه العالم وسائل التواصل الاجتماعي

فالناس تسال تسال تسال قبل ان تسال سل نفسك اولا قبل ان توجه السؤال لغيرك , اسال نفسك انا لماذا اسال؟ اريد ان اتعلم ؟ اريد ان اتقرب لله عزوجل ؟ام اريد ان اتخلص من شيء او من عبئ او من حكم او ماشابه؟ تجديد النية وتصحيح النية في هذه النقطة امر في اية الاهمية.وتدبروا معي في الاية العظيمة التي جاءت بعدها ولا ننسى تلك القاعدة العظيمة في التدبر الترابط بين االايات في ما بينها , الذي يكشف عن مقاصد الايات وماتريده الايات مني في حياتي ان اقوم به !


امانى يسرى محمد 10-01-2025 09:43 PM

كن نوراً لغيرك


(
أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)


كيف كيف يكون الانسان ميت ثم بعد ذلك يحيى كيف؟


الكفر والظلال والشرك موت , موت لمعاني الانسانية في الانسان لانه الانسان لا يحيى بتلك الانفاس لا يحيى بمجرد ان يكون حيا بمعنى ان تظهر عليه علامات الحياة البيولوجية او الفوسيولوجية ( تنفس , اكل , حركة) صحيح هذه علامات الحياة ولكن العلامات المتعلقة بالبدن , والانسان ما اصبح انسان ببدنه فقط ابدا , ما اصبح انسانا بهذه الخلقة من الطين, اذا بأي شيء ؟


(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ)


الحياة هي في الايمان الحياة هي في ذلك المنهج , الحياة هي في اتباع هذا المنهج العظيم في كتاب الله عزوجل, واحيانا لو تدبرنا فعلا في كتاب الله عزوجل وكذلك في نفس الوقت وهو كما ذكرنا من اعظم قواعد التدبر ان تقرا القران وانت في ذات الوقت تقرا الواقع الذي تعيشه المجتمع من حولك بعين متفحصة عين تبحث عن العلاج لا تبحث فقط عن الداء عين لا تنظر فقط وتقع على المساوء والمعايب فقط لاجل ان تظهرها وتنتقدها فحسب لاء, وإنما تبحث عن النقد البناء بمعنى تقف على تلك العيوب والادواء لاجل ان تبحث لها عن العلاج وتقوم فعلا وتبدا الشروع في معالجتها هذا هو القران و رسالة القران .




القران يعلمنا التفكر يعلمنا ممارسة التدبر في حياتنا في مختلف الوقائع , ماذا لو انك انت كنت لا قدرالله وقع حادث طائرة او حادث سياره او اي شيء من الحوادث ؟ وانت كنت الشخص الذي قدر الله لك ان تنجو من ذلك الحادث
ومن حولك اشخاص لا تدري ايهم فارق الحياة ايهم لم يفارق, ما هو دورك كانسان؟


انت الحي الوحيد الذي على الاقل تستطيع ان تقف وتقوم وتقدم المساعدة , الدور الانساني الذي يفرضه عليك ضميرك ان تمد يد العون لهؤلاء ان تساعد ان تنقذ , الايمان حياة الايمان نور وكل ما سوى ذلك وكل ما هو خارج تلك الدائرة موت وظلال , وانت الذي بيدك الان كانسان مؤمن هداك الله عزوجل بهذا القران العظيم لهذه المعاني العظيمة ,


دورك ان تحمل النور وتسير به في تلك الظلمات لتساعد الناس وتنير لهم الطريق كما انار الله لك طريقك , وان تحاول ان تصل في مرحلة لانقاذ هؤلاء من استطعت من مرحلة الهلاك لان الله سبحانه وتعالى كتب لك هذه الحياة بالايمان.


هذا دور الانسان المؤمن

امانى يسرى محمد 10-03-2025 04:06 PM

احذروا الإعلام المضلل



(وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ )(124)الانعام



تدبروا معي هنا جاء الحديث عن الرسالة , لماذا ؟ الرسل ؟ الانبياء ؟


هم من اكثر الناس الذين يحملون النور , نور الكتاب نور الايات نور المنهج ,


(سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ)


بما كانوا يحولون بين الناس وبين الحق , بين الناس وبين الوصول الى الخير والمعروف والنور , اؤلئك الذين يحولون بين الناس وبين وصول الحقائق اليهم .


وهنا نريد في الحقيقة ان نقف عند بعض الادوار التي اصبحت فعلا تشكل محاور عديدة في مجتمعاتنا تتحكم كثيرا في حياة الناس في واقع الناس للرأي العام دور الاعلام دور وسائل الاعلام , للاسف الشديد بعض هذه الوسائل اصبحت تحول بين الناس وبين وصول الحقائق اليهم , الحقائق التي اقصد بالمعنى العام بدون تحيز بمنتهى الموضوعية بمعنى مطابقة الامر للواقع حتى في نقل الخبر , عليك ان تنقل ذلك الخبر كما حدث في الواقع لا تنقل الراي, رايك شيء اخر عما حدث , الخبر هو هو كما هو وقع في الواقع وحدث ولكن الراي هو تعليق وتصور مبني على اشياء مختلفة , فللاسف البعض اصبح يخلط بين الراي و الحقيقة فيقدم رايه على انه هو الحقيقة والواقع ان الحقيقة هي ماحدث في واقع الامر و ليس هو ما راى الناس هذا شئ ء من المكر, بسيط قد ينظر الناس اليه بشيء بسيط ولكن ليس بهين ولا بسيط فلك ان تتخيل ما يحدث الان في عالمنا و في مجتمعاتنا , كلمة الحق كلمة الخير الكلمة التي فيها نفع للناس , اصبح البعض يحول بين تلك الكلمة وبين ان تصل الى الاخرين , لماذا؟ الاهواء تحكم الاهواء , هل هذا في صالح المجتمع ؟


نحن كمجتمعات كمؤسسات كافراد بحاجة الى اجراء عمليات مراجعة للنفس ,


لا لاجل اظهار العيوب والمساوئ , وانما لاجل المعالجة والتصحيح.


::::::::::::::::::



اهم اسباب انشراح الصدر



انت حين تشكو من شيء جسدي في جسدك تذهب الى الطبيب لماذا؟ لتظهر العيب؟ لتظهر المرض؟ لا , لتعالج فما بالك حين تصاب ارواحنا وانفسنا وتصاب انفسنا وتصاب اسرنا كذلك بمختلف الادواء والعلل والامراض لا نبادر لمعالجتها ونتصور ان التكتم على الموضوع سينهي القضية وسيأتي بالحل لا, وتأملوا معي في كل الايات التي جاءت بعد ذلك وهي تقدم لنا المنهج , تقدم لنا ثمرات تطبيق المنهج في حياتك , المنهج بكل جزئياته وتفصيله قال

(وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ)الانعام 119

الحرام والحلال منهج متكامل , الايمان كل لا يتجزأ



{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)}.الانعام

{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ)
وتدبروا معي في تلك الكلمات المفردات , المفردات القرانية التي في حقيقة الامر هي تولد مفاهيم هداية انشراح للصدر
(يَشْرَحْ صَدْرَهُ)
نصا عبارة ,نحن نفتقد لانشراح الصدر اتساع الصدر للاسف في مجتمعاتنا.
للاسف في مجتمعاتنا اليوم كثير من الكبار حتى الصغار يعانون من ضيق الصدر , حالة نفسية ضيق الصدر يشعر والقران فعلا تدبروا معي في التعبير وعظمة التعبير قال

(وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ )
لماذا؟
(كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)
يتصعد في السماء فعلا العلم كشف لنا الانسان كلما يصعد في طبقات الجو العليا تقل نسبة الاكسجين فيضيق التنفس عنده , تمثيل واضح مثال واضح وهو فعلا هو فعلا هكذا الانسان يضيق صدره بالكفر , يضيق صدره بعدم الايمان بالله يشعر بالحرج بالضيق بالالم , الم نفسي من تخبط لان الصدر لا يتسع ولا ينشرح الا بتصحيح العلاقة مع الله عزوجل , ولذلك امتنى على نبيه عليه الصلاة والسلام فقال
(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)؟
شرح صدره بأي شي ؟
بالقران
ولكن كان قبل ذلك غير منشرح بأي شيء لانه كان يبحث عليه الصلاة والسلام وفي غار حراء قبل نزول القران , عن ذلك الايمان الذي يجيب على كل الاسئلة التي كانت في ذهنه عليه الصلاة والسلام وهو يتدبر ويتأمل فالكون من حوله , الايمان انشراح للصدر حقيقي والبعض قد يقف عند الاية ويقول ولكن الله يقول
( يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ)
فماذا لو ان الله ما اراد؟
الاية اجابت قال
(يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)
لابد ان يكون لدي استعداد للهداية حتى يهديك الله عزوجل , الاية تتحدث عن اؤلئك الذين لا رغبة ولا استعداد ولا اي مجال لديهم لان يستمعوا لذلك المنهج الى ذلك الكتاب العظيم , هم لا يريدون ذلك هنالك حوائل هناك حواجز حالت بينهم وبين ذلك النور, بمعنى اخر انت حين تكون جالسا في غرفة او في مجلس والمجلس فيه شبابيك نوافذ وانت اغلقت النوافذ كيف يأتيك الهواء؟ كيف يدخل عليك النسيم العليل ؟ انت اغلقت النوافذ افتح النوافذ كذلك القلب كذل الايمان وانشراح الصدر به افتح منافذ الادراك افتح وسائل الادراك , وسورة الانعام من اكثر سور القران تركيزا على تشغيل وسائل الادراك سمعا وبصرا وعقلا وقلبا.
تحريك افتح منافذ الادراك استمع , وحين تستمع للقراء لا تستمع بقلب لاهى او غافل او ساه او معرض , هو قرر في ذات نفسه الا يسمع لهذا القران , اسمع اقبل عليه اقبل عليه بقلب منشرح قلب بنفس منفتحة بنفس تريد الهدى , انت حين تدعو الله عزوجل والمسلم أومر ان يقرا سورة الفاتحة في كل ركعة يركعها , انت تدعو الله عزوجل ليل نهار اهدنا الصراط المستقيم , والله سبحانه وتعالى يجيب الدعاء ولكن كن متأكدا وانت تدعو بهذا الدعاء ان يكون القلب مقبلا على الله وقت الدعاء مريدا فعلا للهداية



::::::::::::::::::::::::::::::::::



سافر إلى الله تلقى ما تُأمّلهُ


لا تخشَ دنياك إنّ الله كافِلُها




انت تطلب الهداية وتقول بلسانك اهدنا الصراط المستقيم اطلبها بقلبك سل الله عزوجل بقلبك بعمق الاحساس من قلبك ان يهديك وسيهديك الله سبحانه وتعالى , ولذلك قضية
(فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ)الانعام 125
حلت في نفس الاية اذا الانسان لا يريد الهداية لنفسه لا يسمع لا يبصر لا يتدبر في ايات الله لا فالكون لا فالنفس ولا يسمع القران الا وقلبه لاهٍ اوساهي كيف يريد الهداية هذا !
انت امامك فالطريق نحن الان حين نسير فى الشوارع والطرق هناك علامات مرورية اذهب يمين اذهب يسار العلامات موجودة ولكن اذا قرر الانسان ان لا يمشي وراء تلك العلامات هلا ممكن ان يهتدي الى الوجهة التي يريدها وهو لا يسير وفق العلامات ؟ لا .

هذا هو القران هذا هو المنهج , انت تريد الانشراح تريد النور في حياتك ان يدخل افتح افتح المنافذ للادراك سر وراء ذلك النور, اما ان ترى النور ولكن لا تحرك ساكنا ولا تحاول ان تقترب منه او ربما حتى تغلق وتحول بين ذاتك وبين وصول النور اليك , كيف يصل النور؟

وتدبروا معي قال الله تعالى
( وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126)الانعام )
تدبروا فالربط فيما نقول وفي هذه الايات العظيمة صراط ربك مستقيمَ الصراط هنا هذا هذا اسم اشاره للقريب امامك الطريق مستقيم فصله لك , بمعنى اخر ان لا يمكن ان يكون هناك انشراح فى الصدر وفي حياتك وفي قلبك واتساع بدون ان تتبع الصراط المستقيم ولو طفت الارض شرقا وغربا .

بعض الاشخاص حين تضيق صدورهم ونفوسهم يعتقدون ان الترويح والترفيه يحل القضية , فعلا ممكن ولكن كذلك لا ينبغي ان ننسى قبل ان تبحث عن الترويح والترفيه والتنزه وقضاء الاوقات بالاجازات والسفر وتسافر بعيدا ابحث في اعماق قلبك وصدرك عن اسباب الضيق , اذا بحثت عن اسباب الضيق فعلا في داخل نفسك فوجدت ان تلك الاسباب تتعلق بعلاقتك مع الله .
صحح العلاقة وسافر الى الله الى ربك قبل ان تسافر بعيدا في مشارق الارض ومغاربها .

قلبك معك اينما سافرت واينما حللت , فكرك معك اينما سافرت لا يتغير ولكن انت غيره وفق المنهج الذي جاء به ربي سبحانه وتعالى , لهؤلاء الذين يمشون على صراط مستقيم في الدنيا جاء بالثمرة شرح الصدر
صدور منشرحة , قضية شرح الصدر قضية في غاية الاهمية قد يكون الانسان فقيرا معدما تعيش اسرة كاملة في بيت جدا صغيرة من غرفة اوغرفتين
ولكن قلوبهم منشرحة الصدور منشرحة, باي شي ؟
بتلك العلاقة بحسن الظن بالله عزوجل جميل التوكل عليه بنور اليقين به , وقد يسكن الانسان قصرا متعدد الطوابق والغرف متسع جدا ولكنه يكاد يختنق تحت جدرانه واسقفه .

:::::::::::::::::::::::



تذكر الآخرة وتذكر الموت يعينك على إحياء قلبك




https://akhawat.islamway.net/forum/a...f7988f12f44309


(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)الانعام 128



(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا )



الحديث عن الاخرة ثمرات الايمان بالمنهج والسير بالنور في الحياة نور القران العظيم فالدنيا هذه الثمرة حياة وانشراح صدر وفي الاخرة دار السلام , وفي الموقف في موقف الحشر سيحشر الناس جميعا



( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ)



قضية الصراع الموجود قضية الابتلأت وطبيعة الاختبار في الدنيا , كان العرب فالجاهلية يعوذون برجال من الجن والقرأن ذكرها في مواضع في سور اخرى من سورة الجن ( كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقَ ) كانوا يعتقدون ان الجن لديه قوة خارقة فاذا مالاذوا ولجأوا الى ذلك الجن فسيصبحون في مأمن نوع من انواع الحماية , الجن يوفر لهم حماية هكذا يتوهموا وكانوا اذا نزلوا منزلا وخاصة فالليل قالوا نعوذ بسيد هذا الوادي من الجن , تدبروا معي



(اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ)



لماذا؟

لان الخطاب قال الله عزوجل بعدها



({يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) الانعام}



( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي )



الجن والانس امم وجه الله لها رسل قال

( وما خلقت الجن والانس الا لييعبدون )

فالرسل جاءتكم

( يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا)



استحضار مواقف يوم في القيمة اثناء الحديث عن المنهج دليل واضح على ان الانسان مما يخفف عنه المشي والسير وفق ما اراد الله عزوجل وفق المنهج في الحياة لانه يواجه بتحديات بعوائق بصعوبات ان يستحضر يوم القيامة مواقف يوم القيامة فتطيب نفسه وتهدأ ويهدأ قلبه

هذا التواصل المستمر مع الاخرة لماذا؟

حتى لا يقسو قلبه لانه قسوة القلب تميت فيه مواطن الحياة

والقدرة على استقبال القران العظيم



كثرة ذكر الاخرة استذكر الاخرة قضية في غاية الاهمية في حياتنا , نحن نؤمن بالاخرة اليوم نحن كمسلمين نؤمن بالاخرة , ليس الاشكالية بالايمان فقط الاشكالية اننا نؤمن بالاخرة ولكننا لا نذكرها احيانا الا قليل نحتاج ان نقوم بزيادة في جرعات التذكر لماذا؟


حتى لا يحصل لدينا الاغترار بالدنيا



:::::::::::


لا عقاب إلا بعد إنذار



ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) الانعام



الانسان المؤمن عليه ان يمشي , ربي عزوجل جعل له نورا واحياه بالايمان فعليه ان يمشي بين الناس بذلك النور بمنهج التطبيق في حياته



تخيل نفسك كانك تحمل مصباحا او شمعة وكل ما حولك ظلام فعليك ان تسير ان تمشي و المؤمن بمنهجه وسيره وفق ما امر الله سبحانه وتعالى هو يمشي بين الناس وهو معه نور , جعلنا له نورا يمشي به فى الناس لماذا؟



لاجل ان تمنع من اتساع دائرة الفساد والمفسدين وتحكم اكابر المجرمين في مصائر الامم والشعوب والسنة واضحة في كتاب الله عزوجل القانون هنا



( لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ)



يبعث لهم رسل وقال في الاية التي قبل



(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي )



لماذا يأتي الرسل ؟



حتى لا يكون هناك غفلة , الناس لا يكونون في غفلة وبالتالي اذا وقع العقاب او العقوبة الجماعية هنا ؟ تأتي بناءا على على اي شيء ؟



تأتي بعد الانذار وعدم الاستجابة ولكن ليس قبل ذلك.



ارسل الرسل انزل الكتب انذر الناس انذرهم من اي شيء ؟



انك حين لا تسير وفق ذلك المنهج في حياتك النتيجة هي الهلاك والهلاك كما ذكرنا في مرة السابقة الهلاك الدنيوي فقر مجاعات كوارث طبيعية تهجير اعتداء غزو خارجي قتل سفك دماء ضرب اشكال متنوعة تفرق تمزق طائفية اشكال متنوعة وليس شكلا واحدا. مالسبب ؟



عدم اتباع المنهج

( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ(132)الانعام

لماذا المنهج والاوامر ؟

لاجلنا نحن ولكن تطبيقنا للمنهج في حياتنا لن يزيد الله شيء فهو الغني ومن رحمته ان انزل ذلك المنهج ارسل الرسل وانزل الكتب

( وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133الانعام

تدبروا في الايات يستخلف ؟

لماذا الحديث هنا عن قضية الاستخلاف والمداولة ؟

تذكير الناس بحاجتهم لتطبيق المنهج وبدورهم في الحياة في تطبيق المنهج



{ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس } ( آل عمران : 140 )



لديك فرصة محدودة سواء كنت فردا او مجتمعا او امة طبق المنهج كما اراد الله عزوجل إن لم تُطبق خلال تلك الفترة المحدودة يستخلف قوما اخرين ,




هل يزيد او ينقص ذلك في ملكه شيء ؟ ابدا.
:::::::::::::::::::::::



وظفْ إمكانياتك




https://akhawat.islamway.net/forum/a...cb44e481c79861


(إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (134))الانعام
فقرار الايمان وتغيير الحياة وفق منهج الله عزوجل هو لصالحك انت ايه الانسان وليس لصالح احد اخر
(قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135) )الانعام

ربي سبحانه وتعالى مكن كل فرد منا وكل امة كل مجتمع من اشياء ادوات وسائل ربما يكون ربي سبحانه وتعالى مكنك في علم ربما مكنك في موهبة معينة ربما مكنك في شيء لم يمكن غيرك فيه والمطلوب منك ان تعمل وفق امكانياتك وفق مكانتك وفق ما مكنك الله فيه

اعمل اعمل وحين تعمل عليك ان تستحضر و تدرك ودائما تضع في حسبانك من تكون له عاقبة الدار وعليك ان دائما تضع في حسبانك ان اعمالك معروضة عليه سبحانه فلا تظلم ولا تطغى ولا تقصر ولا تهمل فيما مكنك الله فيه

من الاشياء الملاحظة في حياتنا ان بعض الاشخاص يمكنهم الله عزوجل من اشياء كثيرة مسؤوليات تقع تحت ايدهم على سبيل المثال ” الاعلام” هذا تمكين ربما ربي عزوجل مكنك في جانب معين لديك قدرات في مجال الاعلام ماذا فعلت بها ؟ وظفتها فعلا وفق ما اراد الله ؟ وظفتها فالخير فالنفع ؟ نفع الانسان نفه المجتمع ؟ ام ماذا فعلت بها ؟ هذا سؤال في غاية الاهمية سورة الانعام توقفنا عليه .

توقف كل واحد منا ان يسأل نفسه ماذا عملت في ما مكنني الله فيه ؟ مكنك على سبيل المثال في لغة معينة لغة من اللغات ماذا فعلت بها ؟ تتقن لغة اخرى انجليزي فرنسي الماني ؟ ماذا فعلت بها ؟ هل وظفتها فالخير ؟ هل استعملت تلك الامكانيات فيما يرضي الله عزوجل ؟ وعلى فكرة عدم كذلك توظيف الامكانيات او اهمال الامكانيات والتقصيرفي استعمالها بما ينفع الناس وبما امر الله به هذا ايضا الانسان يحاسب عليه .

بعض الاشخاص لديهم امكانيات مهول لا يفعلون بها شيء وبعض الاشخاص والامثلة اكثر من ان تعد وتحصى هم افراد امكانياتهم محدودة ويقومون بلما لا تقوم به دول وامم تعليما ونفعا وعطاءا وانفاقا واحسانا وبرا وعناية بالفقراء بالمحتاجين شيء عجيب , فرد يقوم بما لا تقوم به مؤسسات و دول واحيانا نجد فرد ايضا اوعطي امكانيات مهولة اموال صلاحيات مسؤؤليات قرارات اشياء مختلفة لا يفعل بها شيء عاجز , العجز والتقصير انت محاسب عليه .

اعملوا على مكانتكم لديك جاه وظفه فيما يرضي الله في اي شيء؟



فالنفع والنهي عن الفساد اقامة الصالح ومنع الظلم والفساد , لديك امكانيات مادية استعملها في نفس الغرض لديك امكانيات علمية استعملها تقنية استعملها

انظر في امكانياتك بعض الاشخاص للاسف الشديد يركزون على ما لا يملكون ويتركون ما يملكون خطأ كبير ركز على امكانياتك ركز على ما تملك وما مكنك الله فيه لان الاشياء كل الاشياء عارين ولابد في يوم ان تسترد تلك الودائع والعارين لابد
استعملها في ما امرالله سبحانه



امانى يسرى محمد 10-08-2025 05:27 AM

الافتراء على الله

(وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا)
قضية الانعام قضية السورة لان هذا نوع من انواع التمكين هذا مثل,
ربي عزوجل مكنهم في شيء ذرء خلق لهم من الحرث والانعام فماذا كانت النتيجة ؟
اشركوا بالله سبحانه وتعالى قالوا
(هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا)

, انحراف انحراف في استعمال ما خلق الله وما مكنهم الله فيه
ولذلك قال بعدها
(وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ(137) الانعام)

تدبروا فالاية قضية الشركاء قضية مهمة لماذا ؟
سورة الانعام تحدثنا عن تنقية التوحيد الذي لا تستقيم بدونه الحياة بدون التوحيد وتنقية التوحيد وتصفية الايمان والا يكون للانسان وليا من دون الله قضية في غاية الاهمية ولذلك القران في ايات كثيرة منها سورة الانعام
( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا)

الشرك اشكال متنوعة متعددة فواحدة من تلك الجوانب ان يكون مصدر التشريع غير المنهج الذي امر به الله سبحانه وتعالى , مصدر الشريع الشركاء يحلون ويحرمون من اهوائهم ووفق اهوائهم ومن ما يقولون لهم شركائهم تدبروا معي
( زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)

شركاءهم زينوا القبيح فراول القبيح جميلا راوا الحسن قبيحا راوا الحلال حراما ورأوا الحرام حلال وهذا واقع كذلك في مجتمعاتنا , بعض المجتمعات اليوم الامر حرام ولكنه لا يراه حرام

رشوة على سبيل المثال حرام سواء سميت تلك الرشوة هدية اكرامية سميت سمي ماتشاء هذا لا يغير من حيقيتها هذا لا يغير من حقيقتها ,انت اليوم ان سميت الليل نهار وان سميت النهار ليل هل سيغير من طبيعة الليل والنهار ؟

لا , لا يغير من حقيقتها شيء سيبقى الليل ليلا وسيبق النهار نهارا , كل ما هنالك انت تلاعبت بالاسماء ونفس الشيء يقال على تلك الاشياء التي نتكلم عنها الان الفساد والانحراف والفواحش وقلة الحياء او انعدام الحياء في بعض الاحيان هذا لا يمكن ان يطلق عليه اسم واطلاق اسم المحبة او المشاعر او العواطف او الفن او ماشابه لن يغير من حال واقعها شيء ابدا سيبقى الفساد فسادا وسيبقى ذلك الانحطاط انحطاط بقطع النظر عن التزيين لن يغير في حقيقته شيء تدبروا في الاية
(وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَّا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَن نَّشَاءُ)

بزعمهم ولذلك في نهاية الايات قال سنجزيهم بما كانوا يفترون ,
افتراء افتراء على الله بالكذب يحرمون ويحللون على امزجتهم انعام وحرث لا يطعمها

حرموا على انفسهم اشياء معينة ما حرمها الله والله فصل لهم ما حرم عليهم ولكنهم ما ارادوا السير وفق ذلك المنهج بزعمهم وقالوا
( وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا)
يشرعون من جراء اهواءهم وانفسهم وشركائهم تدبرو في الاية
(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140) الانعام

تدبروا الاية تحريم ما احل الله عزوجل افتراء على الله ما عاقبته ؟
(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ)

زين كذلك لهم شركاءهم ان يقتلوا اولادهم خشية املاق خشية اشياء مختلفة متعددة
قتلو ا الاناث في بعض القبائل العربية كانوا يقتلونا يؤدون البنات خشية العار , ممارسات
من الذي حرم واعطى حق التشريع هنا ؟ الرب الذي خلق ؟
لا , اذا افتراءا على الله تدبروا في الاية
(وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ)

نور وظلام ... ايمان وكفر..
ليس هناك شيء في منتصف الطريق نصف ظلال ونصف هدى لا , بمعنى اخر و تدبروا معي فالتركيز بسورة الانعام هنا على قضية التشريع يبين ان الايمان والتوحيد الذي تبنيه هذه السورة العظيمة لا ينفك عن التشريع والتطبيق لابد لابد ان يمشي بين الناس بذلك النور

..............

وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ

( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141)الانعام

(كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )

تدبروا في كيفية الربط بين التشريع
(وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ )
الزكاة زكاة الثمار زكاة الزروع وبين الذي انشأ ,
تدبروا في ذلك الربط المعجز بمعنى الكلمة

(وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَمُتَشَا بِهٍ)


( كُلُوا مِن ثَمَرِه )

اذا انت تزرع انت كمزارع كفلاح تبذر البذر ولكن من الذي انشأ ؟
الخالق سبحانه وتعالى .

(وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ )
انت الان على سبيل المثال اجيرا تعمل في ارض في مزرعة في بستان, عملك انك تعمل في هذه الارض لصاحب الارض لمالكها هو الذي يقول لك افعل ولا تفعل ازرع ولا تزرع خذ ولا تأخذ لانه مالك وانت اجير ولله المثل الاعلى ولله المثل الاعلى .

الذي انشأ هو الله سبحانه وتعالى فالذي انشئ هو الذي يملك حق التشريع فأمرك بان (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ),

.المال يامرك بأن تنفقه فى الحق في الخير الزكاة في نفع الناس فالحرام لا تنفه على ما حرم الله لانهم كانوا يفعلون ويذبحون ما يذبحون ويتقربون بها للاصنام هذا مثل من الامثال , السلوكيات المخالفة لمنهج الله سبحانه وتعالى

(وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )
ولا يحب الانفاق فى الحرام وكل مال ينفق في حرام مها كان قليلا ولو كان فلسا واحدا فهو اسراف .
كل مال ينفق فى الحرام ولو كان ضئيلا فهو حرام اسراف والله سبحانه لا يحب المسرفين , المال ماله والرزق رزقه والعطاء عطاءه فانفه فيما يحب لا فيما لا يحب فإنه لا يحب المسرفين


:::::::


احذروا خطوات الشياطين



(وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (142)الانعام


(وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً )
تذكير بنعم الله عزوجل تذكير بالاءه ونعمه وفعلا تغيرت الازمنة وتبدل الواقع وتغيرت واصبح هناك معامل للمنسوجات ومصانع ولكن في نهاية الامر من اين تأخذ تلك المصادر من أين تاخذ تلك المواد الخام ؟ هذه هي الانعام

( كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ )

من الذي رزق؟

الله , وهو الذي يملك حق التشريع ,

(وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ)

لما جاء بذكر الخطوات ؟

الشيطان في قضايا التشريع لا يقول مباشرة للانسان افعل الحرام لا, يسلك مسالك مختلفة يأخذ الانسان خطوة خطوة خطوة خطوة نحو الحرام لماذا ؟

لانه لكم عدوا مبين عدو بائن في عداوته ظاهر في معادته لكم لا يمكن ابدا ان يقول لكم على شيء حلال فعلا وهو يكون الله سبحانه وتعالى قد احله ابدا , يقول لكم عن الحرام حلالا وعن الحلال حراما فيحل الانسان ما حرم الله ويحرم ما احل الله كما كان يفعل المشركون . حرموا من هذه الانعام اشياء احلها الله لهم وفي نفس الوقت احلوا اشياء حرمها الله عليهم

(ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (143)الانعام

قمة الكفر المبني على اتباع خطوات الشيطان ,

ثم جاء بالتفاصيل

(ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ )

وفي نهاية الامر (فمن اظلم ممن افترى )

مرة اخرى تأكيد المعنى

(افترى على الله كذبا )

من خلال اي شيء؟
تزيين الباطل محاولة تغيير الحقائق كما يحدث احيانا في بعض مجتمعاتنا اليوم .

امانى يسرى محمد 10-08-2025 09:28 PM

تسمية المحرمات بغير أسمائها


{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام:144]

الكذب ما عاد يسمى باسمه , كلمة كذب كلمة كريهة بغيظة حتى في لفظها
الناس ما عادت تسميه كذبا , تسميه مجاملة تسميه اتيكيت تسميه اي اسم اخر ولكن هذا لا يغير من جوهره ولا حقيقته فربي هنا عزوجل يحذرنا من هذا المسلك
(افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا) لماذا ؟

(لِيُضِلَّالنَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
يظل الناس بغير علمه فيفتري على الله الكذب فيصور الاشياء على غير حقيقتها و يعطيها مسميات غير حقيقتها غير حقيقية ليست بحقيقية , الانحراف الفساد اصبح فن الفواحس اصبحت حب عواطف وكل الناس تميل نحو هذه الاشياء ولكن هي ليست هذا كهذا الربا ليست كالبيع
(وَأَحَلَّاللهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)

لكنهم هم قالوا ان البيع مثل الربا ,
لكن الحقيقة ان الله احل البيع وحرم الربى وهكذا في كل شيء .
اذا اين المحرمات
فصلها لكم
(قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خنزير )



…. تفاصيل التحريم وفي نفس الوقت حرم على الذين هادوا اشياء معينة ,

كل ذي ظفر حرمها فصلها ولكن شدد في التحريم عليه لماذا؟
(جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ )



ببغيم وظلمهم وعدوانهم وافترائهم حتى لا يقع الناس فيما وقع ببني اسرائيل من البغي والاعتداء , اي بغي واعتداء؟ تحريم ما احل الله واباحة ما حرم الله , تدبروا معي فى الاية ثم جاء بعد ذلك فى الايات ليبين القضية التي قلنا وناقشناها في اكثر من مرة بعض المشركين يفتري على الله الكذب فيحتج وهو ليس فقط فالمشركين , مدلف خطير جدا بعض الاشخاص يقول تسأله يا فلان متى ستصلي وتنتظم في صلاتك ؟ عندما يهديني الله , افتراء على الله عزوجل يحسب هذه الكلمة هينة وهي عند الله عظيمة

(سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ)

مشيئة الله لو يريد ان يهديني لهداني ,

تدبروا فى الافتراء على الله كذلك

::::::::::


هل الهداية قرار إنساني؟


https://akhawat.islamway.net/forum/u...1363246922.png

انت تختار
( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ )
بين واوضح لك اختيار علمه سبحانه وتعالى وارادته عزوجل لا تتدخل هنا في اختيارك انت اقام الحجة عليك ولذلك قال
( فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) الانعام

و ربي عزوجل يحاسبنا على اعمالنا لا يحاسبنا على ما يعلمه منا وهو عالم بنا, ,يعلم من الذي مهتدي هو اعلم بعباده اعلم بالمهتدين قالوا في الاية ولكنه لا يحاسبنا بعلمه سبحانه يحاسبنا باعمالنا بما نعمل , اكثر من مرة وردت في كتاب الله في السورة في هذه السورة سورة الانعام
(بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (بِبَغْيِهِمْ)
اذا هو العمل , انت لديك حرية الاختيار ولكن هذه واحدة من المجادلات التي يجادل فيها الانسان ليبرر لنفسه الظلال ليبرر لنفسه البعد عن الله عزوجل

متى تصلي يا فلان ؟
عندما يأتي رمضان و يأتي رمضان ربما يصلي ولا يصلي ويأتي بعدها شهر وشهر واذا بالعمر قد انقضى وانتهى, تسويف تاجيل افتراء , قرار الايمان قرارك أنت قرار لاجلك انت , قرار لاجل حياتك انت
( مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لنفسه )الاسراء 15
وكذلك جاء فى الاية

(قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ )(150)الانعام

(قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ )
فالاليات التي تأتي فالسورة علم وشهادة وظن مقابلها لماذا؟

ليبين لي ان القرار بالايمان ينبغي ان يكون قائمة باستعمال اليات معينة ادوات العلم , علم شهادة شهداء تقييم , انت حين تحرم تقول هذا حرام ماهو دليلك؟
من اين جئت بهذا التحريم او التحليل ؟ اين الشهادة على هذا ؟
الشهادة وسيلة من وسائل الاثبات . ولكن الشهداء حتى اذا شهدوا من شهداء شهداء ظالين , شهداء زور, قال

(وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)
:::::::::::


( نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ )



قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)الانعام



تدبروا معي فى كلمة , ماقال واحسنوا الى الوالدين قال
(وبالوالدين إِحْسَانًا)
, مطلقة مطلق اشكال الاحسان بالوالدين ,احسان بالقول احسان بالدعاء احسان بالعمل احسان بالعواطف احسان بالمشاعر احسان بالطاعة احسان بالترضي

وتدبروا كذلك في قوله
(وبالوالدين)
بقطع النظر كافر مؤمن بقطع النظر هو والد ,

عظمة القران عظمة قيم القران .



هذه القيم التي ان لنا ان نجعلها رسالة رسالة نقوم باصالها للعالم , العالم الذي يعاني من جراء عدم تطبيق هذه الامور في حياتنا وفي واقعنا , وتدبروا ايضا فى الاية جاءت على عشرات الممارسات التي كانت موجودة في المجتمع الجاهلي , بعض الممارسات لاتزال موجودة وبطرق مختلفة
( وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ )
الفقر شدة الفقر تدبروا فالاية
(نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ )
بدأ بهم قال
( نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ )

الرزاق الذي يرزقك انت ابتداءا هو , فاذا كيف يستقيم الامر وتعتقد ان الاولاد في حياتك سيضيقون علي بالرزق ؟ لا , ممارسة من الممارسات التي كانت موجودة للاسف الشديد ولا تزال في بعض المجتمعات ولكن بطرق مختلفة , القضية ليست معناها ليست قضية انه تكاثر فقط فى الاولاد لا , الحفاظ على هذه القيمة المجتمعية , قيمة النسل والحفاظ عليه , قيمة انسانية مجتمعية لا ينبغي ان يقف قضية او تقف قضية الرزق حائلا دونها
::::::::::

لا تقربوا الفواحش


https://akhawat.islamway.net/forum/a...0fe47456a0d4a3


( وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)
ليس هناك ازدواجية في هذا المنهج العظيم , لا تقربوا بينك وبين الحرام لابد ان تكون هناك مساحة , ولا تقف عند الحافة لان بعض الاشخاص يقول لك لا هو حرام اذا خلاص يبدأ بيني وبين الحرام شعرة واحدة لا , لا اترك مساحة واسعة بينك وبين الحرام وهذا مايطلق عليه بعض العلماء والمفسرين الورع , يترك شيء من الحلال ورعا مخافة ان يقع في شيء فيه شبهة او حرام .



تدبروا فى الايات والناس اليوم في بعض الاحيان تسأل هو حرام؟ ماعادت تسأل عن المكروه فتجتنبه حتى تتقرب وتتحبب الى الله عزوجل , فقط حرام ؟

اسود وابيض

في حين ان الله عزوجل يقول
(( وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)
كل الاثم كل المحرم بمعنى اخر وتكلمنا عن الاكل المعنوي الحرام المعنوي , المال المال الذي فيه شبهة نحن بحاجة ان نراجع حساباتنا اليوم مراجعة دقيقة ننظر فالاشياء التي فيها شبهة فلا ندخلها على انفسنا ولا نقترب منها , نبتعد عنها مخافة ان نقع فالاثم وفالحرام , فكيف بالحرام؟
اذا لا تقربوا لا تقربوا ما ظهر منها وما بطن



نحن بحاجة الى هذه المراجعة الحقيقية والبعد عن الازدواجية ,
حرم عليك قبل قليل ذكر لحم خنزير ولكن الذي حرم لحم الخنزير هو كذلك الذي حرم اكل اموال الناس بالباطل فلا تأكلها بالباطل ولا تعتبر ان الغش والخداع والتدنيس واكل اموال الناس بالباطل شيء من التجارة والذكاء والعبقرية , في التجارة, هذا ليس ذكاء ولا عبقرية هذا غش واكل اموال الناس بالباطل , شركات وهمية شركات وهمية تقام وتأسس وتبنى باموال الناس وتباع فيها اسهم بالملايين وتأخذها , تقوم بجمع الاموال من الناس وتفتري على الناس الكذب وتقول لهم ارباح ارباح 10% و 20% و 30و 40 ثم خلال شهور تقوم بجمع هذه الاموال والاتجار بها والربح منها والتكسب من تلك الاموال ثم اما ترد كما هي لاصحابها بزعم ان تلك الشركة قد افلست او حتى لا ترد تلك الاموال



تدبر فى الامر هذه الاموال الكثير والقليل منها انما هي نار انما يأكلون في بطونهم نار , اكل اموال الناس بالباطل نار نار حقيقية ليس فقط فى الاخرة , فى الدنيا تحرق عليك حياتك تحرق عليك كل شيء في حياتك كل شيء فلا تغتر بكثرة الاموال وانظر الى مصادرها فأنك مسائل عنها



(وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ)

النفس حرمة النفس حرمة المال حرمة الاعراض

(ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )

هذه الوصية وصية الله عزوجل للبشر .
::::::::

وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ


(وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)الانعام

(وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )

و قلنا أن في سورة الأنعام و في أكثر من موضع ربي سبحانه و تعالى يؤكد هذه الحقيقة: أن الإثم له ظاهر و باطن، و أن الحرام كذلك له ظاهر و باطن.

فكما أن الإنسان حرم عليه أن يأكل لحم الخنزير و الدم المسفوح و ما شابه في الآيات التي قبل، حرم عليه الإقتراب من مال اليتيم، حرم عليه الإقتراب من الأموال الحرام الممنوعة، المكتسبة بطرق غير مشروعة، و تدبروا في النهي: قال

(وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ)

لا تقترب منه، و أنت الوصي، التوجيه للأوصياء، للأولياء، الذين يقومون على مسؤوليات اليتيم و الحفاظ على ماله. اليتيم، جزء يفترض بحكم ما جرت عليه العادة و ما تعارف عليه الناس في المجتمع جزء ضعيف، و لكن الله عز و جل ابتدأ بحماية هذا الجزء و حذر من الإقتراب من ماله إلا بغرض تنميته و تحسينه

(إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)

إلى أن يبلغ مبلغ الرجال و يدرك المصالح و المفاسد المترتبة على إنفاق و إتلاف المال و يفرق بينها، آنذاك يعطى حقوقه كاملة، هذا النهج القرآني ما كانت تعرفه المجتمعات الجاهلية، لماذا؟



لأن منطق الحكم كان مبني على منطق القوة، الأقوى هو الذي يحكم، الأقوى هو الذي يملك حرية التصرف، و لكن القرآن أعاد الأمور إلى نصابها، أعاد البشرية و الإنسانية إلى رشدها، إلى جادة الصواب، كيف؟

المنطق منطق الحق الذي يحكم و ليس منطق القوة، و هناك فارق شاسع بين حكم منطق القوة و الغلبة و حكم منطق الحق، منطق الحق لا يفرق بين الضعيف و القوي، و لا بين الصغير و الكبير، و لا بين السيد و العبد، و لا بين الرجل و المرأة، و لا بين القريب و البعيد، أما منطق القوة فله حسابات و معايير مختلفة تماما أبطلها الإسلا م و القرآن، قال

(وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )



و تدبروا معي في موقع هذه التشريعات في ختام سورة الأنعام.

السورة بأكملها تتحدث عن الإيمان، عن علاقة الإنسان بربه و كيف تبنى، عن الإيمان كيف يغرس في النفوس، الإيمان الذي يحقق الأمن و الطمأنينة في المجتمع و في حياة الفرد، و في ختام السورة يأتي بالتشريعات ليؤكد هذه الحقيقة:

أن الإيمان لا يكتفى فيه أن يقتنع الإنسان بقلبه، و يقول بلسانه كلمة الشهادة، و لكن لا بد أن يطبق المنهج في واقع الاحياة ، في هذه التفاصيل التي يذكرها القرآن
:::::::::::

الأمر بالوفاء في الكيل والميزان

(وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)[الأنعام: 152]،
( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ)
و الكيل و الميزان ليست مجرد المكاييل و الموازين التي يتعارف عليها الناس،
تعارف عليها حتى في السابق و لا تزال طبعا موجودة، كل شيء…
الوفاء بحقوق الآخرين، في البيع، في الشراء، في التعامل‘ في الأخذ، في العطاء، في القول،
في الحديث عن الآخرين
( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ)
عدل، منطق العدل، منطق الحق الذي أقامه القرآن على عين الإيمان.

الإيمان الذي لا يحقق في نفسك عدلا اتجاه الآخرين هذا إيمان ضعيف، إيمان مهزوز،
الإيمان الذي لا يمنعك من قول الكذب على الآخرين و الإفتراء عليهم هذا ليس بإيمان.
و تدبروا معي في ترتب و ترتيب الكلمات في الآية و الواجبات و الأوامر
(لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)
هذه الأوامر و التشريعات هي في حدود طاقة البشر، ليست خارج إطار طاقتهم أو قدر اتهم.
الإنسان يستطيع القيام بالعدل فعليه أن يقوم به،

امانى يسرى محمد 10-11-2025 03:03 PM

العدل في القول


( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى)
تدبروا في معاني الآية:

الإيمان الذي يدفعك أن تقول الحق و لو على نفسك أو الأقربين
( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا )
بمعنى آخر: راقب أقوالك، راقب تلك الكلمات التي تتلفظ بها و تحرى العدل فيها، تحرى العدل فيما تقول، هذا هو الإيمان، العدل الذي لا يفرق بين الصديق و العدو،

و لا بين القريب و البعيد،
و لذلك قال ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ) مطلقا (وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى)
و لو كان قول العدل سيكون ضد الأقارب، ضد من هو قريب أو حبيب إلى نفسك، و لو كان الوالدين أو الأقربين أو النفس… بقطع النظر، العدل في القرآن قيمة مطلقة، العدل قولا و العدل فعلا، و التناسب واضح في

(وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا)،


كما أن عليك أن تتحرى العدالة و الوفاء في التعامل، في الكيل و في الميزان عليك كذلك أن تتحرى العدالة في أقوالك، في كلماتك، في تصرفاتك. بعض الناس إذا كانوا على علاقة طيبة أو جيدة بأحد من الأشخاص قالوا فيه ما ليس فيه، مدحا و ثناء، و إذا خالفهم في شيء أو اختلفوا معه و حدث نزاع بينهم قالوا كذلك عنه ما ليس فيه، افتراء، كذب، ألصقوا فيه تهما ليست فيه، لماذا؟



لأن الذي يتحكم هنا ليس منطق العدل، منطق الهوى، هوى النفس، و القرآن لا يريد أن تحكم أهواء النفوس في حياة البشر و المجتمعات لأنها إن حكمت أفسدتها، و إن حكمت تولد الظلم، و ما انتشر الظلم في مجتمع و لا في أمة إلا أفسدها، أفسدها بكل أشكال الفساد، فساد مادي، فساد أخلاقي، فساد إجتماعي، فساد أسري..كل أشكال الفساد، ذاك الفساد الذي لا يمكن أبدا أن يأتي بالنفع على المجتمع إلا أن يطيح ذلك المجتمع بالهلاك، بأي شكل من أشكال الهلاك، فلذلك كان العدل هو الذي يصون المجتمعات و يصون الأفراد، بمعنى آخر، إذا أردنا أن نحقق أمنا حقيقيا و قد تكلمت سورة الأنعام عن الأمن، فالأمن لا يتحقق إلا بوجود العدالة، بوجود أناس مؤمنين يخافون الله عز و جل، يتقون الله سبحانه و تعالى في أقوالهم و أفعالهم، في أقوالهم و حديثهم عن الآخرين، الميزان- ميزان العدل- لا يعرف هوى النفس، لا يعرف الغضب و الرضا، و لكن إذا أنت لم تراقب الله عز و جل في رضاك أو في غضبك فيما تقوله عن الآخرين، فما الذي يعصمك، و ما الذي يمنعك؟


و ما الذي يترتب بعد ذلك؟


الإنسان إذا لم يجعل له هذه الصيانة في نفسه، لا ممكن أن ينتشر الأمان و العدل أو يسود العدل أبدا، و إذا أراد الإنسان أن يحفظ عرضه فعليه أن يحفظ أعراض الناس، إ ذا أردت أن تحفظ عرضك، احفظ أعراض الناس، إذا أردت ألا يقال فيك إلا خيرا فلا تقول في الناس إلا خيرا. احفظ لسانك، فلسان الإنسان هو بيانه، و لسانه يفصح عما في قلبه، فإذا امتلأ القلب إيمانا و خشية و خوفا من الله سبحانه و تقوى لا يمكن أن يفصح اللسان إلا عن ذلك الرصيد عدالة و إنصافا مع الآخرين، و لذلك لا يمكن أن يكون المؤمن سبابا و لا فاحشا و لا بديئا و لا منافقا و لا مرائيا، لماذا؟ لما كان في قلبه من معاني الإيمان التي لا بد و أن تنعكس على أقواله و أفعاله.

""""""""""""

اتباع الصراط المستقيم



https://akhawat.islamway.net/forum/a...0b9a69f629c63a


(
وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا)


كل تلك العلاقات الإجتماعية – سلسلة العلاقات الإجتماعية و التشريعات- عهود بيننا و بين الله سبحانه و تعالى علينا الوفاء بها، و لذلك قال

( ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)

وصانا بهذه القيم الإنسانية، و قد قلنا سابقا ربي عز و جل حين وصف حالة الإيمان حين قال

(وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ )


نور التطبيق و المنهج، فإذا صار الإنسان بالوفاء و العدل و الحق و عدم الإقتراب من الفواحش و الحفاظ على حقوق الناس ألا ينشر ذلك النور بين الناس الذين يسير فيهم و في وسطهم؟


هو في ذاته و سلوكه و تعامله سيكون نورا يمشي فعلا في االناس، و هذا المطلوب في كتاب الله عز و جل، ليس المطلوب دائما أن نتحدث و نكثر من الكلام، و تأتي الأفعال تخالف و تناقض

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ ". الآية : 2-3 من سورة الصف

ماذا يريد مني القرآن؟


يريد أن تكون أفعالي و تصرفاتي مرآة لإيماني الذي أؤمن به، مرآة لأقوالي، لاعتقاداتي، بذلك تصبح رسالة القرآن رسالة عالمية، لأن المؤمن إذا سار بهذا الرصيد أينما حل، في أي مجتمع، حتى و لو لم يتحدث بكلمة عن الإسلام أو عن رسالة القرآن، تحدثت أفعاله عنه، تحدثت أخلاقه، تحدثت عدالته، تحدث إنصافه و وفائه بالنيابة عنه، و هذا الذي بناه القرآن في النفوس حين بنى ذلك الجيل الأول، جيل التلقي الذي تلقى القرآن بقلبه فانعكس على سلوكه و واقعه.


قال

( لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)

تدبروا في الأولى قال(تَعْقِلُونَ

هنا قال (تَذَكَّرُونَ)

و في الثالثة سيقول (تَتَّقُونَ).

(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)الانعام

استعمال كلمة (هذا)، الطريق واضح، المنهج واضح، واضح أمام العيان، واضح أمام من يريد أن يراه، النور موجود، و لكن إن أنت لم تفتح عينك أمام ذلك النور فالمشكلة ليست في النور، المشكلة في تلك العين التي لم تفتح لتراه، و كذلك الأحكام و التشريعات في كتاب الله عز و جل.

فالقضية واحدة من اثنتين، لا ثالث لهما، إما صراط مستقيم و إما سبل،

السبل ما النتيجة المترتبة عليها؟

(فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)


التفرق، التمزق، البعد، كلما اتبع الإنسان الطرق و المناهج الأخرى التي اخترعها البشر و ابتدعها من أهوائهم و أمزجتهم، كلما ابتعد عن الصراط المستقيم، و كلما ابتعد عن الصراط المستقيم كلما زادت نسبة الانحراف بكل أشكاله. الصراط المستقيم عدل، واضح، يصل بين النقطتين، يصلك إلى ما تريد، لكن هذه السبل هي التي تكرس قضية الانحراف.

""""""""""""""""

القرآن تدبره والعمل به


https://akhawat.islamway.net/forum/a...235f5313bd3000

(ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154) )الانعام

( ثم آتينا موسى الكتاب)

الله سبحانه لم يترك البشرية يوما بدون منهج أو كتاب، ما تركها تتخبط، كل هذا المنهج و هو بطبيعة الحال قد أتى و آتى موسى الكتاب من قبل

تدبروا كيف يحدثنا القرآن عن كتاب موسى، لماذا هذا الحديث المتواصل، في بدايات القرآن- و نحن في السور الأولى من القرآن- لماذا الحديث المتواصل عن أهل الكتاب؟ لماذا ذلك الثناء و الذكر للتوراة و الإنجيل، هذه الكتب، لماذا؟


رسالة القرآن رسالة عالمية، و رسالة القرآن و النبي جاء ليكمل بناء تلك الرسالات، هذا بناء متكامل، و بالتالي لا ينبغي أن تقدم رسالة القرآن بمعزل عن تلك الرسالات الإيمانية، الإيمان لا يكتمل بدون الإيمان بكل الرسل


إذا رسالة القرآن رسالة عالمية، رسالة تعرف للأمم سابقتها من الخير، تعرف و تدرك و تؤمن.

(وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)الانعام

طبيعة هذا الكتاب مبارك، مبارك في حياة الناس، مبارك بكل ما تحمل كلمة البركة من معنى، هذا وصف القرآن.


بركة في العمر، بركة في الوقت، بركة في الرزق، بركة في الصحة، بركة حسية و بركة معنوية

ما الغرض منه؟

(فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)


نحن نريد الرحمة لأنفسنا كأفراد و كأسر و كمجتمعات و كأمم، نحن بحاجة لرحمة الله، تتنزل الرحمة علينا بقدر اتباعنا لهذا و تطبيقنا لهذا القرآن العظيم


البعض قد يقول حتى في قضية التدبر على سبيل المثال، نحن نتدبر القرآن، مطلوب منا أن نتدبر القرآن، و لكن التدبر ليس فقط قضية غاية و نقف عندها و نقول انتهى الأمر. لا! له ما بعد! ماذا بعد؟

فاتبعوه.

لا بد أن يكون بعد تدبري لكتاب الله و مع تدبري لكتاب الله اتباع، تطبيق للمنهج. أرأيت الكلام الذي ذكرناه الآن في تدبرنا لسورة الأنعام؟

هذا إن لم يطبق في حياتي سيصبح حجة علي، لا لي ، لأني عرفت فإذا عرف الإنسان شيئا عليه أن يطبقه و يلزمه، عرفت فالزم

و نحن ذكرنا في آيات سابقة في سورة الأنعام عن قضية الإيمان، و ذكرنا و أكدنا فيها، قلنا أن الإيمان في سورة الأنعام للتطبيق، اتباع، آمنت بكتاب الله عز و جل اتبع…


امانى يسرى محمد 10-15-2025 05:42 AM

هلاك الامم السابقة ومصائب اليوم
أفلا نتعظ

(أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) الانعام

لم يعد هناك حجة، على بني اسرائيل أنزلت التوراة، و على النصارى أنزل الإنجيل، و على كل أمة من الأمم نزل،
(عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا)

هذه من أهل الكتاب من قبلنا، و أنتم نزل عليكم هذا الكتاب، لم يعد هناك حجة، تلك الأمم تعاملت مع كتبها بطرق مختلفة ذكرها القرآن في هذه السورة و في سور سابقة، عليكم أن تتخذوا هذه النماذج و تقفوا عندها، و تقوموا بدراستها في سياقاتها و تتجاوزوا ما حصل من الانحرافات

( أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157)الانعام)

تدبروا في وصف القرآن
( جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ )

البينة هو الشيء البين، لا يبين، هذا القرآن بين، واضح في مقاصده، واضح في معانيه، واضح في الأوامر التي أمر بها و التشريعات، واضح فيما حرم، و فصل فيه كل شيء،
(بينة و هدى و رحمة)

(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا
المطلوب منك أن تصدق، و التصديق يكون بالإتباع و ليس بالإعراض
( سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ )
و سوء العذاب هنا لا للحصر فقط في الآخرة، الأمم التي أعرضت عن كتبها كما حدث في بني اسرائيل و في النصارى، و قد ذكرت السورة ذلك، ماذا حدث فيها؟ حدث فيها و لا يزال يحدث ألوان من العذاب، أشكال من العذاب: تفكك في الأسر، ارتفاع في نسب الجرائم، انحلالات أخلاقية و انحرافات، أمراض فتاكة، أشكال مختلفة، أصناف مختلفة، هذه السنة ماضية في الأمم، كل أمة تؤتى كتاب و منهج و لا تحسن التعامل معه تدفع الثمن، ثمن في حياتها، ثمن في أنظمتها، ثمن في أسرها، ثمن في مؤسساتها، تدبروا معي في الآيات…

الآية التي بعدها قال
( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158)الانعام )
ماذا يريدون؟
نزل على هؤلاء القوم القرآن، ماذا يريدون أكثر؟ ماذا ينتظروا لكي يؤمنوا؟

يثوبوا إلى رشدهم، يعودوا إلى خالقهم، و لذلك قال
( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ)

انتهى الموضوع، نزل فيكم هذا الكتاب العظيم، أكبر آية، أعظم معجزة عرفتها البشرية، لستم بحاجة إلى أن تأتي الملائكة أو تحدث معجزات أخرى تتجدد لتحيي فيكم معالم الإيمان، و لن ينفع إذا حدثت هذه الأمور أبدا، لأن الأوان يكون قد فات، الآن الفرصة أمام البشر لكي يؤمنوا و يتوجهوا من جديد لخالقهم و يعودوا إلى رشدهم، و يعودوا لاتباع المنهج.

،،،،،،،،،،

سبب التفرق

( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )159 الانعام

لماذا الحديث هنا عن قضية التفرق؟

الله قال قبل قليل
(وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِه)


من أين يأتي التفرق؟ من أين يأتي التشرذم؟ من أين يأتي التمزق؟

سواء كان التمزق المذهبي أو التمزق العرقي أو التمزق الطائفي…

كل أشكال التمزق التي تعاني منها البشرية، و الآن فعلا، تعاني الأمرين، و تعاني الويلات و الكوارث من جراء ذلك التمزق، من أين؟


من ذلك التعامل

( كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا )

التكذيب ليس بالضرورة يكون فقط بالقول كما كان حاصل مع قريش،

التكذيب يمكن يكون بالعمل، أؤمن بالآية و لكن أطبق عكسها، أخالف،



ما معنى التصديق؟

التصديق أن يصدق جانب كبير مني، أن يصدق فعلي قولي، أنا أؤمن، الإيمان قائم على التصديق، فتصبح أعمالي و سلوكياتي مصدقة لما أؤمن به، ما ذكرناه، و تؤكده السورة مرة بعد مرة. ما الذي يحدث؟
( فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا)
لماذا؟
لأن هذا القرآن العظيم و رسالة القرآن لا تفرق، تجمع، الدين لا يفرق،
إذن لماذا الآن تحدث هذه التفرقة؟ و هذا التشرذم؟
و يدعون أن الدين هو السبب وراء ذلك التمزق!كذب!
افتراء على الله عز و جل. الدين الذي جاء به القرآن العظيم و بلغه النبي في رسالته لا يفرق و إنما يجمع، هم كانوا فرقاء و كانوا مفترقين و لكن الله سبحانه و تعالى جمع تلك القلوب على كلمة واحدة

( لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ)
من الذي ألف؟
الله ألف بين قلوبهم. إذن الدين الذي جاء هكذا بهذا القرآن العظيم لا يفرق، ما الذي فرق بين الناس؟ الأهواء! و قد حدث ذلك كذلك في أهل الكتاب.
ما الذي فرقهم و مزقهم شيعا و أحزابا و جماعات؟

اتباع الناس لرجالات الدين.. بعض الأحبار و الرهبان الذين كانت تناقض أفعالهم أوامر الكتاب. الدين ليس شعار و ليس لباس يلبس و لا زينة يلبس و يرتدى، الدين ليس زي يرتديه الإنسان أو شعار يكتب عليه دين أو أنا مؤمن، هي ليست كلمة و لا شعار و لا زينة، ماذا إذن؟ أفعال!



الساعة الآن 04:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009