ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الحوار الإسلامي العام (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=26)
-   -   ثمار المحافظة على الفرائض والاكثار من النوافل (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=3476)

ابو عبد الرحمن 04-30-2011 10:58 PM

ثمار المحافظة على الفرائض والاكثار من النوافل
 
:1:


أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عليه قال: « يقول الله تعالى: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب ممّا افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، لئن سالني لأعطينّه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه ».

فهذا الحديث أيها الإخوة يتضمن أمورا ينبغي للمسلم أن يتفطن لها وأن يعنى بها:

الأمر الأول:

الحث على المحافظة على الفرائض، والفرائض جمع فريضة وهي كل ما أوجبه الله على العباد سواء كان عبادة أو معاملة، وأعظم فرائض الله، بل هو أصل الأصول: التوحيد الذي هو إفراد الله بالعبادة، ثم بعد ذلك سائر فرائض الدين العملية مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج.

الأمر الثاني:

الحث على الإستكثار من النوافل والنوافل جمع نافلة، وتسمى التطوع والمندوب والمستحب والسنة في عُرف الفقهاء، وهي كل ما أمر الله به ورغّب فيه من غير عزيمة، ما أمر الله به أو رسوله ورغّب فيه من غير عزيمة، كركعتي الضحى والسنن الراتبة، وصيام الاثنين والخميس من كل أسبوع، وصيام ست من شوال، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصدقة التطوع، والحج بعد حج الفريضة، والعمرة بعد عمرة الفريضة.

الأمر الثالث:

أن حفظ الفرائض والإستكثار من النوافل سبب في نيل العبد محبة الله، فإذا حافظت على ما فرضه الله عليك واستكثرت من النوافل، وكنت في ذلك مخلصا لله متابعا سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم نلت محبة الله فضلا منه وإحسانا، ومن أحبّه الله سعد سعادة عظيمة ليس فوقها سعادة في الدنيا والآخرة، ففي الحديث الصحيح: « إذا أحبّ الله عبدا نادى جبريل: يا جبريل إني أحبّ فلانا فأحبّه، فيحبّه جبريل، ثم ينادي جبريل عليه السلام أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض »، هذه منة عظيمة نالها عبد الله أو أمة الله لما كانا محافظين على فرائض الله مستكثرين من نوافل العبادات.

الأمر الرابع:

ثمرة محبة الله لذلكم العبد الذي نال محبة الله لمّا حافظ على الفرائض واستكثر من النوافل، فما ثمرة هذه المحبة التي نالها عباد الله الذين جدّوا واجتهدوا وأمضوا حياتهم في حفظ ما أمرهم الله به واستكثروا من التطوعات؟
ثمرة تلكم المحبة التي نالها أولئك القوم -جعلنا الله وإياكم منهم في الدنيا والآخرة- ماهي؟

الثمرة الأولى :
يقول: « فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها »، والمعنى أن الله يسدد ذلكم العبد وتلكم الأمة فيحفظهما في جوارحهما في السمع وفي البصر واليدين والرجلين محفوظ بحفظ الله.
والمعنى أنه لا يصرّ كما يصر الغافلون على المعاصي، و في ذلك قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف:201]، قد يقع المؤمن في معصية، لكن فرق بين المؤمن الصادق القوي الحازم في أمره، المحافظ على الفرائض، المستكثر من النوافل، فرق بينه وبين المستهتر المضيع، فإن أولئك القوم يجعل الله -رحمة منه ونعمة- تداركهم فيتوبون إلى الرشد ويستبصرون ويلجأون إلى الله بالتوبة والاستغفار كما قال تعالى في وصف المتقين في آيات من سورة آل عمران، قال تعالى في وصفهم: ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[آل عمران:134-135]، النتيجة؟ الثمرة؟ (أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) [آل عمران:136]، هؤلاء هم المتقون حقا، كُمّل كُمَّل المتقين كُمَّل المؤمنين.


الثمرة الثانية:

قوله « لئن سألني لأعطيته »، هذا العبد الذي نال محبة الله على ما تقدم، موعود، بأن الله يجيبه إذا سأله، يعطيه سؤاله، وهنا قد يقول قائل: كثيرا ما نسأل ولا يحصل المسؤول عنه! نقول: وعد الله لا يتخلف ولكن تنبّه، فإن السنة قد جاءت بالبيان وتوضيح المعنى فقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه « ما من عبد يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا نال إحدى ثلاث: أن يعجّل ما دعا به، أو يصرف عنه من السوء مثلها، أو يدخر له ذلك في الآخرة ».
« ولئن استعاذ بي لأعيذنه » حينما يلتجئ إلى الله تعالي ويستعيذ به من شر الخليقة، من شر ذوي الأشرار، من نزغات الشيطان فإن الله سبحانه وتعالى يعيذه ولا يرده في الخائبين « لئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه ».
والمقصود أيها المسلمون والمسلمات أنه ينبغي للمسلمين أن يشغلوا أوقاتهم ويغتنموها بالتنافس في الخيرات والمسارعة في الطيبات من جد واجتهاد في الطاعات ومن صلة رحم ومن غير ذلك ممّا يحبه الله ويرضاه من القُرب المختلفة، ومما ينبغي أن يجتهد فيه الإكثار من التوبة والاستغفار، فقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها»، وصحّ عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه يتوب في اليوم أكثر من مئة مرة.

هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين


:2:

أبوالنور 04-30-2011 11:58 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أيضاً من فضائل اتباع السنة: أن في التزامها أمناً من الافتراق: لأن الاجتماع على عمل بالسنة يسد باب الاختلافات والافتراقات التي تؤدي إلى العداوات والبغضاء، كما في الحديث: (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً؛ فعليكم بسنتي). إذاً: لا يصلح أبداً أي علاج للفرقة إلا إذا كان على وفق سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لذلك كلما كان المجتمع أكثر تمسكاً بالسنة انقطعت فيه البدع وأهلها، يقول شيخ الإسلام : والبدعة مقرونة بالفرقة، كما أن السنة مقرونة بالجماعة، فيقال: أهل السنة والجماعة، في مقابلة: أهل البدع والافتراق، وقد قال تعالى: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ [آل عمران:105]، قال قتادة في تفسيرها: يعني أهل البدع. وقال عبد الرحمن بن مهدي : سئل مالك بن أنس عن السنة؟ فقال: (هي ما لا اسم له غير السنة، وتلا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153])، ولذلك أهل السنة لا ينسبون إلى أحد خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
بارك الله بك اخي ابو عبدالرحمن
موضوع قيم ومفيد
جزاك الله خيلر الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك


ورد 05-01-2011 09:21 PM

ما شاء الله
بارك الله فيك

ابو عبد الرحمن 05-04-2011 08:11 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا اخي ابو النور وبارك الله فيك على تعقيبكم واضافتك القيمة التي اثرت الموضوع
جزاكي الله خيرا أخت ورد على مرورك وتعقيبك

آمال 06-29-2012 10:33 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم اخ ابو عبد الرحمن على الموعظة والتذكرة القيمة وجعلها في ميزان حسناتكم
يوم يلقى الانسان حسابه فانه سيرى كم كان مقصرا بحق الله وبحق دينه ونفسه!
جزاكم الله الجنة

ابو عبد الرحمن 06-29-2012 11:09 PM

جزاكي خيرا اختي الكريمة أمال على المرور والتعليق الطيب


الساعة الآن 10:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009