ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الحوار الإسلامي العام (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=26)
-   -   صلاح الأسرة وأثره في صلاح المجتمع الإسلامي (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=2430)

القادمون 02-07-2011 10:38 PM

صلاح الأسرة وأثره في صلاح المجتمع الإسلامي
 
* ـ من استعرض أحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يجد كثيراً مما يحزّ في النفس : تحلل خلقي في المجتمع، بعد أن كان مزداناً بالأخلاق الفاضلة، ورضاً بالذل بعد عزّ شامخ، وضعف شامل بجميع أنواع الحياة، بعد قوة رفعت شأن المسلمين إلى ما فوق السماكين، وقلة مبالاة بما حل بهم من تخاذل، ينذر بالسقوط من مستوى أمّة لها عزها وكيانها، إذا لم يتدارك الأمرَ عقلاءُ الأمة وأهل الحل والعقد منهم بمنتهى الاهتمام.

* ـ وليس من شكّ أنّ صلاح المجتمع الإسلامي بصلاح أسره، وصلاح الأسرة بصلاح أفرادها، فمتى بدأ التغاضي في الأسرة عن فساد يطرأ على بعض أفرادها، فهناك تبدأ الأسرة تنهار، وتنحلّ بعدوى مرض هذا العضو في الأسرة. فبانهيار الأسرة تنهار البلدة التي تكونت من أمثال تلك الأسرة، وهكذا تتصاعد العدوى إلى وحدات المجتمع الإسلامي كلها، فتصبح الممالك الإسلامية في بقاع الأرض ـ على اختلاف شعوبها ـ أشبه شيء بوحدات عسكرية متخاذلة لا تجمعها قيادة .
ومثل تلك الوحدات المفكّكة القوى لا يكون مبعث انتصارٍ في أي ساحةٍ من ساحات الكفاح، بل يكون عبئاً ثقيلاً على أكتاف الأمة الإسلامية يسرع بها إلى سقوط لا نهوض بعده، إلاّ إذا تداركنا الله بفضله .
ونحن في مثل هذا الوضع المخيف في حافة الهوَّةِ المنذرة بالانهيار في كل لحظة .. والإسلام دين علم وعمل. وأنّى يكون هذا وذاك، إذا لم يكن من يسهر سهراً دقيقاً على العلم والعمل في الأمة، ويتخذ تدابير تحول دون استفحال الشرّ في المجتمع بكلّ تبصّر في كلّ ناحية.؟! فإذن نحن في حاجة ماسّة إلى تشكيلات جماعات إسلامية متصاعدة، تقوم بهذا الواجب في الأسر والمجتمعات والبلدان والممالك، بعد دراسات شاملة، وبعد تقرير ما لابدّ من تقريره في مؤتمرات تعقد لهذه الغاية الشريفة، مع السعي البالغ في تعارف شعوب المسلمين، لتتمكن الجماعة من تقويم أود المعوج منهم، بالتشاور والتآزر، وإصلاح ما يحتاج إلى الإصلاح بكل عناية، بدون أن يقول أحد : \"أنا ما لي\" بل يعتقد أنّ من الواجب عليه أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، وإلاّ لا يكون إذ ذاك مؤمناً، كما ورد في الحديث الشريف. وهذا التضامن الاجتماعي هو مرمى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشرع الإسلامي، والمسلم يهتم بشؤون أخيه المسلم قدر ما يهتمّ بشؤون نفسه. ويحدثنا التاريخ أن السلطان أحمد الأول العثماني، مُشيّد ذلك الجامع الخالد في الآستانة، بعث كبير حجابه إلى شيخ الإسلام في الدولة إذ ذاك، محمد بن سعد الدين، يسأله بكتاب عن سبب الخلل الطارئ على كيان الأمة، وشؤون الرعية مع النصر الموعود للمسلمين، فأخذ الشيخ الخط من يد كبير الحجاب، وكتب تحته بعد مد باء الجواب على الوجه المعتاد في الإفتاءات : \" ما لي ولهذا الأمر \"، كتبه محمد بن سعد الدين. وأعاد الورقة إلى السدّة السلطانيّة، فاغتاظ السلطان جدّ الغيظ، حيث ظنّ أنّ شيخ الإسلام لم يلتفت إلى سؤاله، فاستحضره، وأخذ يعاتبه، ويقول : كيف تقول : \" أنا ما لي \" في أمر يهمّني جدّاً، وتهمل الجواب. فقال شيخ الإسلام : كلا ! بل أجبت عن السؤال أدقّ جواب ! فمتى كانت عناية رجال الدولة وأفراد الأمة بما يخص أنفسهم فقط دون التفات إلى ما يعمّ ضرره الجميع قائلين : ما لي ولهذا الأمر؟ فقد طمّت البليّة، وعمّت المصيبة، لانصرافهم إلى منافعهم الشخصيّة دون النفع العامّ. ولما شرح شيخ الإسلام كلامه هذا الشرح أعجب به السلطان جدّاً، وخجل من عتابه، فسعى في إرضائه سعياً بالغاً. وكلمة \"أنا ما لي\" على وجازتها هي علة العلل في طروء الخلل على شؤون الأمة في كل زمن، فلابدّ من وجود تشكيلات من رجال مخلصين على درجات متصاعدة، تسهر على شؤون المسلمين الاجتماعية، وتقرر ما هو في صالحهم في درء الأخطار، فإذ ذاك تدخل شؤونهم في طريق الإصلاح. لكن لا يتمّ هذا برجال رسميين، ولا بشيوخ هرمين، ولا بكهول شملهم الخور، بل بشباب أقوياء في العزم والحزم، يسعون في رضا الله سبحانه، مخلصين لله جل شأنه، بعزائم على قدر قوة إيمانهم، ومن الله سبحانه التوفيق والتسديد\" .

ابن الواحة 02-08-2011 12:07 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من اسباب نهوض الامة وشفاءها من الاسقام التي اصابتها ان تتضامن الافراد وبالتالى الجماعات وتكمل بعضها بعض
بحيث تكون كالجسم الواحد اذا اصيب منه عضو سرى الالم الى سائر الاعضاء

مثل المؤمنين في توادهم و تعاطفهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى و السهر
الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: مشكلة الفقر - الصفحة أو الرقم: 105
خلاصة حكم المحدث: صحيح

بارك الله فيك موضوع رائع

تحياتي وتقديري

ابو عبد الرحمن 02-10-2011 05:54 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اخي على طرحك ونقلك ولكن عذرا اخي فقد أشكل علي بعض النقاط في هذا الموضوع راجيا ان توسع لي صدرا بتوضيحها ...

فبدعوتك الى تشكيل جماعات اسلامية ::
لا ادري مالمقصود بها علما بأن تشكيل الجماعات والأحزاب اسلامية كانت او غيرها فهي مذمومة لقوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَىْءٍ إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ).( ولا تكونوا من المشركين *من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)

وان كان القصد جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما هو الحال في المملكة العربية السعودية فهذا مختلف تماما فانها لجان رسمية من أهل الحل والعقد ، تأتمر بأمر ولي الأمر ..
سواء شبابا كانوا او ((( شيوخا هرمين ))) أو كهول حسب قولك وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه "

بانتظار ردكم وتوضيحكم بارك الله فيكم حتى تعم الفائدة على الجميع

القادمون 02-11-2011 09:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الرحمن (المشاركة 11106)
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اخي على طرحك ونقلك ولكن عذرا اخي فقد أشكل علي بعض النقاط في هذا الموضوع راجيا ان توسع لي صدرا بتوضيحها ...

فبدعوتك الى تشكيل جماعات اسلامية ::
لا ادري مالمقصود بها علما بأن تشكيل الجماعات والأحزاب اسلامية كانت او غيرها فهي مذمومة لقوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَىْءٍ إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ).( ولا تكونوا من المشركين *من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)

وان كان القصد جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما هو الحال في المملكة العربية السعودية فهذا مختلف تماما فانها لجان رسمية من أهل الحل والعقد ، تأتمر بأمر ولي الأمر ..
سواء شبابا كانوا او ((( شيوخا هرمين ))) أو كهول حسب قولك وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه "

بانتظار ردكم وتوضيحكم بارك الله فيكم حتى تعم الفائدة على الجميع

شكرا أخى أبوعبدالرحمن على مرورك وجزاك الله خيرا
المقصود بالجماعات فى هذا الموضوع الجماعات الدعوية وهم يخرجون فى سبيل الله لتوصيل الدعوة إلى الأسر والمجتمعات وهى دعوة إلى الخير بمعنى أنهم يحاربون البدع والعادات السيئة والضارة ويحيون السنة وهذا كله تحت ظل القرآن والسنة
أتمنى أن أكون أوصلت المعلومة

أم سامي 02-11-2011 06:12 PM

السلام عليكم
مشكور اخي الفاضل على المواعظ القيمة جعلها الله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك وسلمت يمناك

ابو احمد قنديل 02-11-2011 11:55 PM

مشكور اخي بارك الله فيك


الساعة الآن 02:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009