ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الحوار الإسلامي العام (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=26)
-   -   قوت القلوب (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=19069)

ام هُمام 04-15-2018 07:57 PM

قوت القلوب
 
:1:
قوت القلوب
💟 بسم الله الرحمٰن الرحيم 💟

إنَّ الحمدَ لله نحمدهُ ونستعينُه، ونعُوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يَهدِهِ الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمّدًا -صلى الله عليه وسلَّم- عبده ورسوله.

وبعد:

▫فكما أنَّ للأبدان أقواتاً لا غنىً لها عنها؛ كذلك للقلوب والأرواح أقواتاً لا تقلّ أهمّيةً عن أقوات الأبدان بل هي الأهم!

💟 وذلك لأنَّ صلاح الجسد كلّه مُتَوَقّفٌ على صلاح القلب.

🔅فعَنِ النعمان بن بشير -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:

" ألا وإنَّ في الجسدِمُضغَةً إذا صلَحَتْصلَحالجسدُكلُّه، وإذافسَدَتْ فسَد الجسدُ كلُّه،ألا وهي القلبُ". [رواه البخاري ومسلم]

🔅قال الله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ﴾ [البقرة:197].

💬قال الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه اللهُ -في تفسيره:

«...وأما الزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه في دنياه وأُخراه:
⬅فهو زاد التقوى الذي هو زاد إلى دار القرار،
🔹وهو الُموصِل لأكمل لذّة ، وأجَلِّ نعيم دائم أبداً،

⚠ومَن ترك هذا الزاد: فهو المُنقَطع به الذي هو عُرضة لكل شر، وممنوع من الوصول إلى دار المتقين..».

💟 ومِن هنا نرى أهمّية الاعتناء بقوت القلوب وغذاء الأرواح سعيًا لصلاح قلوبنا والنَّجاة ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ(88)إِلَّامَنْأَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89)﴾ [الشعراء].

واللهَ نسأل أن يرزقنا الإخلاص والسداد وأن يفتح لقلوبنا أبوابًا من الخير ترضيه عنا حتى نلقاه.







:2:

ام هُمام 04-15-2018 08:17 PM

💟 قال ابن القيم رحمه الله- في كتاب "الفوائد":

«فاعلم أنَّ العبد إنَّما يقطعُ منازلَ السَّيْر إلى الله بقلبه وهِمّته لا ببدنه؛

والتَّقوى في الحقيقة تقوى القلوب لا تقوى الجوارح.

▫قال تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32]

▫وقال -سبحانه-: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ} [الحج:37]

▫وقال النبي -ﷺ- : "التقوى هاهنا" (وأشار إلى صدره) [رواه مسلم] ».

💟 كما أنَّ النجاة في الآخرة؛
↩ شرطُها ←سلامة القلب.

▫ قال تعالى (عن خليله إبراهيم -عليه السلام-):

{وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} [الشعراء : 87-89]

💟 والأدلّة -على أنّ القلب هو الأهمّ والجوارح تابعة له- في الكتاب والسنّة كثيرة وافرة مستفيضة.

▫💟▫ولهذا:

كان لِزامًا على مَن يحملون همَّ هذه الأمّة (خير أمّةٍ أُخرِجَت للنّاس)
⏪ أن يُوقِظوا قلوبًا غابَت عنها هذه الحقيقة واتَّجَهَت إلى الإكثار من أعمال الجوارح ناسيةً أهميّة مكانة القلب، غافلةً عن ضرورة الاعتناء به وتحرّي سلامته.

ومن هنا انطلقنا

ام هُمام 04-16-2018 06:38 PM

1
💟أهمّية العناية بالقلب:

▪←«..ولما كان القلب لهذه الأعضاء كالمَلِك المتصرّف في الجنود،

▫ الذي تصدر كلّها عن أمره،

▫ويستعملها فيما شاء، فكلها تحت عبوديته وقهره،

▫وتكتسب منه الاستقامة والزيغ، وتتبعه فيما يعقده من العزم أو يحلّه،

💟 قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صَلحَت صَلحَ الجسدُ كلُّه". [البخاري ومسلم]

▫ فهو مَلِكها، وهي المنفّذة لما يأمرها به، القابلة لما كان يأتيها من هديه، ولا يستقيم لها شيء من أعمالها حتى تصدر عن قصده ونيّته.

▫وهو المسؤول عنها كلها (لأنَّ كل راع مسؤول عن رعيّته).

▪← كان الاهتمام بتصحيحه وتسديده أَوْلى ما اعتمد عليه السالكون، والنظر فى أمراضه وعلاجها أهمّ ما تَنَسَّكَ به الناسكون».

"إغاثة اللهفان-لابن القيّم"

ام هُمام 04-17-2018 07:45 PM

📩 [2]

💟 تربّص الشيطان بالقلب؛ والنجاة منه:

«ولمّا عَلِم عدوُّ الله (إبليس) أنّ المدار على القلب والاعتماد عليه،

▪← أجلَبَ عليه بالوساوس، وأقبَلَ بوجوه الشهوات إليه،

▪ وزيَّنَ له -من الأقوال والأعمال- ما يصدُّه عن الطريق،

▪وأمدَّه -من أسباب الغيّ- بما يقطعه عن أسباب التوفيق،

▪ونَصَبَ لهُ -من المصايد والحبائل-: ما إنْ سَلِمَ من الوقوع فيها لم يسلم من أن يحصل له بها التعويق،

💟 فلا نجاة من مصائده ومكائده إلا:

▫←بدوام الاستعانة بالله تعالى، والتعرُّض لأسباب مرضاته،

▫←والتجاء القلب إليه، وإقباله عليه فى حركاته وسكناته،

▫←والتَّحقُّق "بذلّ العبودية": الذي هو أَوْلى ما تلبَّس به الإنسان ليحصل له الدخول في ضَمان: {إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} [الحجر: 42].

▫فهذه الإضافة هي القاطعة بين العبد وبين الشياطين،

▫وحصولها يسبّب تحقيق مقام العبودية لرب العالمين،

▫وإشعار القلب إخلاصَ العمل ودوامَ اليقين،

💟 فإذا أُشرِبَ القلب العبوديّة والإخلاص:

▫←صار عند الله من المُقَرَّبين،
▫←وشمله استثناء: {إِلاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر: 40]».

"إغاثة اللهفان-لابن القيّم"

ام هُمام 04-18-2018 09:41 PM

📩 [3]

💟أقسام القلوب: 1-القلب السليم:

«لما كان القلبُ يُوصَفُ بالحياة وضدّها، انقسم بحسب ذلك إلى هذه الأحوال الثلاثة [صحيح وسقيم وميت].

▫فالقلب الصحيح: هو القلب السليم الذى لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به، كما قال تعالى:
{يومَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ* إلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَليِمٍ} [الشعراء:88-89] .

▪وقد اختلفت عبارات الناس فى معنى القلب السليم،

💟والأمر الجامع لذلك: أنه الذي قد سَلِمَ من كل شهوةٍ تُخالف أمر الله ونهيه، ومن كلّ شبهة تعارض خبره.

▫ فَسَلِمَ من عبودية ما سواه،
▫وسَلِمَ من تحكيم غير رسوله.

▫ فسَلِمَ من محبّة غير الله معه؛ ومن خوفه، ورجائه والتوكّل عليه، والإنابة إليه، والذلّ له، وإيثار مرضاته فى كل حال والتباعد من سخطه بكلّ طريق.

💟 وهذا هو حقيقة العبودية التى لا تصلح إلا لله وحده.

▫←قد خَلَصَت عبوديته لله تعالى: إرادةً ومحبةً، وتوكلا، وإنابة، وإخباتًا، وخشية، ورجاءً.

▫ وخَلصَ عمله "لله"؛ فإن أحبّ أَحَبَّ في الله، وإن أبغضَ أبغضَ في الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله.

▪←ولا يكفيه هذا حتى يَسلَمَ من الانقياد والتحكيم لكلّ مَن عدا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-،

▪←فيعقد قلبه معه عقدًا مُحكَمًا على الائتمام والاقتداء به وحده، دون كلّ أحد فى الأقوال والأعمال؛

•مِن أقوال القلب: وهي العقائد،
•وأقوال اللسان: وهي الخبر عمّا فى القلب.
•وأعمال القلب: وهي الإرادة والمحبة والكراهة وتوابعها،
•وأعمال الجوارح.

"إغاثة اللهفان - لابن القيّم"

ام هُمام 04-19-2018 07:01 PM

📩 [4]

💟 2-القلب الميت❗

«القلب الثاني: وهو القلب الميت الذى لا حياة به،

▪فهو لا يعرف ربه، ولا يعبده بأمره وما يحبُّه ويرضاه،

▪بل هو واقفٌ مع شهواته ولذّاته -ولو كان فيها سخط ربه وغضبه؛

🔺فهو لا يبالي -إذا فاز بشهوته وحظّه- رضيَ ربُّه أم سَخِط❗

🔺فهو متعبّد لغير الله حُبًا وخَوفًا، ورجاءً، ورضًا، وسخطًا، وتعظيمًا، وذلًّا.

▪إنْ أحبَّ أحبَّ لهواه، وإنْ أبغَضَ أبغضَ لهواه، وإنْ أعطى أعطى لهواه، وإن مَنَع منع لهواه.

🔺 فهواهُ آثر عنده وأحبُّ إليه مِن رضا مولاه❗

▪فالهوى إمامُه، والشهوة قائدُه، والجهل سائقُه، والغفلة مركبه.

▪فهو بالفكر فى تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور، وبسكرة الهوى وحبِّ العاجلة مخمور.

▪يُنادَى إلى الله وإلى الدار الآخرة من مكان بعيد، فلا يستجيب للناصح، ويتّبع كل شيطان مريد❗

▪ الدنيا تُسخِطُه وتُرضيه، والهوى يُصِمُّه -عمّا سِوى الباطل- ويُعميه❗

🔺فمُخالَطة صاحبِ هذا القلبِ سقم، ومُعاشرته سمّ، ومُجالَسته هلاك».

"إغاثة اللهفان - لابن القيّم".

ام هُمام 04-20-2018 08:09 PM

📩 [5]

💟3-القلب المريض:

«والقلب الثالث: قلبٌ له حياةٌ، وبه عِلّةٌ،

▫فَلَهُ مادَّتان؛ تمدُّه هذه مرّة، وهذه أخرى، وهو لِما غَلبَ عليه منهما،

🔺ففيه -من محبّة اللهِ تَعالى والإيمان به والإخلاص له، والتوكُّل عليه-: ما هو مادّةُ حياته،

🔺 وفيه -من مَحبّةِ الشهواتِ وإيثارِها والحرصِ على تحصيلها، والحسد والكبر والعجب؛ وحبّ العلوّ والفساد فى الأرض بالرياسة-: ما هو مادّة هلاكه وعطبه،

▫وهو مُمتَحَنٌ بين داعيين:

🔺داعٍ يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة،

🔺وداعٍ يدعوه إلى العاجلة.

▫وهو إنّما يجيب أقربهما منه بابًا وأدناهما إليه جوارًا».

💟خلاصة القلوب الثلاثة:

▫«القلب الأول، حيٌّ مُخبِتٌ ليّنٌ واعٍ،

▫ والثاني يابسٌ ميت،

▫والثالث مريض، فإمّا إلى السلامة أدنى، وإمّا إلى العطب أدنى».

"إغاثة اللهفان - لابن القيّم"

ام هُمام 04-21-2018 07:37 PM

📩 [6]

🍃💟وقفَة مع آية:

▫قال تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [الحديد:20].

🔺«يُخبر تعالى عن حقيقة الدنيا وما هي عليه، ويبين غايتها وغاية أهلها، بأنها لعب ولهو، تلعب بها الأبدان، وتلهو بها القلوب❗

▪وهذا مصداقه ما هو موجودٌ وواقع من أبناء الدنيا؛

▪فإنك تجدهم قد قطعوا أوقات أعمارهم بلهو القلوب، والغفلة عن ذكر الله وعمّا أمامهم من الوعد والوعيد...

▫بخلاف أهل اليَقَظة وعُمّال الآخرة،

▫فإنَّ قلوبهم مَعمورةٌ بذكر الله، ومعرفته ومحبّته، وقد أشغلوا أوقاتهم بالأعمال التي تقرِّبهم إلى الله، من النفع القاصر والمُتَعدّي.

🔺وقوله: {وَزِينَةً} أي: تزيّن في اللباس والطعام والشراب، والمراكب والدور والقصور والجاه...

🔺 {وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ} أي: كلُّ واحد من أهلها يريد مُفاخرة الآخر، وأن يكون هو الغالب في أمورها، والذي له الشهرة في أحوالها،

🔺{وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} أي: كلٌّ يريد أن يكون هو الكاثر لغيره في المال والولد،

▪وهذا مصداقه وقوعه من مُحبّي الدنيا والمطمئنّين إليها،

▫بخلاف من عَرَف الدنيا وحقيقتها،

←فجعلها مَعبرًا ولم يجعلها مُستقرًّا،
←فنافس فيما يُقرّبُه إلى الله، واتَّخذ الوسائل التي توصله إلى الله

•وإذا رأى من يُكاثره وينافسُه بالأموال والأولاد،
←نافَسَه بالأعمال الصالحة.


"تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - للسعدي"

ام هُمام 04-22-2018 07:40 PM

🍃💟⤵تابع وقفَة مع آية:

▫ قال تعالى: ﴿...كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [الحديد:20].

🔺ثم ضَرَبَ (الله) للدنيا مثلا:

💦بغَيث نزل على الأرض، فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام،
🌱حتى إذا أخذت الأرض زخرفها، وأَعجب نباتُها الكفارَ الذين قَصَروا همّهم ونظرهم إلى الدنيا

❗جاءها من أمر الله [ما أتلفها] فهاجَت ويبست، فعادت على حالها الأولى، كأنه لم ينبت فيها خضراء، ولا رؤي لها مرأى أنيق❗

↩كذلك الدنيا، بينما هي زاهيةٌ لصاحبها زاهرة...

❗ إذ أصابها القدر بما أذهبها من يده، وأزال تسلّطه عليها، أو ذهب به عنها،

←فَرحل منها صفر اليدين، لم يتزوّد منها سوى الكفن،

▪فتبًّا لمن أضحَت هي غاية أمنيته ولها عمله وسعيه❗

▫وأما العمل للآخرة فهو الذي ينفع، ويُدَّخر لصاحبه، ويصحب العبد على الأبد،

🔺ولهذا قال تعالى: {وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ} أي: حال الآخرة، ما يخلو من هذين الأمرين:

▪ إما العذاب الشديد في نار جهنم، وأغلالها وسلاسلها وأهوالها لمن كانت الدنيا هي غايته ومنتهى مطلبه، فتجرَّأ على معاصي الله، وكذَّب بآيات الله، وكفر بأنعم الله.

▫وإمّا مغفرة من الله للسيئات، وإزالة للعقوبات، ورضوان من الله، يحل من أحلَّه به دار الرضوان لمن عرف الدنيا، وسعى للآخرة سعيها.

⤴فهذا كله مما يدعو إلى الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة،

🔺ولهذا قال: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}
أي: إلا متاعٌ يُتَمتَّع به ويُنتفَع به، وتُستدفَع به الحاجات، لا يَغترُّ به ويطمئنُّ إليه إلا أهلُ العقول الضعيفة الذين يغرّهم بالله الغرور».

"تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - للسعدي"

ام هُمام 04-23-2018 06:41 PM

📩 [7]

💟صلاح القلب طريقٌ إلى حلاوة الإيمان:

▫لأنَّ الإيمان له حلاوة كما في حديث النبي -صلّى الله عليه وسلم-:

"ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولاً". [صحيح مسلم].

▫وقال -صلّى الله عليه وسلّم:

"ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوةَ الإيمانِ؛ من كان اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه ممَّا سواهُما، وأنْ يُحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلَّا للهِ، وأنْ يكرهَ أنْ يعودَ في الكفرِ -بعد أنْ أنقذَه اللهُ منه- كما يكرهُ أنْ يُقذَفَ في النَّارِ".
[صحيح مسلم].

💟والمحبة والرضا من أعمال القلوب.

▫إذًا: تَذوُّقُ حلاوة الإيمان ووجودُ طعمها في القلب؛ طريقُها والسبيل إليها هو ⬅بالعناية بأعمال القلوب كالمحبة والرضا..

▪ولهذا لو ألقينا نظرةً على واقعنا نجد أنَّ كثرةً كثيرة من الناس يعانون من الأمراض النفسية؛ من القلق والاكتئاب وضيق الصدر وتوالي الأحزان..ونحو ذلك.

⤴وهذا من أسبابه: ضعف العناية بأعمال القلوب.

▪فالقلوب متعلِّقَة بالدنيا، بحطامها، بمشاغل الحياة؛ العمل، الوظيفة، الأولاد، الزوجة، التجارة، المال، السيارة، البيت...

▪وضَعُفَ تعلُّقُ القلب بِخَالِقه وفاطِره؛

🔺فهذا أورث ضعفًا في القلب،

🔺وجلب له هذه الأمراض والعلل النفسية.

▫ولهذا كلما كان القلب متصلًا بالله؛

↩كان قويًا بربّه ثابتًا شجاعًا.

⬅وتوالت عليه مثل هذه المشاعر: الرضا، الطمأنينة، والسعادة..

▫ولهذا تجد أنَّ المؤمن المتعلِّقَ بربّه في سعادةٍ وانشراحٍ ورضا وإن كان فقيرًا لا يملك شيئاً يذكر من حطام الدنيا...

"شرح كتاب التوحيد- د.خالد الباتلي"

ام هُمام 04-24-2018 06:28 PM

📩 [8]

💟"مُفسِدات القلوب"❗

كثيرة ويجمعها خمسة أمور:

1⃣الأول: كثرة مخالطة الناس:

▪فامتلاءُ القلب من دخان أنفاسِ بني آدم حتَّى يسودّ،

⤵ يُوجِبُ له:

🔺 تشتّتًا وتفرُّقًا، وهمًّا وغمًّا،

🔺وإضاعة مَصالِحِه، والاشتغال عن مصالحه بهم،

🔺وتَقَسُّمَ فكره في أوديةِ مَطالبهم ومجالسهم❗

📍فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة❓❗

◾ومُحكَم القول في أمر الخلطة:

▫أن يُخالط الإنسان الخَلقَ في "الخير":
كالجمعة والجماعة، والأعياد والحج، والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعلم والجهاد، والنصيحة وبذل المعروف ..

▫ويعتزلهم في "الشرّ" و"فُضول المباحات".

▪فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في "الشر":

🔺فَلْيحذَرْ أن يوافقهم،

🔺ولْيَصبِرْ على أذاهم، فإنهم لا بد أن يؤذوه، والصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة.

▪وإن دَعت الحاجة إلى خلطتهم في "فضول المباحات":

🔺فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس إلى مجلس طاعةٍ لله إن أمكنه،

🔺فإن عجز عن ذلك فليَسُلَّ "قلبَهُ" مِن بينهم كسَلِّ الشعرة من العجين؛

🔺وليكن فيهم حاضرًا غائبًا، قريبًا بعيدًا،

🔺ينظر إليهم ولا يبصرهم، ويسمع كلامهم ولا يَعيه،

💟لأنه قد أخذ قلبه من بينهم، ورقى به إلى الملأ الأعلى، مع الأرواح العلوية الزكية، ولا يُنال هذا إلا بتوفيق الله وعونه.

"موسوعة فقه القلوب للتويجري"

ام هُمام 04-25-2018 05:47 PM

📩 [9]

💟من مفسدات القلوب❗

2⃣ركوبه بحر التمني:

والناس متفاوتون في ذلك، وكل بحسب حاله:

▪فمِن متمَنٍّ للقدرة والسلطان،

▪وللضرب في الأرض، والتطواف في البلدان..

▪أو متمنٍّ للأموال والأثمان، أو للنسوة والمردان،

▪ أو للعب واللهو، أو للشهوات واللذات...

▫وصاحب الهمّة العالية:

🔺أمانيه تحوم حول العلم والإيمان،

🔺والعمل الذي يقرّبه إلى الله، ويكون سببًا للفوز بالجنة.

🔳فالقلوب جوّالة:

▫منها ما يطوف حول العرش،

▪ومنها ما يطوف حول الحشّ!!

▫والذي يتمنى الخير، ربما جعل الله أجره كأجر فاعله،

🔺كالقائل: لو أن لي مالًا لعملت فيه بعمل فلان الذي يتّقي الله في ماله، ويصل فيه رحمه...

والله غنيٌّ كريم.

"موسوعة فقه القلوب للتويجري"

ام هُمام 04-26-2018 06:05 PM

📩 [10]

💟من مفسدات القلوب ❗

3⃣التعلُّق بغير الله -تبارك وتعالى-:

▪وهذا أعظم مفسدات القلب على الإطلاق..

▪فليس عليه أضرّ من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه ..

▪فليحذره العبد❗

🔺فإنه إذا تعلَّق بغير الله:

←وَكَلَه الله إلى ما تعلَّق به،

←وخذَله من جهة ما تعلَّق به،

←وَفاتَه تحصيلُ مقصوده من الله عزَّ وجلَّ

بتعلُّقه بغيره، والتفاتِه إلى ما سواه.

🔺فهو لا على نصيبه من الله حصل،

🔺ولا إلى ما أمَّله ممّن تعلَّق به وصل.

◾فأعظمُ الناس خذلانًا: مَن تعلَّق بغير الله.

▪وأساس الشرك وقاعدته التي بُنيَ عليها:التعلُّق بغير الله،

🔺 وصاحبُ ذلك مذمومٌ مخذول كما قال -سبحانه-:

{لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا} [الإسراء:22].

ام هُمام 04-27-2018 05:12 PM

📩 [11]

💟مفسدات القلوب❗

4⃣الطعام:

◾ والمُفسِد للقلب من الطعام نوعان:

▪أحدهما: ما يُفسِده لعينه وذاته كالمحرّمات وهي نوعان:

🔺مُحرَّم لحقّ الله:

كالميتة والدم ولحم الخنزير، وكلّ ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير.

🔺ومُحرَّم لحقّ العباد:

كالمسروق والمغصوب والمنهوب، وما أُخِذ بغير رضا صاحبه، إما قهرًا، وإما حيلة.

▪الثاني: ما يُفسده بقدره وتعدّي حدّه؛

□ كالإسراف في الحلال،

□ والشبع المُفرِط،

🔺فإنه يشغله عن الطاعات،

🔺ويشغله بمزاولة مؤونة البطنة حتى يظفر بها،

فإذا ظفر بها،

🔺 شغله بمزاولة تصريفها والتأذّي بثقلها،

🔺 وقوي عليه مواد الشهوة، ووسع عليه طرق مجاري الشيطان،

◆والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فكثرة الأكل يوسع طرق الشيطان في الإنسان، والصوم يضيق مجاريه، ويسد عليه طرقه.

ام هُمام 04-28-2018 04:02 PM

📩 [12]

💟من مفسدات القلوب❗️

5⃣كثرة النوم:

▪️فكثرة النوم تميت القلب، وتُثقل البدن، وتضيع الأوقات، وتورث كثرة الغفلة والكسل.

▪️والنوم درجات، فمنه المكروه جدًا، ومنه الضار غير النافع للبدن.

▫️وأنفع النوم:
🔺ما كان عند شدة الحاجة إليه،

🔺ونوم أول الليل أنفع وأحمد من آخره،

🔺ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه.

❗️وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه، وكثر ضرره، ولا سيما نوم العصر،والنوم أول النهار إلا لسهران.

▪️ويُكره النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس، فإنه وقت غنيمة، ووقت نزول الأرزاق والبركات، وأول النهار ومفتاحه، ومنه ينشأ النهار.

▫️وأعدل النوم وأنفعه نوم نصف الليل الأول، وسدسه الأخير

وهذا أعدل النوم عند الأطباء، وما زاد عليه، أو نقص منه، أثر عندهم في الطبيعة.

▪️وكما أن كثرة النوم مورثة لهذه الآفات،

▪️← فمدافعته وهجره مورث لآفات..

🔺من سوء المزاج ويبسه،

🔺 وانحراف النفس،

🔺وجفاف الرطوبات المعينة على الفهم والعمل،

🔺ويورث أمراضًا مُتلِفة لا ينتفع صاحبها بقلبه ولا بدنه معها،

✅ وما قام الوجود إلا بالعدل.

ام هُمام 04-29-2018 05:12 PM

📩 [13]

🌺 💟 وقفة مع حديث:

قال عليه الصلاة والسلام:

"من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرَّق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له". [صحيح الجامع].

▫"من كانت الآخرة همه"

🔺يعني: قصده ونيته؛ فقلبه يشتمل عليها.

▫"جعل الله غناه في قلبه"

🔺يعني: بالكفاف ويرزقه الكفاية كي لا يتعب من الزيادة،

🔺 فليس الغنى عن كثرة المال ولكنّ الغنى غنى النفس،

🔺 وهكذا إذا كف الله نفس العبد عن الطمع ارتاح، ولا يحتاج إلى إراقة ماء وجهه، ولا إلى ما فيه دناءة نفسه ولا إلى ذلّ.

▫"وجمع له شمله"

🔺يعني: أموره المتفرّقة؛ يجعل خاطره مجتمعًا غير متفرّق،

🔺يجعل قلبه هادئًا ونفسه ساكنة، وعيشه هنيئًا، ويدخل السرور عليه...

🔺 لا يشتت خاطره في صفقة خاسرة، ولا تجارة بائرة، ولا تصرف أحمق، يجمع القلوب عليه فلا يراه أحد إلا أحبه..

▫"وأتته الدنيا وهي راغمة"

🔺أي: ما قسمه الله له منها.

🔺ستأتيه الدنيا ذليلة حقيرة تابعة لا يحتاج في طلبها إلى كدٍّ ولا تعب.

▫"ومن كانت الدنيا همه"

🔺لا يفكر إلا فيها، ولا يعمل إلا لها، ولا يهتم إلا من أجلها،

🔺ولا يفرح إلا بما جاءه منها، ولا يحزن إلا بما فاته منها.

▫"جعل الله فقره بين عينيه"

🔺يعني: بالاحتياج إلى الخلق، فلا يشعر بالقناعة أبدًا دائمًا لهّاث دائم الجري ولو كان عنده ما يكفيه فهو يريد الزيادة.

▫"وفرَّق عليه شمله"

🔺يعني: أموره المجتمعة يفرّق عليه أمره، يمزّق شأنه تمزيقًا،

🔺فتراه مشتّت البال مُفرَّق الفكر مُضطرب النفس، كثير القلق حائرًا..

🔺قد تفرَّق مَن حوله عليه وكثر في حياته الخلافات العائلية والنزاعات المالية والتشتتات..

🔺وكل يوم من قضية إلى أخرى، فرَّق الله الأحبة عنه وكتب البغضاء له في الأرض.

▫"ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له"

🔺يعني: بعد كل هذا الجري لن يأتيه إلا المقدور؛

💟ولذلك جاء في الحديث الحسن الآخر الذي رواه ابن ماجه:
"من جعل الهموم هماً واحداً هم آخرته كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك".

"تقديم الآخرة"/ الشيخ محمد صالح المنجّد.

ام هُمام 04-30-2018 03:26 PM

📩 [14]

💟مرض القلب❗

▪«..ومَرضُ القلب: أن يتعذَّر عليه ما خُلِقَ له:

🔺مِن المعرفة بالله،

🔺ومحبّته،

🔺والشوق إلى لقائه،

🔺 والإنابة إليه،

🔺وإيثار ذلك على جميع شهواته.

▪ فلو عرف العبد كل شيء؛ ولم يعرف ربه

←فكأنه لم يعرف شيئًا❗

▪ولو نال كلَّ حظٍّ من حظوظ الدنيا ولذاتها وشهواتها؛ ولم يظفر بمحبة الله والشوق إليه، والأنس به،

← فكأنه لم يظفر بلذّة ولا نعيم ولا قرة عين...

▪وكلُّ من عَرَف الله عزَّ وجلَّ

←أحبَّه، وأخلَصَ له العبادة،

←ولم يُؤثِر عليه شيئًا من المحبوبات.

⚠فمن آثر عليه شيئًا من المحبوبات فقلبُهُ مريضٌ ولا بُدَّ!!..»

"إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان"
لابن القيم -رحمه الله-

ام هُمام 05-01-2018 05:58 PM

📩 [15]

💟من علامات مرض القلب(1):

▪«قد يمرض قلب الإنسان ويشتد مرضه،
ولا يعرف به صاحبه،
🔺 لانشغاله عنه!

▪بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته!!

⚠وعلامة ذلك:

🔺أن لا تؤلمه جراحات القبائح..

🔺ولا يُوجِعه جهله بالحقّ❗

▫فإنّ القلب -إذا كان فيه حياة-:

تألَّم بورود القبيح عليه،

وتألَّم بجهله بالحق بحسب حياته.

▪وقد يشعر بمرضه، ولكن❗

🔺يشتدُّ عليه تحمُّل مرارةِ الدّواء والصبر عليها..

فإنَّ دواءَه في: مُخالفةِ الهوى،

وذلك أصعب شيء على النفس،

وليس لها أنفع منه.

▪وتارةً: يوطِّن نفسَه على الصبر،

ثمَّ يَنفسخ عزمه❗

🔺لضَعفِ علمه وبصيرته وصبره...»

"إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان"
لابن القيم -رحمه الله-

ام هُمام 05-02-2018 05:30 PM

📩 [16]

💟من علامات مرض القلب(2):

⚠️ "ومن علامات أمراض القلوب؛

▪️عدولُها عن الأغذية النافعة الموافِقة لها ←إلى الأغذية الضارة..

▪️وعدولُها عن دوائها النافع ←إلى دائها الضار.

▫️والقلب الصحيح يؤثِر النافع الشافي على الضار المؤذي،

▪️والقلب المريض بضد ذلك، يؤثِر الضار المهلك على النافع الشافي❗️

🔺وأنفع الأغذية: غذاء الإيمان...

🔺وأنفع الأدوية: دواء القرآن...

🔺وكل منهما فيه الغذاء والدواء، والشفاء والرحمة".

"إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان"
لابن القيم -رحمه الله-

ام هُمام 05-03-2018 05:50 PM

📩 [17]

💟من علامات صحة القلب (1):

«ومن علامات صحة القلب:

▫ أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزلَ بالآخرة ويحلَّ فيها حتى يبقى كأنه من أهلها وأبنائها،

🔺جاء إلى هذه الدار غريبًا يأخذ حاجته ويعود إلى وطنه؛

🔺كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

"كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ أوْ عَابِرُ سَبِيلٍ" [أخرجه البخاري].

🔺وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ -رضي الله عنهما- يَقُولُ:

"إِذَا أمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِك، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوتِكَ".

▫وكلما صحَّ القلب من مرضه:
ترحَّلَ إلى الآخرة، وقرب منها حتى يصير من أهلها، يعمل بأعمالها، ويجني من ثمارها.

▪وكلَّما مرض القلب واعتلَّ:
آثر الدنيا واستوطنها، حتى يصير من أهلها...»

"إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان"
لابن القيم -رحمه الله-.

ام هُمام 05-04-2018 05:45 PM

📩 [18]

💟من علامات صحة القلب (2):

▫️«ومن علامات صحّة القلب، أنّه لا يزال يضرب على صاحبه،

🔺حتّى يُنيبَ إلى الله، ويُخبتَ إليه،

🔺ويتعلَّقَ به تعلُّقَ المُحِبّ المضطرّ إلى محبوبه الذي لا حياة له ولا نعيم ولا سرور إلا برضاه وقربه والأنس به.

▫️ومن علامات صحّته كذلك أن لا يَفترَ عن ذكر ربه،

🔺ولا يسأم من خدمته،

🔺ولا يأنس بغيره إلا بمن يدلّه عليه، ويذكّره به.

▫️ومن علامات صحّته: أنه إذا فاته فرض من فرائض الله، أو فاته وِرده،

🔺وَجَدَ لفواته ألمًا عظيمًا، أعظم من تألُّم الحريص بفوات مالِه وفَقدِه...».

"إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان"
لابن القيم -رحمه الله-.

ام هُمام 05-05-2018 07:18 PM

📩 [19]

💟من علامات صحة القلب (3):

▫«ومن علامات صحتّه:

🔺 أنه يشتاق إلى الخدمة والعبادة، كما يشتاق الجائع إلى الطعام أو الشراب،

🔺وأنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همّه وغمّه بالدنيا، واشتدَّ عليه خروجه منها، ووجد فيها راحته ونعيمه.

▫ومن علامات صحتّه:

🔺أن يكون همّه واحدًا، وأن يكون في الله،

🔺وأن يكون أشحَّ بوقته أن يذهب ضائعًا من أشدِّ الناس شُحًا بماله❗

🔺وأن يكون اهتمام العبد بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل؛

←فيحرص فيه على: الإخلاص والمتابعة والإحسان،

←ويشهد -مع ذلك- مِنَّة الله عليه فيه، وتقصيره في حقِّ الله -جل جلاله-».

"إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان"
لابن القيم -رحمه الله-

ام هُمام 05-06-2018 05:01 PM

📩 [20]

💟القلب الصحيح...
🍃 كلمة أخيرة ...

▫«فإذا انصبغ القلب بين يدي إلهه ومعبوده الحق بصبغة العبودية،

🔺صارت العبودية صفةً له،

🔺وأتى بها تودُّدًا وتحببًا وتقربًا.

▫فكلما عرض له أمر من ربه أو نهي؛

🔺قال: لبيك وسعديك، والمنّة لك، والحمد فيه عائد إليك:

{سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285].

▫وإن أصابه قَدَرٌ قال:

🔺أنت ربي العزيز الرحيم، وأنا الفقير العاجز الضعيف،

🔺لا صبرَ لي إن لم تصبِّرْني، ولا ملجأ لي منك إلا إليك.

▫وإن أصابَه ما يكره؛

🔺قال: رحمةٌ أهديت إليّ،

▫وإن صرف عنه ما يحبُّ؛

🔺قال: شرٌّ صُرِفَ عني.

▫فكلُّ ما مسَّه به من السراء والضراء،

⬅اهتدى به طريقًا إليه، وانفتح له منه باب يدخل منه عليه».

"إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان"
لابن القيم -رحمه الله-

قال الشيخ السعدي -رحمه الله-:

💟✨"والقلب الصحيح: هو الذي عرف الحقَّ واتبعه، وعرف الباطل واجتنبه".

اللهم أرنا الحق حقًا، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه.

ام هُمام 05-07-2018 04:07 PM

📩 [21]

◾مرض القلب:

« المرض في القرآن -مرض القلوب- نوعان:

🔺مرض شُبهات وشكوك،

🔺ومرض شَهوات ومُحرَّمات،

▫وصحّة القلب الكاملة بشيئين:

-كمال علمه ومعرفته ويقينه،

-وكمال إرادته وحبه لما يحبه الله ويرضاه.

▪فإن كان علمه شكًّا وعنده شبهات تُعارض ما أخبر الله به من أصول الدين وفروعه،

←كان علمه منحرفًا وكان مرض قلبه بحسب هذه الشكوك والشبهات.

▪وإن كانت إرادته ومحبته مائلةً لشيء من معاصي الله،
←كان ذلك انحرافا في إرادته ومرضًا.

⚠وقد يجتمع الأمران:
فيكون القلب منحرفًا في علمه، وفي إرادته❗

📍فمن النوع الأول: قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [البقرة:10]

🔺وهي: التقاليد والشكوك والشُّبهات المعارضة لرسالة نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم-

←{فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً} [البقرة: 10] عقوبةً على ذلك المرض الناتج عن أسباب متعددة، كلها منهم وهم فيها غير معذورين.

📍ومن الثاني: قوله تعالى في سورة الأحزاب:
{فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ..} [الأحزاب:32].

🔺أي: مرض شهوة وإرادة للفجور؛

أقلُّ شيء من أسباب الافتتان يُوقِعه في الفتنة طمعًا أو فعلًا.

❗فكلُّ من أراد شيئًا من معاصي الله؛ فقلبه مريض مرض شهوة..»

"القواعد الحسان لتفسير القرآن"
للشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-.

ام هُمام 05-08-2018 05:16 PM

📩 [22]

◾من أمراض القلب؛
- الظلم بأنواعه❗

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

« الاعتدال هو صلاح القلب، كما أنَّ الظلمفساده؛

▪ولهذا جميع الذنوب يكون الرجل فيها ظالمًا لنفسه..

🔺وإذا ظَلَم العبد نفسه فهو الظالم وهو المظلوم،

🔺كذلك إذا عَدَل فهو العادل والمعدول عليه، فمنه العمل وعليه تعود ثمرة العمل من خير وشر‏.‏

▫واللّه تعالى بعث الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس بالقِسط،

▫وأعظم القِسط: عبادة اللّه وحده لا شريك له،

🔺ثم العدل على الناس في حقوقهم،

🔺ثم العدل على النفس‏.

‌‏▪والظلم ثلاثة أنواع، والظلم كله من أمراض القلوب،

▫والعدل صحتها وصلاحها...»


"مجموع الفتاوى- الجزء العاشر"

ام هُمام 05-09-2018 08:33 PM

📩 [23]

◾أنواع الظُّلم:

قال ابن القيم -رحمه الله- في كتابه "الوابل الصيّب":

«والظلم عند الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة له دواوين ثلاثة:

▪ديوان لا يغفر الله منه شيئًا، وهو الشرك به، فإن الله لا يغفر أن يُشْرَك به.

▪وديوان لا يترك الله تعالى منه شيئًا، وهو ظلم العباد بعضهم بعضًا، فإن الله تعالى يستوفيه كله.

▪وديوان لا يعبأ الله به شيئًا، وهو ظلم العبد نفسه بينه وبين ربه عزَّ وجلَّ،

🔺فإن هذا الديوان أخف الدواوين وأسرعها محوًا، فإنه يُمحى بالتوبة والاستغفار، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، ونحو ذلك.

🔺 بخلاف ديوان الشرك؛ فإنه لا يُمحى إلا بالتوحيد،

🔺وديوان المظالم لا يُمحى إلا بالخروج منها إلى أربابها واستحلالهم منها».

ام هُمام 05-10-2018 06:01 PM

📩 [24]

◾من أمراض القلب:
-الحسد❗

▪«الحسد: إحساس نفسانيٌّ مُرَكَّب من:
🔺 استحسان نعمة في الغير،
🔺مع تمنّي زوالها عنه».

"التحرير والتنوير لابن عاشور".

▪قال -تعالى-:{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة:109].

قال ابن عثيمين -رحمه الله-:

«والآية تدلُّ على تحريم الحسد لأنَّ مشابهة الكفار بأخلاقهم محرمة ...

⚠ والحاسد لا يزداد بحسده إلا نارًا تتلظَّى في جوفه؛ وكلما ازدادت نعمة الله على عباده ازداد حسرة❗

🔺فهو مع كونه كارهًا لنعمة الله على هذا الغير؛
🔺مضادٌّ لله في حكمه؛ لأنَّه يكره أن يُنعِمَ الله على هذا المحسود،

🔺 ثم إنَّ الحاسد مهما أعطاه الله من نعمة لا يرى لله فضلًا فيها؛ لأنَّه لابدَّ أن يرى في غيره نعمة أكثر مما أنعم الله به عليه، فيحتقر النعمة❗».

▪وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"لا تَباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا". [رواه البخاري ومسلم]

"موسوعة الأخلاق - الدرر السَّنية"

ام هُمام 05-11-2018 03:15 PM

📩 [25]

◾-أنواع الحسد:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

▪«️الحسد: هو البغض والكراهة لما يراه من حُسن حال المحسود،

وهو نوعان:

🔺أحدهما:كراهة للنعمة عليه مطلقًا، فهذا هو الحسد المذموم، وإذا أبغض ذلك فإنه يتألَّم ويتأذّى بوجود ما يبغضه، فيكون ذلك مرضًا في قلبه، ويلتذُّ بزوال النعمة عنه...

🔺والنوع الثاني:أن يكره فضل ذلك الشخص عليه، فيحبّ أن يكون مثله أو أفضل منه،

←فهذا حسد وهو الذي سموه: "الغِبطة".
وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم حسدًا في الحديث "المتفق عليه" من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال:

"لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالًا فهو ينفق منه في الحقّ آناء الليل والنهار".

فهذا الحسد الذي نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا في موضعين هو الذي سماه أولئك "الغبطة"،

وهو أن يحبّ مثل حال الغير ويكره أن يفضل عليه.

❓فإن قيل: إذًا لم سُمّيَ حسدًا وإنما أحبَّ أن ينعم الله عليه؟

🔺قيل: مبدأ هذا الحب هو نظره إلى إنعامه على الغير وكراهته أن يتفضل عليه، ولولا وجود ذلك الغير لم يحبّ ذلك،

▪️فلما كان مبدأ ذلك كراهته أن يتفضَّل عليه الغير كان حسدًا؛ لأنه كراهة تتبعها محبة،

▫️(وأما من أحب أن ينعم الله عليه مع عدم التفاته إلى أحوال الناس، فهذا ليس عنده من الحسد شيء..)

🔖وقد تسمّى: "المنافسة"؛

فيتنافس الاثنان في الأمر المحبوب المطلوب، كلاهما يطلب أن يأخذه، وذلك لكراهية أحدهما أن يتفضل عليه الآخر، كما يكره المُستَبِقان كلٌّ منهما أن يسبقه الآخر،

🔺والتنافس ليس مذمومًا مطلقًا، بل هو محمود في الخير..».

ام هُمام 05-12-2018 05:37 PM

📩 [26]

💟علاج الحسد:

▪1- قطع النظر عن الناس، وتعليق القلب بالله سبحانه وتعالى، وسؤال الله من فضله.

▫2- دعاء الله والتضرع إليه أن يزيل عنك هذا الداء؛

وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه:
"واهدِ قلبي واسلل سخيمة صدري" [صحيح الترمذي].
🔺ومعناه "اهدِ قلبي" إلى الصراط المستقيم ،
🔺"واسلل سخيمة صدري": أي أخرج غشَّه وغلَّه وحقده.

▪3- الرضا بقضاء الله وقدره، والتسليم لحكمه، فهو الذي يعطي النعم ويسلبها، قال تعالى:{نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَات} [الزخرف:32].

▫4-التأمُّل في القرآن وإكثار قراءته لا سيما الآيات التي تكلَّمت عن الحسد...

▫5- قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وبُعده عن الحسد وحبّه الخير للغير...

▫6-قراءة قصص الصحابة وأخبارهم..

▪7-التربية منذ الطفولة على حبّ الخير للناس.

▪8- المنافسة في الأعمال الصالحة لا في أمور الدنيا.

▪9- أن يُدَرِّب نفسه على قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، والدعاء بالبركة، إذا أعجبه شيء.

▫10- إذا حدثتك نفسك بمثل هذه الأمور فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم واشتغل بعمل ما يُنسيك هذه الوساوس والخطرات.

▫11-إذا غلبك الشيطان بإلقاء الحسد في قلبك فإيَّاك أن يظهر على لسانك أو في فعلك ما يدلُّ على الحسد؛

والإنسان لا يحاسَب على ما تحدّثه به نفسه ولكنّه يحاسَب على أقواله وأفعاله.

▪12- الدعاء للمحسود بالزيادة من فضل الله تعالى، إذا وجد في نفسه شيئًا من الحسد.

▪13– أن يعمل بنقيض ما يأمره به الحسد؛

🔺 فإن حمله الحسد على القدح في محسوده،
←كلَّفَ لسانه المدح له والثناء عليه،

🔺وإن حمله على التكبر عليه
←ألزم نفسه التواضع له، والاعتذار إليه،

🔺وإن بعثه على كفِّ الإنعام عليه،
← ألزم نفسه الزيادة في الإنعام عليه.


🔻المراجع:🔻
▪"موسوعة الأخلاق - الدرر السّنيّة"
▫"الإسلام سؤال وجواب/ الشيخ محمد صالح المنجد"

ام هُمام 05-13-2018 03:43 PM

📩 [27]

◾من أمراض القلب؛
- الرياء ❗

▪ الرياء من أعظم الأمراض التي تصيب القلب،

وهو أن يُظهر الإنسان العمل الصالح للآخرين أو يحسِّنه عندهم، أو يظهر عندهم بمظهر مندوب إليه ليمدحوه ويعظم في أنفسهم.

🔺وقد وردت أدلّة كثيرة تدلُّ على تحريم الرياء وعِظَم عقوبة فاعله، وأنه يُبطل العمل الذي يصاحبه❗

🔺 منها حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه مرفوعًا:

أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

"إنَّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"،

قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟

قال:"الرياء، يقول الله -عزَّ وجلَّ- لهم يوم القيامة إذا جُزِي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، هل تجدون عندهم جزاء؟".

[رواه أحمد وقال الألباني في السلسلة الصحيحة إسناده جيّد].

🔺 وحديث أبي هريرة (في خبر الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة، وهم:

-رجل قاتل في الجهاد حتى قُتِل، ليُقال: جريء،

-ورجل تعلَّمَ العلم وعلَّمه وقرأ القرآن ليقال: عالم وقارئ،

-ورجل تصدق ليقال: جواد). رواه مسلم.

ولهذا ينبغي للمسلم البعد عن الرياء والحذر من الوقوع فيه..

⚠ومن صور الرياء:

1- الرياء بالعمل، كمراءاة المصلي بطول الركوع والسجود.

2- المراءاة بالقول، كسرد الأدلة إظهارًا لغزارة العلم، ليقال: عالم.

3- المراءاة بالهيئة والزيِّ، كإبقاء أثر السجود على الجبهة رياء.

"تسهيل العقيدة الإسلامية لعبد الله بن عبد العزيز الجبرين"

ام هُمام 05-14-2018 05:34 PM

📩 [28]

💟علاج الرياء:

هناك أمور تعين على البعد عنه، أهمها:

▫1-تقوية الإيمان في القلب، ليَعظُمَ رجاء العبد لربه، ويُعرِضَ عمَّن سواه،

🔺ولأنَّ قوّة الإيمان في القلب من أعظم الأسباب التي يعصم الله بها العبد من وساوس الشيطان، ومن الانقياد لشهوات النفس.

▫2-التزوُّد من العلم الشرعي، وبالأخصّ علم العقيدة الإسلامية،

🔺ليكون ذلك حرزًا له -بإذن الله- من فتن الشبهات،
🔺وليعرف عظمةَ ربّه جل وعلا، وضعف المخلوقين وفقرهم،

↩فيحمله ذلك كلّه على مقت الرياء واحتقاره والبعد عنه،

🔺وليعرف أيضًا مداخل الشيطان ووساوسه، فيحذرها.

▫3- الإكثار من الالتجاء إلى الله -تعالى- ودعائه أن يعيذه من شر نفسه، ومن شرور الشيطان ووساوسه، وأن يرزقه الإخلاص فيما يأتي وما يذر،

🔺والإكثار من الأذكار الشرعية التي هي حصن من شرور النفس والشيطان.

▫4- تذكُّر العقوبات الأخروية العظيمة التي تحصل للمرائي،
🔺ومن أعظمها أنه من أوّل من تسعّر بهم النار يوم القيامة.

▫5- التفكُّر في حقارة المرائي وأنه من السفهاء والسفلة؛ لأنه يضيع ثواب عمله الذي هو سبب لفوزه بالجنة، ونجاته من عذاب القبر، وشدة القيامة، وعذاب النار من أجل مدح الناس والحصول على منزلة عند المخلوقين، فهو يبحث عن رضا المخلوق بمعصية الخالق❗

6- الحرص على كل ما هو سبب في عدم الوقوع في الرياء، وذلك
🔺بالحرص على إخفاء العبادات المستحبّة،
🔺وبمدافعة الرياء عندما يخطر بالقلب،
🔺وبالبُعد عن مجالسة المدّاحين وأهل الرياء، ونحو ذلك.


"تسهيل العقيدة الإسلامية لعبد الله بن عبد العزيز الجبرين"

ام هُمام 05-15-2018 05:31 PM

📩 [29]

◾من أمراض القلب؛
العُجب❗

⚠العُجب من أمراض القلب الخطيرة لأن صاحبه لا يشعر به وبخطره، ولا تَخطر له التوبة منه والإقلاع عنه لأنه لا يرى فيه عَيبًا أصلًا!

🔻 يقول أبو العباس القرطبي–رحمه الله-:

"إعجاب الرجل بنفسه:
←هو ملاحظته لها بعين الكمال والاستحسان،
←مع نسيان منَّة الله تعالى".
[فتح الباري (10/261)]

🔻وقال الغزالي -رحمه الله-:
"العُجْب: هو
←استعظام النعمة، والركون إليها،
←مع نسيان إضافتها إلى المنعم"
[إحياء علوم الدين]

▪قال الله تعالى:
{فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُون}
[الزمر:49].

🔻قال ابن كثير [في تفسيره]:

"يقول تعالى مُخبرًا عن الإنسان أنه في حال الضّرّاء يضرع إلى الله عزّ وجل، وينيب إليه ويدعوه،

وإذا خوَّله منه نعمة بغى وطغى، وقال:{إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ}؛

أي: لِما يعلم الله من استحقاقي له ولولا أني عند الله تعالى خصيص لما خولني هذا"❗

▪وعن أنس -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:

"لو لم تذنبوا، لخشيت عليكم ما هو أكبر منه؛ العُجْب"
[رواه البزار وحسَّنه -لغيره- الألبانيّ].

🔻قال المناوي تعليقًا على هذا الحديث:

"لأن العاصي يعترف بنقصه، فتُرجى له التوبة،
والمعجب مغرور بعمله فتوبته بعيدة".
[فيض القدير]

((...يُتَبع -إن شاء الله-))

ام هُمام 05-16-2018 05:29 PM

📩 [30]

⚠بعض صور العُجب❗

▪1-‏أن يُعجب ببدنه فيلتفتَ إلى جمال نفسه، وينسى أنّه نعمة من اللّه تعالى، وأنّه عُرضةٌ للزّوال في كلّ حال‏.‏

🔻وعلاجه:‏ النّظر في بدء خلقه وإلى ما يصير إليه‏.‏

▪2-القوّة: استعظامًا لها مع نسيان شكرها، وترك الاعتماد على خالقها.

🔻علاجه: شكر الله عليها، وتذكّر عرضتها للسّلب، فيصبح أضعف العباد‏!!‏

▪3- العقل: استحسانًا له واستبدادًا به‏.‏

🔻وعلاجه: ترديد الشّكر عليه، وتجويز أن يُسلب منه كما فُعل بغيره، وأنّه -إن اتّسع في العلم به- فما أوتي منه إلاّ قليلًا.‏

▪4-النّسب الشّريف افتخارًا به واعتقادًا للفضل به على كثير من العباد‏.‏

🔻علاجه: بأنّه لا يجلب ثوابًا ولا يدفع عذابًا، وأنّ أكرم النّاس عند اللّه أتقاهم، وأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لكلّ من ابنته فاطمة وعمّته صفيّة رضي الله عنهما‏:‏ " لا أغني عنك من اللّه شيئاً" (رواه مسلم).‏
___________

"الموسوعة الفقهية الكويتية (باختصار)"

((⇦يُتبَع... إن شاء الله)).

ام هُمام 05-17-2018 03:22 PM

📩 [31]

▼تابع▼

⚠بعض صور العُجب❗‏

▪5-الانتساب إلى ظَلَمة الملوك وفَسَقة أعوانهم تشرُّفًا بهم‏.‏

🔻علاجه: أن يتفكّر في مخازيهم وأنّهم الممقوتون عند اللّه تعالى‏..‏

▪6-كثرة الأولاد والأقارب والأتباع اعتمادًا عليهم ونسيانًا للتّوكّل على ربّ العالمين‏.‏

🔻علاجه: تحقّقه أنّ النّصر من عند اللّه، وأنّ كثرتهم لا تغني عند حضور الموت شيئًا.‏

▪7-المال، اعتدادًا به وتعويلًا عليه كما قال اللّه تعالى إخبارًا عن صاحب الجنّتين إذ قال‏:‏ ‏{‏أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً‏}‌‏ [الكهف:34].‏

🔻علاجه: علمه أنّ المال فتنة، وأنّ له آفات متعدّدةً‏...‏

▪8- الرّأي الخطأ، توهُّمًا أنّه نعمة، وهو في نفس الأمر نقمة، قال -تعالى-‏:‏ ‏{‏أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً‏}‌‏ [فاطر:8].‏

🔻وعلاجه أشدّ من علاج غيره، لأنّ صاحب الرّأي الخطأ جاهل بخطئه، وعلاجه على الجملة‏:‏ أن يكون متّهمًا لرأيه أبدًا لا يغترّ به، إلاّ أن يشهد له قاطع من كتاب أو سنّة أو دليل عقليّ صحيح‏.
__________

"الموسوعة الفقهية الكويتية (باختصار)"

⚠ومن أخطر أنواع العُجب "العُجب بالعبادات والطاعات"❗؛

⬅ نُفرِده في رسالةٍ مُقبلة -إن شاء الله-.‏

ام هُمام 05-18-2018 03:14 PM

📩 [32]

⚠العجب بالطاعات والعبادات❗

▪ قال ابن قدامة -رحمه الله-:

"فأما مع الخالق فإن العُجبَ بالطاعات نتيجة استعظامها،

🔻فكأنه َيمُنُّ على الله تعالى بفعلها،

🔻 وينسى نعمته عليه بتوفيقه لها،

🔻ويعمى عن آفاتها المفسدة لها؛

▫وإنّما يتفقد آفات الأعمال
←مَن خاف ردَّها،
▪دونَ مَن رضيها وأُعجب بها❗".
[مختصر منهاج القاصدين].


▪وقال القرافيّ في [أنوار البروق]:

"وأمّا العُجب فهو رؤية العبادة، واستعظامها من العبد،

كما يتعجَّبُ العابدُ بعبادته، والعالمُ بعلمه، وكلُّ مطيعٍ بطاعته...‼

📌 وسرُّ تحريم العُجب؛ أنَّه سوء أدب على الله تعالى،

⚠فإنَّ العبد لا ينبغي له أن يَسْتَعظِمَ ما يتقرَّب به إلى سيده،

بل يستصغره بالنسبة إلى عظمة سيده، لا سيما عظَمة الله -تعالى-...

⛔ فمن أُعجِبَ بنفسه وعبادته؛

←فقد هلَكَ مع ربِّهِ -وهو مطَّلعٌ عليه-

← وعرَّض نفسه لمقت الله تعالى، وسخطه❗

🔻ونبَّه على ضدّ ذلك قولُه تعالى:

{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون:60]

🔻 معناه: يفعلون من الطاعات ما يفعلون وهم خائفون من لقاء الله تعالى بتلك الطاعة احتقارًا لها،

🔻وهذا يدلُّ على طلب هذه الصفة، والنهي عن ضدّها..

ام هُمام 05-19-2018 03:33 PM

📩 [33]

💟علاج عامّ للعُجب:

💡«اعلم أنَّ الله سبحانه هو المُنعم عليك بإيجادك وإيجاد أعمالك،

🔻فلا معنًى لعُجبِ عاملٍ بعمله، ولا عالمٍ بعلمه، ولا جميلٍ بجماله، ولا غنيٍّ بغناه..

▫إذ كلُّ ذلك مِن فضلِ الله -تعالى-،

▫وإنَّما الآدميُّ محلٌّ لفَيض النِّعم عليه ،

🔻وكونُه محلًّا له ←نعمةٌ أخرى‏.

▪‏فإن قلت‏:‏ إنَّ العمل حصل بقدرتك ولا يتصوّر العمل إلا بوجودك ووجود عملك وإرادتك وقدرتك؛

⬅فمن أين قدرتك؟!

🔻 وكلُّ ذلك من الله -تعالى- لا منك،

▪ فإن كان العمل بالقدرة؛

🔻فالقدرة مفتاحه، وهذا المفتاح بيد الله تعالى، وما لم تُعطَ المفتاح لا يمكنك العمل كما لو قعدت عند خزانة مغلقة لم تقدر على ما فيها إلا أن تعطى مفتاحها‏.

▫‏وفى ‏"‏الصحيحين‏"‏ من حديث أبى هريرة، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏لن يُدخِلَ أحدًا منكم عملُه الجنّة‏"‏،

قالوا ‏:‏ ولا أنت يا رسول الله ‏؟‏

قال‏:‏ ‏"‏ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمةٍ منه وفضل‏"‌‏».‏

"مختصر منهاج القاصدين - ابن قدامة المقدسي"

ام هُمام 05-20-2018 03:16 PM

📩 [34]
💡بين العُجب والرّياء:

▪قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

«وكثيرًا ما يُقرَن الرّياءبالعُجب،

⬅فالرّياء من باب الإشراك بالخَلْق❗

⬅ والعُجب من باب الإشراك بالنفس❗

▼فالمُرائي لا يحقق قوله-تعالى-: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}،

▼والمُعجب لا يحقّق قوله:{وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}،

🔻 فمَن حقَّق قوله:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ}؛
←خَرَجَ عن الرّياء،

🔻 ومن حقق قوله:{وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؛
←خَرَجَ عن الإعجاب».

"الفتاوى الكبرى 5/248".

▪وقال الإمام الغزالي:

«قال الشافعي -رحمه الله-:

"إذا أنتَ خِفت على عملك العُجب؛

▫←فانظر رضا مَن تطلب؟

▫←وفي أيِّ ثوابٍ ترغب؟

▫← ومن أيِّ عقابٍ ترهَب؟

▫← وأيَّ عافيةٍ تشكر؟

▫←وأيَّ بلاءٍ تذكر؟

⤴فإنَّك إذا تفكَّرت في واحدٍ من هذه الخصال صَغر في عينك عملُك"

فانظر كيف ذكر حقيقةَ الرياء وعلاج العُجب وهما من كبار آفات القلب».

"إحياء علوم الدين"

ام هُمام 05-21-2018 03:05 PM

📩 [35]
◾من أمراض القلوب:
-الكِبر ❗

▪التكبُّر صفةٌ ذميمة؛ يتّصف بها إبليس، وجنودُه من أهل الدنيا ممَّن طمس الله -تعالى- على قلبه!

🔻وأوَّل من تكبرَّ على الله وخَلْقه هو إبليس اللعين لمَّا أمره الله -تعالى- بالسجود لآدم فأبى واستكبر ، وقال:

🔻{أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [الأعراف:12]

🔻فمن أراد الكِبر؛ فليعلم أنه يتخلق بأخلاق الشياطين..!!

🔻ناهيك عن كون الكبر سببًا لحرمان صاحبه من الجنة؛

🔻ويحرم نفسه من أن ينظر ربُّ العزة إليه ❗

⏬كما جاء في الحديثين الآتيين:

◽عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :

"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"،

قال رجل: إنّ الرجل يحبُّ أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة،

قال -صلى الله عليه وسلم-:

"إن الله جميلٌ يحبُّ الجمال،

الكبر: بَطَر الحق وغَمْط الناس".

[رواه مسلم].

◁"بَطَرُ الحقّ": ردُّه بعد معرفته.

◁و"غَمط الناس": احتقارهم.

◽وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

"مَن جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة"

[ رواه البخاري].

"الإسلام سؤال وجواب".

((⇦يُتبَع... إن شاء الله)).

ام هُمام 05-22-2018 03:26 PM

📩 [36]

💟علاج الكبر:

▫«من طرق علاج الكبر أن ترى نفسك كالناس وأنهم مثلك وُلدوا من أم وأب كما وُلِدت،

▫️⇦وأنَّ التقوى هي المعيار الحقّ.

🔻قال الله -تعالى-:

{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13].

▫وليعلم المتكبِّر أنه مهما بلغ فهو أضعف من أن يبلغ طول الجبال أو أن يخرق الأرض..

▫ومن العلاج أن يعلم الإنسان أنَّ المتكبّر يوم القيامة يُحشر صغيرًا كأمثال الذرّ تدوسه الأقدام،

▫والمتكبّر مبغوضٌ عند الناس؛ كما أنه مبغوضٌ عند الله -تعالى-،

▫والناس يحبون المتواضع السَّمِح الليّن الهيّن

▪️ويُبغضون الغليظ والشديد..».

"الإسلام سؤال وجواب".

ام هُمام 05-23-2018 03:10 PM

📩 [37]
◾️من أمراض القلب؛
- الغضب ❗️

«قوّة الغضب؛ ⇦محلُّها القلب،

▪️ومعناها: غليان دمِ القلبِ بطلبِ الانتقام،

■وإنَّما تتوجَّه هذه القوّة عند ثورانها

🔻إلى دفع المؤذيات -قبل وقوعها-،

🔻وإلى التشفّي والانتقام -بعد وقوعها-.

▪️والانتقام قُوْتُ هذه القوة وشهوتها ولا تسكن إلا به.

▪️والأسباب المهيِّجة للغضب هي:

🔻الزهو، والعُجب،

🔻والمزاح، والهزل،

🔻والهزء، والتعيير،

🔻والغَدر،

🔻وشدة الحرص على فضول المال والجاه...

ونحوها من الأخلاق الرديئة...

⚠️ولا خلاصَ من الغضب مع بقاء هذه الأسباب؛

⬅️فلا بُدَّ من إزالة هذه الأسباب المُهلِكة بأضدّادها المُنجية....»

"موسوعة فقه القلوب - للتويجري"

((⇦يُتبَع... إن شاء الله-)).


الساعة الآن 09:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009