ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=34)
-   -   حكم التجسس في الميزان الشرعي؟؟!! (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=8815)

ابو عبد الرحمن 11-23-2012 01:19 AM

حكم التجسس في الميزان الشرعي؟؟!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


التجسس في الميزان الشرعي ...

فإن التجسس عمل وضيع نهى الله -عز وجل- عنه لأسباب، منها أنه تتبع للعورات، وفضح لأسرار الناس، ومن تتبع عورة المسلم فضحه الله ولو في جوف بيته..
والتجسس: هو تتبع عورات الناس وهم في خلواتهم، إما بالنظر إليهم وهم لا يشعرون، وإما باستراق السمع وهم لا يعلمون. وإما بالاطلاع على مكتوباتهم ووثائقهم وأسرارهم وما يخفونه عن أعين الناس دون إذن منهم.
وقد نهى الإسلام عن التجسس على المسلمين، ما داموا ظاهري الاستقامة غير مجاهرين بمعاصيهم، وكان ما يخفونه من أمورهم من السلوك الشخصي الذي يخصهم ولا يتعلق بكيد للمسلمين.
والتجسس مما يولد في المجتمع الأحقاد، ويورث العداوات والبغضاء ، إذ يشعر المتجسس عليه بأنه مشكوك بأمره غير موثوق. وهما يكشفان عورات الناس، ويتسببان بإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا. وسوف نلقي الضوء على هذا الموضوع من خلال الآتي:

أولاً: التجسس اصطلاحاً:

قال ابن الأثير: (التجسس: التفتيش عن بواطن الأمور وأكثر ما يقال في الشر) . وذكر في معنى التجسس: (هو أن تتبع عين أخيك فتطلع على سره) . وقيل: (هو أن يتتبع الإنسان أخاه ليطلع على عوراته سواء كان ذلك عن طريق مباشر بأن يذهب هو بنفسه يتجسس، أو كان عن طريق الآلات المستخدمة في حفظ الصوت أو غير ذلك فهو محرم.

ثانياً: الفرق بين التجسس والتحسس:

أكثر العلماء يقولون بوجود الفرق بينهما، قال ابن كثير -رحمه الله-: (التجسس غالباً يطلق في الشر ومنه الجاسوس، وأما التحسس فيكون غالباً في الخير، كما قال -عز وجل- إخباراً عن يعقوب أنه قال: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (يوسف / 87).
وقد يستعمل كل منهما في الشر، كما ثبت في الصحيح أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: (ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا) .

وقال القرطبي -رحمه الله-:

(التجسس بالجيم هو البحث، ومنه قيل: رجل جاسوس، إذا كان يبحث عن الأمور، والتحسس هو ما أدركه الإنسان ببعض حواسه) .

ثالثاً:- النصوص الشرعية الواردة في ذم التجسس:

قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} .

قال ابن جرير -رحمه الله تعالى- قوله: (ولا تجسسوا) يقول: ولا يتتبع بعضكم عورة بعض، ولا يبحث عن سرائره، يبتغي بذلك الظهور على عيوبه، ولكن اقنعوا بما ظهر لكم من أمره وبه فاحمدوا أو ذموا، لا على ما لا تعلمونه من سرائره .. ثم ذكر أثر ابن عباس: نهى الله المؤمن من أن يتتبع عورات المؤمن.

وقال قتادة: هل تدرون ما التجسس، أو التجسس؟ هو أن تتبع، أو تبتغي عيب أخيك لتطلع على سره) .

ومن الأدلة: قول الله -عز وجل-: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} .

دلت الآية على حرمة أذية المؤمنين والمؤمنات ومن الأذية تتبع عوراتهم والتجسس عليهم.. قال قتادة بن دعامة: إياكم وأذى المؤمن، فإن الله يحوطه، ويغضب له.

وقال -تعالى-: {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (47) سورة التوبة. قال مجاهد في قوله -تعالى-: (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ): وفيكم مخبرون لهم يؤدون إليهم ما يسمعون منكم وهو الجواسيس.

وقد وردت أحاديث شريفة تدل على حرمة التجسس، فمنها:

- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً).

- عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتَبّع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته) .

- وعن معاوية -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم)
.
رابعاً: من الآثار وأقوال العلماء الواردة في ذم (التجسس):

قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: (إنا قد نُهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به).

قال أبو حاتم البستي -رحمه الله-: (التجسس من شعب النفاق، كما أن حسن الظن من شعب الإيمان، والعاقل يحسن الظن بإخوانه وينفرد بهمومه وأحزانه، كما أن الجاهل يسيء الظن بإخوانه، ولا يفكر في جناياته وأشجانه).

خامساً: أضرار التجسس:

1- التجسس دليل على ضعف الإيمان وفساد الخلق.
2- وهو دليل دناءة النفس وخستها.
3- يوغر الصدور ويورث الفجور.
4- يؤدي إلى فساد الحياة وكشف العورات.
5- يستحق صاحبه غضب الله ودخول النار، والعياذ بالله -تعالى-.


فائدة:

يستثنى من النهي عن التجسس ما لو تعين طريقاً إلى إنقاذ نفس من الهلاك مثلاً: كأن يخبر ثقة بأن فلاناً خلا بشخص ليقتله ظلماً, أو بامرأة ليزني بها، فيشرع في هذه الصورة التجسس والبحث عن ذلك حذراً من فوات استدراكه). نقله النووي عن (الأحكام السلطانية) للماوردي واستجاده.


والله ولي التوفيق..

almojahed 11-23-2012 02:49 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي ابا عبد الرحمن على هذه الإضافة حفظكم الله و أهليكم من كل سوء

آمال 11-23-2012 04:45 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ابو عبد الرحمن على الموضوع الهام والقيم
ونسأل الله ان يعلمه الجميع ويحذره
ورزقنا الله جميعا الجنة

المحبة في الله 11-23-2012 05:13 PM

جزاكم الله شيخنا الفاضل على موضوعك الكريم

عادة لعلاج اي مرض او للوقاية منه يجب تحديد اسبابه:
اذا خصصنا الامر اكثر ..فلو تحدثنا عن اسباب التجسس لصالح العدو فأسبابه الرئيسية بعد غياب الوازع الديني
"الفشل الذي يتولد منه اليأس"
" الحااجة الى المال"
"الرغبة في الانتقام من كل قيمة او شخص يشعر بأنه على قدر اعلى منه "
و في هذه الحالة يتحمل المسؤولية كلا من الفرد و المجتمع

من حيث ما الذي تم توفيره له سواء معنويا او حسيا فتوفير هذه الامور تجعل العلاقة بين الفرد و مجتمعه علاقة تبادلية و تفاعليه فلا يشعر بتهميش و لا
ظلم او حتى انه مهان ..فلا يفقد ذلك الانتماء للوطن و اهله ,,
و مسؤولية فردية .. و هي ان كل عاقل يدرك حقيقة نفسه في جميع الظروف .. فمتى ما تحولت حياته من سيء لأسوأ ينبغي له مساءلة نفسه و معرفة
نقاط ضعفه فيعالجها و نقاط قوته فيحافظ عليها او يزيدها قوة او ان لم يفلح يأخذ برأي من يؤخذ عنهم النصح

و بالرغم من كل هذا .. يبقى الذنب ذنب و المعصية معصية .. لأن الله خلقنا و ارسل لنا رسله منذرين و مبشرين
فالعاقل من نجى بنفسه

نسأل الله السلامة

و جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل

ملاحظة : انا لا ادافع عن مرتكب هذا الفعل .. و لكننا بحاجة لوقفة جميعا مع انفسنا و ابنائنا و مؤسساتنا التربوية و التعليمية ليس للتوعية ضد هذه الظاهرة
و لكن لتذكير الناس بأن كلهم راع و كلهم مسؤول عن رعيته ..فهكذا أمر جذوره تبدأ منذ الصغر و حتى مرحلة الشباب ليترسخ
على الاقل حتى لو كان الطفل قد تربى جيدا و تعامله مع مجتمعه اكثر من ممتاز لكن في خلوة اذنب و رصدته اعين المتربصين و ساوموه على وطنيته مقابل الستر عليه ..لاستطاع النجاة بنفسه اما بالرفض
او باللجوء للسلطات المحلية و التي هي جزء من هذا التكامل الديني اولا ثم الاخلاقي فتكون نجاته بفضل الله اولا و من ثم تحقيق الاساسيات الدينية و الاخلاقية في مجتمعه

ابو عبد الرحمن 11-23-2012 08:20 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

جزاك الله خيرا اخي ابو جبريل على المرور وكلماتك الطيبة
اللهم استر عورات المسلمين وآمن روعاتهم واحفظهم من كل سوء

ابو عبد الرحمن 11-23-2012 08:22 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

بارك الله فيكِ اختنا الفاضلة آمال وجزاكِ خيرا على المرور
أسأل الله ان يعلمنا ما جهلنا وينفعنا بما علمنا


الساعة الآن 02:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009