ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم الاستشارات الدينية عام (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=76)
-   -   اريد ان أطمئن من دفعى لهذا الوسواس فهل تساعدونى؟! (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=18920)

عبدالرحمن محمد 01-27-2018 05:29 AM

اريد ان أطمئن من دفعى لهذا الوسواس فهل تساعدونى؟!
 
فى البداية أول ما أبدا انا عارف ان البوست طويل بس انا بطلب منكم انكوا تقرأوه كامل بالذات العلماء فى الدين عشان لو فى حاجة غلط قولوا لى و انا أصلحها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا من سيئات أعمالنا إنه من يهد الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادى له و أشهد ان لا إلاه إلا الله و أشهد ان محمد عبده و رسوله أما بعد....
قبل أن أبدأ أريد ان أقول كثيرا ما كان يأتينى وسواس الشك فى الدين و ربما هذا الابتلاء كان أصعب ابتلاء قد مررت به فهذا الابتلاء لو لم أنجح فيه لضللت و العياذ بالله و لكننى لا أشكو بل أحمد الله عز وجل كثيرا فى مساعدته لى على تخطى هذا الابتلاء و قد صدق الرحمن فى قوله لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ
بدأ هذا الوسواس يجول فى خاطرى منذ قرابة عام تقريبا و كنت أبلغ حينها 17 عشر عاما و قد بدأ يدور فى خاطرى أفكار إلحادية و العياذ بالله من الكفر بالله و قلت أنه لا يمكن إنشاء و صنع قلم من العدم فكيف لكون كهذا بهذا النظام المتناهى الدقيق ألا يكون له من خالق و استعذت بالله كثيرا و تمكنت من صده و من ثم تحول هذا الوسواس فى حب الشهوات فدفعته و الحمدلله ثم تحول الى وسواس الشرك و العياذ بالله و بدأ ذاك الوسواس اللعين بالشرك بالله تحديدا عندما بدأت أحداث تفجيرات الكنائس فى مصر فى عام 2017 فى الصيف تقريبا فى شهر أبريل او مايو غالبا - الشهر الذى صاحب قدوم عيدهم - , فعند حدوث التفجيرات أخذ أصدقائى المسيحين - أم يجب تسميتهم بالنصارى فلو كانوا مسيحيين حقا لما أشركوا بالله و امنوا بمحمد صلى الله عليه و سلم - يينشرون منشوراتهم على الفيسبوك و يقولون ما معناه ( أنكم تكفروننا و تقولون إننا مشركون ولكننا موحدون فنحن نقول لا إلاه إلا الله ) و هنا قد بدأ الوسواس فكيف يقولون لا إلاه إلا االله و الله تعالى يقول قَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) و كيف أيضا انهم موحدون و رأيتهم يعترفون بربوبية المسيح عيسى -عليه السلام- بما ينشرونه على الفيسبوك و كيف أيضان يكونوا موحدين و قد رأيتهم يقولون - استغفر الله العظيم- " تحميك العذراء قاهرة الشياطين" و كانت أمى جالسة معى فى المستشفى الأطفال فى يوم من الأيام عندما كنت صغيرا و كنت أبلغ نحو 11 عام تقريبا ننتظر الطبيب لأننى كنت مريض بنزلة برد فكانت هناك طفلة تقيأت فقالت الجالسة بجانب أمى لها -لأمى- : هى مالها؟ فأمى ردت عليها و قالت لها : ممكن تكون عيانة جامد . فردت الست عليها "تشفيها العذراء" و يقولون أيضا -حاشا لله- ان العذراء هى أم الله .. و تعالى عز وجل عما يقولون و العذراء مريم بريئة منهم فقد قال عز وجل عنها فى كتابه الكريم (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)) و قال أيضا (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ)
فقلت فى نفسى لربما هناك طوائف أخرى من الديانة المسيحية تؤمن بالثالوث و بعض الديانات الأخرى توحد بالفعل و لكنها لا تعبد الله -تعالى- و لكنها تعبد المسيح على أنه الله و أسأل الله تعالى انا يسامحنى على اعتقادى فالحقيقة عكس ذلك تماما فقولهم لا إلاه إلا الله هو مجرد قول فقط لا عمل به فالله عندهم يمثل معادلة بسيطة 1+1+1=1 لا 1+1+1=3 فلو قلت لهم 1+1+1= 3 فبذلك هم مشركون لا موحدون بل إن إنجيلهم يقول ان من عقيدة إيمانهم التوحيد (اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد (التثنية 6: 4)) و لربما تلك الاية من ايات الله التى لم تحرف فى الانجيل
الله عند النصارى يمثل 3 (1+1+1) كل واحد مختلف عن الاخر فإن عبدتهم فبذلك تكون عبدت الله و لكن إن عبدت أحدهم و تركت الاثنان الاخرين فإنك بذلك تكون مهرطق مرتد كما فعل أريوس الذى لم يقر بربوبية و ألوهية المسيح و إنما أقر بربوبية ألوهية الله عز و جل فقط و هذا ما دفع القديس نيقولا إلى لطمه على وجهه فى مجمع نيقية (أقرأ من ص 156 ل ص 162 بكتاب 100 من عظماء أمة الإسلام)

الموضوع ليه باقى بس هو مش سامح غير ب 5000 كلمة ف هكتب الباقى فى الرد بعد انتهاء المهلة




عبدالرحمن محمد 01-27-2018 05:32 AM



و عندهم فإن الله ذو طبيعة ثلاثية الأبعاد فإن كل بعد فيه يساويه و كل بعد فيه لا يساويه فطبقا لقانون مارثناسيوس "الإيمان الجامع هو أن نعبد إلهًا واحدًا في ثالوث، وثالوثًا في وحدانية، ألا نخلط الأقانيم ولا نفصل الجوهر، فإن للأب أقنومًا على حدة، وللابن أقنومًا آخر، وللروح أقنومًا آخر، ولكن لاهوت الأب والابن والروح القدس كله واحد ومجد متساوو الجلال أبدى معًا ... الأب إله والابن إله والروح القدس إله، ولكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد ... الأب رب والابن رب والروح القدس رب، ولكن ليسوا ثلاثة أرباب بل رب واحد ... الدين الجامع ينهانا عن أن نقول بوجود ثلاثة آلهة أو ثلاثة أرباب" من النظر إلى الكلام السابق نجد انه هناك ثلاثة فى العقيدة النصرانية الأب و الابن و الروح القدس و كل واحد مختلف عن الاخر لأنهم نصوا على تمييز كل واحد بمميزات خاصة و عند بحثى عن الله فى العقيدة المسيحية فى ويكيبيديا فوجدت هذا
"إلى جانب هذه الخطوة الرئيسية في الإيمان(التوحيد)، فإن الله في المسيحية هو ثالوث، فبحسب تعليم الكتاب المقدس فإنّ الله كالم البشر بثلاث طرق أو أشكال مختلفة في العهد القديم والإنجيل وسائر أسفار العهد الجديد؛ هذه الأشكال هي صفات داخلية قائمة في الله، ولا يمكن أن تفصل عنه؛ وهو ما اصطلح عليه لفظ "أقنوم".[10] فإنّ الذات القائمة بذاتها يشار إليها بالآب، والكلمة أي فكر الله وخطابه للبشرية يشار إليه بالابن، لصدورها عن الذات صدور الابن عن أبيه ونور الشمس عن قرصها، والحياة الفاعلة أي قوّة الله في الأعماق والآفاق التي خلقت وأبدعت المبروئات تدعى الروح القدس.
و لو حدثتك بمثل منطقك هذا لقلت لك إننا نحن المسلمون موحدين نعبد الله واحدا أحد و لكننا نعبد أيضا 99 أقنوم!! إننا بالفعل نعبد واحد أحدا و عند قولنا واحد اى اننا لا نعبد معه شيئا أخر تحت مسمى ان هذا الشئ هو الرحيم و هذا الشئ هو الغفور و هكذا حتى اخر اسماء الله الحسنى!! نحن نعبد الله واحد احد لا شريك له الذي يتصف بالرحمة و المغفرة و الجلال إلى اخر ال 99 اسما فإن كانوا يوحدوا الله حقا لعبدوا الخالق و هو الله عز وجل و لا يعبدوا المخلوقين و هم سيدنا عيسى و سيدنا جبريل عليهما السلام بل أشركوا مع الله عيسى عليه السلام و جبريل عليه السلام تحت مسمى ان عيسى عليه السلام هو خطاب الله و الروح القدس هو قوة الله , تعالى الله عما يقولون ف الله هو القوى الجبار الذى يقول للشئ كن فيكون لا يحتاج وسيط يمثل قوته و لا لوسيط يمثل فكره و لا يحتاج لوسيط ليمثل خطابه فخطابه ممثل فى كتبه التى أنزلها بدءا من سيدنا ادم عليه السلام و حتى سيدنا محمد -صلى الله عليه و سلم- فكل من علي الأرض و فى الكون فان و هالك و يبقى وجه ربك ذو الجلال الإكرام
أما عن العقيدة اليهودية فيكفى انهم يقولون انه ارتكب ذنبا و انهى يبكى من يومها إثر شعوره بالذنب و بالطبع تعالى و تقدس الله عما يقولون
إن كنت مخطئا فى شيئا مما قلته و لو حرف واحد فقولوا لى
(و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين )

ابو عبد الرحمن 02-17-2018 11:15 PM

يكفيك قول الله تعالى :
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)
وقوله تعالى : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
وقوله تعالى : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

almojahed 02-18-2018 07:40 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ثبتك الله يا بني على الحق و ارشدك إلى الصواب و اعلم ان دفع الوسواس يكون بالاستعاذة بالله رب العالمين
والاستعاذة هي: الاستجارة أي أستجير بالله دون غيره من سائر خلقه من الشيطان أن يضرني في ديني أو يصدني عن حق يلزمني لربي. تفسير ابن كثير 1/16 وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " ومعنى أستعيذ بالله : أمتنع به وأعتصم به وألجأ إليه " ا.هـ إغاثة اللهفان 1/91
وقال ملا علي القاري رحمه الله تعالى : " يعني : اللهم احفظني من وسوسته وإغوائه وخطواته وخطراته وتسويله وإضلاله، فإنه السبب في الضلالة والباعث على الغواية والجهالة " ا.هـ مرقاة المفاتيح 2/448 وانظر : عون المعبود 2/131
وقد أمرنا الله جل جلاله بالاستعاذة من الشيطان في مواضع عديدة من كتابه :
قال الله تعالى : ( خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ (199)وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)) [الأعراف : 200] قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى : " يعنـي جلّ ثناؤه بقوله: وَإمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ وإما يغضبنك من الشيطان غضب يصدّك عن الإعراض عن الـجاهلـين ويحملك علـى مـجازاتهم ( فـاسْتَعِذْ بـاللّهِ ) يقول: فـاستـجر بـالله من نزغه. ( إنَّهُ سَمِيعٌ عَلِـيـمٌ ) يقول: إن الله الذي تستعيذ به من نزع الشيطان سميع لـجهل الـجاهل علـيك ولاستعاذتك به من نزغه ولغير ذلك من كلام خـلقه، لا يخفـى علـيه منه شيء، علـيـم بـما يذهب عنك نزغ الشيطان وغير ذلك من أمور خـلقه " ا.هـ التفسير 9/106
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " ولما كان الشيطان على نوعين: نوعٍ يُرى عياناً، وهو شيطان الإنس ، ونوعٍ لا يُرى ، وهو شيطان الجن ، أمر سبحانه وتعالى نبـيه أن يكتفي من شر شيطان الإنس بالإعراض عنه ، والعفو ، والدفع بالتي هي أحسن ، ومن شيطان الجن بالاستعاذة بالله منه ، وجمع بـين النوعين في سورة «الأعراف» وسورة «المؤمنين» وسورة «فصلت» والاستعاذة في القراءة والذكر أبلغ في دفع شر شياطين الجن ، والعفو والإعراض والدفع بالإحسان أبلغ في دفع شر شياطين الإنس

فما هو إلا الاستعاذة ضارعا *** أو الدفع بالحسنى هما خير مطلوب
فهذا دواء الداء من شر ما يُرى *** وذاك دواء الداء من شر محجوب

" ا.هـ زاد المعاد 2/462

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى : " إن الله تعالى يأمر بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه ليرده عنه طبعه الطيب الأصل إلى المودة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدو الشيطان لا محالة إذ لا يقبل مصانعة ولا إحساناً ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل " ا.هـ التفسير 1/31 وانظر: أضواء البيان 2/435
وقال تعالى ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97)وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) ) [المؤمنون :96-98] قال الشنقيطي رحمه الله تعالى : " الـهمزات: جمع همزة وهي المرة من فعل الـهمز، وهو في اللغة: النخس والدفع ، وهمزات الشياطين: نخساتهم لبني آدم ليحثوهم ، ويحضوهم على المعاصي "ا.هـ أضواء البيان 5/574
وقال تعالى: ( وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ (36) ) [فصلت :34-36]قال ابن جرير رحمه الله تعالى : " يقول تعالى ذكره: وإما يلقين الشيطان يا محمد في نفسك وسوسة من حديث النفس إرادة حملك على مجازاة المسيء بالإساءة، ودعائك إلى مساءته، فاستجر بالله واعتصم من خطواته، إن الله هو السميع لاستعاذتك منه واستجارتك به من نزغاته، ولغير ذلك من كلامك وكلام غيرك، العليم بما ألقى في نفسك من نزغاته، وحدَّثتك به نفسك ومما يذهب ذلك من قبلك، وغير ذلك من أمور وأمور خلقه " ا.هـ التفسير 24/76
قال الرازي رحمه الله تعالى : " إن الغرض من الاستعاذة الاحتراز من شر الوسوسة ومعلوم أن الوسوسة كأنها حروف خفية في قلب الإنسان، ولا يطلع عليها أحد، فكأن العبد يقول: يا من هو على هذه الصفة التي يسمع بها كل مسموع، ويعلم كل سر خفي أنت تسمع وسوسة الشيطان وتعلم غرضه فيها، وأنت القادر على دفعها عني، فادفعها عني بفضلك، فلهذا السبب كان ذكر السميع العليم أولى بهذا الموضع من سائر الأذكار " ا.هـ التفسير 1/27 .
و من مواضع الإستعاذة : عند وسوسة الشيطان وتشكيكه
قال أبو هريرةَ رضي اللهُ عنه : قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول: من خَلَقَ كذا ؟ من خَلقَ كذا ؟ حتى يقول: من خَلقَ ربَّك ؟ فإذا بلَغَهُ فَليَسْتعِذْ باللهِ ولْيَنْتَهِ». رواه البخاري( 3206) ومسلم ( 303) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " قوله: (من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته) أي عن الاسترسال معه في ذلك، بل يلجأ إلى الله في دفعه، ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة، فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها، قال الخطابي: وجه هذا الحديث أن الشيطان إذا وسوس بذلك فاستعاذ الشخص بالله منه وكف عن مطاولته في ذلك اندفع، قال: وهذا بخلاف ما لو تعرض أحد من البشر بذلك فإنه يمكن قطعه بالحجة والبرهان، قال: والفرق بينهما أن الآدمي يقع منه الكلام بالسؤال والجواب والحال معه محصور، فإذا راعى الطريقة وأصاب الحجة انقطع، وأما الشيطان فليس لوسوسته انتهاء، بل كلما ألزم حجة زاغ إلى غيرها إلى أن يفضي بالمرء إلى الحيرة، نعوذ بالله من ذلك " ا.هـ فتح الباري 6/486 وانظر : عمدة القاري 15/ 167
و الله تعالى اعلى و أعلم


الساعة الآن 01:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009