ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الحوار الإسلامي العام (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=26)
-   -   من أسرار التعبير القرأنى (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=6793)

القصواء 06-22-2012 01:35 AM

من أسرار التعبير القرأنى
 
:1:


القرآن الكريم يعبر عن الرجل بالزوج أحياناً وبالبعل أحياناً أخرى
وعن المرأة بالزوج في مواضع وبالمرأة في مواضع أخرى .
فما السر في ذلك ؟؟

مما لاشك فيه إن معنى - الزوج – يقوم على الاقتران القائم على التماثل والاتفاق والانسجام التام ، فالزوج فرد انضم إليه مماثل له من جنسه ، ولذا تستعمل للرجل وللمرأة ولذلك لا يُطلق القرآن كلمة – زوج – ( على الرجل والمرأة إلا إذا كانت الحياة الزوجية متفقة ومستقرة ) ومن ذلك قوله تعالى: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين } أما إذا حدث خلل في الحياة الزوجية فإن القرآن يطلق على كل منهما – بعل ، وامرأة ومن ذلك :
1 ـ عند الاختلاف في الدين مثل – امرأة نوحامرأة لوطامرأة فرعون – ولم يقل ( زوج نوح ، زوج لوط ، زوج فرعون)

.
2 ـ عند حدوث نزاع أو خلافات في الحياة الزوجية قال تعالى : {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضا} .



3ـ عند عدم الإنجاب ، ومن دقة التعبير القرآني أن امرأة زكريا تُسمى ( امرأة ) في كل المواضع ، قال تعالى على لسان زكريا : { وامرأتي عاقر } وقال : { وكانت امرأتي عاقرا } إلا في موضع واحد سميت زوج عندما ولدت ( يحيى ) في قوله تعالى : { فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه }

ومن هنا ندرك السر في التعبير في قوله تعالى : { ولا يبدينَ زينتهنَّ إلا لبعولتهن } ولماذا لم يقل لأزواجهن ؟ لأن البعل أعم ، فالزوج لا تُطلق إلا في حال الاتفاق والانسجام فلو قال الحق سبحانه ( ولا يبدين زينتهنَّ إلا لأزواجهنَّ ) لقلنا بأن المرأة وقت الخلافات الزوجية أو عدم الإنجاب لا تُظهر زينتها لزوجها ، فآثر القرآن التعبير بالبعولة ليفيد بأن المرأة تبدي زينتها لبعلها في جميع الحالات سواءً أكان هناك اتفاق أم اختلاف في الحياة الزوجية .



وهذا سر من أسرار التعبير القرآني



والله أعلى وأعلم






:2:


آمال 06-22-2012 09:36 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكِ اختي العزيزة القصواء على الموضوع القيم والتحليل الرائع
فعلا انها اسرار عظيمة
كيف لا وهي من كتاب الله العظيم
بوركتِ اختي العزيزة على اختيارك الرائع

المحبة في الله 06-22-2012 09:27 PM

سبحان الله ,,,

بارك الله فيكي اختي الكريمة على التوضيح
جزاك الله خيرا

خديجة 06-23-2012 02:03 AM

بارك الله فيك حبيبتى القصواء على هذا الموضوع الرائع والشيق، واسمحى لى حبيبتى بالمداخلة،

لا شك أن القرآن الكريم ملى بالإعجاز البيانى الذى لا نسطيع حصره ، وكل عالم له بصمة فيما رآه فى بيان آية،

واسمحى لى حبيبتى أن أقف عند هذه المقولة ، وأعلم أنه مقولة لإحدى المعلمين الآجلاء،

لكن يحق لنا أن نقف عندها ونأخذ بتفسير غيره من المشايخ حين يلفت أذهاننا الى اعجاز رهيب لم يلتفت له العقل سابقا، وممكن غدا يأتى ببيان آخر ،

فاللغة العربية مليئة بالاعجاز البيانى ، وهى اللغة التى تحدى بها الله تعالى العرب فى القرآن الكريم.

بالنسبة لمقولة :

لا يُطلق القرآن كلمة – زوج
( على الرجل والمرأة إلا إذا كانت الحياة الزوجية متفقة ومستقرة )

وماذا عن قوله تعالى "وامرأة عمران" ؟؟ فهل كانت العلاقة الزوجية بينهما ليست مستقرة؟؟

اسمحى لى حبيبتى أن أسرد ما قيل فى هذا الأمر، وأعتذر بداية على الإطالة:

أولاً- ( الفرق بين الزوج والمرأة في القرآن الكريم ) ،
1- أما الدكتورة عائشة عبد الرحمن فقالت : وترى البيان القرآني يستعمل لفظ ( زوج ) ، حينما يتحدث عن آدم وزوجه ،

على حين يستعمل لفظ ( امرأة ) ، في مثل ( امرأة العزيز ) ، و( امرأة نوح ) ، و( امرأة لوط ) ، و( امرأة فرعون ) .

وقد يبدو من اليسير أن يقوم أحد اللفظين مقام الآخر ، وكلاهما من الألفاظ القرآنية ، فنقول في ( زوج آدم ) مثلاً :( امرأة آدم ) ؛
وذلك ما يأباه البيان المعجز .

ونتدبر سياق استعمال القرآن للكلمتين ، فيهدينا إلى سر الدلالة: كلمة ( زوج ) تأتي حين تكون الزوجية هنا مناط الموقف :
حكمة وآية ،
أو تشريعًا وحكمًا ، في آية الزوجية ، قال تعالى :
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً (الروم: 21)
﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (الفرقان: 74)
فإذا تعطلت آيتها من السكن والمودة والرحمة بخيانة ، أو تباين في العقيدة فـ( امرأة ) ، لا ( زوج ) :
﴿ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ﴾ (يوسف: 30)
﴿ امْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ﴾(التحريم: 10)
﴿ اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ ﴾(التحريم: 11)
وحكمة الزوجية في الإنسان ، وسائر الكائنات الحية من حيوان ونبات ، هي اتصال الحياة بالتوالد ،
وفي هذا
السياق يكون المقام لكلمة ( زوج ) .

فإذا تعطلت حكمة الزوجية في البشر بعقم ، أو ترمل ، فـ( امرأة ) ، لا ( زوج ) ؛ كالآيات في امرأة إبراهيم ( هود: 71 ) ، (الذاريات: 29 ) ،
وامرأة عمران ( آل عمران: 35) .
تقول : ويضرع زكريا إلى الله سبحانه وتعالى :﴿ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ﴾(مريم: 5) .

ثم لما استجاب له ربه وحققت الزوجية حكمتها كانت الآية :
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾
(الأنبياء: 90)
.
وفي آيات التشريع تتعلق الأحكام بالزوج والأزواج حين تكون الزوجية قائمة : واقعًا ، أو حكمًا ؛ كأحكام المواريث ،

وعدة اللواتي توفي أزواجهن (البقرة: 234) . أما حين تنقطع العلاقة الزوجية بطلاق ، أو إيلاء ،
فالأحكام متعلقة بـ
( النساء ) ، لا بـ( الأزواج ) .
( عائشة عبد الرحمن : الإعجاز البياني للقرآن- القاهرة : دار المعارف / 1971م / ص/ 212 ، وما بعدها )
2- أما الدكتور فاضل السامرائي فقد سئل السؤال الآتي : ( لماذا جاءت لفظة ( امرأة ) بدل ( زوجة ) في آية سورة التحريم :

﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾
(التحريم: 10
) ؟ ) .
فأجاب جوابًا مطولاً بدأه بتعريف لفظ ( زوج ) ، نذكر منه قوله :« لفظ ( زوج ) يوحي بنوع من المقاربة والتوافق ، خلافًا للفظ ( امرأة ) ؛

لأن الزوج هو الذي يشكل مع الثاني زوجين . فلو قال : زوج فلان ، كأنها شكلت معه شيئاً واحداً ، فزوج فرعون المؤمنة لا تشكل مع فرعون زوجين ،

صحيح هي امرأته لكن لا يطلق عليها ( زوجه ) ، من حيث اللغة السامية الرفيعة التي تلحظ هذه المسائل الدقيقة .

لمثل هذه المسائل الدقيقة هي لا تشكل معه زوجين ، كأنما يريد القرآن أن يبعد عن الأذهان فكرة المقاربة أن هذه قريبة من هذا .

امرأة نوح لا تستحق أن ترتفع بحيث تشكل مع نوح عليه السلام زوجين .. ( امرأته ) يعني : أنثاه المؤنث لامرئ . فلما نقول : ( هي امرأة نوح ) ، ليس فيها المقاربة .

حتى ( امرأة العزيز ) هي أيضاً امرأة . ومن قال : إنها تشاكله ؟ لعله كان على جانب من القيم وعلى جانب من المُثُل ، وهي تراود فتاه .
لا يوجد في القرآن ( زوج فلان ) ، وإنما ( امرأة فلان ) هي الأصل .. ( اسكن أنت وزوجك الجنة ) استخدم الكاف الضمير ( زوجك ) .

ويكون فيها ملمح التقريب . لذلك نقول : إن المناسب هنا ، لمّا كان هذا التباين الواسع أن تكون امرأة نوح ، لأن هي فعلاً أنثاه ، هي أنثى امرؤ .

هذا تقرير واقع ( امرأة نوح ، وامرأة لوط ، وامرأة فرعون ) . ولفظ ( امرأة ) لا يحتوي على المشاكلة الأخلاقية ، وإنما هي المقاربة ،

وتذكر كلمة ( جوز ) فلقتان ، كأنما يشكلان فلقتين ، هذا غير مراد هنا . من أجل ذلك هذه اللغة السامية الجميلة تستعمل هذا .

أما في عموم اللغة يمكن أن تقول : ( هذه زوج فلان ) ، أو ( امرأة فلان ) ، لكن إذا أردت أن تأخذ هذا السمو في التعبير تستعمل الاستعمال القرآني لكلمة امرأة » .
ـــــــــــــــــ
ثانيًا- وللشيخ السهيلي- رحمه الله- جواب عن ذلك ، ذكره في ( الروض الأنف ) عند قوله تعالى :﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾(المسد:4) ،

فقال معلِّلاً لاستعمال لفظ ( امرأة ) بدلاً من لفظ ( زوج ) :« ولم يقل : ( وزوجه ) ؛ لأنها ليست بزوج له في الآخرة ؛ ولأن التزويج حلية شرعية ،
وهو من أمر الدينِ يجرّدها من هذه الصفة ؛ كما جرد منها ( امرأة نوح وامرأة لوط ) ، فلم يقل : ( زوج نوح ) ، وقد قال لآدم :﴿ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ
لبَقَرَة:35) ،
وقال لنبيّه عليه السلام :﴿ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ ﴾(الأحزاب: 28-59) ، وقال :﴿ وأَزْوَاجُهُ أُمّهَاتُهُمْ ﴾(الأحزاب: 6) ؛

إلا أن يكون مساق الكلام في ذكر الولادة والحمل ، ونحو ذلك ، فيكون حينئذ لفظ ( المرأة ) لائقًا بذلك الموطن ؛

كقوله تعالى :﴿ وكانت امْرَأَتِي عَاقِرًا ﴾(مَرْيَمُ: 5- 8) ، ﴿ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرّةٍ ﴾(الذّارِيَاتُ: 29) ؛

لأَن الصفة التي هيَ الأنُوثة هي المقتضيةُ للحمل والوضع ، لا من حيث كان زوجًا » .
ثالثًا- وتعقيبًا على ما تقدم قال محمد عتوك :
1- إن الله تعالى أطلق لفظ ( امرأة ) على زوج أبي لهب في قوله :﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ ، ولم يكن بينهما تباين في العقيدة ،

كما كان بين نوح ولوط – عليهما السلام - وامرأتيهما ، وكما كان بين فرعون وامرأته . هذا من جهة ،

ومن جهة أخرى فإن إضافة لفظ ( امرأته ) إلى أبي لهب يقتضي أن الزوجية القائمة بينهما صحيحة ،

واستنبط منها الفقهاء صحة أنكحة الكفار ، وأنه يجري عليها ما يجري على أنكحة المسلمين من أحكام .

وروي أته خاصم رجل من ولد أبي لهب آخر من ولد عمرو بن العاص ، فعيَّره ، وعيَّره الآخر بسورة ( تبّت يدا أبي لهب ) ،

فقال اللَّهَبِيُّ : لو علمت ما لولد أبي لهب في هذه السورة لم تعبهم ؛ لأن الله صحح نسبهم بقوله :﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ ، فبين أنهم من نكاح ، لا من سفاح .
2- أخرج غير واحد عن ابن عباس قوله :« ما زنت امرأة نبي قط » ، ورفعه أشرس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،

فعبَّر بلفظ ( امرأة ) بدلاً من لفظ ( زوج ) ، وأضافه إلى ( نبي ) ، على سبيل الاستغراق والشمول ،

فدل على أن لفظ ( امرأة ) غير مقتصر على الزوجة التي تباين زوجها في العقيدة .
3- لفظ ( زوج ) يطلق على المرأة المتزوجة فقط ، بخلاف لفظ ( امرأة ) ، فإنه يطلق على المتزوجة ، وغيرها .

ويقال : هذه امرأة أنثى للكاملة من النساء ؛ كما يقال : رجل ذكر للكامل من الرجال .

وفي حديث علي ، لما تزوّج فاطمة رضي الله عنهما ، قال له يهوديٌّ أراد أن يَبْتَاع منه ثيابًا :« لقد تزوّجت امرأةً » يريد امرأةً كاملةً .

وروى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :

« خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرّتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في مالها ونفسها » ، فقال : ( امرأة ) ، ولم يقل : ( زوجة ) .
4- يقال : الرجل زوج المرأة ، والمرأة زوج الرجل ، كما كان يقال : المرأة زوج بعلها .

قال تعالى :﴿ وَإِنْ امرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا ﴾(النساء: 128) .

قال ابن عاشور :« فالبعل اسم زوج المرأة . وأصله في كلامهم : السيد ، وهو كلمة ساميَّة قديمة ، فقد سمَّى الكنعانيون ( الفينقيون ) معبودهم بَعْلاً .
قال تعالى :﴿ أََتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ﴾(الصافات: 125) ، وسمِّي به ( الزوج ) ؛ لأنه ملك أمر عصمة زوجه ؛

ولأن ( الزوج ) كان يعتبر مالكًا للمرأة وسيدًا لها ، فكان حقيقًا بهذا الاسم . ثم ، لما ارتقى نظام العائلة من عهد إبراهيم عليه السلام فما بعده من الشرائع ،

أخذ معنى الملك في الزوجية يضعف ، فأطلق العرب لفظ ( الزوج ) على كلًّ من الرجل والمرأة ، اللذين بينهما عصمة نكاح ،

وهو إطلاق عادل ؛ لأن الزوج هو الذي يثني الفرد ، فصارا سواء في الاسم ، وقد عبر القرآن بهذا الاسم في أغلب المواضع ،

غير التي حكى فيها أحوال الأمم الماضية ؛ كقوله :﴿ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً (هود: 72) ، وغير المواضع التي أشار فيها إلى التذكير بما للزوج من سيادة ؛

نحو قوله تعالى :﴿ وَإِنْ امرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا ﴾(النساء: 128) . وهاته الآية كذلك ؛ لأنه ، لما جعل حق الرجعة للرَّجل جبرًا على المرأة ،

ذكَّر المرأة بأنه بعلُها قديمًا » .
ويفهم من ذلك أن إطلاق لفظ ( امرأة ) على زوجة الرجل إطلاق قديم يدل على أنها مملوكة له ،

كما أن إطلاق لفظ ( بعل ) على زوج المرأة قديم يدل على أنه مالك لها ، وهذا ما عبرت عنه الآية القرآنية :

﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ ﴾(التحريم:10) ..

ثم ، لما ارتقى نظام العائلة من عهد إبراهيم عليه السلام فما بعده من الشرائع ، أخذ معنى الملك في الزوجية يضعف ،
فأطلق العرب لفظ ( الزوج ) على كلًّ من الرجل والمرأة ، اللذين بينهما عصمة نكاح .
5- ( الزوج ) لفظ مفرد يقال لكل واحد من القرينين ، من الذكر والأنثى ؛ لأنه جعل الآخر بعد أن كان فردًا زوجًا ، فكل واحد منهما زوج بهذا الاعتبار ،

وهو لغة قريش ، وبها نزل القرآن الكريم . قال الله تعالى :﴿ وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ (النساء:20) . أي : امرأة مكان امرأة ،

وقال أيضًا :﴿ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ (الأحزاب:37) . وقد يقال للأنثى : ( زوجة ) بالتاء ، وليست بلغة رديئة أو نادرة ، كما زعم بعضهم ،

وهي لغة بني تميم ، يقولون : هي زوجته . وفي المخصَّص لابن سيدة :« قال الكِسَائِيُّ ، فيما حدثنا محمدُ بن السَّرِيِّ ، أن أكثَرَ كلام العَرَب بالهاءِ .

يعني قولهم : زَوْجتُه ، وزعم القاسم بن معن أنه سمعها من أزدِشَنُوءَةَ » .

وفي المخصَّص أيضًا عن أبي عمرو : « الزوج يذكر ويؤنث ، يقال : فلان زوج فلانة ، وفلانة زوج فلان . هذا قول أهل الحجاز ..

وأهل نجد يقولون : فلانة زوجة فلان . قال : وهو أكثر من زوج ، والأول أفصحُ » .
وأَبى الأَصمعي ذلك ، فقال : زوج ، لا غير ، واحتج بقول الله عز وجل :﴿ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ (الأعراف: 19) ، فقيل له : نعم ؛ كذلك قال الله تعالى ،

فهل قال عز وجل : لا يقال : زوجة ؟ ومنها ما ورد في حديث عمار بن ياسر في البخاري :« إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة » ،
يعني : عائشة رضي الله عنها .. هذا ، وقد شاع استعمال لفظ ( زوجة ) بالتاء في كلام الفقهاء ، قصدوا بها التفرقة بين الرجل والمرأة عند ذكر الأحكام ،

وهي تفرقة حسنة .. والله تعالى أعلم !.


أعتذر جداااااااا على الإطالة ، وربما نجد غدا من يمن الله عليه ببيان آخر غير هذا فيستوقفنا ، ونتذوق منه جمال اللغة.

almojahed 06-23-2012 09:14 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكي أختنا القصواء على هذه الفائدة الجديدة في الإعجاز البياني للقرآن الكريم
و جزاكي الله خيرا

ابو عبد الرحمن 06-23-2012 10:31 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكي الله خيرا اختنا الفاضلة القصواء على هذه اللمسات البيانية وبارك الله فيكي والشكر موصول لأختنا الكريمة خديجة على مداخلتها الطيبة التي أثرت الموضوع
اللهم اجعلنا من أهل القرآن وخاصته


الساعة الآن 04:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009