ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الحوار الإسلامي العام (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=26)
-   -   الفرق بين التوكل والتواكل (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=7758)

آلغموض 09-04-2012 02:50 PM

الفرق بين التوكل والتواكل
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هنا لابد من الإشارة إلى مفارقة في معنى كلمة التوكل ،
وكلمة التواكل ، فليست الأولى كالثانية ، فالتوكل هو الفاعلية والحيوية والعطاء ،
بينما التواكل يعني التقاعس والخلود إلى الراحة والنوم والجلوس في البيت ،
ومن هذا التواكل ما يعكسه لنا القران على لسان قوم موسى في قوله : "قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ماداموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون " (9) ،
وهذا المنطق مرفوض في الإسلام والقران ، فشتان مـا بيـن المعنيين ؛ التوكل والتواكل
شبهة التوكل والتواكل


لقد أثار خصوم الإسلام شبهة أن الإسلام دين يدعو إلى الكسل والتقاعس وعدم العمل، والركون إلى التوكل على الله،
وأنه دين يعكس على أتباعه آثاراً سلبية تتمثل في حمل الأفراد على التثاقل والتواكل والكسل والتعلق بأهداب الغيب والعيش في الخيال بعيداً عن الواقع،
فهو يقوم على الاعتقاد بأن كل شيء مكتوب في علم الله قبل وقوعه وحدوثه، وأن هذا التصور يجعل المسلم مسلوب الإرادة،
منزوع الفعل ينتظر الغيب المحتوم عليه مجبر، فلماذا يعمل؟؟ وهذه الشبهة ليست جديدة وإنما تتجدد مع الزمن لتظهر في كل عصر بثوب جديد.
وردُّ هذه الشبهة يكمن في أن من أثارها أساء فهم عقيدة الإيمان بالغيب والقضاء والقدر، وحصل لديه لُبْسٌ بين التوكل والتواكل.


فالتواكل يعني الاعتماد على الله تعالى في تحصيل النتائج دون الأخذ بالأسباب خلافاً لمعنى التوكل الذي دعا إليه الإسلام وهو الاعتماد على الله تعالى في حصول النتائج بعد الأخذ بالأسباب في العمل،
وهو المعنى الذي حثّت عليه نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ودليل ذلك.


أولاً:
القرآن الكريم :

ربطت الآيات الكريمة الإيمان بالعمل، واعتبرت العمل الصالح شرط للإيمان في أكثر من سبعين موضعا، والعمل كلمة جامعة تشمل كل جهد إنساني تصلح به الدنيا وينتفع به الفرد والمجتمع ومن ذلك قوله تعالى «والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات» ، وقوله: «إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات» وقوله عز وجل: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» وقال أيضاً:«فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه» وغيرها الكثير فالعمل والمشي المطلوب في الآيات الكريمة يُنافي التواكل والتقاعس والقعود.



ثانياً:
السنة النبوية :

أكدت السنة النبوية الشريفة على العمل والأخذ بالأسباب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة والنار، فقيل يا رسول الله: أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟، فقال: لا، اعملوا، فكلٌ ميسر لما خُلق له» رواه البخاري.


وقال في حديث آخر: «اعقلها وتوكل»، وقال أيضاً:" أطيب الكسب عمل الرجل بيده وكل بيعٍ مبرور»السيوطي، وقال: «تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء..» فالإقبال على الأخذ بالأسباب واجبٌ شرعي، فمن أراد الكسب الشريف سعى له، ومن أراد الذرية تزوج، ومن أراد النجاح درس، ومن أراد الشفاء أخذ الدواء.


ثالثاً:
إن الإيمان بالغيب والقدر خيره وشره ،والاعتقاد بأن كل شيء مُقدَّر ومكتوب لا يتصادم مع وظيفة الإنسان في الحياة من ضرورة الإعمار والإستخلاف، فقد ردَّ الإمام أحمد بن حنبل عندما احتجَّ قوم بالتواكل مستندين على حديث «لو أنكم توكلتم على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصاً وتروح بطاناً» رواه أصحاب السنن،


فقال: أي شيءٍ هذا غير العمل «تغدو وتروح». وأكدّ هذا المفهوم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله: «لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق يقول اللهم ارزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة».


منقول عن المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام [2 /134]


ويقول الشيخ الشعراوي في تفسيره لقوله تعالى:" وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "


أي أن الله لم يطالبنا بأن نكون أقوياء لنفتري على غيرنا ، فهو لا يريد منا إعداد القوة للاعتداء والعدوان ، وإنما يريد القوة لمنع الحرب ليسود السلام ويعم الكون؛ لذلك ينهانا سبحانه وتعالى أن يكون استعدادنا للقتال وسيلة للاعتداء على الناس والافتراء عليهم . ولهذا فإن طلب الخصم السلم والسلام صار لزاماً علينا أن نسالمهم . وإياك أن تقول : إن هذه خديعة وإنهم يريدون أن يخدعونا؛ لأنك لا تحقق شيئاً بقوتك ، ولكن بالتوكل على الله عز وجل والتأكد أنه معك ، والله عز وجل يريد الكون متسانداً لا متعانداً . وهو سبحانه وتعالى يطلب منك القوة لترهب الخصوم . لا لتظلمهم بها فتقاتلهم دون سبب . وقول الحق سبحانه وتعالى :


{ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فاجنح لَهَا } [ الأنفال : 61 ] .


أي إن مالوا إلى السلم ودعوك إليه فاتجه أنت أيضاً إلى السلم ، فلا داعي أن تتهمهم بالخداع أو تخشى أن ينقلبوا عليك فجأة؛ لأن الله تعالى معك بالرعاية والنصر ، وأنت من بعد ذلك تأخذ استعدادك دائماً بما أعددته من قوتك .


وقول الحق :


{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الله } [ الأنفال : 61 ] .


أي إياك أن تتوكل أو تعتمد على شيء مما أعددت من قوة؛ لأن قصارى الأمر أن تنتهي فيه إلى التوكل على الله فهو يحميك . ثم يعطينا الحق سبحانه وتعالى حيثية ذلك فيقول :


{ إِنَّهُ هُوَ السميع العليم } [ الأنفال : 61 ] .


أي أنه لا شيء يغيب عن سمعه إن كان كلاماً يقال ، أو عن علمه إن كان فعلاً يتم . وإياك أن تخلط بين التوكل والتواكل ، فالتوكل محله القلب والجوارح تعمل؛ فلا تترك عمل الجوارح وتدعي أنك تتوكل على الله ، وليعلم المسلم أن الانتباه واجب ، وإن رأيت من يفقد يقظته لا بد أن تنبهه إلى ضرورة اليقظة والعمل ، فالكلام له دور هنا ، وكذلك الفعل له دور؛ لذلك قال الله سبحانه وتعالى : { إِنَّهُ هُوَ السميع العليم } [ الأنفال : 61 ] .



منقول عن تفسير الشعراوي [ص 3321]


يقول أبو الفتوح الرازى الواعظ المفسر الفارسى المولود بالري فى أواخر القرن الخامس الهجرى :


توكل على الرحمن فى كل حاجة * ولا تتركن الجد فى شدة الطلب


ألم تر أن الله قال لمريم وهزي إليك الجذع يسَّاقط الرطب ولو شاء أن تجنيه من غير هزه جنته ولكن كل شىء له سبب [ مجلة الإخاء العدد 193 فى إبريل 1971 م بقلم محمد على رزم آشين ]


والموضوع طويل يراجع فى "إحياء علوم الدين "للأمام الغزالى ج 4 ص 210

آمال 09-04-2012 04:17 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع قيم , ونحتاج اليه في كل امر من امور حياتنا
جزاك الله خيرا الغموض وجعله في ميزان حسناتك
رزقنا الله واياك الجنة

ام هُمام 09-10-2012 11:24 AM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
احسن الله اليك واكرمك ونعمك بحياة طيبة

المحبة في الله 09-26-2012 08:30 PM

التوكل يجمع شيئين:
أحدهما: الاعتماد على الله والإيمان بأنه مسبب الأسباب وأن قدره نافذ وأنه قدر الأمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى.
الثاني: تعاطي الأسباب فليس من التوكل تعطيل الأسباب بل التوكل يجمع بين الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله

جزاكي الله خيرا اختي الفاضلة و أنار دربك

ابو عبد الرحمن 09-26-2012 09:11 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

جزاكي الله خيرا وبارك فيكي على اختيارك لهذا الموضوع جعله الله في ميزان حسناتك ...

وليعلم كل ذي لب أن التوكل على الله لا يُعارض فعل الأسباب؛ ولا ينافيها؛ قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ"، وقال سبحانه: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ"، وقد دلت السنة على ذلك. فالأخذ بالأسباب من صدق التوكل، وصحة الدين، وسلامة المعتقد، وقوة اليقين، لكن الأخذ بالأسباب يكون دون الاعتماد عليها وحدها، ونسيان المسبب وهو الله سبحانه، فاعتماد المرء على الأسباب وحدها خلل في عقيدته، وترك أخذه بالأسباب خلل في عقله، وقد يظن بعض الناس أن معنى التوكل ترك الكسب بالبدن وترك التدبير بالقلب وهذا ظن الجهال، فليس من شرط التوكل ترك مباشرة الأسباب الدافعة للضرر , والرافعة للظلم، بل الواجب السعي لإزالة الضرر وجلب المصالح، قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: من الآية159].

فأمره بالأخذ بالأسباب، وهي هنا الاستشارة في الأمور وتقليب النظر فيها، فإذا اطمأن قلبه وعزمت نفسه عليه توكل على الله في فعل ذلك، فهذا سيد المتوكلين رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخل بشيء من الأسباب ... ظاهر بين درعين يوم أحد ولم يحضر الصف قط عرياناً، واستأجر دليلاً مشركاً يدله على طريق الهجرة، وكان يدَخر لأهله قوت سنة، وإذا سافر في جهاد أو حج أو عمرة حمل الزاد والمزاد، فالواجب على المسلمين أن يفهموا التوكل كما فهمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وخلاصة القول أن سنة الله جارية في إعمال الأسباب مع التوكل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. رواه مسلم.

هذا وبارك الله فيكم وهدانا واياكم الى ما يحب ويرضى

المؤمنة بالله 09-26-2012 09:27 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع رائعه جعلنا الله من المتوكلين ووفقنا الى ما يحب ويرضى
جزاكي الله خير اختي آلغموض


الساعة الآن 03:42 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009