ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم تفسير القرآن الكريم (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=78)
-   -   أَفَرَأَيْت إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ.. (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=6859)

آمال 06-27-2012 11:11 PM

أَفَرَأَيْت إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم


قال تعالى: "أَفَرَأَيْت إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ "


يقول ابن كثير رحمه الله في شرح الآية:

... قَالَ { أَفَرَأَيْت إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ } أَيْ لَوْ أَخَّرْنَاهُمْ وَأَنْظَرْنَاهُمْ وَأَمْلَيْنَا لَهُمْ بُرْهَة مِنْ الدَّهْر وَحِينًا مِنْ الزَّمَان وَإِنْ طَالَ ثُمَّ جَاءَهُمْ أَمْر اللَّه أَيّ شَيْء يُجْدِي عَنْهُمْ مَا كَانُوا فِيهِ مِنْ النَّعِيم " كَأَنَّهُمْ يَوْم يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّة أَوْ ضُحَاهَا " وَقَالَ تَعَالَى { يَوَدّ أَحَدهمْ لَوْ يُعَمَّر أَلْف سَنَة وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَاب أَنْ يُعَمَّر} . [تفسير ابن كثير]



يقول محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:

قوله تعالى : ( يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر )

معنى الآية : أن أحد المذكورين يتمنى أن يعيش ألف سنة ، وطول عمره لا يزحزحه ، أي : لا يبعده عن العذاب ، فالمصدر المنسبك من أن وصلتها في قوله : ( أن يعمر ) فاعل اسم الفاعل الذي هو مزحزحه على أصح الأعاريب ، وفي " لو " من قوله : ( لو يعمر ) ، وجهان : الأول : وهو قول الجمهور أنها حرف مصدري ، وهي وصلتها في تأويل مفعول به لـ " يود " والمعنى : ( يود أحدهم ) أي : يتمنى تعمير ألف سنة ، و " لو " : قد تكون حرفا مصدريا لقول قتيلة بنت الحارث :

ما كان ضرك لو مننت وربما من الفتى وهو المغيظ المحنق

أي : ما كان ضرك منه .

وقال بعض العلماء : إن ( لو ) هنا هي الشرطية ، والجواب محذوف وتقديره : لو يعمر ألف سنة ، لكان ذلك أحب شيء إليه ، وحذف جواب ( لو ) مع دلالة المقام عليه واقع في القرآن وفي كلام العرب ، فمنه في القرآن ؛ قوله تعالى : ( كلا لو تعلمون علم اليقين ) [ 102 \ 5 ] أي : لو تعلمون علم اليقين لما ( ألهاكم التكاثر ) [ 102 \ 1 ] ، وقوله : ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ) [ 13 \ 31 ] أي : لكان هذا القرآن أو لكفرتم بالرحمن ، ومنه في كلام العرب قول الشاعر :

فأقسم لو شيء أتانا رسوله سواك ولكن لم نجد لك مدفعا

أي : لو شيء أتانا رسوله سواك لدفعناه . إذا عرفت معنى الآية فاعلم أن الله قد أوضح هذا المعنى مبينا أن الإنسان لو متع ما متع من السنين ، ثم انقضى ذلك المتاع وجاءه العذاب أن ذلك المتاع الفائت لا ينفعه ، ولا يغني عنه شيئا بعد انقضائه وحلول العذاب محله . وذلك في قوله : ( أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ) [سورة الشعراء: 205، 206، 207 ] وهذه هي أعظم آية في إزالة الداء العضال الذي هو طول الأمل . كفانا الله والمؤمنين شره . [أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: محمد الأمين بن محمد بن المختار الجنكي الشنقيطي].

ويقول السعدي رحمه الله في شرح الآية: "أي أفرأيت إلم نستعجل عليهم بإنزال العذاب، وأمهلناهم عدة سنين يتمتعون في الدنيا ثم جاءهم ما كانوا يوعدون من العذاب، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون من اللذات و الشهوات؟ أي: أي شيء تغني عنهم وتفيدهم، وقد مضت وبطلت واضمحلت، وأعقبت تبعاتها، وضوعف لهم العذاب عند طول المدة؟ القصد الحذر من وقوع العذاب، واستحقاقهم له. وأما تعجيله أو تأخيره فلا أهمية تحته ولا جدوى عنده. [تيسر الكريم الرحمان للشيخ السعدي رحمه الله].

ابو عبد الرحمن 06-28-2012 12:25 AM

بارك الله فيكي وجزاكي خيرا على التفصيل والبيان
أسأل الله ان يجعلنا ممن يعملون بكتاب الله

آمال 06-28-2012 02:53 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم اخ ابو عبد الرحمن على المرور الطيب
نسأل الله ان يرزقك العلم في كتابه العزيز

ام هُمام 03-19-2019 05:45 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا


الساعة الآن 09:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009