ملتقى أحبة القرآن - الجن الطيار

:1:

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

سمعنا الكثير من الأقاويل حول الجني الطيار الذي حير الرقاة وأتعب المرضى وقيل أنه يخرج من الجسد قبل مجيء الراقي ويرجع بعد ذهابه وقيل أن من أعراضه أن يشعر المريض أنه خفيفٌ أو يطفوا على وجه الأرض ومنهم من قال أن المريضَ يرتفع في الهواء عن فراشه وهو نائما أو ينتقل من مكان لمكان بسرعة عجيبة، وعانا الكثير من المرضى سنوات عدة بسبب الجني الطيار فما الحقيقة منه وما الخيال؟.

وقبل أن أتكلم عن صنف من أصناف الجن يجب أن أبين أن عالم الجن عالم غيبي ولا يجوز الخوض فيه دون علم ويجب أن نأتي بدليل من القرآن أو السنة.

الجن الطيار !.

ثبت في السنة أن النبي صل الله عليه وسلم قال: الجن ثلاثة أصناف، صنف له أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون( أي رحالة).

وثبت أيضا أن الجن الطيار يسترقون السمع بسرعتهم العجيبة .

قال ربنا عز وجل مخبرا على لسان الجن أنهم قالوا: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً{8} وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً{9}
وهذه حقيقة ثابتة في القرآن والسنة.

أما إدعائات بعض الإخوة أن الجني الطيار يستطيع الدخول في الجسد والخروج منه كما يحلو له بإذن الله ويهرب إذا أتى المعالج ويعود بعد ذهابه بإذن الله ! فهذا لا يخص الجني الطيار فقط بل عموم الجن يستطيعون فعل ذلك والله تعالى أعلى وأعلم.

أما تخصيص الأمر على الجني الطيار فقط فهذا لا يصح ويحتاج لدليل ولا يوجد.

وعلاج هذا بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم مع الفروض، فإذا التزم الإنسان بالأذكار التحصينية متوكلا على الله تعالى متيقنا بحفظه وخرج الشيطان من الجسد فلن يستطيع الدخول يقينا إلا إذا غفل الإنسان عن أذكاره وكُله بإذن الله تعالى.

وإذا حافظ الإنسان على أذكاره التحصينية وفروضه كما أشرت سابقا وخرج الجني من الجسد قبل مجيء الراقي ثم عاد بعده فعلموا أنه لم يخرج من الجسد بل خنس داخله قال تعالى : (ومن شر الوسواس الخناس).

واعلموا أيضا إن الشيطان يتلاعب بالراقي والمريض والله تعالى أعلى وأعلم.

ثانيا: يدعي بعض الإخوة معرفة وجود الجني الطيار في الجسد بما يشعر به المريض من خفة في الحركة أو يشعر أنه يطفوا على وجه الأرض أو يشعر أنه يرتفع عن فراشه وهو نائم أو أي أعراض أخرى يستدلون بها.

أقول وبالله التوفيق ألا يستطيع أي جني أن يتلاعب بمشاعر المريض ويُهيئ له حدوث هذا؟ إذا كان الجوب نعم فلماذا تخصون به الجني الطيار؟ وإذا كان الجواب لا فما دليلكم على أنه طيار؟.

ثم هناك حقيقة لا ينبغي لنا المرور عنها وهي أن الجني الطيار لا يطفوا أصلا بل يطير بالأجنحة ولهذا فشعور الطفو ما هو إلا تلاعب من الشيطان.

ثانيا: ألا يحتاج الجني الطيار لأجنحته للطيران ؟ بالطبع نعم! إذا كيف سيخرج أجنحته وهو داخل الجسد مقيدا فيه؟ وهل إذا أخرجها يكون داخل أم خارج الجسد ؟ وأتمنى أن لا يفتي أحد ويقول الإثنين معا، والله المستعان.

وللعلم يسري على على الجني الطيار داخل الجسد ما يسري على غيره من بني جلدته والله أعلم.

ولهذا أخوتي في الله علينا أن نتوقف عن التكلم في الغيبيات والتصريح بالترهات التي لا صحة لها والأهم من ذلك أن العلم بها لا ينفع والجهل لا يضر وعلاج المس عامة والسحر خاصة بالرقية الشرعية وكانوا أصحاب العقيدة الثابتة الصحيحة يرقون أنفسهم وغيرهم بالفاتحة دون الإلتفات إلى صنف الجن ولا سبب دخوله ولا نوعه فلنتأسى بهم لأن معلمه محمد صل الله عليه وسلم.

وأنت أخي هل لك معلما غيره؟

وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.

كتبه الفقير إلى عفو الله

أبو أحمد قنديل