ملتقى أحبة القرآن - ولتكن منكم امة يدعون الى الخير

:1:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبد الله ورسوله وعلى اله واصحابه الاطهار

يقول الحق سبحانه وتعالى

ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن-النحل 125

ارسل الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات الى النور وامره ان يدعو الناس للدخول في دين الاسلام

والاهتداء بهديه والاقتداء بتعاليمه وتشريعاته ويعلمهم أن هذا الدين هو دين الله الحق الذي ارتضى لعباده وبه تحل كل المشاكل

فمن امن به واتبعه يسعد في الدنيا ويفوز في الآخرة ومن كفر به ولم يتبعه له الخزي في الدنيا وفي الاخرة هو من الخاسرين

وبما ان هذا الدين جعله الله ناسخا لما قبله من الاديان وجعله اخر الاديان الى قيام الساعة فقد اوجب على الامة تبليغ هذا الدين والدعوة اليه

يقول الحق سبحانه وتعالى =ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر=ال عمران104

ولا شك ان نشر دين الله والدعوة اليه هي من افضل الاعمال واجلها لقول الله سبحانه وتعالى=

ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وقال انني من المسلمين=فصلت 33

كيف لا وهي وضيفة الانبياء والرسل عليهم السلام فمن اراد ان يسير على سيرهم ويلحق بركبهم فما عليه الا ان يعمل عملهم

كل حسب قدرته وعلى قدر علمه وان لم يكن له من العلم الكثير وان كانت معرفته الحد الادنى أي ما يعرف في الدين بالضرورة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم=بلغوا عني ولو اية

وقال عليه الصلاة والسلام ((لا تحقرن من المعروف شيئا))ً

والدعوة الى الله نوعان الاول ان تدعو الى الله بالقول ان تحدث الناس عن الله وتعلمهم بعض امور دينهم ان تبشرهم وتحذرهم الى غير ذلك

والثاني وهو الاهم يسمى الدعوة الصامتة ان تدعو الى الله بالفعل وهذه الطريقة في الدعوة الى الله اجدى وابلغ

خاصة للذين يقيمون في بلدان غير اسلامية من المسلمين

حيث تكون الاضواء عليهم مسلطة مراقبون في تحركاتهم وسكناتهم في افعالهم وتصرفاتهم

فان كانت الافعال والتصرفات والمعاملات حسنة كان لها الاثر الطيب على المراقب

وتجعله يحب هذا الدين الذي يأمر بهذه الاخلاق فتدفعه للتعرف على الدين اكثر فيتعلق به

فبالتالي يكون سببا في هدايتهم وانقاضهم من النار وما هذا بعزيز

فان سبب انتشار الاسلام في معظم البلدان وخاصة دول اسيا كان سلفنا الصالح رحمهم الله

كانوا يذهبون الى تلك البلدان كتجار و دعاة الى الله بأخلاقهم الحميدة

فاشتهروا بين اهلها بالصدق في القول والعفة والامانة وحسن المعاملة وعرف الاسيويون ان سبب هذه الاخلاق الحسنة هو الاسلام

فدخلوا فيه افواجا والحمد لله. قال رسول الله عليه صلى الله عليه سلم

((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ))

اخي الكريم ان لم تتبع الرسول عليه الصلاة والسلام في الدعوة الى الله بأقوالك وافعالك فلا تكن منفرا منه بقول او فعل

فتكون في الطرف الاخر أعاذنا الله واياكم من ان نكون من اخوانه واعوانه

فان خالفت هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واتيت بأقوال وافعال لا تمت الى المسلمين بصلة والاسلام منها براء

فكأنك تقول هذا اخلاق المسلم فانت محسوب على الاسلام بل انت سفير له

فاحذر كل الحذر اخي الكريم ان تنشر صورة سيئة عن الاسلام دون ان تشعر

حسب الواحد منا حمل ذنوبه فلا تحمل ذنب غيرك من الذين ابعدهم عن الدين ربما قول او فعل صدر منك دون ان تلقي له بال

جعلني الله واياكم من الهداة المهتدين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابن الواحة

:2: