الإسراء والمعراج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي أكرم بالإسراء والمعراج خاتم النبيين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، رفعه ربه إلى سدرة المنتهى، وأوحى إليه ما أوحى، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين.
أيها المؤمنون: لقد كانت رحلة الإسراء والمعراج معجزة عظيمة، كرم الله تعالى بها نبيه عليه الصلاة والسلام، وجمعه بإخوته من الأنبياء الكرام، وبادرهم صلى الله عليه وسلم بالسلام، فبادلوه بالتحية والإكرام، قال صلى الله عليه وسلم: «أتيت ليلة أسري بي على آدم، فسلمت عليه، فقال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح». ثم التقى صلى الله عليه وسلم بيحيى وعيسى ويوسف، وإدريس وهارون وموسى، عليهم السلام، فسلم عليهم، فرحب به كل واحد منهم، ثم مر بإبراهيم عليه السلام، فرحب به ثم قال له: «يا محمد أقرئ أمتك مني السلام». إنها رحلة الإسراء والمعراج، رحلة السلام؛ التي تجلت فيها دلائل التكامل بين رسالات السماء، والمودة والسلام بين الأنبياء، الذين تلقوا السلام من ربهم، قال سبحانه: (سلام على إبراهيم) وقال عز وجل: (سلام على موسى وهارون)، ولما تكلم عيسى عليه السلام في المهد قال: (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا). وأكرم سبحانه بالسلام رسله كلهم فقال: (وسلام على المرسلين). وقد حرص جميع الأنبياء والمرسلين على تعزيز قيمة السلام في حياتهم، ونشرها بين أقوامهم. ولقد كانت رسالة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم سلاما للإنسانية، فقد دعا صلى الله عليه وسلم إلى السلام، ونشر السلام.
أيها المؤمنون: إن الله عز وجل بعث الأنبياء قدوة للإنسانية، وأسوة للبشرية، فما أعظم أن نسير على نهجهم، ونقتدي بهديهم، فنحقق السلام في مجتمعاتنا، وقد دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده». وحثنا صلى الله عليه وسلم على إفشاء السلام بيننا، فحين سئل أي الإسلام خير؟ قال: «تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف». لننشر بذلك السلام، ونرسخه في تعاملاتنا وعلاقاتنا، ونربي عليه بناتنا وأبناءنا، فالسلام شعيرة دينية، وقيمة أخلاقية، وضرورة إنسانية، وحاجة عالمية.
فاللهم أدم علينا السلام، والاطمئنان والأمان، ووفقنا لطاعتك أجمعين،
وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم،

اثبت وجودك
..
تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع
|