أنا عندي في الشام ثانوية، هناك طريقة استخدمناها كان نجاحها مذهلاً، هناك بطاقة إلكترونية على صدر الطالب، عندنا إيجابيات نحن في المدرسة وسلبيات، كل إيجابية يأخذ عشر نقاط، مثلاً سُئل عن وظيفته هل كتبها بشكل جيد؟ أخذ عشرة، وهناك جهاز مع المدرس إلكتروني على بطاقته كبس عشرة، هذا الطالب رأى أنه عندما أدى واجبه أخذ عشر نقاط، وإذا تأخر راح خمس، تكلم مع صديقه أثناء إلقاء الدرس راح خمس، فكل مخالفة لها حسم، وكل عمل إيجابي له نقاط إضافة، فهذا الرقم يعني سلوك الطالب، انضباطه، سلوكه، إيجابياته، سلبياته، آخر العام يجمع رقماً مثلاً ثلاثة آلاف، يأخذ دراجة، يأخذ كومبيوتر، يأخذ أشياء ثمينة جداً، يحب الألبسة، معه نقاط؟ معه ثلاثة آلاف نقطة، هناك معرض يحب أن يأخذ بدلات، يحب أن يأخذ دراجة، يحب أن يأخذ كومبيوتر، فصار كل شيء يعمله محسوباً، هذه نقطة.
فنحن أول يوم بالأسبوع نجعل هذا الأسبوع من أجل بر الآباء، يسأل الطالب سؤالاً و هو داخل: هل قمت بعمل لبر والديك؟ نعم أو لا، فنحن نكتشف أن ثلاثاً و ثلاثين بالمئة من الأولاد بارون بآبائهم، والبقية مقصرين، نعمل أسبوعاً على بر الآباء، هذا سؤال لا يوجد فيه مسؤولية، سؤال لك في مدخل المدرسة هل فعلت كذا أو لم تفعل؟ عندك نعم، أو لا، فأنا صار عندي دراسة لستمئة طالب، أن ثلثهم لهم أعمال طيبة مع آبائهم وأمهاتهم، معنى هذا أنا يجب أن أعمل توجيهاً كاملاً هذا الأسبوع عن بر الوالدين.
هل صليت الفجر في وقته مثلاً؟ سؤال ثان، أيضاً يأتي الجواب بالمئة عشرين، صلى الفجر في وقته؟ أعمل توجيهاً ثانياً، هذا الأسلوب أسلوب البطاقة هذا أغناك عن أي عقاب، عن أي مشكلة، عن استدعاء الأولياء، عرف الطالب أن كل شيء محاسب عليه، وكل شيء له إيجابيات.
المذيع:
إذا طبقنا هذا النظام في بيوتنا ألا يبعث على الشحناء بين الأبناء؟ إذا كان مثلاً أحد الأبناء أفضل من أخيه؟.
التنافس الشريف لا يبعث على الشحناء :
الدكتور راتب:
هذا تنافس شريف، والثاني متاح له نفس الشيء، يجب أن يكون الشيء متاحاً للجهتين لماذا أخوك أخذ علامات أعلى؟ لأنه انضبط أكثر، أنت اسبقه بهذه العملية، تعمل تنافساً إيجابياً، كل شيء فطري يعمل سلبيات، إذا كان أحد الأبناء ليس جميل الصورة و الثاني جميل، والأب يعتني بالابن الأول و يهمل الثاني هذه بحق الثاني جريمة، إذاً إذا كان هناك معاملة حسنة، وعدل شبه تام بين الأولاد، لكن هذا تفوق و هذا لم يتفوق، يجب أن يكافأ المحسن، ويعاقب المسيء.
إهمال الأولاد يدخل النار :
الدكتور راتب:
أنا أقول: يا ربي أدخل أبي النار كما أهملني، أب أنجب بنتاً وأهملها فتفلتت وانحرفت، ويوم القيامة رأت نفسها إلى جهنم، تقول: يا رب انتقم من أبي، لولا أنه أهملني ما كنت هكذا.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
إذا ما تلقى الابن من أبيه توجيهات صحيحة، وما كان أبوه قدوة، وما علمه أحكام دينه، وما علمه مستقبله، وآخرته، وما رباه على الحشمة، والصدق، من يربيه؟ لذلك النبي قال:
((أفضل كسب الرجل ولده ))
[أخرجه الطبراني عن أبي بردة بن نيار]
﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾
كل أعمال الأبناء في صحيفة الأب والأم، أي ثواب هذا؟ إذا أنت عندك ابن ربح مئة مليار لك مثلهم.