الموضوع
:
{ كتاب : جعلناه نورا : أكثر من 10000 فائدة تدبرية قرآنية }د. خالد أبوشادي
عرض مشاركة واحدة
10-02-2025, 08:37 PM
#
31
مشرفة قسم القرآن
الملف الشخصي:
تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 38
﴿واستفتحوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾[إبراهيم: 15]:
استفتح الكفار أي طلبوا واستعجلوا فتح الله وفرقانه بين أوليائه وأعدائه، فليس عجيبا ما نراه اليوم من ظن أهل الباطل أنهم على الحق!
. ﴿وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾[إبراهيم: 15]:
لم يقل: وخاب الذين كفروا، كما هو مقتضى السياق، للتنبيه على أن الذين كفروا كانوا جبابرة معاندين للحق، وأن كل من كان كذلك، فلا بد أن تكون له نفس العاقبة: الخيبة والخسران.
. ﴿تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ﴾[إبراهيم: 23]:
هذه تحية الملائكة لهم، وهي كذلك تحية بعضهم لبعض: ﴿دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام﴾
. ﴿تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ﴾[إبراهيم: 23]:
سلِم أهل الجنة من آفات الدنيا الحسية، فلا مرض ولا أوجاع.ومن آفاتها المعنوية، فلا هموم ولا غموم، ولا شك أن السلامة من هذه الآفات من أعظم نعيم الجنات،
لا سيما إذا حصل بعد الخلاص منها الفوز بالملذات المادية والروحية في دار والسعادة الأبدية.
(قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلالٌ)
أعظم ما يحض الناس على إقام الصلاة والإنفاق في سبيل الله تذكير هم باليوم الذي تستحيل فيه الطاعات، ولا يمكن استدراك ما فات.
. ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ﴾[إبراهيم: 32]:
كيف تطفو السفن ولا تغرق رغم أنها مصنوعة من معادن كثافتها أعلى من كثافة ماء البحر، ورغم حجمها الضخم؟ بينما تغرق إبرة من الحديد؟
والجواب: سخر الله البحار وفق قانون ثابت عرفه الإنسان وفق تسخير الله له.
﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ﴾[إبراهيم: 34]:
﴿ مِّن كُلِّ ﴾ كل ما يفصلك عن فضل الله: دعوة صادقة من قلبٍ يُحسِن الظن بالله.
. ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾[إبراهيم: 34]:
قال الحسن البصري: «إن فيها لمعتبرا، ما نرفع طرفا ولا نرده إلا وقع على نعمة، وما لا نعلمه من نعم الله أكثر».
. ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾[إبراهيم: 34]:
ما يدفع الله عن العبد من البلايا والمنايا لا حصر له، وهذا من نعم الله المنسية، فإن الدفع من نعم الله الخفية كما أن النَّفع من نعمه الظاهرة.
. ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾[إبراهيم: 35]:
خاف خليل الرحمن من الكفر بعد الإسلام،
فكيف لا يخاف غيره؟!
. ﴿وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[إبراهيم: 36]:
رحمة الأنبياء!
ولم يقل: فإنك عزيز حكيم، لأن المقام مقام استعطاف، أي إن تغفر له وترحمه، توفِّقْه للرجوع من الشرك إلى التوحيد،
كما قال النبي ﷺ: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».
. ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾[إبراهيم: 37]:ق
ال القرطبي: «خصَّها من جملة الدين لفضلها فيه، ومكانها منه، وهي عهد الله عند العباد».
. ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾[إبراهيم: 37]:
رحلة الحج والعمرة رحلة قلوب لا أبدان.
. ﴿أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾[إبراهيم: 37]:
البيت الحرام مغناطيس يجذب قلوب المشتاقين
. ﴿وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ﴾[إبراهيم: 45]:
رؤية مصارع الظالمين ومعاينة مساكنهم بمثابة جرعة مناعية ضد السقوط في هاوية الظلم.
. ﴿إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾[إبراهيم: 51]:
احذروه!
قال البقاعي:«ولما كان أسرع الناس حسابًا أعلمهم بفنونه خطأ وصوابًا، فكان التقدير: فالله عالم بخفي أعمالهم وجَلِيِّها، وتمييز جيدها من رديئها، فهو يجازيهم على حسب ذلك».
. ﴿إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾[إبراهيم: 51]:
قال ابن عطية: «قيل لعلي كيف يحاسب الله العباد في يوم؟
فقال: كما يرزقهم في يوم».
[ وما أبرئ نفسي ]
أعلى درجات الصدق، أن تبدأ بإلقاء اللائمة على نفسك قبل أن تتهم غيرك.
. (فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين)..
الدعاة المصلِحون شخصيات مخلصة ومبهرة ومقنعة، لذا يحرص المفسدون في كل عصر على الحيلولة بينهم وبين الوصول لصُنّاع القرار.
. الابتلاء أول درجة في سُلَّم التمكين ،
لذا قال الله بعد ذكر إلقاء يوسف في الجب وبيعه بثمن بخس:
(وكذلك مكَّنا ليوسف).
. (فأرسل معنا أخانا) ( إن ابنك سرق )
عندما كانت لهم مصلحة قالوا: ( أخانا )، وعندما انتهت قالوا: ( ابنك )، فتغيرت لغة الخطاب بتغير المصلحة!
. قال يعقوب: (وأخاف أن يأكله الذئب) فغاب عنه ابنه، ولما قال: (فالله خير حافظا) عاد إليه..
احذر كلماتك وراقب ألفاظك!
. (وما أغني عنكم من الله من شيء):
أعلن عجزك أمام أولادك حتى يتعلقوا بالله وحده، ولا يعتمدوا في كل شيء عليك.
. (إني أنا أخوك فلا تبتئس):
وجود الأخ يذهب البؤس ويعين على نوائب الدهر ويبرد حرارة القلب .. من فوائد الأخوة.
. [ كذلك كدنا ليوسف ]
عندما يكيد لك الخلق بغير الحق ، فانتظر كيد الله بهم،
فالجزاء من جنس العمل.
. (كذلك كدنا ليوسف):
صبر على كيد إخوته، فكاد الله له.
. ﴿ قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم ﴾
أحيانا يكون الصمت أبلغ من كثير من الكلام.
. (فأسرها يوسف في نفسه)،
فكما قيل: صدرو الأحرار قبور الأسرار.
. ( فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم):
رحم الله امرءًا كتم سرًا، وتنازل عن حق؛ ليؤلِّف القلوب وينزع الأضغان.
. (فأسرها يوسف في نفسه):
احمل الكلمات الموجعة، وضعها تحت ثرى الذاكرة، وادفنها في قبر النسيان.
. (فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم!)
ليست الصراحة ممدوحة على الدوام، فالمداراة مطلوبة أحيانا تأليفا للقلوب أو اتقاء للشرور.
. التغافل من أخلاق العظماء، وتدبَّر: (فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُم)
. (وابيضت عيناه من الحزن):
ابيضت عينا يعقوب ولم تبيض عينا يوسف،
فهل عرفت الفارق بيني وبينك يا بني!
. [ قال إنما اشكو بثي وحزني الى الله ]
بعض أوجاعك لايفهمها البشر، وليس بمقدور أحد منها تخفيفها.
. ( قال إنما أشكو بثِّي وحزني إلى الله )
لاتبث شكواك ، إلا للقادر على كشف بلواك!!
. الأولياء يلتمسون الفرج عند اشتداد الابتلاء،
فشيخ كبير يوصي أبناءه بعد أن كفّ بصره من الحزن على أبنائه الثلاثة:
(ولاتيأسوا من روح الله}
. ﴿ فأوفِ لنا الكيل وتصدق علينا ﴾
قال ابن الجوزي: مـن تـأمّل ذلَّ إخوة يـوسف ؛ عـرف شؤم الزلل!
امانى يسرى محمد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى امانى يسرى محمد
البحث عن كل مشاركات امانى يسرى محمد