عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2025, 05:35 AM   #35
مشرفة قسم القرآن

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 37

امانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of light

افتراضي

      



.


الجزء الرابع عشر

﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ﴾[الحجر: 1]:
قال قتادة: «تبين والله هداه ورشده وخيره».

﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾[الحجر: 2]:
متى يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين؟
أقوال العلماء في هذه الآية راجعة إلى ثلاثة أقوال: عند الاحتضار، وعند معاينة النار، وحين يرى خروج عصاة المؤمنين من النار.

. ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾[الحجر: 3]:
قيمة كل امرئ بحسب هِمَّته، فَهِمَمٌ حول العرش، وهمم حول الحُش.

. ﴿وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ﴾[الحجر: 3]:
قال الحسن: ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل. .
قال الإمام القرطبي: «فالأمل يكسل عن العمل، ويورث التراخي والتواني، ويعقب التشاغل والتقاعس، ويخلد إلى الأرض، ويميل إلى الهوى، وهذا أمر قد شوهد بالعيان، فلا يحتاج إلى بيان، ولا يُطالَب صاحبه ببرهان، كما أن قصر الأمل يبعث على العمل، ويحيل على المبادرة، ويحث على المسابقة».

﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾[الحجر: 3]:
قال الآلوسى: «وفي هذه الآية إشارة إلى أن التلذذ والتنعم، وعدم الاستعداد للآخرة، والتأهب لها، ليس من أخلاق من يطلب النجاة».
. ﴿لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾[الحجر: 7]:
ولو نزل الملائكة ما آمنوا!

. ﴿مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ﴾[الحجر: 8]:
في الكلام حذف، وتقديره: ولو أنزلنا الملائكة لعوجلوا بالعقوبة، وما كانوا إذا منظرين.




. ﴿مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ﴾[الحجر: 8]:
المراد بالحق هنا الموت، والمعنى: أن الملائك لا ينزلون إلا بالموت، أو بعذاب الاستئصال، وليس بعد نزولهم إنظار ولا إمهال، والله لم يأخذ المشركين بالاستئصال، بل مدَّ لهم في الإمهال، لعلمه بإيمان بعضهم، ومن إيمان بعض أولادهم، فلهذا السبب ما أنزل الملائكة.


﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾[الحجر: 9]:
فلا يزال نور القرآن يسري، وبحر هدايته يجري، رغم كيد الكائدين، وإفساد المفسدين، واسمعوا حلقات (بالقرآن اهتديت) لتروا كيف أسلم هؤلاء واهتدوا بسماع من كتاب الله.

. ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾[الحجر: 9]:
في إيراد العبارة بالجملة الاسمية، دلالة على الثبات على دوام الحفظ.

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ﴾[الحجر: 10]:
قال الجمل: «لما أساءوا في الأدب، وخاطبوه ﷺ خطاب السفاهة، حيث قالوا له: «إنك لمجنون» ، سلّاه الله فقال له: إن عادة الجهال مع جميع الأنبياء كانت هكذا، وكانوا يصبرون على أذى الجهال، ويستمرون على الدعوة والإنذار، فاقتد أنت بهم في ذلك».

. ﴿وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾[الحجر: 11]:
مواساة ربانية كريمة لكل داعية استهزئ به أو لقي مشقة ومكروها ممن دعاهم إلى الخير.

. ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ المجرمين﴾[الحجر: 12]:
تشابهت قلوبهم فتشابهت معاملتهم! تشابهت قلوبهم في الكفر والطغيان، فتشابهت معاملتهم لرسلهم بالاستهزاء وعدم الإيمان.

. ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ
المجرمين﴾[الحجر: 12]:
كما يدخل السلك في الحائط، وكما يدخل الخيط في الثوب، كذلك يدخل القرآن قلوب البعض فيفهمونه ويدركون إعجازه، ومع هذا لا يزدادون إلا إعراضا وعنادا، فاللهم لا تجعلنا منهم.




. ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ
المجرمين﴾[الحجر: 12]:
سلك الله القرآن في قلوب الجميع، أي أدخله في سويدائها ففهموه، فسلكه في قلوب المؤمنين فازدادوا إيمانا، وسلكه في قلوب المجرمين فازدادوا تكذيبا، كلٌّ على علم وفهم:
﴿لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ﴾.

. ﴿لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ﴾[الحجر: 13]:
أن يرى سوء عاقبة من سبقهم من المجرمين، ثم يسيروا في نفس الطريق، لقد فقدوا عقولهم.

﴿وإن من شئ إلا عندنا خزائنه﴾[الحجر: 21]:
الخزائن مادية أو إيمانية، والإيمان أغلى وأهم، فعند الله خزائن الصبر والثبات واليقين والتوكل والاستقامة، ولا يملك مفاتيح هذه الخزائن إلا الله.

. ﴿وإن من شئ إلا عندنا خزائنه﴾[الحجر: 21]:
من روائع وجوامع الدعاء النبوي: «اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك». صحيح الجامع رقم: 1260

. ﴿وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾[الحجر: 21]:
أي نُخرِجُه من عالم الغيب إلى عالم الشهادة بقدر معلوم، والقدَر المعلوم هو الأجل المعين له هو حسب ما تقتضي حكمة الله ومشيئته.

. ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ﴾[الحجر: 23]:
اسم الله الوارث معناه: الباقي، أي بعد هلاك الخلق أجمعين، لأن الكل يموت إلا صاحب الملكوت.


﴿وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾[الحجر: 25]:
الموت ليس هو نهاية الحياة، بل ابتداء حياة جديدة، يحاسب الناس فيها على أعمالهم، ويقتسمون منازلهم بحسب ما عملوا فى دنياهم.

﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾[الحجر: 26]:
ما أعجب صنع الله، وما أعظم قدرته، أخرج من التراب والطين بشرا سويا في أحسن تقويم، وأكد هذه الحقيقة بلام القسم و (قد)، لزيادة الإرشاد إلى أهمية التأمل في هذا الخلق.

﴿وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ﴾[الحجر: 27]:
دليل على أن الله خلق الجن قبل خلق الإنسان.

. ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ﴾[الحجر: 30]:
لُعِن إبليس، وطُرِد من الجنة بترك سجدة واحدة،
فلا تأمن أن يحبسك الله في النار بسبب معصية واحدة!

﴿قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾[الحجر: 32-33]:
غلط إبليس لأنه رأى الفضل باعتبار عنصر الطين الذي خلق الله آدم منه، بينما غفل عن أن الله نفخ فيه من روحه.


. ﴿قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾[الحجر: 33]:
إبليس أول من أسس بنيان التكبر،

وأول من دعا إلى التمرد على الله،
فعليه وزر من سار خلفه.



. ﴿قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ﴾[الحجر: 34]:
الرجيم هو المرجوم.. وما يُرجَم به هنا هو لعنة الله،
واللعنة عقوبته وعقوبة من عاند أمر الله.

. ﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾[الحجر: 34]:
لعنة دائمة، وليس المعنى أن اللعنة تنتهي يوم القيامة، لكن المراد أنها باقية في الدنيا إلى أن يلاقي عقوبته يوم القيامة، فعقوبته يومئذ أشد عليه من اللعنة.

. ﴿إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾[الحجر: 38]:
هو وقت النفخة الأولى في الصور، والتي يموت فيها الأحياء، فيموت معهم إبليس.

. ﴿إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾[الحجر: 38]:
الصراع مستمر!
قال ابن عاشور: «وهذا الإنظار رمز إلهي على أن ناموس الشر لا ينقضي من عالم الحياة الدنيا، وأن نظامها قائم على التصارع بين الخير والشر والأخيار والأشرار».

. ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ المخلصين﴾[الحجر: 40]:
الهداية توفيق إلهي!
﴿الْمُخْلَصِينَ ﴾: الذين استخلصتَهم لطاعتك، وصنتهم عن اقتراف ما نهيتهم عنه.




. ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ
المخلصين﴾[الحجر: 40]:
قرأها ابن كثير بكسر اللام، فيكون المعنى: لأضلنهم جميعا، إلا عبادك الذين أخلصوا لك العمل، وابتعدوا عن الرياء في أقوالهم وأفعالهم. قال الرازي: «وهذه القراءة تدل على أن الإخلاص والإيمان ليس إلا من الله تعالى».

﴿قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴾[الحجر: 41]:
قال ابن جرير:
«بمعنى هذا طريق إلى مستقيم، فمعنى الكلام: هذا طريق مرجعه إليَّ، فأجازي كلا بأعمالهم». الحجر:47]:
أي أخوة هذه التي لا تطهِّر قلوبا من الغل والحسد؟!

. ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾[الحجر: 49]:
ذكر المغفرة دليل على أن الله لم يُرِد بالمتقين:
من يتقي الذنوب بأسرها، كبيرها وصغيرها، فهذا محال.

. ﴿وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ﴾[الحجر: 50]:
آية في غاية اللطف، إذ لم يقل على وجه المقابلة:
وأني المعذِّب المؤلم، وذلك ترجيحا لجانب العفو والرحمة.

. ﴿وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ﴾[الحجر: 50]:
لا عذاب في الحقيقة إلا عذاب الله الذي لا يقدر قدره أحد، ولا يبلغ كُنْهَه عقل أحد.

. ﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ﴾[الحجر: 52]:
وذلك لأنهم دخلوا بغير إذن، وبغير موعد سابق، ولأنهم امتنعوا من الأكل، وكل هذه من أسباب الوجل واضطراب النفس.

. ﴿إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴾[الحجر: 53]:
هو إسحاق عليه السلام.

(قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ *قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ *إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ *إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ )
. سؤال:
إذا كان هؤلاء الرسل من الملائكة، جاءوا لإهلاك قوم لوط، فلم ذهبوا إلى إبراهيم، ولم يذهبوا رأسا إلى لوط؟
والجواب: أن لوطا عليه السلام كان من قوم إبراهيم، ومن الذين تابعوه، فكان إعلام إبراهيم بما سينزل على لوط من بلاء، مما لا يغفل عنه أدب السماء.
امانى يسرى محمد متواجد حالياً   رد مع اقتباس