قاعدة التعايش مع القرآن
لقد أعطانا الإمام ابن القيم القاعدة التي نستطيع استشعار آيـــات القرآن بها، حتى دون أن نقرأ التفسيـر ..
يقول “فتجذب قلبه وروحه إليه آيات المحبة والوداد، والآيات التى فيها الأَسماءُ والصفات، والآيات التى تعرَّف بها إلى عباده بآلائه وإنعامه عليهم وإِحسانه إِليهم، وتطيب له السير آيات الرجاءِ والرحمة وسعة البر والمغفرة، فتكون له بمنزلة الحادى الذى يطيب له السير ويهونه [عليه]، وتقلقه آيات الخوف والعدل والانتقام وإِحلال غضبه بالمعرضين عنه العادلين به غيره المائلين إلى سواه، فيجمعه عليه ويمنعه أن يشرد قلبه عنه” [طريق الهجرتين (23:54)].
1) فأنت تشعر بالحب .. عند مرورك بآيـــات الأسماء والصفات والتي تتحدث عن الذات الإلهية وإنعام الله عزَّ وجلَّ عليك .. فينشرح صدرك بالمحبة، لعل الله تعالى أن يحبك.
2) وتشعر بطيب القلب والسعادة والراحة .. عند مرورك بآيـــات الرحمة والمغفرة.
3) وتشعر بالخوف والقلق، وينجذب قلبك للقرآن فلا تشرد عنه .. عند مرورك بالآيات التي فيها ذكر الخوف والعدل والانتقام من الأمم السابقة.
فتعيش بين الحب والخوف الرجـــــاء ..
يقول ابن القيم “فتأَمَّل هذه الثلاثة وتفقه فيها، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله” [طريق الهجرتين (23:54)]
هكذا ينبغي أن تكون علاقتك بالقرآن العظيم وليس كما نرى أحيانًا أن الإمام يقرأ آيــــــات في وصف الجنة والنار، والمصلي يُفكر في الطعام والشراب!!
قال تعالى {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21]
نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإيــــاكم الخشية،،
أجمل ركـــوع
إننا عندما نصلي في الأرض يرانا الله سبحـــانه وتعالى من فوق سبع سماوات، فعلينا أن نحرص على تأديـــة الصلاة على أجمل وجه أمام ربِّ العالمين؛ لأنه سبحـــانه جميــــل يُحب الجمـــال ..
وأجمل صلاة في الدنيــــا هي صلاة نبينــا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ الذي كان يحرص على جمال باطنه وظـــاهره أثنـــاء الصلاة ..
فكيـــف نركع ركوعًا جميلاً كركوع النبي صلى الله عليه وسلم؟
أولاً: لا تتعجــل في إنــزال يديـــك .. بل انتظر حتى تفرُغ من القراءة ثم ترفع يديك وتُكَبِّر، وبعدها أنزِل يديــــك إلى ركبتيـــك .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فَرُغ من القراءة سكت سكتة خفيفة وبعدها يرفع يديه للتكبيـــر.
ثانيـــًا: التكبيـــر يكون في طريقك إلى الركوع .. أي أثنــاء نزولك للركوع، وليس قبله أو بعده.
والتكبيـــرات بين حركـــات الصلاة بمثابـــةالتنبيــة ..
فشرع الله عزَّ وجلَّ لنا بين كل حركة من حركــات الصلاة تكبيـــر؛ لكي ننتبه ونُفيــق من الغفلة وشــرود الذهن ..
فالله أكبـــر من كل ما تُفَكِر فيــه،،
———
ثالثًا: رفع اليديـــن يكون إلى المنكبين أو إلى فروع الأذنين .. كشأن تكبيــرة الإحرام.
رابعًا: وضع اليديـــن على الركبتيــن مع التفريج بين الأصابــع .. لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُمكِّن يديـــه من ركبتيه كأنه قابضٌ عليهما ويُفرج بين الأصابع، فهذا أدعى لحصول الظهر على وضعه الصحيح .. ومن الخطأ أن تضع أطراف أصابعك فقط على الركبة.
————
خامسًا: المجافــاة بين المرفقين والجســد .. فتجعل مسافة بين مرفقيك وجسدك، ولا تلصقهما ببعض.
سادسًا: بســط الظهر وتسويتــه أثنــاء الركوع .. حتى لو صُب الماء على ظهره لاستقر عليه.
سابعًا: جعل الرأس في مستوى الظهــر .. فكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع رأسه عن مستوى ظهره أثنــاء الركوع ولا يُخفِضها عنه.
وعليك أن تمكث راكعًا حتى يأخذ كل عضوٍ مأخذه ولا تتعجَّل في الرفع من الركوع،،
أتدري ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلمعندما رأى رجلاً لا يُتِم ركوعه ويتعجَّل في صلاته؟!
تابعوا الإجـــابة في المقالة القادمة إن شاء الله تعالى،