📚🍃 *تدبر سورة ق10
(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ
بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا
مَزِيدٌ (35))
🌱على عادة القرآن الكريم أنه لا يذكر حال المجرمين وعقابهم إلا ويذكر معه حال المؤمنين وجزاؤهم عند ربهم.
🌱ووصف الجزاء في هذه السورة العظيمة وفي هذه الآيات الكريمة جاء وصفًا عظيمًا ليتفكر كل قارئ للآيات بنفسه ويختار لها أي النهايتين يعمل لها؟! في مقابل جهنم التي تطلب المزيد من وقودها من الناس والحجارة نجد الجنة هنا أزلفت وقُرّبت للمتقين فلا يتعبون في الوصول إليها وإنما يقرّبها الله سبحانه وتعالى لهم كما سارعوا هم في مرضاته وتقواه في الدنيا يسارع لهم في الجزاء فلا تطيق الجنة صبرًا حتى يصل إليها أهلها وإنما تقترب إليهم حتى يدخلوها فأيّ نعيم وأيّ ثواب عظيم من رب كريم هذا!
🌱هل لعاقل أن يتخلى عن هذا كله لأجل نار تلظى؟! يا لشقاء من يختار جهنم لنفسه مثوى! صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: لا يدخلها إلا شقيّ.
🌱ولكن هذه الجنة ليست لأي أحد إنما هي لعباد الله الذين اتصفوا بصفات عظيمة هي كما ذكرها ربي عز وجل في الآيات:
👈🏻هذه الجنة هي للمتقين الذين اتقوا ربهم في الدنيا في كل أمرهم صغيره وكبيره، سرّه وجهره، وهي للأوابين الذين إن وقع منهم تقصير أو معصية أو ذنب تابوا من فورهم ورجعوا وأنابوا إلى ربهم يستغفرونه ويتوبون إليه ولا يؤخروا التوبة ولا يسوّفوا فيها،
👈🏻هذه الجنة هي للمؤمنين بالغيب الذين خشوا الله سبحانه وتعالى في حياتهم وامتثلوا لكل ما أمر الله سبحانه وتعالى به واجتنبوا كل ما نهاهم عنه طواعية وحبًا ورغبة بما عنده والذين سعوا لمرضاته وعظيم ثوابه لأنهم موقنون بوعده سبحانه وتعالى لهم يقينًا تامًا لا ريب فيه ولا شك، يقينًا صادقًا أن ما عند الله تعالى خير لهم وأبقى وما ترددوا في اتباع أمر الله تعالى طرفة عين، إنما كان شعارهم ربنا سمعنا وأطعنا.
👈🏻 هذه الجنة هي لأصحاب القلوب الأوابة المنيبة السليمة من كل غل وحقد وحسد وضغينة وسوء ظنّ، قلوبهم سليمة خالية من كل شيء إلا من حب الله تعالى وخشيته وطاعته وطاعة رسول صلى الله عليه وسلم والإيمان الخالص به سبحانه فلا تزيغ قلوبهم بدافع هوى ولا شهوة ولا لذة عابرة من ملذات الدنيا ولا يفتنون ببهرجها وزخرفها لأنهم يتطلعون إلى اللذة الحقيقية الدائمة، إلى لذة الخلود التي يرجونها عند الله سبحانه وتعالى،
●وأين المتلهفون الساعون لهذه الجنات العظيمة؟!
●وأين الراغبون بالخلود في سلام أبدي؟!