ما أعظم خاتمة سورة ق!
ختم الله سبحانه وتعالى سورة ق بآية عظيمة (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِم ْبِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴿٤٥﴾) والمتأمل في كلمات هذه الآية يجد أنها اشتملت على:
●تهديد (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ)
●تخفيف (وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ)
●تكليف (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ)
●احتوت السورة على براهين البعث وهي العلم والقدرة والحكمة وافتتاحها بذكر القرآن الكريم وختمها به لأن القرآن هو المصدر الأصيل لتلقي هذه البراهين ووصف القرآن بالمجيد دون غيرها من الأوصاف لأن المجيد يعني السعة في الكرم والجلال لكثرة ما يتضمن من المكارم الدنيوية والأخروية.
● عرضت السورة براهين البعث لحثّ المنكرين على التأمل والتفكر والتعقّل وجاءت البراهين في عدة أمور:
☆أولها من خلال الإنسان نفسه وعظيم خلقه وعلم الله سبحانه وتعالى بسرّه وجهره وإحصاؤه لعمله دقّه وجلّه.
☆ثم تأتي البراهين في المرحلة الثانية وهي المرحلة الانتقالية بين الحياة والآخرة (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ) وهي مرحلةٌ مشاهدَة يراها الإنسان فيمن هم على فراش الموت ويرى من حالهم ما يجب أن يدفعه للإيمان بالله تعالى المحيي المميت دفعًا
☆ثم تأتي البراهين في الآخرة ويوم الحساب حيث ينقسم الناس إلى قسمين لا ثالث لهما: فريق في الجنة وفريق في السعير لا مفر ولا مهرب لأحد.
●وعلى الرغم من وضوح هذه البراهين التي سيقت لهم سيكون هناك من يجحد بها ولا يوقن بهذه البراهين إلا من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، هذا الذي ينتفع بتذكرة القرآن المجيد.