الوقفات التدبرية لسورة ق
🌱• (فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ﴿٣٦﴾) هؤلاء الجاحدون الكافرون عاشوا في الأرض ونقبوا فيها أي بالغوا في ابتغاء الأرزاق والمكاسب والتنقيب والتنقيب يعني التنقير عن الأمر والبحث والطلب بجهد ولم يستعمل القرآن كلمة أخرى مثل ساروا في البلاد أو ابتغوا الرزق أو سعوا أو غيرها وإنما جاء بالفعل (نقّبوا) المشدد للتأكيد ، لكن مع هذا الكدّ وهذا التنقيب الدؤوب الحثيث هل نفعهم ذلك في أن يفروا من عذاب الله تعالى أو يمتنعوا عن الحشر يوم الحساب أو يهربوا منه؟!
🌱• (وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ﴿٣٨﴾) نفى الله تعالى هنا أقل المسّ وأضعف أحوال الإصابة ونفي القليل من التعب يؤكد نفي الكثير منه
🌱• (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴿١٦﴾ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾) في هذه الآيات براهين البعث كلها فالخلق يحتاج إلى علم لأن الذي يخلق لا بد أن يكون عالمًا بتفاصيله قبل صنعه وأن يكون عالمًا بكيفية صنعه وأن يكون قادرًا على الخلق وأن يكون حكيمًا يخلق الإنسان ويهيئ له ما يحتاج إليه ثم يعطيه منهجًا يسير عليه يكون فيه صلاح أمره كله ثم يسأله عن هذا المنهج فمن سار عليه فاز ومن خالفه هلك وهذا من حكمة الخالق سبحانه وتعالى فلا يترك خلقه هملًا.
🌱• مع سعة علم الله تعالى إلا أنه يقيم الحجة على الإنسان بأن يجعل له ملكين يكتبان كل عمله وأقواله صغيرها وكبيرها في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى وفي كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
🌱• جمع الله تعالى لأصحاب النار العذاب النفسي والعذاب البدني أما أهل الجنة فأكرمهم أيّما تكريم فالجنّة تقرّب إليهم ونعيم الرضى يتلقاهم مع الجنة وأكرمهم بوصفهم بصفات في غاية الروعة (لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢﴾ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴿٣٣﴾) تحيتهم سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.