12-26-2016, 05:57 PM
|
#3
|
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
فما زال هذا العابد يتردد وسبحان الله الفرق بين العابد الذي على جهل والعالِم، العلم نور وهذا عابد على عماه! فلما أقنعه الشيطان بأن يقتلها قتلها بعد أن قتل ابنها ودفنها. فجاء الإخوان الثلاثة وسألوا أين أختنا؟ قال ماتت رحمها الله واقتنعوا بهذا العذر لأنه رجل ثقة. فلما ذهب الإخوان الثلاثة وناموا جاء الشيطان لكل واحد منهم وقال لهم أنتم صدّقتم هذا العابد؟ هذا كاذب، هذا زنى بأختكم وجاءه منها ولد وقتلهما وقبرها ليس هو بالمكان الذي أراكم إياه وإنما القبر في المكان الفلاني احفروه إن كنتم لا تصدقوني. والثلاثة رأوا الرؤيا بشكل مستقل فقال بعضعم لبعض رأيت كذا كذا فقالوا ما الحل؟ قالوا هذه أحلام وهذا رجل ثقة. واحد منهم قال يجب أن نبحث فلما بحثوا وجدوا أن كلام الشيطان -وهم لا يعرفون أنه الشيطان ويظنون أنها رؤيا في المنام – فلما كشفوا القبر وجدوا الكلام صحيحاً ووجدوها في القبر ووجدوا معها طفل صغير مقتول معها. فذهبوا للعابد وأخبروه فانهار العابد واعترف بكل الذي وقع منه. وطالبوا بتنفيذ حق القتل فيه فلما جيء بالرجل ليُقتَل قِصاصاً قال الشيطان له: أنت الآن قتلت وزنيت وعملت وعملت لا أقدر أن اساعدك إلا بطريقة واحدة وهي أن تكفر بالله وتسجد لي سجدة واحدة وأنا أخلّصك من كل ما أنت فيه وآخذ على أبصارهم فلا يرونك! تدرّج به الشيطان خطوة خطوة فما زال به حتى سجد العابد للشيطان سجدة فلما كفر العابد وسجد للشيطان قال له: إني بريء منك! لماذا؟ قال: إني أخاف الله رب العالمين! هذا منطق إبليس. هذه القصة ليس سبباً لنزول الآية وإنما ذكرها وهب بن المنبه من الإسرائيليات للإشارة إلى صنيع الشيطان مع الإنسان في بني إسرائيل وفي أمة محمد وفي كل الأمم الشيطان يتدرج مع الإنسان يوقعه في المخدرات، يوقعه في الفواحش، يوقعه في الكفر بالله، يوقعه في الخيانة، خطوات ولذلك قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ (21) النور) خطوة خطوة هو لا يأتيك يقول لك اُكفر مباشرة، لا، إنما يتدرج تدرجاً. من فوائد هذه القصة خطورة أمر النساء النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما تركت فتنة أضر على الرجال من النساء. لا تقول أنا ثقة، أنا عابد، لا، هذه قصص وهذه الحياة والتاريخ وإذا لم يستفد الإنسان من التاريخ ومن العبر فإنه لا عقل له ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى (لقوم يعقلون) (أفلا تعقلون) (للعالِمين) للإشارة إلى أنه لا يتعظ بمثل هذه القصص والآيات إلا من وفّقه الله سبحانه وتعالى وأخذ هذه الفوائد. ومن فوائد هذه الآيات أن الشيطان قد يأتيك من باب النصيحة أحياناً ويأتيك أنه ناصح لك في الاستجابة لأمره فلما تستجيب له مثل آدم عليه الصلاة والسلام جاءه الشيطان على هيئة النصيحة أنه يأكل من الشجرة حتى يخلد فما استجاب وقع في الفخ. أسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم الثبات وأن يكفينا شرور أنفسنا وشر الشيطان ونفثه وشركه حتى نلقى الله سبحانه وتعالى ونحن على التوحيد وعلى الإيمان غير مبدّلين وغير مغيّرين.
|
من مواضيعي في الملتقى
|
|
|