01-26-2017, 07:23 PM
|
#3
|
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
الصحابة رضي الله عنهم لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم حملوا هذا الدين وبلغوا به ما بلغوا وجاء من بعدهم فأوصل الرسالة. ولا أنسى يوماً كنت في مدينة اسمها سكوبيا تقع في دولة مقدونيا محاذية لكوسوفا ومناطق شرق أوروبا منطقة وعرة ما وصلت إليها إلا بشق الأنفس فلما وصلت كانت عندي سيارة فلما وصلت إلى رأس جبل هناك وقفت بالسيارة فإذا بي اسمع في منطقة نائية جداً أسمع أذان العصر وإذا به يقول: أشهد أن محمداً رسول الله فوالله ما تمالكت دمعي أن بكيت وقلت في نفسي: اين محمد صلى الله عليه وسلم؟ أين قبره وأين وصلت دعوته في هذه المناطق الوعرة الصعبة واحد ينادي ويقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وغيري رأى في أدغال افريقيا وفي أقصى الهند وأقصى السند وفي كل مكان بلغته هذه الدعوة. ولا يمكن أن يتحقق هذا أبداً إلا بفض الله سبحانه وتعالى بالتأكيد لكن لا بد أن يكون هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه قاموا ويقومون ولا زالوا يقومون بواجب الدعوة إلى الله ويبلغونها إلى هؤلاء وهذه أمانة ولذلك الله سبحانه وتعالى قال (فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ) منهم من قضى نحبه أي منهم من أدركه الموت مثل أنس بن النضر وعد الله سبحانه وتعالى قال لأرينّ الله ما أصنع في الدفاع عن النبي وعن الدين وفعلاً بذل كل ما عنده حتى قُتل ومثله حمزة ومثله سعد والصحاب رضي الله عنهم منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وعد الله سبحانه وتعالى ويسأل الله الثبات ونحن نقول نسأل الله أن يرزقنا الصدق فيما عاهدنا الله عليه ويجعل ما علّمنا حجة لنا حنى نبلّغ ولذلك الله سبحانه وتعالى عندما قال في سورة الزخرف (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)) هذه مسؤولية القرآن الكريم شرف للعرب وشرف للنبي صلى الله عليه وسلم وشرف لقريش أنه نزل بلغتنا وبلغة قريش، كيف نفعل؟ (وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) كيف نصنع بها؟ هذا تكليف، هذه أمانة عظيمة. ماذا صنعت بهذا الدين؟ ولذلك كثير من يسلم الآن بعضهم يسلم وعمره خمسيت وستين سنة وقد قرأت كثيراً من هذه القصص ورأيت بعضها في التلفزيون يسلم أحدهم وعمره سبعين فيقول أين كنتم عنا من سنوات؟! ماذا نفعل؟ أين أنتم؟ لماذا لم تذكروا هذه الدعوة؟ لماذا لم تذكروا هذه الحقائق؟ وإذا به هو يتحمس للدين أكثر من حماسنا نحن. نحن مقصرون في واجب الدعوة إلى الله وإبلاغها وهذه تحتاج إلى رجال. وأذكر أول ما بدأنا في حلقات هذا البرنامج تحدثنا عن قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2)) وقلنا أن الله سبحانه وتعالى قال للنبي صلى الله عليه وسلم قُم وفهم النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة وبقي قائماً بأعباء الرسالة حتى مات صلى الله عليه وسلم وينبغي على أتباعه ونسأل الله أن نكون منهم أن نقوم بأعباء هذه الدعوة وأن نصدق فيما عاهدنا الله عليه حتى نلقى الله سبحانه وتعالى ونحن على ذلك.
|
من مواضيعي في الملتقى
|
|
|