نقف عند مسالة العلم في الايات أن الله سبحانه وتعالى عندما ابتدأ الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآيات اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾) لاحظ كيف يكرر كلمة الرب، ثم يقول (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) فيها إشارة إلى أن العلم ورحمة الله سبحانه وتعالى وفضله وكرم الله سبحانه وتعالى عندما قال (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) يعني أن العلم والقرآءة والإقبال وأولى ما يقرأ ويتدبر ويتعلم كتاب الله ولذلك نحن نطمح في كل حلقة من حلقات هذا البرنامج لو لم نخرج منها إلا بفائدتين أو ثلاث حول قصة الآية فإن الازدياد من علم القرآن الكريم بركة. ولذلك لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم جاء أبو بكر وعمر إلى إحدى الصحابيات كبيرة في السن كان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها فجاؤوا فسلموا عليها فإذا بها تبكي فخافوا وقالوا ما الذي يبكيك فوالله لما صار إليه النبي صلى الله عليه وسلم خير مما هو فقالت والله ما أبكي لأنني لا أعلم أن ما عند الله خير لرسوله ولكنني أبكي لانقطاع الوحي لأنهم كانوا يرون هذا الوحي بركة وحبل موصول بالسماء خبر السماء يومياً ولذلك الصحابة رضي الله عنهم كلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الفجر ينتظرون، ما الجديد؟ لكن لما مات النبي صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي ولذلك كما قال أنس رضي الله عنه قال” لما أقبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أضاء منها كل شيء ولما مات أظلم منها كل شيء. وكل هذا لبركة هذا الوحي وهذا القرآن. تخيل انك كنت تعيش في هذ المجتمع الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم تنتظر الوحي تنتظر خبر السماء تنتظر توجيهات جبريل جبريل عليه الصلاة والسلام كان يؤيد النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي ويوجهه ويصوبه ويدّله وهذا شيء افتقدناه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا لم يعد معنا إلا التأمل في هذه الآيات وفي هذه الفوائد.
أيضاً في هذه الآيات أن القرآءة والكتابة هي أدوات العلم وأنه ينبغي على كل مسلم أن يكون قارئاً وكاتباً ومتعلماً وأن بدء الوحي كله وبدء رسالة الإسلام كله فيه هذه الإشارة لذلك الأمية والجهل مرفوضة عندنا في الإسلام.
|