ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي لهوأشهد أن لا اله الله وأشهد ان محمدا عبده ورسوله أما بعد ....
فلا بد يااخي المسلم - وأقول المسلم لأن هناك مفاهيم تغيرت وثوابت تبدلت وسنن هجرت - فلا بد ان ننظر الى حالنا وأحوالنا ونقف ونفكر اين نحن الآن من هذا الدين ؟ وهل مازلنا على المحجة البيضاء التي تركنا عليها صلى الله عليه وسلم ليلها كنهارها ؟ ام ان القلوب زاغت فأهلكت وهلكت ؟ قال تعالى ( فَلَمَّا زَاغُواْ أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ) ....
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف ؛ حيثما قيد انقاد ] . ( صحيح )
وقال أيضا: ( من رغب عن سنتي فليس مني ) رواه مسلم
وأعلم رحمك الله أن الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر، وقد عرّف العلماء الكبيرة بأنها: "ما رُتِّبَ عليها حدٌّ في الدنيا، أو وعيدٌ في الآخرة، أو خُتم بغضب، أو لعنة، أو نار، أو تبرّأ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صاحبها، بأن قال: "ليس منا من فعل كذا" ، أو نفى عنه الإيمان كقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن" . هذه ضوابط الكبيرة.
فهناك أفعال وأعمال من عملها كان من المخالفين لشرائعنا فتأمل قوله صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من ... ) فمن العلماء من قال: معنى هذا أنه ليس مثلنا، وقال بعضهم: معناها أنه من فعل هذه الأفعال فليس من المطيعين لنا وليس من المقتدين بنا ولا من المحافظين على شرائعنا.
وقيل : تبقى هكذا لا تفسر حتى تكون أبلغ في زجر الناس وترهيبهم .
وقيل : ليس على هدانا الكامل .
وقيل : ليس على سنتنا ولا على هدينا وهذا الصحيح .
هذه النعوت وما أشبهها، إما أن يكون المراد بها التبرؤ ممن فعلها، وأما أن يتبرأ منه فيكون من غير أهل الملة .
ومن هذه الأحاديث الكثيرة ,, وقفت على بعض منها لعل الله ان ينفعني بها واياكم ....
يقول عليه الصلاة والسلام :
1- "ليس منا من تطير ولا من تطير له أو تكهن أو تكهن له أو تسحر أو تسحر له" ."صحيح" لان ذلك فعل الجاهلية وفيه الوعيد الشديد لمن انحرف عن شرع الله ولجأ إلى غير الله، ومن ذلك: من فعل الطيرة أو قبل قول المتطير له وتابعه. ومن فعل الكهانة أو أتى الكاهن وصدقه وتابعه، ومن فعل السحر أو عمل الساحر له السحر...
2- "ليس منا من حلف بالأمانة ومن خبب على امرئ زوجته أو مملوكه فليس منا" ."صحيح"فانه من ديدن أهل الكتاب ولعله كما قال البيضاوي أراد به الوعيد عليه فانه حلف بغير الله ( ومن خبب ) بمعجمة وموحدتين أي خادع وأفسد وهذا من أكبر الكبائر فانه إذا نهى الشارع أن يخطب على خطبة أخيه فكيف بمن يفسد امرأته أو أمته ...
3- "ليس منا من سلق ومن حلق ومن خرق". "صحيح"أي رفع صوته في المصيبة بالبكاء والنوح ( و ) لا ( من حلق ) أي شعره حقيقة أو قطعه ( و ) لا ( من خرق ) ثوبه جزعا على الميت كما كانت الجاهلية تفعله وذلك حرام" ...
4- ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية". "صحيح" جمع الخدود والجيوب وان لم يكن للانسان الا خدان وجيب واحد باعتبار ارادة الجمع للتغليظ والمراد بشقه اكمال فتحه وهو علامة التسخط ( ودعا بدعوى الجاهلية ) أي نادى بمثل ندائهم ...
5- "ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وتسليم النصارى الإشارة بالأكف". "حسن" فتح فضم جمع كف والمعنى لا تشبهوا بهم جميعا في جميع أفعالهم خصوصا في هاتين الخصلتين ولعلهم كانوا يكتفون في السلام أو رده أو فيهما بالإشارتين من غير نطق بلفظ السلام الذي هو سنة آدم وذريته من الأنبياء والأولياء ...
6- "ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال". "صحيح" في اللباس والزي والكلام ونحوها فتشبه أحد النوعين بالآخر فيما ذكر حرام ...
7- "ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا! ويعرف لعالمنا حقه". "حسن" يعني الصغير من المسلمين بالشفقة عليه والاحسان اليه والكبير بما يستحقه من التعظيم والتبجيل واحترام العلماء ورعاية حقوقهم توفيق وهداية واهمال ذلك خذلان وعقوق وخسران ...
8- "ليس منا من عمل بسنة غيرنا". "حسن"كمن عدل عن السنة المحمدية الى ترهب أهل الديور والصوامع ومن اقتفى أثرهم ...
9- "ليس منا من غش". "صحيح" أي لم ينصح من استنصحه وزين له غير المصلحة فمن ترك النصح للامة فكأنه ليس منهم ...
10- "ليس منا من لم يتغن بالقرآن". "صحيح" أي لم يحسن صوته به لان التطريب به ادعى لقبوله ووقعه في القلوب لكن شرطه أن لا يزيد ولا ينقص حرفا...
11- "ليس منا من حمل السلاحَ علينا"صحيح أي : من حمل علينا بالسلاح مقاتلا ...
وأخيرا اقول كان السلف يجتهدون في أعمال الخير ويعدون أنفسهم من المقصرين المذنبين ، ونحن مع إساءتنا نعد أنفسنا من المحسنين ...
كان مالك بن دينار يقول : إذا ذكر الصالحون " أف ، أف لي ، وتوقف " . وقال أيوب : " إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل " .
وقال يونس بن عبيد : " أعد مائة خصلة من خصال الخير ليس منها فيَّ واحدة " .
وقال محمد بن واسع : " لو ان للذنوب رائحة لم يستطع أحد أن يجلس معي " .
يا من إذا تشبه بالصالحين فهو عنهم متباعد ،
وإذا تشبه بالمذنبين فحاله وحالهم واحد ،
يا من يسمع ما يلين الجوامد وطرفه جامد ،
وقلبه أقسى من الجلامد ،
يا من يرد قلبه عن التقوى ،
كيف ينفع الضرب البارد في حديد بارد ؟
يا نفس أنى تؤفكينَ ؟ * حتى متى لا ترعوينَ ؟
حتى متى ، لا تعقلينا * وتسمعينا وتبصرينا ؟
يا نفس إن لم تصلحي * فتشبهي بالصالحينا