عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2011, 02:50 AM   #3

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 52

حارس السنة will become famous soon enough

افتراضي

      

*******************************************


موقف الشيخ عبد المحسن العباد -حفظه الله-


1- قال الشيخ في شرحه على سنن أبي داود (ش\585) جوابا على السؤال التالي :
"السؤال: حديث أبي هريرة في الرجل الذي جاء يشكو جاره، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (اطرح متاعك في الطريق) استدل به بعض الناس على جواز المظاهرات، فهل هذا صحيح؟
الجواب: هؤلاء يتشبثون بخيوط العنكبوت كما يقال، ويبحثون عن شيء يبنون عليه باطلهم.
المظاهرات من قبيل الفوضى، وهذا الرجل أمره الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يفعل ذلك حتى إن جاره يتأثر بسبب ذلك. ثم أيضاً في هذا الزمان لا يقال: إن كل من يشتكي جاره يكون مصيباً، قد يكون هذا الذي يشتكي جاره هو الأظلم، بخلاف هذا الذي أرشده الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه مظلوم. في هذا الزمان بعض الجيران يحصل بينه وبين جاره شيء، وكل واحد يقول إنه يؤذيني، وقد يكون هذا الذي خرج وأظهر متاعه أسوأ من ذلك الذي لم يخرج متاعه، فلا يقال إن الحديث على إطلاقه في كل جار؛ لأن أحوال الناس تتفاوت وتتغير، مثل ما مر بنا في حديث ابن عمر في البر من كون أبيه عمر رضي الله عنه قال له: طلق امرأتك! فالناس يتفاوتون، فبعض الآباء قد يكون هو نفسه السيئ، وقد يكون نفسه هو الذي عنده انحراف وعنده فسق، والزوجة تكون صالحة، فلا يقال: إن كل أب يكون مثل عمر ، ولا يقال أيضاً: كل جار يكون مثل هذا الذي أرشده الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن يخرج متاعه إلى الطريق".

2- قال الشيخ في شرحه على سنن أبي داود (ش\280) جوابا على السؤال التالي :
"السؤال: نادى بعض الناس بإجراء مظاهرات لتأييد الإخوة في فلسطين، وأن هذه المظاهرات لا يوجد ما يمنع منها إذا كانت سلمية، فما قولكم حفظكم الله؟
الجواب: أقول: المظاهرات من السفه".

3- قال الشيخ في شرحه على سنن أبي داود (ش\543) جوابا على السؤال التالي :
السؤال: ما حكم المظاهرات التي هي من أجل تحقيق مصالح الأمة؟ وهل هي نوع من الخروج؟
الجواب: هي نوع من السفه والفوضى".

4- وقال -حفظه الله- فيما أشيع عنه بخصوص أحداث ليبيا : "تعقيباً على ما بثته بعض القنوات عني حول القذافي وأحداث ليبيا أقول:
لا أعلم في الشرع ما يدل على جواز المظاهرات التي استوردها كثير من المسلمين من بلاد الغرب وقلدوهم فيها.
وأما القذافي المتسلط في ليبيا فأقول: ربي بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين، وإن الفرح برحيله عن ولاية ليبيا شديد، وذلك لما ابتلي به من استكبار وإيذاء للشعب الليبي، ولا أدل على ذلك وعلى سفاهته وغطرسته من خطابه الذي ألقاه قريباً بمناسبة هذه الأحداث، وأسأل الله عز وجل أن يعجل بخلاص الليبيين من ولايته وأن يهيئ لهم بعده من يحكمهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يوفقهم للاعتصام بحبل الله والاستقامة على أمره والتعاون على البر والتقوى، إنه سبحانه وتعالى سميع مجيب".



5- وقال -حفظه الله- في شرحه على سنن ابن ماجة (ش\207) جوابا على السؤال التالي :
"السؤال:هل يدخل في هذا الحديث من يقوم بالمظاهرات لارتفاع الأسعار ونحو ذلك من أمور الدنيا، إذا وقع فيها ظلم؟
الجواب: مثل هذه الأعمال هي من السَّفه! وهذه أشياء غير معروفة؛ وإنما هي من الأمور التي استجدَّتْ، وتلقَّاها المسلمون من الكفَّارِ".



*******************************************



موقف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ -مفتي عام المملكة-


قال سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتى العام للمملكة والرئيس العام لهيئة كبار العلماء عن المظاهرات التي جرت في الرياض كما في مجلة الدعوة العدد(1916) (ص\16) : (ماهي إلا فوضوية ومن أناس لديهم فساد تصور وقلة إدراك للمصالح من المفاسد ) .
وقال : (إن المطالبة بالأشياء تأتي بالطرق المناسبة أما الفوضويات وهذه المظاهرات فهي من أخلاق غير المسلمين،المسلم ليس فوضويا ،المسلمون ليسوا فوضويين ،المسلمون أهل أدب واحترام وسمع وطاعة لولاة الأمر.........
إذا كان لأحدهم طلب شيء يرى أن فيه مصلحته فالحمد لله أن المسؤلين أماكنهم ومكاتبهم مفتوحة لايستنكرون على أن يستقبلوا أي أحد ،أما الفوضويات فهي غريبة عن مجتمعنا الصالح ولله الحمد ،ومجتمعنا لايعرف هذه الأشياء إنما هذه من فئة لااعتبار لها ،إن مفهوم الإصلاح الدعوة وحث الأمة على الخير والاستقامة على الخير والسعي في مصالحها وفي إصلاحها بالسبل والطرق الشرعية .
أما الاصلاح الذي يرجوا أولئك من خلال الفوضى والغوغاء الغريبة على واقع مجتمعنا والغريبة على بلدنا فهي أشياء نستنكرها ونشجبها وننصح إخواننا المسلمين أن يتفهموا أن هذه القضايا لاتحقق هدفا وإنما تنشر الفوضى).
وقال :(فإن ما سمعنا عنه من اعتزام البعض تنظيم مظاهرات واحتجاجات على ولاة الأمر في هذه البلاد حرسها الله أمر محرم والمشاركة فيه محرمة وكذا الترويج له،لأن هذا من شق عصا الطاعة وفيه تفريق لجماعة المسلمين وافتيات على إمامهم)أهـ،.



*******************************************



موقف الشيخ صالح بن غصون -رحمه الله-


نشرت مجلة سفينة النجاة في عددها الثاني الصادر في يناير 1997 فتوى الشيخ صالح -رحمه الله- جوابا على السؤال التالي :
السؤال : في السنتين الماضيتين نسمع بعض الدعاة يدندن حول مسألة وسائل الدعوة وإنكار المنكر ويدخلون فيها المظاهرات والأغتيالات ، والمسيرات وربما أدخلها بعضهم في باب الجهاد الإسلامي.
أ-نرجو بيان ما إذا كانت هذه الأمور من الوسائل الشرعية أم تدخل في نطاق البدع المذمومة والوسائل الممنوعة؟
ب_ نرجو توضيح المعاملة الشرعية لمن يدعو إلى هذه الأعمال، ومن يقول بها ويدعو إليها؟
الجواب: الحمد الله: معروف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والإرشاد من أصل دين الله عزجل ، ولكن الله جلا وعلا قال في محكم كتابه العزيز] أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة وجادلهم بالتي هي أحسن[ ولما أرسل عزوجل موسى وهارون إلى فرعون قال:] فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى[ والنبي صلى الله عليه وسلم جاء بالحكمة وأمر بأن يسلك الداعية الحكمة وأن يتحلى بالصبر ، هذا في القرآن العزيز في سورة العصر بسم الله الرحمن الرحيم] والعصر إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات* وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر[ فالداعي إلى الله عزوجل والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عليه أن يتحلى بالصبر وعليه أن يحتسب الأجر والثواب وعليه أيضاً أن يتحمل ماقد يسمع أو ماقد يناله في سبيل دعوته، وأما أن الإنسان يسلك مسلك العنف أو أن يسلك مسلك والعياذ بالله أذى الناس أو مسلك التشويش أو مسلك الخلافات والنزاعات وتفريق الكلمة، فهذه أمور شيطانية وهي أصل دعوة الخوارج _ هذه أصل دعوة الخوارج، هم الذين ينكرون المنكر بالسلاح وينكرون الأمور التي لايرونها وتخالف معتقداتهم بالقتال وبسفك الدماء وبتكفير الناس وما إلى ذلك من أمور ففرق بين دعوة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح وبين دعوة الخوارج ومن نهج منهجهم وجرى مجراهم، دعوة الصحابة بالحكمة وبالموعظة وببيان الحق وبالصبر وبالتحلي واحتساب الأجر والثواب، ودعوة الخوارج بقتال الناس وسفك دمائهم وتكفيرهم وتفريق الكلمة وتمزيق صفوف المسلمين، هذا أعمال خبيثة، وأعمال محدثة.
والأولى الذين يدعون إلى هذه الأمور يُجانبونَ ويُبعد عنهم ويساء بهم الظن، هؤلاء فرقوا كلمة المسلمين، الجماعة رحمة والفرقة نقمة وعذاب والعياذ بالله ، ولواجتمع أهل بلد واحد على الخير واجتمعوا على كلمة واحدة لكان لهم مكانة وكانت لهم هيبة.
لكن أهل البلد الآن أحزاب وتشيع، تمزقوا واختلفوا ودخل عليهم الأعداء من أنفسهم ومن بعضهم على بعض، هذا مسلكٌ بدعي ومسلك خبيث ومسلك مثلما تقدم أن جاء عن طريق الذين شقوا العصا والذين قاتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه من الصحابة وأهل بيعة الرضوان، قاتلوه يريدون الإصلاح وهم رأس الفساد ورأس البدعة ورأس الشقاق فهم الذين فرقوا كلمة المسلمين وأضعفوا جانب المسلمين، وهكذا أيضاً حتى الذين يقول بها ويتبناها ويحسنها فهذا سيئ المعتقد ويجب أن يبتعد عنه.
وأعلم والعياذ بالله أن شخصٌ ضارٌ لأمته ولجلسائه ولمن هو من بينهم والكلمة الحق أ، يكون المسلم عامل بناء وداعي للخير وملتمس للخير تماماً ويقول الحق ويدعو بالتي هي أحسن وباليين ويحسن الظن بإخوانه ويعلم أن الكمال منالٌ صعب وأن المعصوم هو النبي صلى الله عليه وسلم وأن لو ذهب هؤلاء لم يأتي أحسن منهم، فلو ذهب هؤلاء الناس الموجودين سواء منهم الحكام أو المسؤلين أو طلبة العلم أو الشعب، لو ذهب هذا كله، شعب أي بلد. لجاء أسوء منه فإنه لايأتي عامٌ إلا والذي بعده شرٌ منه فالذي يريد من الناس أن يصلوا إلى درجة الكمال أو أن يكونوا معصومين من الأخطاء والسيئات ، هذا إنسان ضال، هؤلاء هم الخوارج هؤلاء هم الذين فرقوا كلمة الناس وآذوهم هذه مقاصد المناوئين لأهل السنة والجماعة بالبدع من الرافضة والخوارج والمعتزلة وسائر ألوان أهل الشر والبدع".





*******************************************



فتاوى الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله-



1- قال الشيخ –حفظه الله- في كتابه الأجوبة المفيدة (ص\232-233) جوابا على السؤال التالي :
"السؤال : هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل ومآسي الأمة الإسلامية ؟ .
الجواب : ديننا ليس دين فوضى، ديننا دين انضباط، دين نظام، ودين سكينة . والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين وما كان المسلمون يعرفونها ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة لا فوضى فيه ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام .
والحقوق يتوصل إليها دون هذه الطريقة. بالمطالبة الشرعية، والطرق الشرعية .
هذه المظاهرات تحدث فتناً كثيرة، تحدث سفك دماء، وتحدث تخريب أموال، فلا تجوز هذه الأمور ".

2- وقال –أيضا- في نفس المصدر (ص\235) جوابا عن السؤال التالي :
"السؤال : هناك من يرى إذا نزلت نازلة أو مصيبة وقعت في الأمة يبدأ يدعو إلى الإعتصامات والمظاهرات ضد الحكام والعلماء لكي يستجيبوا تحت هذا الضغط، فما رأيكم في هذه الوسيلة؟.
الجواب : الضرر لا يُزال بالضرر، فإذا حدث حادثة فيها ضرر أو منكر فليس الحل أن تكون مظاهرات أو اعتصامات أو تخريب، هذا ليس حلاً، هذا زيادة شر، لكن الحل مراجعة المسئولين ومناصحتهم وبيان الواجب عليهم لعلهم يزيلوا هذا الضرر، فإن أزالوه وإلا وجب الصبر عليه تفادياً لضرر أعظم منه" .

3- وقال –حفظه الله- في شريط الإجابات العلمية والتوجيهات المنهجية جوابا على السؤال التالي :
"السؤال : ما حكم المظاهرات ؟
الجواب: المظاهرات فوضى ، والإسلام ينهى عن الفوضى ، والمظاهرات فوضى والعياذ بالله" .

4- وقال –حفظه الله- في جريدة الجزيرة العدد (11358) الصادر في يوم الاثنين 8 رمضان 1424 الموافق 3 نوفمبر 2003 :
"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين وبعد:
فقد كثر السؤال عن حكم الانتخابات والمظاهرات بحكم أنهما أمر مستجد ومستجلب من غير المسلمين، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
1- أما الانتخابات ففيها تفصيل على النحو التالي:
أولاً: إذا احتاج المسلمون إلى انتخاب الإمام الأعظم، فإن ذلك مشروع بشرط أن يقوم بذلك أهل الحل والعقد في الأمة والبقية يكونون تبعا لهم، كما حصل من الصحابة رضي الله عنهم حينما انتخب أهل الحل والعقد منهم أبا بكر الصديق رضي الله عنه وبايعوه، فلزمت بيعته جميع الأمة، وكما وكَّل عمر بن الخطاب رضي الله عنه اختيار الإمام من بعده إلى الستة الباقين من العشرة المبشرين بالجنة فاختاروا عثمان بن عفان رضي الله عنه وبايعوه فلزمت بيعته جميع الأمة.
ثانياً: الولايات التي هي دون الولاية العامة فإن التعيين فيها من صلاحيات ولي الأمر بأن يختار لها الأكفياء الأمناء ويعينهم فيها، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}، وهذا خطاب لولاة الأمور، والأمانات هي الولايات والمناصب في الدولة جعلها الله أمانة في حق ولي الأمر وأداؤها اختيار الكفء الأمين لها، وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه وولاة أمور المسلمين من بعدهم يختارون للمناصب من يصلح لها ويقوم بها على الوجه المشروع.
وأما الانتخابات المعروفة اليوم عند الدول فليست من نظام الإسلام وتدخلها الفوضى والرغبات الشخصية وتدخلها المحاباة والأطماع ويحصل فيها فتن وسفك دماء ولا يتم بها المقصود، بل تصبح مجالا للمزايدات والبيع والشراء والدعايات الكاذبة.
2- وأما المظاهرات فإن الإسلام لا يقرها لما فيها من الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية، وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد .
وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد وإسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها، فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة والطمأنينة.
فالواجب على المسلمين أن يعرفوا هذه الأمور ولا ينحرفوا مع العوائد الوافدة والدعايات المضللة والتقليد للكفار والفوضويين. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه".





*******************************************



موقف الشيخ صالح اللحيدان -حفظه الله-


1- وُجّهَ لفضيلة الشيخ صالح اللحيدان - حفظه الله تعالى - هذا السؤال : -
السؤال : هل من الوسائل المشروعه إقامة الإعتصامات والمظاهرات بحجة أنها مظاهرات سِلمِيّــة لا يوجد فيها عنف ولا تخريب؟؟.
الجواب :- هذه من البدع، لو كان ذلك خيراً لسبقنا إليه الصّحابة - رضي الله عنهم -، بل هذه المظاهرات إنما هي أعمالُ جاهليةٍ ما أنزل الله بها من سلطان.
بل نصرةُ الحقّ بالدّعْوَةِ إليه، وَتَأييدِ مَنْ قامَ بما لا يَتَرَتّبُ عليهِ مُنكَرٌ أكبر، وبيان أنّ أجلّ الأمور وأعلاها قدراً : الاكتفاءُ بسنةِ المختار - صلى الله عليه وسلم - بكل أمر.
ثم إن المظاهرات لا عَقلَ لها، يَحصُلُ بها تدميرٌ وإفساد، رُبما جَرّت إلى القمعَ مِن الجهاتِ الأخرى وإذلال ، وَرُبّما إلى سفكِ دماءٍ وإنتهاكِ حُرُمات.
وهكذا كل طريقةٍ تُسلك لم تكن مِمّا سَنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاءُ الراشدون، وخير الهدي ما سرت عليه الامة، ولن يصلح آخر الأمة إلى ما أصلح أولها".
المصدر :- شريط (( هذه سبيلي )) في الملتقى المؤمل في اتباع الصدر الاول....




2- وقال -حفظه الله- جوابا على سؤال وجه إليه في شرحه على كتاب عمدة الأحكام-كتاب النكاح- تاريخ :18-3-1432 :
السؤال : أحسن الله إليكم، هذه الأسئلة كثيرة وأعد الإخوة إن شاء الله أن نعرض بقية الأسئلة على الشيخ إن شاء الله الدرس القادم، لكن هذه الأسئلة الكثيرة كلها تسأل عن حال إخواننا في ليبيا، ويريدون منك توجيه كلمة لهم، وخاصة وهم يمرون في كرب عظيم لا يعلمه إلا الله-جل وعلا-؟.
الجواب : لا شك أن هذه الحوادث فتن خطيرة، وأنا تكلمت في قناة المجد ونقل عني شخص اسمه أظنه(موسى الحربي)من ما يسمى بصحيفة (سبق)، نقل نقلًا لا صحة له، أنا قدمت في (....)لقائي بعد صلاة الجمعة أو جمعة في شهرنا هذا وتكلمت قبل مثل ما عادتي أني قبل عرض الأسئلة علي أن أقدم نصيحة ووصية للمشاهدين والمستمعين، فكانت كلمتي عن هذه المظاهرات وأنها من الفتن، وأنها غير محمودة شرعًا، وأن أول مظاهرة في الإسلام قتل فيها عثمان بن عفان-رضي الله عنه-الخليفة الراشد، عندما حاصره المحاصرون.
ولم يعرف عن أحد من أئمة الإسلام-من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة-أن أحدًا منهم يحث الناس عند الاستنكار أن يقوموا بمظاهرة ومغالبة.
وذكرت شيء مما يتعلق بالسمع والطاعة حتى إذا كان الوالي غير مرضي عنه من الناس ما دام لم يكفر.
وذكرت أن السائل الذي يوجه الأسئلة قلَّب الأسئلة في، يعني: ما هو قلبها أخطأ يعني، يأتي بوجه بكذا وكذا حتى يتبين لي وللمستمعين وجوه تلك الأسئلة.
وقال: إنهم يقولون العلماء لا يبينون بس يقولون للناس اصبروا.
قلت: لا العلماء يقولون ويعملون، والشريعة بينت النبي قال عمن يتولون على الناس يطلبون الحق الذي لهم ولا يعطونكم الذي لكم، وقال: سوف يأتون من يؤخرون الصلاة عن أوقاتها إلى غير ذلك، فقالوا: أفلا ننابذهم؟، قال: لا ما صلوا، لا حتى تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان.
وكررت التأكيد إن هذه المظاهرات غير شرعية لما يترتب، فإذا لم يترتب عليها شيء أبدًا من المفاسد من إتلاف الأموال، أو سفك دماء، أو ترويع إلى غيره، إذا لم يحصل من هذا شيء أبدًا، فإنه يحصل فيها تعطيل الناس عن القيام بأعمالهم، وفتح متاجرهم والقيام بأعمالهم وكل ذلك لا يجوز.
فإذا صار فيها سفك دماء إلى آخره .
فحدث السائل أني أقول شيء عن حسني مبارك، وما تقويله.
قلت: إذا رأى حسني مبارك أن يتخلى عن الحكم دفعًا لما يخشى من فتنة وما قد يحدث من سفك دماء وإتلاف أموال ونهب وغير ذلك، إذا رأى ذلك أرجوا أن يكون في ذلك الخير.
هذا الشخص الذي اسمه(موسى الحربي)أظنه موسى، كتب في سبق أن الشيخ اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقًا وعضو هيئة كبار العلماء طالب حسني مبارك بالتخلي عن الحكم.
مع الأسف أنا عرفت أن القناة إنها(...)علمت أن ترد تقول: هذا لم يقال عندنا، لكن هذا الشباب اللي يتعاطون بشبكة المعلومات سفهوا رأي هذا وقالوا: إنك كذبت كذبة هذه التي نقلها عنك الألوف وكذا وكذا وإن فلان ما قال هذا الذي تقول، وإن فلان إلى آخر ما-جزاهم الله خير-في هذا الشيء.
هذه الحوادث التي الآن نرى وما سمعناه عن ليبيا فهو سيء جدًا، والليبيين يتصل بعدد كبير منهم باستمرار في الرياض في الهاتف، كثير منهم يكونوا يحضرون عندي في دروس الحرم ويتناقلون رقم الهاتف، بل أوقات يكونون هم يضايقونني فيها إلى الساعة الثانية عشر ليلًا ومن الساعة السابعة وهم يبدؤون بالاتصال.
لكن هذا الذي ذكروا فجائع وفظائع، وأن القذافي حسب ما يقولون هم بألسنتهم: إنه جاء بمرتزقة وسلطهم على الناس، وصار في سفك دماء، وأنهم ليسوا من ليبيا، وأن الجيش لم يتعاون معه لضرب الناس، وإنما جاء بأناس بإغرائهم بأموال وصار في قتل وإلى آخره وكيف نفعل إلى آخره. وفي البحرين شيء من ذلك وإن كان لا يقارن بما حصل في ليبيا، وسمعت أنا كلام شخص يزعمون أنه يسمى(سيف الإسلام)سمعت كلام وأنهم سوف إلى آخر شيء يقاتلون الناس إذا أرادوا يغيرون الحكم إلى آخره.
فنسأل الله-جل وعلا-أن يفرج كربتهم، ويكشف عنهم كل غم وهم، ويهدينا وإياهم سواء السبيل، ويحفظ عرض بلادنا ويصونها من هذه الشرور والآثام، وأن يصون بلاد المسلمين في كل مكان من كل شر وفتنة إنه مجيب الدعاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".




3- وقال الشيخ -حفظه الله- في برنامج (الجواب الكافي) الذي بثته قناة المجد في يوم الجمعة غرة ربيع أول لعام 1432 هـ :
((قال الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , ونستجير به من الفتن ما ظهر منها وما بطن , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , وأشهد أن محمدا عبد الله وخليله ورسوله , بعثه رحمة للعالمين , فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده , وتركنا على محجة بيضاء , من تمسك بها وأحسن السير على منهاجها , أمن من الفتن , ووقاه الله – جل وعلا – من الشرور والمحن , ومن خلّط وتجاوز , وأعرض عن سنة المصطفى – صلى الله عليه وسلم - فلا يلومن إلا نفسه .
نصيحتي لكل مشاهد ومستمع : أن يتقي الله ونتقي الله جميعا فيما بيننا وبين ربنا – جل وعلا – وفيما بيننا وبين أنفسنا وإخواننا , وفيما بيننا وبين ذرياتنا وبيوتنا , نراقب الله ونعلم أن ما آتاه الله للعبد هي نعمة ينبغي أن يشكر الله عليها , إن أتاه ذرية يرعاهم ويحسن تربيتهم وأن يتفقد أمورهم وأن يتفقد البيت ويحرص على أن يكون البيت بيت تقى وطاعة لله – جل وعلا – فحتى تسري العدوى للبيوت وحتى تستقيم الأمور , وقد قال الله – جل وعلا - : ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) فالفتن إذا عصفت رياحها واستشرت نارها ؛ فإنها لا تفرّق , تأكل الأخضر واليابس , ولذلك ينبغي للإنسان أن يكثر من الاستعاذة بالله – جل وعلا - من الفتن , ثم عليه أن يتفقد نفسه وينظر في هواها , يعرض الأمور على ميزان الشرع , فما كان ميزان الشرع يرتضيه , وكما يتوقع على الثواب على القيام به و كان يحسن القيام به , فليتق الله , وما كان ميزان الشرع يأباه فليتق الله - جل وعلا - إن من أهم ما ينبغي للمسلم أن يكون عليه أن يحفظ بيته قبل كل شيء بالصيانة , ويصون أهله من امرأة وبنات عن الاختلاط بالرجال الأجانب , أن يحملهم على الحجاب الشرعي الذي يكون بسببه أُغلق باب الفتن فيما يتعلق بفتن النساء وقد قال سيد البشر : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " وأخبر – صلى الله عليه وسلم - أن أول فتنة وقعت في بني إسرائيل بسبب النساء , فليتق الله المسلم , ونصيحتي لكل رجل وامرأة أن يتعاونا جميعا على إصلاح البيوت واستقامة أمورها , وأنصح المرأة التي هي ربة المنزل التي ينبغي أن تكون حائطا للمنزل , متفقدة أحوال من فيه أن تحسن الرعاية وأن تكون صالحة حتى تكون من الكنوز النادرة , فإن المؤمن ما كنز كنزا أعظم من المرأة الصالحة التي إن أمرها أطاعته , وإن نظر إليها سرته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله , فليتق الله الجميع , ثم إني أنصح الجميع أن يتجنبوا الفتن , نحن في هذه الأيام نعيش فتنة شعوى وبلية داهية دهيا , ينبغي أن نحرص تمام الحرص على سؤال الله – جل وعلا - أن يسكن الريح ويصد عن المسلمين الفتن وأن يصلح حالهم , لا مانع أن أذكر شيئا بسيطا مما يتعلق بما يدور هنا وهناك :
أولا : من ظهر الدين الإسلامي وانتهت الخلافة الراشدة بعد وفاة الخليفتين , وفي عهد الخليفة الثالث قامت فتن يمكن أن نسميها مظاهرة وكانت مصدر بلاء وشر , كان ضحيتها الخليفة الراشد : عثمان بن عفان – رضي الله عنه - وهو أحد الخلفاء الذين قال المصطفى في حقهم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي , عضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور ) إذن هذه المظاهرات السيئة والغوغائية الطائشة وما يقابلها وما يدخل معها من البلاء والشر المستطير ينبغي للمسلم أن يكون حريصا على تجنبه النبي – صل الله عليه وسلم - بين ما على الحكام كما بين ما على المحكومين :
الحكام : بين – صل الله عليه وسلم - ما عليهم وأن على الحاكم أن يتقي الله ويعدل في رعيته ويحرص على التماس أحسن الأمور لهم ويتجنب الجور عليهم وأن يخاف الله سبحانه وتعالى , فإن النبي – صل الله عليه وسلم - أخبر أن ما من والي ولا خليفة إلا تخلو له بطانتان : بطانة خير تذكره بالخير وتحثه عليه وتعينه إذا ذكر , وبطانة شر تثبطه عن الخير وإذا نسي لا تذكره , فليحرص المسلم على أن يكون فيما بينه وبين الله عيبة نصح فيمن يتولى الأمر بالدعاء له بالتوفيق والسداد في الأمر والتمسك بسنة محمد – صلى الله عليه وسلم - , الذي ذكر أنه ما من والي يتولى أمر الأمة فيغش لها إلا لن يدخل معهم الجنة , الأمر خطير جدا خطير .
هذه البلية التي شاهدناها ولا يزال الناس يشاهدونها وتعصف عواصف مرة قد يكون راح ضحيتها دماء بغير حق وسلبت أموال بالباطل وأفسدت آمال بغير حق , كل ذلك فيه تعد على حدود الشرع , لا منا من يدخل بين صفوفها ليشيع الفتن , قد تكون لمّا لا تخريب فيها ولا سفك دماء ولا تعد على حرم وهو حرمات وأنفس وأموال قد تكون أخف ضررا وإن كانت مخالفة للمنهج الشرعي , لكنه إذا دخل بينها وبين صفوفها من يبيتون للناس شرا أو يريدون أن يشعلوا الفتنة أو أن يحملوا الحاضرين كما حصل في يوم الجمل وما دخل فيه صار من ضحيته من قتل من خيار الصحابة , إذن الفتن إذا عصفت شرها عظيم , يقول أحد الصحابة – رضي الله عنه - لما قامت الفتن وهو من كبار الصحابة : ( كنا نقرأ هذه الآية : " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " ما كنا نظن أنها فينا , وإذا هي فينا ) .
فليحرص المسلم لا أستمر وأطيل , لكني أسأل الله – جل وعلا - أن يسكن الفتنة وأن يحقق بعدها الخير لمصر ولغيرها من البلاد الإسلامية وأن يدفع كل فتنة وأن يقضي على بواعثها ويقضي على باعثيها , وأن يهدي كل من تولى أمرا من المسلمين أن يحكم فيهم شرع الله في أخلاقهم وعقيدتهم وأموالهم ودمائهم وأن يراقب الله في خلوته فإن الله - جل وعلا - لا تخفى عليه خافية , وقد يملي للظالم لكنه إذا أخذه أخذه لم يفلته كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " ثم تلا قول الله – جل وعلا - : " وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ " أسأل الله أن يلطف بنا ويلطف بإخواننا المسلمين في كل مكان ويغفر لأموات المسلمين ويوفق الجميع للرجوع إلى شرع الله - جل وعلا- فيما يقولون ويقضون , النبي – صلى الله عليه وسلم - لما ذكر له جور الولاة وعدوانهم وما يتعلق بعدم عدلهم قال بعض الصحابة : أفلا ننابذهم يا رسول الله ؟ قال : لا ما صلوا , لا , حتى تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان " والله المستعان وصلى الله على نبينا محمد و وأسال الله أن يوفقني والسامعين للسداد في كل أمر إنه سميع الدعاء .

المقدم : لا يمكن أن نتجاوز الموضوع الذي جرى في الدول العربية , ثانيا : أن الناس في العالم الإسلامي كله دائما موقف المملكة العربية السعودية من الأحداث , الموقف الشرعي , موقف العلماء , سماحة الشيخ صالح عضو هيئة كبار العلماء من الشخصيات العلمية المعروفة في العالم الإسلامي ولذا هذا الرأي سيصدر إلى الناس , و من حق الناس أن يطرح بعض المناقشات لوجود سماحة الشيخ الذي لا يأتي إلا حلقة في الشهر , وهذه فرصتنا الآن , فسماحة الشيخ صالح , إنا بأنقل لك كلام الناس إللي يقولونه يطرحونه في الصحافة وغيره .
شيخ صالح قد يقولون البعض : أنكم أنتم الآن تقولون مثلا : الذين في الجمل ( الزبير وطلحة ) البعض يقول : إن المقارنة هذه مقارنة جائرة يعني , عثمان – رضي الله عنه - دمه لا يقارن اليوم ولا الخروج عليه بالخروج على من كب الناس بالحديد وساموهم سوء العذاب, فيقولون هذه أصلا يعني مقارنة جائرة تماما أن يقارن حصار عثمان بحصار من منع الصلاة مثلا أو منع الناس أن يتنفسوا هواء إسلاميا , هذا طرح , الطرح الآخر يقولون : لماذا أنتم – العلماء الشرعيون – توجهون حديثكم إلى الشعوب أن تصمت أن تسكت ألا تتكلم , لماذا الموقف الشرعي لا يخاطب هؤلاء أن يتقوا الله في هؤلاء الشعوب , أن يؤدوا على الأقل دينهم , نحن لا نتكلم عن أموالهم , أموالهم سرقت , لكن على الأقل أن يؤدوا دينهم , صلاتهم , عبادتهم , كما جرى في احدى الدول , أنا أنقل لك كلام الناس , وفرصتي حقيقة اسمحي يا شيخ , فرصتي مثل غيري حتى أطرح هذه الكلام ويسمعه المشاهد؟.
ـ الشيخ : النبي – صلى الله عليه وسلم - ذكر له قال : على المسلم السمع والطاعة, وإن ضرب ظهره وأخذ ماله , قالوا : إذا تولى أناس يطلبون منا ولا يعطونا حقنا , قال : أدوا ما عليكم وسألوا الله الذي لكم , هل كان النبي – صلى الله عليه وسلم - لا يفكر في العواقب ؟ نتائج هذه الثورات – كما تسمى – أو المظاهرات , أليس يسفك فيها دماء ؟! أليس تخرب أموال ؟ أليست تشعل حرائق ؟ في كثير من الأماكن سواء كانت الحرائق فيها للأمة أو في أموال لسائر الناس , هذه التحركات ينتج عنها جور من الجانب الثاني من السلطة , ويكون الحامل لها على الجور خروج هؤلاء , ثم تسفك دماء وتصادر أموال وتنتهك أمور ما كان ينبغي أن تحصل , فالعلماء عندما يقولون إن هذه الخرجات لم يمنعوا الكلام , لكن الناس إن كانت لهم رغبات خاصة حملوا ما يصنعون على غير ما يحتمل , النبي – صلى الله عليه وسلم - ذكر أن أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر , الناس لا يمنعون أن يتكلموا أو ينصحوا , وإذا واجهوا أن يبينوا , لكن الإثارات واستجلاب الناس والتسبب في قطع الطرق وإرباك الناس عن أعمالهم الخاصة , هذا لم يخف عن الشارع وعن المبلغ عن الله رسالاته , ولذلك لم يمنع النصح , النبي– صلى الله عليه وسلم - ذكر عند مبايعته أن يسلم ما يشترط عليه السمع والطاعة والنصح لكل مسلم , العلماء لا يمنعون النصيحة , لكنهم يمنعون الشيء الذي منعه النبي – صلى الله عليه وسلم - , المنابذة المقصودة في الحديث إنما هي المصارعة , قال : " لا , حتى تروا كفرا براحا عندكم فيه من الله سلطان" , ليس سلطان يأخذه الإنسان من هواه , أو من اتفاق مجموعة من الناس أو من إثارة من لهم طمع فيما قد ينتج عن هذه المظاهرات , النصح لولي الأمر واجب , وولي الأمر عليه أن يقبل النصيحة , وعليه إذا وضح له الأمر الشرعي أن يرجع إليه , وإذا لم يرجع لا يقال : ثوروا عليه! وقاتلوه , فيدافع عنه من يتنعمون بصحبته , ثم يكون هناك دماء ودماء الناس كانوا فرحين بالقضاء على صدام حسين في العراق , والذي حل في العراق بعد إسقاط صدام حسين لا شك أن الذي نسمع ويبلغه كل مكان وسفكه للدماء وإنزال عذاب في أماكن كل هذه منكرات , لكن هل يقارن ما حصل في العراق من المنكرات بعد سقوط صدام حسين بما كان في حياته ؟ , وإن لم تكن هذه مظاهرات من أهل العراق وإنما أجلبت واستجلبت القوى التي تريد أمرا وأدركت بعضها أو كلها , ثم إن التعريض لأي بلد إسلامي لما قد يحصل في الدول المتربصة بأن تلتمس مما قد يحدث حجة لها حتى تقتحم وتقول إنها جاءت لتأصيل الديمقراطية وإشاعة العدل وقد جربنا وجرب الناس ما حصل من العدل !هل في أفغانستان لما قضي على طالبان ,, تحقق عدل وتنمية اقتصادية ونمو معيشي ؟!أو أن دماء سفكت وحريات أهدرت وفتن متنقلة وبلاء وشرا مستطيرا عاف في البلاد إلى غير ذلك لا شك أن الناس كانوا الدول الغربية تحثهم على القتال والجهاد أيام الاتحاد السوفيتي في أفغانستان , فلا ندري ما الذي جعل الأمر يتبدل , وصار من الجرائم ؟ ينبغي أن لا يُحمّل العلماء ما لم يقولوا وأن يصرف كلامهم إلى غير ما يريدون , العلماء لم يقولوا : لا ينصح أحدٌ أحدا , العلماء لا يقولوا لا ينصح أحد لولي الأمر , العلماء لا يقولون إذا أخطأ ولي الأمر لا يقال له فيما بينك وبينه ( أخطأت ) , لكن أن يشهر الأمر بأنه أخطأ ويشاع ذلك على مسامع الناس وصحافتهم وأنديتهم هل هذا يحقق مصلحة ؟ بالتجربة لا يتحقق المصلحة وإنما الوالي الجائر يستعد لصيانة نفسه واستجلاب من يضحون بمن يريد أن يضر بمصلحته من أجل حماية مصالحهم لا شك أن ما يقع الآن في مصر , واليوم يبدو أنه العاشر , ما الذي جرى فيه ؟ مصالح عطلت؟ وبنوك – حسب ما أسمع – كسدت أعمالها وإن كانت ربوية لكن الناس تعطلت لهم مصالح , المساجد قد تكون لم تعمر بالصلوات فرج عنها بالمسيرة أو ركبت حتى ينظر من يدخل فيها إلى غير ذلك من الشرور والآثام على المسلم أن يحرص بأن يدعو الله – جل وعلا – أن يكشف عن جميع البلاد الإسلامية كل منحة وبلية وأن يرزقها حسن التمسك , فالناس لما يكونون في رغد وأمن وأمان الله – جل وعلا – لا يسلب الناس هذه النعمة بدون سبب , ذلك أن الله لم يكن مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم , فلما تكون بلايا ومحن ورزايا فأسبابها أن الناس لم يتمسكوا بدين الله حقا , كما أن الله – جل وعلا – لا يغير المصائب والمحن إلا إذا غير الناس ما بأنفسهم , إذن ثارت عليهم المحن , وتراكمت البلايا وهبت أعاصير الفتن وصار الإنسان لا يعمل على نفسه ولا في بيته فهذه محنة عظيمة , لكنها إذا تغير الناس وتابوا إلى الله بصدق ونصروا أمره وعظموا دينه ورجعوا إليه بصدق نصرهم الله , فالله وعد أن ينصر من ينصره ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ما قال : ننصركم قبل أن تنصروا الله , لا , لا بد من نصر الله , كيف يكون نصر الله ؟ بإخلاص العبادة لوجهه – جل وعلا – الكف عن الظلم , ألم يقل النبي – صلى الله عليه وسلم - فيما يروي عن ربه – جل وعلا - : " إن الله قال : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا " , النبي – صلى الله عليه وسلم - لما سئل قال : " الظلم ظلمات يوم القيامة " من أظلم الظلم : الشرك الأكبر , دعاء غير الله , لا أحب أن أعرّض في مصر ولا في غيرها , لكن الشرك الأكبر الآن يشيع في أغلب البلاد الإسلامية , يُدعى غير الله ويسمع هذا الدعاء ولا تجد من يستنكر ذلك استنكارا فيه غيرة صادقة على دين الله , فنسأل الله – عز وجل – أن يلطف بنا ونشر في درس مضى أشرنا إلى حديث زينب مخرج في صحيح البخاري وغيره , النبي – صلى الله عليه وسلم - قام فزعا وقال : " ويل للعرب من شر قد اقترب , فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج كهذه" وحلق بين الإبهام والسبابة حلقة بسيطة بالسنتيمترات قطرها , قالت : أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم , إذا كثر الخبث " , يعني لا نغتر إذا كان هناك من يتمسكون بالعبادة ويصلون ولكن الشر هو المتلاطم والجور هو المعظم , والعدل مخفى , وتغير المعالم الشرعية يقام في ذلك ويحصر الناس عن إتيان المساجد في بعض الأوقات , ويحمل الناس على مخالفة السنة ويعاقب من يطبقها ... على سبيل المثال : إذا قصر أحد ثوبه ازديء وربما أهين وربما حقق معه , النبي – صلى الله عليه وسلم - قال : " وزرة المؤمن على أنصاف الساقين , وما أسفل الكعبين ففي النار " لم يجعل ما فوق الكعبين في النار وإنما ما أسفلها , إذا طبق الإنسان السنة والنبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " أعفوا اللحى " , إذا أعفى أحد لحيته في كثير من البلاد الإسلامية روقب ووضعت عليه علامات استفهام , البلاء مستشرٍ والبلاء عام وإن كان فيها – ولله الحمد – خير : صلوات تقام , وأصوات الأذان تجلل في المنارت وغير ذلك ولكن يخشى من الشر إذا كثرت أبوابه وعلاماته ورافعوا راياته , والله المستعان .

المقدم : ما زال لدي الكثير من التساؤلات : ما نطرحه هنا نعبر به عن حديث الناس وليس بالضرورة أن تتبناه قناة أو برنامج أو مقدم , لكن نطرحه ,, لدي مجموعة من الأسئلة ويا شيخ صالح صوتك مهم و- جزاك الله خيرا – يبقى تساؤلات أختم بها .. البعض يقول : إنه لا يمكن التغير لما جرى اليوم من أحداث إلا بدماء , المسلمون في تاريخهم كله ما انتصروا إلا بدماء أريقت , فلا يمكن أن نتصور أن الأمور تأتي بدون هذا الأمر , الأمر الثاني أنه يقال : إن العلماء – أحيانا – لا يستشعرون المعاناة ربما لأنهم في بلاد لم يتعرضوا لمثل هذا الأمر , يعني مثلا في بلاد المساجد لا تفتح إلا ببطاقة ممغنطة لا يصلى فيها ولا يسمع فيها الأذان يمنع الناس من التطبيق , الأمر الآخر يقول البعض إنه في مسيرة التاريخ الإسلامي كله حصلت حركة تناقل , الأمويين كانوا يطبقون شرع الله فأتى العباسيون فألغوا آخر خليفة ( مروان بن محمد ) فقتل , ثم أتى بعد العباسيين دول بل حتى قبل ذلك بعد عهد الخلفاء الراشدين بعد ( علي – رضي الله عنه - ) والخلاف الذي جرى .. ثم معاوية ثم عبد الملك بن مروان .. يعني الأمور هذه لا يمكن أن تأتي , ثم يقال أيضا أنا لا نقيس الوضع الشرعي في بلاد دون بلاد , بمعنى إنه والله في بعض البلاد يكون أحيانا تطبيق الشريعة الناس تأتي والأمورتتم ببيعة شرعية يقول : لم تأت ببيعة , هو حكم عسكري .. من السلطة وقادها بقوة وتولى وبالتالي فهم يقولون ليس هناك أصلا شيء شرعي حتى يقال لا تخرجوا عليهم .
أنا أطرح التساؤلات لوجود مثل الشيخ صالح معي ..
ـ الشيخ : هذه التساؤلات لا تبرر ولا تسوغ هذه المظاهرات التي ما تكون .. حتى مظاهرة الكورة يحصل فيها شر وبلاد وإفساد أموال وربما ختامها شر , ما أذن في الخروج الجماعي إلا في جهاد في سبيل الله لقتال مشروع بين مسلمين وكافرين , وأما فيما يتعلق في مثل هذه الأمور لا شك أن هذه الحكومة العسكرية هي في بدايتها ثورة , لكنها في بدايتها لم يُرَق فيها دماء , فإن الانقلاب على الملك فاروق في عام 1372 هـ لم يحصل فيه دماء وكان الناس مسالمين ومستسلمين , والجور الكثير وإنما جاء في تلك الحكومات التي تلت تلك الثورة , هذه إنما تعالج ممكن بلقاءات أو بظهور ودعاء أو غير ذلك , لكن الذي طرأ في اليومين الأخيرين فيما يسمى بالثورة في مصر , يبدو أنه أدخل فيه ما ليس فيه , ولا يعني هذا إذا لم يدخل فيه شيء أن هذا العمل عمل مشروع , الصحابة لما حصل ما حصل في عهد عثمان – رضي الله عنه – وقد رأى الصحابة هؤلاء المتجمعون الآتون رأوا عملهم منهم من هو من أبناء المهاجرين كمحمد بن أبي بكر الصديق – رضي الله عنهما – وغيره , ما حبذوا عملهم وما كانوا يتوقعون أن يحصل منه ما حصل , وأما ما بعد ذلك في يوم الجمل فكان قتال , كان الأول ليس فيه قتال , ثم تدخل الراغبون في اشتعال الفتنة فقتلوا فأصبح الناس مضطرين يقاتلوا , ثم ما حصل بين معاوية وعلي – رضي الله عنهما جميعا – فهؤلاء لا شك أنها واقعة فتنة , والنبي – صلى الله عليه وسلم - قال : تقتل عمارا الفئة الباغية , وقُتل من جيش الشام , وإن أرادوا أن يحوروا هذا قالوا الذي أخرجته , ومع هذا ما كان الناس ينظرون في الذي حصل , لكن لما تطور فيهم هذه المظاهرات صار يتحمل راياتها من ليس له قسط من الإسلام , هي لو لم يكن فيها إلا أهل العلم الشرعي لانتقدها العلماء وقالوا : إن النبي – صلى الله عليه وسلم - يقول السمع والطاعة هو المطلوب وما سواه يُطلب من الله – جل وعلا - , ونحن لو أخلصنا لله العبادة وصنا أنفسنا وتحقق فينا التقوى لاستجيب دعاءنا , الله يقول : " وقال ربكم ادعوني استجب لكم " وقال : " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان " فإذا رأينا أننا لا يستجاب دعاؤنا فلنبحث عن الصوارف الموجودة في حديث : " رب أشعث أغبر يطيل السفر يرفع يديه (يارب يارب) ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام " إذن هذا التحريض الكثير في الأمة الإسلامية في مشاربها ومطاعمها وأحوالها أحال في كثير من الأوقات دون استجابة الدعاء , ولولا نصح الله – جل وعلا – لحل بالناس أمور لا تطاق , والله يقول : لو يؤاخذنا بما نعمل ما ترك على وجه الأرض من دابة .. والله المستعان" .




*******************************************



موقف الشيخ عبد العزيز الراجحي -حفظه الله-


1- قال الشيخ -حفظه الله- في فتوى منشورة في شريط (من أقوال العلماء في المظاهرات) جوابا على السؤال التالي :
"السؤال: ما رأيكم فيمن يجوز المظاهرات للضغط على ولي الأمر حتى يستجيب له؟
الجواب: المظاهرات هذه ليست من أعمال المسلمين، هذه دخيلة، ماكانت معروفة إلا من الدول الغربية الكافرة".

2- وقال في بيان صدر عنه -مؤخرا- :


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
« بيانٌ في حُكم المُظاهرات »،
لصَاحِبِ الفَضِيْلةِ شيخنا العلَّامةِ عبدِ العزيز بنِ عبدِ اللَّـهِ الرَّاجِحيِّ
ـ سَلَّمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ
السّبت 30/3/1432


الحمدُ للَّـهِ وحدَهُ والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا مُحمَّد وعلى آله وصحبه والتَّابعين.
أما بعد: فقد ثبت في الحديث عن النبي أنه قال: « إنها ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من السّاعي »، وثبت في حديث آخر عن النبي أنه قال في الفتن المُلبسة التي لا يتبين فيها المُحق: « كن كخير ابني آدم » ، وثبت في حديث آخر عن النبي : أنه أمر بكسر جفون السيوف في الفتنة، وثبت في الحديث الصحيح عن النبي أنه قال: « إن السّعيد لمن جُنِّب الفتن، إن السّعيد لمن جُنِّب الفتن، إن السّعيد لمن جُنِّب الفتن » ثلاثاً.
وإذا وقعت الفتن التي لا يعلم المسلم وجه الحق فيها فالواجب على المسلم الأمور التالية:

1- الاعتصام بالكتاب والسنة، والرجوع إلى أهل العلم والبصيرة المعتبرين حتى يوضحوا له الأمر، ويُجلوا له الحقيقة لقول الله تعالى: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ[ سورة النّساء، الآية : 83 ].

2- أن يبتعد عن الفتنة وأن لا يُشارك فيها بقولٍ أو فعلٍ أو حثٍ أو تأيدٍ، أو دعوة إليها، أو جمهرةٍ حولها، بل يجب البُعد عنها، والتحذير من المشاركة فيها، لقول النبي في الحديث الصحيح: « من سمع بالدجال فلينأ عنه ».

3- الإقبال على العبادة والانشغال بها، واعتزال الناس، لما ثبت في صحيح مسلم أن النبي قال: « العبادة في الهرج كهجرة إليّ »، والهرج اختلاط الأمور، والقتل والقتال.

ونحن والحمد لله في هذا البلد –المملكة العربية السعودية- تحت ولاية مسلمةٍ تُدين بالحكم بكتاب الله، وسنة رسوله ، وفي أعناقنا بيعةٌ لهم على ذلك، ووقوع بعض الأخطاء لا يُجيز الخروج على ولاة الأمر.

وبناء على ما سبق:
فإنه لا يجوز الخروج في المظاهرات التي يَخرجُ فيها بعض الناس للأمور التالية:

الأمر الأول: أن في هذه المظاهرة الخروج على ولي الأمر، والخروج على ولي الأمر من كبائر الذنوب، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ[ سورة النّساء، الآية : 59 ] .
ولقول النبي : « أطع الأمير وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك ». وطاعة ولاة الأمر في طاعة الله، والمعاصي لا يُطاعون فيها، ولكن لا يجوز الخروج على ولي الأمر إلا بشروط خمسة دلت عليها النصوص من كتاب الله وسنة نبيه :
أحدها: أن يفعل ولي الأمر كفراً لا فسقاً ولا معصيةً.
الثاني: أن يكون الكفر بُواحاً. أي واضحاً لا لبس فيه، فإن كان فيه شكٌ أو لبسٌ، فلا يجوز الخروج عليه.
الثالث: أن يكون هذا الكفر دليله واضحٌ من الكتاب أو السنة، ودليل هذه الشروط الثلاثة قول النبي في الحديث الصحيح لمّا سُئل عن الأمراء وظلمهم قال: « إلا أن تروا كُفرًا بُواحًا عندكم من اللَّـه فيه برهان».
الرابع: وجود البديل المسلم الذي يحل محل الكافر، ويُزيل الظلم، ويَحكم بشرع الله، وإلا فيجب البقاء مع الأول.
الخامس: وجود القدرة والاستطاعة، لقول الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[ سورة التغابن، الآية : 16 ] ولقول النبي : « إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ».

الأمر الثاني: أن إنكار المنكر على ولي الأمر لا يكون بالخروج عليه، بل يكون بالطرق الشرعية المناسبة، بالنصيحة من قِبل أهل العلم، وأهل الحل والعَقد من العقلاء، وذلك أن من شرط إنكار المنكر أن لا يترتب عليه منكر أشد منه، ولا تُرتكب المفسدة الكبرى لدفع المفسدة الصغرى.
وإنكار المنكر على ولي الأمر بالخروج عليه بالمظاهرات وغيرها يترتب عليها مفاسد كبرى، أعظم مما يُطالب به من إصلاحات أو إزالة ظلمٍ أو غيرها ؛ فمن هذه المفاسد:
1- إراقة الدماء، وسفك الدماء يُعتبر من أعظم الجرائم بعد الشرك بالله تعالى.
2- اختلال الأمن، وهذا من أعظم البلايا والمصائب، فإنه لا طعم للحياة مع الخوف، وقد امتن الله على قريش بالأمن، فقال تعالى: الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ[ سورة قريش، الآية : 4 ].
3- اختلال التعليم والصناعة، والتجارة والزراعة، واختلال الحياة كلها.
4- فسح المجال لتدخل الدول الأجنبية الكافرة.
5- فتح المجال للمفسدين في الأرض من عصابات كالسُراق، ونحوهم، وعصابات المنتهكين للأعراض، وغيرها من الفتن التي لا أول لها ولا آخر، وتأتي على الأخضر واليابس.

ولهذا فإني أُحذر أشد التحذير من الدخول في المظاهرات أو المشاركة فيها، أو الحث أو التأييد، أو التجمهر، لأن هذه الأمور من العظائم وكبائر الذنوب.
أسأل الله تعالى أن يُجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحمي بلادنا منها، وأن يُوفق ولاة أمورنا لِما يكون سبباً في حفظ الأمن من الاستقامة على دين الله وتحكيم شرعه، وإصلاح ما يحتاج إلى إصلاح.
وأن يُثبتنا على دين الله القويم. إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان.




*******************************************



موقف الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-.


قال الشيخ -نقلا عن كتاب (المظاهرات والاعتصامات) , (ص\98-99) : "إذن ما ذُكِرَ من أن الوسيلة تبرر الغاية؛ هذا باطل وليس في الشرع.
وإنَّما في الشرع أنَّ الوسائل لها أحكام المقاصد بشرط كون الوسيلة مباحة، أما إذا كانت الوسيلة محرمة؛ كمن يشرب الخمر للتداوي؛ فإنه ولو كان فيه الشفاء؛ فإنه يَحرُمُ؛ فليست كل وسيلة توصل إلى لمقصود لها حكم المقصود؛ بل بشرط أن تكون الوسيلة مباحة.
إذا تقرر هذا؛ فمسألة الوسائل في الدعوة ليست على الإطلاق؛ بل لابد أن تكون الوسيلة مباحة، ليست كل وسيلة يظُنها العبد ناجحة، أو تكون ناجحة بالفعل يجوز فعلها.
مثال ذلك: المظاهرات مثلاً؛ إذا أتى طائفة كبيرة، وقالوا: إذا عملنا مظاهرة؛ فإن هذا يسبب الضغط على الوالي وبالتالي يُصلِح، وإصلاحه مطلوب، والوسيلة تبرر الغاية.
نقول: هذا باطل؛ لأن الوسيلة في أصلها محرمة، فهذه الوسيلة وإن أوصلت للمصلحة لكنها في أصلها محرمة؛ كالتدواي بالمحرم ليُوصل إلي الشفاء.
فثمَّ وسائل كثيرة يمكن أن تخترعها العقول لا حصر لها، وتُجعل الوسائل مبرِّرة للغايات، وهذا ليس بجيد؛ بل هذا باطل؛ بل يشترط أن تكون الوسيلة مأذون بها أصلاً ثم يُحكم عليها بالحكم على الغاية؛ إن كانت الغاية مستحبة؛ صارت وسيلة مستحبة، وإن كانت الغاية واجبة؛ صارت الوسيلة واجبة، وهكذا".


أبو العباس
التوقيع:

من مواضيعي في الملتقى

* وقف الوالدين ..
* الفوائد منتقاة من سلسلة شرح القواعد الفقهية الخمس الكبرى
* محاور سلسلة (التعريف بالدعوة السلفية) التي يقيمها مركز الإمام الألباني
* حتى لا تغرق السفينة .. للشيخ هشام البيلي .. أنصح بسماعه بشدة ...
* كلام جميل : قاعدة في قبول الحق + تصميم ...
* درر من كلام !!!!! الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله
* الخروج على الظالمين

حارس السنة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس