🕌 #قواعد_نبوية :
*🌟القاعدة الخامسة*:
*"مَن يُرد الله به خيرًا يفقّهه في الدين"*
📌 هذه القاعدة النبوية قطعة من حديث أخرجه الشيخان، ومن المعلوم أن الفقه في معناه اللغوي: *هو الفهم*، وإن دلالة هذه القاعدة النبوية على فضل *الفقه في الدين* بيّنةٌ ظاهرة.
🍃 وماذا يرجو المؤمن إلا أن يكون ممن أراد الله بهم خيرًا؟! فتلك سعادة الدنيا والآخرة.
💡ومما ينبغي إيضاحه هنا أن *الفقه في الدين على نوعين*:
*🔻النوع الأول*: نوعٌ لا يُعذر أحد بتركه، وهو الذي لا تصحّ عبادته ولا معاملته إلا به، فهذا من الفقه الواجب تعلُّمه على كل مسلم.
*🔻والنوع الثاني*: وهو التفقُّه الذي يكون زائدًا على هذا، وهو فرض كفاية،
◁ويدخل فيه: تعلّم جميع الوسائل المُعينة على الفقه في الدين كعلوم العربية بأنواعها، فمن أراد الله به خيرًا فقَّهَهُ في هذه الأمور، ووَفَّقه لها، ومَن وُفّق لذلك فقد وُفّق لخير عظيم.
🌺 إنَّ *أوجُه الخيرية* التي أشار إليها النبي -ﷺ- في حديثه هذا كثيرة، منها ما يلي:
• أنّه يعبد الله على بصيرة في كل ما يأتي ويَذَر.
• نيله الثواب العظيم في تعليم الخلق، وتبصيرهم بدينهم، فإنّ كلّ من يعبد الله على بصيرةٍ بسببه فهو شريكٌ في الأجر..
• أن المُتَفَقِّه في الدين وارث من ورثة النبي -ﷺ-، فإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورَّثوا العلم، فمَن أخذه أخذ بحظٍّ وافر.
⛔️ كثيرٌ من الناس حينما يسمع هذه القاعدة يظن أن الفقه قاصرٌ على معرفة مسائل الحلال والحرام، وهذا *فهم مغلوط!*
✅ بل الحديث يشمل ما هو أوسع من ذلك؛ من الفقه في الدّين بعموم أبوابه،
*📌وأصل الفقه وأساسه*: معرفة التوحيد وما يكمّله، وما يضاده (الشرك) أو ينافي كماله، ومعرفة معاني كلام الله -عز وجل- الذي أنزله في كتابه، ومعرفة معاني حديث رسول الله -ﷺ-؛
💡 ولهذا كان بعض العلماء يسمي فهم ما يختص بعلوم العقائد: الفقه الأكبر.
📝 وخلاصة ما تقدم التعليق عليه في هذه القاعدة العظيمة أمران:
🔻 أن الفقه في الدين أعمّ من أن يُخَصَّ بالفقه في الأحكام الخاصة بالحلال والحرام.
🔻 أن الفقه لا يقف عند حدّ المعرفة العلمية، بل يدخل فيه العمل، والخشية من الله، والتوازن في عرض الدين، وأن ذلك كله من سِمات الفقيه،
⚠️ ومَن قصَّرَ في شيء من ذلك فقد نقص فقهه بحسبه.
اللهم فَقِّهنا في الدين، وعلمنا التأويل، وزدنا علمًا وانفعنا بما علمتنا.
💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫
|