عرض مشاركة واحدة
قديم 09-15-2012, 04:08 PM   #5
مشرفه ملتقى فيض القلم


الصورة الرمزية المؤمنة بالله
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 105

المؤمنة بالله is a glorious beacon of lightالمؤمنة بالله is a glorious beacon of lightالمؤمنة بالله is a glorious beacon of lightالمؤمنة بالله is a glorious beacon of lightالمؤمنة بالله is a glorious beacon of lightالمؤمنة بالله is a glorious beacon of light

ورد

      

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الوقفة الحادية عشرة: سنة الله في الأسباب والنتائج:

تتجلى في هذا الحدث عظمة قدرة الله تبارك وتعالى –ومع ذلك فهؤلاء ليسوا بأعجب آيات الله- فقد بقى هؤلاء نائمين ثلاثمائة سنة، واختار لهم تبارك وتعالى هذا الكهف الذي مضت صفته، إن الله تبارك وتعالى قادر على أن يحفظهم ولو ناموا في مكان غيره.
لكن سنته تبارك وتعالى أن قدره يسير وفق أسباب طبيعية، ثم قد تأتي الخوارق بعد ذلك، وهذا فيه تربية للأمة؛ ذلك أنه حين يتعلق الجيل بالخوارق يبقى جيلاً غير عامل، وجيلاً لا يحمل المسؤولية.
وحينما نقول للجيل: إن الله سينصر دينه وسيتم كلمته يجب أن نقول إن النصر والتمكين لا يكون إلا على أعتاب التضحيات والبذل والجهد، فها هي مريم حين جاءها المخاض إلى جذع النخلة أوحى الله إليها (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا هل يستطيع أحد أن يهز جذع النخلة فيسقط عليه الرطب فضلاً عن امرأة تعيش في حالة الوضع؟
وفي قصة أصحاب الأخدود حين جاء الغلام ورأى الناس قد وقفوا، والدابة قد سدت الطريق، فدعا الله عز وجل قائلاً "اللهم إن كان دين الراهب أحب إليك من دين الساحر فاقتل هذه الدابة على يدي" وأخذ حجراً فرماها به فقتلها الحجر، إن الناس ليسوا عاجزين عن رمي الدابة بالحجر حتى يأتي هذا الغلام ويرميها، وحين دعا ربه فعل السبب، والأمر بيد الله عز وجل أولاً وآخراً.
إذن فسنة الله عز وجل أن يحفظ أولياءه، وأن يحفظهم من حيث لا يحتسبون، وأن يجري ذلك وفق السنن الطبيعية، ثم قد تأتي الخوارق بعد ذلك.
الوقفة الثانية عشرة: مع اليائسين من النصر:

إن شأن أهل الكهف كما ذكر تبارك وتعالى ليس بأعجب آيات الله (أم حسبت أن أصحابالكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) ، أين الناس اليوم الذين سيطر عليهم اليأس وتخيلوا أن مستقبل الدعوة والصحوة بيد الأعداء يفعلون ما يشاءون ويريدون.
ثمة فئات من الخيرين والصالحين الغيورين يشعرون أن مستقبل الدعوة والصحوة بيد أعدائها، ويتمنون أن يتكرم هؤلاء الأعداء ويتلطفون بأن يفرِّجوا هذه الأزمة، وماذا ينتظر من أعداء الملّة غير هذا؟ولماذا نتصور أن قضية الصحوة بيد أعدائها؟.
الوقفة الثالثة عشرة: الصحبة الصالحة:

في هذه القصة درس مهم في أثر الصحبة الصالحة ودور ذلك في الإعانة على الثبات، وتزداد الحاجة إليها خاصة في أوقات الفتن والمحن، أو في الأوقات التي يزيد فيها الفساد، كما كان الشأن لدى أهل الكهف.
بل قد ذكر المفسرون أن هذا الكلب الذي صحبهم استفاد الذكر الحسن، فقد صار المفسرون يتحدثون عن شأنه واسمه ولونه –بغض النظر عن الحاجة للخوض في ذلك-.
وأقوى من شأن الكلب وخبره دلالة على أثر الصحبة الصالحة قول النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الملائكة الذين يتتبعون مجالس الذكر قال: فيصعدون إلى ربهم فيقول لهم كيف تركتم عبادي؟ فيقول: تركناهم يسبحونك ويحمدونك ويكبرونك، قال فماذا يسألونني ومم يستجيرون….إلى آخر الحديث ، وفيه فلما قال الله عز وجل : أبشركم أني قد غفرت لهم قالوا: فيه فلان بن فلان عبد خطاء، ليس منهم إنما جاء لحاجة فجلس.
إن لم يأت ليجالسهم ويصاحبهم، فقد جاء يريد حاجة، فما شأن من جاء رغبة منه وحباً للصالحين وإن كان خطاء مقصراً.
الوقفة الرابعة عشرة: الانشغال بما يفيد وما يعني:

حين استيقظ الفتية تساءلوا، (كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتمفابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة) إنه سؤال من الطبيعي أن يصدر منهم في هذا الوقت، فتساءلوا عنه، ثم أدركوا أن النقاش في هذا الأمر لا يفيد، فهم أمام قضية يجب أن ينشغلوا بها ويعتنوا بشأنها، فهم يحتاجون إلى الطعام فليذهب أحدهم إلى المدينة ويختار الطعام المناسب ويأتي به.
وفي التعقيب على هذه القصة يقول تعالى :(سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحداً).
ومع أن هذه الآيات –بل السورة - تؤكد على الانشغال بالقضايا الجادة، وترك الجدل فيما لا يفيد إلا أنك تجد من يستطرد في كلام أسمائهم ولون كلبهم، واسم غارهم، مما لم يتعبدنا الله عز وجل به، إنما علينا أن نعتبر ونتعظ، فالأمر سيان والعبرة واحدة، سواء أكان الكهف هنا أم هناك.
والانشغال بهذه الجوانب التي استأثر الله بعلمها يصرف المرء عن الجانب المهم ألا وهو الاقتداء والاتعاظ والاعتبار.
الوقفة الخامسة عشرة: لقد كانوا أثرياء:

حين استيقظ أهل الكهف أرسلوا أحدهم بالورق –وهو النقد من الفضة- وهذا استنبط منه بعض المفسرين أنهم أبناء طبقة ثرية، ويشهد لذلك أنهم اختاروا الطعام الطيب، وهو في الغالب لا يختاره إلا فئة اعتادت عليه وألفته، وليسوا من الطبقة الفقيرة أو المعدمة، وهذا لا يعني هؤلاء على أولئك.
لكن في القصة عجب، ألا وهو أن هؤلاء الذين يختارون الطعام الطيب الزكي، أين أووا؟‍ لقد شعروا أن الأرض ضاقت بهم فأووا إلى كهف خشن ضيق قائلين (ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيىءلكم من أمركم مرفقاً) كأن هذا الكهف أصبح واسعاً رحباً.
إنه دليل على عظم التضحية والبذل لدى هؤلاء الفتية، وانظر إلى نموذج آخر يتمثل في مصعب ابن عمير رضي الله عنه كان من أعطر فتيان مكة، وكان صاحب ثراء ونعمة، وحين مات لم يجدوا شيئاً يكفنونه به إلا بردة، هي كل ما يملك، ومع ذلك فهذه البردة لم تكن كافية لتغطي جسده كله، يصفها عبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه – بقوله: إن غطينا رأسه بدت قدماه، وإن غطينا قدميه بدا رأسه.
إن الدين والإيمان يدفع صاحبه للتضحية، والأمر لايعني بالضرورة أن يذهب الإنسان ليبحث عن حياة الشقاء والنكد، لكن حين يتطلب الأمر ذلك فليكن على استعداد لهه.
التوقيع:




من مواضيعي في الملتقى

* من اقوال الحكماء!
* ما فائدة قراءة القرآن إذا كنت أنساه ؟!
* تفسير الاحلام. ليس تنجيماً او دجلاً ..
* أنواع الأنفس
* لا يَحطِمَنَّكُم
* صفه العفه في القران
* أختبر معلوماتك في القرآن

المؤمنة بالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس