ثم ذكر الله بعد ذلك قصة أصحاب القرية، ما هي هذه القرية ؟؟هذه أنطاكيا بإجماع المفسرين، يقولون أن أنطاكيا هذه بعث الله لها ثلاثة من الرسل. قال الله عز وجل (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ) يعني أيّدناهما برسول ثالث (فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ) أي قدركم وما كتبه الله عليكم معكم (أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ)أي أتقولون هذا بسبب أنكم ذكرتم؟ (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) ثم ذكر الله قصة حبيب النجار الذي جاء مؤيدًا لهؤلاء الرسل الثلاثة وداعيًا قومه إلى الإيمان بهم فقال (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى) لاحظوا المواصفات: جاء هو داعيًا إلى الله عز وجل، ما جاء الناس إليه أو مروا به بل ذهب قاصدًا لأنه يريد ما عند الله، مع أن قومه كانوا كفارا ويُخشى من ضررهم. قال (مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ) وقدم الجار والمجرور (مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ) على كلمة رجل، لبيان أنه جاء من مكان بعيد ولإعلاء هذه الصفة من حال هذا الرجل. في قصة موسى في سورة القصص قبل البارحة قرأناها قال (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ) فتلك قدّم الرجل وهنا قدّم (من أقصى المدينة) لماذا؟ لأن المراد من هنا الرفع من شأن من يأتي من مكان بعيد أو يسعى سعيا شديدا من أجل أن ينقذ الناس فهذا الرجل قد فعل فعلًا عجيبًا،
|