بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بالنسبة للشيطان فكما هو معلوم ومعهود عنه - عليه لعائن الله- انه عدو لبني آدم وقد بارد بالعداوة وافصح بها لرب البريات عندما أمره بالسجود لأدم فما كان منه الا أن عصى واستكبر وقال " أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين " ومما لاشك فيه ان الشيطان كاذب ومخادع لقوله عليه الصلاة والسلام لأبي هريرة في القصة المشهورة " صدقك وهو كذوب " وهنا الكذوب على وزن فعول وهي مبالغة للدلالة على الكذب فهذا يفيد الصفة الملازمة للشيطان هي الكذب حتى لو صدقك في بعض الأمور .. وقال الله تعالى " وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين. وقاسمهما اني لكما من الناصحين " فحلف لهما بالله انه لهما ناصح وفي نصحه صادق" وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين" فهذا دليل على ان الخبيث يقسم بالله كاذبا ..
اما بالنسبة لسؤال الأخت أمال عن ابليس كونه من الملائكة من عدمه ؟
قال الله تعالى : {{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ{71} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ{72} فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ }} الملائكة سجدوا وكان من الحاضرين عند الأمر إبليس فامتنع عن السجود قال الله عز و جل : {{ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ }} فخاطبه ربه : {{ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ{75} قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }} زعم إبليس أن النار خير من ة الطين وهذا قياس خاطىْء .
وهذه الآية لكون الاستثناء جاء بعد ذكر الملائكة ذهب فريق من أهل العلم إلى أن إبليس هو من الملائكة , وهذا قول مرجوح , و الراجح : أن إبليس من الجن لأربعة أمور أو أربعة أدلة :
الدليل الأول :
أن الله عز و جل وصف الملائكة كما في سورة التحريم :{{ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }} و إبليس هذا عصى الله عز و جل و لم يأتمر بأمره .
الدليل الثاني :
أن الله جل و علا أخبر أنه خلق آدم عليه السلام من طين و إبليس إعترف بنفسه فقال : {{ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ }} و الملائكة كماهو معلوم خلقت من نور كما في رواية مسلم : " خلقت الملائكة من نور وخلق إبليس من نار السموم وخلق آدم عليه السلام مما قد وصف لكم " فدل ذلك أنه من الجن .
الدليل الثالث :
جاء مصرحاً به في سورة الكهف في قوله تعالى : {{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ . . الخ الآية }} .
الدليل الرابع :
أن الله عز و جل لم يجعل للملائكة ذرية , والملائكة أيضاً ليس فيهم ذكور ولا إناث بخلاف إبليس عليه لعنة الله فهو من الجن , والجن منهم ذكور و إناث , فله ذرية و يتناسلون كما هو معلوم و الدليل قول الله تعالى في سورة الكهف : {{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً }} .
هذا والله تعالى اعلى واعلم
|