♡5♡
*💎خطأ القول بأنّ الله لا يقهر مِن خَلقه إلا الظالمين💎*
📌 القهر في أوصافه -سبحانه- ليس مرادفًا للانتقام من أعدائه، وليس معناه معنى تعذيب العصاة، حتى يقال إنه لا يقهر إلا الظالمين المتغطرسين،
⚠️ *هذا خطأ محض؛*
▫️فإنّ قهره للظالمين -سبحانه-، هو لون من ألوان قهره لخلقه،
⇦لكنه ليس مقيدًا بذلك،
🔻بل قهره عام لخلقه جميعًا (من أطاعه ومن عصاه)، لأن ذلك من مقتضى ربوبيته لخلقه، واقتداره عليهم، وتمام سلطانه وقوته -سبحانه-،
🔺وهذا أيضًا من دلائل انفراده بالألوهية لعباده -سبحانه-.
💬 قال ابن جرير -رحمه الله- في تفسير قوله -تعالى-: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام:18]:
"ويعني بقوله: "القاهر": المذلِّل المستعبد خلقه، العالي عليهم، وإنما قال : "فوق عباده"، لأنه وصف نفسه -تعالى ذكره- بقهره إياهم،
💡ومن صفة كلّ قاهر شيئًا أن يكون مستعليًا عليه،
⇦فمعنى الكلام إذًا: *والله الغالب عبادَه ، المذلِّ لهم العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم، فهو فوقهم بقهره إياهم، وهم دونه* "
📍وبهذا يزول الإشكال في مرض الأطفال وموتهم، وما يحدث من المحن والابتلاءات للعبيد؛
⇦فإن ذلك ليس مُلازمًا للانتقام،
◇ولا يعني أن الله -تعالى- يذللهم بذلك، أو يعذبهم به،
💡بل هذا من تمام قدرته وسلطانه في خلقه، *وهو سبحانه حكيم،* لا يضع شيئًا إلا في موضعه الذي يلائمه: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء:23]،
💬 قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معنى ذلك:
"لَا لِمُجَرَّدِ قُدْرَتِهِ وَقَهْرِهِ، بَلْ لِكَمَالِ عِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَحِكْمَتِهِ؛ فَإِنَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-:
▫️أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ،
▫️وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ،
▫️وَهُوَ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا،
▫️وَقَدْ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ“ [مجموع الفتاوى]
📌وحينئذٍ يتبين لنا أنه لا إشكال في ذلك، *فالقهر ليس خاصًا بالعصاة والظالمين*،
📍 وكذلك المرض والابتلاء ليس كله انتقامًا وعذابًا لمن نزل به من الخلق،
◇فقد *يبتلي الله -تعالى- عبده بالمرض* لا ليذلّه، ⇦ولكن *ليرفعه*
◇ وقد *يبتليه بالفقر* لا ليحوجه، ⇦ولكن *ليغنيه*.
💫"الإسلام سؤال وجواب"💫
♡6♡
*💎اقتران اسمه -سبحانه- (القهّار) باسمه -سبحانه- (الواحد)💎*
📍ورد اقتران اسم الله (الواحد) باسمه -سبحانه- (القهّار) في أكثر من آية. من ذلك:
🔅قوله -تعالى-: {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الرعد:16]
🔅وقوله -تبارك وتعالى-: {لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر:16]،
🔅وقوله -تعالى-:{لَّوْ أَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الزمر:4]
📌ولم أعثر على اسم آخر في كتاب الله -عز وجل- قد اقترن باسمه سبحانه (الواحد) غير اسمه (القهار).
🔸(والقهار): اسم مبالغة (للقاهر)
⇦ وهو الذي خضع له كل شيء، وذلَّ لعظمته وجبروته وقوّته كلُّ شيء،
⇦ لايخرج شيءٌ ولا حيٌّ عن قدرته وتدبيره وملكه، وقَهَرَ كلَّ الخَلق بالموت.
💡 وهذا يفسر -والله أعلم- شيئًا من سرّ اقتران اسمه (الواحد) باسمه (القهار)، حيث إن من موجبات اسمه (الواحد) في ربوبيته ومُلكه وألوهيته وأسمائه وصفاته: ⇦أن يكون قاهرًا قهّارًا غالبًا لكلِّ شيء لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء،
🔻وما من دابة إلا هو -سبحانه- آخذٌ بناصيتها ماضٍ فيها حُكمُه عدلٌ فيها قضاؤه: {إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [هود:56].
💫ولله الأسماء الحسنى -عبدالعزيز الجليل-💫
🔃يُتبع -إن شاء الله-...
|