سورة الحاقة
هذه من السور القرآئن كذلك سورة القلم، القلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها في قيام الليل مع الواقعة وسورة الحاقة يقرؤها مع القمر. سورة الحاقة، الحاقة من أسماء يوم القيامة لها أكثر من معنى في اللغة منها:
الحاقة: متحققة الوقوع لا بد أن تحصل
المعنى الثاني المناسب لمضمون السورة الحاقة التي تُظهر الحقيقة. أنت لا ترى الحقيقة، الذي رأى بعينه رأى أن فرعون عاش ملكًا عظيمًا منعّمًا يعتقد أنه في منزلة عالية ومرتاح، هذا كله ظواهر ووراء الظواهر حقائق يظهرها يوم القيامة لأنه (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴿١٨﴾) نحن كلنا متخفّون الآن وكل إنسان له أشياء يخفيها ويستر عورته والناس تراه سليمًا! (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) الآن لا مجاملات ولا واسطات إلا الحسنات والسيئات (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ﴿١٩﴾ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ﴿٢٠﴾) تظهر حقيقته ربما كان في الدنيا مدفوعًا بالأبواب لا يُلتفت إليه وربما كان شخصًا يحترمه الناس لكن حقيقته تظهر هناك والغنى والفقر بعد العرض على الله (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ﴿١٩﴾ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ﴿٢٠﴾ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴿٢١﴾ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ﴿٢٢﴾ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ﴿٢٣﴾ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴿٢٤﴾) تظهر قيمته هناك! (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ) ظهرت حقيقته (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ﴿٢٥﴾ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ﴿٢٦﴾ يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ﴿٢٧﴾ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ ﴿٢٨﴾ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴿٢٩﴾ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴿٣١﴾ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴿٣٢﴾ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴿٣٣﴾ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴿٣٤﴾) ومما تظهر فيه الحقائق في السورة وفي يوم القيامة حقيقة مصير المتعاملين مع القرآن قال سبحانه وتعالى بعد أن وصف القرآن أوصاف متعددة قال (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٤٨﴾ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ﴿٤٩﴾ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠﴾) القرآن حسرة على الكافرين ووتظهر هذه الحقيقة يوم الدين فيقول الكافر يا ليتني سمعت هذا القرآن، يا ليتني لم أتخذ فلانًا خليلًا، يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا. فهذه السورة تكشف الحقائق واقرأها لتكتشف أن هذا الذي يحصل ليس هو نهاية المطاف بل هناك جنة ونار، فريق في الجنة وفريق في السعير نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنّة.
|