سورة المعارج
سورة المعارج تبين شدة استعجال الكفار بالعذاب وأن خُلُق الإنسان وطبعه التأثر الشديد بما يأتيه من نعم ونقم في الدنيا والذي يثبت ولا تؤثر فيه هذه الأمور ويبقى على مبدئه هم الذين اتصفوا بصفات الإيمان. قال الله سبحانه وتعالى (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴿١﴾ لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴿٢﴾ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ﴿٣﴾ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴿٤﴾ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴿٥﴾ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ﴿٦﴾ وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴿٧﴾) ثم وصف يوم القيامة وصفًا عظيمًا قال فيه (كَلَّا إِنَّهَا لَظَى ﴿١٥﴾ نَزَّاعَةً لِلشَّوَى ﴿١٦﴾) الشوى قال بعضهم هي جلدة الرأس فهذه جهنم والعياذ بالله تنزع جلدة الرأس فكيف يعيش الإنسان منزوع جلدة رأسه؟! وما قال نازعة وإنما قال نزّاعة للشوى وهذا يختلف في اللغة، نازعة تعني مرة واحدة ونزّاعة تحتمل عدة مرات ونحن نعرف أن العذاب يتكرر في جهنم والعياذ بالله وتحتمل قوة النزع، شدة النزع والله أعلم بمراده. وبعضهم قال الشوى هي الأطراف اليدين والرجلين يجمعها كما قال الإمام الطبري الشوى كل ما أصاب الإنسان دون أن يقتله، تعذيب دون القتل، قطع الرأس يقتل الإنسان، إصابة القلب يقتل الإنسان لكن تقطيع الأيدي والأرجل عذاب دون الموت وكذلك نزع الشوى والعياذ بالله نسأل الله السلامة.
|