عرض مشاركة واحدة
قديم 08-17-2017, 06:16 PM   #6
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 542

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

تربية الأولاد في الإسلام
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
لا أعتقد بوجود أبٍ يرى ابنه يصلي طواعيةً دون ضغط، يراه مستقيماً على أمر الله، ومتمسكاً بالأخلاق الفاضلة إلا وقد شعر أنه قد ملك الدنيا بحذافيرها
فأحياناً أقول لأحد إخواننا إذا رأيتُ ابنه صالحاً: والله هذا الابن أفضل من ألف مليون لأنه استمرار وخلود لك، فأنت لم تمت.
أنا لا أنسى أن أحد علمائنا الأفاضل وقد توفي ـ رحمه الله ـ وأقيم له مجلسٌ للعزاء في أحد الجوامع الكبيرة وكنت أحضر هذا المجلس، وقد فوجئنا أن ابنه طالب علمٍ شرعيّ على شاكلة أبيه وعُيِّن خطيباً مكانه، فقلت معنى ذلك أن الأب لم يمت لاستمرار الابن في عمل والده
فكان منطلقي في هذا الدرس: إذا أردتَ أن لا تموت فليكن ابنك على شاكلتك.. إذا أردت أن تستمر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفع به، وولدٍ صالحٍ يدعو له ))
[ صحيح عند ابن خزيمة]
وعلى الإنسان أن يلجأ إلى المرغبات و المشجعات مع ابنه ليحب المسجد ونحن ولله الحمد أولادَكم إذا جاؤوا إلى الجامع نرحِّب بهم.. وفي العيد قد رتَّبنا أنه إذا حضر الأب مع ابنه فللابن هديَّه، فالابن لابدَّ له من مرغِّبات ومشجِّعات وإكرام، فما يؤلمني أشدَّ الألم هو أن يُرجَع طفلٌ يقف في الصف الأول إلى الصف الثاني لماذا ؟
اجعلوه في الصف الأوَّل يصلِّي حتى يشعر بكيانه بالمسجد ولو كان صغيراً.
فقد مر سيدنا عمر في الطريق (وقد كان ذا هيبة) فوجد أطفالاً فلما رأوه تفرَّقوا هاربين إلا واحداً. قال: " يا غلام لِمَ لَمْ تهرب مع من هرب ؟ "، قال: " يا أيها الأمير لستَ ظالماً فأخشى ظلمَك، ولستُ مذنباً فأخشى عقابك، والطريق يسعني ويسعك ". هذا طفل.
ففي تاريخنا الإسلامي مواقف للأطفال مذهلة، مرة دخل وفدٌ على عبد الملك بن مروان فوجد طفلاً صغيراً معهم، فغضب وعدّها إهانةً له، فأرسل إلى الحاجب وقال له: " ما شاء أحدٌ أن يدخل عليّ إلا دخل حتى الأطفال ! "، فوقف الطفل قائلاً: " أيها الأمير.. إن دخولي عليك لم ينقص من قدرك ولكنَّه شرَّفني، أصابتنا سَنةٌ أذابت الشحم، وسَنةٌ أكلت اللحم، وسَنةٌ دقَّت العظم، ومعكم فضول أموال.. فإن كانت لنا فعلام تحبسونها عنَّا ؟ وإن كانت لله فأعطوها لعباده ؟ وإن كانت لكم فتصدَّقوا بها علينا ؟ "، قال: " والله ما ترك هذا الغلام لنا في واحدةٍ عذراً " والطفل الأديب و الجريء طفل لا يقدر بثمن
دخل على سيِّدنا عمر بن عبد العزيز وفود المهنِّئين.. تقدَّمهم وفدُّ الحجازيّين ورئيس الوفد غلام لا تزيد سِنُّه عن عشرة أعوام. فقال له: " اجلس وليقم من هو أكبر منك سناً ".، قال: " أصلح الله الأمير، المرء بأصغريه قلبه ولسانه، فإذا وهب الله العبد لساناً لافظاً وقلباً حافظاً فقد استحقَّ الكلام، ولو أن الأمر كما تقول لكان في الأمَّة من هو أحقُّ منك بهذا المجلس".
إذا تعلَّم الطفل وتربّى وكان جريئاً وأديباً، فلا يقدَّر بثمن، ففي رمضان كنت بميتم من المياتم فأعجبني أخوان كريمان جعلا ما تبرعا به من المبالغ عن طريق ابنيهما الصغيرين وباسميهما..
طفل صغير يقدِّم مبلغاً أمام جمع غفير.. فلان الفلاني تبرَّع بمئة ألف.. أراد الأب أن يعوِّد ابنه على التبرُّع، على العطاء.. فألاحظ الإخوان يكلفون أبناءهم أن يدفعوا لبعض الأعمال الطيِّبة ليتعوَّدوا على العطاء، فنحن نملك الآن أولادنا وبيوتنا وهذا أخطر عمل نفعله، فأنت ترسِّخ قيم الإيمان في هذا الجيل الصاعد، وهؤلاء كلهم رجال المستقبل
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* فتاوى ورسائل يوم الجمعة

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس