عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2016, 07:15 PM   #2
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 543

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

وحينما ينضب معين الغذاء لكثرة الأعداد، أو عند الارتحال يصوم “قنفذ النمل الشوكي” صومًا إجباريًّا.
حيث يلجأ لجحره، ويتكور، لأسابيع عدة. فيتخلص مما لديه من مخزون، ويستعيد رشاقته وحيويته. وتمتاز السناجب الأرضية بنهمها الزائد خلال الخريف، فتسمن بصورة ملحوظة. وعندما يحل فصل الشتاء تدخل في صيام. فتتخذ مخابئ داخل الكهوف أو الأشجار المجوفة وتتكور على أنفسها، وتنام نومًا عميقًا. وفي “بياتها الشتوي” هذا تضعف عملياتها الحيوية، فتتنفس ببطء، وترتاح عضلاتها، وتستريح معدتها وامعاؤها، وتغمض أعينها. وتستهلك مخزونها الدهني. حتى إذا ما ولى الشتاء، بدأت الحرارة تدب في الأجسام، تستيقظ من رقادها نحيلة رشيقة، فتتحرك هنا وهناك سعيًا وراء الغذاء من جديد، و”كأنها في يوم عيد”. إن أول موجات البرد تتسبب في شل حركة الضب. فيبقي في مكانه (تحت حجر أو في كوة جدار) عدة أشهر، لا يتغذي علي شيء. ولا ينبض قلبه إلا بنبضات قليلة ضعيفة غير محسوسة. ويستفيق مع قدوم الربيع، وسريان الدفء في جسمه. لكنه يجد بطنه خاوية فيسارع إلي سد جوعه. ويجمع اليربوع كل ما يستطيع جمعه من أطعمة في أيام الخريف. ثم يلتهمها قبل دخلوله في سبات وصوم طول الشتاء. منطوياص علي نفسه ملتصقاً ببعض ابناء جنسه. فلا يستفيق حتي مطلع شهر أبريل.
أما “اللمنج” حيوان ثديي في حجم الفأر، يكسو جسمه فراء بُنِّي ضارب إلى الصُّفْرة، وله أرجل قصيرة بالنسبة إلى حجمه، وله أذنان رفيعتان تختفيان خلال فرائه السميك. ويكثر في بلاد النرويج، ويتكاثر بدرجة فائقة؛ فالإناث تلد من ثلاث ـ أربع مرات سنوياُ (تلد نحو 27 فردًا سنويا). وعندما تتزايد الأعداد فإنها تترك المنطقة في رحلة شاقة؛ متجهة إلى الجنوب، مخترقة الغابات والحقول. زحف رهيب؛ بالملايين، في أسراب يصل عرض السرب لما يزيد عن ثلاثة أميال. ولا شك يلحقها الضعف والوهن، جراء فترة صيام طويل يصل لنحو عامين متواصلين. وتطاردها الجوارح والمفترسات. وأخيرًا تصل هذه الحيوانات الصائمة إلى شاطئ البحر، فتنتهي حياتها بشكل مأساوي؛ حيث تلقي بنفسها في لجة الماء، لتودع الحياة على هذا النحو “الغريب”. وليسدل الشتاء على نوع من “التوازن البيولوجي” الإختياري. فلو استمرت في هذا التكاثر المتواصل لأمكن أن تملأ وجه الأرض؛ فتهدِّد المحاصيل، وغيرها. أما الجرذان النوامة فثدييات قارضة. وعندما تنخفض درجة الحرارة بداية الشتاء، تدخل في بيات شتوي، وتصوم. ويتم استهلاك الدهن المخزون في أجسامها، خلال فترة الصيام، وبحلول الدفء تستيقظ من سباتها، ثم تتحرك بحذر منهية صيامها بتناول ما يصادفها من طعام.
ويصوم الدب القطبي، والأرنب البري عندما يكسو الجليد الأرض ولا يجد شيئاً يأكله. فيدخل في (صيام/ بيات شتوي) حتي يذوب الجليد، فيخرج من صومه. لكن مع نهاية شهر أغسطس سنوياُ.. تعسكر الفقمة (من لواحم الثدييات المائية) عدة أشهر علي الشاطيء. وتقوم الذكور باختيار عدد كبير الإناث المفضلة. وعندئذ تُمسك عن الطعام لأسابيع، ساهرة على حراسة إناثها الشابة. أما الإناث المسنة فتضع صغارها في غضون أيام. وعلى صغار الحيوانات استبدال فرائها بسترة تناسب حياة الماء، فتنفصل عن أمهاتها، وتمتنع عن الطعام والشراب مُستلقيًة على الشاطئ. وتستمر فترة صيامها نحو ستة أسابيع، تنتهي بحلول يناير، ويحين موعد فطرها، فتنزل إلى لجة الماء، وتقبل على الطعام بنهم، فلا تلبث أجسامها أن تكتنز بالدهن (أفيال البحر). وتقضي الشتاء كله على هذا المنوال، حتى إذا ما ولى الشتاء ودعت حياة البحر لتأخذ حمامات شمسية على الشاطئ. وقد بلغت حد النضج الجنسي فتتزاوج وتتكاثر، وتصوم وتفطر من جديد.
أما الأسد “ملك الغابة” وهو من اللواحم لديه وفرة من حامض البوليك “يوريك” Uric acid. وهو أحد نواتج هضم واستقلاب البروتين. وعند عدم قدرة الكلى علي التخلص منه، ترتفع نسبته في الدم، وترسب أملاح ذلك الحمض في المفاصل. لذا الأسد يوماً في الأسبوع (48 يوما في العام). وقد تصوم بعض الحيوانات تعبيراً عن الشعور بالحزن والألم. كما عند الكلاب عندما تفقد صاحبها.. وفاء له، أو عندما تتألم بسبب كسر أو جرح ما إلخ. ويصبر الجمل (سفينة الصحراء) علي الجوع والعطش، ويصوم أيامًا عديدة. وهو يعتاش ـ عند شُح الغذاء والماء، علي حرق الشحوم المخزنة سنامه (يختزن حوالي 120 كجم). وقد يذوى هذا السنام حتى يميل على جنبه، وقد يمسي كيسًا خاويًا. لكنه يحتفظ بسيولة جيدة في دمه، وموزعًا للحرارة ومبددا لها من سطح جسمه. ويسير قويًا متماسكا، إلى أن يجد الماء العذب أو المالح فيعب فيعب منه عبًا. وليستعيد في دقائق معدودات ما فقد من وزنه في أيام الظمأ. ولديه استعداد خاص لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز بعد أن يستعيد معظم ما فيه من ماء ليرده على الدم.

وعلي جانب آخر.. يتحمل نبات الصبار العطش ويعيش بدون ماء فترات طويلة. كشأن حيوانات المناطق الصحرواية كفأر الكنفر الأمريكي الشمالي. فيستطيع هذا القارض العيش دون ماء معتمداً علي ماء الدهون التي يحيويها طعامه (نباتات جافة وبذور). بينما تصوم بعض الأشجار والنباتات. وترتاح في الشتاء، خاصة النباتات المعمرة، متساقطة الأوراق. فمن الخريف إلى الربيع تتباطأ وظائف أجزائها المختلفة. وتمسي فى حالة سكون وصوم. وتقل عملية البناء الضوئى وربما تتوقف تمامًا ومعها عملية النتح. ويقل عمل الجذور في أمتصاص الغذاء والأملاح. وتتساقط أوراق شجرتي التوت والمشمش فلا يحدث تمثيل غذائي طيلة الشتاء. حتي إذا ما أتي فصل الربيع ظهرت الأوراق من جديد. ولبست الأشجار حلتها الخضراء.
صفوة القول: “أمم، ومخلوقات صائمة”. عالم لا تنقضي غرائبه، ولا تنتهي عجائبه. وينبغي ألا هذه الغرائب وتلك العجائب علي العاقل مرور الكرام. بل عليه أن يأخذ منها، وغيرها كثير، مِرْقَاةً للوصول؛ ومدعاة للقبول.
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* فتاوى ورسائل يوم الجمعة

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس