الصديقة بنت الصديق ... 7
 
أقرا أولاً الجزء الأول
من هنا
بالرغم من الإختلاف بين العلماء من مات أولاً ومن مات ثانياً فمنهم من يقول بأن أبو طالب مات أولاً ومنهم من يقول بعكس ذالك إلا أنهم اتفقوا جميعاً على أن الإثنين ماتا في عامٍ واحدٍ وأن رسول الله سماه عام الحزن
محمد صلى الله عليه وسلم يتيم لكنه لم يشعر باليتم ولعل الكثيرون يختلفون معي في ذالك ويعترضون على ذالك ولا أملك أمام كل ذالك إلا أن أقدم النقل وأثني بالعقل ... أما النقل قول الله عز وجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم
﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى﴾
تخيل يتيم أواه الله فكيف يشعر بيتم وهو في معية الله ... وأما العقل المستمد من النقل أن عبد المطلب كان أحن عليه من أبيه وقبل أن يموت سلمه لأبي طالب ولا يمكن لك أن تتصور أو تتخيل محبة أبو طالب لرسول الله. ولكن أبو طالب الآن مات. ويا ليته مات على الإسلام بل على الشرك ولذالك كان حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنان حزن يهون وحزنُ لا يهون أما الذي لا يهون أن نفس تفلتت من يده إلى النار وليست أي نفس بل إنها كانت أعز نفس عنده فأبو طالب ليس مجرد عمُ من أعمامه بل هو أبوه بعد أبيه. والحزن الثاني حزن الإبن حين يفقد أباه .... وزاد على ذالك موت خديجة بنت خويلد التى ماتت وهي في العقد الخامس من عمرها فماتت ولها من العمر خمسين عام وخلفت لها بعدها ريحانة الجنة فاطمة بنت محمد ورقية وزينب وأم كلثوم .... رضى الله عنهن أجمعين ... هل تخيلت معي كم الحزن الذي إنتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمى العام بعام الحزن ولكن هل لهذا الحزن أن ينجلى ... في هذه الأثناء أجد رجال كثر يقصدون دار أبا بكر ... فلماذا ...؟!!!
وأرى أم رومان زوجة أبو بكر يظهر على وجهه الفرح الممزوج بحمرة الخجل والإستغراب ...
لكن ما سر هذا كل .... وتخرج فتاة صغيرة من أمام دار أبي بكر رغم حداثة سنها إلا أنها أنور من البدر ساعة التمام ... إنها طفلة صغيرة تقترب من الرابعة من عمرها ... إلا أن علامات النبوغ تظهر عليها ... وكلما نظرت أم رومان إلى الطفلة تعجبت وأخذتها الدهشة وعلا على جبينها حمرة الخجل ورسمت على ملامحها علامات الإستعجاب .... فمن هذه الطفلة ومن هؤلاء الرجال .... ولما الدهشة والإستعجاب على وجه أم رومان
اثبت وجودك
..
تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع
|