حكم.متابعة.المرأة.لصفحات.الرجال.على.الفيسبوك.وقضاء .الساعات.في.معرفة.أحوالهم.وشئونهم.tt
📋 الجواب :
الأصل جواز مشاركة المرأة في الفيس بوك ، ودخولها إلى صفحات الرجال والنساء ، إذا خلا ذلك من محذور شرعي ، كالفتنة بصور الرجال ، وإقامة العلاقات المحرمة معهم ، ونحو ذلك.
🚫ولا ينبغي الانشغال الزائد بمواقع التواصل، والدخول على صفحات الآخرين ، وتضييع الوقت في ذلك ؛ فإن الفراغ نعمة ينبغي استغلالها فيما ينفع كحفظ كتاب الله تعالى ، وتحصيل العلم النافع ، وأداء الطاعات التي تقرب إلى الله من تلاوة ، وذكر ، وقيام ليل.
▪️قال صلى الله عليه وسلم : ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ : الصِّحَّةُ ، وَالْفَرَاغُ ) رواه البخاري (6412).
▪️وروى الترمذي عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ؟ ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
⁉️فما ذكرته من دخول هذه الفتاة إلى مواقع الرجال ، ومتابعة شئونهم ، وتضييع الوقت في ذلك ، يدل على الفراغ ، وضعف الهمة في تحصيل الخيرات .
🚫 ثم هو باب إلى الفتنة ، فربما قادها ذلك إلى مراسلة الرجال ، أو التعلق الفاسد بهم ؛ وما يتبع ذلك من مفاسد ومحاذير.
⁉️والشيطان يجر الناس إلى شباكه خطوة خطوة ، فالآن مجرد صداقته من وراء الشاشات ، وغدًا اهتمام ومتابعة ، وبعد غد مراسلات .. وبعد ذلك ..
✅ ولذلك جاء الشرع بغلق أبواب الشر والفساد والفتنة ، وسد الطرق المؤدية إليها .
❌وهو ما يسميه العلماء بـ "سد الذرائع" أي سد الطرق المؤدية إلى المفاسد ، حتى ولو كانت مباحة، غير أن ذلك المباح سيجر إلى حرام ، فيمنع ذلك المباح من أصله .
✅ فالنصيحة لهذه الفتاة ، وغيرها : أن يضن الإنسان بوقته ، وأن يحرص على شغله بما ينفعه في دينه ودنياه ، وأن يحذر الفراغ والبطالة وخطوات الشيطان ، وأن يعلم أن هذه الدار دار امتحان ، وفيها يتنافس المتنافسون ، فالسعيد من عمر أوقاته بالطاعات ، واجتهد في ترك فضول المباحات ، فضلا عن المحرمات ، ليسعد وينال المقامات العالية .
⁉️والمغبون من انشغل بغيره ، وأضاع زمانه ، وقصر في الطاعة ، وركن إلى البطالة ، وتأخر في السباق ، وضعف عن المنافسة.
💠 قال ابن القيم رحمه الله : "وقال لي يوما شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - في شيء من المباح : هذا ينافي المراتب العالية ، وإن لم يكن تركه شرطا في النجاة. أو نحو هذا من الكلام.
فالعارف يترك كثيرا من المباح إبقاء على صيانته. ولا سيما إذا كان ذلك المباح برزخا بين الحلال والحرام ، فإن بينهما برزخا - كما تقدم - فتركه لصاحب هذه الدرجة كالمتعين الذي لابد منه لمنافاته لدرجته" انتهى من مدارج السالكين (2/ 28).
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والرشاد.
والله أعلم.
|