وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ابنتنا الفاضلة
نسأل الله تعالى أن يثبتك على الخير والإيمان، وأن يكتب لك السعادة في الدنيا والآخرة.
اعلمى ان هذه الوساوس مصدرها هو الشيطان الذي قال تعالى فيه:" إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ... "
بداية اود التنبيه على قضية مهمة جدا يغفل عنها الكثير , الا وهي البعد عن هذه القضايا وخاصة لمن كان في دينه رقة , وفي ايمانه ضعف فليفر بنفسه الى الله تعالى من وساوس الشيطان وعدم التطرق الى قضايا الكفر والاحاد , فعلينا اولا كمسلمين مؤمنين ان نتمسك بشرعنا وان نطبق تطبيقات الاسلام التي فرضت علينا , بدون تردد او شك , فنحن لم نخلق على وجه الارض الا لعبادة الله سبحانه وتعالى بما شرع على لسان نبيه صل الله عليه وسلم .. والخوض في قضايا الالحاد مما يمرض القلب .. نسأل الله السلامة والعفو والعافية ..
فاعملي ان الإلحاد يشمل كل أنواع الكفر والشِّرك بالله تعالى، والميل والحيدة عن أوامره وأحكامه جل وعلا، والتجرؤ على نواهيه سبحانه.وهذا المعنى هو الذي جاء في كتاب الله تعالى في قوله جل شأنه: ﴿ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ﴾ ...فكل ملحد هو مائل عن الحق إلى الباطل، وليس من المكرمات أو المفاخر أن ينتسب أحد للإلحاد، بل مَعَرَّة بغير علم وضلال وخسران، ومن قال عن نفسه: ملحد فهو ضال .. وقال الله سبحانه : ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ ,,, قال الإمام الطبري رحمه الله:" وأما قوله: ﴿ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ﴾ (الأعراف:180)، فإنه يعني به المشركين، وكان إلحادهم في أسماء الله، أنهم عدلوا بها عما هي عليه ... وفكرة إنكار وجود الخالق من الأساس فكرة مستبعدة تماما في كل العصور، لأن الإنسان فُطِر على وجود إله خالق، وهذه حقيقة لا ينكرها حتى الملحد، لكنه يعاند ويكابر ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّا ﴾ (النمل:14)، يقول المؤرخ الإغريقي بلوتارك: "لقد وُجِدَت في التاريخ مدن بلا حصون، ومدن بلا قصور، ومدن بلا مدارس، ولكن لم توجد أبدا مدن بلا معابد" .. والحق الذي لا مِرية فيه عندنا نحن المسلمين: أن الإلحاد نعلمه من ديننا علم اليقين، وقد سجل القرآن الكريم معالم الإلحاد الأولى وحكاها تفصيلا وتحذيرا فقال سبحانه: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ (البقرة: 34) وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ﴾ (الكهف 50 )، وقال جل وعز: ﴿ فَسَجَدَ الملائِكَةُ كُلُّهُم أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ (ص: 75،74).فإبليس الملعون هو أبو الملحدين ففي آيات البقرة وص " وكان من الكافرين " وفي آية الكهف " ففسق عن أمر ربه " فالفسق والكفر هما أصل الإلحاد وعينه، وهذه هي بذرة الإلحاد الأولى .والنَّبيه لا يَأْبَهُ لكلام المستشرقين عن الإلحاد، لأنهم ملحدين!! وحدود علمهم فَلْسَفَات اليونانيين القدماء والإغريق، ومعظمها تُرَّهات بَتْرَاء، عَرْجاء عمياء شوهاء، لا اتصال لها ولا إسناد فإبليس هو أول من ألحد وجاء الوصف في القرآن الكريم بالكفر والفِسْق، فكان أول الملحدين وأول من دعا إلى الإلحاد، وأمَالَ العباد عن الطريق المستقيم مستعينا بذريته من الجن ومن أطاعه من الإنس فتشيطنوا وأصبحوا شياطين الإنس ﴿ شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾ (الأنعام 112). فالإلحاد عمليا بدأه إبليس لكنه لم يُسَمَّى إلحادا بل سمي: كُفرا، وفسوقا، وإباءً لأمر الله تعالى، واستكبارا، وضلالا... وسمي فيما بعد زندقة وإلحاداً. وكلمة زندقة تحمل في الإسلام معني الكفر والضلال .. والكلام يطول عن قضية الألحاد وهناك تقسيمات لافائدة من التطرق اليها او التفصيل فيها ...
|