 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الأخوة و الأخوات جميعا الذين مروا على الموضوع و أود أن أشير إلى ثلاثة أمور:
الأول : فلا شك أن الذهاب إلى الساحر و طلب السحر إثم عظيم يستوجب التوبة و الاستغفار لعل الله أن يتوب على فاعله و يغفر له إن كانت توبته صادقة لكن و هذا هو المهم لا يخرج العاصي أو مرتكب الإثم من دينه أو من دائرة الإسلام و هذا أمر يحتاج إلى تفصيل و قد فصله أهل العلم و لا مجال الآن في طرحه.
الثاني :أن من لوازم التوبة إرجاع حقوق الناس و ردها إن كانت حقوقاً مادية أما الحقوق المعنوية - كالغيبة - فالراجح - والله أعلم - أنه لا يعلمه بأنه قد اغتابه إذا لم يعلم ، بل يكفيه أن يستغفر من ذنبه ، وأن يستغفر لأخيه في مقابل ما حصل منه من غيبه وإيذاء له .
وأذية الناس بالسحر هو من الحقوق المعنوية التي لا يلزمه إخبار من تسبب بأذيتهم بما فعله معهم ، ويكفيه أن يحقق شروط التوبة الصادقة من الندم والإقلاع والعزم على عدم العودة ، مع وجوب كف السوء وغيره عنهم بما يستطيعه لكن… إذا علم الناس بما كان يفعله معهم من سحر و خلافه فعليه الاعتذار لهم ، وطلب العفو منهم ، لأنه إنما مُنِع من إخبارهم إذا لم يعلموا حتى لا يؤذيهم بذلك ، ولئلا يكون ذلك سبباً للقطيعة بينهم ، وحدوث العداوة والبغضاء ، فإذا كانوا قد علموا بذلك انتفت تلك المفسدة ، وبقي اعتذاره لهم مصلحة محضة .
أما الأمر الثالث و الأخير و هو مهم أنه يجب الحذر من تلاعب الشيطان الخبيث بالناس كأن يخبرهم بأن فلاناً سحر لهم أو سعى في أذيتهم و هنا لا ينبغي تصديقه لأنه يحاول كما تعلمين أن يوقع بين الناس التشاحن و البغضاء و كما قال نبينا صلى الله عليه و سلم "إنَّ الشَّيطانَ قد أيِسَ أن يعبُدَه المصلُّونَ في جزيرةِ العربِ ولَكنْ في التَّحريشِ بينَهم"الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2812 خلاصة حكم المحدث: صحيح
فالحذر الحذر من تصديقه فهو كذاب و لو ادعى أنه مسلم أو ما شابه
و الله تعالى أعلم
|