الموضوع: مرض القلوب..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2012, 11:47 PM   #1
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية آمال
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 286

آمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond repute

ورد مرض القلوب..!

      

مرض القلوب ومرض الاجسام..


السبب الأول: وهو أفتكها وأعظمها، وهو الذي يدمر البيوت، والدور، والعمار، والقصور، والشعوب، ويهلك المجتمعات، ويجعل الذكي غبياً، والوجيه متأخراً، والرائد متخلفاً، والمحب مكروهاً، والمقرب مطروداً، والمنعم عليه بئيساً، والغني فقيراً، والكبير صغيراً.. هو: الذنوب والخطايا، أعاذنا الله وإياكم من الذنوب والخطايا، فإنها تميت القلب.
السبب الثاني: المباحات، وكثرتها، وقد ذكرها
ابن القيم ، رحمه الله، بكلام عطر شجي، فقال ما معناه: والمباحات إذا كثرت أبطلت الإحساس بالقلب.. مثل: كثرة النوم، وكثرة الأكل، وكثرة الخلطة بالناس، وكثرة المزاح..، وكثرة الكلام .
والمرض الثاني: مرض الأجسام، وهو سهل يسير، بجانب مرض القلوب.
ومرض الأجسام لا يعد بالمقارنة مع مرض القلوب.. فبعض الناس على السرير الأبيض ولكن قلبه حي ينبض بلا إله إلا الله.
وبعض الناس يسعى ويمشي على أقدامه وقلبه ميت، لا يعرف لله معروفاً ولا ينكر له منكراً.
لأنها حياة بهيمية.. وهذه حياة إسلامية، وفرق بين الحياتين.
والمرض في القرآن. على نوعين وقسمين: مرض الأجسام ومرض القلوب.
قال تعالى في مرض الأجسام: ((
لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ)).
وقال سبحانه وتعالى في مرض القلوب: ((
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)).
وقال سبحانه وتعالى: ((
وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ)).
ومرض القلوب في القرآن قسمان: مرض الشهوة، ومرض النفاق.
فمرض النفاق، مثل قوله تعالى: ((
وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ)).
ومرض الشهوة، مثل قوله تعالى: ((
فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)).
* قال
البخاري :.. عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه) ، وقد مر شرح مثله.
وعنه صلى الله عليه وسلم قال: (
مثل المؤمن كالخامة من الزرع تفيئها الريح مرة وتعدلها مرة.. ومثل المنافق كالأرزة لا تزال حتى انجعافها مرة واحدة) (1) .
الرسول صلى الله عليه وسلم يضرب مثلاً للمؤمن في باب المرض ومثلاً للمنافق. فالمؤمن كالخامة، وهي: وليدة الزرع الرطبة، التي تقبل التمايل، لأن الزرعة دائماً تقبل الميلان، وهي كسنبلة البرة لأن ساقها رهيف، فهي تميل بالريح يمنة ويسرة.
فالمؤمن دائماً تميله النكبات، والأمراض يمنة ويسرة؛ ليذهب الله عز وجل عنه الخطايا.
أما المنافق، فتجمع عليه المصائب مرة واحدة، فيأخذه الله عز وجل أخذ عزيز مقتدر.
تزوج
خالد بن الوليد ، سيف الله المسلول، امرأة مكثت عنده أربع سنوات، لم تصبها الأمراض، ولا الآلام، فأخبر عمر ، رضي الله عنه.
فقال: ما أدري ما هذا، المسلم يصاب. ففارقها
خالد !
فالمنافق دائماً في نعيم ظاهري، ويعيش في رغد..، لكنها في الحقيقة حياة الضنك والعذاب.
يقول
أبو تمام :

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

والحمى تأتي الصالحين كثيراً، فهي سبب موت أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه.
ولكنه، رضي الله عنه، لم يخبر بها أحداً.. بخلاف من يشهر بمرضه في المساجد! فالمصائب والأمراض من الأفضل أن تبقى سراً.. وأن لا تشكى إلا لله؛ وأن لا يشتكي العبد ربه فيما ابتلاه به لمن لا يرحمه.
وأما النعمة فقال سبحانه: ((
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ))، وفي الحديث: (إن الله إذا أنعم على عبد أحب أن يرى أثر نعمته عليه) (1) .
الوزير
ابن هبيرة صاحب كتاب الإفصاح ، الإثبات المفصل يقول: فقدت عيني هذه من أربعين سنة، والله، ما علمت زوجتي، وهي معي في البيت، يقول ذلك لما أتته سكرات الموت.
ذكر أهل التراجم أن
الأحنف بن قيس فقد عينه ثلاثين سنة، وما أخبر بها أحداً، فمن يستطيع هذا؟
ونحن إذا أصاب بعضنا الزكام، أخبر أهل الحي، وعطس في المسجد، وشكى، وبكى، وناح وقال: ثلاثة أيام، وأنا في هذا الزكام، اللهم ارفعه عنا! اللهم حوالينا ولا علينا! اللهم على الظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر!
وذكر أهل العلم عن
عمران بن الحصين أنه مرض أربعين سنة، ما قام من الفراش، حتى كانت الملائكة تصافحه في السحر بأيديها.
نعم، صافحته في السحر بأيديها، فلما اكتوى، تركت مصافحته أربعين سنة.
وقالوا عن
أيوب ، عليه السلام، أنه مرض ثمان عشرة سنة، فقالوا له: ادع الله بالشفاء.
قال: أنا تشافيت خمسين سنة، فإذا تساوى المرض والعافية دعوت الله! أما نحن فكما قال
الفضيل بن عياض لما قرأ قوله تعالى: ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ))، قال: اللهم لا تبلونا فتفضحنا..، فالستر الستر، ولكن من الناس من إذا ابتلي خرج من المحنة أكثر توفيقاً ولمعاناً.
قالوا عن الإمام
أحمد : كان ذهباً فدخل النار فخرج ذهباً أحمر.
قال اليهودي
للشافعي : ما بالنا أقل منكم أمراضاً، وأنتم تمرضون، وأنتم المسلمون؟
قال
الشافعي : لأن هذه جنتكم وهذا سجننا، فإذا خرجنا منها خرجنا إلى الجنة، وخرجت أنت إلى النار!
وهذا رد بديع مليح.
قال سبحانه وتعالى في المنافقين: ((
وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)).
فهم:

لا بأس بالقوم من طول ومن قصر جسم البغال وأحلام العصافير

فالأجسام صحيحة، بدينه لكنها دون قلب..، فالقلب إنما يكون لأهل القلوب الذين يسكنون فيها القرآن والسنة.
وقال: (
ومثل المنافق كالأرزة لا تزال حتى يكون انجعافها مرة واحدة)
قالوا: الأرزة هي: الأرز المعروف، الذي ينبت في
لبنان ، وقيل: هي: الصنوبر.
والمقصود: أنها شجرة متينة، لا تؤثر فيها الريح.

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع

آمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس