أسماء الله الحسنى في القرآن

♡19♡

*💎نتائج الغفلة عن مراقبة الله -عزوجل-💎*

📌والغَفلة عن هذا المقام هي التي جعَلتْ بعضَ الناس يَنامُون عن صَلاة الفجر مُطمئنِّين غير مُبالِين! وآخَرين يَأكُلون أموالَ الناس مُحتالِين! وفريقًا يَلُوذون عن أنظار المسلمين في البيوت ونحوها، فيُباشِرون فَظِيعَ الإجرام، وينتَهِكون العرض الحرام!!

⇦فلو كان لهؤلاء قلوبٌ يَقِظةٌ حيَّة-تعتَقِد أنَّه لا يحجز بصَر الله حاجزٌ، ولا يردُّ حكمه رادٌّ، ولا يُجِير من عذابه مُجِيرٌ-
⇦لَمَا بارَزُوا الله بالعِصيان، وارتكَبُوا أنواع الإثم والعُدوان،

⚠️ولكن غفَلتِ القُلوبُ، فتَراكَمتِ الذنوب، حتى استَهانُوا بوعيد علَّام الغُيُوب،

🔅 والله -تعالى- يقول:
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾ [إبراهيم:42]

🔅ويقول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "إنَّ الله ليُملِي للظالم حتى إذا أخَذَه لم يُفلِته". [متَّفق عليه].

ثم تلا قوله -تعالى-: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾[هود:102].

📍فاتَّقوا الله -عبادَ الله- وراقِبُوه في جميع أحوالكم، واتَّقوه وأطِيعُوه مُخلِصين في جميع أعمالكم؛ فإنَّه عليكم رقيبٌ، ومنكم قريب، وأعمالكم عليكم مُحصاة، وغَدًا موَفّاة.

🔅وصَحَّ عن نبيِّكم - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: "يقول الله - عزَّ وجلَّ -: يا عبادي، إنما هي أعمالكم أُحصِيها لكم ثم أوفيكم إيَّاها، فمَن وجَد خَيْرًا فليَحمَد الله، ومَن وجَد غيرَ ذلك فلا يَلُومنَّ إلّا نفسَه". [رواه مسلم].

💫مراقبة الله - عبد الله بن صالح القصير - اﻷلوكة💫

♡20♡

*💎التعبُّد لله باسمه "الرقيب"💎*

📌اﻋﻠﻢ -وﻓﻘﻚ الله لما يحبه وﻳﺮﺿﺎه- أن رﺑّﻚ ﻫﻮ اﻟﺮﻗﻴﺐ الحقّ اﻟﺬي ﻳﺮاﻗﺐ جميع مخلوقاته وﻫﻮ ﻣﺴﺘﻮٍ على ﻋﺮﺷﻪ، ﺷﻬﻴﺪ ﻻ ﻳﻌﺰب ﻋﻨﻪ ﻣﺜﻘﺎل ذرّة ﻣﻦ ﻣﻠﻜﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ.

◁◁والمراقَبون ﻫﻢ جميع المخلوﻗﺎت ﰲ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض، واﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة.

💡وﻣَﻦ راﻗﺐ الله، وﻋﻠﻢ أنّه ﻣﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ أﻃﺎﻋﻪ وﱂ ﻳﻌﺼﻪ،

📌وإذا ﻋﻠﻢ اﻟﻌﺒﺪ أن جميع ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ اﻟﻈﺎﻫﺮة واﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﻟﻠﺮﻗﻴﺐ، ﻗﺪ أﺣﺎط اﻟﻌﻠﻴﻢ ﺑﻌﻠﻤﻬﺎ، واستحضَر ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﰲ جميع أﺣﻮاﻟﻪ،

⇦أوﺟﺐ ﻟﻪ ذﻟﻚ ﺣﺮاﺳﺔ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻓﻜﺮٍ وﻫﺎﺟﺲٍ ﻳﺒﻐﻀﻪ الله،

⇦وحفظ ﻇﺎﻫﺮه ﻣﻦ ﻛﻞِّ ﻗﻮلٍ أو ﻓﻌﻞ يُسخِطُ الله،

⇦وعبد الله ﺑﻤﻘﺎم اﻹﺣﺴﺎن كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنّ الله يراه.

🌱 والمراقبة ﺛﻤﺮة ﻣﻦ ثمار ﻋﻠﻢ اﻟﻌﺒﺪ ﺑﺄنّ رﺑَّﻪ اﻟﺴﻤﻴﻊ البصير اﻟﻌﻠﻴﻢ رﻗﻴﺐٌ ﻋﻠﻴﻪ، ﻧﺎﻇﺮٌ إﻟﻴﻪ، مطّلعٌ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻛﻞ لحظة.

▼ﻓﻴﻮﺟﺐ ﻟﻪ ذﻟﻚ ﻣﺮاﻗﺒﺔ الله ﻋﻨﺪ أﻣﺮه ﻟﻴﻔﻌﻠﻪ على أﺣﺴﻦ ﺣﺎل،

▼وﻣﺮاﻗﺒﺘﻪ ﻋﻨﺪ نهيه ﻟﻴﺠﺘﻨﺒﻪ،

💡وﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺘﻘﻮى اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺛﻤﺮة اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺮﻗﻴﺐ وﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻷسماء الحسنى، واﻟﺼﻔﺎت العلى.

📍وﻣﻦ راﻗﺐ رﺑّﻪ؛ ⇦أكثَرَ ﻣﻦ ذﻛﺮه وﺷﻜﺮه، وأﺧﻠﺺ ﻟﻪ اﻟﻌﻤﻞ، وأﺣﺴﻦَ ﻟﻪ اﻟﻌﺒﺎدة،

ﻓﺎﻟﻠﻬﻢ زكِّ ﻗﻠﻮﺑَﻨﺎ ﺑﺎﻹيمان، واﻣﻨﺤﻨﺎ ﻋﻴﻮﻧًﺎ ﺗﺮاﻗﺐ ﻧِﻌَﻤَﻚ اﻟﻈﺎﻫﺮة، وﺑﺼﺎﺋﺮ تتّعظ ﺑﺄﴎارك اﻟﺒﺎﻫﺮة.

💫كتاب التوحيد- محمد التويجري💫

🔃يُتبَع -إن شاء الله-...

♡21♡

*💎تابع- التعبد لله باسمه "الرقيب"💎*

📌واﻋﻠﻢ أن ﺣﻘﻴﻘﺔ المراﻗﺒﺔ: أن ﻳﻜﻮن اﻟﻐﺎﻟﺐ على ﺣﺎل اﻟﻌﺒﺪ دوام ذﻛﺮ الله وﻟﺰوم ﻃﺎﻋﺘﻪ، ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺑﺄن الله ﻣﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ، وﻋﻠﻤﻪ أن ﻧﻈﺮ اﻟﺮﻗﻴﺐ الحق إﻟﻴﻪ أﺳﺒﻖ ﻣﻦ ﻧﻈﺮه ﻫﻮ إﱃ المعصية.

⚠️ فما عصى الله أﺣﺪ إﻻ ﻣﻦ ﺟﻬﻠﻪ ﺑﺎﻟﺮﻗﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ.

💡وﻣَﻦ ﺻﺢَّ ﻋﻠﻤﻪ، وﻋﺮف أن الله رﻗﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ؛ أﻃﺎع رﺑﻪ واتقاه، وﱂ ﻳﻔﻦِ ﻋﻤﺮه ﰲ اﻟﺒﻄﺎﻻت، ولم يقتل أوقاته بالغفلات!

↫ﺑﻞ ﻳﻮاﺻﻞ ﻃﺎﻋﺔ ﻣﻮﻻه ﰲ ﻟﻴﻠﻪ ونهاره، وﻳﻌﺒﺪ رﺑﻪ باﻟﺘﻌﻈﻴﻢ واﻟﺬل ﻟﻪ، ﻣُﺴﺘﺤﻴًﺎ ﻣﻦ اﻃّﻼع رﺑﻪ المُنعم ﻋﻠﻴﻪ، محتشمًا ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻪ ﻟﻪ، وَجِلًا ﻣﻦ ﻋﻈﻴﻢ رﻗﺎﺑﺘﻪ له.

📌واﻋﻠﻢ أن ﻣَﻦ ﻟﺰمَ ﻫﺬا اﻟﺴﺒﻴﻞ؛ أوﺻﻠﻪ ﺑﺈذن الله إﱃ ﺣُﺴﻦ المراقبة اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﺪ اﻹيمان، وتُثمر كمال اﻟﺘﻘﻮى، اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻤﺮ كمال اﻟﻘﺮب والمشاﻫﺪة واﻷُﻧﺲ بالله.

▪️وﻣَﻦ عمي ﻋﻠﻴﻪ أﻣﺮه، وﺿﻞَّ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ؛ ⇦فليرﺟﻊ إﱃ ﻣﻘﺎم المراﻗﺒﺔ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ المهتدين.

❣وارﻏﺐ إﱃ الله ﰲ إﺻﻼح ﻗﻠﺒﻚ، واطلب الأدوية لذلك، وتفطَّن لمكائد ﻋﺪوّك؛ لئلا ﻳﺼﻴﺪك وﻳﺄﴎك؛

🔅 *{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}* [فاطر:6]

❗️واﻋﻠﻢ أن ﻫﺬا اﻟﻜﻼم، وﻫﺬا اﻟﻨﻮر؛ إن ﱂ ﻳﻌﱪ ﻣﻦ ﻋﻘﻠﻚ إﱃ ﻗﻠﺒﻚ، ﺛﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﲆ ﺟﻮارﺣﻚ؛ ﻓﺎﻋﻠﻢ أﻧﻚ محجوب ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ رﺑﻚ ﺑﺴﻮء ﻛﺴﺒﻚ!

💡ﻓﺄﺻﻠﺢ ﺣﺎﻟﻚ، وﺗﻌﺎﻫﺪ إﻳﲈﻧﻚ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺸﺪَّ ملك الموت رﺣﺎﻟﻚ!

💫كتاب التوحيد - محمد التويجري (باختصار)💫

♡1♡

*💎 ورود اسم "الغَفور، الغفَّار، غافر الذَّنْب" في القرآن الكريم 💎*

▪سمّى الله نفسه بـ *"الغفور"* في *إحدى وتسعين* آية؛ قال -تعالى-:

🔅{أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الشورى:5].

🔅{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الحجر:49].

🔅{وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} [البروج:14].

▪وأمّا اسمه *"الغفّار"* فقد جاء في *خمس* آيات، منها قوله -تعالى-:

🔅{أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} [الزمر:5]

🔅 {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} [ص:66]

🔅 {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح:10]

▪️وأمّا *"الغافر"* فقد ورد *مرة واحدة* في القرآن [مُضافًا] وذلك في قوله -تعالى-:

🔅{غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر:3]

💫النهج الأسمى - محمد الحمود النجدي (بتصرّف يسير)💫

♡2♡

*💎المعنى اللغوي لـ "غفر"💎*

📌أصل الغَفْر : التغطية والسّتر؛

▪غَفَرَ الله له ذنوبَه: ⇦أي: سَتَرَها.

▪وتقول العرب: "اصبغ ثوبك بالسَّواد فهو أغْفَرُ لِوسخه".⇦أي: أحْمَلُ له وأغطَى له.

▪وكذا غَفَرَ الشيبَ بالخضابِ، وأَغْفَرَهُ: أي: سَتَره.

🔻والمَغفرة: التغطية،

🔻والمِغْفَر: هو حِلَق يتقنَّع به المتسلِّح يَقِيه ويَستره.

💫النهج الأسمى - محمد الحمود النجدي💫

♡3♡

💎معنى[الغافر -الغفور -الغفار] في حقّ الله -عزَّ وجلّ-💎

💬قال الخطابي:

📍«فالغفّار:
⇦السّتّار لذنوب عباده، والمُسدل عليهم ثوبَ عطفه ورأفته،

▪ومعنى الستر في هذا:
🔻أنّه لا يكشف أمرَ العبد لخلقه،
🔻ولا يهتك ستره بالعقوبة التي تشهره في عيونهم» .

💬وقال الزجاج:

📍«ومعنى الغفر في حقّ الله -سبحانه-:
⇦هو الذي يستر ذنوب عبادَه ويغطيهم بستره».

💬وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:

«وهو الغفور فلو أتى بقُرابها
من غير شرك بل من العصيان
لأتاه بالغفـــران مـلءَ قرابها
-سبحانه- هو واسع الغفران».

💬وقال الشيخ السعدي -رحمه الله-:

📍«الغفور:
⇦الذي لم يزل يغفر الذنوب ويتوب على كل من يتوب».

💬وقال أيضًا:

📍«العفوّ، والغفور، والغفار:

▪الذي لم يزل ولا يزال بالعفو معروفًا،

▪وبالغفران والصفح عن عباده موصوفًا،

▪كلُّ أحدٍ مُضطرٌّ إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطرٌّ إلى رحمته وكرمه،

▪وقد وعد بالمغفرة لمن أتى بأسبابها؛

🔅قال -تعالى-: *{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ}* [طه:82]

💫ولله الأسماء الحسنى - عبد العزيز الجليل 💫

♡4♡

*💎أنواع غفران الله -عزوجل-💎*

اعلم أنَّ غفران اللّه للخلق نوعان:

📌الأوّل: *غفران عام* لجميع الخلق مؤمنهم وكافرهم،

⇦وهو مغفرة "الإنظار والإمهال" في الدنيا؛ ليَنالَ كلُّ إنسانٍ نصيبَه من الكتاب ويستوفِي ماقدّر اللّه له من العمل،

▫ثم يُؤخذ كلُّ إنسان بحسب عمله.

🔅قال -تعالى-: *{وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ۖ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ ۚ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا}* [الكهف:58]

📌الثاني: *غفران خاصّ بأوليائه المؤمنين*؛

⇦فكلّما أذنبوا واستغفروا غفر اللّه لهم -سبحانه-؛

🔅قال -تعالى-: *{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ}* [طه:82]

💡فسبحان الغفّار الحقّ، الذي فتح أبواب مغفرته وعفوه ورحمته للعالمين كلهم،

▫إذا استغفروا وتابوا إليه؛ غفرَ لهم ورحمهم وتاب عليهم، مِن مؤمنٍ وكافر، ومشرك وفاسق، ومجرم وظالم.

🔅قال -تعالى-: *{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}* [الزمر:53]

💫كتاب التوحيد -الشيخ محمد التويجري💫

♡5♡

*💎سعة مغفرة الله -عزَّ وجلّ-💎*

🔅قال -تعالى-: *{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ}* [النجم:32].

💬قال ابن كثير: وقوله: {إن ربك واسع المغفرة}:

◁ أي: رحمته وسعت كلَّ شيء،
◁ ومغفرته تسع الذنوب كلها لمن تاب منها،

🔅كقوله -تعالى-: *{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}* [الزمر:53]

💬وقال السعدي:

◁ فلولا مغفرته لهلكت البلاد والعباد،
◁ ولولا عفوه وحِلمه لسقطت السماء على الأرض، ولما ترك على ظهرها من دابة.

🔅ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:"الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن، ما اجتنبت الكبائر" [رواه مسلم].

💬وقال الطنطاويُّ في "الوسيط": وقوله- سبحانه-: {إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ}

❗️تعليلٌ لاستثناء اللَّمَم،

⚠️وتنبيهٌ على أنَّ إخراجه عن حكم المؤاخذة، ليس لخلوّه عن الذنب في ذاته، ⇦ بل لسعة رحمة الله ومغفرته.

💡أي: إنَّ ربك -أيها الرسول الكريم- واسع المغفرة والرحمة، لعباده الذين وقعوا فيما نهاهم عنه -سبحانه- ثم تابوا إليه توبة صادقة نصوحًا.

♡6♡

*💎تابع سعة مغفرة الله -عزَّ وجلّ-💎*

🔅عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- يقول:

*"يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِيْ وَرَجَوتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبَالِيْ، يَا ابْنَ آَدَمَ لَو بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استَغْفَرْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيْتَنِيْ بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لقِيْتَنِيْ لاَتُشْرِك بِيْ شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقِرَابِهَا مَغفِرَةً"*. [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح]

🔅قوله: *"مَا دَعَوتَنِيْ وَرَجَوتَنِي"*
⇦يشمَل *دعاء العبادة ودعاء المسألة*،

📌ولكن لاحظ القيد في قوله: "وَرَجَوتَنِيْ" فلا بُدَّ من هذا القيد،
⇦أي: أن تكون داعيًا لله راجيًا إجابته،

⚠️وأمّا أن تدعو الله بقلب غافل، فأنت بعيد من الإجابة❗️

💡فلا بدّ من الدعاء والرجاء.

🔅وقوله: "غَفَرْتُ لَكَ":
⇦المغفرة: هي ستر الذّنب والتجاوُز عنه.

🔅"عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ":
⇦أي: على ما كان منك من الذنوب والتقصير.

🔅"وَلاَ أُبَالِي": أي: لا أهتمّ بذلك.

🔅"يَا ابْنَ آدَمَ لَو بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ"

⇦المراد بقوله: "عَنَانَ السَّمَاء"
◁ أي: أعلى السماء،

🔅"ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِيْ":
⇦أي: طلبت مني المغفرة،
سواء قلت: أستغفر الله، أو قلت: اللهم اغفر لي.

💡لكن لا بُدَّ من حضور القلب واستحضار الفقر إلى الله -عزّ وجل-.

💫شرح الأربعين النووية -ابن عثيمين رحمه الله 💫

🔃يُتبَع.. -إن شاء الله-...

♡7♡

*💎تابع سعة مغفرة الله -عزَّ وجلّ-💎*

🔅*"يَا ابنَ آدَمَ إنِّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقِرَابِ الأَرْضِ خطَايَا ثُمَّ لَقِيْتَني لاتُشْرِك بِيْ شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقِرَابِهَا مَغْفِرَةً"*

🔅قوله: "لَوْ أَتَيْتَنِيْ":
⇦أي: جئتني بعد الموت.

🔅"بِقِرَابِ الأَرْضِ"
⇦أي: مايقاربها، -إما ملئًا، أو ثقلًا، أو حجمًا-

🔅"خَطَايا": ⇦جمع خطيئة؛ وهي الذنوب،

🔅"ثُمَّ لَقِيْتَنِيْ لاَتُشْرِكْ بِي شَيْئًا":

🔅قوله: "شَيئًا" نكرة في سياق النفي، ⇦تفيد العموم، أي: لا شركًا أصغر ولا أكبر،

💡وهذا قيدٌ عظيم قد يتهاون به الإنسان ويقول: "أنا غير مشرك" وهو لايدري،

⚠️فحُبُّ المال الذي يلهي عن طاعة الله، من الإشراك:

🔅لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ، تَعِسَ عَبْدُ الخَمِيْصَةِ، تَعِسَ عَبْدُ الخَمِيْلَةِ" [رواه البخاري].

⇦فسمّى النبي -صلى الله عليه وسلم- من كان هذا همّه: *عبدًا لها*.

🔅"لأَتَيْتُكَ بِقِرَابِهَا مَغْفِرَةً":

💡وهذا لاشكّ من نعمة الله وفضله، بأن يأتي الإنسان ربَّه بملءِ الأرض خطايا ثم يأتيه عزّ وجل بقرابها مغفرة،

⇦ *وإلا فمُقتضى العدل أن يعاقبه على الخطايا، لكنَّه -جلَّ وعلا- يقول بالعدل ويعطي الفضل.*

💫شرح الأربعين النووية -ابن عثيمين رحمه الله 💫
♡8♡

*💎سعة مغفرة الله -عزَّ وجلَّ- مع المُذنبين💎*

🔅قال -تعالى-: *{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}* [الزمر:53]

📍يُخبر -تعالى- عباده المسرفين بِسِعة كرمه، ⇦ويحثُّهم على الإنابة قبل أن لا يمكنهم ذلك فقال:

🔅{قُلْ}: يا أيها الرسول، ومَن قام مَقامَه من الدُّعاة لدين اللّه -مُخبرًا للعباد عن ربهم-:

🔅{يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}:

◁ باتّباع ما تدعوهم إليه أنفسهم من الذنوب،
◁ والسعي في مَسَاخط علّام الغيوب.

🔅{لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}:
أي: لا تيأسوا منها، فتُلقوا بأيديكم إلى التَّهلكة، وتقولوا قد كثرَت ذنوبُنا وتراكمت عيوبُنا، فليس لها طريق يزيلها ولا سبيل يصرفها،

⚠️فتبقون بسبب ذلك مصرّين على العصيان، متزوّدين ما يُغضِبُ عليكم الرحمن❗

💡ولكن اعرفوا ربَّكم بأسمائه الدالة على كرمه وجوده، واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعًا؛

⇦ من الشرك، والقتل، والزّنا، والرّبا، والظُّلم، وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار.

🔅{إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}:
⇦ أي: وَصفُه المغفرة والرَّحمة،
وصفان لازمان ذاتيّان، لا تنفكُّ ذاته عنهما، ولم تزل آثارهما سارية في الوجود، مالئة للموجود،

◁ تسحُّ يداه من الخيرات آناء الليل والنهار،

◁ ويُوالي النِّعَمَ على العباد والفواضل في السرِّ والجهار،

◁ والعطاء أحبُّ إليه من المنع،

◁ والرحمة سبقت الغضب وغلبَته،

💡ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب؛

⚠️إن لم يأتِ بها العبد؛ فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة!

أعظمُها وأجلُّها -بل لا سبب لها غيره-:

🌟الإنابة إلى اللّه -تعالى-
◁بالتوبة النصوح،
◁والدعاء والتضرُّع،
◁ والتّألُّه والتعبُّد،

⇦ فَهلُمَّ إلى هذا السبب الأجَلِّ، والطَّريق الأعظم.

💫تفسير السعدي - رحمه الله-💫